وضع داكن
20-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 059 - أحاديث شريفة تبدأ بـ أفضل.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ما هو الحد الأدنى في التعلم من دينك؟ :

 أيها الأخوة الكرام، يقول عليه الصلاة والسلام:

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً, ثم يعلمه أخاه المسلم))

[أخرجه ابن ماجه في سننه]

 الإنسان يتلقى، يستمع، يحضر خطبة، يحضر درساً، يسمع شريطاً، يقرأ كتاباً، السؤال: تتلقى إلى متى؟ أما آن لك أن تلقي؟ تستمع إلى متى؟ أما آن لك أن تتكلم؟ تصغي إلى متى؟ أما آن لك أن تدعو إلى الله عز وجل؟.

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً, ثم يعلمه أخاه المسلم))

[أخرجه ابن ماجه في سننه]

 يعني: الحد الأدنى من التعلم: حضور خطبة الجمعة، الحد الأدنى، هي فرض على كل مسلم:
 ومن ترك الجمعة ثلاث جمعات, نكتت نكتة سوداء في قلبه.
 وفي الحديث:

((من ترَكَ ثلاثَ جُمَع تهاوناً بها, طبَع الله على قلبه))

[أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي في سننهم]

 ثم يكون الران، وتلا قوله تعالى:

﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

[سورة المطففين الآية: 14]

ما المقصد من حضور خطبة الجمعة؟ :

 ما المقصد من حضور خطبة الجمعة؟ سماع الخطبة تستمع, لأن كل المفسرين حينما فسروا قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾

[سورة الجمعة الآية: 9]

 ذكر الله هو الخطبة، فهذا الذي يأتي في آخر الخطبة, ويلحق بركعة وراء الإمام, ويتوهم أنه صلى الجمعة؛ هذا سقط عنه الوجوب وإن لم يحصل المطلوب، المطلوب ما حصل.

دعوة تحريض :

 أيها الأخوة، إذا اخترت جامعاً تثق بخطيبه، وتثق بعلم خطيبه، وتثق بإخلاص خطيبه، ولزمت هذا المسجد، تعلمت شيئاً؛ ولو آية، ولو حديث، ولو قصة، ولو حكم فقهي، ولو فكرة في الإسلام.
 أنت الآن معك ستة أيام؛ في لقاءات، في زيارات، في سهرات، في ولائم، في أدوار -إن صح التعبير- في سفر، في لقاء مع أولادك، مع زوجتك، مع أخوانك، مع شركائك، مع أقربائك، مع أخوتك، مع أخواتك، مع بنات أخواتك، مع بنات أخوتك، هذه اللقاءات ماذا تتكلم فيها؟:

((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا على مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة))

[أخرجه أبو داود في سننه]

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((بلغوا عني ولو آية))

[أخرجه البخاري في الصحيح, والترمذي في سننه]

((فربّ مبلََّغ أوعى من سامع))

[أخرجه الترمذي في سننه]

متى يدعو الشخص إلى الله؟ :

 أيها الأخ الكريم, حين تعتقد أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم؛ عندئذ تصغي إلى الخطبة، وتأخذ أهم ما فيها، ثم تحاول أن تلقي بعض ما سمعته من الخطيب في هذه اللقاءات خلال الأسبوع، هذا عمل المؤمن, فأنت في هذا الأسبوع مكلف أن تدعو إلى الله، هذا التبليغ فرض عين على كل مسلم، لكن لئلا تتوهم أنك أنت مكلف أن تلقي كل شيء؛ وأن تعطي الناس كل شيء، لا، فرض العين في الدعوة؛ في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، من هم أقرب الناس إليك؟ من هم خاصة الناس إليك؟:

((إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه؛ الزم بيتك، وامسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك))

 من؟ أنت وأولادك، وزوجتك، وأخوانك، وأخواتك، وأولاد أخوانك، وأولاد أخواتك، وجيرانك، وشركائك، وأصحابك، هذه خاصة نفسك.

أمر لا يخفى عليك :

 الإنسان حينما يتلقى العلم ليلقيه؛ يركز، أما إذا كان يتلقى العلم، وليس مكلفاً إطلاقاً أن يلقيه؛ لا يركز، يخرج, درس رائع، لكن ما مضمونه؟ لا يتذكر، لكن درس جميل جداً كان, هذا اسمه انطباع -لا يقدم ولا يؤخر-, إذا الإنسان ليس مكلفاً نفسه إطلاقاً، ولا يفكر إطلاقاً في إلقاء كلمة أثناء الجمعة؛ مهما استمع إلى درس دقيق، ومنهجي، ورائع، وعميق، ودقيق، فيه أدلة، وأحاديث، وآيات؛ لا يستوعب شيئاً، أما إذا جلست لتستمع, كي تجعل من موضوع هذا الدرس أو هذه الخطبة حديثاً طوال الأسبوع؛ عندئذ تركز, الخطيب تكلم كذا، وذكر كذا، وجاء بالآية الفلانية، والحديث الفلاني، فأنت لا تركز في سماع الدرس؛ إلا إذا أردت أن تلقيه على الآخرين.

شيء مؤلم حقاً :

 أنا مرة وجدت إنساناً في أيام الشتاء الباردة, يحمي سيارته: إلى أين؟ يوم جمعة، قال لي: في بائع فول بالميدان درجة أولى, ربع ساعة حتى حميت، وهو بالمهاجرين ساكن، إلى الميدان حتى يجلب كيلو فول، يأكله صباحاً! يعني دينك أرخص عليك من كيلو فول!؟ تجد أقرب جامع، وتأتي بعد الخطبة، وتلحق ركعة, هذه صلاة الجمعة، أما من أجل صحن فول؛ تحمي السيارة ربع ساعة، وتنتقل من المهاجرين للميدان, لأن الفولات ظراف, ابحث لك عن خطيب ظريف، وشغل سيارتك، اذهب لعنده، ما في مانع؛ لأنك أنت مكلف أن تدعو إلى الله، مكلف أن تدعو؛ في حدود ما تعلم، ومع من تعلم، ومع من تعرف، مع من تعرف؛ خاصة نفسك.

حاسب نفسك :

 حاسب نفسك, معقول تمضى جمعة، ما تتكلم كلمة بالحق، فقط بالأسعار، والأخبار، وأخبار الساقطين والساقطات، الأحياء منهم والأموات، هذا حديثنا؛ أما في موضوعات سليمة جداً تلقيها؛ لذلك:

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً, ثم يعلمه أخاه المسلم))

 من يلوذ بك.

 

تأمل وفكر واستنتج :

 مرة ثانية:
 ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، إلا قاموا عن أنتن من جيفة حمار.
 عن:

((ما اجتمع قوم ثم تفرقوا لم يذكروا اسم الله, كأنما تفرقوا إلا عن جيفة حمار))

[أخرجه ابن حبان في صحيحه, والحاكم في مستدركه]

 أما إذا جلس قوم في مجلس ليذكروا الله عز وجل، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده .
 عن الحديث:

((ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة, وغشيتهم الرحمة, و نزلت عليهم السكينة, وذكرهم الله فيمن عنده))

 ماذا يوجد أرقى من ذلك؟ سكينة، طمأنينة، صار قلبه برداً وسلاماً، واثق من رحمة الله، واثق من عدالة الله، مطمئن للمستقبل، نزع منه الخوف، نزع منه القلق، نزع منه الفرق, الملائكة حفته، أعانته، وألهمته الصواب، وسددت خطاه، وأنطقته بالحق، وربنا عز وجل غشي كل هؤلاء الذين كانوا بالمجلس، غشيهم برحمته، رحمة وسكينة، وحفظ، وعناية، وذكرهم الله فيمن عنده؛ هؤلاء الذين إذا جلسوا مجلساً؛ ذكروا الله فيه.

رأي شخصي :

 فأنا أرى أن من خصائص المسلم: يعني لا يوجد إنسان من الحاضرين ليس له لقاءان، ثلاثة، أربعة بالجمعة؛ زار أخته، في عنده سهرة، في عنده وليمة، في عنده عقد قران، في عنده صلة رحم، دخلت، ما الموضوع الذي ينبغي أن تتحدث به؟ اجعل موضوع الحديث طوال الجمعة الذي تلقيته يوم الجمعة, إما من خطبة، أو من درس علم، بهذا تكون قد نفذت وصية رسول الله:

((بلغوا عني ولو آية))

[أخرجه البخاري في الصحيح, والترمذي في سننه]

((فربّ مبلََّغ أوعى من سامع))

[أخرجه الترمذي في سننه]

تعلم وعلم :

 فهذا الحديث الذي رواه ابن ماجة:

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً, ثم يعلمه أخاه المسلم))

 تعلم وعلم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ))

[أخرجه البخاريُّ في الصحيح, والترمذي وأبو داود في سننهما]

 من تعلم وعلم، ليس من تعلم فقط؛ العلم ليس هدفاً لذاته, العلم وسيلة, كي ترقى به، وكي تحمل الناس على أن يرقوا به.

دعوة رجاء :

 هذا حديث أتمنى على الله أن يعينكم على تطبيقه، أن تتعلموا علماً ثم تعلموه، في ببيتكم، مع أهلكم، مع أولادكم، مع أخوانكم، مع جيرانكم، مع أصدقائكم؛ بلقاء، بنزهة، بسفر، بوليمة، بزيارة، بصلة رحم، بأي وقت، اختر خطيباً تثق بعلمه، وتثق بإخلاصه، والزمه، واكتب أثناء الخطبة أشياء أساسية، وحاول أن ترددها أثناء الجمعة؛ تكون فعلت كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام, وكما جاء في هذا الحديث:

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً ثم يعلمه أخاه المسلم))

أفضل العيادة أجراً: سرعة القيام من عند المريض :

 أفضل العيادة أجراً: سرعة القيام من عند المريض.
 عن الحديث الضعيف:

((أفضل العيادة سرعة القيام))

 ألا تطيل.
 ورد في بعض الأحاديث:

((العيادة فواق ناقة))

 يعني مدتها مدة حلب ناقة؛ يعني عشر دقائق:

((العيادة فواق ناقة))

 لأن المريض قد يكون متألماً، يحتاج إلى دواء، يحتاج إلى أن يخرج من غرفته، يحتاج إلى مساعدة زوجته، يحتاج إلى أن يجلس جلسة معينة، فالمريض لا يحتمل أن تطيل عنده المقام فلذلك: العيادة فواق ناقة، وأفضل العيادة أجراً: سرعة القيام من عند المريض.

أفضل الفضائل :

 و:

((أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن ظلمك))

 في بالجامعات تقديرات؛ في تقدير مقبول، وفي تقدير جيد، وفي جيد جداً، وفي ممتاز، وفي مرتبة الشرف؛ إن أردت أن تكون في الأعلى مع أولي الفضل.

سبب نزول هذه الآية :

 قال تعالى:

﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾

[سورة النورُ الآية: 22]

 العلماء جميعاً: على أن هذه الآية تخص سيدنا الصديق رضوان الله عليه، سيدنا الصديق له قريب اسمه مصطح؛ هو الذي تولى كبر حديث الإفك، هو الذي روج في المدينة: أن السيدة عائشة وقعت في الفاحشة مع مصطح -مع الذي نقلها- سيدنا الصديق كان يعطيه عطاء كل شهر، كان أحد أقربائه، ضمه إلى بيته، فلما تكلم على ابنته كلاماً, متى قطع عنه المعونة؟ حينما نزلت براءة ابنته في القرآن، معناها أنه كاذب، حينما برأها الله عز وجل من فوق سبع سموات، مع ذلك مصطح كاذب فيما يقول, قطع عنه المساعدة؛ لأنه شيء لا يحتمل، إساءة ما بعدها إساءة، من أكبر الكبائر: قذف محصنة؛ يهدم عمل مئة سنة.
 عن الحديث:

((إن قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة))

[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبزار في مسنده]

انظر إلى شرح هذه الآية :

 فجاءت الآية: ولا يأتل؛ أي لا يحلف، ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة: من هم أولو الفضل؟ المقصود سيدنا الصديق؛ الله عز وجل يمدحه بهذه الكلمة, بماذا يمدحه؟ بالمال والسعة، ما معنى كلمة أولو الفضل؟ فضل في الدنيا أم فضل في الدين؟ أيليق بالله عز وجل أن يمدح إنساناً في الدنيا؟! أن هذا من أولي الفضل؛ يعني من الأغنياء؟! لا، مستحيل، مستحيل، لا يليق بذات الله أن يمدح إنساناً من عباده بالدنيا؛ إذاً: قطعاً أولو الفضل في الدين, يعني في الإيمان، إذاً: هذه شهادة من الله عز وجل؛ شهادة من الله لسيدنا الصديق بأنه من أولي الفضل والسعة, كان غنياً.

﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا ذوي الْقُرْبَى -مصطح من ذوي القربى- وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّه﴾

 مصطح هاجر من مكة إلى المدينة في سبيل الله، وارتكب هذه الجريمة، العلماء قالوا: إن هذه الجريمة على فظاعتها، وعلى كبرها, لا تلغي هجرته, لأن الله جل جلاله، أثبت له أنه هاجر في سبيل الله:

﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا ذوي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾

[سورة النورُ الآية: 22]

لماذا خاطب الله الصديق في هذه الآية بالجمع؟ :

 سيدنا الصديق كم رجل؟ واحد، لماذا خاطبه الله بالجمع؟ أنت ممكن أن تخاطب إنساناً كبيراً بالجمع، ممكن أن تخاطب مدير دائرة، وزير، رئيس وزارة، تقول له: أنتم اتخذتم قراراً، هذا القرار لم يكن منصفاً، أنتم هذا العمل فسرتم هذا العمل تفسيراً معيناً، أنتم فسرتم؛ هذا من باب التعظيم، أما أيعقل أن الله جل جلاله يخاطب الصديق بالجمع؟ تكريماً له, الآية كلها عن سيدنا الصديق:

﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا ذوي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾

[سورة النورُ الآية: 22]

هذا هو المقام الذي بلغه الصديق في الإسلام :

 ما هذا المقام الذي بلغه الصديق؟!.
 ما طلعت شمس على رجل بعد نبي أفضل من أبي بكر.
 لو وزن إيمان الخلق مع إيمان أبي بكر لرجح.
 عن الحديث:

((سُدُّوا عني كلَّ خوخة في هذا المسجد، غيرَ خوخة أبي بكر))

[أخرجه البخاري في الصحيح]

((ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا به كبوة, إلا أخي أبا بكر، ما ساءني قط, فاحفظوا له ذلك))

 عن الحديث:

((وما عرضتُ الإِسلام على أحد إِلا كانت له كَبْوَة، إِلا أبو بكر))

 إذاً: إن أردت أن تكون من أهل الفضل, إن أردت أن تكون من أهل الفضل؛ صل من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك.

كن مثل هؤلاء :

 تحب أن تكون مقبولاً، ماشي؛ الله عز وجل قال:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾

[سورة النحل الآية:90]

 العدل قسري، أما الإحسان طوعي، وأنت مأمور بالإحسان كما أنك مأمور بالعدل، فإن أردت أن تكون محسناً، صل من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك.
 لذلك هنا يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن ظلمك))

 هذه أخلاق الأنبياء، هذه أخلاق الصديقين، هذه أخلاق الأولياء، هذه أخلاق المقربين، هذه أخلاق السابقين؛ أن تصل من قطعك، وأن تعفو عمن ظلمك، وأن تعطي من حرمك.
 وفي حديث آخر قريب من هذا الحديث:

((أَمَرَنِي رَبِّي بِتِسْع؛ خَشْيَةِ الله في السِّرِّ والعلانية، وكلمة العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأن أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وأعطي مَنْ حَرَمَنِي، وأعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وأن يكون صَمْتي فِكْراً، ونُطْقِي ذِكْراً، ونظري عبرة))

أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله: التودد إلى الناس :

 آخر حديث:

((أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله: التودد إلى الناس))

 لأنه أنت هدفك هداية الناس، والهداية تحتاج إلى تمهيد، والتمهيد هو التودد، والتودد عمل طيب يعبر عن حب صحيح، المودة عمل، سلوك، كلمة، ابتسامة، هدية، مصافحة حارة، يعني عمل طيب، هذا التودد، التودد إلى الناس مفتاح قلوبهم، سبب هدايتهم، لذلك:

((أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله: التودد إلى الناس))

 وكم من إنسان اهتدى بكلمة طيبة، بهدية، بعمل طيب، بخدمة، بمعاونة، بمد يد المساعدة، هذا الذي يفعله المؤمنون.

درس اليوم :

 صار في عندنا الدرس اليوم:

((أفضل الصدقة: أن يتعلم المرء المسلم علماً, ثم يعلمه أخاه المسلم))

 و:

((أفضل العيادة سرعة القيام))

 من عند المريض.

((أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن ظلمك))

((أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله: التودد إلى الناس))

 هذه أربع فضائل في الصدقة والعيادة، وأن تكون فاضلاً، وأن تكون متودداً للناس.

دعاء الختام :

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصل الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور