وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 8 - سورة يونس - تفسير الآية 101 ، معرفة الله من خلال الكون
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الإعجاز في الكون آية من آيات الله الدالة على عظمته :

 أيها الأخوة الكرام ؛ الآية الأولى بعد المئة من سورة يونس يقول الله عز وجل :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 علماء الأصول يقولون : إن كل فعل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، المسلمون يتوهمون أن الأوامر أن تصوم ، وأن تصلي ، وأن تحج ، وأن تزكي ، مع أن كل فعل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، يقول الله عز وجل :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 الحقيقة يقول بعض العلماء أن في الكون ما يقترب من مليون مليون مجرة ، وفي كل مجرة ما يقترب من مليون مليون نجم وكوكب ، وأن مجرتنا نحن درب التبانة ، شكلها مغزلي كشكل عضلة الإنسان ، في هذه المجرة نقطة واحدة في طرفها الأعلى ، اسم هذه النقطة المجموعة الشمسية .
 أي الشمس ، والأرض ، وعطارد ، والمشتري ، والمريخ ، وكل هذه المجموعة الشمسية في هذه النقطة ، والشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، وبين الأرض والشمس مئة وستة وخمسون مليون كيلومتر ، وأن الأرض لو ألقيت في الشمس لتبخرت في ثانية واحدة ، إلا أن الأرض مرتبطة بالشمس ، ما الذي يربطها ؟ قال تعالى :

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)﴾

[سورة الرعد]

 معنى الآية أنه رفعها بعمد لا ترونها ، بغير عمد ترونها معنى الآية أنه رفعها بأعمدة لا ترونها ، إنها قوى التجاذب .
 الأرض مثلاً مربوطة بالشمس بقوة تكافئ مليون مليون حبل فولاذي ، قطر الحبل خمسة أمتار ، وهذا الحبل الفولاذي يقاوم قوى الشد ما يعادل مليوني طن ، فالأرض مربوطة بالشمس بقوة تساوي مليون مليون ضرب مليونين من الأطنان من أجل أن تحرفها عن مسارها ثلاثة ميليمتر كل ثانية ، ليأتي مسارها مغلقاً حول الشمس ، فلولا هذه القوة ، القوة الجاذبة ، لانعتقت الأرض من مسارها حول الشمس ، ولسارت في متاهات الفضاء الخارجي ، فإذا ابتعدت عن الشمس أصبحت الأرض في حرارة تقل عن مئتين وسبعين درجة تحت الصفر ، وعندها تنتهي الحياة ، هذا هو الصفر المطلق .
 لمجرد أن يلغى ارتباط الشمس بالأرض تخرج من مسارها ، ما الذي يجعلها على مسارها المغلق حول الشمس ؟ هذه القوى الجاذبة التي تعادل مليون مليون طن ضرب مليونين ، لو أردنا أن نزرع هذه الحبال على سطح الأرض لوجدنا أن بين الحبليين حبلاً واحداً فارغاً ، نحن أمام غابة من الحبال الفولاذية تعيق الحركة ، تعيق البناء ، تعيق الزراعة ، تعيق النشاط ، تعيق أشعة الشمس ، فتغدو الحياة مستحيلة ، لو أن هذه الأعمدة مرئية .

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)﴾

[سورة الرعد]

 انظر هذه الآية ما أعظمها ! هذه الأعمدة المليون مليون حبل ، كل حبل يقاوم مليوني طن من أجل أن يحرف الأرض عن مسارها حول الشمس ثلاثة ميليمتر كل ثانية ، ثلاثة ميليمتر كل ثانية يصير للأرض مسار حول الشمس ، هذا المسار الأرض تقطعه في عام بسرعة ثلاثين كيلومتراً بالثانية الواحدة ، نحن بدأ درسنا الساعة الواحدة والربع والآن الساعة الواحدة والثلث ، أي من خمس دقائق ، خمس دقائق ضرب ستين ثلاثمئة ثانية ، ضرب ثلاثين ، تسعة آلاف كيلومتر ، عندما قلت : بسم الله الرحمن الرحيم إلى الآن نحن مشينا تسعة آلاف كيلومتر ، هذا كلام بديهي لا يحتاج إلى مناقشة ، سرعة الأرض حول الشمس ثلاثون كيلومتر بالثانية ، منذ أن قلت : بسم الله حتى الآن قطعنا تسعة آلاف كيلومتر ، أي من هنا إلى قريب شمال أوروبا تقريباً .

