وضع داكن
19-04-2024
Logo
الموضوعات الأدبية - درس تلفزيوني : 10 - نص لا تهيئ كفني
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 أعزائي الطلاب، أسعدتم مساء، وأهلا بكم ومرحبا في هذا اللقاء الجديد.
 في هذه المرحلة الدقيقة أيها الطلاب الأعزة التي تمر بها الأمة العربية، نحن أحوج ما نكون إلى صوت يبثُّ في الإنسان العربي روح الاعتزاز بالماضي المجيد، ويستلهم من بطولاته الرائعة نماذج تُحتذى، ويتعلم من أبطاله الأفذاذ دروسا في التضحية والفداء، وهذا الصوت أيها الطلاب الأعزة يأتينا من الجزيرة العربية، مهد الشعر والبطولات، هذا الصوت يتحدى الظنون الساذجة لأعداء الأمة العربية، هذا الصوت يذكِّرنا بماضينا المشرق، وما ينطوي عليه من بطولات رائعة، هذا الصوت يعلن للملأ بأن ما أُخذ بالقوة لا تستعيده إلا القوة.
أيها الطلاب الأعزة، صاحب النص اليوم هو الشاعر الدكتور غازي القصيبي، ولم يتوافر لي من معلومات عنه سوى أنه من أبرز الشعراء الشباب في المملكة العربية السعودية، وقد نٌشرت له قصيدة في إحدى الصحف العربية، هي موضوع درسنا اليوم.
أظن أنكم توَّاقون إلى سماع النص، إلى سماع هذا الصوت العربي الأصيل ينطلق من الصحراء العربية، يقول الشاعر غازي القصيبي:

***
لا تهيئ كفني ما متُّ بعــد لم  يزل في أضلعي برقٌ ورعـدُ
أنا تاريخي ألا تعرفــــه خالد  ينبض في روحي وسعــدُ
أنا صحرائي التي ما هُزمتْ  كلما استشهد بند ثار بنـــــدُ
قسمًا ما قفز الخلقُ إلـــى راحة  الفارس مـا اهتز الفرنــدُ
لا تغرنّك مني هدأتــــي لا  يموت الثأرُ لكن يستعــــدُّ
لا يغرنّك نصلٌ موغـــلٌ  في عروقي فأنا منه أحــــدُّ
إن ما ضُيِّع في ساح الوغى  في سوى ساحتها لا يُستـــردُّ
***

أيها الطلاب الأعزة، نبدأ شرح النص، و نقرأ البيت الأول:

***
لا تهيئ كفني ما متُّ بعـد لم  يزل في أضلعي برقٌ و رعدُ
***

مَن المتكلم في هذا البيت ؟ أو في هذه القصيدة كاملها، مَن المخاطَب ؟.
 أيها الطلاب الأعزة، إن معرفة جهة المتكلم و جهة المخاطَب، و مَن الغائب، بل إن معرفة عائد كل ضمير لهو شرط أساسي في صحة الشرح ودقته، هل عرفتم أيها الطلاب مَن المتكلم في هذه القصيدة ؟ المتكلم هو كل إنسان عربي أبيّ، الذي عرف أصناف الكوارث والمحن في تاريخه، و لكنه لم يتنازل عن كرامته، و لا عن حقه في يوم من الأيام، وأما المخاطَب فهو العدوُّ الصهيوني ومن يقف وراءه، و من يقف إلى جانبه، "لا" ناهية، تفيد النهي وهي جازمة، و الفرق بين "لا" الناهية، و"لا" النافية هو أن الناهية إنشائية جازمة، أما النافية فهي خبرية عاطلة عن العمل، فما دور "لا" الناهية هنا في هذا البيت، إن هذا الفعل يتحدى الحياة في الإنسان العربي، فـ"لا" هنا تتحدى الموت في هذا الإنسان، "تهيئ كفني" فعل يتحدى الحياة في الإنسان العربي، و"لا" تتحدى الموت، موت العزيمة، موت المقاومة في هذا الإنسان، "لا تهيئ كفني" بمعنى لا تعدّ كفني أيها العدو، لا تظنني قد متُّ، و"البرق" هنا استعارة تصريحية، يعني في أضلعي أملٌ كالبرق، حذفنا المشبَّه وأبقينا المشبَّه به، وهذه هي الاستعارة التصريحية، "الرعد" صورة خيالية استعارة تصريحية أخرى، في أضلعي توثُّبٌ كالرعد، حذفنا المشبه وأبقينا المشبه به، أو صرحنا بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية.
 أيها الطلاب الأعزة، الاستعارة التصريحية في أصلها تشبيه بليغ حُذف منه المشبه، فصار واضحا لكم أيها الطلاب أن الشاعر يريد أن يقول: لم يزل في أضلعي أملٌ كالبرق، ولم يزل في أضلعي توثُّبٌ كالرعد، فكيف صار معنى البيت بعد أن قدمتُ إليكم المواد الأولية للشرح ؟.
يقول في البيت الأول:

