- ٠5كتاب ومضات في الإسلام
- /
- ٠04الباب الثالث - موضوعات إيمانية
إنّ المؤمن لا يشعر أنه في عزلة عن أخوانه المؤمنين، إنهم إنْ لم يكونوا معه في عمله أو مسجده أو مسكنه فهم يعيشون دائماً في ضميره، ويحيَوْن في فكره ووجدانه، فهو إذا صلى ولو منفرداً تحدث باسمهم:
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾
وإذا دعا دَعا باسمهم:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)﴾
وإذا ذكَر نفسه ذكَرهم:
((السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ))
إنه لا يعيش مع مؤمني عصره فحسب، بل يتخطى الأجيال، ويخترق العصور والمسافات، ويحيا مع المؤمنين وإن باعدت بينه وبينهم السنون والأعوام، ويقول ما قال الصالحون:
﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾
المؤمن يشعر أنه يعيش بإيمانه وعمله الصالح مع أنبياء الله ورسله المقربين، ومع كل صدّيق وشهيد وصالح من كل أمة وفي كلّ عصر، دلَّ على هذا كلِّه قولُه سبحانه:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً (69)﴾