وضع داكن
18-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثامن - الفقرة : 31 - متى تغضب
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 نظراً للمحن والشدائد التي تمر بها أمتنا، والتي تنهد لهولها الجبال، أخاطب أولئك الذين لم يحملوا هموم أمتهم، أينما كانوا في العالمين العربي والإسلامي، ولم يتألموا لآلامها، ولم يحزنوا لأحزانها، وتوهموا أن الذي يجري حولهم لايعنيهم، وهم غارقون في حفلات تقام في ردهات الفنادق، وفي أبهاء المطاعم، وفي حدائق المزارع، وفي ألعاب تافهة، وسباقات فارغة، وفي برامج ساقطة مستوردة من عالم تتناقض قيمه ومبادئه مع قيمنا ومبادئنا، تبثها بعض الفضائيات، والتي تبذل فيها الأموال الطائلة، والأوقات الثمينة ، إلى هؤلاء الشاردين أقول:
 أخي في الله أخبرني متى تغضبْ ؟
 إذا انتهكت محارمنا
 إذا نُسفت معالمنا، ولم تغضبْ
 إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
 إذا قامت قيامتنا، ولم تغضبْ
 فــأخبرني متى تغضــبْ ؟
 إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا.
 إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى.
 وظلت قدسنا تُغصبْ.
 ولم تغضبْ.
 فأخبرني متى تغضبْ ؟
 عدوي أو عدوك يهتك الأعراض.
 يعبث في دمي لعباً
 وأنت تراقب الملعبْ
 إذا لله.. للحـــرمات.. للإسلام لم تغضبْ
 فأخبـــرني متى تغضبْ ؟!
 رأيتَ هناك أهوالا
 رأيتَ الدم شلالاً
 عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
 رأيتَ القهر ألواناً وأشكالاً
 ولم تغضبْ
 فأخبـــرني متى تغــضبْ ؟
 فصارحني بلا خجلٍ.. لأية أمة تُنسبْ ؟!
 فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
 ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الهول
 ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
 وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
 ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالذلِ
 وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
 ألم يهززك منظر طفلة ملأت
 مواضعَ جسمها الحفرُ
 ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
 بظهر أبيه يستترُ
 فما رحموا استغاثته
 ولا اكترثوا ولا شعروا
 فخـــرّ لوجهه ميْتـــاً
 وخــــرّ أبـــــوه يُحتــــضرُ
 متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
 أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
 المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
 متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟

إخفاء الصور