وضع داكن
25-04-2024
Logo
الندوة : 03 - في الآفاق - وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا.......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 مستمعينا الكرام نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون" ويرافقنا الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي.
 أستاذ محمد، لقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾

[سورة يس]

 ما وجه الإعجاز العلمي في هذه الآية؟.

 

وجه الإعجاز العلمي في قوله تعالى

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً: الكون تعداده قد يصل إلى ألوف ألوف المليارات من المجرات، هذه المجرات فيها ملايين الملايين من الكواكب، هذه الكواكب تتحرك، لو تصورنا أنها لا تتحرك بحسب قانون الجاذبية لتجمع الكون كله في كتلة واحدة، لأنه دائماً الكتلة الأكبر تجلب الأصغر، وقانون الجاذبية متعلق بالكتلة والمسافة، فلو لم يتحرك هذا الكون لتجمع في كتلة واحدة، ما الذي يعيق تجمعه في كتلة واحدة؟ أن كل كوكب يتحرك ينشأ من هذه الحركة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فيبقى على مساره.

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[سورة فاطر الآية:41]

 الزوال هنا الانحراف والخروج عن المسار، فلولا أن الكواكب تتحرك وينشأ عن حركتها قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة لتجمع الكون كله في كتلة واحدة، إذاً هذه آية كريمة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

 من هنا كل نجم في الكون يتحرك حركة حول نجم آخر، وحركة ثانية باتجاه نجم آخر، حركة حول نجم وحركة باتجاه نجم، هذه الحركة هي التي تجعله كواكب ومجرات.
الأستاذ حسام:
 ما معنى الاستقرار الذي تحدث عنه القرآن الكريم:

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾

 لاستقرار يعني حالة من الحركة ومن ثم ثبات؟

 

الاستقرار الذي تحدث عنه القرآن الكريم إشارة دقيقة إلى أن الكون له نهاية :

الدكتور راتب:
 انتهاء الحركة، هذا الكون ينتهي بيوم القيامة.

﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾

[سورة التكوير]

 معنى ذلك أن هذا الكون له نهاية، فالشمس تجري لنهاية حركتها، هذه النهاية يوم القيامة، فلذلك كل شيء يتحرك ولكن إلى حين، لأننا في الدنيا والدنيا ننتقل منها إلى الآخرة، هذه الآية إشارة دقيقة إلى أن الكون له نهاية،

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ ﴾

 الآن ليست مستقرة الآن متحركة، في وقت تستقر، إذا استقرت انتهت الحياة الدنيا ودخلنا في عالم آخر.
الأستاذ حسام:
 عندما يقول رب العزة:

﴿ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾

[سورة الأنعام]

 ما معنى هذا؟.

 

معنى العزيز العليم :

الدكتور راتب:
 أي العزيز لا يُنال جانبه، العزيز يحتاجه كل شيء في كل شيء، أنت قد تحتاج طبيب عند المرض لا سمح الله، قد تحتاج للمعلم من أجل أن يعطي ابنك بعض الدروس، لكن الناس والخلق جميعاً يحتاجون إلى خالقهم في كل شيء، وفي كل وقت، وفي كل حين، هذا معنى العزيز الحكيم.
الأستاذ حسام:
 أيضاً قال الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

[سورة آل عمران]

 اختلاف الليل والنهار هل له علاقة بحركة الأرض والشمس؟

 

اختلاف الليل والنهار من آيات الله الدالة على عظمته :

الدكتور راتب:
 لأن الأرض كوكب يدور، أستاذ الفكرة دقيقة جداً، لو أن الأرض تدور بمحور يوازي مستوي دورانها حول الشمس لكان الليل أبدياً والنهار أبدياً، لأن الأرض تدور حول الشمس هكذا، الشمس هنا تدور هكذا، فهنا نصف الأرض نهار دائم، ونصفها ليل دائم، لكن لأنها تدور على محور عمودي نوعاً ما على مستوي دورانها صار هناك ليل ونهار، الليل والنهار من آيات الله، الأرض تدور أمام منبع ضوئي هو الشمس، مادامت تدور على محور قائم تدور هكذا، فحينما تواجه الأرض الشمس هناك نهار، وحينما تبتعد عن الشمس هكذا ليل، لو أنها تدور هكذا فهذا القسم الأول نهار أبدي والقسم الآخر ليل أبدي.
 إذاً اختلاف الليل والنهار من آيات الله الدالة على عظمته، بل هو يؤكد أن دورة الأرض في محور ليس متوازياً مع مستوي دورانها، لو أنها تدور هكذا في محور يوازي مستوي دورانها لكان نصفها ليلاً إلى أبد الآبدين ونصفها نهاراً إلى أبد الآبدين، أما تبدل الليل والنهار القرآن أشار إليه:

﴿ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار ﴾

 أي النهار يخلف الليل، والليل يخلف النهار، لأن عمود الدوران ليس موازياً لمستوي الدوران.
الأستاذ حسام:
 سبحان الله! دكتور الحديث يطول عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لكننا شئنا أن نعطي المستمعين فكرة ولو لمحة بسيطة عن كل آية، نتحدث الآن عن الآفاق، وردت آية في القرآن الكريم تقول:

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾

[سورة الطارق]

 بما تبقى من حلقة اليوم دعنا نتحدث عن

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾؟

التفاسير العلمية حول قوله تعالى

﴿ والسماء ذات الرجع﴾ :

1 ـ إرجاع بخار الماء مطراً :

الدكتور راتب:
 الحقيقة بعضهم فهم هذه الآية أن الشمس إذا سلطت على البحار تبخرت مياه البحار، وصعد إلى السماء على شكل غيوم، هذه الغيوم رجعت أمطاراً، صعد بخار الماء إلى السماء ورجع أمطاراً، هذا التفسير للآية

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾

أرجع بخار الماء أمطاراً.

 

2 ـ إرجاع الموجات الكهرطيسية بثاً :

 المعنى الثاني: اكتشف البشر بعد البث الإذاعي والتلفزيوني أن هناك طبقة في الهواء الخارجي اسمها الأثير، فكل الموجات الكهرطيسية تصطدم بها وترجع إلى الأرض، ولولا هذه الطبقة لما كان هناك بث تلفزيوني، ولا بث إذاعي على وجه الأرض، هذه الأمواج الصوتية أو الكهرطيسية التي تنتقل من الأرض تصطدم بطبقة سماها العلماء مجازاً طبقة الأثير، لأنها تعيد هذه الأمواج إلى الأرض، فلولا هذه الطبقة لما رجع البث إلينا.
الأستاذ حسام:
 هناك معالم أخرى أيضاً.

 

3 ـ إرجاع الكواكب إلى مكان انطلاقها الأساسي :

الدكتور راتب:
 المعلم الثالث أن كل كوكب في الكون يدور حول كوكب آخر، ويتجه نحو كوكب آخر، وأن هذا الدوران يرجع به إلى مكان انطلاقه النسبي.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 نتابع غداً، أدركنا الوقت، الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي شكراً جزيلاً ، مستمعينا الكرام إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور