وضع داكن
19-04-2024
Logo
آيات الأحكام - الدرس : 09 - غض البصر 1 - سورة النور 30 - 31
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ترتيب الآيات القرآنية في السورة الواحدة ترتيب توقيتي :

 أيها الأخوة المؤمنون، مع الدرس التاسع من: "شرح آيات الأحكام"، والآية اليوم هي قوله تعالى:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أيها الأخوة الكرام، كلكم يعلم أن ترتيب الآيات القرآنية في السورة الواحدة ترتيب توقيتي، أي أن الله جل جلاله أوحى إلى النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ضع هذه الآية في مكان كذا، وهذه الآية بعد الآية كذا، فالترتيب توقيفي.

 

مناسبة الآية التالية مع ما قبلها :

 إذاً ما مناسبة هذه الآية مع ما قبلها؟

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 هذه الآية جاءت بعد آية الاستئذان في دخول البيوت، والإنسان إذا دخل بيتاً ربما وقعت عينه على عورة، فالأكمل لمن دخل بيتاً بعد أن استأذن أهله أن يغض بصره، جاءت هذه الآية بشكل عام لتشمل الذين دخلوا البيوت، والذين يمشون في الطرقات، دخول البيت، بيت الغير مظنة للإطلاع على العورات، وقد جيء بهذه الآية على شكل حكم عام كلف به المؤمنون جميعاً حتى يشمل المستأذن، وغير المستأذن، وقد ورد في أسباب النزول أن رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه صحابيان طبعاً النص عن علي رَضِي اللَّه عَنْه أن رجلاً مرّ على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والأصح أن نقول رجلاً - في طريق من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة، ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان، أنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا إعجاباً به، فبينما الرجل يمشي إلى جنب حائط وهو ينظر إليها إذا استقبله الحائط فشق أنفه، فقال: وَاللَّهِ لا أغسل الدم حتى آتي رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره أمري، فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذه عقوبة ذنبك، وأنزل الله تعالى:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

غض البصر أطهر للأخلاق و أبعد عن مظنة الريبة :

 إذاً الله جلّ جلاله أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يحث المؤمنين على أن يغضوا أبصارهم عما لا يحل لهم، وأن يحفظوا فروجهم عن المحرمات، ويبين لهم أن ذلك أطهر لأخلاقهم، وأبعد بهم عن مظن الريبة، وسوء السمعة:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا ﴾

[ سورة النور: 30]

 هذه الآية دقيقة جداً:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا ﴾

[ سورة النور: 30]

 فيغضوا، هناك فعل أمر محذوف:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا ﴾

[ سورة النور: 30]

 أي غضوا أبصاركم، والمؤمنون سريعو الاستجابة.

 

إغلاق البصر وصرف البصر كلاهما غض للبصر :

 شيء آخر: غض البصر؛ إطباق الجفن على الجفن، أي أغمض عينيه، هذا غض للبصر، وأحياناً غض البصر أن تصرف البصر إلى جهة أخرى، هذا غض للبصر، إما إطباق جفنٍ على جفن، أو إرخاء جفن، أو تحويل النظر، كله يدخل تحت غض البصر، أحياناً امرأة تمشي من على يمينك، فإن نظرت إلى شمالك فقد غضضت البصر عنها، امرأة تقف على شرفة فإن نظرت إلى الأرض غضضت البصر عنها، لكن أحياناً تركب مركبة وامرأة أمامك في المقعد الأول - مركبة عامة - وهي بأعلى درجة من التبرج، بإمكانك أن تغض البصر بإطباق جفن على جفن، بإمكانك أن تغض البصر، وبإمكانك أن تصرف البصر، إغلاق البصر وصرف البصر كلاهما غض البصر.
 قل يا محمد للمؤمنين، يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بوجودي، وكمالي، ووحدانيتي، يا من آمنتم أن كل السعادة بالقرب مني، قل للمؤمنين إن أردتم القرب مني غضوا أبصاركم:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

كلمة " من " دقيقة جداً ويتفرع عنها أحكام شرعية كثيرة منها :

