وضع داكن
24-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب السابع - الفقرة : 5 - الظلام في الفضاء الخارجي
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 كان هناك عالم من علماء الفلك في زيارة مركز من مراكز إطلاق المراكب الفضائية في بعض الدول المتقدمة، وهو في زيارة هذا المركز الذي ظل على اتصال مستمر بمركبة فضائية أُطلقت قبل زيارته، فإذا برائد الفضاء الذي على المركبة يتصل بمركز انطلاق المركبة، ويخبرها أنه أصبح لا يرى شيئاً ! لقد أصبحنا عمياً !! لا نرى شيئاً، والغريب أن المركبة قد انطلقت في وضح النهار، وبعد وقت قليل تجاوزت هذه المركبة الغلاف الجوي، ودخلت في منطقة لا هواء فيها، وأصبح الجو مظلماً ظلاماً كلياً، فصاح هذا الرائد: لقد أبحنا عمياً، لا نرى شيئاً، ما الذي حصل ؟ مركبة انطلقت في وضح النهار، وضح النهار في الأرض معروف، كل شيء مكشوف، وواضح بأشعة الشمس، أو من دون أشعة الشمس، لكن هناك أصبح الظلام مسيطراً، ولا يرى هذا الرائد شيئاً ! الذي حصل أن أشعة الشمس إذا وصلت إلى الغلاف الجوي تتناثر، بمعنى أن كل ذرة في الهواء تعكس على أختها بعض أشعة الشمس ! فانتثار الضوء ظاهرة علمية، أساسها أن أشعة الشمس تنعكس على ذرات الهواء، وكل ذرة تعكس على أختها من أشعة الشمس شيئاً، في الأرض يوجد ظاهرة، أن هناك منطقة فيها ضياء، وليس فيها أشعة شمس، فنقول: فيها الجو نهار، ونرى كل شيء، والشمس في بعض الأماكن أشعتها، بينما في الفضاء الجوي لا هواء، أي لا انتثار للضوء، فالجو ظلام تام دامس، لا يرى في الفضاء الخارجي إلا قرص الشمس فقط، فحينما نظر هذا الرائد من نافذة المركبة فرأى ظلاماً دامساً مطبقاً فصاح: أصبحنا عمياً، لا نرى شيئاً، هذه الحقيقة، أن الفضاء الخارجي ليس فيه هواء، وبالتالي ليس فيه انتثار ضوء.

إخفاء الصور