وضع داكن
29-03-2024
Logo
الندوة : 26 - في الإنسان – لمحة عن لسان المزمار.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام :
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله و أصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
 نتابع الحديث عن آيات الله في الإنسان، حديث جميل وواسع لا يسع هذه الحلقة إلا أن نعطي لمحة دقيقة عن بعض الأشياء في جسم الإنسان، شرطي للمرور يسمونه لسان المزمار، ماذا عن لسان المزمار؟

 

لسان المزمار :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
 أستاذ حسام، اللعاب في الفم له غدد تفرزه، فإذا تجمع اللعاب بكمية أكبر مما ينبغي، ما الذي يحصل؟ الإنسان يبلعه، أي يدخله إلى معدته، أما هو نائم في الليل وغارق في النوم وغائب عن الوعي إذا تجمع هذا اللعاب في فمه وزادت كميته فما الذي يحصل؟ شيء لا يصدق، تنطلق رسالة من الفم إلى الدماغ، اللعاب زاد عن حده، الدماغ يعطي أمراً إلى لسان المزمار بإغلاق فتحة الهواء وفتح فتحة المعدة، هناك قصبة هوائية تتصل بالرئتين، وهناك مري يتصل بالمعدة، لسان المزمار يغلق تارة القصبة الهوائية، وتارة المري، مهمته يفتح هذه تارة وهذه تارة أخرى، هذا اللسان يتلقى أمراً من الدماغ فيغلق فتحة الرئتين، ويفتح فتحة المري، والإنسان وهو نائم يأخذ لعابه إلى معدته، وبعد انتهاء هذه العملية يغلق المري ويفتح لسان المزمار، شيء مذهل هذه الحالة تشبه حالة ثانية، إنسان نائم، وغارق في النوم، وزن هيكله العظمي مع ما فوقه من عضلات يضغط على ما تحته من عضلات، فإذا ضغط الأوعية الدموية تضيق لمعتها، فإذا ضاقت ضعفت التروية، فإذا ضعفت التروية أودع الله في الإنسان أماكن إحساس بالضغط بكل الجسم، هذه المراكز تعطي للدماغ رسالة أننا ضغطنا، والأوعية ضاقت لمعتها، وضعفت التروية، يأتي أمر من الدماغ إلى الإنسان يقلب جسمه إلى جهة ثانية، قال تعالى:

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

[ سورة الكهف: 18 ]

 هذه القلبة تنقل الضغط من مكان إلى مكان، أنت نائم لك هيكل عظمي، وزن الهيكل العظمي مع العضلات التي فوقه تضغط على ما تحته من عضلات، هذا الضغط من نتائجه أن الأوعية الدموية تضيق لمعتها، تضعف التروية، تذهب رسالة للدماغ يأتي الأمر بالتقليب وهذه من آيات الله الدالة على عظمته:

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

[ سورة الكهف: 18 ]

التقليب من آيات الله الدالة على عظمته :

 لو أن الله يقلبه ذات اليمين وذات اليمن، لوقع من على السرير، ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة، فالإنسان إذا زاد لعابه في فمه تأتي رسالة من الفم إلى الدماغ، تشعره بازدياد اللعاب، يأتي أمر من الدماغ إلى لسان المزمار، يغلق طريق الهواء، يفتح طريق المري، الإنسان يبتلع لعابه، ويعود الأمر كما كان، كذلك إذا كان نائماً، وضغط هيكله العظمي على ما تحته، ذهبت رسالة من مراكز الضغط للدماغ يأتي الأمر بالتقليب، الشيء العجيب هذا الذي يجري بآلية بالغة التعقيد بحكمة بالغة بالغة، من يخطط لها؟ أنت نائم الهضم يستمر، لو أن الله عز وجل أوكل الهضم للإنسان لما استطاع أن ينام، لو أوكل نبض قلبه له لا يستطيع أن ينام، ينام فيموت، من جعل هذه الأعضاء النبيلة الخطيرة تتلقى أمراً بالنبض من ذاتها؟

الله عز وجل جعل الأعضاء الخطيرة تتلقى أمراً من ذاتها :

 القلب أستاذ حسام فيه ثلاثة مراكز كهربائية، المركز الأول يعطي أمراً بالنبض ثمانين نبضة، إذا تعطل هذا المركز يعمل المركز الاحتياطي الأول يعطي أمراً بالنبض ثمانين نبضة، لو تعطل الثاني عمل المركز الاحتياطي الثاني، فأمر القلب بالنبض، لكن الإنسان حينما يصعد درجاً أو يعدو خوفاً من عدو، يحتاج إلى مئة وثمانين نبضة في دمه، هذه النبضات الاستثنائية من يؤمنها؟ النظام الذي يقوم على إدراك الخطر، عن طريق الغدة النخامية، وهذه الغدة النخامية تأمر الكظر، والكظر يأمر القلب والرئتين والكبد لإفراز المواد اللازمة، إذاً هناك آلية معقدة جداً، الذي يعنينا في هذا اللقاء الطيب الإنسان وهو نائم، وهو غافل عن الوعي، وهو في غيبوبة، وهو في نوم عميق، يجري آليات معقدة أثناء نومه، أحدها التنفس الآلي، أنا أعرف مرضاً نادراً جداً مركز التنبيه الآلي للتنفس يتعطل لا يستطيع أن ينام، ينام فيموت فوراً، نحن حينما نؤوي إلى الفراش وننام نوماً عميقاً، هل نعرف نعمة هذه الحالة؟ أنك وأنت نائم القلب يعمل، الرئتان تعملان بأوامر آلية، فالرئة لها أمر إرادي، أنا أستطيع أن أجري زفيراً أو شهيقاً إرادياً لكن الرئتين تعملان آلياً وأنت مرتاح، والقلب كذلك، والهضم كذلك، ولسان المزمار كذلك في نقل اللعاب إلى المعدة، وكل الأعمال المعقدة جداً يقوم بها الجسم وأنت نائم، لذلك هذا من فضل الله علينا أنه فرغك لعبادته، لو أنه كلفك أن تهضم الطعام، تحتاج إلى أربع ساعات بعد كل طعام، تأكل وانتهى الأمر اذهب واعمل، اذهب ونم، اذهب وافعل ما تشاء، فهناك نعم كثيرة جداً لا نعرفها إلا بفقدها، هذا كله من فضل الله علينا، لكن الله عز وجل ينتظر منا أن نفكر في هذه الآيات الدالة على عظمته، وأن نشكره عليها.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
 آمين، اللهم عرفنا على نعمك بدوامها ولا تعرفنا عليها بزوالها، شكراً جزيلاً للداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، غداً لنا لقاء في حلقة جديدة إن شاء الله.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور