وضع داكن
28-03-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الثامن - الفقرة : 19 - الأدب في الدعوة إلى الله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 وإليك هذا الموقف الطريف البسيط فإن له دلالات عظيمة.. أحيانا يتعوّد الناس على أشياء لم يرد لها أصل في السنة ، وحينما نريد أن نقومها يكون التقويم بشكل خاطئ.. وبشكل منفّر.. وقف شيخ كبير في الصلاة ، وكان بجواره شاب على وجهه علامة التدين.. وبعدما انتهى الإمام.. أعجب هذا الشيخ الكبير بالشاب ، وأعجب بخشوعه في صلاته ومدّ الشيخ الكبير يده لهذا الشاب داعياً له أن يرزقه الله حجة أو عمرة ليصلي في بيت الله الحرام فقال له مختصراً هذا الدعاء: حرماً... فنظر إليه الشاب المتدين بتجهم وغلظة قائلا: لم يرد في السنة حرما ! فقال الرجل الكبير: وهل قلة الذوق هي التي وردت في السنة !! ؟
 ولكن لغياب الفهم.. ولغياب حسن التعامل مع الناس بالحكمة ، والموعظة الحسنة سيظل هذا الشيخ على موقفه بسبب هذا الشاب.
 أيها الشاب افهم دينك. وتلطف مع الناس وتأدب في معاملتك معهم.. فالذوق مفتاح القلوب. وقلة الذوق تصد الناس عن سبيل الله.
ولنتعلم من الطفلين الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه قصة ينبغي أن يدرسها كل من يدعو إلى الله عز وجل ويجعلها دائما نصب عينيه.
 ذات يوم وجد الحسن والحسين سبطا النبي صلى الله عليه وسلم وجدا رجلا لا يحسن الوضوء.. فماذا فعلا ؟ انظر إلى فعلهما وتعلم الذوق في الدعوة إلى الله منهما.
 ذهبا إليه.. فقال الحسن: يا سيدي ، أخي هذا يدّعي أنه يتوضأ أحسن مني ، وأنا أقسم أنني أتوضأ كما يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ، فاحكم بيننا وانظر إلى وضوئه ووضوئي ، ثم قل أينا يتوضأ كما يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم. فدخل الحسن وتوضأ ، وأسبغ الوضوء وأحسنه ، ودخل الحسين وتوضأ مثل أخيه. فقال الرجل: والله إني لا أجيد الوضوء كما تتوضآن. ما رأيك في تصرف الحسن والحسين!! تعلم الذوق والأدب الرفيع من الحسن والحسين.. واقتد بهما تصل إلى ما تريد بأرق وألطف الأساليب.
من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف

إخفاء الصور