1 ـ من هنا أصلية و هي للتبعيض :

 إلا أن كلمة " من " دقيقة جداً، ويتفرع عن كلمة من أحكام شرعية كثيرة، قال:

﴿ مِنْ﴾

 حرف جر أصلي، و تعلمون أن حروف الجر أصلية وزائدة، إذا قلت: أكلت بالملعقة، هذه الباء حرف جر أصلي، ما معنى أصلي؟ أنك إذا حذفته فسد المعنى، احذف الباء أكلت الملعقة، هذا ليس معقولاً، المعنى فاسد، وهناك باء تعرب حرف جر زائد.

﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾

[ سورة التين: 8]

 احذف الباء، أليس الله أحكم الحاكمين، صحيح، فهذه المعنى ما وجدت في الصف من أحدٍ، أي ما وجدت أحداً، من زائدة، أما هنا فأصلية معنى أصلية أنها تؤدي معنى أساسياً، أما معنى زائدة فتؤكد المعنى، فرق كبير بين حرف الجر الأصلي، الذي يتوقف عليه معنى أساسياً وبين حرف جر الزائد، هذا حرف الجر الزائد يؤكد المعنى:

﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾

[ سورة التين: 8]

 أبلغ من أليس الله أحكم الحاكمين، دخلت إلى الصف فما وجدت فيه أحداً، غير فما وجدت فيه من أحدٍ، إذاً هذه المن أصلية للتبعيض، أي غضوا أبصاركم عن بعض النساء اللاتي لا يحللن لكم، أما زوجتك فانظر إليها، أمك انظر إليها، أختك انظر إليها، ابنتك انظر إليها، ابنة ابنتك انظر إليها، ابنة ابنك انظر إليها، خالتك انظر إليها، عمتك انظر إليها، امرأة أجنبية غض البصر عنها، فهذه من للتبعيض تبعيض المُبصَر الذي تنظر إليه، غض البصر عن بعض النساء اللاتي لا يحللن لك، أما اللواتي يحللن لك، فلك أن تنظر إليهن ولا شيء عليك، هذا المعنى الأول.

2 ـ تبعيض المبصر :

 المعنى الثاني: تبعيض المبصِر، أنت إذا نظرت إلى من تحل لك عدا الزوجة، أي أمك، أختك، ابنتك، عمتك، خالتك، ابنة ابنك، ابنة ابنتك، لا ينبغي أن تدقق، أن تحملق، أن تملأ عينك من تفاصيل جسم أختك، أو أمك، أو ابنتك، لا، انظر نظرة إجمالية دون أن تدقق، فالمعنى الأول تبعيض المُبصَر، المعنى الثاني تبعيض المبصِر.

3 ـ تبعيض الزمن :

 المعنى الثالث: تبعيض الزمن، نظرت إلى امرأة لا تحل لك تمشي في طريق ومنعطف حاد، لما وصلت إلى المنعطف رأيت امرأةً أمامك بأبهى زينة، انطبعت صورتها في ذهنك، غض البصر عنها فوراً، فالنظرة الأولى لك، والثانية عليك، صار عندنا ثلاثة تبعيضات، تبعيض المُبصَر إليه، وتبعيض المُبصر، وتبعيض الزمن، انظر إلى اللواتي يحللن لك، أما الأجنبيات فغض البصر عنهن، أي غض البصر عن بعض النساء، أو إن نظرت إلى من تحل لك عدا الزوجة، ينبغي ألا تملأ عينك منها، يجب أن تنظر نظراً معتدلاً أي غض البصر نوعي، وحينما تفاجأ بامرأة وقد نظرت إليها خطأً فيجب أن تغض البصر فوراً، فسمح لك أن تنظر إلى بعض النساء، وأن تغض البصر عن بعضهن الآخر، هذا أول معنى، وحين سمح لك أن تنظر إلى اللواتي يحللن لك من المحارم عدا الزوجة، لا ينبغي أن تملأ العين، ولا أن تدقق في التفاصيل، وألا تتابع الخطوط، ينبغي أن تكتفي بنظرة إجمالية أي ليست مركزة تركيزاً شديداً.

4 ـ إذا نظرت إلى امرأة لا تحل لك فالنظرة الأولى لك والثانية عليك :

 المعنى الرابع: أنك إذا نظرت إلى امرأة لا تحل لك، الأولى لك والثانية عليك صار هناك أول تبعيض، وثاني تبعيض، وثالث تبعيض:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

من ينظر إلى المرأة ليس عند الله بمكان يخاطب فيه :

 لماذا قال الله عز وجل:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

 ولم يقل يا أيها الذين آمنوا غضوا أبصاركم؟ قال: لأن هذا الذي ينظر إلى المرأة ليس عند الله بمكان يخاطب فيه، قل لصاحبك أن يفعل كذا، هو أقل من أن يخاطب، لأنه ينظر إلى امرأة، قل له أن يغض البصر، ليس الأمر ابتداء، هو ينظر قل له ألا ينظر، هو في مكانة أقل من أن يخاطبه الله مباشرةً، هذا معنى جديد بالآية، لكن من أروع ما في الآية أن الأمر بغض البصر جاء قبل الأمر بحفظ الفرج، لأن طريق حفظ الفرج غض البصر، الله عز وجل بدأ بالسبب، وانتهى بالنتيجة، إن أردت أن تحفظ فرجك من الزنا أغلق الباب من أوله، أول الباب إطلاق البصر، معظم النار من مستصغر الشرر، كل الشر يأتي من إطلاق البصر، أي هذه الجريمة هي جريمة في الحقيقة أي جريمة الزنا تبدأ بإطلاق البصر، فحينما أغلقنا أول باب من هذه الجريمة، أغلقنا أسباب الجريمة، والشريف ليس الذي يهرب من الخطيئة، لكن الذي يهرب من أسباب الخطيئة.

الإنسان لن يتمكن من حفظ فرجه إلا بغض بصره :

 لكن هل انتبهتم إلى الآية الكريمة؟

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

 ولم يقل: ويحفظن من فروجهم، أي هناك نظر مسموح به، مسموح أن تنظر إلى زوجتك، إلى أمك، إلى ابنتك، إلى أختك، إلى عمتك، إلى خالتك، إلى بنت بنتك، إلى بنت ابنك، مسموح أن تكون لك النظرة الأولى والثانية عليك، مسموح أن تنظر بعض النظر من محارمك، لكن موضوع الفرج لا يوجد ولا حالة يتساهل بها

﴿وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

 ليس يحفظوا من فروجهم:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

 هذا كلام خالق الكون، الفرج لا يوجد فيه حل وسط ، هذه أكبر جريمة، لذلك جاء حفظ الفرج مطلقاً، ولم يأتِ قبله حرف تبعيض، أي لا يوجد حالة مستثناة، لا يوجد حالة مسموح بها، لا يوجد حالة مقبولة، لا يوجد حالة معفو عنها، لا يوجد حالة إطلاقاً:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أي لن يتمكنوا من حفظ فروجهم إلا بغض أبصارهم.

الزنا معصية فيها قوة جذبٍ كبيرة فعلى الإنسان الابتعاد عن أسبابها :

 ماذا أقول لكم؟ الزنا معصية فيها قوة جذبٍ كبيرة، فإن كنت أنت خارج منطقة الجذب لا يوجد مشكلة، وإذا دخلت منطقة الجذب فهنا الخطر، إطلاق البصر يدخلك إلى منطقة الجذب، صحبة الأرذال تدخلك إلى منطقة الجذب، مشاهدة الأعمال الفنية الساقطة تدخلك إلى منطقة الجذب، قراءة الأدب الرخيص ينقلك إلى منطقة الجذب، أما الإنسان إذا امتنع عن كل هذا فلا يصيبه شيء، الخلوة تنقلك إلى منطقة الجذب، الخلوة، والقراءة، والمشاهدة، وصحبة الأرذال، وإطلاق البصر، هذه كلها تنقلك إلى منطقة الجذب، فإذا دخلت هذه المنطقة لابد من أن تنجذب إلى آخر المطاف، لذلك الحيطة، والحرص، والورع أن تكون خارج هذه المنطقة، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾

[ سورة البقرة: 187 ]

 أبيح النظر إلا ما استثني منه، ومنع الجماع إلا ما استثني منه، الأصل في الجماع المنع، أما الأصل في البصر فالإطلاق، لك أن تنظر إلى الشمس، لك أن تنظر إلى القمر، لك أن تنظر إلى بستان، إلى بحر، إلى أشجار، إلى ورود، إلى الرجال، إلى الصغار، إلى الكبار عدا المرأة، لأن الله ركب في كيانك غريزةً من أقوى الغرائز، فإن نظرت إليها لابد من أن تنتهي هذه النظرة إلى خطوة أكبر وأكبر قد تصل إلى الفاحشة، لذلك ربنا عز وجل منعنا من أول خطوة، قال له: غض بصرك، والحقيقة قد يقول إنسان: هذا الغض لا افهمه أنا ماذا فعلت لو نظرت إلى امرأة؟ لم تكلمها، ولم تحدثها، ولم تنتقص منها شيئاً، لكنك إذا نظرت كان هذا النظر سبباً لخطوة أقرب، والأقرب إلى الأقرب، ويجد الإنسان نفسه أمام فاحشة دون أن ينتبه.

النظر إلى المحرم من أقوى الدواعي إلى الوقوع في الفجور :

 أخواننا الكرام، ما من مقالة علمية تركت في نفسي أثراً في هذا الموضوع كهذه المقالة، أن الإنسان حينما يثار الدماغ يفرز مادة تعطل المحاكمة، بهذه الحقيقة العلمية تفهم كيف يتورط أشخاص مهمون جداً بحماقة كهذه الحماقة، لأنه عندما صار هناك خلوة تعطلت المحاكمة، صار هناك إطلاق بصر تعطلت المحاكمة، وأنا أقول لكم كلاماً دقيقاً: الإنسان حينما تعلو درجة استثارته ربما وقع على من يحرم عليه، قال عليه الصلاة والسلام: الإنسان إذا شرب الخمر ربما وقع على عمته أو خالته، زنا المحارم أساسه تجاوز الحدود، قال العلماء: النظر إلى المحرم من أقوى الدواعي إلى الوقوع في الفجور، فكان حراماً لأنه يفضي إلى حرام، قلت لكم سابقاً ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، طريق الواجب واجب، أسباب الفرض فرض، أسباب السنة سنة، أسباب المعصية معصية، إذا كان النظر خطوة أولى إلى الزنا فهو محرم لا لأنه زنا بل لأنه يفضي إلى الزنا، لكن النبي عليه الصلاة والسلام سمى نظر الإنسان إلى امرأة لا تحل له زنا النظر، فالعين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها اللمس، والأذن تزني وزناها السماع، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه:

((عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ؟ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي))

[مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ]

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخرة))

[ أبي داود عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ ]

 وتحديد زمن الأولى لا يعلمه إلا الله، أنت حينما تقع عينك على امرأة يجب أن تغض البصر لو الإنسان أطال ثانيتين من يعرف هذا ؟ الله وحده.

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾

[ سورة غافر: 19 ]

العفة أبرز صفة من صفات المؤمن :

 أحد أبرز صفات المؤمن العفة، قد يقول أحدهم: لماذا أمرنا الله هكذا؟ لو أنه سمح لنا أن ننظر وانتهى الأمر، كيف تدخل الجنة؟ كيف تدفع ثمن الجنة؟ لو لم يكن هناك محرمات لما كان هناك جنة، أنت كائن أودعت فيك الشهوات، وأمرت أن تضبطها، هذه الجنة، الجنة في شهوات وعملية ضبط فقط، لو لم يكن هناك شيء محرم كيف تتقرب إلى الله؟ فالمحرمات سبب دخول الجنة.

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾

[ سورة الزمر: 87 ]

غض البصر يقابله الحور العين :

 لولا أنا كنا في الأرض، وأمرنا بغض البصر وغضضنا البصر، وأمرنا بضبط اللسان وضبطنا اللسان، وأمرنا بأن نفعل الخير وفعلنا الخير، لما دخلنا الجنة:

﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ﴾

[ سورة الزمر: 87 ]

 مقابل هذا الغض، وهذا الضبط هناك حور عين، الله وعدك بشيء، كمال مطلق، لا يوجد إنسانة في الأرض كاملة أبداً، إن ارتفع مستوى شكلها ساءت أخلاقها، وإن ارتفع مستوى أخلاقها لا تعجب زوجها، أي الحياة مركبة أي ليست في كمال مطلق، من أجل ألا تركن إليها، وهذه نعمة كبرى، الكمال المطلق لله عز وجل، وهذا من أجل النعم التي أنعم الله بها علينا.

غض البصر وحفظ الفرج أطهر للقلب وأنقى للدين :

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أي ما ذكر من غض البصر وحفظ الفرج أطهر لقلوبهم، وأنقى لدينهم، وأبعد عن الزنا،

﴿ذَلِكَ أَزْكَى﴾

 مبالغة، أي في أعلى درجات النزاهة، في أعلى درجات القداسة، في أعلى درجات الطهر، الحقيقة الإنسان يرقى عند الله بعفته، العوام يتحدثون عن أشخاص يقولون لك: نفسه خضراء، مراهق بالستين، أي في سن العبادة، في سن الوقار، في سن التقوى، في سن الدعوة إلى الله، في سن الإعداد للآخرة، هو يتتبع سقطات الناس، ويتتبع عوراتهم، وينظر إلى محارمهم، ويتغزل، ويعلق، كما ورد في الحديث القدسي: "أحب ثلاثاً، وحبي لثلاث أشد؛ أحب الطائعين وحبي للشاب الطائع أشد، أبغض العصاة وبغضي للشيخ العاصي أشد".

 

غض البصر يقيّمه الله عز وجل :

 إذاً ما علاقة هذه الآية؟

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أحياناً الإنسان يكون ماشياً مع صديقه المؤمن يغض بصره، ويخاف على سمعته، أما إذا كان لوحده فقد يتساهل، معنى هذا أن الله عز وجل خبير أن هذا الغض ليس لله، هو لعبد الله، من يعرف هذه الحقيقة؟ أحياناً الإنسان أمام الآخرين يبدو بأعلى مظهر، يبدو عليه الورع، والتقى، والعفة، أما إذا سافر فيطلق بصره، إذا استقامتك اختلفت بين السفر والحضر، وبين الخلوة والجلوة، وبين أن تكون مع إخوانك المؤمنين، فأنت حريص على سمعتك النقية، تبالغ في غض البصر مع المؤمنين، وتتساهل فيما بينك وبين الآخرين:

﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أي هذا الغض يقيّمه الله عز وجل، والحقيقة وهي دقيقة جداً أن غض البصر وحده ليس في الأرض، ولحكمة أرادها الله تشريع يحضره، أبداً، هل سمعت بحياتك طبع مرسوم تشريعي قانوني أقره مجلس الشعب بغض البصر؟ بأي دولة بالعالم، بأي نظام بالعالم هذه مسموحة، لا يوجد إنسان يسألك إن وقفت بالطريق تنظر إلى امرأة لماذا تنظر إليها؟ أبداً التحرش موضوع ثان، أما إطلاق البصر فلا أحد يسألك، معنى ذلك هذه عبادة إخلاص، هناك أشياء القانون حظرها، والتشريعات الأرضية حظرتها، والقرآن حظرها، فإن تركتها نقول: الله أعلم، إما أنه يخاف الله، وإما أنه يخاف عبد الله.

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ آية في الفروع لا في الأصول :

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾

 هذه آية في الفروع لا في الأصول، عامة الناس يخاطبون بأصول الدين، أما المؤمنون فيخاطبون بفروع الدين، لذلك إنسان ليس مؤمناً لا يصلي إطلاقاً، لا يعترف بأحقية هذا الدين، تقول له: غض بصرك، كلام لا معنى له عنده إطلاقاً، يسخر منك، لا تبلغه هذا الأمر إلا إذا علمت أنه مؤمن بالله، لا تبلغه هذا الأمر إلا إذا تيقنت أنه مؤمن بالله، لأنه:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾

 ما قال: قل للناس، يا أيها الناس غضوا أبصاركم، لا، لا

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾

 لمن آمن يغض، الغض إما إطباق جفن على جفن، وفي حالات بإمكانك أن تغض البصر إطباق جفن على جفن، قاعد في سيارة، مركبة عامة، وامرأة أمامك ممكن أن تغمض عينيك، هذا غض البصر، أما امرأة تمشي على يمين الطريق، فإن نظرت إلى اليسار فأنت غضضت البصر، امرأة في شرفة إن نظرت إلى الأرض غضضت البصر، فالغض إما صرف، وإما إغماض، النبي قال: اصرف بصرك، سُئل عن النظرة المفاجئة، قال: اصرف بصرك.

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ ﴾

[ سورة النور: 30]

 أحياناً

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ﴾

 أما " من " فرائعة جداً، من تارةً للمبصَر، وتارةً للمبصِر، وتارةً للزمن، للمبصر إذا نظرت إلى من تحل لك عدا الزوجة، ينبغي ألا تدقق، وألا تملأ العين من هذا الشكل، ولا من هذه الخطوط، ينبغي أن تبقى بالنظرة الإجمالية، الواحد بنته بالبيت، والدته، وأخته أحياناً في سريرها، في فراشها، ينبغي أن تنظر نظرة عامة، هذا الكمال، أما أن تنظر إلى خطوط جسمها فأعوذ بالله، ولو أختك، ولو ابنتك، ولو والدتك، هذه أول ناحية المُبصر، الثاني المُبصَر، الثالث النظرة المفاجئة، زمناً، تبعيض زمني، تبعيض مُبصر، تبعيض مُبصَر.

من ازداد ورعه ازداد مستوى غض بصره :

﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾

 الفرج لا يوجد فيه استثناءات أبداً إطلاقاً.

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ﴾

[ سورة المعارج: 29-31 ]

 ليس مسموحاً إلا الزوجة، أو ملك اليمين، أما بالبصر فمسموح أن تنظر إلى الأخت، والعمة، والخالة، والبنت، طبعاً أم الزوجة أيضاً تدخل، والربيبة.

﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30 ]

 أنقى، وأطهر، وأكمل، وأشرف، وأعلى، وأقرب إلى الله:

﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 30 ]

﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30 ]

 الله يعرف الدوافع، والأهداف، والحجم، والتضحية، ومستوى غض البصر، هناك مستوى حازم جداً، و هناك أقل حزماً، هناك نظرة إجمالية، وهناك عدم تدقيق، وكلما ازداد ورعك ازداد مستوى غض بصرك.

 

الإنسان لن يقطف ثمار غض البصر والحجاب إلا إذا كان المؤمنون جميعاً مطبقون :

﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

[ سورة النور: 30 ]

 سأقف عند كلمة

﴿جَمِيعًا﴾

 قبل شرح الآية الطويلة، أي إذا تاب المؤمنون جميعاً، إذا تحجبت النساء جميعاً، وإذا غض الناس طرفهم جميعاً، عشنا في مجتمع نظيف، مجتمع هادئ، مجتمع ساكن، مجتمع لا اضطراب فيه، مجتمع لا فورة فيه، لا فتنة فيه، حدثني أخ جاء من مكة المكرمة والمدينة، الحجاب هناك إلزامي، قال لي: شهر شهران ثلاثة، ولا تقع عيني على وجه امرأة، معنى هذا لا يوجد مثيرات، لا يوجد تشويش، لا يوجد فتنة مستعرة، لا يوجد إنسان يبذل جهداً كبيراً ، أي إذا تبتم إلى الله جميعاً قطفتم ثمار غض البصر، وثمار حجاب المرأة، أوضح مثل، إنسان له مئة صديق عنده لوحده هاتف، ليس له قيمة، أنت مكلف أن تغض البصر، لكن لن تقطفوا ثمار غض البصر وثمار الحجاب إلا إذا كان المؤمنون جميعاً مطبقون لهذا الأمر.

إن تاب المؤمنون إلى الله جميعاً غضوا أبصارهم وحجبوا نساءهم :

﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

 وأنا في العمرة والحج أشعر أن الحياة في مكة والمدينة، لأنك لا ترى امرأة سافرةً إطلاقاً، واللباس كله فضفاض، عباءة لا تظهر أي خطوط للجسم، ولا حجم الأعضاء، تعيش أسبوعاً، أسبوعين، شهراً، شهرين و أنت مرتاح، لا يوجد إثارة، و لا مجاهدة، فإذا تاب المؤمنون إلى الله جميعاً، غضوا أبصارهم، وحجبوا نساءهم، شعرت بقيمة هذا الأمر في مجتمع المسلمين.
 الطالب ينصرف إلى جامعته، طالب بالثماني عشرة سنة، متى سيتزوج؟ بالثلاثين، أمامه اثنتا عشرة سنة، إذا لم يكن هناك أي مثيرات يعيش براحة نفسية، منصرف كلياً إلى دراسته، وإلى بناء مستقبله، أما طالب عمره ثماني عشرة سنة ذاهب إلى الجامعة رأى امرأة كما خلقها الله، كل ثيابها تصف حجم أعضائها، يضطرب، يقع إثم انصرافه عن ربه على هذه المرأة التي اعتدت عليه، هذا عدوان، مركب في أعماقه هذه الغريزة، هي استثارت شهوته، ولا تسمح له أن يقترب منها، هذا شيء مستحيل.

غض البصر والتوبة والحجاب لن نقطف ثمارها إلا إذا كانت عامة :

 لذلك أيها الأخوة:

﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة النور: 31 ]

 جميعاً لها معنى دقيق، فإذا كان هناك إنسان عنده هاتف لوحده، وله مئة صديق، لا قيمة لجهازه، أما لو أن كل واحد منهم عنده جهاز، فأصبح له قيمة كبيرة جداً، أي إنسان تتصل به، وكذلك غض البصر والتوبة، لا نقطف ثمارها ولا ثمار الحجاب إلا إذا كانت عامة، لكن ليس معنى هذا الكلام إذا كنت في مجتمع لا يطبقها أنت معفى منها، أعوذ بالله، لابد من غض البصر، ولابد من تحجيب النساء، ولكن نتمنى أن يشيع هذا بين الناس، مرة نظرت إلى صف بصورة بالجريدة رأيت الثلثين محجبات، وَاللَّهِ شي جميل، فكلما اتسع نطاق الحجاب، ارتاح الشباب، وانصرفوا إلى أعمالهم، وبناء مستقبلهم، وهذا غض البصر يشبه إنساناً عنده مطمورة، كلما غض بصره وضع ليرة ذهب، يوم الزواج يفتحها فيجد عنده ألف ليرة ذهبية، لأن الإنسان عف عن الحرام أكرمه الله بالحلال الطيب، الزواج لا يوجد فيه حل وسط، إما قطعة من الجحيم، أو نعيم الدنيا.

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ ﴾

[ سورة البقرة: 201]

 المرأة الصالحة حسنة الدنيا، التي إن نظرت إليها سرتك، وإن أمرتها أطاعتك، وإن غبت عنها حفظتك، فإذا الإنسان عف عن الحرام ثم جاء وقت زواجه وجد كل الذي فعله أمامه، وكافأه الله عليه.

الآية التالية آية مهمة جداً وهي من أهم آيات الأحكام :

 إن شاء الله في الدرس القادم نشرح الآية الكريمة:

﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

[ سورة النور: 30 ]

 وهذه آية مهمة جداً وهي من أهم آيات الأحكام، أي أكبر شهوتين أودعتا في الإنسان شهوة المال، وشهوة النساء، لذلك جاءت التشريعات الإلهية مفصلة، وافية، كافية في هذين الموضوعين، وها نحن نتابع هذا الموضوع إن شاء الله.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور