- ٠5كتاب ومضات في الإسلام
- /
- ٠04الباب الثالث - موضوعات إيمانية
مِن أسباب السكينة النفسية التي حرم منها الماديون ، ونعم بها المؤمنون ، ما يناجي به المؤمن ربه كل يوم من صلاة ودعاء ، فالصلاة لحظات ارتقاء روحي يفرغ المرء فيها من أشغالِه في دنياه ليقف بين يدي ربه ومولاه ، يثني عليه بما هو أهله ، ويفضي إليه بذات نفسه ، داعياً راغباً ضارعاً ، وفي الاتصال بالله العلي الكبير قوة للنفس، ومدد للعزيمة، وطمأنينة للروح ، لهذا جعل الله الصلاة سلاحاً للمؤمن يستعين بها في معركة الحياة ، ويواجه بها صعوباتها ، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)﴾
كان محمد صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة ، ولم تكن صلاته مجرد شكل أو طقس يؤدى إنما كانت استغراقاً في مناجاة الله ، حتى أنه كان إذا حان وقتها قال لمؤذِّنه بلال في لهفة المتشوق ، واشتياق الملهوف:
((يَا بِلاَلُ أَقِمْ الصَّلَاةَ ، أَرِحْنَا بِهَا))
وكان يقول:
((حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))