وضع داكن
29-03-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 14 - الزكاة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم أسالوا أهل الذكر.
 بداية أيها الأخوة نعتذر عن العطل الفني الطارئ على الموجات العاملة وأن مهندسينا يبذلون الجهد الكبير حتى يعود الإرسال وتنضم بقية الموجات إلى العمل.
 أيها الأخوة الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة وقد قرنها الله سبحانه وتعالى مع الصلاة في عشرات المواضع في القرآن مما يدل على كمال الاتصال بينهما، يقول سبحانه وتعالى:

﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾

( سورة الحج الآية: 41 )

 والزكاة تحصن المال وتصونه لصاحبه، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء ))

 

[ أخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية والخطيب في التاريخ عن ابن مسعود رضي الله عنه ]

 ويدعونا ربنا عز وجل إلى الإنفاق في سبيله وابتغاء مرضاته:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 267 )

 وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي:

 

(( قال اللَّه تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك ))

 

[ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ]

 باسمكم جميعاً أيها الأخوة نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق خطيب جامع النابلسي والمدرس الديني في مساجد دمشق، سلام عليكم ورحمة الله دكتور.
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذ زهير.
 أذكر الأخوة المستمعين بأننا نتلقى الأسئلة والمداخلات على الهاتف الرقم 4465564 والفاكس 4448374.
 وقبل أن نطرح السؤال الأولى أستاذي لماذا فرضت الزكاة ولماذا كان هناك فقر ؟ أسمح لي أن نتلقى أول اتصال حتى لا نطيل على الأخوة المستمعين.
 السؤال الأول:
 هل يجوز للمسلم أن يصلي صلاة الظهر بعد دخول وقت العصر فقط لمدة ثلث ساعة ؟
 السؤال الثاني:
 ما هو المذي والودي وهل يتوجب الغسل على المسلم بسبب هذا ؟
 السؤال الثالث:
 العالم الإسلامي بما فيه الوطن العربي يتعرض إلى مخاطر من قبل الصهيونية والعالم الغربي الحاقد على العرب والمسلمين، وهذا يتوجب على المسلمين الجهاد الذي هو فرض عين فما العمل بالنسبة للمسلمين ؟
 أستاذي طالما أن هناك زكاة وهناك أموالاً تجبى وأموالاً تدفع وتجمع إذاً لماذا هناك فقر؟.
 الأستاذ راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 الحقيقة الأولى أن لله أمراً تكليفياً وأن لله أمراً تكوينياً، فالأمر التكليفي يشبه الشارة التي تمنع المرور من طريق، هي تمنعه أمراً ولا تمنعه فعلاً، لراكب المركبة أن يمشي في طريق منع فيه المرور، ولكن يدفع الثمن، بينما الأمر التكويني هو فعل الله عز وجل، فالزكاة أولاً أمر تكليفي، والإنسان مخير، حقيقة الإنسان أنه كائن متميز وضعت فيه الشهوات، منح حرية الاختيار، سخر له الكون منح العقل، ركبت فيه فطرة، أعطي منهج، هذه الخصائص فهو مخير، هناك أمر وهناك نهي بإمكانه أن يطيع أو أن يعصي، بإمكانه أن ينتهي أو أن لا ينتهي، إذاً الزكاة أمر تكليفي ليست أمراً تكوينياً، هذه حقيقة أولى.
 الحقيقة الثانية: أن الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الدنيا خصائص وجزء من عقيدة المسلم أن يعرف عن حقيقة الكون، وحقيقة الحياة الدنيا وحقيقة الإنسان، الحياة سماها الله دنيا، ليفهم أن هناك حياة علية فالإنسان خلق لحياة علية يدفع ثمنها في الحياة الدنيا، إذاً في الحياة الدنيا لا بد من أن تتفاوت الحظوظ، وكلمة حظ أعني بها المال أو الذكاء أو القوة أو الوسامة، هذه حظوظ تمنح للناس بتفاوت عجيب، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى:

 

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)﴾

 

( سورة الإسراء )

 فذكرت قبل حين أن هناك فرقاً كبيراً بين رجل غني يكاد يتخم من الشبع وبين فقير يكاد يموت من الجوع، وبين قوي وبين ضعيف، وبين إنسان يتسلم منصباً رفيعاً وبين إنسان مقهور مظلوم، فشاءت حكمة الله أن يكون هناك تفاوت في الحظوظ، لكن هذا التفاوت هو تفاوت ابتلاء، ولأن الحياة الدنيا قصيرة جداً، ولأنها تمضي سريعاً، ولأنها الحياة الأبدية هي الأصل، فمن نجح في امتحان الفقر في الدنيا مثلاً فقد استحق الجنة إلى أبد الآبدين، ومن لم ينجح في امتحان الغنى في الدنيا استحق النار إلى أبد الآبدين إذا كان كافراً طبعاً، فلذلك تفاوت الحظوظ في الدنيا يعني أن هناك ابتلاء، فالفقير مبتلى بفقره، والغني مبتلى بغناه، والله عز وجل يقول:

 

﴿فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)﴾

 

( سورة الأعراف )

 الأستاذ زهير:
 أستاذي نتوقف عند هذه الآية ونأخذ اتصال.
 السؤال الأول:
 ممكن سؤال فضيلة الشيخ عن صلاة الأوابين، صحيح أنها تحجب الشمس يوم القيامة عن الإنسان ؟
 السؤال الثاني:
 عن صلة الأرحام يا ليت أن تكون هناك حلقة مخصصة عن صلة الأرحام ؟
 السؤال الثالث:
 أن الإنسان يرى أشياء كثيرة غلط ويحاول الإنسان يصلحها ولا أحد يأخذ رأيه، وإذا الإنسان سكت يكتب الإثم على نفسه ؟
 الأستاذ زهير:
 توقفنا عند قوله سبحانه وتعالى:

﴿فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)﴾

 الأستاذ راتب:
 الإنسان حينما يؤدي زكاة ماله هو يمتحن بماله، والفقير حينما يكون فقيراً يمتحن بصبره، ولكن أؤكد تأكيداً شديداً على أن من الفقر ما هو مذموم لا يرضي الله ولا يرضي العباد هو فقر الكسل، أحد أكبر أسباب الفقر أن يكون الإنسان كسولاً، غير متقن لعمله، مرجئ مسوف مهملاً، مسيباً أموره، هذا الفقر فقر الكسل، لكن الفقر الذي لا حيلة للإنسان به هو فقر القدر، قد يكون ذا عاهة، قد يكون أشلاً، قد يكون كفيف البصر، فالفقر الذي هو من القدر هو ابتلاء من الله لحكمة بالغة بينما الفقر الذي هو بسبب الكسل هو جزاء الكسل.
 نحن حينما نقول إن الحظوظ متفاوتة لقول الله عز وجل:

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)﴾

( سورة الإسراء )

 بمعنى أن التفاوت في الدنيا موقت، وأن هذا التفاوت لا يعني أن الإنسان عند الله مهان.

 

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا﴾

 

( سورة الفجر )

 وكلا أداة ردع ونفي، بمعنى أنه لا يحق للإنسان أن يتوهم أن الذي أغناه الله مكرماً عنده، ولا يحق للإنسان أن يتوهم أن الذي أفقره الله مهاناً عنده، بل إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، لقد أعطى المال إلى قارون وهو لا يحبه، ثم أهلكه، أعطى الملك إلى فرعون وهو لا يحبه، ثم أهلكه، وبالمقابل أعطى المال إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، أعطاه إلى سيدنا عثمان بن عفان وهو يحبهم، أعطى الملك إلى النبي الكريم سليمان الحكيم وهو يحبه، إذاً قضية المال وقضية القوة وقضية الوسامة والدمامة، وقضية الذكاء والمحدودية، وقضية الصحة والمرض هذه كلها حظوظ تعطى لمن يحب ولمن لا يحب، تعطى ابتلاءً، والإنسان حينما يدقق في حياته يجد هناك إيجابيات، هذه الإيجابيات هي مادة امتحانه مع الله، أعطاه صحة، أعطاه زوجة، أعطاه أولاداً، مكنه في الأرض، أعطاه حرفةً، أعطاه كسباً مشروعاً، وهناك امتحانات سلبية زوى عنه الحرفة التي كان يتمناها، زوى عنه زوجةً ضمن طموحه فرضاً، زوى عنه إقامة في بلده، زوى عنه تملكاً لشيء فأنت ممتحن فيما أعطاك الله عز وجل، وممتحن فيما زوى عنك، وهذه حكمة بالغة، فأنا يجب أن أراقب نفسي، أنا عندي زمرتان تندرج بهما مواد كثيرة، كلها أنا ممتحن فيها، فالبطولة أن أمتحن في كل امتحاناتي وقد ذكرت قبل قليل الذي أمتحن في امتحان القوة جعله الله قوياً مكنه في الأرض في منصب حساس، فكان متواضعاً وجعل قوته في خدمة الناس وأنصف الضعيف، وانصف المظلوم، وأنصف الفقير، ووزع كل إمكاناته على كل من حوله، فقد نجح في امتحان القوة، وقد يأتي قوي آخر لا ينجح في امتحان القوة، يستغل قوته لتنمية ثروته.
 الأستاذ زهير:
 اسمح لي أستاذ أن نتلقى هذا الاتصال.
 السؤال الأول:
 أستاذ نحن أخذنا أمانة من جماعة مبلغ من المال، وعملنا به وأصبح فيه ربح، ما حكمها بالإسلام، ولم يكن عندهم علم أصحاب المبلغ أننا عملنا بالمال، وأخذناه على شكل أمانة، واحتجناه وعملنا به وكان منه مربح، ما حكمه بالإسلام ؟
 السؤال الثاني: بالنسبة لصلاة الوتر يجوز تأخيرها إلى قبل صلاة الفجر مثلاً، أو يجوز قضاءها ؟
 الأستاذ راتب:
 إذاً الإنسان ممتحن في مجموعة مواد إيجابية مجموعة مواد سلبية يعني ما منحك الله من حظوظ أنت ممتحن بها، ما زوى عنك من حظوظ أنت مبتلى بها، والبطولة أن تنجح في كل امتحاناتك، لأن الدنيا موقتة وشيكة الانقباض سريعة الزوال، الإنسان يوم القيامة يظن أنه بقي في الأرض ساعة.

 

﴿لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾

 

( سورة الكهف الآية: 19 )

 وفي آية:

 

﴿لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً﴾

 

( سورة الأحقاف الآية: 35 )

 إذاً هذا الزمن دقيق جداً، هذا الزمن هو الإنسان لأنه من أدق تعريفات الإنسان أنه بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.

 

(( وكل يوم ينشق فجره يقول يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة ))

 فهذا اليوم سمح لإنسان أن يعيش يوماً جديداً ينبغي أن يفعل في الصالحات.
 الآن الزكاة هي التشريع الذي يمثل بشكل أو بآخر النظام الاقتصادي في الإسلام، فلو أن الأغنياء أدوا زكاة مالهم لما كان في المجتمع مسلم فقير، وقد حققت هذه النتيجة في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز، يوم كان الغني يجوب الدنيا ولا يجد فقيراً يعطيه المال.
 السؤال الأول:
 أخوتي متزوجين لأخوة، من أجل زكاة الفطر، وحالتهم على الراتب، تبادلوا الزكاة هذا حرام، وأزواجهن أولاد عمومهن، وهم أسلاف ببيت واحد ؟
 السؤال الثاني:
 أنا أكون جالسة لوحدي أسمع الأخبار مجعزة، أقول لحالي هذا كفر أو شيء، أقول وبعدين يا رب قادر على كل شيء، أيام يقولون لي لا تقول هذا، هذا حرام.
 الأستاذ زهير:
 لنا وقفة أستاذي الكريم الآن مع عناوين الأخبار العاشرة والنصف بعد ذلك نعود ونتابع هذه الحلقة من برنامج اسألوا أهل الذكر.
 بسم الله الرحمن الرحيم نعود ونتابع وإياكم أيها الأخوة هذه الحلقة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
 سؤال:
 من أسماء الله الحسنة اسم الباري ما معنى تفسيره ؟
 الأستاذ زهير:
 كنا أستاذي قبل عناوين الأخبار قد توقفنا عند الزكاة نظام اقتصادي إسلامي، تفضل نتابع الحديث.
 الأستاذ راتب:
 هذا يقودنا أيضاً إلى موضوع الإنفاق، فالله سبحانه وتعالى في آيات في سورة البقرة يقول بسم الله الرحمن الرحيم:

 

 

﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)﴾

 

( سورة البقرة )

 الحقيقة كلمة الإنفاق أشمل بكثير من كلمة أداء الزكاة، ذلك أن الإنسان قد يؤتى قوة في جسده ينبغي أن يعين الضعيف، قد يؤتى جاهاً قد يؤتى علماً قد يؤتى حكمة، قد يؤتى منطقاً، قد يؤتى قوة إقناع، فالمؤمن الصادق أي حظ أكرمه الله به ينفق منه، لذلك شاع في الناس ما يسمى بزكاة الوقت، فالإنسان هذا الوقت ثمين جداً، فإذا أديت زكاة الوقت بمعنى أنك عبدت الله وأديت الصلوات الخمس، وحضرت دروس العلم وتفقهت في دينك، يعني أنت اقتطعت من وقتك وقتاً ثميناً لأداء هذه الأعمال الطيبة فكم أن الله يحفظ للمزكي بقية ماله من التلف يحفظ لهذا الذي عبده حق العبادة بقية وقته من الضياع، لذلك يقال هناك إنسان بارك الله له في وقته بمعنى فعل في الوقت القليل المحدود الشيء الكثير، وقد تأتينا أخبار بعض العلماء أنهم عاشوا أقل من خمسين سنة تركوا مؤلفات وإنجازات عظيمة يعجز عن فعلها فريق عمل كبير، فالبركة في الوقت أن الإنسان حينما يقتطع من وقته وقتاً لمعرفة الله ولعبادته ولطلب العلم ولتعليم العلم وللدعوة إلى الله حينما يقتطع من هذا الوقت وقتاً إذاً الله عز وجل يحفظ له بقية وقته، وحينما يؤتي الله قوة فيضع قوته في خدمة الضعيف المظلوم وينقذه من ظالمه الله سبحانه وتعالى يمكنه في الأرض ويزيده قوة إلى قوته المكنون في الأرض حينما يتسلمون منصباً هم حريصون حرصاً لا حدود له على بقائهم بهذا المنصب، فيحاولون أن يتذللوا إلى من يعينهم، وينافقوا له توهماً منهم أن هذا يثبتهم في أماكنهم، لكن الحقيقة التوحيدية أنهم إذاً انضبطوا وفق منهج الله، وقدموا قوتهم في سبيل الحق، وفي سبيل إحقاق الحق، وفي سبيل نصرة المظلوم، عندئذٍ يزيدهم الله قوة إلى قوتهم.
 دائماً في عنا قوانين منتزعة من حركة الحياة، هذه قد تكون غير صحيحه يعني الإنسان ممكن في الأرض إذا أرضى الأقوى منه يتوهم أنه يزداد قوة، ليس كذلك، ينبغي أن ترضي الله عز وجل، إذا أرضيت الله عز وجل هو يزيدك قوة إلى قوتك، فإذا يمكن أن تنفق من وقتك، من مالك، من قوتك، الآن من خبرتك، الإنسان في عنده خبرة، قد يحجبها عن الآخرين متوهماً أنه بهذا يحوز رزقاً وفيراً، لو كان خيرياً وقدم هذه الخبرة لطالب علم ومنحه إياها ليرتزق بها، يزداد هو قوة ورزقاً في الأرض.
 سؤال:
 حديث للنبي عليه الصلاة والسلام يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والسؤال هنا، ألا يتناقض أن تكون القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء مع أن الإنسان مخير وليس مسير، يعني مثلاً هو ينوي أن يفعل الخير ويقدم العون للناس وحينما يأتيه شخص لا يريد الله أن تتيسر أموره مثلاً يلقي الله في روع هذا الآخر ألا يقدم العون له، هذا تغير للنية، والنية متروكة لنا فكيف ذلك ؟
 سؤال الأخ ماجد:
 هل يجوز صلاة الظهر بعد دخول صلاة العصر بثلث ساعة تقريباً؟
 الأستاذ راتب:
 هو سبب ذلك أن بعض الفقهاء اختلفوا في تحديد موعد صلاة العصر بين أن يكون الظل مثله أو مثليه، فهذا الخلاف انتهى إلى أن هناك توقيتين للعصر بينهما عشرون دقيقة، فالذي فاتته صلاة الظهر وصلى الظهر بعد دخول وقت العصر على مذهب ينبغي أن يظن أن الله قبل صلاته لأنه ضمن اجتهاد آخر، لكن الأولى أن تؤدى الصلاة في وقتها.
 يسأل أيضاً عن المذي والودي هل يجبان الغسل ؟
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة أن، هذا شيء لطيف جداً هناك غدة اسمها البروستات هذه تقع في مفترق منصبين، مصب الخصيتين ومصب المثانة، مصب الخصيتين ومصب المثانة يلتقيان في مجمع عنده البروستات، البروستات إذا أراد الإنسان الاتصال الزوجي فلا بد من أن يجري في هذه القناة ماء الحياة إذاً البروستات تفرز مادة مطهرة ثم مادة معطرة ثم مادة مغذية، هذا ما يسميه الناس المذي والودي، لا يحتاج إلى وضوء ولا إلى غسل.
 سؤال:
 في بسورة النور بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ(33) ﴾

 تفسير هذه الآية إذا ممكن ؟
 سؤال ثاني:
 في كمان واحد لما يشاهد نفسه يرى أن الناس أحسن منه وهو عما يحاول، بصير عنده تشاؤم يقول حظي وما إلى ذلك ويبقى يلح ويتمنى أن يكون أحسن ويحاول بس ما بقدر يعني شو هذا سببه.
 سؤال ثالث:
 النسيان أنه مثلاً طلاب في البكالوريا، أنه مثلاً لو كنت..... مركز عليه كثير كثير مليح بس برجع بعد شوي كأني ماني حافظته ولا دارسته طيب شو يعني ؟
 الأستاذ راتب إذاً المزي والودي لا يوجب الغسل مبدئيا، إنه مادة مطهرة ومعطرة ومغذية تسبق خروج ماء الحياة في اللقاء الزوجي.
 سأل الأخ ماجد أن الوضع الآن يفرض إعلان الاستنفار ولعل إعلان حالة الجهاد، ماذا عن المسلمين لماذا لم يعلنوا ذلك ؟
 الأستاذ راتب:
 والله من جهز غازياً فقد غزا، من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا، من مهد ليكون مجاهداً في ساحات القتال بأن جاهد نفسه هواها فقد غزا، من دعا إلى الله وعلم القرآن فقد غزا لقول الله عز وجل:

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52) ﴾

 هناك أنواع من الجهادات متاحة لكل المسلمين.
 سؤال الأخت فريدة تسأل عن صلاة الأوابين.
 الأستاذ راتب:
 صلاة نافلة تأتي بعد صلاة المغرب في بعض المذاهب.
 تسأل أيضاً عن أهمية صلة الرحم.
 الأستاذ راتب:
 هناك أحاديث كثيرة جداً يحث بها النبي عليه الصلاة والسلام على صلة الرحم والحقيقة الذي يصل رحمه مرزوق من الله عز وجل والحقيقة أن صلة الرحم لا تعني أن تزور قريبك في العيد، تبدأ بالزيارة وتستمر بالتفقد، تفقد الشؤون الاقتصادية والدينية والاجتماعية للأسرة، ثم تتابع في المساعدة، ثم تتابع بالدعوة إلى الله، فإذا توجت هذه الصلة بأن هؤلاء الذين وصلتهم أكرمتهم وأمددتهم بما يحتاجون ثم دللتهم على الله تكون بذلك قد حققت أعلى مستوى من صلة الرحم، لكن هذه الطاعة مسخت الآن إلى زيارة في العيد فقط ويتمنى الزائر ألا يجده في البيت، ليضع له بطاقة وينتهي الأمر أو تنتهي باتصال هاتفي، ليس هذا الذي أراده الله عز وجل، أراد أن نتفقد بعضنا بعض، أن يعين بعضنا بعضاً، أن نعين بعضنا مالياً، واجتماعياً، ودينياً.
 الأستاذ زهير:
 إنسان لا يأخذ برأيه يهمه البعض لأسباب مثلاً قد يكون لحداثة سنه لقلة خبرته فلا يؤخذ برأيه، وقد يكون عنده رأي صائب في قضية ما، في موضوع ما ولم يدلِ به أيضاً، يعني هم لم يسألوه وهو لم يقل أيضاً، هل هو يأثم على ذلك ؟
 الأستاذ راتب:
 طبعاً يأثم هو يدلي به فقد أدى الذي عليه، أخذوا به أم لم يأخذوا هذه مشكلتهم، وهذا شأنهم، مرة أحد الخلفاء صعد المنبر في صلاة العيد قبل أن يصلي ليضمن بقاء الناس في خطبته، فأحد التابعين أمسكه من طرف ثوب وقال: هذا ما فعله رسول الله، أنت خالفت السنة، لم يهتم الخليفة بهذا، أحدهم قال: أم هذا فقد أدى الذي عليه، أنا حينما أعلم حقيقة وقد يستفاد منها فأدلي بها لمن ينبغي أن يستفيد منها ولا يستفيد منها أنا أديت الذي علي، وانتهى الأمر، أما الدين النصيحة، قيل لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولولي الأمور ولعامة المسلمين. إذاً ينبغي أن يدلي بهذه الخبرة.
 الأستاذ زهير:
 الأخ بشير يسأل أنه أخذ مبلغاً من المال وعمل به وهذا المبلغ ربح ربحاً ما، ما حكم ذلك وأهله أصحاب المال لا يعلمون بذلك.
 الأستاذ راتب:
 أنا فهمت أن المال عنده أمانة ـ نعم ـ فاستعمله في استعماله خطأ كبير، لو أنه استعمل هذا المال وتلف المال أو خسره كله، أو البضاعة احترقت أو صودرت، ماذا يفعل ؟ ـ ينبغي أن يعيده ـ وإذا لم يجد معنى ليس أميناً، هو خالف الأصل، الأمانة لا تستعمل، لكن يمكن أن تستعمل بأذن صاحبها قبل أن يستعملها، أما وقد استعملها وربح ينبغي أن يبلغ أننا أخطأنا واستعملنا هذا المبلغ لكن ربحنا، فينبغي أن يسمح أو أن يأذن صاحب الأمانة بهذا الذي حصل، فإن أرادوا أن يكرموه ببعض الربح كهدية منهم لا علاقة لهم بالاستثمار لا مانع.
 الأستاذ زهير:
 يعني على الجهتين يعني أستاذي الكريم لا يجوز.
 الأستاذ راتب:
 لا يجوز استخدامه، ليس هناك مضاربة في الموضوع، المبلغ ليس استثماراً، المضاربة لو أنهم خسروا على صاحب المال الخسارة، أما الأمانة لو أنه اعتدى عليها بالاستعمال، أو قصر في حفظها فتلفت في يديه هو ضامن.
 الأستاذ زهير:
 يسأل الأخ بشير عن صلاة الوتر هل يجوز تأخيرها أو قضاءها.
 الأستاذ راتب:
 يجوز تأخيرها إلى قبيل صلاة الفجر، أو إلى قبل أن تنام، هي صلاة الوتر تصلى في البيت قبل النوم، هكذا السنة ـ لا تقضى ـ بل تقضى، يقضى من السنن سنتان، سنة الفجر لأنها أكد السنن، ويقضى الوتر.
 الأستاذ زهير:
 الأخت أمنة تسأل أخواتها متزوجات أخوة أبناء عمومها هل يجوز تبادل الزكاة فيما بينهم؟
 الأستاذ راتب:
 إن تبادلوا الزكاة فيما بينهم كأنهم لم يدفعوا الزكاة أصلاً، أنا سأعطيك مئة ليرة وأنت أعطيني مئة ليرة، إذاً هذه حيلة ساذجة تقدم بين يدي الله عز وجل، تبادل الزكاة يفقد أجرها كلياً، لكن بشكل عفوي يمكن أن أدفع زكاة مالي لزيد، يأتي عبيد بعد حين دون اتفاق دون تواطؤ يدفع لي زكاة ماله، وفي الإسلام دافع الزكاة يجوز له أن يأخذ الزكاة بمعنى أن هذا الذي يملك أربعين ألف ليرة هذه ليست بشيء الآن، لا يمكن أن تمد إنسان بمصروف يومه، فيمكن لدافع الزكاة أن يأخذ الزكاة، إذاً إذا كان ما في تواطؤ، ولا في اتفاق مسبق، فأنا دفعت زكاة مالي وجاء إنسان آخر فقدم لي زكاة ماله لا شيء في ذلك.
 الأستاذ زهير:
 تسمع الأخبار الأخت آمنة وتنفعل وتقول وماذا بعد، بعدين يا رب فقيل لها أن هذا كفر.
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة أن الله عز وجل يبتلي المؤمنين ابتلاء صعباً، ألم يبتلي صحابة رسول الله قال:

 

﴿جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً (12)﴾

 

( سورة الأحزاب )

 من شأن الله عز وجل أنه يمتحن عباده امتحانين صعبين الامتحان الأول يقوي الكافر، والكافر يبطش ويهدد، ويقتل، ويتحدى ويتغطرس، حتى يقول ضيف الإيمان أين الله، إلى متى يا رب ؟ تدخل يا رب إلى متى ؟ ثم يظهر آياته الدالة على وحدانيته وعظمته، حتى يقول الكافر أشهد أن لا إله إلا الله، هذان امتحانان صعبان، نحن وضعنا بحسب التولد في هذا الامتحان الصعب في امتحان غطرسة الكافر وجبروته وطغيانه وبغيه، إذاً هذا مؤشر إلى ضعف الإيمان.
 الأستاذ زهير:
 الأخ محمود يسأل من أسماء الله الحسنى الباري، ما معنى اسم الباري ؟
 الأستاذ راتب:
 الخالق البارئ المصور، فالخالق البارئ المصور، الإنسان يصنع شيئاً من أشياء كثيرة، يصنع مكتبة من الخشب، لكن الله عز وجل يصنع كل شيء من لا شيء، ففي الخالق ثم البارئ ثم المصور، ففي رأي بعض العلماء أن الخالق الذي يخلق شيئاً من لا شيء، ثم البارئ هو الذي يخلق شيئاً من شيء، ثم المصور هو الذي يعطي لهذا الشيء صورة.
 الأستاذ زهير:
 المهندس طلال يسأل، أن قلب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء هل يتعارض ذلك مع مقولة الإنسان مخير ؟
 الأستاذ راتب:
 الإنسان مخير بآيات كثيرة، وأصل التخيير في قوله تعالى:

 

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾

 

( سورة الأنعام )

﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾

( سورة الإنسان )

﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾

( سورة البقرة الآية: 148 )

﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾

( سورة الكهف الآية: 29 )

 لكن لحكمة لو اطلعنا عليها لاذبنا محبة لله، جعل قلوب العباد بين يديه، بمعنى، أنت مخير وقلبك بيد الله، لو أنك اخترت اختياراً صحيحاً يملئ الله قلبك انشراحاً ورضاً وسعادةً، فكأن الله دعمك بهذا الاختيار، لو أن الإنسان اختار اختياراً سيئاً اختار أن يزني مثلاً، أو أن يسرق لشعر بانقباض عجيب، فكأن الله حينما جعل قلوب العباد بين إصبعيه، إن اتخذت قراراً حكيماً لصالحك في الدنيا والآخرة يشرح الله لك صدرك.

 

﴿حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾

 

( سورة الحجرات الآية: 7 )

 لأن قلوبكم بيده.

 

﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ﴾

 

( سورة الحجرات الآية: 7 )

 وإذا اتخذ الإنسان قراراً سيئاً يشقى به في الدنيا والآخرة يملئ قلبه ضيقاً فلذلك.

 

﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾

 

( سورة الزمر الآية: 22 )

 فالصدر يشرح.

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾

 

 

( سورة طه الآية: 124 )

 فقال بعض الناس ما بال الملوك والأغنياء، أية معيشة ضنك يعيشونها، فأجاب العلماء بأنها ضيق القلب، يعني الإنسان البعيد عن الله ولو كان غنياً ولو كان قوياً فيه من الضيق ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم إذاً أنت مخير أيها الإنسان لكن قلبك بيد الله، إن اخترت الاختيار الصحيح ملئه سعادة وإشراقاً وانشراحاً، وإن اخترت الاختيار السيئ ملئه ضيقاً وخوفاً وقلقاً إذاً هو لصالحك.
 في معنى آخر مهم جداً: أنت قد تكون ضعيفاً وقد يكون أمامك قوي يمكن أن يقضي عليك، فأنت حينما تؤمن أن قلبه بيد الله هو قد يلقي في روعه أن يصل إليك، وقد يلقي في روعه أن يبتعد عنك تطمأن أنت فهذه لصالح المؤمن، قلوب العباد كلها بيد الله عز وجل.
 الأستاذ زهير:
 السؤال الأخير سيدنا الكريم من الأخت عفاف في سورة النور ورد قول سبحانه وتعالى

 

﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ﴾

 ما تفسير هذه الآية؟
 الأستاذ راتب:
 هو لا يعقل ولا يقبل في العالم الإسلامي كله أن يأتي أب مسلم يكره ابنته على الزنى، هذا شيء لا يقبل ولا بالمليار واحد، ولكن معنى الآية: أن الأب كلما جاء خاطب لابنته افتعل عذراً ورفضه، هو ليس عنده مشكلة عنده زوجة وعنده أولاد، ومستقر عاطفياً ونفسياً، أما هذه الفتاة زواجها نجاحها في الحياة، الرجل الزواج أحد فصول حياته، بينما الفتاة الزواج كل فصول حياتها فقد يحتج الأب بأن دخله قليل، هي راضية به، قد يحج أنه ليس عنده بيت، قد يحتج أن مدخل البيت غير لائق، بيت أهله، قد يحتج أنه ليس بتاجر، هو موظف، فلآباء أحياناً يريدون أن يكملوا نقصهم بأصهارهم، يريدون أن يحلوا مشكلاتهم عن طريق أصهارهم، فهذه الفتاة كلما جاءها خاطب إذا افتعلن عذر ورفضناه، هذه الفتاة أنت بهذا الرفض المستمر تقوي فيها المعصية، وكلامي دقيق وواضح، تقوي فيها الشروع في المعصية.
 الأستاذ زهير:
 يرى الإنسان الناس أحسن منه فيتشاءم ويندب حظه، ما سبب ذلك؟
 الأستاذ راتب:
 هو النبي علمنا أن ننظر في أمر الدنيا إلى من هو دوننا، وفي أمر الآخرة لمن هو فوقنا، فالإنسان، يقول النبي الكريم

(( لا تصاحب إلا مؤمناً ))

 إن صاحبت أهل الإيمان لا يستعلون عليك، فأنت وزان في الدنيا بينك وبين من هو دونك، ووزان في الآخرة بينك وبين من هو فوق قال: فذلك أحر ألا تحتقر نعمة الله عليك.
 الأستاذ زهير:
 آفة النسيان بعض الطلاب يدرسون ولا يتذكرون ما درسوا ؟
 الأستاذ راتب:
 هم مضطرون نفسياً والمضطرب ينسى، لكن أنا أطمأنهم في الامتحان، إذا جاء السؤال وكانوا قد درسوه جيداً يذكرونه جيداً، ولكنهم في قلق نسيانه، هم يقلقون ويخشون أن ينسوه، لكنه في الحقيقة الإنسان حينما يدرس جيداً يذكر جيداً، وفي عامل آخر هو أن التذكر مرتبط بالاهتمام، وعامل ثالث الذكاء والذاكرة دائرتان متقاطعتان، ما كل ذكي يملك ذاكرة قوية، ولا كل من يملك ذاكرة قوية هو ذكي، ولكن هناك منطقة مشتركة بينهما، يعني في الأعم الأغلب من كان متفوقاً أحد ألوان تفوقه أنه يملك ذاكرة قوية.
 الأستاذ زهير:
 جزاكم الله عنا كل خير، باسمكم جميعاً أيها الأخوة نشكر الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق خطيب جامع النابلسي ومدرس ديني في مساجد دمشق.
 نشكر زميلتنا ابتسام في التنفيذ على الهواء مباشرة، نشكر جميع الأخوة والأخوات الذين تواصلوا معنا في حلقة اليوم، نلتقي غداً في حلقة جديدة في مشيئة الله.
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخفاء الصور