وضع داكن
28-03-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 016 - الفساد- درء المفاسد مقدم على جلب المنافع- وما محور هذه الأحاديث التي طرحت في هذا الدرس؟
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

إليكم هذه المثال لتوضيح هذه القاعدة والغاية من طرحها :

((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع))

 تصور وعاء فيه عدة ثقوب, إغلاق الثقوب أول, أم إملاؤه أول؟ لا معنى لإملائه, ليس له قعر؛ فدرء المفاسد إحكام الوعاء, أما جلب المنافع إملاؤه بالشراب, لا معنى لإملائه بالشراب قبل إحكامه, هذه القاعدة مهمة جداً.
 فهناك أشخاص كثيرون, لهم أعمال طيبة, إلا أن هذه الأعمال الطيبة: ترافقها أعمال سيئة, هذا الإنسان اسمه -كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام-: مخلِّط, خلط عملاً صالحاً, وآخر سيئاً.
 يقول عليه الصلاة والسلام:

((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))

 لأن الورع وعاؤه محكم, مهما قلت الكمية محفوظة, أما غير الورع وعاؤه غير محكم, مهما قذف في هذا الوعاء غير المحكم, لا يبقى فيه شيء, فلذلك:

 

((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))

 

((من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا -في بيته, في خلوته, في سفره, في مكان لا يراه فيه أحد, في مكان غير مدان فيه-, لم يعبأ الله بشيء من عمله))

 صار عمله نفاق, فلذلك: أحاديث اليوم: عن خلق سيء يتلبس به الإنسان أحياناً, وهو الإفساد؛ يفسد على الناس حياتهم, يفسد على الناس دنياهم, يفسد على الناس دينهم, يفسد بين زوجين, بين شريكين, بين أخوين.

 

هذه هي قاعدة الدرس اليوم :

 القاعدة في هذا الدرس:

 

((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع))

 يعني: قبل أن تعمل أعمالاً صالحة, عليك أن تُحكِم استقامتك, لأن: إن أحكمت الاستقامة, جعلت الطريق إلى الله سالكاً.
 تصور تماماً: أن كل معصية, هي عقبة كؤود على الطريق إلى الله, فكلما تبت من معصية, أزحت عقبة من الطريق, فإذا استقمت استقامة تامة, لم يبق في الطريق إلى الله ولا عقبة, ماذا بقي عليك؟ أن تتحرك نحو الله بالعمل الصالح, إذا بني على استقامة قطفت ثماره, أما إن لم يبن على استقامة, العمل الصالح يشبه قطع للسيارة سيتراب, رفراف, مقعد, محرك, عجلة؛ العجلة مع المحرك سيتراب, مع المقعد, هذه القطع الأربع ليست سيارة, لكن لها ثمن, لك أن تبيعها, لكنها لا تسير بك, أما السيارة الكاملة؛ فمن لم يحسن استقامته, لم يقطف من الدين ثماره, أما إذا له أعمال صالحة, وأعمال سيئة, الله عز وجل يعطيه ثواب الأعمال الصالحة في الدنيا, لكن لن يستطيع أن يستثمرها في الإقبال على الله عز وجل.

 

هذه صورة المؤمن الحقيقية :

 عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال عليه الصلاة والسلام:

 

((لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل))

 خذ, ماذا قال سيدنا عمر:

((لست بالخب ولا الخب يخدعني))

 يعني:

((أنا لست من الخبث بحيث أَخدع أحداً, ولست من السذاجة بحيث أُخدع))

 هذا المؤمن: كيس فطن حذر, لا يستطيع أحد أن يخدعه, كما أنه في الوقت نفسه لا يخدع أحداً.
 نحن بقي في ذهننا صورة المؤمن, هي كإنسان؛ درويش, بسيط, جدبة, رث الهيئة, هذا مؤمن ولي يقول لك, لا.

 

((أصلحوا رحالكم وحسنوا لباسكم, حتى تكونوا شامة بين الناس))

 كان عليه الصلاة والسلام: إذا مشى في الطريق, عُرف من ريحه الطيبة.
 المؤمن نظيف, المؤمن أنيق, المؤمن مرتب, منظم, مواعيده, حساباته, أموره مضبوطة, أما غير المؤمن:

 

 

﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

 

[سورة الكهف الآية:28]

هذا هو المنان :

((لا يدخل الجنة خب ولا منان.

 -المنان أكيد عمل عملاً صالحاً, ليس لله, لينتزع شكر الناس؛ إعجاب الناس, تقدير الناس, ثناء الناس, فإذا ما أُعجبوا بعمله, ما أثنوا على عمله, هو يمدح نفسه؛ أنا أعطيت, أنا عملت, لحمك من غيري, إلى آخره .......
 فالمنان إنسان غير مخلص لله عز وجل, المنان إنسان عمل صالحاً لغير الله, فإذا ما قبض العمل الصالح مديح, وثناء, هو يمدح نفسه, ويثني على عمله, ويمنن غيره-.

ولا بخيل))

 ولا خب, ولا منان, ولا بخيل.
 شعارنا في هذا الدرس:

((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع))

منعطف خطير :

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

((إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة, لا أقول حالقة الشعر, ولكن أقول حالقة الدين))

 يعني: ممكن الإنسان, طبعاً: غير الراقي يترك دينه, لأن إنساناً أساء إليه؛ فالمشاحنة , والبغضاء, والعداوة, الخصومات بين الأسر, وبين الأخوات, هذه من شأنها أن تحلق الدين.

 

((فإنها الحالقة, لا أقول حالقة الشعر, ولكن أقول حالقة الدين))

 كم من إنسان ترك الصلاة لخصومة بينه وبين إنسان سليط؟ كم من إنسان وقع في الحرام ليغيظ إنساناً آخر؟.

 

 

((فإياكم وفساد ذات البين))

 بقدر ما تستطيع, لا تكن سبباً في إحداث مشكلة مع آخرين.

 

 

إليكم هذه المستويات الثلاثة التي شرحها العلماء حول موضوع فساد ذات البين :

 

1-المستوى الأول: بينك وبين الله :

((إياكم وفساد ذات البين فإنها الحالقة, لا أقول حالقة الشعر, ولكن أقول حالقة الدين))

 إلا أن فساد ذات البين, شرحها العلماء شرحاً لطيفاً جداً على ثلاثة مستويات؛ أول مستوى: ذات البين؛ أي بينك وبين الله, إذا في إطلاق بصر: ذات بينك غير سليمة, إذا في كسب مال حرام: ذات بينك مع الله غير سليمة, يعني الطريق إلى الله ليس سالكاً, إذا في غيبة: ذات بينك مع الله غير صحيحة.

((إياكم وفساد ذات البين))

 قد تخسر الدنيا كلها, أما إن كانت علاقتك بالله طيبة, فأنت الرابح الأول:

ليتك تحــلو والحياة مريرة  وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيـني وبينك عامر  وبيني وبين العالـمين خراب
إذا صح منك الوصل فالكل هين  وكل الذي فوق التـراب تراب

 هذه الحقيقة: صاغها النبي الكريم في الطائف, وقال:

((إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي, ولك العتبى حتى ترضى, لكنك عافيتك أوسع لي))

 كل مؤمن شعاره:

((إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي, ولك العتبى حتى ترضى))

 يعني: الأصل علاقتك مع الله, فالمؤمن .....
 سيدنا عمر رضي الله عنه, كان إذا أصابته مصيبة, قال:

((الحمد لله ثلاثاً؛ الحمد لله إذ لم تكن في ديني.

 -أحياناً: بالحديث حسناً, بالمال أحياناً, بالنفس جرح لكن ليست بالدين؛ ما ترك الصلاة, ما شرب الخمر, ما أعان ظالم, ما نافق, ما دجل, ما ارتكب معصية, ما خرق الاستقامة-.

والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها, والحمد إذ ألهمت الصبر عليها))

 وفي رواية:

((والحمد لله أجرت عليها))

 لم تكن في ديني, ولم تكن أكبر منها, ألهمت الصبر عليها, وأجرت عليها, هذا المؤمن, لذلك:

((إياكم وسوء ذات البين))

 أن تكون العلاقة بالله سيئة.
 قال العلماء:

((لأن تسقط من السماء إلى الأرض فتنحطم الأضلاع, أهون من أن تسقط من عين الله))

 ممكن تكون فقير, ولك عند الله شأن كبير, ممكن تكون مريض -لا سمح الله-, ولك عند الله شأن كبير, ممكن تكون تعاني من زواج غير ناجح, من أولاد غير صالحين, من ضيق ذات اليد, الحياة فيها مصائب كثيرة, كل هذه المصائب تهون, إذا كانت ذات بينك مع الله سليمة.

((يا ربي ماذا فقد من وجدك, وماذا وجد من فقدك؟))

((إياكم وفساد ذات البين))

 هنا الحديث:

((وسوء ذات البين))

2-المستوى الثاني: بينك وبين زوجتك :

 الشيء الثاني: الآن أنت وزوجتك, أول علاقة: مع الله, الثانية: أنت وزوجتك:

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

[سورة النساء الآية:19]

 فسرها العلماء:

((أن المعاشرة بالمعروف, ليس عن أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها, بل أن تحتمل الأذى منها))

 كلام المفسرين؛ المعاشرة في المعروف: أن تحتمل الأذى من الزوجة, لا أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها, فلو فهم الأزواج هذه الآية, قال:

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾

[سورة النساء الآية:19]

 قال:

((رجل في المدينة المنورة اسمه أنس, تزوج, ودخل على امرأته فلم تعجبه, ضاقت الدنيا في عينيه, نام معها ليلة, وهام على وجهه, لما رأته قد انزعج منها أيما انزعاج , قالت: يا أنس, قد يكون الخير كامناً في الشر -إن رأيتني شراً, لعل فيَّ الخير-, وهام على وجهه عشرين عاماً, وعاد إلى المدينة, فإذا في مسجدها درس عظيم, والناس متحلقون حول شاب اسمه مالك, فلما سأل: إنه ابنه, ابنه: مالك بن أنس, قال له: يا هذا, قل لأمك: إن في الباب رجلاً يقول لك: قد يكون الخير كامناً في الشر, قالت: يا بني إنه أبوك))

 الإنسان أحياناً: يأتيه الخير كله من فتاة, لا أريد بنت, نريد نعمل إجهاض, هذه التي رفضتموها, قد يكون الخير كله فيها, لا تعرف, أنا أقول: هدية من الله؛ الفتاة هدية, الفتى هدية, الزوجة هدية.
 فالثانية: سوء ذات البين؛ بينك وبين زوجتك:

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

[سورة النساء الآية:19]

 بينك وبين أولادك, بينك وبين جيرانك, بينك وبين أقربائك, بينك وبين أخواتك, أولاد عمك.

((سوء ذات البين فإنها الحالقة))

 المؤمن ليس ندياً, يعني لا يعامل ند لند؛ زارني أزوره, هداني أهديه, أرقى من هكذا.
 النبي الكريم قال:

((أمرني ربي بتسع؛ خشية الله في السر والعلانية, وكلمة العدل في الغضب والرضا, والقصد في الفقر والغنى, وأن أصل من قطعني, وأعطي من حرمني, وأعفو عمن ظلمني, وأن يكون صمتي فكراً, ونطقي ذكراً, ونظري عبرة))

 هذا المعنى الثاني: سوء ذات البين.

3-المستوى الثالث: بين كل رجلين :

 المعنى الثالث: لو أن رجلين لا تعرفهما, ساءت العلاقة بينهما, إذا كان بالإمكان أن تصلح بينهما فافعل.
 أول مستوى: بينك وبين الله, وثاني مستوى: بين الناس وبينك, يعني أنت طرف بأي علاقة, والمستوى الثالث: بين كل رجلين.

إياكم وسوء ذات البين .....:

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة, لا تحلق الشعر, ولكن تحلق الدين))

 يعني: لو أن إنساناً يصلي, طلق امرأة طلاقاً تعسفياً, إنها سوف تترك الصلاة كيداً, كيداً له.

((تحلق الدين))

 لو أن الطلاق تعسفي, سوف تخرج سافرة كيداً, إذا الإنسان كان بخيلاً, وهو يصلي, أولاده سوف يدعون الصلاة كيداً له.

((فإياكم وفساد ذات البين فإنها الحالقة, لا أقول حالقة الشعر, ولكن أقول حالقة الدين))

 درسنا عن الفساد, و:

((درء المفاسد –مرة ثانية- مقدم على جلب المنافع))

ما هي الدرجة التي استحقت أن تكون أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة, ولماذا؟

 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

((قال عليه الصلاة والسلام: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ -دققوا- قالوا: بلى, قال: صلاح ذات البين))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

 فأي صلاة الفرض؟ لا, النافلة, أنت يعني لو صليت أربع ركعات نفل, لما أصلحت بين اثنين, لا, أصلح بين اثنين, إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة النافلة, والصيام النفل, والصدقة, لأن المجتمع ...... قال:

﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾

[سورة المائدة الآية:32]

 المجتمع إذا كان في تماسك, في تعاطف, في تعاون, في تكاتف, يد الله مع الجماعة, فأنت هم المؤمن: تثبيت قواعد الجماعة المؤمنة, أما تثبيت الجماعة: هذا من أخلاق الكفار.

احذر من هذا الموقع :

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال عليه الصلاة والسلام:

(( ليس منا.

 -هذا من أشد أنواع الوعيد, يعني: ينفي النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الذي يفعل هذا الأمر, انتماءه إلى الدين, نفي انتماء-:

قال:- من خبب امرأة على زوجها.

 -لك أخت متزوجة, ماذا أخذ لك على العيد؟ والله لم يأخذ لي شيء, حوينتك في, خرب الحال كلها, ما هذا البيت الصغير؟ هذا لا يسكن, هذا لعبة هذا, هذا ليس بيتاً, هنا مسكنك, أنت أفسدتها على زوجها, كرهتها بزوجها, زوجها أخلاقه عالية, دخله محدود, زوجك ما معاشه؟ والله خمسة آلاف, ماذا تفعل هذه الخمسة آلاف؟ لا يكفوني يوماً يقول لها, هو يفتخر بدخله, هو لم يعرف, خرب بيت أخته.
 والله رجل شكا لي أخاً لزوجته, شكا له عن زوجته لأخيها, قال له: أنصحك؟ قال له: نعم, قال له: طلقها, ليس لك مصلحة فيها, هذا أخ!؟

((إياكم وفساد ذات البين))

 أحياناً: كلمة-.

أو عبداً على سيده))

[أخرجه أبو داود في سننه]

 كم يعطيك معلمك؟ والله ثمانية آلاف, لا, حوينتك, ثمانية!؟ أنا أعطيه ثمانية عشر, الذي عنده, ودوام أقل, وأعطاه سيارة, قلبت له معيشته كلها, يعيش مرتاحاً, أنت أفسدت عبداً على سيده, أو امرأة على زوجها.

((ليس منا))

 انتبهوا, أول صف يصلي (ليس منا), ثماني حجج (ليس منا), ثماني عشرة عمرة (ليس منا).

((ليس منا من خبب امرأة على زوجها, أو عبداً على سيده))

 هذا فساد.

((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع))

 قبل ما تعمل أعمالاً صالحة, اترك الفساد.

((ليس منا من فرق))

 النبي يجمع, أنت لا تستطيع.

دعوة غداء :

 مرة دخلت لبيت شخص دعانا إلى الغداء, من دون مبالغة: غرفة الضيوف عرضها متر وثمانون سانتي, فيها ديوانين, بينهما يعني مكان لركب الضيوف, استحى بنفسه, قلت له: اللهم صل عليه, سيد الخلق, حبيب الحق, أعظم إنسان بالكون, حبيب الله, كان إذا أراد أن يصلي قيام الليل, لا تتسع غرفته لصلاته ونوم زوجته, لا تسع, طيبت نفسه, قال لي: جزاك الله خيراً.
 يقول له: والله ما هذا البيت؟ هذا لا يسكن, كرهته فيه, بقدر ما تستطيع حبب الناس بالله, وكرههم بالدنيا, لا تصغر لهم دنياهن, مبسوط, تجد يأتي شخص فضولي, يظل يمتحن لك هذا البيت, يمتحن لك الأثاث, ويمتحن لك ....... كيف يسعك؟ وكيف يسعك؟ ودخل زوجك, هذا حديث النساء, يعني: إن كيدهن عظيم.
 تجد الشخص يبعث زوجته للبير, ترجع قالبة وجهها, لا يعجبها .........

لا تدخل على غني:

 قال:

((من دخل على الأغنياء, خرج من عندهم وهو على الله ساخط))

 لا يوجد عنده شيء يطلع, تكون صحته طيبة, لأنه مضطر يغسل كلاويه, دسامات قلبه ممتازة, شرايينه جيدة, ضغطه (8, 12), صحته طيبة, مثل الحصان, يأكل بقابلية, عنده بيت يأوي إليه, غرفة نوف, غرفة ضيوف, مكيف, لكن لما دخل لعند الغني, وجد الثريا ثمنها مئتا ألف, السجادة ثمنها ثمانمئة ألف, هو لا يوجد عنده شيء, سخط على الله.

هذا ما نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة :

 قال لها:

((يا عائشة, إذا أردت اللحوق بي, فليكفك من الدنيا كزاد الراكب, ولا تستخلقي ثوباً حتى ترقعيه))

 يعني: إذا شخص جرابته فختت, هكذا قطبتان لا يحدث شيء, سعر الجوز خمسون ليرة, يوجد أناس فقراء, لا يوجد عندهم يلبسون جرابات, أنت اقطبه وادفع صدقة خمسين ليرة.

((إذا أردت اللحوق بي, فليكفك من الدنيا كزاد الراكب, ولا تستخلقي ثوباً حتى تسترقعيه, وإياك والدخول على الأغنياء))

 نصيحة سيد الأنام, طبعاً: الأغنياء غير المؤمنين؛ المؤمن متواضع, سخي, كريم, لا يحب الظهور, لا يوجد عنده مظاهر صارخة, المؤمن لو كان غنياً, قال:
 لأن:

((كثرة الظهور تقصم الظهور))

 ماذا فعل قارون؟:

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾

[سورة القصص الآية:79]

 الله ماذا قال؟:

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾

[سورة القصص الآية:81]

 ضربات الله موجعة:

﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾

[سورة البروج الآية:12]

 إذا الإنسان أراد أن يستعلي على الناس, أن يسفه لهم دنياهم, أن يدخل حرقة القلب في نفوسهم, الله كبير.

ما هي الأمور الثلاثة التي أقسم النبي عليه الصلاة والسلام عليهن؟ :

 وعن أبي كبشة الأنماري قال:

((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث أقسم عليهن.

 -أنت متى تقسم؟ إذا قال لك شخص: كم الساعة؟ تقول له: والله العظيم ثمانية وخمسة, كلام ليس له معنى, تقسم لسؤال عادي, السؤال يكون عند الإنكار, إذا أنكر عليك الإنسان, تقول: والله العظيم أنا فعلت كذا.
 فالنبي الكريم قال-: ثلاثة أقسم عليهن, وأحدثكم حديثاً فاحفظوه, قال: فأما الثلاث الذي أقسم عليهن: 1- فإنه ما نقص مال عبد من صدقة.
 -والله أيها الأخوة, لو صدقنا هذا الكلام, لكنا من أكرم الكرماء.

((أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالا))

((عبدي أَنفق أُنفق عليك))

  والله أخ من أخواننا, دخل لبيت فيه تعزية, المتوفى ابن عمه, فسأل: أعليه دين؟ قال: والله في عليه دين, قال: الدين علي, قال لي: قلت: عشرون, ثلاثون ألف, في اليوم الثاني: مئة وثلاثون ألف دفعهم بالتمام والكمال.
  والله إنسان حي يرزق, عنده معمل, يقسم بالله في صبيحة اليوم التالي: جاءته اتصالات هاتفية, وباع واشترى مع ثلاثة شركاء, ربحه الصافي مئة وثلاثون ألف بيوم واحد, بيوم واحد, كأن الله عز وجل دفع عنه المبلغ, وأيده له باسمه-.
 ولا ظُلِمَ عبد لمظلمة فيصبر عليها, إلا زاده الله بها عزاً.
 -إنسان ظلموه, كن عبد الله المظلوم, ولا تكن عبد الله الظالم, يعني أنت أفضل لك ألف مرة أن تكون مظلوماً, وألا تكون ظالماً, المظلوم انتهى, الله عالجه وانتهى, أما الظالم أمامه معالجة مرة-.
 ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر))

 

لأن:

ملك الملوك إذا وهب  قم فاسألن عن السبب
الله يعـطي من يشاء  فقـف على حد الأدب

 الذي أعطاه يعطيك, فأنت عواض ما تتضعضع أمامه, اطلب من الله, اطلب من الله.
 فثلاثة أشياء:

((ما نقص مال عبد من صدقة, ولا ظُلم عبد بمظلمة فيصبر عليها, إلا زاده الله عز وجل بها عزا, ولا يفتح عبد باب مسالة, إلا فتح الله عليه باب فقر))

ما الذي يفسد على المرء دينه كما ورد في هذا الحديث؟ :

 آخر حديث: عن ابن كعب بن مالك, عن أبيه, قال:

((قال عليه الصلاة والسلام: ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم, بأفسدَ لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 ما الذي يفسد دينه؟ حرصه على المال وعلى السمعة, أية سمعة على حساب دينه؛ هكذا الناس, هكذا الأكابر يفعلون, هكذا الراقيين يفعلون, ولو خرقنا قواعد الدين, إذا خرقنا قواعد الدين, وأردنا المكانة العليا على حساب ديننا.
 قال: حب الإنسان حرصه على ماله, وحرصه على شرفه, معنى شرفه على سمعته, على حساب دينه.
 قال:

((ما ذئبان جائعا أُرسلا في غنم, بأفسدَ لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه))

 يعني: ما الذي يحطم الدين؟ حرصك على المال, وعلى مكانتك الاجتماعية التي على حساب دينك.

ملخص الدرس :

 ملخص الدرس:

((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع))

 المثل: وعاء في ثقوب, قبل أن تملأه حليباً سد الثقوب, وإلا لا تستفيد شيئاً من ملئه حليباً, والحمد لله رب العالمين.
 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم, الفاتحة.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور