وضع داكن
29-03-2024
Logo
الندوة : 10 - في الآفاق - الإعجاز العلمي في السنة النبوية ( الزيت).
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 نرحب بكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ونرحب أيضاً بالأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، أستاذ محمد راتب نرحب بك مجدداً.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم، ونفع بكم إن شاء الله.
الأستاذ حسام:
 في بداية حلقة اليوم، لا بدّ من أن نشير إلى أن المعلومات التي نتحدث عنها في حلقات هذا البرنامج، ويتفضل بها الأستاذ الدكتور هي موجودة بشكل مجاني على الموقع:
www.nabulsi.com
 فكل من يرغب بالحصول على الكتاب الكامل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة آيات الله في الآفاق، وآياته في الإنسان، هو موجود ومتاح للجميع بشكل إلكتروني ومجاني تحت عنوان "موضوعات علمية".
 أستاذ راتب، وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث صحيح وصريح قال فيه:

((كلوا الزيت فإنه مبارك، وائتدموا به، وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة مباركة))

[ الدارمي عن أبي أسيد الأنصاري]

 توجيه واضح صريح مباشر، ما وجه الإعجاز في هذا الحديث وهو:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾

[سورة النجم]

توجيهات النبي الكريم في شأن الطعام والشراب إنما هي وحي يوحى :

الدكتور راتب:
 أولاً: أريد أن أعلق تعليقاً سريعاً، أن توجيهات النبي الكريم في شأن الطعام والشراب والغذاء، ليست من ثقافته، ولا من بيئته، ولا من معطيات عصره، ولا من اجتهاده، ولكنها وحي يوحى، بدليل قوله تعالى:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[سورة النجم]

 أي لئلا نتوهم أن هذه خبرته، وهذه تجربته، وهذا اجتهاده، لا، كلام النبي كله وحي يوحى، لو كان له كلام من ثقافته، ومن خبرته، صار هناك سؤال يومي، يا رسول الله هل هذا الكلام من عندك أم من وحي السماء؟

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

أنا حينما أعتقد أن هذه التوجيهات الصحية والغذائية التي قالها النبي ليست من اجتهاده بل هي من وحي السماء آخذها على أنها من عند الخبير، هذه نقطة دقيقة جداً، ليست هذه ثقافة النبي، ولا أخذت من بيئته، ولا من معطيات عصره، ولا من اجتهاده، إنها توجيهات من الله عز وجل، هذه حقيقة بين يدي هذا البحث.

 

فوائد زيت الزيتون :

 الحقيقة أن مئة غرام من زيت الزيتون فيه غرام بروتينات، و أحد عشر غراماً من الدسم، وبوتاسيوم، وكالسيوم، ومغنيزيوم، وفسفور، وحديد، ونحاس، وكبريت، المعادن كلها في هذا الزيت مجتمعة، وفيه ألياف، وهو غني بأهم الفيتامينات المتعلقة بتركيب الخلايا، ونشاطها، والمتعلقة بالتناسل، وسلامة العظام، وهو غذاء الدماغ، وغذاء الأطفال، وله تأثير في تفتيت حصيات المرارة والمثانة، وفي زيت الزيتون مادة تمنع تخثر الدم، أي الجلطات، زيت الزيتون مقاوم للجلطات، وهذا الزيت قال عنه عليه الصلاة والسلام:

((كلوا الزيت فإنه مبارك، وائتدموا به، وادهنوا به))

[ الدارمي عن أبي أسيد الأنصاري]

 اجعله إيداماً للطعام، هو مادة غذائية، وله أثر ملطف لالتهابات الجلد، لماذا قال: ادهنوا به؟ له أثر ملطف لالتهابات الجلد، ولبعض الأمراض الجلدية، وله أثر طيب ونافع حتى في الاستعمال الخارجي، والنبي الكريم

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾

 والمؤمن يعرف ماذا يأكل، فلا بد له من مواد دسمة، فإما أن يشتريها نافعة وإما أن يأخذها ضارة، المواد الدسمة خطيرة جداً، لو أخذناها من مصادر غير موثوقة هي أسوأ الدهون، تصنع على شكل سمن، فلذلك نحن نعتني بالمواد الدهنية لأن هذه خطيرة، فإذا أخذناها من زيت الزيتون، فهي أفضل مادة دهنية نباتية نأكلها.

 

الفوائد التي نجنيها من زيت الزيتون لا تصدق :

 الحقيقة هناك دراسات عميقة جداً حول أن ماء زيت الزيتون فيه بروتين، فيه دهن، فيه ماءات للفحم، فسفور، حديد، كالسيوم، بوتاسيوم، فيتامين، الفسفور يغذي المخ، يقوي الذاكرة، ينشط الأعصاب، يساعد على ترسيب الكلس في العظام، ماءات الفحم تولد الطاقة، والتدفئة، والنشاط، فيتامين ب له علاقة بالإخصاب، له علاقة بأمراض العين، له علاقة بأمراض المفاصل، له علاقة بالتهاب العضلات واختلال التوازن العصبي، مانع للتجلط، زيت الزيتون مانع للتجلط، وسقوط الشعر، تضخم البروستات، يحول دون تجعد الوجه، أما الصوديوم فله دور خطير في بلازما الدم، أما البوتاسيوم فضروري جداً للأعصاب، والقلب، والشرايين، والعضلات، وكلما تقدم السن بالإنسان هو في أمس الحاجة إلى البوتاسيوم، وأما الحديد فنقصه يسبب فقراً في الدم، أما الكالسيوم فلبناء للعظام لاسيما للأطفال، كل هذه المعادن نجدها في زيت الزيتون، إضافة إلى الدهن، أما البروتين فحدث ولا حرج، الحقيقة شيء لا يصدق، الفوائد التي نجنيها من زيت الزيتون لا تصدق، والله أتمنى على أخوتنا المستمعين أن يجعلوا المادة الدسمة الأولى في حياتهم زيت الزيتون، طبعاً أرجو أن يكون زيتاً صافياً، لا مغشوشاً.
الأستاذ حسام:
 هناك من الناس من يقول: أنا أتبع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن يدخل في هذه التفاصيل أو أن يعرف ذلك، فإن عرف دعا إليها، وهناك من يترك هذا إلى أن يترك هذه السنة.

من يطبق سنة النبي يقطف كل ثمارها :

الدكتور راتب:
 أنت أشرت إلى نقطة مهمة، أنا حينما أطبق سنة النبي دون أن أدخل في تفاصيلها أقطف كل ثمارها، أما إذا دخلت في تفاصيلها فأستطيع أن أقنع الناس بها.
الأستاذ حسام:
 كالذي يقود سيارة، يمكن لا يعرف شيئاً بميكانيك السيارة و لكنه يستثمر هذه المركبة.
الدكتور راتب:
 إذاً أنا حينما أطبق سنة النبي أقطف كل ثمارها من دون تفاصيل، لكن لو أنني عرفت تفاصيلها لدعوت إليها، فالداعية يحتاج إلى هذه التفاصيل، أما المستهلك فلا يحتاج إليها إطلاقاً، يكفي أن تطبقها، النبي الكريم

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾

 لا يوجد عنده أشياء من عنده، هو شفاف شفافية تامة، يشف عن وحي السماء، فكل كلامه من عند الله عز وجل، والله أكّد هذا في قرآنه الكريم:

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

 فأنت حينما تفهم توجيهات النبي الصحية على أنها توجيهات من خالق الكون، تعلم أن هذا شيء دقيق جداً.
الأستاذ حسام:
 ومن ثم تأتي المعرفة والعلم بهذا التوجيه.

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[سورة فاطر الآية:28]

الدكتور راتب:
 فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 جزاك الله خيراً، الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، شكراً مستمعي الكرام لمتابعتكم، ونلتقي غداً إن شاء الله في حلقة جديدة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور