وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 12 - سورة المائدة - تفسير الآية 12 ، الميثاق ومعية الله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الميثاق بين العبد وبين ربه :

 أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الثاني عشر من دروس سورة المائدة، ومع الآية الثانية عشرة من هذه السورة، وهي قوله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾

 أيها الأخوة، تكلمت في درس سابق عن الميثاق الذي بين العبد وبين ربه، من أوجه ما قاله المفسرون عن الميثاق أن العقل من الميثاق، وأن الفطرة من الميثاق، وأن الرسالة من الله عن طريق النبي من الميثاق.
 أي أن الله سبحانه وتعالى أعطاك عقلاً تستطيع به أن تتعرف إلى الله، فهو مناط التكليف، بل إن بنية العقل متوافقة مع قوانين الكون، فكما أن في الكون لا يحدث شيء إلا بسبب، ولا يحدث شيء إلا بغاية، ولا يمكن أن يكون في الكون تناقضٌ، كذلك العقل لا يفهم شيئاً إلا بسبب، ولا يفهم شيئاً إلا بغاية، ولا يقبل التناقض.
 فالميثاق الأول هو العقل الذي بمبادئه متوافق مع قواعد الكون، أداة معرفة الله، والفطرة؛ جبلّة جبلنا عليها، هذه الجبلة متطابقة تطابقاً تاماً مع منهج الله بنداً بَنداً، إذا أمر الله أن تكون صادقاً فإنك جبلت على حب الصدق، لذلك سيان بين أن تطيع الله أو أن تستجيب لقوانين فطرتك، فأنت في الحالين واحد.

 

رسالة الله إلى البشر ميثاق وعقولهم ميثاق وفطرهم ميثاق :

 الآن من يعصي الله يختل توازنه من حيث الفطرة، إذاً الفطرة ميثاق، والعقل ميثاق، وهذا الشرع الذي أنزله الله ميثاق، فرسالة الله إلى البشر ميثاق، وعقولهم ميثاق، وفطرهم ميثاق:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ﴾

 أي رئيساً، الإنسان يتولى شؤون من حوله، يطلع على أحوالهم، يأخذ بيدهم إلى الله عز وجل، هؤلاء النقباء اثنا عشر، لكن مركز الثقل في الآية:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ﴾

 أي من الحياة الواقعية، إذا قالت أعلى جهة في الدولة لمواطن: أنا معك، فمن يستطيع في هذا النظام كله أن يصل إليك؟ إذا قال رأس النظام: إني معك، هذا في عالم الدنيا، فإذا قال خالق الأكوان، إذا قال رب العالمين، إذا قال الواحد الديان: أنا معك، من يستطيع في الأرض أن يصل إليك؟ إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك.
 لكن العلماء قالوا: المعية معيتان؛ معية عامة، ومعية خاصة، المعية العامة أن الله مع كل الخلق، حتى من كان كافراً، حتى من كان ملحداً، معهم بعلمه، الله عز وجل مهيمن، مسيطر، لا تغيب عنه غائبة، لا يخفى عليه شيء، لا يقع شيء في الكون إلا بإذنه وإرادته، إذاً الله مع الخلق جميعاً، لكن معهم بعلمه، إلا أنه مع المؤمنين من نوع آخر، مع المؤمن بالتوفيق، مع المؤمن بالحفظ، مع المؤمن بالتأييد، مع المؤمن بالنصر، مع المؤمن بأن يأخذ بيده إلى سعادته.

 

ثمن المعية الخاصة :

 لذلك إذا قال الله عز وجل:

﴿ إِنِّي مَعَكُمْ ﴾

 فهذه معية خاصة لذلك الآية:

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنفال: 19 ]

﴿ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾

[ سورة البقرة: 19 ]

 إن الله مع الصادقين، مع التفصيل، وَقَالَ اللَّهُ:

﴿ إِنِّي مَعَكُمْ ﴾

 الآن ثمن المعية، ليس هناك شيء بلا ثمن في الأرض، في أصل الخلق ما من شيء بلا ثمن:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ ﴾

 أنت حينما تصلي الصلاة التي أرادها الله كأنك تدفع ثمن معية الله، دفعت بند من هذا الثمن، إن صليت صلاةً خاشعة، إن سبقت الصلاة استقامة على أمر الله، إن صليت وأقبلت، إن صليت وخشعت، إن صليت واتصلت:

﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ ﴾

 لذلك:

((الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين))

[ رواه الطبراني عن معاذ ]

أهمية الصلاة :

 بين المسلم والكافر ترك الصلاة، الصلاة هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال، يسقط الصيام عن المريض والمسافر، ويسقط الحج عن الفقير والمريض، وتسقط الزكاة عن الفقير، والنطق بالشهادة مرة في العمر، الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة، ذلك أن الصلاة فيها معنى الصيام، فإذا كان الصائم يدع الطعام والشراب فالمصلي يدع الطعام والشراب والحركة، ففيها من الصيام معنى الترك، وفيها من الحج معنى التوجه إلى القبلة، أنت في الصلاة تتوجه إلى القبلة إلى بيت الله الحرام، وفيها من معنى الزكاة أن الوقت أصل في كسب المال، كسب المال يحتاج إلى أربعة عناصر، هذه حقائق تدرس في الجامعة، يحتاج إلى مواد، ويحتاج إلى معلومات، ويحتاج إلى أشخاص، ويحتاج إلى وقت، ما من إنجاز على وجه الأرض إلا وفيه مواد، معلومات، أشخاص، وقت، فالوقت، بل إن الوقت أخطر هذه العناصر كلها، فمن دون وقت لا تجد أشخاصاً، ولا تجد أموالاً، ولا مواد، ولا خبرات، الوقت وعاء كل ذلك، فإذا كان الوقت أصلاً في كسب المال فمن اقتطع من وقته وقتاً ليصلي فكأنه أدى مقابل هذا الوقت مالاً، إذاً في معنى الزكاة الوقت، أن الوقت أصل في كسب المال، من معنى الحج التوجه إلى بيت الله الحرام، من معنى الصيام ترك الطعام والشراب والحركة والكلام، من معنى الشهادتين في الصلاة نطق للشهادتين:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِن أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ ﴾

 لذلك لا يمكن أن نتساهل في الصلاة، فإذا جاءك خاطب لابنتك ولا يصلي ليس لك معه مصلحة إطلاقاً، لأنها أول عبادة، عماد الدين، عصام اليقين، سيدة العبادات، غرة الطاعات، معراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات هي الصلاة.

 

المؤمن متصل ومحسن وغير المؤمن منقطع ومسيء :

 قال تعالى:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ ﴾

 أي بالمفهوم الضيق أديت زكاة مالك، لكن بالمفهوم الواسع الزكاة عطاء، بذل، فالمعنى هنا العمومي الشمولي أنك تتصل بالله وتبذل للخلق، كما قال سيدنا عيسى:

﴿ وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً ﴾

[ سورة مريم: 31 ]

 كأن الدين كله حركة مع الله؛ اتصال، واستغفار، وتوبة، ومناجاة، وإقبال، وحركة نحو الخلق إحساناً، ما من مسلم إلا وله صلة بالله، وإحسان إلى الخلق، ما من إنسان شارد ضائع إلا وله قطيعة مع الله، وإساءة إلى الخلق، إن أردت تفسيراً واضحاً صارخاً هو أن المؤمن متصل ومحسن، وغير المؤمن منقطع ومسيء:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ ﴾

 لذلك:

((أَرِحْنا بِها يا بلالُ))

[أبو داود عن سالم بن أبي الجعد ]

 الصلاة نور، قلما يرى المصلي رؤية مشوهة، ما من عمل سيئ إلا وراءه رؤية غير صحيحة، أما أوضح شيء، ماذا يرى السارق قبل أن يسرق؟ يرى أنها كسب كبير بجهد قليل، ماذا يرى الزاني قبل أن يزني؟ فرصة لا تعوض، إذاً كل الأعمال الكبيرة الإجرامية وراءها رؤية خاطئة، إنك إن صليت اتصلت بالله، ألقى الله بقلبك النور، رأيت الحق حقاً والباطل باطلاً.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ﴾

[ سورة الأنفال: 29 ]

الصلاة معراج المؤمن :

 قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

[ سورة الحديد: 28 ]

 فالصلاة نور، والصلاة طهور، لا غل مع الصلاة ولا حقد، وليس هناك أمراض نفسية مع الصلاة، هي طهور، ونور، وحبور، وسعادة، أرحنا بها، والصلاة عقل.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾

[ سورة النساء: 43 ]

 معنى المصلي يعقل ما يقرأ:

﴿ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾

 فالذي لا يعلم ما يقول لم يعقل من الصلاة شيء كأنه لم يصلّ، فالصلاة عقل، الصلاة قرب.

﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾

[ سورة العلق: 19 ]

 الصلاة ذكر:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[ سورة طه:14]

 الصلاة معراج، الصلاة ميزان، فمن وفى استوفى، وبشكل مختصر لا تستطيع إن عملت عملاً سيئاً أن تصلي، ثمة حجاب كثيف بينك وبين الله، بل إن إقبالك على الله عقب عمل ما دليل صحته، لأنك لو كنت صادقاً مع نفسك وعملت عملاً سيئاً أنت في الصلاة تشعر بحجاب كثيف، وكأن هناك حجاباً بينك وبين الله، فالصلاة معراج المؤمن:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ ﴾

ما دامت سنة النبي الكريم قائمة في حياتنا فنحن في مأمن من عذاب الله :

 أحسنت بذلت، طبعاً أداء الزكاة داخل في هذه الآية، لكن لو وسعت المعنى مطلق العطاء، المؤمن يعطي، وغير المؤمن همه الأخذ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا شيئاً، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، وهناك أناس بينَ بين، يأخذون ويعطون:

﴿ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ﴾

 الرسول بأحاديثه الشريفة الموضحة لكتاب الله مرجع لك، فالمؤمن الصادق مرجعه الوحيان الكتاب والسنة، لكن هناك إنسان مرجعه القانون فقط، فإذا كان القانون معه ولو كان ظالماً يعتز به، بينما المؤمن لا يرتاح إلا إذا كانت السنة النبوية معه، من هنا يقول الله عز وجل:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال: 33 ]

 النبي توفاه الله عز وجل، وانتقل إلى الرفيق الأعلى، ما معنى الآية؟ أي ما دامت سنة النبي، منهجه، قائماً في الناس، بيعك، شرائك، كسبك للمال، بيتك، بناتك، زوجتك، أولادك، اللهو كيف يكون؟ الأفراح كيف تكون؟ الأتراح كيف تكون؟ السفر كيف يكون؟ ما دامت سنة النبي صلى الله عليه وسلم قائمة في حياتنا فنحن في مأمن من عذاب الله:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال: 33 ]

الإنسان

 في حالتين لا يعذَّب إذا كان وفق منهج رسول الله أو كان يستغفر :

 

 الآن أخطأنا، ولكن لا زلنا في بحبوحة ثانية.

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال: 33 ]

 أنت في حالتين لا تعذب إذا كنت وفق منهج رسول الله، أو كنت تستغفر، أما إذا لم تكن على المنهج، ولا تستغفر إذاً لا بد من أن تعذب:

﴿ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ﴾

 الرسول أهم شخص في حياتك، منهجه أهم منهج، توجيهه أهم توجيه، أما الرسول فقط تصلي عليه صلاةً جوفاء، وأنت تخالف منهجه في كل دقيقة فليس هذا إيماناً بالرسول، الإيمان بالرسول أن تؤمن بمنهجه:

﴿ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾

 أي نصرتم رسل الله، وبعد ارتحال النبي إلى الرفيق، أيّدتم من ينطق نيابة عن رسول الله، هناك إنسان أساس حركته بالحياة تأييد للحق، وإنسان آخر نقد له.
 الآن أحياناً يبلغ أن أخاً صديقاً التحق بجامع، والجامع عقيدته سليمة، منهجه صحيح، فأنت أن تمتن، أن تثني على هذا الأخ الذي انضم، والتزم، واستقام، أو أن تثبط عزيمته، فصفات المؤمن معزز:

﴿ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾

كل إنسان دعا إلى الله وكان صادقاً ينبغي أن تدعمه حتى لو بالقول فقط :

 كل إنسان دعا إلى الله، وكان صادقاً، وكانت عقيدته سليمة، ومنهجه صحيحاً، وكان بالتعبير المعاصر نظيفاً ينبغي أن تدعمه، يكفي أن تدعمه بالقول، شخص التزم عنده؛ بارك الله، والله فرحت لك، الزم، هذا نوع من الدعم، وإن كنت أنت معه دعمته أيضاً إما بحضورك، الحضور دعم، أنت عندما تحضر درساً تقوّي همة الآخرين، وإذا وجد عند أحد أربعة أو خمسة فقط، يحكم عليه من العدد، وإن وجد في جمع كبير معناها أن ثمة شيئاً ثميناً بالدرس، فأنت حينما تكثر سواد طلاب العلم هذا نوع من الدعم، قد تكون مشغولاً، لمجرد أنك أطللت إلى المسجد فلك مكانتك، أنت يتأسى الضعاف بك، فلان يحضر يا أخي، إذا كانت لإنسان مكانة، له شأن، له دراسة، يحمل شهادة، له دور بالحياة أساسي، ولزم مجلس علم، وجلس على الأرض، وأصغى إلى الدرس فهذا دعم للحق كبير جداً، هناك أعمال صالحة تكلفك حضوراً فقط، أنت بهذا كثرت سواد أهل الحق، لكن أحياناً تجد من أجل مباراة رياضية يقول لك: مئتان وخمسون ألفاً، ما شاء الله!! ومن أجل حضور أمسية غائية يقول لك: ستون ألفاً حضروا مثلاً، فأنت بين أن تدعم أهل الباطل وبين أن تدعم أهل الحق فرق كبير:

﴿ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾

 أنت أيدت، ونصرت، وعززت، إن كنت مع رسول الله ينبغي أن تعزر هذا النبي الكريم، وإذا كنت مع مخلص ينوب عنه بإلقاء العلم يجب أن تعاونه، فأقلّ أنواع المعاونة إذا التزم إنسان هنئه وشجعه، وهناك إنسان والعياذ بالله يقطع الناس عن الحق، ماذا تريد من هذا الزحام؟ اجلس في بيتك فثمة الراحة، لا أحد جيد، لا أحد نظيف، لا تغلب حالك، هكذا يقولون، لا عمل له إلا أن يقطع الناس عن منابع الدين أو عن مرجعيات الدين، فأنت أقل دعم إذا كان لك أخ صديق والتزم بجامع، واستفاد، وتاب،وغيّر سلوكه، بارك الله هنيئاً لك، وأنا أتمنى أن أكون معك، وإن شاء الله ألحق بك، هذا دعم، دائماً أناس مشككون مهما كان الدرس مفيداً، يقول لك: كله أعرفه، كله مُعاد، لا شيء جديد، ولا أحد نظيف، دائماً يتكلم كلاماً قبيحاً، ويمكر، أنا أتكلم بشكل عام، هناك شخص همه أن يقطع الناس عن مجالس العلم للتشكيك، تشكيك بلا ثمن.

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾

مواقف فيها تعزيز لرسول الله :

 أنت حينما تطبق السنة تعزر رسول الله، يكون الاجتماع ضخماً قبل المغرب، وسينتهي بعد العشاء، لا أحد جلس ليصلي إطلاقاً، جلس أحدهم، قال: أريد أن أصلي، فلحق به الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والعاشر، ومئة، الكل صلوا، من الذي بدأ؟ الذي قام أولا، عندما جلس ليصلي شجع الآخرين، فقيامك للصلاة تعزيز لرسول الله.
 هناك علاقة ربوية لا أفعلها، ولما قام بالعلاقة الربوية كل الناس زلزل الناس، الكل مخطئون، أما إذا امتنع الكل فأنت عززت سنة رسول الله، أنت لا تتصور حينما تطبق السنة تعزز رسول الله، الكل صافح، أنت لم تصافح، طبقت السنة، هناك بقية حق، الكل جامل، وأنت لم تجامل، الكل نافق، وأنت لم تنافق، أما إذا لم ينافق الكل، والكل لم يجامل، والكل لم يصافح، والكل لم يأكل الربا، كنا بخير، ما كان الله ليعذبنا ساعتئذٍ، أما الآن فأكل، وقتل، وتفريق:

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾

 أي تعزيز الرسول، إما أن تدعم من ينوب عنه في إلقاء العلم، هذه واحدة، تبنّ داعية يا أخي، هذا طالب علم جاء من بلاد بعيدة، يطلب العلم ليعود خطيباً في بلده، أنت قدم له شيئاً، قدم له كساءاً، قدم له طعاماً، قدم له غرفة صغيرة ينام فيها، قدم له أثاثاً، هذا أيضاً دعم، أو أن تطبق السنة وتعزز سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
 أحياناً تجد مكان البيع فيه مسجد صغير، والله شيء جميل!! في أثناء السفر تجد مسجداً، صاحب هذا المطعم بنى مسجداً، هذا الإنسان يريد أن يصلي، فإنشاء مسجد إلى جانب مطعم هذا تعزيز لرسول الله.

 

أيّ عمل صالح من دون استثناء مع أي مخلوق هو في حقيقته قرض لله عز وجل:

 قال تعالى:

﴿ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾

 الله عز وجل الذات الكاملة، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، هل يحتاج إلى أن تقرضه؟ أي عمل صالح مع مخلوقاته قرض له.
 إذا قال لك ملك معه أموال الدنيا كلها، قال لك: أقرضني ليرة واحدة ليعطيك مقابلاً لها مليون ليرة تقريباً، ملك الملوك يقول لك: أقرضني ليرة وسأكافئك عليها بمليون ليرة.

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾

[سورة البقرة: 245 ]

 الله عز وجل يطلب منا أن نقرضه، يا عبدي اعمل عملاً، تاجر معي، اربح علي، اعمل عملاً لي حتى أكافئك مكافأة لا تعد ولا تحصى، هذا معنى:

﴿ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾

 أي عمل صالح من دون استثناء مع أي مخلوق هو في حقيقته قرض لله عز وجل، الآن الله عز وجل أعطاك ثمن معيته الخاصة، معيته الخاصة أكبر ميزة ينالها الإنسان على وجه الأرض، الأقوياء لهم ميزات، لكنهم سيقصَمون، لكن أنت في سلام مع الله عز وجل، أن يكون الله معك هذه معية خاصة، هو معك بالتأييد، بالحفظ، بالتوفيق، بالنصر، معك بالسكينة، معك بالتجلي، هذه المعية ثمنها أن تقيم الصلاة، وأن تؤتي الزكاة وأن تؤمن برسول الله، وأن تعزره، وأن تقرض الله قرضاً حسناً، هذه بنود الثمن.

﴿ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾

معية الله ثمنها أداء الصلوات وأداء الزكاة والإيمان بالرسول ثم العمل الصالح:

 كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، السيئات كلها تمحى مع هذه الأعمال البطولية:

﴿ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾

 والله أيها الأخوة قضية رائعة جداً، معية الله ثمنها أداء الصلوات، وأداء الزكاة، والإيمان بالرسول ودعمه بأية طريقة، ثم العمل الصالح، افعل هذه البنود وعندئذٍ يكون الله معك، وإذا كان الله معك فمن عليك.

كـن مع الله تر الله معك  واترك الكل وحاذر طمعك
وإذا أعطــاك من يمنعه  ثمن من يعطي إذا ما منعك
* * *

 ماذا فعل اليهود؟ قال تعالى:
 فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ﴾

 

الباء هنا باء السبب، أي بسبب نقضهم الميثاق.

﴿ لَعَنَّاهُمْ ﴾

 أي أبعدناهم وطردناهم، إذاً أكبر عقاب يقابل أكبر مكسب، يكون العبد ملعوناً من قبل الله، أي مطروداً ومحروماً ومبعداً.

 

كل إنسان قلبه قاس مطرود وبعيد وملعون :

 قال تعالى:

﴿ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾

 قسوة القلب دليل البعد عن الله، قسوة القلب دليل الطرد، قسوة القلب دليل اللعن، كل إنسان قلبه قاس مطرود بعيد ملعون، إذا كان في للإيمان مؤشر كعداد المركبة، وللرحمة في القلب مؤشر، مؤشر الرحمة ومؤشر الإيمان يتحركان معاً، أنت رحيم بقدر إيمانك، رحيم بقدر إقبالك:

﴿ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾

 الآن استحكمت فيهم الشهوات، الآن سيوجهون النصوص الدينية لصالحهم، هو يريد أن يأكل الربا، هناك آية محرمة تحريماً قطعياً، اقرأ الآية:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة آل عمران: 130 ]

 الله نهى عن النسب العالية فقط، الآن لأنه أراد الدنيا، وقلبه قاسي عندئذٍ:

﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾

 يصرف الآيات لصالحه.

﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾

[ سورة الحجر: 99]

 أنا أيقنت انتهى، العبادة انتهت، أنا أيقنت أن الله موجود.

 

أمثلة تحريم الكلم عن مواضعه عند المسلمين :

 قال تعالى:

﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾

[ سورة الحج: 41]

 الله لم يمكنا حتى نصلي، لسنا ممكنين في الأرض، هذا من أمثلة تحريم الكلم عن مواضعه عند المسلمين، النبي قال عليه الصلاة والسلام:

((من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مصلانا))

[ عن عبد الله بن عمر ]

 يأكل حبتين من الثوم، يقول لك: أنا لا أقدر أن أصلي، النبي نهاني أن أصلي، أكل حبتين، هناك ملايين الأمثلة المضحكة من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، طبعاً هذا شيء مضحك، لكن هناك فتاوى غير مضحكة، للمرأة أن تنزع حجابها في بلاد الغرب ضماناً لسلامتها من أن تتهم من أنها إرهابية، انزعِ الحجاب، ولك أن تقاتل مع جيش يقاتل المسلمين، إنك أقسمت الولاء لهم، ينبغي أن تقاتل معهم، الآن تخرج فتاوى الإنسان يخرج من جلده منها، هذا تحريف للكلم عن موضعه:

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

فرق كبير بين أن تنتمي وبين أن تلتزم :

 أخذوا من الدين مظاهره البيضاء السهلة، عطراً، ومسكاً، ومسبحة، لكن ليس هناك دين أبداً:

﴿ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

 تركوا التطبيق، وأخذوا المظاهر:

﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ ﴾

 من جبلتهم الخيانة.

﴿ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ﴾

 هذه الموضوعية في القرآن الكريم، بعض من أهل الكتاب صالحون وورعون ومؤمنون.

﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين*َمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ ﴾

 الآن دققوا:

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

 لم يطبقوا بنود منهجهم، لكنهم انتموا إلى هذا الدين، هناك انتماء، وهناك تطبيق، الآن أي إنسان أعطني هويتك مسلم من أب مسلم وأم مسلمة، هذا ينتمي إلى هذا الدين لكن لا يطبق منه شيئاً، ففرق كبير بين أن تنتمي وبين أن تلتزم، الانتماء قائم الالتزام غير قائم.

 

العداوة والبغضاء من صفات المتفلتين من منهج الله :

 قال تعالى:

﴿ وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ﴾

 لم ينتمون إلى النصرانية:

﴿ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

 النتيجة:

﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾

 ما هو قانون العداوة والبغضاء؟ قانون العداوة والبغضاء أنك إذا نسيت حظاً مما ذكرت به تصبح إنساناً عدوانياً، تصبح إنساناً همك العداوة والبغضاء، العداوة والبغضاء من صفات المتفلتين من منهج الله، ليس هناك آية أوضح من ذلك:

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾

 الخصومات، والحزازات، والكراهية، والطعن، والخلافات، وهذه بين المسلمين أيضاً، التجمعات الإسلامية لأنها غير ملتزمة حقيقة بأحكام الدين، تجمعات مصلحية أساسها العدوان، والطعن، والتحزب، والتعصب.

 

خصائص الفرق الضالة :

 دققوا أيها الأخوة ما من فرقة ضالة من عهد رسول الله إلى يوم القيامة إلا ولها أربع خصائص: تأليه الأشخاص، وتخفيف التكاليف، واعتماد النصوص الضعيفة، والنزعة العدوانية. هذه الآية:

﴿ وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

 نعيد النتائج المستنبطة من هذه الآية أولاً: لله عز وجل معية عامة: هي معية العلم، وهو معكم أينما كنتم، معكم بعلمه. ومعية خاصة: معية المؤمنين والمتقين والصادقين.
 المعية الخاصة: تأييد ونصر وحفظ وتوفيق، المعية الخاصة لها ثمن إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإيمان بالسنة، وتعزيز النبي بتطبيق سنته، أو تعزيز من ينوب عنه بإلقاء العلم، وأن تقرض الله قرضاً حسناً أن تعمل الصالحات، أما اليهود حينما نقضوا ميثاقهم لعنهم الله، وجعل قلوبهم قاسية، وحينما قسا القلب تعلقت النفس في الدنيا والمال، النصوص تصطدم مع هذه الشهوات، إذاً نعدل النص:

﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ ﴾

 الخيانة ديدنهم.

 

معنى المعصية :

 قال تعالى:

﴿ إِلَّا قَلِيلاً﴾

 الموضوعية:

﴿ مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾

 هذه العداوة بين جماعات المسلمين وبين جماعات غير المسلمين، وبين المسلمين وغير المسلمين، عداوات لا تنتهي سببها أن كل الأطراف:

﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

 بشكل مبسط:

((ما تواد اثنان، ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ))

[أحمد عن ابن عمر]

 هذه هي، بشكل مبسط رائع:

((ما تواد اثنان، ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ))

[أحمد عن ابن عمر]

 المعصية تعني البغضاء والعداوة، والتعصب والغطرسة، والاستعلاء والطعن، والغمز واللمز، نسيان الحظ مما ذكر الإنسان به.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور