وضع داكن
19-04-2024
Logo
الندوة : 08 - في الآفاق - الإعجاز العلمي في السنة النبوية ( القمح ).
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 مستمعينا الكرام نرحب بكم من جديد في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، ونرحب أيضاً بالأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي، أستاذ راتب أهلاً ومرحباً بكم.
الدكتور راتب:
 بكم أستاذ، جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام:
 نتحدث في حلقات برنامجنا عن آيات الله في الآفاق، وفي الإنسان، من آيات الله في الآفاق حديثه عن النبات، أو فيما يتعلق بالنبات، وقد ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالت عنه عائشة رضي الله عنها:

((ولا أكل خبزاً منخولاً))

[ أحمد عن عائشة]

 نتحدث اليوم عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية.

 

الله تعالى جعل القمح لبني البشر غذاء كاملاً :

الدكتور راتب:
 إن شاء الله، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
 الحقيقة أن الله تعالى جعل القمح لبني البشر غذاء كاملاً، والذي يلفت النظر أن سوق القمح جعله الله للحيوانات غذاءً كاملاً، كيف أن القمح لنا غذاء كامل، هذه السنبلة لها ساق، ساق السنبلة غذاء كامل للحيوان، لذلك يعد القمح المادة الإستراتيجية للأعلاف، سوق سنبلة القمح غذاء كامل للحيوان، والقمح غذاء كامل للإنسان، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل هذا القمح ينبت في كل بقاع الأرض، في الجبال، في السهول، في الأكمات، في الوديان، في المناطق الباردة، الحارة، المعتدلة، مع الثلج، مع المطر، مع الحر الذي لا يحتمل، لأن القمح غذاء أساسي لحياة الإنسان، إذاً هو ينبت في كل مكان، والأغرب من ذلك أن هذا القمح تصل أنواعه إلى خمسة و أربعين ألف نوع، هناك قمح قاس وقمح طري، فلذلك هذا الغذاء الأول الكامل لبني البشر ينبت في كل مكان، وفي كل ظرف، وهو أنواعٌ لا تعد ولا تحصى، طبعاً ينبت في السهول، في الجبال، في الأغوار، في الأجواء الباردة، في الأجواء الحارة، في المعتدلة، في كل لحظة من لحظات الزمن هناك قمح على وجه الأرض ينمو، في كل لحظة من لحظات الزمن وفي كل مكان هناك قمح على وجه الأرض ينمو، ولكن الإبداع الإلهي لهذه الثمرة جعلها كاملة الغذاء، أستاذ حسام يمكن أن تكتفي بالخبز أو بالحليب طوال الحياة، غذاء كامل متوازن.
 في القمحة غلاف خارجي يزن تسعة بالمئة من وزنها، هذا الغلاف الخارجي يسمى عند الناس النخالة، فيها قشرة رقيقة تنطوي على مادة آزوتية لا تزيد على ثلاثة بالمئة من وزنها، وفيها رشيم وهو الكائن الحي الذي ينبت إذا توافرت له شروط الإنبات.

كلما اتسعت ثقافة الإنسان يأكل الخبز الأسمر لأن الأبيض عبارة عن نشاء خالص :

 أستاذ حسام أخرجوا من الأهرام قمحاً قبل ستة آلاف عام زرع ونبت، معنى هذا أن الرشيم كائن حي، دائماً بالبذرة هناك محفظة غذاء ورشيم، الرشيم كائن حي لو مات لا ينبت القمح، لذلك النمل حينما يخزن طعامه للشتاء يأكل الرشيم لئلا ينبت، من علّمه أن يأكل الرشيم؟ حبة العدس لها رشيمان، فالنملة تأكل الرشيمين معاً، لو لم تأكل الرشيم لنمت هذه الحبة، هي خزنتها في جحرها كي تأكلها، فإن لم تأكل الرشيم نبت، فالنمل أول شيء يفعله يأكل الرشيم ويخزن الحبة ليأكلها في الشتاء، إذاً الرشيم هو الكائن الحي في البذرة، وهو الذي ينمو إذا توافرت له شروط، هذه الشروط هي الرطوبة والحرارة بآن واحد تجعله ينمو، طبعاً وزن الرشيم في القمحة لا يزيد عن أربعة بالمئة، الغلاف تسعة بالمئة، والرشيم أربعة بالمئة وما سوى ذلك نشاء، الشيء المؤسف أشد الأسف أننا نلقي بقشرة القمح والرشيم لتأكله البهائم ونأكل نشاءً صرفاً، هذا الخبز الأبيض عبارة عن نشاء خالص، لا يوجد شيء معه إطلاقاً، نشاء خالص، لذلك كلما اتسعت ثقافة الإنسان يأكل الخبز الأسمر.
الأستاذ حسام:
 الآن الدعوات الحديثة تدور حول أكل خبز النخالة.

فوائد القمح :

الدكتور راتب:
 ماذا نفعل نحن؟ كما قلت: نأكل نحن النشاء الخالص، وندع لبقية المخلوقات هذا القشر المفيد جداً، لكن هذه النخالة ماذا فيها؟ فيها ستة فيتامينات، فيتامين ب1، ب2، ب6 إلى آخره، وفيها فيتامينات أخرى وفي هذا الغلاف – الشاهد هنا - مادة فسفورية هي غذاء للدماغ والأعصاب، وفي هذا الغلاف حديد يهب الدم قوة، وحيوية، ويعينه على اكتساب الأوكسجين من الرئتين، وفي هذا الغلاف الكالسيوم الذي يبني العظام، ويقوي الأسنان، وفي هذا الغلاف السيلكون الذي يقوي الشعر، ويزيده قوةٍ، وفي هذا الغلاف اليود الذي ينشط الغدة الدرقية، ويضفي على آكله السكينة والهدوء، وفي هذا الغلاف البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيزيوم، كل هذه المعادن تدخل في قشرة القمح، الشيء المؤسف جداً أن معظم الناس يأخذون الخبز الأبيض وهو نشاءٌ صرف، وكل المواد المذهلة معادن، فيتامينات، كم معدن؟ أول معدن الكالسيوم، هذا الكالسيوم يبني العظام، السيلكون يقوي الشعر، مادة فسفورية تقوي الدماغ، معادن ثمينة جداً، فسفور على كالسيوم على مغنيزيوم على صوديوم كلها معادن ترمم الجسم، وتقوي الإنسان، ومع ذلك نحن نلقيها، لذلك أنهي هذا الكلام بحديث، سأل أحد أصحاب النبي الكريم:

((هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقيَّ من حِين ابْتَعَثَه الله حتى قَبَضَه الله، فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنَاخِلُ؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنْخُلا من حِين ابْتَعَثَهُ الله حتى قبضه الله، قلت : كيف كنتم تأكلون الشَّعيرَ؟ غير مَنْخَول؟ قال : كنا نَطْحَنُه ونَنفُخُه))

[أخرجه البخاري والترمذي عن سهل بن سعد الساعدي]

 أي ما أكل النبي خبزاً مصفى في حياته.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 نعم، وورد في الأثر أن أول بدعة ابتدعها المسلمون بعد وفاة رسول الله هي نخل الدقيق.
 جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مستمعينا الكرام نلتقي غداً في حلقة جديدة إن شاء الله، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور