وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 02 - سورة الأنفال - تفسير الآية 1 ، تقوى الله تعالى وإصلاح ذات البين
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . 

 

التقوى في اللغة :


أيها الأخوة الكرام...  مع الدرس الثاني من دروس سورة الأنفال ، ولا زلنا في الآية الأولى وهي قوله تعالى :

﴿  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)﴾

( فَاتَّقُوا اللَّهَ ) فعل اتقِ ماضيه وقى ، (وقى ، يقي ، قِ ) ، الأمر حرف واحد ، وقى ، يقي ، قِ ، أي اجعل بينك وبين غضب الله وقاية ، اجعل بينك وبين عقاب الله وقاية ، اجعل بينك وبين سخط الله وقاية ، أو اتقِ أن تعصيه ، اتقِ أن تخالف أمره ، اتقِ أن يغضب عليك ، اتقِ ألا تكون كما ينبغي . 

فكلمة التقوى ، واتقوا ، واتقِ ، ويتقون ، مشتقات هذا الفعل وردت في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمئة مرة ، لأن الإنسان أودع الله فيه الشهوات ، والشهوات حيادية ، والشهوات بإمكانك أن تتحرك منطلقاً منها تقريباً 180 درجة ، والشرع الحكيم سمح لك بمسافة ، أو بحيز ، أو بمساحة ، ما سواها يوجد مخالفة ، فالمؤمن يتقي أن يقع في المكان المحرم ، في الشهوة المحرمة ، في الكلمة المحرمة ، في أكل الطعام الحرام ، في فعل الحرام ، فكل شيء الله أودعه فيك حيادي أي سلم ترقى به أو دركات تهوي بها . 

فلذلك لو أردنا أن نقف في اللغة قليلاً ، وقى ، يقي ، قِ ، الفعل اتّقى هذا فعل مزيد مثل كتب ، اكتتب ، وقى ، اوتقى ، دغمت التاء بالواو وأصبحت اتّقى ، فهو فعل خماسي ، مزيد بحرفين على الثلاثي ، أي أبسط معنى للتقوى أن تطيع الله ، أمرك بالصدق صدقت ، نهاك عن الكذب انتهيت ، أمرك بأداء الأمانة أديتها ، نهاك عن الخيانة انتهيت ، أبسط معنى للتقوى هي طاعة الله ، أوامر الله عز وجل موجودة في الكتاب وفي السنة . 

 

المنهج الإسلامي منهج تفصيلي يدور مع الإنسان أينما كان :


لكن النقطة الدقيقة أن معظم المسلمين توهموا أن الإسلام عبادات شعائرية ليس غير ، لا ، أبداً ، العبادات الشعائرية هي خمس عبادات ، بل هي خمسة بنود من مئة ألف بند إن شئت ، أو من خمسمئة ألف بند إن شئت ، المنهج الإسلامي منهج تفصيلي ، يدور معك أينما كنت ، يبدأ معك من فراش الزوجية ، وهو من أخص الخصوصيات ، وينتهي بالعلاقات الدولية وهو من أعمّ العموميات ، منهج كامل في حركتك ، في نومك ، في استيقاظك ، في زواجك ، في عملك ، في إقامتك ، في سفرك ، بالسلم ، بالحرب ، بالغنى ، بالفقر ، علاقتك بأولادك ، علاقاتك بآبائك  ، علاقتك بأخواتك ، علاقتك بمن حولك ، علاقتك بالمؤمنين ، علاقتك بغير المؤمنين ، منهج تفصيلي . 

القرآن الكريم ستمئة صفحة ، كل أمر بالقرآن الكريم هو بند من بنود المنهج . إذا قال لك الله عز وجل :

﴿  فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ(24 ) ﴾

[  سورة عبس  ]

أمر ، هذا أمر يقتضي الوجوب .  

﴿  فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)  ﴾

[ سورة الطارق  ]

إذا قال القرآن الكريم : 

﴿  وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83 )﴾

[  سورة البقرة  ]

أمر .

فبطولتك كمؤمن إذا قرأت القرآن أن تقف عند كل فعل أمر في القرآن ، وأن تسأل نفسك أين أنت منه ؟ هل أنت مطبق له أم لا ؟ 

 

كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك :


لذلك مؤمن متوهم أنه صلى ، وصام ، وحجّ ، وزكى ، وانتهى كل شيء ، نقول له : لم ينته شيء ، الإسلام منهج تفصيلي ، يقتضي أن تأخذ كل أمر في القرآن الكريم على أنه أمر يقتضي الوجوب ، بل قال بعض العلماء : علة أي أمر أنه أمر . 

مرة عالم من علماء دمشق سافر إلى بلاد بعيدة ، إلى أمريكا ، والتقى برجل هداه الله إلى الإيمان ، فانطرح موضوع لحم الخنزير ، فهذا العالم الدمشقي تحدث ساعتين عن مضار لحم الخنزير ، وعن الدودة الشريطية ، وعن انتقال طباع الخنزير إلى آكله ، وعن ، وعن ، وجاء بأدلة ، وبراهين ، وأمثلة ، وتعليقات ، وتحليلات ، هذا الذي آمن في هذه البلاد ابتسم ، قال له : يكفيك أن تقول لي : إن الله حرمه ، لأن علة أي أمر أنه أمر . 

أنت مع طبيب معه شهادة عليا من بلد بعيد ، لا تفكر أن تسأله عن بعض التوجيهات ، طبيب ، هكذا قال ، أنت مع إنسان تثق بعلمه ، وبخبرته ، وبحرصه على صحتك ، يعطيك تعليمات ، قد لا يخطر في بالك إطلاقاً أن تسأل عن سببها أو عن علتها ، فلذلك من باب أولى أن تقف مع الله هذا الموقف ، الإمام الغزالي الذي قال : يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ طبيب عادي قال لك : ألغِ الملح ، ضغطك مرتفع ، قال لك : بع هذا البيت في الطابق الرابع واشترِ بيتاً في الطابق الأرضي ، تبادر فوراً ، لو أن طبيباً منعك يا نفس من أكلة تحبينها ، لاشك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك ! أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فما أكفرك ! 

 

كل أمر في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة يقتضي الوجوب :


لذلك أيها الأخوة ، أبسط معنى لقول تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ) ، أي أطيعوا الله ، هناك أوامر في القرآن ، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، طبعاً يوجد استثناء ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، إذا الله عز وجل قال : 

﴿  وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29 )﴾

[  سورة الكهف   ]

هذه لام الأمر ، هل يعقل أن يأمر الله بالكفر ؟ هذا اسمه أمر تهديد ، أمر تهديد، إذا الله عز وجل قال : 

﴿  أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187 )﴾

[  سورة البقرة  ]

هذا أمر إباحة ، وإذا قال : 

﴿  وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (3 )﴾

[  سورة النور   ]

هذا أمر ندب ، يوجد أمر ندب ، وأمر إباحة ، وأمر تهديد ، وهناك أمر يقتضي الوجوب ، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وكل أمر في السنة الصحيحة يقتضي الوجوب ، لقوله تعالى : 

﴿  مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7)﴾

[  سورة الحشر   ]

 

الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به :


الآن يوجد حقيقة دقيقة جداً ، أبدؤها بهذا المثل ، إنسان لا يقرأ ولا يكتب ، اشترى مكيفاً ، والجو حار ، فتح مفتاح التشغيل فجاءه هواء بارد ، فانتعش به واستمتع به ، وهو لا يفقه عن هذا المكيف شيئاً ، لا يعرف ، يأتي إنسان يحمل دكتوراه بالتكييف ، واشترى مكيفاً ووضعه في غرفته ، والجو حار ، وفتح مفتاح التشغيل ، وجاءه هواء بارد ، كلا الرجلين الذي يجهل آلية هذا الجهاز والذي يعلم آلية هذا الجهاز انتفع بالهواء البارد . 

لذلك قالوا : الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به ، أي أنت ببساطة لو طبقت منهج الله ، قال لك الله عز وجل : اصدق صدقت ، لا تكذب ما كذبت ، أدِّ واجبك ، أديت واجبك ، كن زوجاً محسناً ، كنت زوجاً محسناً ، لا يوجد عندك إمكان أن تفهم حكمة أمر ، ولا حللت أمراً ، ولا بحثت بأمر ، فقط طبقت الأمر ، قطفت كل ثمار الأمر ، فالانتفاع بالأمر الإلهي ، أو الانتفاع بترك ما نهاك الله عنه ، ليس أحد فروع العلم به ، لو لم تعلم . 

هذا الدين لكل البشر ، للمتعلم ولغير المتعلم ، للذي يقرأ وللأمّي ، ما دام الدين كالهواء للبشر ، كل إنسان بحاجة للهواء ، إن كنت تعرف أن عندك رئتين ، والهواء فيه أوكسجين ، والدم حمل غاز الفحم ، ويجب أن يتم التبادل في الرئتين بين غاز الفحم والأوكسجين أو لم تعلم ، أنت مهمتك تستنشق الهواء ، أمي ، متعلم ، دكتور ، مثل بعضها ، الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به ، لأن هذا الدين لكل البشر ، متعلم ، غير متعلم ، أمّي ، قارئ ، كاتب  ، مثقف ، دكتور ، جاهل ، ما دام نفذ الأمر قطف ثماره .  


أعلى مستوى في التقوى أن الله يقذف في قلب الإنسان نوراً يرى به الحق والباطل :


إذاً أبسط معنى للتقوى طاعة الله ، لكن أحياناً الإنسان يعرف فضلاً عن أن هذا الأمر أمراً يعرف حكمته ، الله قال :

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)﴾

[  سورة البقرة   ]

بالحكمة ، فإذا شخص أضاف إلى طاعة الله أنه عرف الحكمة يصبح داعية ، عندئذٍ يستطيع أن يقنع الآخرين بتنفيذ هذا الأمر . 

أحياناً مثلاً تقول لشخص : أنت حينما تبذل جهداً ونشاطاً تصبح عضلة القلب قوية وتأتي بالأدلة ، أنت حينما تمشي كل يوم ساعة ، هذا المشي يلين العضلات ، يدرب القلب على بذل جهد عالٍ ، فكلما أمكنك أن تحلل الأمر ، وأن تفهم حكمته ، أمكنك أن تقنع الآخر به ، ففرق العابد عن العالم ، العابد ينفذ الأمر ، والعابد ناجٍ ، أما العالم فينفذ الأمر ويعلم حكمة الأمر ، فبإمكان العالم أن يقنع الآخر بطاعة الله عن طريق بيان الحكمة ، هذه حالة أعلى . 

أخواننا الكرام ، العالم يطيع وهو يعلم الحكمة ، لكن لو فرضنا أن هناك قوارير ، كل قارورة فيها مادة معينة ، مكتوب على هذه القارورة : ملح ، هنا مكتوب : صوديوم ، هنا مكتوب : بوتاسيوم ، هنا مكتوب : زنك ، إلى آخره ، فأنت من خلال هذه اللصاقة تعرف المادة ، هذه أول مستويات المعرفة ، يوجد إنسان لو لم يكن هناك لصاقات خبرته بالمواد الكيماوية عالية جداً ، يقول لك : هذا بوتاس ، هذا ملح ، هذا نحاس ، هذا زنك ، فحينما تعرف الشيء باسمه هذا مستوى ، لكن يوجد مستوى أعلى أنك تعرف الشيء من دون اسمه ، هذه خبرة أعلى ، أي أنت في هذه الحالة تستغني عن البيانات ، هناك أنواع من جميع البضائع معظم الناس يعرفونها بحسب البيانات ، وأصحاب الخبرة بكل حرفة يعرفون الأنواع من دون بيانات ، يعرفونها بالخبرات ، هذا مستوى أعلى ، أعلى مستوى بالتقوى أن الله جلّ جلاله يقذف في قلبك نوراً ترى به الحق حقاً ، والباطل باطلاً . 

 

أبسط مستوى من التقوى أن يعرف الإنسان المحرمات بالمنهيات والأوامر بالمأمورات:


الآن انتقلنا إلى موضوع دقيق ، قال تعالى : 

﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)﴾

[  سورة الحديد   ]

يوجد في قلبك نور ، وأوضح مثل أيها الأخوة تمشي أنت ليلاً في طريق مخيف ضمن غابة ، يوجد حفر ، وأكمات ، وأفاع ، وعقارب ، ومعك مصباح كشاف ، بهذا المصباح الكشاف رأيت الحفرة فابتعدت عنها ، رأيت الأكمة فتجنبتها ، رأيت الحية فقتلتها ، المصباح الكشاف أراك كل شيء . 

إذاً أبسط مستوى من التقوى أن تعرف المحرمات بالمنهيات ، وأن تعرف الأوامر بالمأمورات ، وأن تعرف المباحات لم يكن هناك أمر به ، ولا نهي عنه ، هذا مستوى ، لكن أحياناً ينمو حسك الفقهي ، هذا حرام ولو لم تنبأ به ، حرام أن أفعل هذا ، هذا مستوى أعلى . 

الإنسان عندما يرتقي أول الأمر الإنسان يحب الغناء ، فاستمع إلى حديث صحيح أن الغناء محرم ، وهناك آيات تؤكد ذلك ، ترك الغناء ، لكن هناك أغنيات يحبها كثيراً ، لم يعد يستمع إلى هذه الأغنيات ، لكن مرة كان يركب بسيارة عامة وضع السائق هذه الأغنية فتجاوب معها ، لكن هو لم يستمع سمع ، فرق كبير بين سمع واستمع ، هو لم يأتِ بشريط  وضعه في المسجلة ، ويستمع لهذه الأغنية ، لكنه سمعها عرضاً وتفاعل معها ، لكن بعد حين حينما تنمو أذواقه الإيمانية ، وحينما يتقدس قلبه بمعرفة الله ، يشمئز من هذه الأغنية التي كان يحبها ، هذا مستوى أعلى . 

 

سعادة الإنسان ناتجة عن رؤية صحيحة وشقاؤه عن رؤية خاطئة :


أنت تبدأ ، يوجد منهيات ،ويوجد مأمورات ، تنتهي عما نهاك الله عنه ، وتأتمر بما أمرك الله به ، لكن بعد حين تنشأ عندك أذواق إيمانية لا تقبل بالخطأ ولو لم تعرفه أساساً . 

ورد أن : " نعم العبد صهيب ، لو لم يخف الله لم يعصه"

هذا مستوى أعلى ، أما أعلى مستوى فأن يلقي الله في قلبك نوراً ، ترى به الحق حقاً والباطل باطلاً ، وهذا يستند إلى دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : 

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

[ ليس بحديث  ، وإنما هو دعاء مأثور عن بعض من تقدم من السلف كما قال ابن شاهين رحمه الله ]

القصة بأكملها رؤية ، هذا الذي سرق ماذا رأى ؟ قبل سنوات عديدة أناس دخلوا على صائغ في بلدة في أطراف دمشق ، وأخذوا كل ما عنده من ذهب وقتلوه ، هم خمسة ، بعد فترة قصيرة وشيء رائع جداً علقوا جميعاً وشنقوا في مكان الجريمة ، هؤلاء حينما اقتحموا المحل ، وقتلوا الصائغ ، وأخذوا الذهب ، هل رأوا أنهم سوف يعدمون ؟ لا ، رأوا أنهم سوف يغتنون بهذا المال ، إذاً رؤيتهم خاطئة .

 كل سعادتك برؤية صحيحة ، وكل شقاء الإنسان برؤية خطأ .  

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اِتباعه

[ ليس بحديث  ، وإنما هو دعاء مأثور عن بعض من تقدم من السلف كما قال ابن شاهين رحمه الله ]

هؤلاء الذين انحرفوا ، وظلموا ، وبنوا مجدهم على أنقاض الآخرين ، بنوا حياتهم على قتلهم ، بنوا أمنهم على خوفهم ، بنوا غناهم على فقرهم ، بنوا عزهم على ذلهم ، هؤلاء دمرهم الله عزّ وجل ، هم حينما فعلوا ذلك ما تصوروا أن الله سيدمرهم ، تصوروا أنهم سيفوزون.

 

من استنار بنور الله ربح الدنيا والآخرة :


لذلك من هو البطل ؟ هو المؤمن الذي استنار بنور الله ، لما امرأة بأعلى درجة من الجمال ، امرأة العزيز ، راودت شاباً وسيم الطلعة ، هي سيدته ، وليس لصالحها أن تتكلم لأحد عن هذا الذي جرى بينهما ، وهو شاب وأعزب قال : 

﴿  وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)﴾

[  سورة يوسف   ]

ماذا رأى ؟ رأى أن هذه جريمة ، رأى أن الزنا خيانة ، رأى أن الزنا يحجب عن الله عز وجل ، ملك رؤيةً صحيحة ، لكن لو وضعنا مليون شاب مكانه الآن يراها مغنماً كبيراً .

إنسان ، سائق سيارة ، امرأة ترتدي عباءة ، أشرت إليه ، وقف ، صعدت ، قال : إلى أين يا أختي ؟ قالت له : خذني إلى أي مكان شئت ، فهم ، رأى أن هذا الشيء مغنم كبير، بعدما قضى حاجته أعطته رسالة فتحها ، فيها سطر واحد ، مرحباً بك في نادي الإيدز ، انتهى . 

سمعت عن قصة قرأتها ، سافر شخص إلى إيطاليا ، وفي منتصف الليل طُرق بابه ، بغي طرقت بابه ، رآها غنيمة كبيرة ، بعد أن انتهى ونام استيقظ لم يجدها ، كتبت له بأحمر الشفاه على مرآة الغرفة : أنت مصاب بالإيدز ، فانتحر . 

بطولتك أن تملك رؤية صحيحة . 

 

المؤمن لا يعصي الله عز وجل لأن عطاء الله بطاعته :


المؤمن والله الذي لا إله إلا هو لو قطعوه إرباً إرباً لا يعصي الله ، لأنه يرى الدمار ، والشقاء ، والهلاك ، والإحباط ، والفقر ، والفضيحة بمعصية الله . والقوة ، والمنعة ، والعزة ، والتوفيق ، وعطاء الله بطاعته .  

﴿  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)﴾

[  سورة الأحزاب    ]

كل بطولتك في هذه الدروس أنك تملك رؤية صحيحة ، وكل خطأ الناس إذا تركوا طلب العلم لا يملكون رؤية صحيحة ، يملكون رؤية مغلوطة . 

كل بطولتك أن تملك رؤية صحيحة ، كل ثمرات هذه الدروس أن تملك رؤية صحيحة ، كل نتائج هذه الدروس أن تملك رؤية صحيحة ، كل الدين أن تقول : 

﴿  وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)﴾

[  سورة يوسف   ]

والله يا أخوان أروي حديثاً ، لا أعتقد أنه يوجد حديث ينفعك كهذا الحديث : 

(( عن سالم عن أبيه مرفوعاً : ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه   ))

[ أبو نعيم عن ابن عمر مرفوعاً ]

أيها الأخوة الكرام ، إذاً أعلى درجة في التقوى أن الله يقذف نوراً في قلبك ، ترى به الحق حقاً ، والباطل باطلاً ، هذا النور هو أثمن شيء يملكه المؤمن ، يقول : أمشي بنور الله ، أي ألقى الله بقلبه نوراً أراه الحق حقاً ، والباطل باطلاً . 

 

على المؤمن إصلاح العلاقات بينه وبين ربه بتقديم القربات له وضبط المعاملات معه :


أيها الأخوة الكرام ، ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) ، البين ، يوجد بين بيني وبين الله ، عليك إصلاح هذه العلاقة ، إصلاح هذه العلاقة بمعرفته ، إصلاح هذه العلاقة بطاعته ، إصلاح هذه العلاقة بالتقرب إليه ، إصلاح هذه العلاقة بخدمة عباده ، إصلاح هذه العلاقة بأداء العبادات ، إصلاح هذه العلاقة بضبط المعاملات ، إصلاح هذه العلاقة بتقديم القربات إلى الله عز وجل ، فحينما تأتي إلى مجلس علم ، وتتعرف إلى الله ، وتذهب إلى البيت ، وتنفذ ما سمعته من توجيهات قرآنية ، ونبوية ، فأنت في إصلاح علاقتك مع الله . ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) ، أصلح ما بينك وبين الله . 

 

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ : للآية مستويات منها :

 

1 ـ إصلاح العلاقة بين الإنسان وربه :

أخواننا الكرام ،هذه الآية لها مستويات ، أعلى مستوياتها أن تصلح العلاقة بينك وبين الله ، وأنا أقول لكم : ما لم تصلح علاقتك مع الله أولاً ، ومع أهلك وأولادك ثانياً ، وفي عملك ثالثاً ، ومع صحتك رابعاً لن تكون ناجحاً ، لأن أي خلل في إحدى هذه الجهات ينسحب على كل الجهات .

الآن ليس هناك نجاح جزئي ، النجاح لا يسمى نجاحاً إلا إذا كان كلياً ، ينبغي أن تنجح في علاقتك مع الله ، وينبغي أن تنجح في علاقتك مع أهلك وأولادك ، وينبغي أن تنجح في علاقتك مع من تعمل معه ، عملك الذي تكتسب رزقك منه ، ويجب أن تنجح مع صحتك.  

2 ـ إصلاح العلاقة بين الإنسان وبين من حوله :

المستوى الثاني ، قال : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) مع الله فهمناها ، أصلحوا العلاقة بينكم وبين من حولكم ، أنت كمؤمن لابد من أن تكون علاقتك بأمك وأبيك إن كانوا أحياء في أعلى مستوى ، بحسب المنهج الإلهي ، وعلاقتك بأولادك ، وعلاقتك بزوجتك ، وبإخوتك وأخواتك ، علاقاتك بأقربائك ، علاقتك بجيرانك ، علاقتك بزملائك ، علاقتك بأصدقائك ، أية علاقة بينك وبين الآخر ينبغي أن تكون علاقة جيدة ، مبنية على الاحترام المتبادل ، مبنية على الوضوح ، لا يوجد كذب ، لا يوجد نفاق ، لا يوجد غش ، مبنية على التواضع ، مبنية على الحب ، هذه العلاقة الثانية . 

 

بطولة المؤمن أن تكون علاقته مع من حوله علاقة حبّ وتسامح :


أول علاقة مع الله ، أول علاقة بينية مع الله ، ثاني علاقة بينية مع من حولك ، فالمؤمن محبوب ، يعرف قدر أمه ، وأبيه ، وأولاده ، وزوجته ، وأهل زوجته ، وأقربائه ، وجيرانه ، وأصدقائه ، وزملائه ، علاقة مبنية على الأداء أداء الواجب ، والتسامح ، والعفو أحياناً ، والتلطف ، والاعتذار ، والمسامحة ، وتقديم هدية ، يوجد مشكلة نقدم هدية ، يوجد مشكلة غامضة نوضح ، البيان يطرد الشيطان ، ممكن تبين الشك يزول ، ممكن تعتذر الحقد يزول ، ممكن تطلب السماح الألم يزول  ، ممكن تقدم خدمة الألم يتلاشى . 

( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) مع من حولكم ، فبطولة المؤمن أن تكون علاقته طيبة مع أهله ، وجيرانه ، وإخوانه ، وأصحابه ، وأصدقائه ، ومع من يعمل معه ، وزملائه ، لكن إذا واحد بغى عليك .  

﴿  وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) ﴾

[  سورة الشورى    ]

لكن ينتصر لا أن يكيل له الصاع عشرة .  

﴿  وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) ﴾

[  سورة الشورى   ]

يجب أن يكون في علمك أن أولى واجبات المؤمن إصلاح العلاقة بينه وبين الله أولاً ، وبينه وبين الخلق ثانياً . 

الآن ، أنت ليس لك علاقة ، لك أخت نشب بينها وبين زوجها سوء تفاهم كبير جداً أصبحا على وشك الفراق ، لا تقل : أنا ليس لي علاقة ، اقرأ الآية : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) أي أصلح أية علاقة بين أخيك وأخيك ، بين أختك وزوجها ، بين شريك وشريكه ، بين جار وجار ، أول مستوى أصلح علاقتك مع الله ، ثاني مستوى أصلح علاقتك مع الآخرين جميعاً . 

3 ـ إصلاح العلاقة بين اثنين :

المستوى الثالث أصلح أية علاقة بين اثنين . 

من صفات المؤمن أنه يجمع ولا يفرق ، والنبي الكريم نفى عن أمته التفريق قال : 

(( حَدَّثَنِي طَلِيقٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فرّق فليس منا ))

[ أخرجه الطبراني ]

من فرّق ، يزور أخته بالعيد ، ماذا قدم لك زوجك في هذه المناسبة ؟ زوجها فقير ، تحبه ويحبها ، ويعيشون حياة جميلة جداً ، لم تنتبه ، والله ما قدم لي شيئاً ، معقول ما قدم لك شيئاً ؟ يليق بك شخص آخر ، الآن ذهب ، جاء زوجها ، تغيرت ، هو أساء العلاقة بينها وبين زوجها . 

(( عن عائشة قالت : قلتُ للنبيِّ حسبُك من صفيةَ كذا وكذا ، قال : غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً ، فقال : لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته ))

[ أبو داود ]

قصيرة . لا تقلد ، لا تنتقد ، لا تسخر ، لا تتهكم ، لا تصغر ، المؤمن متواضع ، ودائماً وأبداً يقدم للناس شيئاً يسعدهم .  


المودة والمحبة والتوضيح والاعتذار والهدية وسائل تذهب وحر الصدر :


( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)   أصلح ما بينك وبين الله بمعرفته ، وطاعته ، والتقرب إليه ، وأصلح ما بينك وبين من حولك من مؤمنين ، رواد مسجد ، أقرباؤك ، أخوانك  ، أخواتك ، أصهارك ، زبائنك إذا عندك مشروع مثلاً ، زملاؤك بالعمل ، جيرانك بالسكن وبالعمل .  

 ( وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) بالمودة ، والمحبة ، والتوضيح ، والاعتذار أحياناً ، وبالهدية ، والهدية كما قال النبي الكريم: 

(( عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرسن شاة ))

[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]

وكان النبي يقبل الهدية ويرد عليها .  

(( تهادوا تحابوا ))

[  رواه البخاري في الأدب المفرد ، ومالك ]

يوجد ألف طريق ، الاعتذار أحياناً ، أحياناً تقول : أخطأت ، سامحني ، انتهى كل شيء ، أنت أصلحت العلاقة بينك وبين الآخرين .   


من لم يطع الله عز وجل ففي إيمانه خلل :


أيها الأخوة الكرام ؛ قال : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) أكثر من مئات الآيات تبدأ بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ) أي يا من آمنتم بي ، يا من آمنتم بكمالي ، يا من آمنتم بعلمي ، بقدرتي ، بحكمتي ، برحمتي ، هذا الأمر أمري نفذوه .  

( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) ما دمت قد آمنت بالله واحداً ، وموجوداً ، وكاملاً ، وشرعه حكيم ، ورحمن رحيم ، وخلقك لجنة عرضها السماوات والأرض هذا العمل يحجبك عني يا عبدي ، هذا العمل يقربك مني ، هذا العمل سبب للتوفيق ، هذا العمل سبب للخذلان . 

إنسان يبيع أقمشة على الرصيف لا يوجد أفقر من هذا ، غطاء قطعة قماش ، يضع عليها عدة قطع قماش ، كل واحدة بخمسين ليرة ، دولار ، جاءت امرأة دفعت له بالخطأ مئة دولار ، وضعها بجيبه ، بعد دقيقتين يريد أن يكمل لإنسانة أخرى وجد مئة دولار ، يوجد محل إلى جانبه قال له : يا عم أطال الله عمرك حتى أبحث عن صاحبة المبلغ عينك على البضاعة ، لحق بها قال لها : يا أختي هذه مئة أنا أريد واحداً .

قضية رؤية يا أخوان ، أنت تحضر درس علم تملك رؤية إيمانية ، لا تعصي الله لو دفعوا لك الملايين ، لأن بعدها هذا الذي غادر إلى الجهاد أوصى جاره بزوجته ، فخانه بها ، هناك كلب أكله وقتله ، فقال النبي الكريم : "خان صاحبه ، والكلب قتله ، والكلب خير منه"


الأمانة غنى والخيانة فقر :


النبي قال : 

(( عن أنس : الأمانة غنى   ))

[  القضاعي  ]

أنا أريد أن أفهم كلمة واحدة وأقولها لإخواني ، عندما تعرف الله تملك رؤية صحيحة ، لا تغلط ، عندما تعرف منهج الله ، القرآن ، السنة ، الله يريد سعادتك ، يريد رقيك ، يريد مكانتك ، يريد راحتك النفسية ، يريد زواجاً ناجحاً لك ، يريد زوجة صالحة ، يريد أولاداً أبراراً ، استقم .  

(( استقيموا ولن تُحْصُوا ))

[ أخرجه الحاكم عن ثوبان  ]

والحمد لله رب العالمين 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور