وضع داكن
19-04-2024
Logo
الندوة : 11 - في الآفاق - إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بعوضة ......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 مستمعينا الكرام نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ونرحب أيضاً بالأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي، نرحب بك أستاذنا.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
الأستاذ حسام:
 أستاذ راتب، في حديثنا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وحديث القرآن عن الحيوان، وتحديداً الحشرات، وذكر الله تعالى في محكم تنزيله في سورة البقرة الآية التي تقول:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

[سورة البقرة]

 نأخذ الموضوع من جهتين، أولاً: لغة، وثانياً: وجه الإعجاز.

 

البعوضة من آيات الله الدالة على عظمته :

الدكتور راتب:
 الحقيقة أن الله عز وجل حينما يورد في كتابه الكريم ذكر أحقر مخلوق في حياة الإنسان البعوضة، بل إن النبي الكريم أشار لهذا الموضوع حينما قال:

((ولو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جَناح بعوضة ما سَقَى كافراً منها شَربة ماءٍ))

[أخرجه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله]

 هي حقيرة أي مخلوق حقير، يؤذينا، يلدغنا، ينقل لنا بعض الأمراض، هذه البعوضة التي لا نهتم لها، بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني الذي يكبر من ثلاثمئة ألف مرة إلى خمسمئة ألف مرة، وضعت هذه البعوضة تحت المجهر الإلكتروني عندئذٍ الشيء لا يصدق، أولاً وزن هذه البعوضة واحد على ألف من الغرام، أي ألف بعوضة تساوي غراماً واحداً، هذه البعوضة لما وضعت تحت المجهر الإلكتروني تبين أن في رأسها مئة عين، أنا في لقاء في الفضائية السورية عرضت هذه الصور المجهرية، في رأس البعوضة مئة عين، في فمها ثمانية و أربعون سناً، وفي صدرها ثلاثة قلوب، قلب مركزي، وقلب لكل جناح، وفي كل قلب أذينان وبطينان ودسامات، البعوضة تملك جهازاً لا تملكه الطائرات، سماه العلماء جهاز استقبال حراري، هي ترى الأشياء لا بأشكالها ولا بألوانها ولا بأحجامها، لكنها ترى الأشياء بالحرارة فقط، بحرارتها، إذاً عندها حاسة سادسة، عندها ما يسمى بالأشعة تحت الحمراء، تحس الأشياء بالحرارة، البعوضة تملك جهاز تحليل دم، ما كل دم يناسبها، قد ينام أخوان على سرير واحد تأتي البعوضة تأخذ عينة من الأول وعينة من الثاني، قد لا يعجبها دم الثاني فترجع للأول، فقد ينام أخوان على سرير واحد ويستيقظان، الأول ملئ جلده بلسع البعوض، والثاني لا شيء فيه إطلاقاً.
 إذاً معها جهاز تحليل دم، معها جهاز تخدير، فإذا غرزت خرطومها في جلد الإنسان خدرت تخديراً موضعياً، ولا يشعر بلسعتها إطلاقاً، لكن بعد أن تنتهي من امتصاص دمه، وتطير في سماء الغرفة، وينتهي مفعول التخدير، يشعر بألم في يده، يظنها على يده يضربها بكل قوته فإذا هي تضحك عليه في سماء الغرفة، معها جهاز تخدير، جهاز تحليل، جهاز تمييع، لأن دم الإنسان سمج لا يسري في خرطومها، تميع الدم، وتفحص الدم، وتخدر، وتفعل فعلها في الإنسان، البعوضة في خرطومها الدقيق، خرطومها كشعرة فيه ست سكاكين، طبعاً كل هذه الحقائق مأخوذة من المجهر الإلكتروني، الذي يكبر تقريباً أربعمئة ألف مرة، في خرطوم البعوضة ست سكاكين، أربع سكاكين لإحداث جرح مربع، وسكينان تلتئمان على شكل أنبوب لامتصاص الدم، في خرطومها ست سكاكين، في صدرها ثلاثة قلوب، قلب مركزي وقلب لكل جناح، ومعها جهاز تحليل دم، وجهاز تمييع للدم، وجهاز تخدير، وعندها مئة عين في رأسها، ثمانية و أربعون سناً في فمها، وتملك راداراً بأعلى درجة، سوف أقول كلمة صعب أن تصدق: حساسية جهاز الرادار هو حراري واحد على ألف من الدرجة المئوية، نحن نرى ميزان حرارة، يقول لك أحدهم: الحرارة سبع و ثلاثون درجة ونصف، الذي عنده بصر حاد جداً يقول لك: سبع و ثلاثون وثلاثة أرباع الدرجة، أقصى شيء تملكه في الحساسية ربع درجة، أما البعوضة فحساسية جهاز الاستقبال الحراري واحد على ألف من الدرجة المئوية، لو الحرارة تبدلت تشعر بها البعوضة.
 هذه البعوضة الحقيرة بأرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن ومحاجم على الضغط إذا وقفت على سطح أملس، الآن اقرأ الآية الكريمة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

 متى عرفت عظمة هذه البعوضة؟ بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني، هذه الآية من آيات الإعجاز في القرآن الكريم، لأنها لفتت النظر إلى مخلوق حقير في حياة الإنسان، لكن مع حقارته يبدو أنه معجز.
الأستاذ حسام:
 مع هذا التطور إذا أراد الإنسان أن يجمع هذه الأجهزة، جهاز الرادار، جهاز التحليل، وجهاز التخدير، كم من المساحة يمكن أن يحتاج؟.

 

التطور العلمي الذي أصاب البشرية تطور انفجاري :

الدكتور راتب:
 والله شيء لا ينتهي، الحقيقة هناك تطور علمي كبير جداً، أقول لك أستاذ: التطور العلمي الذي أصاب البشرية من آدم إلى قبل خمسين سنة بكفة، والتطور من قبل خمسين سنة إلى الآن بكفة ثانية، تطور انفجاري، هناك تطور انفجاري، أي شيء عجيب جداً، كلها بعوضة

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

 أما ما فوقها فاكتشف أن فوقها كائن حي آخر.
الأستاذ حسام:
 وما أجمل أن نستفيد من هذه الاختراعات ومن المجهر الإلكتروني كي نستدل بها على عظمة الله.
الدكتور راتب:
 طبعاً، لأنه إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 جزاك الله خيراً، الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي، مستمعينا الكرام نلتقي غداً إن شاء الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج فانتظرونا، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور