وضع داكن
19-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثامن - الفقرة : 35 - معنى صلة الرحم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الرحم العامة رحم الدِّين، ويجب صلتها بملازمة الإيمان، والمحبة للمؤمنين، ونصرتهم، والنصيحة لهم، وترك أذيتهم، والعدل بينهم، والإنصاف في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى، ومواساة الفقراء، من دون أن يمن عليهم، ونصرة المظلومين، وحقوق الموتى، من غسلهم، والصلاة عليهم، ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لأهل الإيمان
 الرحم الخاصة رحم القرابة، وتكون صلتها بزيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، والإهداء إليهم، والتصدق على فقيرِهم، والتلطف مع وجيههم وغنيّهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتكون الصلة باستضافتهم، وحسن استقبالهم، وإعزازهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحِهم.
وتكون الصلة أيضاً بالدعاء للأرحام، وسلامة الصدر لهم، والحرص على نصحهم، ودعوتهم للخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وإصلاح ذات البين إذا فسدت
 وتكون الصلة أيضاً ببشاشةٍ عند اللّقاء، ولينٍ في المُعاملة، إلى طيبٍ في القول، وطلاقةٍ في الوجه، وزيارات وصِلات، وإحسانٌ إلى المحتاج، وبذلٌ للمعروف، ونصحُهم، والنّصحُ لهم، ومساندةُ مكروبِهم، وعيادةُ مريضهم، الصفحُ عن عثراتهم، وترك مُضارتهم، والمعنى الجامِع لذلك كلِّه: إيصالُ ما أمكَن من الخير، ودفعُ ما أمكنَ منَ الشرّ .
 ثم إن الأقارب يختلفون في أحوالهم، وطباعهم، ومنازلهم، فمنهم من يرضى بالقليل، فتكفيه الزيارة السنوية، والمكالمة الهاتفية، ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه، والصلة بالقول، ومنهم من يعفو عن حقه كاملاً، ويلتمس المعاذير لأرحامه، ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة، وبالاهتمام الدائم، فمعاملتهم بهذا المقتضى تعين على حسن الصلة بهم، واستيفاء مودتهم.
 وبشكل مختصر تبدأ صلة الرحم بنوع من الاتصال الهاتفي أو البريدي، ثم الزيارة، ثم تفقد الأحوال المعيشية والاجتماعية، ثم المساعدة بألطف أسلوب، ثم الأخذ بيد القريب، وأهله إلى الله، وحملهم على طاعته، والتقرب إليه، وهذا تاجٌ تتوّج به هذه الصلة، وعندئذ تكون هذه الصلة حققت هدفها الأكبر.

إخفاء الصور