وضع داكن
20-04-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 03 - استمرار الطاعات والالتزام لما بعد رمضان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أعزائي المستمعين نحييكم ونقدم إليكم هذه الحلقة الجديدة من برنامج اسألوا أهل الذكر ونلتقي اليوم كما ذكرت قبل قليل مع الدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، أهلاً بك دكتور النابلسي، الدكتور محمد راتب النابلسي ربما اليوم هو آخر يوم نلتقي فيه في حلقات هذا البرنامج في رمضان، هل لك أن تحدثنا كيف هي أخلاق المسلم بعد رمضان فكثير من الناس في رمضان صائمون قائمون مسبح متعبد متصدق واصل رحم إلى آخر ذلك، كيف لنا أن نحافظ على هذا بعد رمضان ؟
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
 الله جل جلاله حينما فرض علينا فريضة الصيام كأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقوي إرادتنا على طاعته فكأن هذا الشهر دورة تدريبية كي ننتقل من حال إلى حال، من مقام إلى مقام، من منزلة إلى منزلة، ففي رمضان يؤدي الإنسان صلواته بشكل متقن و في المسجد و قد ورد في بعض الأحاديث أنه:

(( حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ))

[ مسلم، الترمذي، أبو داود، أحمد، مالك، الدارمي ]

 فإذا ألف المؤمن الصلاة في رمضان في مسجد و في جماعة، مع إخوانه المؤمنين حيث التعاون و التكاتف و التضامن فينبغي أن يتابع هذه الطريقة في أداء صلواته بعد رمضان لأن رمضان فيه قفزة نوعية، فما لم يحافظ على هذه القفزة تنطبق علينا هذه الآية الكريمة:

 

﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً﴾

 

[ سورة النحل: الآية 92]

 سوء مدهش أن معظم المسلمين يتوهمون أن الطاعة في رمضان، و أن الضبط في رمضان، و أن الإنفاق في رمضان، و أن القرآن في رمضان، فإذا ولى رمضان عاد إلى ما كان عليه قبل رمضان، و لم ينتفع شيئاً من هذه العبادة، و الله سبحانه و تعالى لا يعقل أن يريد من صيامنا أن ننضبط في شهر واحد من شهور السنة، بل إن هذا الانضباط في الشهر ينبغي أن ينسحب على كل أشهر العام و نحن في أول أيام العيد لا يفطر إلا فمنا على الطعام و الشراب، أما انضباطنا و غض بصرنا و ضبط لساننا و إنفاق مالنا و تلاوة القرآن هذه كلها ينبغي أن تستمر و كأن الذي يصوم رمضان يصعد درجاً ففي كل عام يرتفع إلى مستوى أعلى و يتابع هذا المستوى، و يأتي العام الثاني فيرتفع إلى هذا المستوى و يتابع، أما العودة إلى ما كنا عليه كأننا أبطلنا حكمة هذا الصيام و كأننا أبطلنا حكمة هذا القيام، فالمكاسب التعبدية و المكاسب التعاملية التي حققناها في رمضان ينبغي أن نتابعها إلى نهاية العام، ينبغي أن ترتقي لا أن نتدنى، رمضان متابعة للتلقي و ليس مدافعة للتدني، رمضان شهر القفزة النوعية، رمضان شهر الصلح مع الله، رمضان شهر الثبات على الطاعات، فلابد من أن تتابع هذه القضايا بعد رمضان، ثم إنني أذكر الإخوة الكرام الذين قصروا في رمضان و الذين فاتتهم فضائل هذا الشهر يمكن أن يكون كل شهر بعد رمضان كرمضان، فالله سبحانه و تعالى معنا في كل الأشهر و الأعوام، و الله سبحانه و تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، و أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قلّ، في علم التربية هناك شيء اسمه التراكم، ما لم يكن هناك تراكم للطاعات و تراكم للمعاملات الطيبة لن يحقق الإنسان الهدف، الحقيقة أن صعود القمة شيء عظيم جداً، و لكنه حينما ينتهي إلى الحضيض لا قيمة له، فالبطولة لا أن أصل إلى القمة بل أن أبقى فيها، البطولة لا أن أحافظ على ضبط حواسي الخمس في رمضان ثم تتفلت بعد رمضان، البطولة لا ينبغي أن أضبط سلوكي في رمضان ثم أتفلت بعد رمضان، هذا الكلام غير مقبول عقلاً و لا نقلاً و لا شرعاً و لا منطقاً، فهذا الذي يعبد الله في رمضان و كأنه أزاح عن كتفه عبئاً كبيراً بعد رمضان، هذا الموقف ليس إسلامياً، و ليس موقفاً عقلانياً، و لا موقفاً يليق بالإنسان العاقل، حقق مكاسباً ثم تخلى عنها.
 معنا اتصال:
 س: السلام عليكم، أم بسام، فضيلة الشيخ أريد أن أسأل أن الزكاة تجوز لابنة البنت و الفطرة كذلك، هي ابنة ابنتي مثلاً، و سؤال آخر بالنسبة لابن أخي له مثلاً ولد شاب و ابنة أختي هل يجوز كشف الرأس أمامه ؟
 ج: السؤال الأول بالنسبة للزكاة تجوز للأحفاد، أختي الكريمة الزكاة لا تصح و لا تجوز للفروع و الأصول مهما دنوا و مهما علوا، أي الأب و الجد و جد الجد و الابن و البنت و ابن البنت و ابنة البنت هذه كلها فروع فالزكاة لا تجوز و لا تصح للفروع مهما دنوا و للأصول مهما علوا، كما أنها لا تجوز للزوجة لأن الإنسان مكلف للإنفاق عليها، بينما عند السادة الشافعية يجوز للزوجة أن تدفع زكاة مالها لزوجها، لذلك بناء على هذه القاعدة لا يجوز أن تعطى الزكاة لأولاد البنت و لا لبنات البنت.
 السؤال الثاني هل يجوز أن يحسر الرأس أمام أولاد أولاد الأخ أو أولاد الأخت، أي الظهور أمام المحارم ينطبق على المحارم أصولهم و فروعهم، هذه قاعدة عامة.
 س: اتصال من علاء، السلام عليكم عندي سؤالين، هناك حديث سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله و منهم رجل أنفق صدقة لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، هل الإنفاق في تبرعات المساجد تعد ضمن هذه الحالة ؟ ثانياً هل يدفع من لا يعمل فطرة علماً بأنه لم يعمل منذ أول رمضان، جزاكم الله خيراً ؟
 ج: الحقيقة أن الإنسان حينما يعمل عملاً صالحاً و يأتيه الشيطان ليوسوس له أنه عمل هذا رياء بإمكانه أن ينفق نفقة دون أن يعلم أحد بها ففي هذا يثبت لنفسه أنه عمل هذا العمل خالصاً لوجه الله، بإمكانه أن يصلي قيام الليل دون أن يعلم أحداً بهذا، فالأعمال إذا غلفها الكتمان مصداق لإخلاص العبد تجاه ربه، لكن الله سبحانه و تعالى في مواطن أخرى قال:

 

﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 271]

 أحياناً في موطن معين إذا أعلنت الصدقة قلدك الناس و تحمسوا و هذا الصحابي الجليل لما جاء فقراء إلى النبي عليه الصلاة و السلام فجاء بمبلغ كبير و دفعه إلى النبي تدافعت الصحابة بعد ذلك و قدموا الشيء الكثير، أصبح وجه النبي كأنه مذهبة كلون الذهب من شدة فرحه، و قال حينها من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ففي بعض المواطن ممكن أن تعلن عن عملك الصالح ليقتدي بك الآخرون عندئذ لك أجرك و اجر من اقتدى بك و قلدك:

 

﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)﴾

 

[ سورة القيامة: الآية 14]

 إذا كان واثقاً من إخلاصه لله، واثقاً من هذا العمل يعمله لوجه الله تعالى إذا اقتضت الظروف أن يعلنه كي يُقلد لا مانع، و إذا جاءته الوساوس أنه يرائي بعمله الناس عندئذ يمكن أن يعمله سراً هذه تابعة لحال المؤمن لكن يرد أن تعلن عن صدقتك أمام الناس، فلو كنت في مسجد و ألقيت خمسمئة ليرة كتبرع للفقراء و المساكين طبعاً سيراك من حولك لا مانع من ذلك أبداً، و من ترك العمل الصالح خاف الرياء فقد أشرك، من عمل عملاً من أجل الناس فقد راء، و من ترك العمل الصالح خاف الرياء فقد أشرك.
 السؤال الثاني: هل يدفع زكاة الفطر من لا يعمل ؟ الحقيقة أن زكاة الفطر لها وضع خاص، تجب على كل مسلم صغير كان أم كبير، فقير كان أم غني، عبد كان أم حر، أي مقيم كان أم غير مقيم لأن هذه الصدقة تجب على من يملك قوت يومه، وجبة طعام واحدة، الذي يملك وجبة طعام واحدة تجب عليه زكاة الفطر ذلك أن الله سبحانه و تعالى أراد من هذه الزكاة أن يذوق أي إنسان كائناً من كان حتى الفقير طعم الإنفاق، طعم الإنفاق طعم لا يعرفه إلا من ذاقه، إن أردت أن تعرف ما إن كنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ ؟ نحن نألف الأخذ، بالمناسبة طبع الإنسان يقتضي أن تأخذ و التكليف يأمرك أن تعطي، فالله سبحانه و تعالى أراد من الفقير المعدم الذي لا يملك إلا و جبة طعام واحدة في بيته على الإطلاق أمره أن يدفع زكاة فطره ليذوق طعم الإنفاق و زكاة الفطر في هذا العام و الأعوام السابقة لا تزيد عن خمسين ليرة سورية، ليس رقماً فوق طاقة الإنسان لكن هذا المبلغ يمكن أن يكون صدقة بمعنى برهاناً على أنك تعرف الله و على أنك تحبه، بالمناسبة بشكل طبيعي جداً الذي يدفع زكاة فطره يمكن أن يأخذ زكاة فطر الآخرين فعملية أخذ و عطاء لكن بالمناسبة أيضاً لو اتفق اثنان على أن يعطي كل منهما زكاة فطره للآخر كأنهما ما دفعا الزكاة إطلاقاً، لو وجد اتفاق مسبق أن أعطيك زكاة فطري على أن آخذ منك زكاة فطرك معنى ذلك أنك لم تدفع شيئاً، لكن أنت حينما تدفع تبتغي وجه الله، و تبتغي الأجر عند الله، فالله سبحانه و تعالى قد يلهم الآخرين أن يؤدوا لك زكاة فطرهم، أنا أخاطب الفقراء جداً، هذا الكلام ينطبق على الفقراء جداً، أما أن تتوهم أن زكاة الفطر خمسون ليرة فقط هذا هو حدها الأدنى و لكن لا حد لأكثرها، فمن كان قادراً أن يدفع ألف ليرة عن كل إنسان عنده لا يقبل الله منه خمسون ليرة، لكن الفقير في حده الأدنى الأدنى أن يدفع خمسون ليرة، لقد رأى بعض الفقهاء أنه حتى الثلاثين، يمكن أن يدفع ثلاثين ليرة عن كل فرد، فالعبرة أن تذوق طعم الإنفاق، و الحد الأدنى من نصاب زكاة الفطر أن تملك قوت يومك، وجبة طعام واحدة.
 ألم يقال بأنه لا يرفع الصوم إلا إذا دفعت، طبعاً جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من الرفث و اللغو، و طعمة للمسكين، جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من غلطة ارتكبها، من نظرة لم تكن مقصودة، من كلمة قالها، جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو الرفث و جعل الله زكاة الفطر طعمة للمسكين، المسكين حينما تؤدى له زكاة الفطر يأكل هو و أولاده الطعام الطيب هذا شيء يبين تكاتف المجتمع، و نحن عندنا في الإسلام و لله الحمد التكاتف على أساس نسبي و على أساس جغرافي، فكل جار مكلف أن يتفقد جاره و كل قريب مكلف أن يتفقد قريبه، بل إن معاونة القريب هي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقة و صلة في وقت واحد، بل إن بعض العلماء يقول لا تقبل زكاة المرء و في أقربائه محاويج، لأن الناس البعيدين أنت لهم و غيرك لهم، لكن أقرباءك المحاويج من لهم غيرك ؟ فكأن التضامن الاجتماعي في الإسلام أساسه القرابة و أساسه النسب و أساسه الجوار.
 نأخذ هذا الاتصال:
 السلام عليكم فراس كنت أشاهد التلفاز فالمذيع.. وهذا مجرد اقتراح الرسول صلى الله عليه وسلم قال أفشوا السلام بينكم فأغلبية الذين يتصلوا يقولوا صباح الخير أو مرحباً، ولو هو مجرد اقتراح لا غير خيركم من بدأ بالسلام، هذا أول شيء، بالنسبة للموضوع الآخر أنا أخطب فموضوع لبس البدن دارت بشكل كبير هل هو من السنة أو من الدين في شيء ؟
 الحقيقة المسلم إذا كان معتزاً بإسلامه يطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام حتى إذا طرح السلام يقول السلام عليكم أما هذه التحيات التي ألفها الناس فيما بينهم باي باي، سعيدة، مرحبا، هذه كلمات ليست إسلامية، الأصل أن نطرح السلام الإسلامي السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأنا أتمنى أن يكون السلام في كل الإذاعات سلاماً نابعاً من ديننا وعقيدتنا وأنا معك في هذا الاقتراح.
 أما السؤال الثاني حول كسوة البدن، الحقيقة أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول أعظم النساء بركةً أقلهن مؤونةً، أعظم النساء بركةً أقلهن مهراً، لأن حينما نكلف الشاب ما لا يطيق تضيق سبل الزواج وتفتح سبل الشيء الآخر الذي يهدم المجتمع، فإما إن يكون نكاح وإما أن يكون سفاح، فكل من يضع عقبات أمام الزواج أمام الشيء الذي شرعه الله عز وجل أمام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ساهم في تضييق دوائر الحق وتوسيع دوائر الباطل، المفروض أن نسهل على الأزواج سبل الزواج وحينما قال الله عز وجل:

 

﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ﴾

 

[ سورة النور: الآية 32]

 الأيامى جمع أيم والأيم من لا طرف آخر له امرأة كانت أو رجلاً، وحينما يوجه الأمر إلى مجموع الأمة معنى ذلك أن كل من كان له يد في تخفيض تكاليف الزواج وتيسير تأمين البيوت وتأمين الأثاث له أجر عند الله عز وجل وتنطبق عليه هذه الآية أنكحوا الأيامى منكم هذا أمر جماعي لأنه إذا فشى السفاح في مجتمع هدمت أركان المجتمع وانتهى، أما إذا شجعنا الزواج وأنا أرى أن الزواج المبكر الآن هو العلاج الأوحد لمشكلة التفلت التي يعاني منها العالم كله فلذلك أعظم النساء بركةً أقلهن مؤونةً، أعظم النساء بركةً أقلهن مهراً، أما إذا كنت ميسوراً وهذه الذي خطبتها فتاةٌ علقت عليك الآمال فإذا لم تعطها شيئاً إطلاقاً وأردتها من دون أية كلفة كأنك استرخصتها وكأنك أهنتها إهانةً فالمهر أحياناً يرفع معنويات الفتاة، فأنا لست مع إرهاق الشباب بما لا يستطيعون كما أنني لست مع الذين يتجاهلون البديهيات في الحياة فالأمر الوسطي هو المطلوب في هذا الموضوع.
 هناك اتصال:
 السلام عليكم طارق شحرور، بالنسبة إذا إنسان اشترى بيتاً ويريد أن يؤجر هذا البيت وعنده بيت آخر هو وزوجته وأولاده، بالنسبة لهذا البيت حال عليه الحول ومؤجر كمثال بالشهر عشرة آلاف ليرة كيف نخرج أموال الزكاة عن هذا البيت ؟ هذا أول سؤال السؤال الثاني الجمعيات الإنسان عمل جمعية كل شهر ألفين ليرة أو خمسة آلاف ليرة وهم عشرة أشخاص، هل فيها حرمة أم لا ؟ السؤال الثالث الحديث النبوي هل هو صحيح أو موضوع أو ضعيف ليس مني إما عالم أو متعلم وشكراً لكم.
 السؤال الأول حول زكاة البيت المؤجر، أولاً البيت إذا اشتريته بنية أن تسكنه لا زكاة عليه فإن اشتريته بنية أن تؤجره فزكاة على أجرته، أما إذا لا تملك دخلاً آخراً واشتريت بيتاً وأجرته وأنت تعيش من أجرته وقد أنفقت أجرته لا شيء عليك إطلاقاً الزكاة على ما فاض من أجرته فوق حاجتك الأساسية، أما إذا كنت في بحبوحة ورأيت البيت بسعر غير معقول منخفض واشتريته بنية أن تبيعه كي تنتفع بفرق الثمن فهذا البيت زكاته على قيمته بين أن تكون الزكاة على قيمة البيت إن أردت به التجارة أو أن تكون الزكاة على أجرته أو على ما فاض من أجرته إن أردت أن تؤجره أما إن أردت أن تسكنه فلا شيء عليك، هذا هو العدل ولكن الإحسان هناك من يجمع كل ممتلكاته حتى البيوت والأثاث والمركبات يدفع عنها الزكاة هذا موقف شخصي، موقف تطوعي يثاب المرء عليه، أما الحد الأدنى العدل قسري بينما الإحسان طوعي فممكن أن تدفع زكاة مالك عن بيت تؤجره من خلال أجرته إن فاضت عن حاجتك الأساسية.
 السؤال الآخر حول الجمعيات المالية.
 شاعت في الأوساط مؤخراً أن فيها حرمة أنا والله لا أرى فيها شيئاً من الحرمة من باب التعاون هذا، عشرة أشخاص دفع كل واحد منهم في الشهر ألف ليرة جمع مبلغ عشرة آلاف أعطي كل مرة لواحد بحسب القرعة أو بحسب الحاجة والاتفاق قضية تعاون محض لا أجد فيها شيئاً محرماً ولو كان بعض المتشددين أعطوها بعض الشبهة أنا بفضل الله وألقى الله بهذا لا أجد فيها شيئاً من الحرمة لأنها عملية تعاون محض ولا يوجد إنسان دفع شيئاً مقابل لا شيء دفع ألف أعان أخوه بألف ليرة واستردها بعد شهرين.
 بالنسبة للسؤال الثالث الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مني عالم أو متعلم.
 الحديث وارد في كتب الحديث أما لو سألتني عن دقة تخريجه أجيبك في وقت آخر أما الحديث معروف ويتفق مع أصول الدين ومع مقاصد الدين ليس مني عالم أو متعلم، الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير في ما سواهما، كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك. دعوة إلى طلب العلم لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم والحقيقة الإنسان المتعلم يعرف سر وجوده وغاية وجوده ويعرف منهج ربه ويملك تصوراً صحيحاً عن الكون والحياة والإنسان، بينما الجاهل كالبهيمة المفلتة لأن الجهل أعدى أعداء الإنسان والجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، فلذلك العلم هو الحاجة العليا للإنسان الإنسان ككائن متحرك عنده حاجات دنيا الطعام والشارب وما إلى ذلك وعنده حاجات عليا ألا وهي طلب المعرفة والحقيقة، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
 وأيضاً انطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبداً فقهه بالدين.
 اتصال:
 أبو نبيل أربعة أسئلة هل العشر الأخير من رمضان يجب على المسلم أن ينقطع عن العمل؟
هل كان المسلمون يوزعون الزكاة في شعبان ويشترون حوائجهم ويتعبدون في رمضان وينقطعون عن العمل ؟
 صاحب العلم يجبر العامل على العمل بعد التراويح حتى منتصف الليل ثم يأمره بفتح المحل صباحاً مما يجهد العامل هل هذا حلال ؟
 هل ردَّ العزيمة واجب إذا كانت الدعوة من رجل ميسور والأخير فقير؟
 هل العشر الأخير من رمضان يجب على المسلم أن ينقطع عن العمل؟
 الأحكام الشرعية تدور بين الفرضية وبين الواجب وبين الاستحسان والإباحة والكراهة التنزيهية والتحريمية والحرام، ما من عمل إلا وينضبط وفق هذه المنظومة من الأحكام الشرعية فأن تعتكف في العشر الأخير من رمضان هذا ليس فرضاً وليس واجباً ولكنه سنة فإذا كنت من أصحاب الدخل غير المحدود ولست مضطراً أن تكون في عملك كل هذه الأيام لك أن تعتكف، أما الموظف ماذا يفعل ؟ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها من له وظيفة من له عمل مرتبط يتقاضى عليه أجراً لا يستطيع أن يعتكف لكن ممكن أن نقول أن هناك اعتكاف مجزأ، ألا تستطيع أن تصلي قيام الليل مثلاً ؟ أن تستيقظ قبل وقت الفجر بساعة أن تصلي وتقرأ القرآن هذا نوع من الاعتكاف، ألا تصلي في جماعة التراويح هذا نوع من الاعتكاف، فيمكن أن تعتكف اعتكافاً متصلاً إذا كنت ميسوراً ليس برقبتك عمل لست مكلفاً أن تكون في دوام معين ولك أن تعتكف اعتكاف مجزأ في رمضان ضمن إمكانية الإنسان، فالدين يسر ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما الأشياء الإلزامية في الدين هي الفرائض فقط أما الأشياء المندوبة هذه لمن يستطيع لا على كل الناس.
 السؤال الآخر يصب في نفسي هل كان المسلمون يوزعون الزكاة في شعبان ويشترون حوائجهم ويتعبدون في رمضان وينقطعون عن العمل ؟
 كل بحسب حاله، الأصل أن نصوم رمضان وأن نحكم صلاتنا في رمضان وأن نقوم رمضان أما إذا كنت لك ترتيباً معيناً جمعت كل شؤونك قبل رمضان وتفرغت فيه للعبادة هذا شيء رائع جداً لكن هذا الشيء لا يستطيعه كل الناس فالدين يقتضي أن تكون وفق واقعك ووفق ما أقامك الله به.
 السؤال الثاني صاحب العلم يجبر العامل أن يعمل بعد التراويح حتى منتصف الليل ثم يأمره بفتح المحل صباحاً مما يجهد العامل هل هذا حلال ؟
 يوجد أعمال أساسها في رمضان موضوع الحلويات موضوع الألبسة هذه كلها في رمضان فرب العمل إذا كان متقياً لله عز وجل ماذا يفعل ؟ يكلف العامل أن يأتي بعد التراويح ولكن بأجر إضافي فحينما يكون هناك أجر إضافي القضية حلت أما أن يكلفه أن يأتي بعد التراويح إلى ساعة متأخرة من الليل إلى ما قبل السحور ثم يفتح المحل الساعة الثامنة على راتبه التقليدي هذا غير معقول، أما كل إنسان إذا فتح الله عليه موسماً جيداً عليه أن يأخذ وأن يعطي فهذا الموظف إذا بلغته أن عملك الإضافي محسوب كأجر إضافي ويوجد بعض المؤسسات تعطي أجر ساعة ونصف على الساعة، يعني الساعة الإضافية بأجر ساعة ونصف، فالعامل حينما يرى أنه ممكن أن يرفع دخله يتحمل بعض الأيام في رمضان أن يأتي بعد التراويح وأن يفتح المحل مبكراً.
 هل رد العزيمة واجب إذا كانت الدعوة من رجل ميسور والعزيمة كانت للفقير ؟
 لست مكلفاً، يقول عليه الصلاة والسلام من أسدى إليكم معروفاً فكافؤوه فإن لم تجدوا فادع له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه، الغني أقام وليمة ودعاك إليها وأنت شكرته عليها إذا كنت في بحبوحة كهذا الغني يجب أن ترد عليها بوليمة لأنه كان عليه الصلاة والسلام طبعاً يقاس على هذا الحديث يقبل الهدية ويرد عليها، المعروف متبادل بين الناس، فإذا هو دعاك وتألف قلبك بهذه الدعوة وأنت في بحبوحة ويسر ممكن أنت أن تدعوه وتألف قلبه بهذه الدعوة، أما إذا كنت أنت من أصحاب الدخل المحدود وهذا الرجل أراد أن يتقرب إلى الله بدعوتك يكفي أن تقول جزاك الله خيراً ولا شيء عليك.
 اتصال:
 السلام عليكم أم عبد الرحمن نحن ورثنا ورثة عن والدنا وهي عبارة عن أربعة بيوت ونحن صبيان وبنات وأم، واتفقنا اتفاق رضائي أن كل أخ يأخذ بيت ويسكن فيه هو وزوجته وأولاده ونحن البنات والأم نبيع حصتنا ونأخذ المال المتفق عليه لكن الوالدة توفيت ولها أم هل الجدة تأخذ حصتها من الميراث من أمي أم من الذي ورثته أمي من أبي أم من المال الذي اتفقنا عليهم أنا وإخوتي وأمي رضيت بهذا الاتفاق وشكراً.
 نحن بشكل عام إذا يوجد قسمة رضائية لا يوجد مانع، القسمة الرضائية واردة في الشرع حتى لو أن إنساناً ترك إرثاً كبيراً واتفقوا فيما بينهم على توزيعه بشكل رضائي قد يكون مثلاً أب ترك خمسة أولاد بعضهم أغنياء جداً وبعضهم فقراء جداً فالأغنياء تسامحوا مع الفقراء في حصصهم لا يوجد مانع أبداً وهذا شيء طبيعي، أما حينما يطالب الإنسان بحقه ولا يرضى ينبغي أن يعطى حقه، إذا كان هذه القسمة الرضائية تمت وفق الأصول الشرعية وثبتت في عقود فالذي يموت من أصحاب هذه القسمة الرضائية ينبغي أن يرثه وارثه بهذه القسمة الرضائية أما إذا كانت غير مثبتة له الحق أن يطالب بما هو حقه الكامل وعندئذ ندخل في القضاء، أما هو أدق شيء في الشرع أن كل اتفاق ينبغي أن يكون مكتوباً وموثقاً، الورثة اقتسموا قسمةً رضائية فيما بينهم وكلهم طيب القلب بما أخذ أخوه لا يوجد مشكلة أبداً لكن هذا ينبغي أن يثبت في المحكمة الشرعية أو عند كاتب العدل فإذا مات أحدهم هناك حصة محدودة مثبتة على الورق يأخذها الوريث أما إذا كان القسمة رضائية شفهية وهناك من يدعي عكس ذلك.
 كيف في حال ما ذكرته الأخت عبد الرحمن هل ترث الجدة.
 إذا أقامت دعوة على أن تأخذ حقها من إرث ابنتها، فإرث ابنتها ليس واضحاً لعل القاضي يستدعيهم إلى حلف اليمين إذا ادعوا ذلك، القضية تحتاج إلى قضاء مادام الإرث غير مثبت يحتاج إلى قضاء.
 لدي فاكس وصل إلينا:
 هل تفطر الروائح القوية مثل فيكس للزكام والرشح ؟
 لا تفطر.
 يقول صاحب الفاكس أبو نذير مجموعة تعمل في محل ويخدمون الزبائن الذين يعطون الإكراميات أي البخشيش، يقول الزبون خذوا هذه الإكرامية وتقاسموها علماً بأن العمال متفاوتين في الأعمار وفي إتقان المهنة البعض مبتدئ والبعض له خبرة كيف يتم تقسيم هذه الإكراميات بالطريقة الشرعية ؟
 والله رب العمل إذا جمعت هذه الإكراميات في صندوق واحد ووزعت وفق مقاييس دقيقة وثابتة لا شيء في ذلك، ليس من المعقول إنسان له في العمل عشرين سنة مثلاً ويأتي موظف من سنة واحدة وليس له خبرة إطلاقاً، فرب العمل يمكن أن يجمع كل هذه الإكراميات في صندوق وأن يوزعها بشكل أسهم إذا عمل لكل خمس سنوات سهم فرضاً فالذي له عشرين سنة له أربعة أسهم والذي له دون العشرين له خمس سنوات له سهم واحد ممكن وفق الأسهم وفق القدم وفق الخبرة مثلاً وإذا اتفقوا فيما بينهم أن تكون القسمة بالتساوي لا يوجد مانع أيضاً، النقطة الدقيقة أن الإنسان إذا تصافى مع أخيه الشرع لا يتدخل يوجد صفاء قبول تسامح، أما إذا يوجد اعتراض ظلم وشعور بالغبن عندئذ نبحث عن الطريقة المثلى لتوزيع هذه الإكراميات.
 اتصال:
 السلام عليكم آلاء الكحيل دكتور هل يجوز أن نجمع بين صوم نفل وفرض في يوم واحد علماً أن هناك قاعدة على المذهب الحنفي تقول أنه لا يجوز أن نجمع في نهار واحد بين شيئين قضاء ونفل ؟
 لا لا يجوز لأن رمضان لا يسع غيره.
 لا ليس في رمضان.
 الفرض لا يسع غيره، أنت تريدين أن تصومين يوماً من أيام.
 المقصود هي أيام شوال وعادةً الناس ينوونهم قضاء وهم يقيمون.
 أنا أقترح أن تصومي فقط وأن ترجي الله أن يحسب لكِ هذا الصوم هذا تألي على الله صومي فقط ودعي لله عز وجل أن يعد هذا الصوم صوماً نافلاً أو واجباً....
 الدكتور محمد راتب النابلسي أيضاً هناك سؤال من أبو عبد الله عبر الفاكس وصلنا هل الخطبة بين الشاب والفتاة بدون عقد قران جائز أم لا وكيف يجب أن تكون العلاقة بينهما في هذه الفترة مثل الخروج إلى مكان عام الرؤية بدون حجاب وكم يجب أن تبقى مدة الخطوبة ؟
 والله هذه الخطبة غربية أن أخطبها وأزورهم كثيراً وآخذها إلى أماكن عامة وقد آخذها إلى نزهة، هذا النوع غير إسلامي إطلاقاً، الخطبة أنظر إليها فإن ذلك أحرى أن يؤدم بينكم فانظر إليها في حضور محارمها وتحدثك حديثاً طويلاً مرة ومرتين وثلاثة وانتهى الأمر وبعد ذلك إما زواج أو رفض، أما أننا سنجرب بعضنا هذا كلام من ؟ كلام الشيطان أن نأخذها أشهر عديدة ومديدة وزيارات وخروج من البيت، هناك حالات لا يتصور شدة الألم الذي يصيب الآباء والأمهات منها، خطبة صار في حمل مثلاً ثم اختفى الخطيب ماذا نعمل ؟ كل إنسان يُفرط بقواعد الدين يدفع الثمن باهظاً جداً، الفتاة تخطب من بيت أهلها ويراها الخاطب مرتين أو ثلاثة ويحدثها فإما أن يعقد عليها عقداً شرعياً وإما أن ينصرف بحال سبيله، أما أن يتسلى وأن يجرب هذه الخطبة غربية ما أنزل الله بها من سلطان.
 اتصال:
 السلام عليكم أريد أن أسأل سؤالين أنا محمد: دكتور إذا إنسان أدى فرض الصلاة وبعد فترة وجد نجاسة على ثيابه فهل يجب عليه إعادة الصلاة ؟
 إذا كانت نجاسة مخففة لا شيء عليه أما إذا كانت كبيرة طبعاً عليه شيء لم يحقق طهارة الثوب.
 ما المقصود بالخفيفة والغليظة ؟
 شيء أقل من درهم.
 سؤال ثاني:
 إذا كان إنسان يصلي صلاة نفل النية نفل وهو يصلي حولها إلى فرض هل يجوز ؟
 عند الأحناف لا يجوز عند الشوافعة يجوز.
 المقصود أثناء الصلاة يا محمد تغير النية.
 نعم أثناء الصلاة.
 هناك اتصال آخر:
 الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق بقي لدينا دقائق قليلة على نهاية البرنامج نأخذ هذا الاتصال وآخر ومن ثم نترك الحديث للدكتور النابلسي.
 السلام عليكم محمد حامد:
 هل يجوز أن يعطي الأخ الزكاة لأخوه، والسؤال الثاني من هم أصحاب الأخدود ؟
 أجبنا على هذا السؤال الأخ محمد ضمن حلقة اليوم حول إعطاء الأخ الزكاة وللمحاويج من الأقارب أجاب الدكتور محمد ألم تتابعنا من بداية الحلقة ؟
 الزكاة لا تجوز ولا تصح للأصول مهما علوا وللفروع مهما دنوا ولا للزوجة أما الأخ يمكن أن تعطيه زكاة مالك ولكن أنا أعلق على شيء أن معظم السائلين يريدون أن يدفعوا زكاة أموالهم لأقربائهم ولو كانوا أغنياء يعني هذا المال ينبغي أن يبقى في هذه الأسرة، أنا أعترض على هذا أما إذا كان القريب فقيراً لا يوجد مانع أبداً لكن قد يحتاج إلى مكيف مثلاً يقول لك يجوز أن أدفع زكاة مالي لأخي ؟ أخوك ميسور شعور غريب ضيق أنه يجب أن تبقى أموالنا في أسرتنا هذا مرفوض الفقير أولى من أخيك المكتفي، الفقير الجائع أولى من أخيك المكتفي أما إذا كان أخوك فقيراً لا يوجد مانع بل واجب بل هو المفضل في أخذ زكاة مالك.
 بالنسبة لأصحاب الأخدود ما المقصود ؟
 أصحاب الأخدود هؤلاء كان ملك في اليمن ادعى الألوهية فمن لم يؤمن به عذبه وقد حفر خندقاً وكل من لم يؤمن به وضعه في هذا الخندق وأحرقه، قال تعالى:

 

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)﴾

 

[ سورة البروج ]

 ولهذا قصة طويلة جداً تجدها في كتاب الصحاح كيف أن غلاماً كان يتردد على راهب وتردد على ساحر وازن بينهما فوجد أن كلام الراهب كلام منطقي رائع وفيه واقعية أحب هذا الراهب ثم علم الملك الذي كان يسخره لتعلم السحر من الساحر، كان هذا الكاهن يتكهن للملك فلما كبرت سنه قال له ابعث لي غلاماً أعلمه هذا الكهنوت فالغلام أحب الراهب لأنه يوجد توحيد وكان الملك يدعي الألوهية فبدأت تظهر كرامات على يد هذا الغلام شيء غير معقول فأكثر من حول الملك آمنوا بهذا الغلام وآمنوا برب الغلام، حاول الملك أن يقتله مرات عديدة فلم يفلح قال له الغلام لن تستطيع قتلي إلا إذا جمعت الناس كلهم في مكان وأخذت سهماً من جعبتي وقلت بسم رب الغلام عندئذ تقتلني فالملك انطلت عليه هذا التدبير فلما أمسك سهم من الغلام وأصاب به الغلام قتل الغلام ولكن آمن الناس برب الغلام عندئذ سلك سلوكاً جنونياً كما نرى فيما يحدث الآن عند بعض الطغاة فحفر خندقاً ووضع فيه كل من لم يؤمن به كإله الله سبحانه وتعالى قال:

 

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)﴾

 

[ سورة البروج ]

 على كلٍ الحكم الشرعي مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة قبض على صحابيين قال لأحدهما أتؤمن أني رسول الله ؟ قال لم أسمع شيئاً فقتله سأل الثاني فقال أشهد أنك رسول الله، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الحدث ؟ قال أما الأول فقد أعز دين الله فأعزه الله، وأما الثاني أروع ما سمعت، فقد قبل رخصة الله.
 الله عز وجل لا يكلف الإنسان فوق طاقته إذا كان موته محققاً له أن ينطق بالكفر ولا شيء عليه وإذا أراد أن يفوز بالدرجة الأعلى له أن يتشبث بما يعتقد به، لولا أن هناك أناس يتشبثون بعقيدتهم الصحيحة لم يكن هناك بطولات، لو أن كل الناس أخذوا بالرخص ما بقي بطولات إطلاقاً فأصحاب الأخدود أرادوا أن يثبتوا أن إيمانهم بالله أغلى عليهم من حياتهم فصرحوا بإيمانهم ولم يعبؤوا بمصيرهم طبعاً كانوا من أهل الجنة.
 الاتصال الأخير في حلقة اليوم:
 السلام عليكم مصطفى سؤال إذا إنسان يريد أن يهب إنساناً وهبةً من القرآن وكان هذا الإنسان حي هل هذا جائز شرعاً ؟
 أنت نافذ منته أمرك مع الله تريد أن توزع هذا الأجر لغيرك، هذا سؤال غير مقبول إطلاقاً، اقرأ القرآن واطلب من الله أن يقبله منك أما أنت منته أمرك والله قبل منك كل شيء أردت أن تقدم ثواب هذه الختمة لغيرك هذا ليس وارداً في الإسلام اقرأ القرآن واطلب من الله القبول وكفى.
 اقرأ القرآن واعمل به واطلب من الله أن يقبلك بقراءتك فقط.
 هل يجوز أن أهبه لأمي ؟
 لا يصل ليس في الدين ما يؤكد أن القرآن يصل، يصل الدعاء ويصل العمل الصالح لوالديك ادعوا لهما واعمل عملاً صالحاً يكون في صحيفتهما يوم القيامة.
 في ختام حلقة اليوم الدكتور محمد راتب النابلسي هل من كلمة أخيرة نودع بها مستمعينا في أيام رمضان ؟
 شكراً والله أنا أرى أن المكتسبات الذي حققناها في رمضان ينبغي أن نحافظ عليها بعد رمضان هذا أهم أمر لأن الله ما أرادنا أن ننضبط في شهر ونتفلت في بقية الأشهر، فكل شيء ألفت الصلاة في رمضان في المسجد، ألفت غض البصر، ألفت ضبط اللسان، ألفت الإنفاق، ألفت أن تذكر الله صباحاً، ألفت أن تعمل عملاً صالحاً، هذه المكتسبات الدينية أتمنى على كل مسلم انضبط في رمضان أن يحافظ عليها بعد رمضان وبهذا نرقى إلى الله أما إذا عدنا لما نحن عليه لم نستفد شيئاً في هذا الشهر.
 شكراً للدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق على ما تقدم به في حلقة اليوم ربما لن نلقاكم من خلال شهر رمضان في حلقات أخرى، ربما يكون يوم السبت هو أول أيام العيد مسبقاً نقول لكل مستمعينا كل عام وأنتم بخير تحية لكم أعزائي الكرام ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بما لديكم من أسئلة وجزاك الله كل خير الدكتور محمد راتب النابلسي.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور