وضع داكن
24-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 046 - الإستخارة والإستشارة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد؛ الصادق الوعد الأمين.
 اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعاً، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتناباً، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 

لمن تكون الاستخارة, ولمن تكون الاستشارة؟ :

 أيها الأخوة الكرام، ورد في الحديث الشريف أنه:

 

((ما ندم من استخار، ولا خاب من استشار))

 أو بالعكس:

((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار))

[أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط, والطبراني في المعجم الصغير]

 الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين -حصراً-, والاستخارة لله عز وجل.

 

هل تصح الاستخارة والاستشارة فيما حرمه الله, متى تصح؟ :

 أيها الأخوة, في حياتنا؛ حرام، وحلال، ومباح, لا استخارة ولا استشارة في الحرام، أما الاستشارة والاستخارة فيما هو مباح, الزواج مباح؛ يا ترى أأتزوج هذه الفتاة أم هذه؟ أأحترف هذه الحرفة أم هذه الحرفة؟ أأسافر أم أقيم؟ أأتزوج هذا العام أم أرجئه إلى خمسة أعوام قادمة؟ في الأشياء التي أباحها الله عز وجل, لك أن تستشير ولك أن تستخير, أما أن تستشير:
 من استشار الرجال استعار عقولهم.
 يمكن أن تستعير عقلاً ناضجاً، عقلاً فيه خبرات مئة عام، أو في خبرات خمسين عاماً؛ أن تأخذ كل عقله، وكل خبرته، وكل حكمته بسؤال, لذلك العباقرة دائماً يستشيرون.

 

 

بماذا أمر الله النبي في هذه الآية, وبماذا وصف الله المؤمنين؟ :

 أيها الأخوة, النبي عليه الصلاة والسلام، وهو سيد الخلق, وحبيب الحق, الذي يوحي إليه، المعصوم؛ أمر أن يستشير أصحابه، قال تعالى:

 

﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر﴾

[سورة آل عمران الآية:159]

 لست أنت؛ سيد الخلق، الذي أوتي أكبر عقل في الخلق، الذي أوتي الحكمة، الذي جاءه الوحي، الذي عصمه الله هو نفسه أمره الله أن يستشير:

﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر﴾

[سورة آل عمران الآية:159]

 وصف المؤمنين بأن:

﴿ َوأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾

[سورة الشورى الآية:38]

 آيات كريمة، مجتمع الإيمان: مجتمع التشاور، مجتمع الإيمان: مجتمع الشورى، مجتمع الإيمان: مجتمع الاستشارة، إن أردت أن تستعير عقلاً كبيراً، أو خبرة عظيمة، أو حكمة بالغة؛ فاستشر، اسأل -يا أخي- حتى في التجارة، حتى في العلاقات التجارية، حتى في شأن الزواج، أنا ما وجدت مصيبة اجتماعية إلا بسبب نقص المعلومات، ونحن الآن في ثورة المعلومات، أكبر قرار أحمق سببه نقص المعلومات، معلومات غير صحيحة؛ إنسان خطب ... إنه ظاهر أنه آدمي، لن أسأل عنه، توكلت على الله, لقد تبين أنه شارب خمر، أو خبيث، أو منحرف، أو نصاب -مثلاً- نقص معلومات، لذلك:

((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار))

[أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط, والطبراني في المعجم الصغير]

 الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين.

 

استشر في شؤونك أولي الخبرة من المؤمنين :

 في مرة أخ -ولا أنسى هذه الحادثة-, طلب مني أن أعطيه رأيي في مصلحة معينة -في الحلويات-, قلت: -والله- أنا لا أعلم، أسأل أهل السوق، فذهب إلى سوق تكثر فيه هذه البضاعة, وسأل تاجراً تاجراً -بالتسلسل-, ما منهم واحداً إلا ذم له فيها؛ ليس فيها ربح، فيها مشكلات، فيها كساد, فيها تسعير غير معقول، قد تفسد البضاعة سريعاً، بيعها صعب, فقطع ظهره، وانصرف عن هذه الحرفة، أجابني قال: هكذا سألت، وهكذا أجابوني, قلت: هذا الكلام ما أريد به وجه الله, أعرف رجلاً مؤمناً في هذا السوق، قلت له: اذهب إلى فلان، واسأله عن هذه الحرفة, قال له: حرفة جيدة جداً، وأرباحها جيدة، وصنعها سهل، وكسادها قليل، ومشكلاتها بسيطة، وأنا أعينك على إنشاء معمل, اختلف الأمر مئة وثمانين درجة؛ بين مؤمن ناصح، و بين غير مؤمن حسود، أو ضيق الأفق, أو مشرك, يتوهم أنه إذا دخل إنسان على هذه الحرفة؛ قل رزقه: لا ندم من استشار, الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين, لو استشرت غير مؤمن, لا ينصحك أبداً.

 

 

كيفية صلاة الاستخارة مع التفصيل في بيان شرحها :

 أيها الأخوة, أما الاستخارة هي موضوع درسنا اليوم؛ الاستخارة لله عز وجل، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((إِذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتين من غيرِ الفريضة -ركعتا الاستخارة، أنت ماذا تعمل؟ أنت الآن تستخير خالق الكون، تستخير العلم المطلق، تستخير الخبرة المطلقة، تستخير الحكمة المطلقة، تستخير من يعلم الغيب، تستخير من يعلم المستقبل، تستخير من يعلم خبايا النفوس، تستخير من لا تخفى عليه خافية، أنت الآن تستخيره, قال-: إِذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتين من غيرِ الفريضة ثم ليقل: -هل يمنع أن تستخير الله كل يوم مرة؟ هل يمنع أن تستخير الله في اليوم مرتين؟ يعني هل تظن أن الله لا يحب أن تستخيره؟ هل تظن أن الله يضن عليك بالحكمة وفصل الخطاب؟! مستحيل-.

1-ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرتك بقدرتك)؟ :

 اللهم إني أستخيرُكَ بعلمكَ -يعني يا رب أنا سأستفيد من علمك، يعني أنت أحياناً يعرض عليك خاتم ألماس معروض بخمسين ألفاً، يا ترى ألماس، يا ترى ألماس صناعي جديد, ثمنه خمسة آلاف، ثلاثة آلاف، ألف، إذا ألماس حقيقي فثمنه خمسون ألفاً، ومئة ألف، ألا تحتاج إلى إنسان خبير تستعير علمه بالألماس؟ من أجل خاتم تذهب إليه، وتعرض عليه الخاتم، وتسأله عن نوع هذا الألماس، هل هو حقيقي؟ هل هو مزيف؟ هل هو صناعي؟ وإذا كان صناعياً فالحقيقي ما نوعه؟ أنواع كثيرة من الألماس، فأنت حينما تستخير الله عز وجل -اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأسْتَقْدِرُك بقدرتكَ, -الله عز وجل يعلم أن هذا خير, ولكن هذا الخير ممتنع عنك، فمن يقدر أن يقنع فلان أن يوافق؟ الله عز وجل، يعني الله يعلم ويقدر، دقق: يعلم ويقدر:

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾

[سورة الطلاق الآية:12]

اسأل ربك كما أمرك :

 أيها الأخوة, أنت في حياتك، قد تجد إنساناً يقدر ولا يعلم، قوي لكنه جاهل، وقد تجد إنساناً يعلم ولا يقدر، ولا الذي يقدر ولا يعلم يعجبك، ولا الذي يعلم ولا يقدر يعجبك، يقول لك: فهيم لكن ليس بيده شيء، والذي بيده شيء لا يوجد فهم أبداً، لكن ربنا عز وجل تستخيره بعلمه المطلق، وتستقدره, تستعين بقدرته.
 يعني: أحياناً الإنسان يكون ضعيف جداً، إذا ذهبت إلى إنسان كبير، ومعك شخص قريب منه، فأنت استعرت جاهه، استعرت قدرته، استعرت مكانته، استعرت وجاهته، ذهبت لشفاعته، فأنت في هذا الدعاء؛ تستخير بعلمه، وتستقدر بقدرته، فأنت الآن استفدت من علم الله، ومن قدرته بهذا الدعاء.
 يعني: إذا شخص دخل إلى محامي؛ في محامي تقول له: القضية كذا كذا كذا... لا يفتح شفتيه؛ خمسة آلاف, ما تكلم ولا كلمة، يرفع رأسه بخمسة آلاف، الآن خالق الكون؛ هو العليم، هو الحكيم، هو القدير، هذا الخالق العظيم, قال لك: أنا أعيرك علمي وقدرتي, اسألني-

 

2-ربك يعلم الغيب :

 أستخيرك بعلمك، وأسْتَقْدِرُك بقدرتكَ، وأَسأَلكَ من فضلك العظيم، فإنك تقدِر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علامُ الغيوب.
 -فتاة ممتازة جميلة، من أسرة راقية، لكن معها صرع، أنت هذه لا تعلمها؛ في مطبات في الزواج كبيرة جداً، في مطبات في الشراكة.
 إنسان شارك إنساناً، عنده محل، قلبه إلى مصلحة أخرى، شارك إنساناً، قال: آدمي, خلال شهر؛ اثنان ونصف مليون، ذهبوا من الصندوق، وما تمكن أن يأخذ قرشاً منهم، تبين أنه أقوى منه، ومنحرف الأخلاق، من يعلم حقيقة هذا الإنسان؟ يعني هو ولله الحجة البالغة, لو استخار الله عز وجل, لما وقع في هذا المطب.
 أنا أضرب لكم مثلاً مضحكاً: إذا الإنسان يرتدي في أيام الشتاء القارص؛ قميصاً محكماً، وكنزة محكمة، وكم جاكيت، وكم مانطو، وحامل في يديه أغراض، وقال له طفل عمره ثلاث سنوات: عم كم الساعة؟ يعني إذا كان إنساناً عادياً؛ فيستحي أن يقول له: لا أعرف, يضع الأغراض على الأرض، ويأتي بإصبعه، فيزيل أول كم، وثاني كم، والكنزة، والقميص، ويقول له: سبعة وخمسة؛ لأنه طفل سألك، يعني أنت تستحي ألا تجيب طفلاً، أليس كذلك؟ تخجل ألا تجيب طفلاً صغيراً، طيب: أنت تسأل خالق الكون: يا رب، أنا لا أعلم، أنا لا أقدر، تعلم ولا أعلم، تقدر ولا أقدر, وأنت علام الغيوب، هذا الأمر لا أعلم عنه شيئاً ....-

 

 

3-ما المراد في حديث الاستخارة: (اللهم إن كنت ........ في ديني)؟ :

 اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأسْتَقْدِرُك بقدرتكَ، وأَسأَلكَ من فضلك العظيم، فإنك تقدِر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علامُ الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري, -خير لي في ديني: أكثر الناس يريد الدنيا؛ دخل كبير فقط، فيه شبهة كبيرة، مطعم فيه خمر، استثمار بار في فندق خمس نجوم، في خمور، في رقص، في ملاه، في كسب حرام، في أعراض تنتهك، في خمور تشرب، في أشياء مخيفة، بالمئة ثمان وعشرون يعطوننا؛ يعطوك بالمئة مئة؛ يجب أن تبحث عن الدخل الحلال، الحلال القليل فيه بركة، والحرام الكثير ممحوق البركة- إن كنت تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني:

 

((ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه))

4-ماذا تعني: عاقبة أمري في حديث الاستخارة؟ :

 إن كنت تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني ومعاشي –دنياي- وعاقبةِ أمري أمري، فاقْدُرْهُ لي. -وعاقبةِ أمري؛ يعني تمكنت أن تأخذ فيزا إلى أمريكا؛ أمر نادر جداً، عقله طار، ذهب إلى أمريكا؛ بلاد غنية كثيراً، رفاه منقطع النظير، أمور ميسرة جداً، أخذ زوجته وبناته، كبرت ابنته, دخل عليها فجأة, فوجد معها صاحب بالسرير, أعوذ بالله، هذا بوي فرند عنفها, بعد ساعة جاءت الشرطة، هي دعته, أنت إنسان غير حضاري, صديقها وجاء تلبية لدعوة, وقّعوه تعهداً, إذا أعدتها سنعمل لك مشكلة، ما هذه العاقبة؟ أجميلة هذه العاقبة؟ طبعاً هناك المركبات رخيصة، وكل شيء رخيص، لكن العِرض أرخص شيء، أرخص شيء عرض الإنسان، فلذلك نريد عاقبة الأمر، سنموت؛ إنسان يترفه عشر سنوات، عشرين سنة, طعام, وسيارات, ومركبات، ومسابح، وحينما يأتيه ملك الموت؛ وهو على معصية.

 

العبرة في العاقبة :

 حدثني أخ -يعني الله عز وجل أكرمه إكرام كبيراً- أنه اتخذ قراراً حازماً بالعودة إلى الشام، يعمل في انكلترا، طبعاً ضمن أولاده؛ أولاده من رواد المساجد الآن، وزوجته لها دعوة إلى الله، ويعيش في بحبوحة، وفي سعادة كبيرة، قال له زميل بقي هناك، آثر أن يبقى هناك, من شدة الفسق والفجور في بريطانيا, نشأ خلاف عميق بينه وبين زوجته, متعلق بتربية بناته, الأم متعاطفة مع البنات، تريد أن تتحرك البنات وفق ما يردن من تفلت، من ثياب فاضحة، من مسابح، من أصدقاء، والأب غيور، مسلم، لم يتحمل, فهذا الخلاف المزمن: انتهى به إلى ترك البيت، ترك لهم البيت، واستقل ببيت آخر وحيد، شرب الخمر، أصابه مرض فصام شخصية، بناته محروم منهم، زوجته بعيدة عنه، أولاده بعيدون عنه, أدمن الخمر، قال لي: والله -الأخ حي يرزق-, قال لي: مرة أردت أن أزوره لأتفقد حاله, وجدت قارورة حليب على باب البيت مساء موضوعة صباحاً هي، في اليوم الثاني وجدت قارورتين، في اليوم الثالث: ثلاث قوارير, إذاً هو ميت, أخبر الشرطة، واقتحموا الغرفة، فإذا هو ميت, أنظرت إلى هذه النهاية؟ لكن يا أخي إنه مقيم في لندن؛ بلاد جميلة وباردة، فيها محلات فخمة جداً، فيها أجهزة إعلام رائعة جداً؛ مئتا محطة فيها, كل شيء بين يديه مصيره: العبرة بالعاقبة-.

 

 

أهذا مصير المسلم؟!:

 اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري -إنسان آخر اضطر أن يسافر إلى هذه البلاد؛ فوجد أن أفضل شيء أن يفتح كازية -هو يعمل بالتربية والتعليم بمرتبة عالية جداً، يعد اختصاصه أول-, فتح كازية؛ الدوام كامل, هو اثنتا عشرة ساعة، وزوجته اثنتا عشرة ساعة، بالليالي تبيع بنزين للناس؛ أهذا مصير المسلم؟!.
 أخواننا الكرام، نريد المصير، نريد العاقبة، إنسان محترم؛ له زوجة, له أولاد، إذا نشؤوا تنشئة صالحة، تنشئة إسلامية، عنده أولاد أبرار، هذه نعمة كبرى لا تقدر بثمن-.

 

 

5-تتمة شرح حديث الاستخارة :

 

اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمْرَ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري، فاقْدُرْهُ لي -أنت قدير لأنك يا رب- فاقْدُرْهُ لي ويسره لي, -أيضاً قدير- ثم بارك لي فيه، إن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر شَرّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري؛ فاصْرِفه عَنِّي، واصرفْني عنه -لئلا أتعلق به-, واقْدُرْ لِي الخيرَ حيث كان، ثم رَضِّني به, قال: ويُسَمِّي حاجَتَه))

[أخرجه البخاري في الصحيح، وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم]

 يعني: أريد أن أتزوج فلانة يا رب, فإن كنت تعلم أن في هذا الزواج خيراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري؛ فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري؛ فاصرفه عني، واصرفني عنه, واقدر لي الخير حيث تشاء.
 إذا كان قد طبقنا هذه الاستخارة: كلما عرض لك شيئان، وقعت في حيرة بينهما، كلما عرض لك مشروعان؛ سفر أو إقامة، زواج أو عدم زواج، أن تشارك فلان أو ألا تشاركه، أنت لا تعلم، لك أن تستعين بالله عز وجل، ولك أن تستقدر بقدرته، ولك أن تستعين بعلمه الغيب.
 هذا دعاء الاستخارة، ويسبقها الاستشارة، الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين، والاستخارة لله عز وجل، تستعين بعلمه، وبقدرته، وحكمته، وربنا عز وجل مستحيل أن تستعين به, وألا يعطيك سؤلك الذي أردت.

 

دعاء الختام :

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور