وضع داكن
25-04-2024
Logo
مختلفة - سوريا - الدرس : 40 - دوما - إضاءة قرآنية على الأحداث الأخيرة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 فضيلة الأستاذ راتب النابلسي إن القرآن الكريم وهو كتاب منزل من عند الله عز وجل بحيث لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه والأستاذ راتب النابلسي يبين لكم في محاضرته الآن عن بعض هذه الحقائق فليتفضل مشكوراً.
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
 أيها الإخوة:
 الأحداث التي تقع في العالم تصل إلى علم جميع الناس بسبب هذا التواصل الإعلامي المدهش فأي حدث يقع في أطراف الدنيا يصل إلى كل أنحاء الأرض ولكن العبرة ليس أن يصل إلينا ما وقع في طرف آخر من العالم بل العبرة أن نملك التحليل الصحيح، فتحليل الخبر أهم من الخبر نفسه لأن في التحليل ربط الحدث بقانون ربط الحدث بناموس ربط الحدث بقاعدة فالذي حدث يمكن أن يفسر تفسيرات لا تعد ولا تحصى إلا أنه يعنينا من تفسيرات الأحداث ما في كتاب الله الكريم من إضاءة لأفعال الله عز وجل.
 أيها الإخوة الكرام:
 الله عز وجل له أقوال في القرآن الكريم وله أفعال وله خلق فالكون خلقه والقرآن كلامه والحوادث أفعاله، الله سبحانه وتعالى حكيم، ومعنى حكيم أن الذي وقع لابد من أن يقع ولو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله فبادئ ذي بدء ولابد من تمهيد يلقي ضوءاً على تفسير الأحداث الأخيرة.
 لا يليق أيها الإخوة الكرام:
 بكمال الله ولا يليق بألوهيته ولا يليق بوحدانيته ولا يليق بأنه فعال لما يريد ولا يليق أنه في السماء إله وأنه في الأرض إله أن يقع في ملكه ما لا يريد فكل شيء وقع أراده الله وكل شيء أراده الله وقع وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق هذه مقولة دقيقة جداً، كل شيء وقع أراده الله معنى أراده أنه سمح به فإن كان شراً لم يرضه ولم يأمر به، أراد ولم يأمر ولم يرضَ معنى أراد بمعنى سمح لماذا سمح بوقوع شيء لا يريده؟ لأن الإنسان مخير لأن هوية الإنسان مخلوق أول مخير قال تعالى:

﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾

[ سورة الإنسان: الآية 3]

 لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب لو تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة لأن الإنسان هويته أنه مخير فالله عز وجل يريد شيئاً ولم يأمر به ولم يرضه.
 إذاً كل شيء وقع أراده الله بمعنى أنه سمح به ولكن الله لا يسمح لحدث أن يقع على حساب جهة أخرى، قال تعالى:

 

﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 129]

 الله يمكن أن نقول بالتعبير الحديث أنه ينسق بين اختيارات العباد وبين توجيه اختيارات العباد إلى ما فيه حكمة للطرف الآخر فكل شيء وقع أراده الله وكل شيء أراده الله وقع وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة.
 الذي وقع لو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله والذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً إليكم.
 أيها الإخوة الكرام:
 هذا المثل وتلك الآية والمثل افتراضي لو أن أباً له طفل في صف الخامس وقال هذا الطفل لأبيه مرةً أريد ألا أتابع الدراسة والمثل افتراضي فقال له الأب كما تشاء ففي اليوم التالي ترك المدرسة ونام إلى الظهر وعاش في تصوره حياةً مريحةً جداً لا وظائف ولا تكاليف ولا محاسبة ولا هم يحزنون، فلما شب هذا الطفل رأى نفسه بلا شهادة وبلا اختصاص وبلا دخل بينما أصدقائه الذين كانوا في المدرسة في أعلى أماكن والمناصب إما في تجارة أو في علم أو في وظيفة راقية ولهم بيوت وزوجات وأولاد فحقد على أبيه فقال لأبيه يا أبتِ يوم قلت لك لا أريد أن أتابع الدراسة ؟ لما لم تؤنبني لما لم تضغط علي هذا المثل ؟
 الآن استمعوا إلى قوله تعالى:

 

﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)﴾

 

[ سورة طه: الآية 134]

 الذي وقع أنا أتحدث من منظور توحيدي الذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً يوم القيامة من قبل عباده لأن الله سبحانه وتعالى أفعاله حكمة مطلقة والحكمة المطلقة تعني أن الذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً وأن الذي وقع لو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله والذي يؤكد هذا هذه الآية:

 

﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)﴾

 

[ سورة طه: الآية 134]

 أيها الإخوة:
 السلبيات التي وقع يعرفها الناس جميعاً ولا تحتاج إلى دليل ولكن البطولة أن تكتشف الإيجابيات في السلبيات فهذا الذي وقع فيه ضياع لأرض ضياع لثروات ضياع لمكانة ضياع لشخصية لكن أين الإيجابيات في الذي وقع ؟ الله عز وجل يقول:

 

﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾

 

[ سورة السجدة: الآية 21]

 كأن الله سبحانه وتعالى يبدأ بهداية عباده بالهداية البيانية كتاب فيه آيات محكمة وسنة تبين هذه الآيات وسير تؤكد هذه البينات، الهداية البيانية الطريق الأول والأسلم وأنت صحيح معافى في أعلى درجات القوة والمنعة يبين الله لك من خلال قرآنه أو من خلال سنة نبيه من خلال داعية موفق يبين لك الحقيقة فهذه الدعوة البيانية هي المرحلة الأولى في هداية الخلق الآن ينبغي أن يكون رد فعل الإنسان الموفق عقب الدعوة البيانية أن يستجيب لله عز وجل قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 24]

 فإن لم يستجيبوا الآن يخضع هذا الإنسان لمرحلة تربوية ثانية إنه التأديب التربوي والتأديب التربوي مغطى بقوله تعالى:

 

﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾

 

[ سورة السجدة: الآية 21]

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)﴾

[ سورة الروم: الآية 41]

 إذاً كان من الممكن ألا يذيقنا الله بعض الذي عملنا عندئذ لا نرجع إليه لكن الله أراد أن لا نرجع إليه أن نتوب إليه أن نستبصر أن نؤوب إليه.

 

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)﴾

 

[ سورة الروم: الآية 41]

 المرحلة الأولى مرحلة الدعوة البيانية المرحلة الثانية مرحلة التأديب التربوي في المرحلة الأولى ينبغي أن نستجيب فإن لم نستجب أخضعنا إلى مرحلة ثانية وهي التأديب التربوي فينبغي عقب التأديب التربوي أن نتوب إلى الله فإن لم نتب أخضعنا إلى مرحلة ثانية:

 

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 44]

 هذا اسمه الإكرام الاستدارجي فمن دعوة بيانية إلى تأديب تربوي إلى إكرام استدراجي، في الدعوة البيانية ينبغي أن نستجيب، و في التأديب التربوي ينبغي أن نتوب، و في الإكرام الاستدراجي ينبغي أن نشكر، فإن لم نستجب و إن لم نتب و إن لم نشكر جاءت مرحلة القصم:

 

﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 44]

 طبعاً عنوان المحاضرة إضاءة قرآنية للأحداث، هناك تفسيرات لا تعد و لا تحصى و لكن محور هذه المحاضرة الإضاءة القرآنية التي يمكن أن نفهم من خلالها الأحداث.
 أيها الإخوة الكرام:
 يمكن أن تنظر إلى الأحداث التي تجري نظرة أرضية شركية و يمكن أن تنظر إلى الأحداث التي تجري نظرة إيمانية توحيدية، و النظرة الإيمانية التوحيدية هي النظرة الصحيحة لأنها من عند الخبير:

 

﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾

 

[سورة فاطر: الآية 14]

 أيها الإخوة:
 هذه المقدمة يمكن أن تندرج تحت مقولة جامعة مانعة موجزة معبرة هي أن كل شيء وقع أراده الله و معنى أراده أي سمح به، لأن الإنسان مخير لأنه قد يريد شيئاً و لا يرضاه و لا يأمر به، و كل شيء أراده الله وقع و إرادته متعلقة بالحكمة المطلقة و حكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق:

 

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 26]

 لم يقل بيدك الخير و الشر، لأن إيتاء الملك خير و نزعه خير، لأن الإعزاز خير و الإذلال خير:

 

﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 26]

 و ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، و إذا أردت أن تضغط الدين كله في كلمات قليلة هما التوحيد و العبادة:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

[ سورة الأنبياء: الآية 25]

 يمكن أن تضغط رسالات السماء كلها بهذه الآية:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

[ سورة الأنبياء: الآية 25]

 قال العلماء: نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل التقوى، يعني ذروة العلم أن ترى أن الله هو الفعال وأن يده فوق يد البشر وأنه لا يقع شيء إلا بعلمه وبإرادته وبقدرته وأن الله لم يسلمنا لأحد أما إذا أسلمنا الله لعباده الأقوياء كيف يأمرنا أن نعبده ؟ كلمة أقولها تحتاج إلى استيعاب لو أن الله سلمنا إلى عباده الأقوياء ليكون مصيرنا بأيديهم لا يستحق أن نعبده هو يقول:

 

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ﴾

 

[ سورة هود: الآية 123]

 متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك أن الأمر كله عائد إليه فنحن إذا عدنا إلى الله عز وجل إذا عدنا إلى الله أخوتنا الكرام لا نفهم هذه الأحداث على أنها قهر لنا نفهمها على أنها تسليط وفرق كبير بين القهر والتسليط القهر في يأس لكن التسليط الكرة بملعبنا، حصل خطأ فجاء التسليط فإذا عدنا إلى الصواب زال هذا التسليط هذه الفكرة تملأ النفس تفاؤلاً لذلك أيها الإخوة حينما يتابع الإنسان الأخبار الأحداث الجسيمة التي تمر بها أمتنا قد يشعر بإحباط والحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ولكن هذا الإحباط يزول إذا قرأت القرآن:

 

﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 90]

 إذاً هذا الذي حدث تسليط وهذا التسليط بيد حكيم والكرة بملعبي حصل خلل عندي فجاء التسليط لو أزلت الخلل لذهب التسليط أما القهر معه اليأس معه الخنوع معه الاستخذاء فرق كبير بين التسليط وبين القهر الذي حدث نوع من التسليط قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ﴾

 

[ سورة النساء: الآية 90]

 وهذا التسليط فيه حكمة بالغة وهذا التسليط فيه معنى التفاؤل وهذا التفاؤل فيه معنى العدل وهذا التسليط فيه معنى الرحمة دققوا أيها الإخوة:
 لو أن مؤسسة تجارية أرادت أن تعين موظفاً تضعه تحت الاختبار ستة أشهر وتسجل عليه كل أخطائه فإذا اجتمعت هذه الأخطاء صرف من الخدمة على أنه لا يصلح لهذه الوظيفة هذا شأن البشر لو أن أباً هو صاحب المؤسسة وأن ابنه هو الموظف هل مهمة الأب الذي امتلأ قلبه رحمة لهذا الابن أن يسجل على ابنه الأخطاء أم يعالجه أولاً بأول ؟ تقتضي رحمة الله عز وجل أن يعالجنا عند كل خلل وعند كل تقصير هذا الكلام تؤكده الآية الكريمة:

 

﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 147]

 أرأيت إلى الأب الذي يتابع ابنه من أول العام فإذا نال صفراً في مادة تابعه هيأ له أستاذاً خاصاً إلى أن يتفوق فيها لو تركه هملاً إلى نهاية العام رسب فإذا أردنا أن نفسر أفعال الله عز وجل ينبغي أن نفسرها بهذه الطريقة القرآنية:

 

﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 147]

 أيها الإخوة:
 لو دخلنا في تفاصيل الموضوع الحقيقة أن هناك إنجازاً كبيراً إيجابياً نتج عن الأحداث الأخيرة ما هذا الإنجاز ؟ تعلمون أن في ساحة القيم ثلاث كتل من القيم كتلة قيم دين الإسلام وكتلة قيم الشرق وكتلة قيم الغرب، الشرق تلاشى بقي في الساحة كتلتان كتلة قيم الدين وكتلة قيم الغرب فهذه الدولة العملاقة خطفت أبصار العالم دولة غنية جداً قوية جداً طرحت قيم رائعة طرحت الحرية طرحت حقوق الإنسان طرحت الديمقراطية طرحت تكافؤ الفرص طرحت قيم العدل شيء رائع فهذه الدولة العملاقة خطفت أبصار العالم هي قوة ولكنها حضارة هي قوة ولكنها منظومة قيم لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكشفها في الأحداث الأخيرة كشفت بقيت قوة طاغية وسقطت كقوة حضارية أليس كذلك.
 في الخمسينات أيها الإخوة:
 كانت نخبة من مثقفينا يعرفون الحقيقة المرة عن العالم الغربي لكن دهماء الناس وسوقتهم لا يعلمون ذلك بينما الآن ألا ترى أن أطفالنا يعرفون الحقيقة فأكبر إنجاز قد لا ننتبه إليه أن ساحة القيم لم يبقَ فيها إلا قيم الدين مع أن الدين ضعيف مع أن الإسلام محارب في شتى بقاع الأرض مع أن هناك حرباً عالمية ثالثة معلنةً بعد الحادي عشر من أيلول على الإسلام ولكن الإسلام قوي.
 لفت نظري في موقع معلوماتي أن عالماً كبيراً في أمريكا هداه الله إلى الإسلام ثم زار بريطانيا والتقى بالجالية الإسلامية قال كلاماً رائعاً قال يخاطب المسلمين قال: أنا أعتقد أنه في المدى المنظور لا يستطيع العالم الإسلامي أن يلحق بالغرب لاتساع الهوة بينهما ولكنني مؤمن أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين لأنه بحاجة إلى منهجهم لأن منهجهم فيه خلاص للبشرية لكنهم لم يستطيعوا أن يلبوا هذه الرغبة إلا إذا:
 أولاً أحسنوا فهم دينهم.
 ثانياً أحسنوا تطبيقه.
 ثالثاً أحسنوا عرضه.
 فيحب أن نحسن فهم ديننا وأن نحسن تطبيقه وأن نحسن عرضه ذلك لأن المسلم أحياناً يكون حجاباً يحول بين الناس وبين دينه كيف ؟ لو أن ديانة من الديانات التي لا تعد ولا تحصى في آسيا في ديانات تعبد الجرذ لو أتباع هذه الديانة رأيته في الطريق في هيئة زيرة قذرة يتكلم كلاماً خرافياً هل تفكر لثانية واحدة أن تقرأ كتاباً عن دينه ؟ هذا الإنسان المتخلف حجبك عن دينه ونحن الآن كمسلمين أيها الإخوة:
 مع أننا معنا وحي السماء معنا الكتاب والسنة معنا هداية الله لخلقه ومع ذلك إن لم نكن متفوقين إن لم نكن متمسكين بالقيم الإسلامية إن لم نكن صادقين إن لم نكن أمناء إن لم نكن أعفاء حجزنا الناس عن هذا الدين العظيم لذلك متى يدخل الناس في دين الله أفواجاً ومتى يخرجون من دين الله أفواجاً ؟ حينما نطبق ديننا يدخل الناس في دين الله أفواجاً أما حينما نكتفي بالعبادات ولسنا في المعاملات في المستوى المطلوب يخرج الناس من دين الله أفواجاً لأن الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم.
 ألم تقل السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان خلقه القرآن الكريم.
 ألم يقل بعضهم إن الكون قرآن صامت وإن القرآن الكريم كون ناطق وإن النبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي.
نحن بحاجة إلى مسلم يمشي مسلم متحرك نريد أن نرى الإسلام لا أن نقرأ عنه لا يكفي أن نقرأ عنه شيئاً نريد أن نرى الإسلام بأم أعيننا نريد أن نرى إسلاماً متحركاً هذا الذي يشد الناس على الإسلام.
 سيدنا جعفر عندما سأله النجاشي عن الإسلام قال أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الرحم ونسيء الجوار حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه. إن حدثنا فهو صادق وإن عاملنا فهو أمين وإن استثيرت شهوته فهو عفيف هذه أركان الأخلاق.
 حتى بعث الله فينا رجل نعرف أمانته وصدقه وعفافه فدعانا إلى الله لنعبده ونوحده ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء.
 أيها الإخوة:
 أرجوكم أن تنتبهوا إلى هذا المثل يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((بني الإسلام على خمس.))

 الإسلام هو هذه العلبة أم هذه الأصابع.

 

 

((بني الإسلام على خمس.))

 هذه العلبة الإسلام منظومة قيم وهذه العبادات الشعائرية أما حينما يتوهم أن هذه العبادات وينسى أنه منظومة قيم ضاع الإسلام والله الذي لا إله إلا هو لو فهم أصحاب رسول الله الإسلام كما نفهمه نحن والله ما خرج من مكة وصل إلى أطراف الدنيا وصل إلى الشرق والغرب لا بفهمنا لهذا الإسلام بل بفهم الصحابة الكرام.
 الآن أول إنجاز عقب الأحداث الأخيرة أن ساحة القيم فارغة إلا من قيم الدين وفي الدين خلاص العالم ألا ترون هذا التقدم الديني المذهل يرافقه انهيار أخلاقي مذهل.
 أيها الإخوة:
 أول إنجاز للأحداث التي وقعت أن ساحة القيم فارغة إلا من قيم هذا الدين العظيم ومع أنه محارب لكن خلاص العالم عن طريق هذا الدين أكثر الأنظمة الوضعية لم تنجح ولم تثبت وجودها في ساحة الواقع لكن الإنسان إذا عرف الله عز وجل وأخلص له يفعل شيئاً لا يصدق يعني مثل بسيط سيدنا عمر أيها الإخوة:
 قال لأعرابي بعني هذه الشاة وخذ ثمنها قال ليست لي قال قل لصاحبها ماتت قال ليست لي قال خذ ثمنها قال والله إنني لفي أشد الحاجة لثمنها ولو قلت لصاحبها أنها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادق أمين ولكن أين الله ؟
أرأيت إلى هذا الراعي وضع يده على جوهر الدين ونحن حينما نقول أين الله ؟ وحينما نلتزم شرع الله وحينما نخاف من الله نكون في حال غير هذا الحال القصة ملخصة بكلمتين دققوا أيها الإخوة:
 هان أمر الله علينا فهنا على الله.
 أيها الإخوة:
 يوجد بالقرآن الكريم وعود والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين دققوا:

 

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾

 

[ سورة النور: الآية 55]

 هل نحن مستخلفون لا والله.

 

﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾

 

[ سورة النور: الآية 55]

 هل نحن ممكنون ؟ لا والله

 

﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾

 

[ سورة النور: الآية 55]

 هل نحن آمنون ؟ لا والله ما تفسير ذلك قال تعالى:

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 59]

 وقد لقينا ذلك الغي.

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 59]

 إذاً أكبر إنجاز أن ساحة القيم الآن ليس فيها إلا قيم هذا الدين العظيم ولنشمر لنحسن فهم ديننا ولنشمر لنحسن عرض ديننا ولنشمر لنحسن تطبيق ديننا هذا الذي ينتظرنا الآن.
 أيها الإخوة:
 الأمر بيد الله بيد الله وحده قال تعالى:

 

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 الإنجاز الثاني ألا ترون أننا اقتربنا من بعضنا على اختلاف مشاربنا وانتماءاتنا هذه الأحداث وحدتنا كما قال الشاعر:

 

لمــت أحداث منا شمـلنا  ونمت ما بيننا من نسـب
فإذا مصر أغانـي جلــق  وإذا بغداء نجوى يثـرب
بورك الخطب فكم لف على  شمله أشتات شعب مغضب
***

 يعني هذه الأحداث الجسام أنا موقن يقيناً قطعياً أنها قربت وجهات النظر إنها قربت القلوب إن شاء الله دائماً الإنسان المتفائل ينظر على نصف الكأس الملآن ولا ينظر إلى نصف الكأس الفارغ أنا لا أتكلم عن السلبيات، السلبيات يعرفها العالم جميعاً وترونها كل يوم على الشاشات لكنني أحب أن أضع يدي على الإيجابيات.
 الشيء الثالث تماماً حتى سقطت ورقة التوت ولم يبق أحد مخبوءاً تحت شيء معين.
 أما الشيء الرابع وهذا ما أؤمن به إيماناً قطعياً أن الأحداث الأخيرة فيها إهانة للعالم كله هذه الدول التي كانت عظمى همشت ولم يعبأ بها فلابد أن هذه الدول سوف تندفع اندفاعا كبيراً إلى تطوير أسلحتها ليعود إلى هذه الدول التوازن بين القوتين قال تعالى:

 

 

﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً﴾

 

[ سورة الحج: الآية 40]

 معنى ذلك في الأصل الله أراد التوازن لكن حالة غريبة جداً في هذه الأيام أن قطباً واحداً انفرد في السيطرة على العالم رأيتم ما رأيتم وسمعتم ما سمعتم وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر إنه وضع استثنائي.
 لكن أيها الإخوة:
 أنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن قوة ما في الأرض لو أنها خططت لصالح شعبها على حساب ثقافة الشعوب على حساب كرامة الشعوب على حساب دين الشعوب على حساب ثروات الشعوب نجاح خططها على المدى البعيد يتناقض مع وجود الله لا يتناقض مع عدالته بل يتناقض مع وجوده لأن الله قد ألهها وهذا لا يكون إذاً للباطل جولةً ثم يضمحل قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81)﴾

 

[ سورة الإسراء: الآية 81]

 معنى زهوق صيغة مبالغة زهوق مهما كان كبيراً و زهوق مهما كان متعدداً.
 أيها الإخوة:
 البند الأول أن الغرب كقيم انتهى بقي كقوة غاشمة هذا إنجاز كبير ولم يبق في الساحة إلا قيم الإسلام.
 البند الثاني أننا تقاربنا شئنا أم أبينا.
 البند الثالث أننا كشفنا.
 البند الرابع لعل في الأحداث الأخيرة استفزاز لمعظم الدول لعلها تعود إلى أن تبني نفسها بناءً استثنائياً فيعود التوازن ويعود التصميم الإلهي لتوزيع القوى على وجه الأرض.
 لكن بقي البند الخامس فيما حدث هو أن كلمة الجهاد التي كانت مغيبةً أو غائبة الآن نستنجد بها ولكن أيها الإخوة:
أتمنى عليكم أن تدركوا معي أن الجهاد لا يعني فقط الجهاد القتالي أولاً يعني جهاد النفس والهوى كيف أن في نظام تعليمنا المرحلة الأساسية التعليم الأساسي وفي تعليم ثانوي وفي تعليم جامعي وفي دراسات عليا جهاد النفس والهوى هو الجهاد الأساسي لأن الإنسان المهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة.
 فالجهاد بالمعنى الدقيق الإسلامي الأولي الذي نبتدئ به جهاد النفس والهوى أيها الإخوة:
 من يستطيع أن يمنعك أن تكون صادقاً في الأرض ؟ من يحول بينك وبين أن تكون أميناً ؟ من يحول بينك وبين أن تكون عفيفاً ؟ من يحول بينك وبين تربية أولادك ؟ من يحول بينك وبين أن تكون قدوةً لأسرتك ؟ من يحول بينك وبين أن تتقن عملك ؟ كلها بين يديك من تلبيس إبليس على المسلمين أنه يزهدهم فيما هم قادرون عليه ويدفعهم إلى ما لا يستطيعون النتيجة ما فعلوا شيئاً عندئذ يبقى الإسلام ظاهرةً فوقية آتي بمسجلة مع مكبرات ضخمة وضع شريط هذه المسجلة تملأ الدنيا صياحاً اسحب الكهرباء ما في شيء يكاد الإسلام من دون تطبيق أن يبقى ظاهرةً صوتية.
 أيها الإخوة:
 الجهاد الأول جهاد النفس والهوى، الجهاد الثاني الجهاد الدعوي قال تعالى:

 

﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)﴾

 

[ سورة الفرقان الآية 52]

 هذا القرآن الكريم حينما نفهمه ونشرحه ونطبقه هذا أكبر جهاد الآن لأننا نقدم لله أسباب النصر.
 الجهاد الثالث الجهاد البنائي كم إنسان له موقع في الحياة هذا في الطب هذا في الهندسة هذا في التجارة هذا في العلم الحر إذا كل إنسان أتقن عمله ووهبه لأمته وبنيت هذه الأمة بناءً صحيحاً هذا الجهاد البنائي قال تعالى:

 

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 60]

 الحقيقة أنا حينما أتقن عملي وأبني وطني وأعد للمستقبل عدته أنا أكون مجاهداً بمعنى من معاني الجهاد أنا سميته الجهاد البنائي.
 وفي الجهاد النفسي وفي الجهاد الدعوي فإذا أتقنت الجهاد البنائي وأتقنت الجهاد الدعوي وأتقنت الجهاد النفسي الآن دققوا ينتظر أن أنجح في الجهاد القتالي، القتالي رابع مرحلة إذا أتقنت جهاد النفس والهوى أي الجهاد النفسي وأتقنت الجهاد الدعوي وأتقنت الجهاد البنائي ينتظر أن أنجح في الجهاد القتالي.
 أيها الإخوة:
 هذه بعض الإيجابيات من الذي حدث لأن كل شيء وقع أراده الله ولأن كل شيء أراده الله وقع ولأن إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق إذاً نرجو الله سبحانه وتعالى أن ينور قلوبنا لفهم حكمة الله عز وجل وأن ننتفع من هذا الذي فهمناه مثلاً:
 لو أن إنساناً معه مرض جلدي وهو يعلم علم اليقين أن الشمس وحدها إذا تعرض لها تشفيه من هذا المرض فإن جلس في غرفة مظلمة وقال ما أروع أشعة الشمس يا لها من شمس ساطعة هل يشفى ؟ لا والله ما فعل ؟ ما فعل شيئاً لمجرد أن يتحرك لأشعة الشمس يكون قد سار في الطريق الصحيح.
 فنحن على مستوى الأقوال والسماع وظاهرة صوتية وما في حركة ولسنا نفعل شيئاً إلا سماع الأخبار وتوزيع الألقاب والتهم هذا موقف غير صحيح أما دققوا في هذه الكلمة هناك أناس ضيقوا الأفق لا يفعلون شيئاً إلا إذا تحققت أهداف الأمة المستحيلة لكنني أقول يمكن أن تفعل مليون شيء والأهداف الكبرى غير محققة هذا الذي نريده الموقف الواقعي يمكن أن أتقن عملي يمكن أن أربي أولادي لأن أولادنا هم الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا من يمنعك أن تربي أولادك أن تنصح الأمة أن تتقن عملك أن تكون صادقاً أن تكون أميناً نحن بحاجة إلى قيم هذا الدين العظيم كي نتمثله أسأل الله جل جلاله أن ينفعنا بما علمنا وأن يلهمنا تطبيق العلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 س: المحاضرة قيمة حاولت أن تتطرق إلى موضوع أن الحدث واقع....
 ج: الأستاذ راتب:
 نحن في الطب في عندنا جراثيم لو دخلت إلى جسم الإنسان ما الذي يحدث ؟ في بالإنسان جهاز المناعة المكتسب تذهب كريات بيضاء مهمتها استطلاعية فتأخذ الشيفرة الكيماوية لهذا الجرثوم وتصنع مصلاً مضادا يحفظ في ملفات تدوم هذه المعلومات إلى سبعين سنة قادمة فإذا دخل هذا الجرثوم مهمته أن يتولد في الجسم مقاومة ومصل مضاد ويقوى الجسم قال تعالى:

 

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ(113)﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 هذه الأفكار غير الصحيحة الأفكار جاءتنا من جهات بعيدة عنا لا من أجل أن تكون موضوعية بل من أجل أن تثبط عزائمنا عن أن نعتز بديننا هم يتمتعون بأعلى درجة من الإيمان بمقدساتهم ويدفعوننا إلى أن نحتقر مقدساتنا هذا كاللقاح بالضبط مهمته رفع مقاومة البدن مثل بسيط:
 لو طالب يتمتع بإيمان متواضع سمع من صديقه كلمة هزت أركانه انطلق إلى أستاذه سأل فازداد إيمانه فهذه الكلمة الضالة ما مفعولها ؟ مفعول إيجابي صار سمح الله بها كل شيء سمح الله به فيه خير كبير فهذا الذي يجري معركة بين الحق والباطل أبدية سرمدية هذه الحقيقة ينبغي أن نقبلها هناك معركة بين الحق والباطل فأهل الباطل يؤيدون باطلهم بأدلة وأنت كمسلم معك أدلة أيضاً فحينما ترى من يناوئك ومن يخدش تعاليم دينك أنت مكلف أن تأتي بالدليل لا أن تضربه أن تناقشه دفعك الله إلى أن تكون عالماً لأن عالماً واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد فنحن حينما نرى أنفسنا نعيش مع طرف واحد ما في مشكلة مع أناس مؤمنين بما أنت مؤمن به قضية سهلة جداً وحينما تلتقي بإنسان ينكر أكبر مقدساتك ويقول ائتني بالدليل حوار علمي فحينما تجتهد وتقرأ وتبحث وتدرس إلى أن قوي إيمانك له فضل عليك هو بهذه الشكوك التي ألقاها عليك قوى إيمانك وأصبحت كالجبل الصلب هذا هو الجواب.

 

تحميل النص

إخفاء الصور