وضع داكن
26-04-2024
Logo
المؤلفات - كتاب ومضات في الإسلام – الباب الأول - الفقرة : 07 - النصر المبدئي
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

1ـ النصر المبدئي:

 يكون المسلم منصوراً نصراً مبدئياً حين يسعى لتنفيذ أوامر الله ونواهيه في جميع ما جاءت به الشريعة، وفي جميع الظروف والأحوال، وفي جميع الأوقات والأماكن، وفي حدود ما لديه من إمكانات. وبعبارة أُخرى، يكون المسلم منصوراً نصراً مبدئياً حين يكون قائماً بأمر الله لا من القاعدين، ساعياً للدفاع عن المبدأ لا من الخاملين المخلّفين، شاهداً أحداث الأُمة لا من المنعزلين. فحسب المسلم نصراً أن يحمل رسالة السماء إلى الناس، أما هدايتهم فأمرها بيد الله تعالى، وحسبه نصراً أن يعمل على إصلاح المجتمع أما صلاحه فأمره بيد الله تعالى، وحسبه نصراً أن يقاوم الظلم أما زوال الظلم فأمره بيد الله تعالى، وحسبه نصراً أن يكافح لاسترداد الأرض المغتصبة وثروات الأُمة المنهوبة أما ردها فأمرها بيد الله تعالى، وحسبه نصراً أن يجاهد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله في الأرض أما إطفاء الفتنة وهيمنة الحق فأمره بيد الله تعالى.
 ميزة هذا النصر أنه حتمي يتحقق لمجرد سعي المسلم له، أياً كانت النتائج الواقعية التي يتمخّض عنها سعيه وجهاده، وميزته أنه إرادي مقدور عليه، فكل مسلم يستطيع تحقيقه، ويستطيع تجنب الهزيمة، وميزته أن المسلم يستطيع إحرازه حتى لو وقف أعداء الإسلام بكامل قواهم لقتاله وحربه، كما هي الحال الآن:

 

﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)﴾

 

( سورة التوبة )

إخفاء الصور