وضع داكن
20-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 019 - الكبر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ما هي الصفة المهلكة في الإنسان والتي تمنع صاحبها من دخول الجنة؟ :

 أيها الأخوة الكرام, هناك صفات في النفس مهلكة, من هذه الصفات المهلكة: الكبر, أضرب لكم مثلاً:
 إنسان يوجد عنده في البيت كيلو لبن, جاءه ضيوف, أراد أن يسقيهم شراب اللبن, يمكن أن يضيف لهذه الكمية أربعة أمثال ماء, ويبقى شراباً طيباً, عذب المذاق؟ أما لو وضعت قطرة كاز مع هذا اللبن, هل يشرب؟ قطرة واحدة تفسده, وأربعة أمثال الكمية ماء, تجعله مستساغاً, شراباً طيباً.
 الكبر يتناقض مع العبادة, فذرة كبر تمنع دخول الجنة, أخطاء كثيرة يمكن أن ترتكب, وأن يغفرها الله عز وجل, لهذا قال عليه الصلاة والسلام:

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))

 الكبر صفة ذميمة, صفة مهلة, العبادة لا تحتمل ذرة كبر, وإلا تُرد على صاحبها.

ما السبب بمنع دخول الجنة من كان في قلبه ذرة من الكبر؟ :

 عن عبد الله بن مسعود, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر.
-مثقال ذرة, لأن:

((الكبرياء إزاري, والعظمة ردائي, فمن نازعني شيئاً منهما, أذقته عذابي ولا أبالي))-
فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً –أنيق– ونعله حسنة, قال: إن الله جميل يحب الجمال -لا يوجد مانع, ولكن- الكبر بطر الحق, وغمط الناس))

 

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]

 حديث دقيق جداً, رواه الإمام مسلم.

تعريف الكبر :

 تعريف الكبر: أن ترد الحق, ألا تقبل الحق, أن تستكبر على الحق, أن ترى أنك أكبر من أن تطيع الحق, أن ترى أن الدين لا يصلح لهذا الزمان؛ هذا عصر علم, عصر تقدم, عصر انفتاح, الدين قيود, رد الحق, رفض الحق, الاعتقاد بعدم صلاحية الحق لهذا الزمان, وحينما يرد الحق, يقع الإنسان في الكفر, لأن النبي صلى الله عليه وسلم, أو لأن الله جل جلاله يقول:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾

[سورة البقرة الآية: 286]

 فإذا ظننت أن هذه التكاليف فوق وسع الإنسان, فقد كذبت آية من كلام الله, وتكذيب آية واحدة تقتضي الكفر.
 قال رجل:

((إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسناً, ونعله حسنة, فقال: إن الله جميل يحب الجمال, الكبر بطر الحق))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]

 سيدنا آدم عصى ربه, ثم تاب عليه فهدى, أما إبليس, إبليس موضوعه مع الله ليس معصية, قال:

﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾

[سورة الأعراف الآية:12]

 رد أمر الله, ردُّ الأمر شيء, ومخالفته شيء آخر, فلذلك: العبادة لا تحتمل مثقال ذرة من كبر.

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))

من هم الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا يزكيهم؟ :

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال:

((قال عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة, ولا يزكيهم -لا يكلمهم ولا يزكيهم-, قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم, ولهم عذاب أليم؛ شيخ زان, -في الخامس والستين يسهر للساعة الخامسة فجراً؛ لا عشاء, ولا فجر, ونام طول النهار, لأنه أتى بصحن, مئتا محطة التي فيها ثمانون, أنا عندي مئتان يقول له, أي نعم-, وأمير كذاب, وعائل مستكبر))

 وعائل مستكبر: فقير ومستكبر.

هذا ما ورد في هذا الحديث القدسي :

 وقد ورد في الحديث القدسي:

((أحب ثلاثاً, وحبي لثلاث أشد؛ أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد, -شاب في مقتبل الحياة, الشهوات تفتعل في نفسه؛ ومع ذلك يغض بصره, ومع ذلك يطلب العلم, ومع ذلك يرضى بالقليل الحلال, ويركل بقدمه الحرام الكثير.
قال-: وأحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد, وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد, وأبغض ثلاثاً؛ أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد))

 للساعة الواحدة طاولة, خيش بيش, طيب إلى متى؟ ماذا تركت لآخرتك؟.

((من دخل في الأربعين, دخل في أسواق الآخرة))

دقق :

 أخواننا الكرام دققوا: ذهبت إلى اللاذقية عشرة أيام, في اليوم السابع ماذا تعمل؟ تهيىء بطاقات الدعوة, تهيىء شراء الهدايا مثلاً, من اليوم السابع في ترتيب جديد, ترتيب دعوة, من واحد لسبعة إقبال, أي بلد سافرته, قبل أربعة, خمسة أيام؛ تفكر بالحجز, تفكر بالهدايا, بالعودة بشركة التقرير, إذا كان موظف رسمي عن أعمالك, حسناً:

((من دخل في الأربعين, دخل في أسواق الآخرة))

 إذا الإنسان تجاوز الأربعين, بلغ أشده, خطه البياني صاعد, بالأربعين وقف, مشي هكذا ......., بعد ذلك: بدأ ينزل.

((عبدي كبرت سنك, وانحنى ظهرك, وشاب شعرك, وضعف بصرك, فاستح مني, فأنا أستحي منك))

 صدق القائل:

إلى متى أنت باللذات مشغول  وأنت عن كل ما قدمت مسؤول؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه  ذاك لعمري في المـقال شنيع
لو كان حبك صادقـاً لأطعته إن المحب لمــن يحب يطيع

لمن يكون الكبرياء؟ :

((ثلاثة لا يكلمهم الله, ولا ينظر إليهم, ولهم عذاب أليم؛ شيخ زان, وأمير كذاب, وعائل مستكبر))

 فقير مستكبر –نعم-.
 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

((قال عليه الصلاة والسلام: العز إزاره, والكبرياء رداؤه, فمن ينازعني عذبته))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه, عن أبي سعيد وأبي هريرة]

 الكبرياء لله, العظمة لله, هذا من شأن الله عز وجل, لا من شأن البشر, نحن فقراء, نحن ضعفاء.

نقطة مهمة :

 أيها الأخوة, في نقطة دقيقة جداً: بالقدر الذي تتواضع لله, يرفعك الله, وبالقدر الذي تعلو على الله, يُذلك الله.
 الآن: هل يوجد إنسان على وجه الأرض, نال من المقام الرفيع, كما نال النبي؟:

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾

[سورة الشرح الآية:1]

﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾

[سورة الشرح الآية:2]

﴿الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾

[سورة الشرح الآية:3]

﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾

[سورة الشرح الآية:4]

 وكل مؤمن له من هذه الآية نصيب, حينما يقبل على الله, يرفع الله له ذكره, ويعلي قدره, ويجعل له مهابة في مجتمعه.

ما الأشياء الثلاثة إذا برىء منهم الإنسان ومات على ذلك دخل الجنة؟ :

 وعن ثوبان قال:

((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو بريء من ثلاث؛ الكبر, والغلول, والدين, دخل الجنة))

[أخرجه الحاكم في مستدركه]

 الكبر والغلو, لأن يغتصب مالاً حراماً, والدين أن يستدين, وليس في نيته أن يؤدي الدين.

((من مات وهو بريء من ثلاث؛ الكبر, والغلول, والدين, دخل الجنة))

[أخرجه الحاكم في مستدركه]

ثلاثة مقاييس ذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام هم :

 النبي عليه الصلاة والسلام ذكر بعض المقاييس, قال:

((برىء من الكبر من حمل حاجته بيده, وبرىء من النفاق من أكثر من ذكر الله, وبرىء من الشح من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه))

 إذاً: أنت آثم, حينما تتهم إنساناً بالشح, إذا أدى زكاة ماله, وأنت آثم أيضاً حينما تتهم إنساناً بالنفاق, وقد أكثر من ذكر الله, وأنت آثم أيضاً حينما تتهم إنساناً بالكبر, وقد حمل حاجته بيده.

رواية أخرى تضمنت موضوع الكبر :

 عن علقمة, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, فقال له رجل: إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسناً, ونعلي حسنة, قال: إن الله جميل يحب الجمال, ولكن الكبر من بطر الحق وغمط الناس))

 أيها الأخوة, هذه رواية أخرى في الحديث.
 يعني: أنت حينما توقن أن شرع الله عز وجل من عند خالق الكون, ومن عند خالق الإنسان, ومن عند الخبير, ومن عند الصانع, وأن أكمل شيء هو منهج الله عز وجل, عندئذ تتقبل أوامر الله ونواهيه, تتقبل أوامر النبي ونواهيه بالقبول الحسن, أما حينما ترى أنك فوق ذلك, هذا هو الكبر.

ماذا تفهم من هذا الحديث؟ :

 النبي عليه الصلاة والسلام قال:

((أصلحوا رحالكم, وحسنوا لباسكم, حتى تكونوا شامة بين الناس))

 وكان عليه الصلاة والسلام: يُعرف بريح الطيب إذا مر.
 وكان عليه الصلاة والسلام: نقي الثوب, كان من أكمل الخلق؛ فلذلك: المؤمن أنيق, نظيف, أموره منضبطة, ليس ما يتوهم بعض الناس, من أن المؤمن ليس له مظهر حسن, هذا مناقض لأوامر النبي عليه الصلاة والسلام.

هذا علاج الجبار في الأرض :

 وعن سلمة بن الأكوع قال:

((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الرجل يذهب بنفسه -يعلو ويعلو- حتى يكتب في الجبارين, فيصيبه ما أصابهم))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 الجبار ما علاجه؟ القصم, والمسرف ما علاجه؟ الفقر, والزاني ما علاجه؟.
 من يزني يُزنى به ولو بجداره إن كنـت يا هذا لبيباً فافهم!
 فالله عز وجل كل ذنب له عنده علاج, علاج الجبارين القصم, عذاب مهين, عذاب سريع.
 قال عليه الصلاة والسلام:

((لا يزال الرجل يذهب بنفسه, حتى يكتب من الجبارين فيصيبه ما أصابهم))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 من قصم, ومن دمار.

جبار قصمه الله :

 في صاحب محل معمل حلويات بلبنان, يمكن أضخم معمل في لبنان, سمعت من وقت طويل, أنه يصدِّر إلى بلاد الخليج, وبلاد النفط, كل يوم طائرتين أو أكثر, طائرة شحن محملة بالحلويات, وهو من أغنياء أغنياء لبنان, دخل مرة إلى معمله, لم تعجبه عجينة المعمول, أمسكها ووضعها على الأرض, وعركها بقدميه وبحذائه, قال له صانعه: يا سيدي بالحذاء!؟ قال: الناس يأكلون من تحت قدمي, بعد ثلاثين يوماً أصيبت رجلاه بمرض الغرغرين, فقطعت رجلاه من ركبتيه, والآن مقيم بلندن بلا أرجل, هذا القصم.

((الجبار يقصمه الله))

 و:

((عرفت الله من نقض العزائم))

 الجبار يُحبط الله عمله, يقصمه الله عز وجل –نعم-. هذا مرض خطير.

هذا ما أخاف النبي صلى الله عليه وسلم علينا :

 أيها الأخوة, حتى الكبر يصيب المؤمنين, الدليل:

((لو لم تذنبوا, لخفت عليكم ما هو أكبر))

 ما هو الذي هو أكبر من الذنب؟ أقل العجب, العجب, العجب, هو العجب قريب من الكبر, الكبر يحتاج إلى إنسان آخر تعلو عليه, أما العجب من دون إنسان آخر, معجب بنفسه, ناظر إليها, تسبح بحمدها, تقدسها, تعلي شأنها, هذا العجب, العجب صفة ذاتية, أما الكبر صفة اجتماعية.
 على كلٍّ؛ العجب والكبر من مصدر واحد, يعني عملية تضخيم للذات.

حدثني صديق:

 حدثني صديق في عنده مزرعة, مزرعة دواجن, ففوجىء أنه في طير صغير, حجمه كبير, كأنه ديك, ما هذا!؟ ثم فوجىء بأن الطبيب يقول: هذا طير صغير, لكن يوجد مرض اسمه: تضخم الجسم, علاجه بالشيفرة, يجرحون الجلد بنفس, على مرتين, ثلاثة, كيف أن هذا الطير مصاب بتضخم الذات, وعلاجه أن يفرغ من هذا الهواء الفارغ؟ كذلك في أشخاص عندهم مرض اسمه تضخم الذات, هذا التضخم علاجه: أن يصاب بمصيبة تقصمهم, يتحجم.

اقرأ هذا الحديث :

 وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((إِنَّ مِنْ أَحَبِّكم إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِني مَجْلِسا يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنُكُم أخلاقاً، وَإِنَّ أَبغَضَكُمْ إِليَّ، وَأبْعَدَكُمْ مِني مَجْلساً يَومَ القِيامةِ: الثَّرْثَارونَ والمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ، قالوا: يا رسولَ الله! قد عَلِمْنَا الثَّرثَارون والمُتَشَدِّقون، فما المُتَفَيْهِقونَ؟ قال: المُتَكَبِّرونَ))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 أبغض الناس إلى النبي الكريم: المتفيقهون, المتكبرون, والثرثارون, والمتشدقون.

ﺇليكم هذا المشهد القرآني علام يدل؟ :

 وعن عبد الله بن عمر حدثه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به, فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة))

[أخرجه البخاري في الصحيح, والنسائي في سننه]

 ماذا فعل قارون؟:

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾

[سورة القصص الآية:79]

 قال:

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾

[سورة القصص الآية:81]

 الإنسان ليس له حق يعرض ما عنده على الناس, عرض عضلات, اشترى بيت, الله أكرمه فيه, يعطي توضيحات؛ هذا أربعمئة متر, البيت والله شيء جميل, الله يبارك لك فيه, البلاط إيطالي, هذا الشحن طائرة حسناً, الطقم الفلاني إيطالي, هذا مستورد, يظل يعطيك توضيحات, من أجل أن تندهش بهذا البيت, أنت لن تندهش, المؤمن يدهش بفضل الله, فليس من حق الإنسان أن يعلو على الآخرين.

حديثان وردا بشأن الكبر :

 قال عليه الصلاة والسلام:

((من جر ثوبه من الخيلاء, لم ينظر الله إليه يوم القيامة))

[أخرجه النسائي في سننه]

 في البيت: كلوا, واشربوا, وتنعموا, من غير إسراف ولا مخيلة, انظر؛ كل, واشرب, وتنعم, من دون إسراف ولا مخيلة.
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال عليه الصلاة والسلام:

((الكبرياء ردائي, والعظمة إزاري, فمن نازعني واحداً منهما, قذفته في النار))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه]

 أخواننا, في ألف قصة؛ إنسان متكبر, قصمه الله, لأنه بالتواضع, قال:

((-كل شيء- انظر إلى الأكحال –الكحل: أساسه حجر- وهي حجارة, لانت فصار مقرها في الأعين))

 لما الحجر لان, صار مكانه في العين, الكحل حجر.

انظر إلى فعل نبيك صلى الله عليه وسلم :

 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال:

((مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ, وَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ, فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ, وقر ذلك في نفسه, جَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ, لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ الْكِبْرِ))

[أخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة الباهلي]

 هكذا علمنا.

هذا شأن عمر :

 مرة سيدنا عمر على المنبر, والناس كلها يسمعون خطبة, سكت, قال:

((يا بن الخطاب! كنت راعياً ترعى غنيمات على قراريط لبني فلان, لبني مخزوم, حسناً: هذه ليس لها علاقة بالخطبة, لماذا قلت هذا: سيدنا أبو ذر؟ قال له: جاءتني نفسي, فقالت لي: أنت أمير المؤمنين, وليس بينك وبين الله أحد, -أنت قمة المجتمع-, أردت أن أعرفها نفسها, كنت راعياً, أرعى الغنم على قراريط لبني مخزوم, هكذا يا نفس))

نهاية المطاف :

 الحديث قبل الأخير:

((كلوا, واشربوا, وتصدقوا, والبسوا, ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة))

 كما قلت من قبل.
 وعن أبي سعيد, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((من يتواضع لله سبحانه وتعالى درجة, يرفعه الله به درجة, ومن يتكبر على الله درجة, يضعه الله به درجة, حتى يجعله في أسفل السافلين))

 بعد ذلك: التواضع ليس خلق.
 حقيقة: نحن لا شيء, الإنسان كل تفوقه قطرة دم, أقل حجماً من رأس الدبوس, إذا تجمدت في دماغه أصيب بالشلل, خثرة دماغية, لو كان ملك ما في, أليس كذلك؟ كيف تقول أنا؟ قل بفضل الله ورحمته, إذا الإنسان استيقظ معافى, معناها: الله سلمه, والحمد لله رب العالمين.
 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم, الفاتحة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور