وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 079 - الدم ومكوناته وفائدة الحجامة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الدم ومكوناته :

أيها الإخوة المؤمنون ؛ لا بدَّ من أن أحدنا قد رأى نقطةً من الدم تسيل، لجرحٍ طفيفٍ، أو لشيءٍ آخر، هل منكم من يصدِّق أن هذا الدم الذي يسيل، عالمٌ قائمٌ بذاته ؟

قبل كل شيء، الميليمتر المكعب من هذا الدم، دقق على المسطرة، كم هو ضلع الميليمتر المكعب ؟ في الميليمتر المكعب خمسة ملايين كرية حمراء، في دم الإنسان ما يزيد عن خمسةٍ وعشرين مليون مليون من الكريات الحمراء ـ
خمسة وعشرين مليون مليون، البليون ألف مليون، أما المليون مليون، أي خمسة وعشرين أمامها اثنا عشر صفر ـ

وقد وصف بعضهم الكرية الحمراء بأنها حمَّالٌ لا يعرف التعب أبداً، تجول في الجسم في اليوم الواحد، ألفاً وخمسئمة دورة، في اليوم الواحد كل كرية تجول في الجسم ألفاً وخمسمئة دورة، وتعمِّر هذه الكرية مئةً وعشرين يوماً، تقطع في هذا العمر من المسافات، ما يزيد عن ألفٍ ومئةٍ وخمسين كيلو متراً، هذه الكرية الحمراء التي لا تُرى إلا بالمجهر، كل خمس ملايين كرية تساوي ربع نقطة من الدم .هذه الكرية الحمراء، الحمَّال الذي لا يعرف التعب، تنقل من الأوكسيجين، ما يزيد عن ستمئة لتر من الأوكسيجين، إلى الخلايا والأنسجةوالأعضاءوالأجهزة، من أجل أن تنقّي الدممن غاز الفحم، ومن أجل أن تمنحه مولِّد الحموضة .من منا يصدِّق، أن هذه الكرية الحمراء التي لا ترى بالعين يسهم في تكوينها خمسمئةٍ وأربعةٍ وسبعين حمضاً أمينياً

يتم صنع هذه الكرية الحمراء في خمسة أيام، وتنتج معامل الدم في نقي العظام اثنين ونصف مليون كرية في كل ثانية، وإن العقد الليمفاوية، فقرات الظهر، أضلاع الصدر، عظم القص، عظم الساق، كل هذه الأماكن معامل لصنع الكريات الحمراء .

الشيء الخطير جداً، أن في الجسم جهازاً دقيقاً حسّاساً هو جهاز الرقابة

فالرقابة على كمية الدم مستمرة، وبحساسيةٍ بالغة، ومهمة هذا الجهاز معرفة ما يطرأ على الدم من زيادةٍ أو نقصان، فإذا طرأ عليه نقصان، أعطى هذا الجهاز إشارةً، إلى معامل نقي العظام، كي تزيد من إنتاجها، كي يعود الحجم إلى وضعه الطبيعي .

 

الحجامة:


من هنا تأتي الحجامة التي هي سنّةٌ نبويةٌ، وهناك أحاديث صحيحةٌ تؤكِّدها، إن الحجامة هي في حقيقتها إنقاصٌ للدم من الإنسان، هذا الإنقاص يسبب تنشيطاً، وحثاً لمعامل نقي العظام على زيادة إنتاجها، لذلك :

(( احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لايتبيغ بكم الدم فيقتلكم ))

[ أخرجه البزار في مسنده ]

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ ))

 

[ أخرجه ابن ماجه ]

أيها الإخوة المؤمنون ؛ الأحاديث النبوية التي فيها إرشاداتٌ صحيةٌ وطبية، هي توجيهاتٌ إلهية، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، مواصفات الدم الذي يجري في عروقكم .
اطلعت على كتابٍ يزيدٌ على ألفي صفحةعنوانه: أمراض الدم .
فالدم عالمٌ قائم بذاته ؛ المصل، الكريات الحمراء، الكريات البيضاء، الصفائح، عددها، توالدها، موتها، حركتها، وظائفها، شيءٌ لا يصدَّق.

 

 

عبادة التفكر:

يقول ربنا سبحانه وتعالى:

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 21 ]

﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ﴾

[ سورة عبس الآيات : 17-22 ]

أيها الإخوة المؤمنون ؛ يجب أن نفكِّر في خلق السماوات والأرض، وأقرب شيءٍ لنا أجسادنا:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾

[ سورة فصلت الآية : 53 ]

 

تحميل النص

إخفاء الصور