- ٠3كتاب الإسراء والمعراج
- /
- ٠3كتاب الإسراء والمعراج
7 ـ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
وما الإسراء والمعراج في حقيقته إلا ردٌّ إلهي تكريمي على المحنة القاسية التي كشفت حقيقة الحرص النبوي على هداية قومه، وكشفت صبره الجميل على إيذائهم، وموقفه النبيل والرحيم منهم حينما عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الجبلين، وهو الرد الإلهي على دعائه في الطائف.
وهذه الحقيقة يمكن أن تنسحب على المؤمن بشكل أو بآخر، فقوله تعالى:
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)﴾
هذا قانون، فشرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر بعد ضيق الأمر هي سنة الله في خلقه.
ربنا سبحانه وتعالى نكر كلمة يسراً تنكير تعظيم، المراد به اليسر العظيم، أو يسر الدارين، وكلمة مع تفيد الإشعار بمجيء اليسر كأنه مقارن للعسر، والتكرير يفيد التأكيد، أو يفيد أن يسر الآخرة يأتي بعد يسر الدنيا، وفي اللغة العربية أن المعرف إذا كُرِّر يكون الثاني عين الأول، وأن المنكر إذا كُرر يكون الثاني مغايراً للأول، فصار في الآية يسران وعسر واحد، لذلك بناء على هذه القاعدة أثر عن النبي أنه قال:
(( لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ))
كن عن همومك معرضـا وكِلِ الأمور إلى القـضا
و أبشر بخير عاجـــل تنسَ به ما قد مضــى
فلرب أمر مسخــــط لك في عواقبـه رضـى
ولربما ضاق المضيــق ولربما اتسع الفضـــا
الله يفعل ما يشــــاء فلا تكن معتـرضـــاً
الله عودك الجميــــل فقس على ما قد مضــى