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) ﴾

[ سورة الرعد ]

 يقول لك :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

معرفة الله من خلال الكون :

 مرة قلت لكم : بين الشمس والأرض مئة وستة وخمسون مليون كيلومتر ، والشمس تتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض بوسطها ، والأرض إذا ألقيت في جوف الشمس تبخرت في ثانية واحدة ، وأن هناك نجماً يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، وهناك نجم صغير في برج العقرب اسمه قلب العقرب ، إذا سرنا حول الشمس لاثني عشر شهراً نمر على أبراج ، برج العقرب ، برج الحمل ، برج الثور ، الله قال :

﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1(﴾

[ سورة البروج]

 من هذه الأبراج برج العقرب فيه نجم صغير متألق أحمر اسمه : قلب العقرب ، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما .

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 أقرب نجم للأرض بعده عنا أربع سنوات ضوئية ، أي لو أردت أن تصل إلية بسيارة تحتاج إلى خمسين مليون سنة ، يجب أن يكزن لك عمر هو خمسون مليون سنة ، كل التاريخ ستة آلاف سنة ، التاريخ كله ، يقول لك : ما قبل التاريخ ، ستة آلاف سنة التاريخ كله ، كل تاريخ البشر ستة آلاف ، يجب أن يكون عمرك خمسين مليون سنة من أجل أن تصل إلى أقرب نجم ملتهب إلى الأرض ، أربع سنوات ضوئية ، انظر إلى القطب تقفز رأساً أربعة آلاف سنة ضوئية ، قطب نجم الشمال ، من أربع سنوات إلى أربعة آلاف ، المرأة المسلسلة أربعة ملايين سنة ضوئية ، إحدى المجرات أربعة وعشرون ألف مليون سنة ضوئية .

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)﴾

[ سورة الواقعة ]

 لذلك :

﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) ﴾

[ سورة فاطر ]

 ربنا يقول :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 من أجل أن تعرف الله ، من أجل أن تعرف من هو الآمر الذي أمرك ، إذا قال لك : غض بصرك ، إذا كان هناك جندي بثكنة ، وجاءه أمر من سبعة قد لا يبالي ، سبعتان أحسن ، ثمانية أحسن ، ثمانيتان أحسن ، ثمانية ونجمتان أقوى ، مساعد ، نجمة على كتفه أقوى ، نجمتان، ثلاث ، أما لو جاءه أمر من أعلى رتبة بالجيش فهو يعلم من هو الآمر ، وأنت عليك أن تعلم من هو الآمر ؟

﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) ﴾

[ سورة الحديد ]

 الذي خلق مليون مليون مجرة ، بكل مجرة مليون مليون نجم ، وبين بعض المجرات أربع وعشرون ألف مليون سنة ضوئية ، مع أن الضوء يقطع بالثانية ثلاثمائة ألف كيلو متر، بالدقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ، باليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمائة وخمسة ستين ، هذا قول الله عز وجل :

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)﴾

[ سورة الواقعة ]

التفكر في خلق السماوات والأرض لمعرفة الله سبحانه وتعالى :

 أشعة الشمس أيها الأخوة تبعد عنا ثماني دقائق ، لسان اللهب يزيد عن مليون كيلو متر ، درجة الحرارة على سطحها ستة آلاف درجة ، الشمس بقيت مشتعلة خمسة آلاف مليون سنة هكذا قدر العلماء ، قالوا : وسوف تشتعل حسب التقديرات خمسة آلاف مليون سنة أخرى ، فلا قلق من انطفاء الشمس ، من أين الطاقة ؟ تضع بثمانمئة ليرة بنزين بعد يومين لا تجد شيئاً ، تحضر خمسة متر مكعب مازوت ، بعد شهرين لأن عندك شوفاج لن تجد قطرة واحدة .
 هذا النجم الملتهب من خمسة آلاف مليون سنة وهو مشتعل ، وحسب تقديرات خمسة آلاف مليون سنة قادمة سوف يبقى ملتهباً ، مصدر الحرارة ، والضوء ، والتعقيم ، والجذب ، من أين الطاقة ؟ يا ترى هل به مستودعات ؟ يجب على الإنسان أن يفكر من أجل أن يعرف الله ، من أجل أن تعرف ما معنى أمر الله ، الله أمرك أن تفعل كذا ، نهاك أن تفعل كذا ، الذي أمرك هو خالق السماوات والأرض ، فهذه الآية أيها الأخوة الكرام ؛

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 إذا كان الإنسان غير مقتنع بالإيمان لا يوجد شيء يجعله يؤمن ، وإذا كان راغباً بأن يؤمن فكل شيء يقنعه .
 أحياناً إنسان يدخل إلى محل تجاري ، يريد أن يشتري شيئاً ، يريه البائع مئة قطعة ، لا أريد ، لا أريد ، عندك الشيء الفلاني ، من الصعب أن تقنع إنساناً بشيء لا يريده ، يريه قماشاً ، أخي لا أريد قماشاً ، أريد بذلة جاهزة ، قماش إنكليزي ، درجة أولى ، فإذا شخص لا يريد أن يهتدي ، لو تريه أعظم آية ، كاميرا بلا فيلم ، هذه هي القصة ، إن أخذت المسافة ، والسرعة، واللقطة حلوة لكن لا يوجد فيلم ، لا تعذب نفسك ، الفيلم هو الرغبة بالهدى ، إذا كانت الرغبة غير موجودة فالفيلم غير موجود ، إن اطلع الإنسان على آيات كثيرة لا يؤمن .
 وكم آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها غافلون ! نحن عندنا مليون آية ، عينك آية ، شعرك آية ، أنفك آية ، لسانك آية ، العضلات آية ، القلب آية ، والله في الإنسان آيات لو تمضي كل حياتك في التأمل في الآيات الصارخة الدالة على عظمة الله فقط في جسمك لا تنتهي ، أقل شيء هذا القلب ينبض بلا كلل ، وبلا تعب ، ينبض ثمانين سنة ، تسعون سنة حركة مستمرة ، يضخ الدم ، له أمر كهربائي ذاتي ، العضلات أنواع ثلاث ، عضلات مخططة ، عضلات ملساء ، والقلب نوع خاص مستقل ، القلب لوحده معجزة .
 عقد مؤتمر بأمريكا عن أمراض القلب ، قال لي صديق حضر المؤتمر : شيء لا يصدق ، ألف وخمسمائة محاضرة اخترنا عشر محاضرات فقط لنحضرهم حول أحدث معطيات القلب ، القلب هذه العضلة الصنوبرية التي تعمل بلا كلل وبلا ملل ، الشرايين ، الأوردة الأعصاب .
 أخواننا الكرام :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 أمر إلهي يقتضي الوجوب ، يجب أن تفكر بالكون من أجل أن تعرف عظمة الله ، إن عرفت عظمته تستقيم على أمره ، لأن تعالى يقول :

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

 الآية الأولى بعد المئة من سورة يونس :

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

[ سورة يونس ]

 أي فكروا .

﴿مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

 لهذا :

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

[ سورة آل عمران ]

المؤمن إنسان ذكي اختار الله والدار الآخرة :

 قبل أن تطلق ، قبل أن تتزوج ، قبل أن تحضر هذه الحفلة ، هذا الذي خلقك خلق السماوات والأرض ، هل أنت ترضيه بهذا العمل أم تغضبه ؟ هنا الذكاء ، ابحث عما يرضي الله وأنت الرابح ، وأنت الفائز ، وأنت الناجح ، وأنت المتفوق ، وأنت الذكي ، وأنت العاقل ، لذلك ، أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً .
أعطينا شخصاً ألماسة ، ثمنها ثلاثمئة ألف ليرة ، وكأس كريستال ثمنه ثلاثمئة ليرة ، ومرطبان من البلور ثمنه مئة ليرة ، وقلنا له : اختر ، إذا أخذ المرطبان يكون أحمق ، هذا رخيص ، يقول لك : انظر إلى حجمه ، لذلك أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً ، الكأس صغيرة لكن ثمنها ثلاثمئة ليرة كريستال ، أما هذا فكبير ، أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً ، كلما كبر عقلك تستطيع أن تختار .
 المؤمن اختار الله والدار الآخرة ، فكان أذكى إنسان ، والباقون اختاروا الدنيا ، فضحكت عليهم ، عند نجاحه تفضل معنا ، انتهى عمرك تفضل ، حتى أنهي هذا البيت ، لم يسكن بالبيت والمسبح لم يسبح به ، انتهى الأمر .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور