وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0065 - الطريق إلى الله - أمثلة على ذلك.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى :
 الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر .
 وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر .
 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين .
 اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمنا ، وأرِنا الحــق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الطريق إلى الله

 أيها الإخوة الكرام ؛ في سورة الأنعام آيات توضح الطريق إلى معرفة الله ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( أصل الدين معرفته ))

 أصل الدين أن تعرف الله ، قبل أن تعرف أحكامه ، قبل أن تعرف شرعه ، قبل أن تعرف الحلال والحرام ، إن عرفت الله أطعته ، وإن لم تعرف الله سبحانه وتعالى قد تحتال في شرعه ، الذي يحتال في شرع الله لا يعرف الله عز وجل ، وقال عليه الصلاة والسلام لأعرابي :

(( جئتك لتعلمني من غرائب العلم ، قال عليه الصلاة والسلام : وماذا صنعت في رأس العلم ، قال وما رأس العلم ، قال : هل عرفت الرب ))

[رواه ابن السني وأبو نعيم في كتاب الرياضة لهما، وابن عبد البر من حديث عبد الله بن المسور مرسلا]

 من هذين الحديث يتضح أنه لابد من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى ينجو الإنسان من أخطار الدنيا ، حتى ينجو من منزلقاتها ، حتى يعرف الطريق الصحيح .

 

الطريق إلى الله من خلال التفكر بآياته

 معرفة الله فرض ، فرض لسعادة الإنسان ، كيف نعرفه ؟ الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ، كيف السبيل إلى معرفته ؟ في سورة الأنعام بين الله سبحانه وتعالى الطريق إلى معرفة الله ، فقال :

﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية:74-80]

 كيف أراه الله سبحانه وتعالى ملكوت السماوات والأرض ، وكيف جعله من الموقنين ، وكيف رزقه الله الرؤية الصحيحة ، وكيف أطلعه على الحقيقة الكبرى ، وكيف عرفه ، قال تعالى :

﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾

 جال فكره في ظواهر الكون ، لابد من رب لهذا الكون ، أهو هذا الكوكب .

﴿فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾

 لا يُعقل عن هذا الرب العظيم أن يغيب عن الوجود ، فمن يدبِّر الكون في غيابه ، جرت عنده مناقشات منطقية .

﴿فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾

﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّين﴾

 استنبط سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أن هذا الإله العظيم الخالق لابد من أن يهديني إليه ، الذي أمدني بالطعام والشراب ، الذي أمدني بالهواء والماء ، الذي خلق السماوات والأرض ، الذي خلق الجبال ، الأنهار ، البحار ، أنواع النباتات ، أنواع الفواكه ، أنواع الأسماك ، أنواع الأطيار ، الذي خلق كل شيء لا يهديني إليه .

﴿قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّين﴾

﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾

 كل هذا الذي رأيته ليس جديراً أن يكون رباً ، لأنه يظهر ويغيب أما الإله العظيم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو معكم أينما كنتم ، يدبر الأمر .. ثم قال :

﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾

 لا لهذه الظواهر الكونية ، ولا للنجم ، ولا للقمر ، ولا للشمس ولكن للذي فطرهن ، للذي خلق السماوات والأرض

﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا﴾

 يعني مائلاً له بالمحبة بالامتنان ، بالحمد ، بالشكر .

﴿وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾

 لا أشرك في عبادته أحداً ، ولا في المحبة ، ولا في الطاعة ، ولا في الميل ، ولا في الخوف ، ولا في الرهبة .

﴿وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي ﴾

 هذا هو الهدى ، أن تتعرف إلى خالق السماوات والأرض ، أن تتوجه إلى فاطر السماوات والأرض .

من يملك الحجة ويطع الله لا يخشى أحدً قط

 عندئذ قال سيدنا إبراهيم :

﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾

 هؤلاء الشركاء لا أخافهم ، لا أرجوهم ، لا أحسب لهم حساباً .

﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾

 لقد رأى هذا النبي العظيم أن كل هذه المخلوقات ناصيتها بيد الله يسمح لها ، أو لا يسمح .

﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ﴾

 هذا هو الدين كله ، أن لا تخاف إلا الله ، وأن لا تشرك مع الله أحداً .

﴿ وَكَيْفَ ﴾

 : كيف التعجبية .

﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

 من هو المتمتع بالأمن ، الذي مع الخالق ، كن مع الله ترى الله معك إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، من هو الذي يتمتع بالأمن الذي لا حدود له ؟ هو المؤمن ؛ لأنه يرى أن كل شيء بيد الله ، وهو مطيع لله عز وجل ، يرى أن العالم كله ، القوى كلها بيد الله ، آخذ بناصيتها .

﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

 وهو يحبه ويطيعه ، ويرضيه ، ويتقرب إليه ، فأي أمن كأمن المؤمن ، أي طمأنينة كطمأنينته ، أي شعور بالراحة كشعوره ، أي راحة قلبية كراحته .

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

 نحن أم أنتم ؟!

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

 استنبط العلماء أنه من ظلم أخاه ، من ظلم مخلوقاً ما ، بثَّ الله في قلبه الخوف ، وبثَّ الله في قلبه الرعب بما ظلم .

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾

 كأن النبي سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كان يملك حجة على قومه ، وكذلك المؤمن ، ما من مؤمن صادق إلا ومعه حجة ، حجة قوية على أهل الكفر ، حجة على أهل الشرك ، على أهل الفجور :

(( ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ))

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾

 مستحيل أن تكون مؤمناً ولا تملك حجة ، الله سبحانه وتعالى يريك الحق حقاً ، والباطل باطلاً ، يريك ضلال الناس ، سخفهم ، انحطاطهم تناقضهم في أقوالهم ، ضيق أفقهم ، وترى أنت الحق ناصعاً كالشمس ترى الأمور واضحة ، الطريق إلى السعادة واضح ممهد ، مفتحة أبوابه .

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾

 وكأن الذي يملك الحجة ، أعظم عند الله درجة من الذي لا يملكها كأن مراتب الرفعة عند الله أن تكون علماً ، وأن تكون أخلاقياً ، سمي النبي عليه الصلاة والسلام أحمد في السماء ، لأنه عرف فضل الله عز وجل ، ومحمداً في الأرض ، ومحموداً عند الله ، وعند الخلق في وقت واحد ، لأنه عرف الله ، ما الذي رفعه إلى هذا المقام الرفيع ؟ معرفته ، لذلك رتبة العلم أعلى الرتب ، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم .
 الله سبحانه وتعالى يعجب ، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، قال تعالى :

﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

[سورة الزمر]

 كم هي المسافة كبيرة ، كم هي المسافة شاسعة ، بين الذي يعلم والذي لا يعلم كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك .
 وهل يُعقل أن تتعلم وأنت في بيتك ، وهل يمكن أن تعرف الله وأنت في متجرك ، لابد من حضور مجالس العلم ، العلم يُؤتى ولا يأتي الكتاب لا يغني عن مجالس العلم ، ليس في الكتاب حياة ، في مجالس العلم الحياة ، لذلك :

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾

 بالعلم ، وأما بالمال ، فلا قيمة للمال ، ظل زائل ، عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر ، مات خزان المال وهم أحياء ، وهم في أوج حياتهم ، ونشاطهم ، وقوتهم عند الله ميتون ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة .

 

 ربنا سبحانه وتعالى بعد أن سن لنا الطريق ، لابد من التفكر في ملكوت السماوات والأرض ، لابد من جولات كثيرة ، في هذه الآيات التي بثها الله سبحانه وتعالى ، لابد من استنباط الحقائق من هذا الكون لابد أن تعرف الله من خلال الكون ..
 إن لله في أرضه كتابين ، القرآن ، والكون ، القرآن كون ناطق والكون قرآن صامت ، لابد من تأمل في الكون

(( تفكر ساعة خير من عبادة سنة ))

[أخرجه ابن حبان ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس]

(( لا عبادة كالتفكر ))

