وضع داكن
23-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 100 - من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الأخوة الكرام:
 لا زلنا في كتاب الجهاد، ولا زلنا في الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا ))

 يعني إذا لم يتح لك أن تغزو شخصياً، وأن تكون مجاهداً شخصياً، هناك بدائل البدائل ترقى إلى مستوى الأصل، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وكلامه عربي، وقال:

 

(( أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش ))

 

[ رواه الطبراني عن ابن سعيد الخدري ]

 وهذا أسلوب بلاغي سماه علماء البلاغة تأكيد المدح بما يشبه الذم، أنا أفصح العرب بيد أني، كأنه سيذكر ذم، قال بيد أني من قريش، وقريش أفصح قبائل العرب فهذا أسلوب في البلاغة استخدمه النبي عليه الصلاة والسلام كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
 هذا مدح، فسماه علوم البلاغة تأكيد المدح بما يشبه الذم، وفي أسلوب معاكس تأكيد الذم بما يشبه المديح، والله فلان لئيم لكن والحق يقال جبان، لئيم لكنه جبان، أنت حينما قلت لكنه تتوهم أنك سوف تمدحه، فإذا بصفة مذمومة أخرى تأتي.
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:

 

(( أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش ))

 علمونا في الجامعة أن أفصح نص بعد القرآن الكريم كلام النبي عليه أتم الصلاة والتسليم، أفصح نص، في لقطات عجيبة، يقول عليه الصلاة والسلام فيما تروي بعض الكتب، أنا الحديث سمعته شفاه:
" أفضل الإدام ـ أفضل أكل، أطيب أكل ـ الجوع ".
 الجوع إدام ‍؟ يعني إذا كنت جائعاً أي طعام تجده طيباً، في بعض الأخوان يعتنون بصحتهم، لا يتناولون شيئاً بين الوجبتين، فإذا حضر الطعام يأكل بشهية ما بعدها شهية، أما أكثر الناس يأكل طوال النهار، يأتي على الطعام النفيس يجد فيه عيوب كثيرة، لا بد أن واحد منكم قال والله أكلنا أكلة لا أنساها للموت وهي أكلة عادية، لكنه أكلها جائعاً لأنه أكلها جائعاً لا ينساها أبداً، فلو وطن أحدنا نفسه ألا يأكل شيئاً بين الوجبتين يجد أي طعام أطيبه، الحديث الذي ذكرته " نعم الإدام الجوع ".
 والنبي له في أحاديثه بلاغة رائعة، يعني كيف أننا في مصلحة واحدة، الآن نحن كمسلمين نحن جميعاً في قارب واحد، إن قوماً استهموا في سفينة فأخذ بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، الذين في أسفلها لأنهم اقتسموا حصتهم في السفينة، وهذه أرضهم وتكاثروا ليصعدوا إلى أعلى السفينة ليأخذوا الماء، فثقبوا في أسفل السفينة ليأخذوا الماء مباشرة، قال إن تركوه إن أخذوا على يديه نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا.
 في بالأمة قضايا ما فيها حرية، يقول أنا حر، أريد أن أفتح ملهى ليلي، لا في شباب، شاب جاهل، دخل للملهى رأى راقصة دخل بعالم الجنس، أفسدت عليه دراسته وزواجه، وبره لأبيه وأمه، فنحن ما عندنا حرية مطلقة كما في العالم الغربي، ما في عنا حرية مطلقة أن تفعل ما تشاء، في عندنا حدود، يعني يجب أن تنضبط بمنهج الله عز وجل أروع ما في الإسلام الوسطية، ما في قيد مطلق، ولا في حرية مطلقة، في حرية ضمن حدود الشرع، أجمل مثل النبي صوره:
أن خيل مربوطة بحبل طويل، لو فرضنا الفرس مربوطة بحبل طوله خمسين متر، بوتد، معها دائرة حركة مئة متر بكل الجهات، لكن هذا الحبل ينتهي بعد خمسين متر بعد مئة متر ما حرية حركة.
فأنا أفعل ما أشاء ؟ لا، الذي يفعل ما يشاء هو المجنون، أما المؤمن مقيد وأقول دائماً في بالقرآن ملامح رائعة، قال:

 

 

﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾

 

( سورة البقرة الآية: 187 )

 يعني في هامش آمان ينبغي أن يكون بينك وبين الحرام، الآن الزنا معروف لكن لا بد من هامش آمان بينك وبينه، وهذا المعنى مستقى من قوله تعالى:

 

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾

 

( سورة الإسراء الآية: 32 )

 فإطلاق البصر اقتربت من الزنا، صحبة الأراذل اقتربت من الزنا، أن تمشي في طريق يعج بالنساء الكاسيات العاريات اقتربت من الزنا، أن تصادق مغامر في المعاصي والآثام اقتربت من الزنا، الخلوة اقتراب من الزنا، قال " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ".
يعني أنا أقول دائماً مثل صارخ خط توتر عالي، وزير الكهرباء ليس حكيماً لو كتب العنوان التالي، ممنوع مس التيار، قبل أن تصل إليه بثمانية أمتار يصبح الإنسان فحمة ينبغي أن يكتب ممنوع الاقتراب من التيار.
وهذا معنى قول الله عز وجل " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا " فالنبي أول فصيح من فصحاء العرب قال: " مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا " يعني إذا أنت قدمت مال بطريقة تطمئن إليها أو بأخرى لإنسان يواجه عدواً شرساً أحمقاً غبياً، جسم ديناصور بعقل عصفور.
والله أجمل تعليق سمعته البارحة من عندهم التعليق أنه كان له زئير كزئير الأسد فأصبح له مواء كمواء القط، هذا الوحش الذي عندهم، هذا الثور الهائج المصاب بجنون البقر، كان له زئير كزئير الأسد، عقب العمليتين البارحة والله يجزيهم كل خير أصبح له مواء كمواء القط ,
الحرب بدأت بالإنسان وانتهت بالإنسان، هذا الإنسان الذي قدم روحه رخيصة في سبيل الله، هذا ألغى السلاح النووي، ألغى التفوق العسكري، ألغى الإف 16 ألغى الأباتشي، ألغى المكر، ألغى التجسس، ألغى كل شيء، ماذا أراد ؟ أراد أن يقدم روحه رخيصة في سبيل الله.
فإذا إنسان ما أتيح له أن يجاهد قال " مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا " لك أجر المجاهد، على مستوى الدعوة، أنت لست داعية ما عندك إمكانية تتكلم، يعني ما نشأت هذه النشأة العلم ما حصلته وأنت صغير، ما استوعبت العلم لكنك تحب الله ورسوله، فإذا كان تبنيت داعية فدعوته في صحيفتك، أرأيتم، يأتي طالب علم أجنبي من تركيا، من الشيشان، من إفريقيا من غينيا، من غانا، بوركينافاسو، فقير، أنت أمنت له بيت صغير أثاث بسيط، أعنته بمبلغ من المال، والله أنا سافرت إلى بلاد عديدة الشيء الذي لا يصدق أن هذه البلدة الطيبة لها سمعة في رعاية طلاب العلم لا تصدق، نحن في عندنا مراكز كبرى من عندنا الحجاز، مكة والمدينة، وفي عندنا مصر الأزهر، دمشق مفضلة عند كل طلاب العلم في العالم الإسلامي على أي مدينة أخرى.
 حدثني أخ، أخوانا بالخليج وهو أحد سفراء الخليج في دمشق، في حفل، يبدو حفل وطني في السفارة، فشخص أشاد بهذا البلد بالخليج وبالتفوق وبالحضارة، فقام إنسان ذو قيمة، قال له نسيت أن تقول لهم نحن نفشنا كالبوشار ثم عندنا إلى ما كنا عليه، العلم في الشام، والحضارة في الشام، والتفوق في الشام، هم، منصف جداً، هذه الشام الله عز وجل بارك فيها، قال:

 

(( الشَّامُ كِنَانَتي فَإِذَا غَضِبْتُ عَلَى قَوْمٍ رَمَيْتُهُمْ مِنَها بِسَهْمٍ ))

 

[أخرجه ابن عساكر عن عون بن عبيد اللّه بن عتبة ]

 ونرجو الله أن يحفظها، يعني برمضان والله في عندنا عرس، أنا دعيت إلى إلقاء محاضرة في لبنان برمضان، وسماحة المفتي دعاني إلى تناول طعام العشاء، طعام الإفطار، طبعاً اختار أفضل فندق على البحر، أنا قلت في نفسي من يأتي على الفندق في رمضان، الناس كلها في بيوتها، المفاجأة ما في محل فاضي، والنساء بأبهى زينة، ولا أحد صلى المغرب والأراكيل على الطاولة، سبحان الله ما هذا الإسلام ؟ سميته إسلام لبناني ماذا أسميه ؟ لا أحد صلى المغرب، وأراكيل، قل هذه قضية إشكالية، والنساء بأبهى زينة وهن صائمات، تأتي إلى الشام تجد عرس برمضان، الناس يتحركون نحو المساجد وكأن المساجد فيها عرس، فنحن في بلدة طيبة، ونرجو الله أن يحفظها لنا، وكأنه يحفظها إن شاء الله لكن إن لم يتح لك أن تكون كهؤلاء

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا ))

 انظر إلى أبواب الخير، ليس شرطاً أن تكون ببؤرة العمل، إذا كان داعي بمالك بجهدك أوضح شيء بالدعوة، والدعوة جهاد أساساً، والدليل:

 

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)﴾

 

( سورة الفرقان )

 الدعوة جهاد، إن لم يتح لك أن تكون داعية، إذا وزعت أشرطة داعية، إن لم يتح لك أن تكون داعية، إذا تكفلت داعية، فأنت داعية إلى الله عز وجل، إن لم يتح لك أن تكون داعية، واحد سافر يطلب العلم بمصر بالأزهر، وأنت بغيابه تفقدت أهله، أمنت لهم حاجاتهم فأنت لك أجر هذا الداعية، قال عليه الصلاة والسلام:

 

(( لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة ؟ ))

 

[ رواه الطبراني عن ابن الخصاصية السدوسي ]

 هذا سؤال، يا رب كيف ألقاك، واحد غارق بالمعاصي والآثام، والفجور والخمور والنساء، أصيب بأزمة قلبية حادة، نقل للمستشفى، والله قال لي بالحرف الواحد قال ناجى ربه، شعر أن الموت قريب جداً، قال يا رب ألقاء وأنا عارٍ من كل شيء، يقصد بلا عمل صالح، يعمد لي في حياتي كي ارتدي قميصاً يا رب، الله مد بحياته، لزم الدروس شعر بالقرب، شعر بالسعادة، فناجى ربه مرةً قال يا رب كل هذه السعادة بالقرب منك، لمَ لم ترسل لي هذه الأزمة القلبية قبل عشر سنوات ؟ أحياناً يد الله الكريمة تمتد، يد الله الرحيمة تمتد، تنقذك، الله يعينك على نفسك أحياناً.
امرأة سافرة، متهتكة، ترتدي أحدث صرعات الأزياء، معظم جسمها عاري في الطريق، جميلة، متغطرسة، مستعلية، تلعب بعقول الرجال، دعيت إلى التوبة لم تستجب استكبرت، أصيبت بمرض عضال، سأقول لكم ماذا قال قريبها، قريبها أحد أصدقائي قالت والله والله إذا الله شافاني حتى ألبس جلال حمار، لا تلبس مانطو، جلال حمار فقط الله يشفيني، الله أيام يعينك على نفسك، نفسك تحرن عليك، لم تقدر عليها، يبعث لك مشكلة لكنها من عند خبير، يعرف من يجعك، ما معنى مصيبة تصيب الهدف، مثلاً:
حدثني شخص عنده مرسيدس أحدث موديل، تاجر كبير، أخذها ابنه وعمل بها حادث، كوم تنك، من شدة غناه ما كلف خاطره أن يراها، قال لهم بيعوها بأي سعر، دخل لمحل فأهان، ذهب إلى عند طبيب قلب شعر بنخزة بقلبه، هذا علاجه عند الله لا بضياع المال المال كثير عنده، علاجه بكرامته، عرف كيف يداويه الله عز وجل، من محل وجعه والله يعرف كيف يداوي كل إنسان، أين ما ذهبت من عنده أدوية، تذهب إلى بلد إنسان يتمتع بحرية غير معقولة، الله عنده أدوية هناك من نوع ثاني، ببلاد عنده أدوية، وببلاد أخرى عنده أدوية، الإنسان تحت المعالجة، وصيدلية الله عز وجل فيها أدوية لكل الأقاليم والأعصر والأنصاب، في كل مكان.
 لذلك أيها الأخوة نحن يجب أن يكون لنا عمل، هذا الحديث هو محور هذا اللقاء أنت ما غزيت، ولم يتح لك أن تغزو، وأنت ما دعوت إلى الله، ولم يتح لك أن تدعو، لكن يمكن أن تنال أجر الداعية والغازي إذا جهزت غازياً أو داعياً، ويمكن أن تنال أجر الغازي أو الداعي إذا خلفت غازياً أو داعية أهله بخير، مفتوحة أبواب الخير، يعني واحد لا يتمكن ينصح، الآية كما أذكرها:

 

﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾

 

( سورة التوبة الآية: 92 )

 هؤلاء لو نصحوا لهم أجر الجهاد، النبي الكريم قال:

 

(( ما صعدنا تلة، ولا هبطنا وادياً إلا كانوا معنا، ولكن العذر حبسهم ))

 حتى في بعض الأحاديث المؤمن إذا مرض أو سافر يكتب له أجر عبادته صحيحاً مقيماً، له عمل طيب، كان يحضر درس، مرض ما حضر الدرس، لأن مرضه عذر عند الله مقبول كتب له أجر الدرس ولو كان صحيحاً، وهكذا.
نحن هذا الحديث على صغره يعطي معاني كبيرة، ممكن أن تأكل أكل غالي ممكن، الآن صندوق العافية في جامع النابلسي، أن إنسان فقير مريض وأنت ما معك زيادة يمكن أن نمرق يومين أكل متواضع، يسمونه حواضر أو تمضاية، ممكن يومين تمضاية وأربعة أيام طبخ، الفرق أدفعه لواحد يعالج، هذا إذا واحد دخله محدود، ما عنده هامش يعطي قرش، ممكن يمرق يومين تمضاية، ويدفع الفرق لصندوق العافية، أو لجهة خيرية أو لإنسان طالب علم مثلاً، من هو الفقير ؟ الذي ليس له عمل صالح.
لما سيدنا موسى سقى للمرأتين ابنتي سيدنا شعيب.

 

 

﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)﴾

 

( سورة القصص )

 أنا مفتقر للعمل الصالح، وإذا إنسان يمر ولا يوم له عمل صالح هذا اليوم خسارة من عمره، لذلك ورد: أن لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علماً، و لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله قرباً، أنت تربح بحالتين، أن تزداد علماً بالله، وأن تزداد قرباً منه، ولا تربح ولو بعت باليوم بمليونين ليرة، ربحك مئتين ألف يوم خسارة، إذا ما في قفزة نوعية بالعلم أو بالعمل أنت خاسر.

إخفاء الصور