مقدمة :

الأستاذ حسام :
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
 بدأنا الحديث في الحلقة السابقة عن التدخين وآثاره السلبية على جسم الإنسان، هذا الجسم الذي منحنا الله إياه كأمانة يجب أن نحافظ عليها، ووصلنا إلى الحديث عن الآباء الذين يدخنون أمام أطفالهم، ويرسلون إلى أطفالهم هذه السموم، ويتلقاها الطفل بدون ذنب.

حقائق بديهية عن التدخين :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أستاذ حسام، تحوي أوراق التبغ أشباه قلويات سامة في طليعتها النيكوتين، وإن واحداً من عشرة غرامات من النيكوتين يكفي لقتل كلب متوسط الحجم قتلاً فورياً، واحداً من عشرة غرامات من النيكوتين، يكفي لقتل كلب متوسط الحجم قتلاً فورياً، وفي مدة قليلة، وقطرة واحدة منه في عين فأر تقتله حالاً، وثماني قطرات محقونة تحت الجلد تقتل حصاناً في أربع دقائق، هذه الحقائق البديهية ليست غريبة، إنها أبحاث قديمة جداً، وإن الكتّاب تحدثوا عنها والعلماء وصفوها وصفاً دقيقاً، هناك سم آخر في الدخان يحتوي على مئتي ضعف مما تسمح به منظمات الصحة العالمية، هناك سمّ يضعف عمل كريات الدم الحمراء وهو أول أكسيد الفحم، هذا السم يتحد مع كريات الدم الحمراء، وهذا الذي يتعب المدخن، وفي الدخان غازان سامان وهما غازان مسرطنان، وفيهما أيضاً فحوم مسرطنة، هذا البحث العلمي مأخوذ من أوثق المصادر الرصينة، هناك إحصاء في أمريكا أن ألف وفاة كل يوم بسبب الدخان، هذا العدد يزيد سبعة أضعاف عن عدد الذين يموتون في حوادث السير، مع أن الموت في حوادث السير أعلى نسبة يموت فيها الناس، نسب الوفيات في المدخنين سبعة أضعاف من يموت في حوادث السير.

أخطار التدخين لا تنتهي :

 الحقيقة هناك أخطار لا تنتهي، لكن الذي أتمنى أن يكون واضحاً أن هذا الأب المدخن، أو هذه الأم المدخنة، ما ذنب هؤلاء الأطفال الصغار؟ هذا الطفل كما يقال: الأطفال أحباب الله، طفل بريء طاهر من كل شائبة، يتلقى من أبيه بنسبة سبعة وثلاثين بالمئة من مضار المدخن نفسه، فالمدخن يتضرر مئة بالمئة أما الذي أمامه مع أنه لا يدخن فيتضرر سبعة وثلاثين بالمئة أو ثمانية وثلاثين بالمئة من أضرار التدخين، فلذلك المدخن مخطئ خطأ كبيراً في حق من حوله، لذلك حينما منع التدخين في الأماكن العامة هذا قرار حكيم، لأن هذا المواطن يقف مثلاً في محطة قطار، هذا مكان عام، يقف في بهو في دائرة، في وزارة، ما ذنب هذا المواطن البريء الذي جاء ليتابع معاملة جانبه إنسان يدخن أصابه سبعة وثلاثين بالمئة من مضار التدخين؟ فهناك مشكلة اجتماعية أن المدخن لو أنه يؤذي نفسه فقط هذه مشكلة، أما أنه يؤذي غيره، مرة دخلت إلى معمل أعجبني، غرفة من البلور مربوطة بأنبوب إلى سقف المعمل للمدخن فقط، يدخل إلى الغرفة حتى لا يؤذي أحداً، والدخول إلى هذه الغرفة فيها إهانة له.

ضعف الإرادة وراء كل مشكلات الإنسان :

 أنا أتمنى أن الإنسان إذا دخن ألا يكون معه إدمان، بالمناسبة سأقول كلمة قاسية جداً: نسب الإدمان بالدخان خمسة وثمانون بالمئة، أنا أقول هذا الكلام تحذيراً للشباب لو أَلِف الشاب التدخين كل مئة مدخن لا يستطيع أن يدع التدخين منهم إلا خمسة عشر بالمئة، بينما إدمان الخمر خمسة عشر بالمئة، أي مئة شارب خمر يقدر خمسة وثمانون بالمئة أن ينجو من متابعة الشرب، أما الدخان فخمسة عشر بالمئة، نسب الإدمان خمسة وثمانون بالمئة، معنى مدمن أي لا يستطيع أن يدع التدخين، دخل في دمه، دخل في تركيب جسمه، فأنا أقول: البطولة أنك إذا أقدمت على شيء تدبر عاقبته، عاقبة المدخن وبيلة جداً، وأنا والله أعلم علم اليقين أن آلاف الأسر لا تسمح لخطيب ابنتها أن يكون مدخناً، يرفض الإنسان، تكون فتاة جيدة جداً من أرقى الأسر، تتمتع بثقافة عالية، وجمال أخاذ، ومع ذلك فإن خطبها مدخن يرفض.
 تنقضه الأيام، إنسان يقول: لا، لا تستطيع قوى الأرض مجتمعة أن تثنيه عن هذا القرار إذا أدرك خطورة التدخين، وقال: لا للدخان مؤهل ومزود بإمكانات يستطيع أن يطبق بها قراره، أما ضعف الإنسان باتخاذ القرار، بالمناسبة ضعف الإرادة وراء كل مشكلات الإنسان، فإذا قويت إرادته يلزم نفسه بترك الدخان أنا أعرف إنساناً يدخن خمس باكيتات كل يوم، أخذ قراراً بلحظة واحدة، وترك الدخان.
الأستاذ حسام :
 هنا حديث رسول الله:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]

 لكن اتخاذ القرار عندما يريد الإنسان الإقلاع عن التدخين وترك هذه العادة، يمكن أن يتوكل على الله والله حسبه أن يعينه دائماً في هذه.

من توكل على الله عز وجل أمدّه الله بإرادة قوية :

الدكتور راتب :
 هذا معنى قوله تعالى:

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾

[ سورة الفاتحة: 5 ]

 وأنا أقول لكل مدخن: أنت حينما تقول لربك في مناجاتك له: ربي أعني على اتخاذ هذا القرار، أعني على تنفيذه، الله عز وجل يمده بإرادة قوية جداً.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
 جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، غداً إن شاء الله نلتقي في حلقة جديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" مستمعينا الكرام نلقاكم غداً إن شاء الله، إلى اللقاء.