وضع داكن
28-03-2024
Logo
دورات للطلاب الأجانب - دورة عام 1999 - عقيدة : 14 - اسم الله الصبور.
  • موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠2دورة عام 1999
  • /
  • ٠1عقيدة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

ـ أما الصبور:

فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به، وأعظمهم تنزيهاً له.
قال عليه الصلاة والسلام:

((عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهم عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ ))

(صحيح البخاري)

وفي أسمائه الحسنى: ( الصبور ).

وصبره تعالى يفارق صبر المخلوقين ؛ فصبره لا يُلحِق به ألماً ولا حزناً ولا نقصاً بوجهٍ ما.
ـ وإن المخلوق يحلم عن جهل، ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه، ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم، ومن عفوٍ إلى اقتدار.
حين لا يعود العبد إلى الله بعد الابتلاء يأخذه أخذ عزيز مقتدر
ـ وصبره سبحانه وتعالى متعلق بكفر العباد وشركهم، ومسبتهم له سبحانه، وأنواع معاصيهم وفجورهم، فلا يزعجه ذلك كله إلى تعجيل العقوبة، بل يصبر على عبده ويمهله، ويستصلحه، ويرفق به، ويحلم عنه، حتى إذا لم يبقَ موضع للصنيعة، ولا يصلح على الإمهال والرفق، ولا ينيب إلى ربه ويدخل عليه، لا من باب الإحسان والنعم، ولا من باب الابتلاء والنِّقم، أخذه أخذ عزيزٍ مقتدر ؛ بعد غاية الإعذار إليه، وبذل النصيحة له، ودعائه إليه من كل باب.
ـ إن مقابلة أعظم العظماء، وملك الملوك، وأكرم الأكرمين، ومَن إحسانه فوق كل إحسان، بغاية القبح وأعظم الفجور، وأفحش الفواحش، ونسبته إلى ما لا يليق به، والقدح في كماله وفي أسمائه وصفاته، والإلحاد في آياته، وتكذيب رسله عليهم السلام... أمر لا يصبر عليه إلا الصبور الذي لا أحد أصبر منه.
الله جميل يحب الجمال
ـ وهنا سر بديع: وهو أن من تعلق بصفة من صفات الرب تعالى ؛ أدخلته تلك الصفة عليه، وأوصلته إليه، والرب تعالى هو الصبور، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه. وقد قيل: إن الله أوحى إلى داود:

((تخلَّق بأخلاقي فإن من أخلاقي أني أنا الصبور))

ـ والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب ظهور آثار صفاته في عبده ؛ فإنه جميل يحب الجمال، عفو يحب أهل العفو، كريم يحب أهل الكرم، عليم يحب أهل العلم، قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، صبور يحب الصابرين، شكور يحب الشاكرين.
ـ وإذا كان الله يحب المتصفين بآثار صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف، فهذه المعيَّة الخاصة عبَّر عنها بقوله:

 

((كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً))

تحميل النص

إخفاء الصور