[رواه ابن ماجه والطبراني عن أبي ذر وفي الباب عن علي بن أبي طالب]

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾

[سورة آل عمران]

 يتفكرون في خلق السماوات والأرض ، الله سبحانه وتعالى بعد هذه القصة التوجيهية ، التعليمية ، قال :

﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾

[سورة الأنعام الآيات:88-90]

 أولئك الذين : يعني سيدنا إبراهيم والأنبياء من بعده ، اجعل طريقتهم في الهدى قدوةً لك ، لذلك قال الله تعالى :

﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾

[سورة النحل الآية:104]

 الطرق كلها مسدودة ، إلا طريقاً واحداً ، الإيمان بالآيات ، قال تعالى :

﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾

[سورة الجاثية الآية:6]

 يعني المؤمن لابد له من جولة فكرية في ما حوله ، في كأس الماء في كأس الحليب ، في التفاحة ، في أبنه ، في الهواء ، في الماء في الجبل ، في البحر ، في الأسماك ، في الأطيار ، في قلبه ، في شرايينه ، في أمعائه ، في معدته ، في لسانه ، في الشعر الذي زينه الله به ، في سمعه ، في بصره ، في عضلاته ، في أطرافه ، في أصابعه ، في مفاصله ، في جميع أجهزته ، لابد من أن يفكر ، هذا هو الطريق إلى الله ، قال تعالى :

﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾

[سورة النحل الآية:104]

﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾

 اجعل طريقتهم في الهدى قدوةً لك ، اسلك طريقهم في الهدى ، فكر في الشمس والقمر ، فكر في النجوم ، فكر في المجرات ، فكر في هذا الكون الفسيح .
 دعوة إلى الهدى ، بيان لطريق الهدى عن طريق قصة مجسدة ، الله سبحانه وتعالى بعد هذه القصة أتبعها بآيات ، قال تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ *وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾

 وينعه : أي ونضجه
 ما حكمة ورود هذه الآيات الكثيفة ، المتتابعة التي تتحدث عن الكون بعد آيات سيدنا إبراهيم ؟ هذه الموضوعات ، فكِّر في هذه الموضوعات ، فكر في هذه الآيات ، لابد من أن ترى الله من خلالها هذا هو الطريق إلى الله ، ومن لم يسلك هذا الطريق فلا جدوى من صلاته وصيامه ، لأنه يصلي ويكذب ، يصلي ويأكل مالاً حراماً ببعده عن الله سبحانه وتعالى محروم من السعادة ، بمعاصيه حُرم من الإقبال على الله ، وبحرمانه من الإقبال على الله حرم من السعادة لذلك لا ترى بين المسلم الذي يرتكب المعاصي وبين غيره فرق يُذكر كلاهما شقي ، كلاهما قلق ، كلاهما حائر ، كلاهما يخاف ، كلاهما خنوع ، إذا عرفت الله سبحانه وتعالى ، وقدرته حق قدره ، واستقمت على أمره ، وتقربت إليه ، سعدت بقربه ، وصرت إنساناً متميزاً ترى ما لا يراه الناس ، وتسمع ما لا يسمعون ، وتسعد حين يشقون وتفرح حين يحزنون ، وتطمئن حين يقلقون ، هذا هو الطريق ، لن تقطف ثمار الإيمان إلا إذا سلكت هذا الطريق ، وهذه الآيات الكثير التي بثها الله سبحانه وتعالى تؤكد هذا .
 أيها الإخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

والحمد لله رب العالمين
***

الخطبة الثانية :

 الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم .

معجزة الله في الكون وفي آياته

 أيها الإخوة الكرام ؛ إتماماً لهذا الموضوع ، بعد هذا قال الله تعالى :

﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾

[سورة الأنعام]

 لو أن الملائكة نزلت إليهم ، ورأوهم رأي العين ، وقالوا لهم : هذا النبي صادق ، والآخرة حق ، والحساب حق ، والنار حق .

﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى ﴾

 بُعث الأموات من قبورهم ، وقالوا لهم : حقاً إن الجنة والنار بعد الموت لابد من أحدهما لو قال الأموات هذا .

﴿ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾

 معنى إلا أن يشاء الله : يعني إلا إذا سلكوا الطريق الذي ذكره الله من قبل ، هذا هو الطريق الوحيد ، يعني لو أن الطالب ارتدى ثياباً بيضاء ، ووضع على عينيه نظارات ، لا يكون طبيباً ، لو أنه طبع دفتر وصفات لا يكون طبيباً ، لو أنه قرأ مجلات طبيبة ، لا يكون طبيباً ، إلا إذا دخل كلية الطب ، الطريق الوحيد .

﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾

 لو أنه رأو جميع المعجزات ، بنوا إسرائيل رأوا البحر صار طريقاً يبساً ، بعد أن تجاوزون قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ..قال تعالى :

﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾

[سورة الأعراف الآية:138]

 قوم صالح رأوا ناقة خرجت من الجبل فعقروها ، ما من قوم رأوا معجزات فيها خرق لكوانين الكون فآمنوا بها ، الكون هو المعجزة ، إن لم تفكر في الكون بوضعه الطبيعي ، بوضعه الراهن من دون معجزة ، من دون خرق لقوانينه ، لا تهتدي إلى الله عز وجل

﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾

 ومشيئة الله لا تكون إلا إذا سلك العبد الطريقة الوحيدة التي رسمها الله عز وجل في قصة سيدنا إبراهيم ، لا حظوا كيف أن الآيات يأخذ بعضها برقاب بعض ، كيف أن السورة وحدة متكاملة ، هكذا فعل إبراهيم ، هكذا تأمل في الشمس ، في القمر ، في النجوم ، توصل إلى أن هذه الآيات ليست آلهة ، إلا أن هذه الآيات ليست آلهة ، إنما هي آيات ، توجه للذي فطرهن ، من ثمار هذا الإيمان المبني على التفكر؛ الطمأنينة ، الأمن الذي يفقده الناس إذا أشركوا ، إيمان ، فأمن فعبادة هذا هو الطريق .

﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾

 يجهلون الطريق إلى الله عز وجل ، يظن أحدهم أنه إذا صلى فقد صار ديناً ، يصلي ويكذب ، والطريق إلى الله مسدود ، يصلي ويأكل مالاً حراماً ، يصلي ويغش الناس ، يصلي ولا ينصحهم في معاشهم الدين النصيحة ، يصلي ولا يتورع عن الصغائر ، إذاً مقطوع عن الله عز وجل ، إذاً النور لا يسري إلى قلبه ، آيات متكاملة ، الطريق أمثلة من الآيات .
تعقيب دقيق جداً وهام جداً : لن يؤمن الإنسان إلا إذا فكر بآيات الكون ..
 أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذا القرآن الكريم ، يُقرأ للتفكر ، للتأمل ، للنظر ، للبحث ، للدرس أما أن تقرأ القرآن هكذا ، من دون عقل ولا فهم ، يقول ختمت القرآن والحمد لله ، هذا ليس من الدين في شيء ، اقرأ القرآن ، ولكن إذا شئت أن ينعكس كتاب الله في قلبك سعادة ، لابد من التأمل فيه وتدبره لذلك أنصحكم أن ترجعوا إلى هذه الآيات في سورة الأنعام ، اقرؤوها بتأمل ، بتدبر ، بتأن ، بتؤدة ، بعناية ، واستنبطوا منها ، ولابد من أن تطبقوها ، وإلا نكون أخسر الناس في هذا الكتاب .

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً﴾

[سورة الإسراء الآية:82]

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ، لك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك ونتوب إليك
اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك .
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارض عنا ، اقسم لنا من خشيتك ، ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين .
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، ودنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين .
 اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك .
 اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين .
 اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً ، وسائر بلاد المسلمين .
 اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء .
 اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب ، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب .
 اللهم صن وجوهنا باليسار ، ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء .
 اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين .
 اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام والمسلمين ، وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير .

تحميل النص

إخفاء الصور