وضع داكن
25-04-2024
Logo
الخطبة : 0856 - حكم الصيام - الحكم الصحية من الصيام .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

 الحمد لله نحمده، ونعوذ به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

العلم تلبية لحاجة عليا في الإنسان :

 أيها الأخوة الكرام: يقول الله جلّ جلاله يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام:

﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾

[ سورة النساء : 113]

 وصف الله العلم الذي يعلمه الإنسان فيسعد به في الدنيا والآخرة لأنه فضل عظيم.
 في آية أخرى يقول الله عز وجل :

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

[ سورة النساء : 77 ]

 فالعلم بوصف الله هو عظيم، ومتاع الدنيا مهما ارتقت عند الله متاع قليل.
 أيها الأخوة الكرام: مشكلة أهل النار وهم في النار مشكلة العلم، بدليل قول الله عز وجل:

﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾

[ سورة الملك : 10]

 لذلك: إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم. والعلم تلبية لحاجة عليا في الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان، منحه قوة إدراكية، فإذا طلب الحقيقة فقد لبى هذه الحاجة العليا، فإذا أكل أو شرب واقترب من الطرف الآخر فقد لبى الحاجة السفلى، إذا لبى الحاجة السفلى هو من النوع الذي لا يرقى إلى الإنسانية، يشترك بهذه الحاجات السفلى مع بقية المخلوقات، لكنه إذا طلب الحقيقة وتعرف إلى الله ينفرد من بين المخلوقات، ويؤكد بهذا الطلب إنسانيته.

 

رمضان مناسبة سنوية لمغفرة الذنوب :

 أيها الأخوة الكرام: نحن على مشارف رمضان، وأردت أن تكون هذه الخطبة إن شاء الله تعالى حول حكم الصيام، ذلك لأن الإنسان ينبغي أن يستعد لهذا الشهر بوقت مبكر، فالنبي عليه الصلاة والسلام - ودققوا في هذا الحديث - صعد المنبر فقال عليه الصلاة والسلام : " رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى.؟" كيف أن في البلاد أنظمة وقوانين، قوانين للعقوبات، وأناس في السجون، وأناس يكافؤون بحسب القوانين المدنية، ولكن أحياناً يصدر عفو استثنائي فيشمل كل هذه المخالفات، إن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الشهر الكريم مناسبة سنوية، إذا أقيمت هذه العبادة على النحو الذي أرادها الله عز وجل يغفر للصائم ما كان له من ذنوب في العام الماضي. فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه. إذاً نحن أمام فرصة سنوية استثنائية تغفر فيها الذنوب، وتمحى بها العيوب، الإنسان الموفق في الحياة هو الذي يستقبل هذا الشهر وهو مستعد لأداء الصيام والقيام في المستوى الأعلى الذي أراد الله عز وجل. فرغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟
 هو المناسبة السنوية لمغفرة الذنوب، ولكن أيها الأخوة دائماً يغيب عن المسلمين أن هناك عبادات تعاملية فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالصدق، أمرنا بأداء الأمانة، أمرنا بالعفاف، أمرنا بإنجاز الوعد، أمرنا بالوفاء بالعهد، أمرنا بتحري الحلال، أمرنا بضبط الجوارح والأعضاء، هذه عبادات تعاملية، تقوم أصولها على حسن العلاقة مع الخلق، ثم أمرنا بالصلاة والصيام والحج والزكاة، وهذه عبادات شعائرية تقوم أصولها على حسن العلاقة مع الحق، إذاً الدين حسن العلاقة مع الحق، وحسن العلاقة مع الخلق، من هنا فسر المفسرون قوله تعالى:

﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً﴾

[ سورة مريم : 31 ]

 فالصيام يؤدى في العام مرة، والحج يؤدى في العمر مرة، والشهادة ينطق بها في العمر مرة، لكن الفرض الذي لا يسقط بحال، قد يسقط الصيام في السفر والمرض، وقد تسقط الزكاة في الفقر، وقد يسقط الحج بعدم الاستطاعة، لكن الصلاة هو الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال، لأن بعض العلماء يرى أن في الصلاة من معنى النطق بالشهادتين، إنك في القعود الأخير تقول: أشهد أن لا إله إلا الله و أن سيدنا محمداً رسول الله، فيها من معنى الصوم إنك تدع الطعام والشراب والحركة والكلام في الصلاة، وفيها من معنى الحج التوجه إلى بيت الله الحرام، وفيها من معنى الزكاة أن الوقت أصل في كسب المال فإذا اقتطعت من وقتك وقتاً لعبادة الله فكأنما أديت زكاة وقتك، فالصلاة هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال.

 

العبادات التعاملية ما لم تكن منضبطة بمنهج الله فلن نقطف ثمارها :

 أيها الأخوة الكرام: لكي أبين لكم أن العبادات التعاملية ما لم تكن محكمة ومضبوطةً بمنهج الله فإن العبادات الشعائرية لا يستطيع المرء أن يقطف ثمارها، عليه أن يؤديها لكن لا يقطف ثمارها لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
 أيها الأخوة الكرام: صيام عوام الناس، صيام الرعاع من الناس، صيام الهمج الرعاع كما وصفه الإمام علي كرم الله وجهه، صيام الجهلة، صيام عن الطعام والشراب، صيام المؤمنين صيام عن كل ما نهى الله عنه.
 هناك ملمح دقيق... أنت في رمضان تدع ما هو مباح في الأصل، تدع الطعام والشراب، وتدع أن تقترب من أهلك، وهذه شهوات أبيحت للمسلمين وفق منهج الله عز وجل، في رمضان لا يباح له أن يأكل وأن يشرب، مع أن الطعام والشراب مباح، فلأن يدع ما حرم الله عليه من باب أولى، إنه لا يتوازن أبداً إذا ترك المباحات طاعة لله عز وجل واقترف المعاصي والآثام التزاماً مع شهواته، هذا إنسان غير متوازن فكأن الله سبحانه وتعالى في رمضان حملنا على ترك المباح كي لا نتوازن إذا فعلنا غير المباح.

الصوم عبادة الإخلاص :

 أيها الأخوة الكرام: حكم الصيام دقيقة جداً، المسلم حينما يقدم على أمر تكليفي واضح، حكمته وعلته هو يطيع الله عز وجل وله عند الله أجر، ولكنه في الحقيقة حينما تتضح له أن هذه الطاعة تعود عليه يضعف في هذه الطاعة مستوى العبادة، هو آمن بالأمر ولم يؤمن بالآمر، أما حينما لا تتضح له حكمة الأمر والنهي فيقبل عليه إقبالاً شديداً رغبةً في طاعة الله وكسب رضوانه هو عندئذٍ يؤمن بالآمر لا بالأمر، كثير من الناس الشاردين عن الله لا يكذبون حفاظاً على مكانتهم، وينامون باكراً حفاظاً على صحتهم، وقد لا يدخنون حفاظاً على صحتهم، هؤلاء حينما اهتدوا بعقولهم إلى السلوك القويم هؤلاء يعبدون ذواتهم من دون الله، أما المؤمن حينما يقبل على أمر تعبدي فيقبل عليه باهتمام شديد لأن الله أمره، وهو ينطلق من مقولة دقيقة هي أن علة كل أمر أنه أمر من الله عز وجل، فأنت حينما يأمرك الله أن تكون صادقاً تكتشف بالفطرة منافع الصدق، حينما يأمرك أن تكون أميناً، حينما يأمرك أن تكون عفيفاً، لأن أهل الأرض يسقطون في حالتين، في حالة فضيحة جنسية أو مالية، فهناك أناس يحفظون مكانتهم وسمعتهم، أما حينما تقدم على ترك الطعام والشراب وأنت في بيتك ولا أحد يراقبك أي الإنسان في أيام الصيف الحارة حينما يأتي رمضان في اليوم الأول من الساعة الحادية عشرة لا يحتمل العطش، يدخل إلى بيته في الساعة الخامسة، يدخل إلى بيته وفي البيت ماء بارد، هل يستطيع أن يضع قطرة في فمه؟ إنه عبادة الإخلاص، شاءت حكمة الله أن يكون الصوم عبادة الإخلاص، من هنا ورد في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به."
 يا أيها الأخوة الكرام: كثيراً ما تتطابق قوانين الأرض مع قوانين السماء، فالسرقة محرمة في الشرائع السماوية كما هي محرمة في القوانين الأرضية، فالذي لا يسرق لعله يخاف العقاب الأليم في الدنيا، أو لعله يخاف من فضيحة لا يحتملها، أو لعله يخاف من الله، ولكن لحكمة بالغة أرادها الله هناك أمر بغض البصر، وأمر بترك الطعام والشراب في رمضان، ما من شريعة في الأرض تمنعك عن أن تأكل أو تشرب، وما من شريعة في الأرض تمنعك أن تطلق بصرك في النساء، أنت حينما تغض البصر ولا يعلم غض بصرك إلا الله، وحينما تدع الطعام والشراب ولا يعلم دقة أداء هذه العبادة إلا الله، إنك تؤكد لنفسك أنك تخاف الله، وأنك تحبه، وأنك مقبل على طاعته، وأنك مخلص له.
 أيها الأخوة الكرام: حينما تقبل على طاعة ولا تعرف حكمتها يرتفع مستوى العبادة في هذه الطاعة، ولعل من أوضح الأمثلة أن إبراهيم عليه السلام هذا النبي الكريم أمر أن يذبح ابنه قال:

﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾

[ سورة الصافات : 102 ]

 أي ما من مستوى في العبادة يفوق هذا المستوى، حينما ندع الطعام والشراب، أما أهل الدنيا، أما الملحدون و العلمانيون فيرون من الحمق ترك الطعام والشراب، يرون أن الطعام والشراب يعين على العمل، وعلى مردودية العمل، وعلى حسن أداء العمل، لذلك لا يصومون، لأنهم يعبدون ذواتهم من دون الله، من هنا قال الله عز وجل:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

[ سورة البقرة : 183]

 لعلكم بهذه العبادة الشعائرية تشعرون أنكم قريبون من الله، لعلكم تزدادون معرفة بالله، لعلكم تزدادون طاعة له، لعلكم تنتقلون من وحول الشهوات إلى جنات القربات، لعلكم تنتقلون من الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، لعلكم تنتقلون من مرتبة مدافعة التدني إلى مرتبة متابعة الترقي.

 

مخاطبة الناس بأصول الدين و المؤمنين بفروع الدين :

 أيها الأخوة الكرام: هذه الآية آية الصيام:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾

[ سورة البقرة : 183]

 العجيب أن الله سبحانه وتعالى يخاطب الناس بأصول الدين، يا أيها الناس اعبدوا ربكم، لكن حينما يخاطب المؤمنين، يخاطبهم بفروع الدين، أي يا من آمنتم بوجودي، يا من آمنتم بوحدانيتي، يا من آمنتم بكمالي، يا من آمنتم بعلمي، يا من آمنتم بحكمتي، يا من آمنتم بمحبتي، يا من آمنتم بكرمي

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

 لعلكم تتقوا معصيتي، لعلكم تتقوا غضبي، لعلكم تتقوا سخطي، لعلكم تتقوا نار جهنم، لعلكم تتقوا العذاب الأليم، لعلكم تتقوا جحيم النار.

 

الصيام عبادة مدرجة في كل الشرائع السماوية :

 أيها الأخوة الأحباب:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾

[ سورة البقرة : 183]

 وكأنها عبادة مدرجة في كل الشرائع السماوية، أي كما يقول الأب لابنه: يا بني ألست والدك؟ ألا تثق بخبرتي المديدة ورحمتي الأكيدة وحرصي على سلامتك وسعادتك؟ دع هذا الأمر ولا تقيسه بعقلك الفتي، ولا بخبرتك المحدودة، ولا بنظرك القاصر، بل قسه بعقل أبيك، وخبرته، ومحبته:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 183]

 أيها الأخوة الكرام الحديث القدسي مرة ثانية: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به- وفي رواية- يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به".
 أي أرادك الله سبحانه وتعالى أن تفعل في هذا الشهر فعلاً خالصاً له، لو أن أباً قال لابنه: يا بني إياك أن تكذب، الأمر واضح، إياك أن تسرق، الأمر واضح، نم باكراً، نظف أسنانك، أما حينما يوضع طعام نفيس على المائدة والمائدة مائدة الأب، والابن جائع، ويقول الأب لابنه: لا تأكل، ويقول هذا الابن سمعة وطاعة، أليس في هذا الترك معرفةً للأب؟ أليس في هذا الترك أدباً من أعلى الآداب مع الأب؟ أما الابن العاق فلم لا آكل؟ لا يحتمل هذا الأمر:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 183]

التعريف بالصيام الحقيقي :

 أيها الأخوة الكرام: ملمح دقيق جداً أرجو أن أوضح لكم، ليس القصد أن ننتصر على أنفسنا في رمضان، ثم نخذل أمامها بقية العام، ولكن الصيام الحقيقي أن نحافظ على هذا النصر على طول الدوران، وتقلبات الزمان والمكان، ليس القصد أن نضبط ألسنتنا في رمضان، وننزهها عن الغيبة والنميمة وقول الزور ثم نطلقها بعد رمضان إلى حيث الكذب والبهتان، ولكن الصيام الحقيقي أن تستقيم منا الألسنة، وأن تصلح فينا القلوب ما دامت الأرواح في الأبدان، ليس القصد أن نغض أبصارنا عن محارم الله في رمضان، وأن نضبط شهواتنا غير المشروعة في رمضان، ثم نعود إلى ما كنا عليه بعد رمضان، إننا إذاً كالتي نقضت غزلها من قوة أنكاثاً، ولكن الصيام الحقيقي أن تصوم جوارحنا عن كل معصية في رمضان وبعد رمضان حتى نلقى الواحد الديان، ليس القصد أن نتحرى الحلال خوفاً من أن يرد علينا صيامنا في رمضان، ثم نتهاون في تحريه بعد رمضان على أنه عادة من عادتنا، ونمط شائع من سلوكنا، ولكن الصيام الحقيقي أن يكون الورع مبدأ ثابتاً وسلوكاً مستمراً في حياتنا، ليس القصد أن نبتعد عن المجالس وعن المشاهد التي لا ترضي الله إكراماً لشهر رمضان، ثم نعود إليها وكأن الله ليس لنا بالمرصاد في بقية الشهور والأعوام، ليس القصد أن نراقب الله في أداء واجباتنا وأعمالنا ما دمنا صائمين، فإذا ودعنا شهر الصيام آثرنا حظوظ أنفسنا على أمانة أعمالنا وواجباتنا، مثل هذا الإنسان لم يفقه حقيقة هذا الصيام، ولا جوهر الإسلام، إنه كالناقة حبسها أهلها ثم أطلقوها فلا تدري لا لمَ عقلت؟ ولا لمَ أطلقت؟

الحكمة من اصطفاء الله عز وجل لمكان و زمان و شخص معين :

 أيها الأخوة الكرام: الشيء المهم أن الله لم يصطفِ من بين هذه الشهور رمضان إلا ليكون فيه الصفاء، ليكون فيه القرب، ليكون فيه التألق، لتكون فيه المحبة، ولكن الله أرادنا أن ينسحب هذا الصفاء وهذا القرب وتلك المحبة على شهور العام، اصطفى رمضان ليكون كل شهر رمضان، وإن الله سبحانه وتعالى لم يصطف مكاناً كبيت الله الحرام ويدعو المؤمنين ليذوقوا حلاوة القرب فيه، أراد من هذا الاصطفاء من اصطفاء المكان أن ينسحب هذا الصفاء في بيت الله الحرام على كل أمكنة الدنيا، اصطفى زماناً ليشيع الصفاء في كل زمان، واصطفى مكاناً ليشيع الصفاء في كل مكان، وحينما يصطفي إنساناً يكشف له الحقائق، يصطفيه ليكشف من خلاله حقائق للناس، وحينما يصطفي الله إنساناً يوحي له الأمر والنهي والمنهج القويم، إنما يصطفيه ليكون هذا المنهج مطبقاً لدى كل الناس.

﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾

[ سورة هود: 112 ]

 اصطفى زماناً ليشيع الصفاء فيه في كل زمان، واصطفى مكاناً ليشيع الصفاء فيه في كل مكان، واصطفى إنساناً ليكون قدوة لكل إنسان.

 

تقدير أيام رمضان من العزيز الحكيم :

 أيها الأخوة الكرام: يقول الله عز وجل:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ﴾

[ سورة البقرة : 183-184]

 أياماً قليلة تمضي، معدودة من تقدير عزيز حكيم، لو أن رمضان ستون يوماً كان هذا لا يحتمل، فهذا التقدير تقدير العزيز الحكيم، هو وحده يعرف وسع البشر، لأن الله يقول:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾

[ سورة البقرة : 186]

 والوسع يقدره خالق البشر، وليس من حق البشر أن يقدروا هم الوسع، لذلك حينما يخبر طبيب مسلم حاذق ماهر ورع بأن على هذا المريض أن يفطر ينبغي أن يفطر، لأن الله عز وجل يقول:

﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾

[ سورة البقرة : 184]

﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾

[ سورة البقرة : 184]

من ذاق حلاوة القرب سمت روحه إلى الله :

 الآن دققوا:

﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾

[ سورة البقرة : 184]

 متى تقول: الله أكبر، حينما ترى شيئاً مدهشاً، يأتي عيد الفطر عقب شهر الصوم لأنه عودة إلى الله، لأنه إنجاز عبادي كبير، لأنه معرفة بالخالق الحكيم، لأنه اتصال بالله العليم:

﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 185]

 ثم تأتي آية قد يظن من هو قليل معرفة بالقرآن أنه لا علاقة بينها وبين آيات الصيام:

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾

[ سورة البقرة : 186]

 العلماء قالوا: إذا تفيد تحقق الوقوع، بينما إن تفيد احتمال الوقوع:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ﴾

[ سورة الحجرات : 6 ]

 قد يأتي هذا الفاسق بنبأ وقد لا يأتي، أما إذا جاء نصر الله والفتح فلا بد من أن يأتي نصر الله والفتح:

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾

[ سورة البقرة : 186]

 أي أنتم أيها الصائمون حينما تذوقوا حلاوة القرب، حينما تصفو أنفسكم، حينما تسمو أرواحكم إلى الله عز وجل أنتم بحاجة إلى أن تتعرفوا إلى الله:

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾

[ سورة البقرة : 186]

الفرق بين عبيد و عباد :

 يا أيها الأخوة الكرام: العبد شرفه الله بأن نسبه إليه:

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾

[ سورة البقرة : 186]

 لذلك العلماء فرقوا بين كلمة عبيد وعباد، قال الله تعالى:

﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾

[ سورة فصلت : 46 ]

 أي إنسان ولو كان ملحداً هو عبد لله، بمعنى أن قلبه بيد الله، دسامات قلبه بيد الله، سيولة دمه بيد الله، أعصابه بيد الله، دماغه بيد الله، في أية لحظة يصبح خبراً بعد أن كان إنساناً، نحن في قبضة الله جميعاً، فعبد القهر العبد المقهور بقضاء الله وقدره، العبد الذي هو في قبضة الله هو عبد القهر، وجمع هذا العبد عبيد

﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾

 لكن هذا العبد الذي عرف الله طواعية، وأقبل عليه اختياراً هذا العبد جمعه عباد:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾

[ سورة البقرة : 186]

شروط الدعاء :

 أيها الأخوة: تتبع بعض علماء القرآن مثل هذه الآية في القرآن:

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾

[ سورة البقرة : 219 ]

﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾

[ سورة البقرة : 219 ]

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ﴾

[ سورة البقرة :222 ]

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾

[ سورة البقرة : 189 ]

 هذه الآية وردت في أكثر من عشرة مواضع في القرآن الكريم، إلا هذه الآية تنفرد من بين مثيلاتها بأن كلمة قل ليس فيها كلمة قل:

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾

[ سورة البقرة : 186]

 لا يوجد قل:

﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان﴾

[ سورة البقرة : 186]

 استنبط بعض العلماء استنباطاً ظنياً أنه ليس بين الله وعبده وسيط، لذلك الله يقول:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

[ سورة غافر: 60 ]

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

[ سورة البقرة : 186]

 إذا دعوته حقيقةً يجيبك، لكن لا تدعوه حقيقة إلا إذا استجبت له؛ أي طبقت أمره ونهيه، ولن تستطيع أن تستجيب لأمره إلا إذا آمنت به، فكأن من شروط الدعاء أن تؤمن به أولاً، وأن تستجيب له ثانياً، وأن تدعوه مخلصاً ثالثاً، لكن العلماء يقولون: هناك شخصان مستثنيان من شروط الدعاء، المضطر:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

[ سورة غافر: 60]

﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾

[ سورة النمل :61 ]

 المضطر لا يستجاب له لأنه أهل للدعاء بل يستجاب له باسم الله الرحيم، والمظلوم يستجاب له ولو لم يكن أهلاً للدعاء، اتقوا دعوة الكافر فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، الكافر يستجاب له باسم العدل والمضطر يستجاب له باسم الرحيم.

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 186]

الدعاء مخ العبادة :

 أيها الأخوة: أنت لا تدعو الله إلا إذا عرفته، أنت في حال الدنيا، هل يمكن أن تخاطب إنساناً لا وجود له؟ تتهم بعقلك، هل تخاطب إنساناً لا يسمعك؟ تتهم بعقلك، هل تخاطب إنساناً موجوداً ويسمعك ولكن ليس قادراً على أن يلبيك؟ هل تستغيث بطفل صغير؟ إذاً تتهم بعقلك، لو أنك آمنت بوجود إنسان، وآمنت أنه يسمعك، وآمنت بأن قدرته تحل مشكلتك، لكنه لا يحبك هل تناجيه؟ مستحيل، أنت حينما تدعو إنساناً أنت مؤمن بوجوده أولاً، ومؤمن بأنه يسمعك ثانياً، ومؤمن بأنه قادر على أن يلبيك ثالثاً، ومؤمن أنه يحب أن يلبيك رابعاً، فالدعاء هو العبادة والدعاء مخ العبادة، قال تعالى:

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً ﴾

[ سورة الفرقان: 77]

 أي يعبأ الله بنا إن دعوناه، وإذا دعوناه أي نحن آمنا بوجوده، وآمنا بسمعه وعلمه، وآمنا بقدرته، وآمنا برحمته

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

 لذلك قال عليه الصلاة والسلام: " إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول :يا رب يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له."
 أيها الأخوة الكرام: استنبط النبي عليه الصلاة والسلام أن العبادة هي الدعاء وأن الدعاء هو العبادة من قول الله عز وجل:

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾

[ سورة غافر: 60]

 أي بحسب منطق الآية: إن الذين يستكبرون عن دعائي قال:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾

[ سورة غافر: 60]

 معنى ذلك أن الدعاء هو العبادة، والدعاء سلاح المؤمن.
 أيها الأخوة الكرام: هذه ومضات من حكم الصيام نسأل الله سبحانه وتعالى أن نستعد له من الآن، أي هذا الشهر كما يقولون لا يحتمل غيره، المشكلات المعقدة دعها إلى ما بعد رمضان، اجعل من هذا الشهر شهر عبادة، اجعل من هذا الشهر شهر قرب، اجعل من هذا الشهر شهر قرآن، اجعل من هذا الشهر شهر إنفاق، اجعل من هذا الشهر شهر طاعة وانصياع لجوارحك إلى الله عز وجل.
 أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين أستغفر الله.

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحكم الصّحيّة من الصيام :

 أيها الأخوة الكرام: إياكم أن تصوموا لأنه مفيد لصحتكم، هو مفيد لصحتكم، ولكن حينما تكون علة الصيام تخفيف الوزن وتنشيط الأجهزة يفسد المعنى العبادي للصيام، ولكن الذي يقع أن في الصيام حكماً طبية لا تعد ولا تحصى، فالعلماء قالوا: إن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، وعن القلب، وعن الأوعية، حيث تهبط نسب الدسم والحموض في الدم إلى أدنى مستوى، هذا الأمر يقي من تصلب الشرايين، وعمر الإنسان عند الأطباء من عمر شرايينه، والصيام يريح الكليتين وجهاز الإفراز أيضاً، حيث تقل نواتج استقلاب الأغذية إلى أدنى مستوى، عندها يكون هذا وقاية من آلام المفاصل، ويتحرك سكر الكبد، ويحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، ويحرك معه بروتين العضلات، إذاً صيام رمضان يعد عند الأطباء دورةً وقائيةً سنويةً تقي من كثير من الأمراض، ويعد دورة علاجية أيضاً بالنسبة لبعض الأمراض، وإنه يقي من أمراض الشيخوخة التي تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية، لكن عادات الناس غير هذا الكلام، في غير رمضان يأكل أكلاً عادياً، أما في رمضان فهناك أصناف منوعة على مائدة الإفطار، ويأكل يأكل حتى يبرك فلا يقوى على صلاة التراويح، فإذا ذهب إلى صلاة التراويح يعود ليأكل وجبة ثانية من الحلويات وما إلى ذلك، ثم يستيقظ في السحور ليأكل أيضاً ما لذّ وطاب، فهن ثلاث وجبات كانت في النهار فجعلها في الليل، ليس هذا هو الصيام الذي أراده الله عز وجل أراده عبادة، والأطباء رأوا في الصيام فوائد بشرط أن يكون الصيام تخفيفاً من الطعام والشراب.
 أيها الأخوة الكرام: علمنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نأكل ثمرات ثلاث ثم نصلي المغرب ثم نتناول طعام الإفطار، الحقيقة أن سكر التمر ينتقل من الفم إلى الدم في عشر دقائق، الإنسان يشبع في حالتين إذا امتلأت معدته حتى التخمة، أو حينما تصل مادة سكرية إلى مركز التنبؤ في المخيخ، لأن سكر التمر من أبسط سكاكر الفواكه ينتقل من الفم إلى الدم في عشر دقائق فالنبي كان يأكل ثلاث تمرات مع كأس ماء ويصلي المغرب فإذا جلس إلى الطعام وقد خفت حدة الجوع يأكل أكلاً معتدلاً، هذا من سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيمن أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إلينا مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العامين، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

تحميل النص

إخفاء الصور