***
لا تهيئ كفني ما متُّ بعـد لم  يزل في أضلعي برقٌ و رعدُ
***

 شرح هذا البيت، أو معنى هذا البيت: يتحدى الشاعر العدو الصهيوني مؤكدا له أن الإنسان العربي لم يزل ينبض قلبه بالحياة و الكبرياء والأمل، فهو يسخر من الظن الساذج بأن العرب لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم، وبأنه قد ماتت فيهم ثقتهم بأنفسهم، وماتت فيهم مروءتهم وحميتهم، وماتت شجاعتهم و بطولتهم، ومات فيهم شممهم وكبرياؤهم، وماتت فيهم عزتهم وإباؤهم، أيها العدو لا تظن أننا متنا، أو أن هذه المروءات قد ماتت في نفوسنا،

 

***
لا تهيئ كفني ما متُّ بعـد لم  يزل في أضلعي برقٌ و رعدُ
***

كلا أنا لم أمتْ، لا زال قلبي ينبض بالحياة، ولا زالت دماء العروبة تجري في عروقي، ولا زالت بروق الأمل تشرق في صدري، ولا زالت رعود الثورة تتفجر في كياني، فأنا أنا كما عهدتني، وكما عرفتني.
 أيها الطلاب الأعزة، لاحظوا أن الشرح يجب أن يكون متطابقا تماما مع الوصف الدقيق للبيت، شرحت معنى: "لا تهيئ كفني"، عمّقت معنى الموت، كما وضَّحت لكم في دروس سابقة، وشرحت معنى بقاء الأمل، وبقاء التوثب في صدر كل عربي.
أيها الطلاب الأعزة، يبدو أن لفظا واحدا يجري في عروق شعرائنا جميعهم، فالأخطل الصغير يعزف على الوتر نفسه فيقول:

 

 

***
المروءات التي عاشت بنا لم  تزل تجري سعيرا في دمائي
***

البيت الثاني:

 

 

***
أنا تاريخي ألا تعرفـــه خالد  ينبض في روحي وسعدُ
***

 المقصود بـ "أنا" أيها الطلاب الأعزة المواطن العربي، وقد أشرت إلى ذلك قبل قليل، أما معنى " أنا تاريخي" فهو أن شخصية الإنسان حصيلة تاريخه، بل إن طريقة تفكير الإنسان وأسلوب انفعاله مستمد من تاريخه القريب والبعيد، ومن السذاجة أن يظن إنسان ما بأن شجرة تُجتثُّ من أصولها ومن جذورها يمكن أن تعيش، وأن تنمو، وأن تزدهر، فالعربي يجب أن يجسد تاريخ أمته الحافل بالبطولات والمروءات والتضحيات.
أفجهلتم أيها الأعداء أن هذه الحضارة الشامخة:

 

 

*** أنا تاريخي  ألا تعرفـــه ***

 أفجهلتم أيها الأعداء أن هذه الحضارة الشامخة التي رفرفت راياتها في خافقَيْن لن يستطيع عدوان مهما يكن شرسا أن يطمس معالمها، و أن يمحو جذورها، وأن يستأصلها من أصولها، وهنا يحضرني بيتان للأستاذ الشاعر سليمان العيسى يعزفان على الوتر نفسه، يقول:

 

 

***
قل للحضارات لن تُمحَيْ بزوبعة  سوداء تطغى فتستعلي فتنكسـرُ
قل للغزاة كأسلاف لكم خبـــر أنتم  على أرضنا إن ننتفض خبرُ
***

 إن البطولات العربية أيها الطلاب الأعزة تجري في عروقنا مجرى الدماء، ولا زال قول خالد بن الوليد يتردد صداه في أذهاننا، لقد قال حين حضرته الوفاة، وهذا القول مكتوب على نصبه التذكاري في حمص، وهذه صورته، لقد قال خالد بن الوليد: "لقد شهدتُ مائة معركة أو زهاءها، وما في جسدي موضعٌ إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو طعنةٌ برمح، أو رميةٌ بسهم، وهاأنذا أموت على فراشي حتفَ أنفي، فلا نامتْ أعينُ الجبناءِ"، هذا هو خالد بن الوليد، أيها الطلاب الذي جاء في البيت، وما زالت كلمات سعد بن عبادة يومَ أراد النبي الكريم أن يتعرف مدى استعداد صحابته لخوض معركة حاسمة، قال سعدُ مخاطبا رسول الله: امضِ يا رسول الله لِما أردتَ، فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، إنا لصُبُر في الحرب، صُدُق في اللقاء، و لعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسِرْ على بركة الله ".
أيها الطلاب، هذا خالد، و هذا سعد، وما يزالان نبضين حيَّينِ في أعماق وجودنا:

 

 

***
أنا تاريخي ألا تعرفـــه خالد  ينبض في روحي وسعدُ
***

 والآن ننتقل إلى البيت الثالث:

 

 

***
أنا صحرائي التي ما هُزمتْ  كلما استشهد بندٌ ثار بندُ
***

البند أيها الطلاب الراية و العلم و اللواء، والمقصود بالبند هنا حامل البند، وهو قائد الجيش.
 شرح البيت: في هذا البيت يؤكد الشاعر أن الإنسان العربي هو ابن الصحراء، أنا صحرائي، وهل تنجب الصحراء إلا البطولة و الشجاعة، والإباء والشمم، والبذل والعطاء، وليست معركة مؤتة بغائبة عنا جميعا، ففيها سقط زيد بن حارثة أمير الجيش شهيدا، فأخذ الراية منه جعفر بن أبي طالب، فسقط شهيدا، فأخذ الراية ثالث الأمراء عبد الله بن رواحة، الصحابي الشاعر، فحمل الراية وقاتل بها حتى قُتل شهيدا، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد وقاد المعركة إلى النصر.
تروي كتب الأدب أن عبد الله بن رواحة قال قبل أن يسقط شهيدا مخاطبا نفسه:

 

 

***
يا نفسُ إلاّ تُقتلي تموتي هذا  حمامُ الموت قد صلِيتِ
و ما تمنيتِ فقد أُعطيتِ  إنْ تفعلي فعلهما هُديــتِ
وإن تأخرتِ فقد شقيت
***

 يقصد إنْ تفعلي فعلَهما، يعني أميرَيْ الجيش الذين سقطا قبله شهيدين.
ننتقل الآن إلى البيت الذي يلي البيت السابق، يقول الشاعر:

 

 

***
قسمًا ما قفز الخلقُ إلــى  راحة الفارس ما اهتز الفرندُ
***

 "قفز الخوف" هذه صورة بيانية، الخوف لا يقفز، شُبِّه الخوف بالإنسان وحُذف الإنسان، وبقيتْ بعضُ لوازمه ألا وهو القفز، فالخوف قد قفز في هذا البيت، هذا اسمه استعارة مكنية، شبهنا الخوف بإنسان، وحذفنا الإنسان وأبقينا بعض لوازمه، وقد تسمى هذه الصورة أيضا تشخيصا، والتشخيص هو خلع صفات إنسانية على أشياء مادية.
أما التجسيد أيها الطلاب فهو خلع صفات مادية على أشياء معنوية، التشخيص والتجسيد هي استعارات مكنية في مصطلحات علم البلاغة.

 

 

***
قسمًا ما قفز الخلقُ إلــى راحة  الفارس ما اهتز الفرنــدُ
***

 ما الفرند أيها الطلاب ؟ الفرند هو السيف، وتعلمون أن في اللغة العربية أسماء كثيرة للسيف، وقد اختُلف في كون هذه الكلمات أسماء أم صفات، قال ابن خالويه وهو أحد علماء اللغة: أحفظ للسيف خمسين اسمًا، فتبسم أبو علي القالي، وقال: لا أحفظ له إلا اسما واحدا، وهو السيف، فقال ابن خالويه: فأين المهند ؟ وأين الصارم ؟ وأين الفيصل، وأين الماضي ؟ وأين الحسام ؟ وأين الأبيض والمرهف والفرند ؟ وكذا وكذا، فقال أبو علي القالي: هذه صفات "، وهذا النص أيها الطلاب له دلالة في فقه اللغة، هناك خلاف ما إذا كانت الأسماء المترادفة هي أسماء لشيء واحد أم أنها صفات لبعض حالات استعماله.
نعود إلى البيت:

 

 

***
قسمًا ما قفز الخلقُ إلــى  راحة الفارس ما اهتز الفِرنــدُ
***

 "اهتز الفرند"، هذه صورة، طبعا هي كناية، لأن الكناية هي تعبير عن الشيء ببعض لوازمه، فإذا قلنا مثلا: إن هذا الفارس قد جبُن عن مواجهة الأعداء، فهذا يسمَّى حقيقة، لأننا سلكنا الأسلوب المباشر مباشرة، أما الكناية فلم نقل: جبُن الفارس، بل قلنا: اهتز الفرند، اهتز سيفه، فإذا جنحنا إلى استخدام التعبير غير المباشر، إلى استخدام لوازم الشيء بدلا عن الشيء نفسه فهذه كناية، إما أن تقول: ندم فلان، وإما أن تقول: عض على أصبعه، فالعض على إصبعه يلازم الندم.
شرح البيت: وهاهو الشاعر ابن الصحراء الأبية يقسم أن الخوف لم يجد إلى قلوب هؤلاء الفرسان سبيلا، والدليل على ذلك أن يد كل واحد منهم تمسك بالحسام، وكأنها قبضة حديدية:

 

 

***
قسمًا ما قفز الخلقُ إلــى  راحة الفارس ما اهتز الفرنــدُ
***

فالحسام طوع أيديهم وإرادتهم، لم ينبُ ولم يضطرب.
 أيها الطلاب الأعزة، إن اليد التي حملت ذلك السيف ما تزال قادرة على حمله في دنيا العرب في كل زمان ومكان.
البيت الذي بعده، يقول الشاعر:

 

 

***
لا تغرنّك مني هدأتي لا  يموت الثأرُ لكن يستعدُّ
***

"يموت" الثأر استعارة مكنية، شبهنا الثأر بإنسان، وحذفنا الإنسان، وأبقينا بعض لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
 شرح البيت: وهنا يحذّر الشاعر العدو الصهيوني بقوله: "لا تغرنك"، من أن يغتر بقوته، و يسترسل في غطرسته، اعتمادا على من يدعمه، ويعطيه قوته، أيها العدو يجب ألاّ يحملك هدوئي وسكوني على الظن بأنني قد مت، أو أن الثأر قد مات في صدري، إن الدماء الزكية التي أُهرقت في سبيل قضية التحرير لن تضيع سدى، بل إنها تصرخ في نفس كل عربي، أنْ هلمَّ إلى الثأر، هلمَّ إلى تحرير الأرض، فالسكون ليس استسلاما، ولكنه استعداد للتوثب والمقاومة.
نصل إلى البيت قبل الأخير، يقول الشاعر:

 

 

***
لا يغرنّك نصلٌ موغـلٌ  في عروقي فأنا منه أحدُّ
***

النصل أيها الطلاب معناها الدقيق حديدة الرمح أو السهم أو السكين، الموغل المتغلغل، أحدُّ يعني أكثر مضاء من حدّ السيف المرهف.
أيها الطلاب، كلمة " أحدّ" لها معانٍ كثيرة، فمن معانيها سرعة الفهم، فلان حاد الذهن، ومن معانيها سرعة الغضب، وقد جاء في الحديث الشريف: الحدة تعتري خيار أمتي.....".
 هذا شرح البيت: وقد يغتر العدو بقوته، و يذهب به الظن إلى أن السلاح الفتاك الذي وجهه إلى صدورنا سيستأصل منا روح المقاومة والثأر، و غاب عنه أن بين جوانحنا نفوسا متعطشة إلى البر و العطاء، ومقاومة الأعداء، ونحن أشد مضاء إلى أهدافنا من حد السيف المرهف، وأنه لن يقرَّ لنا قرار، و لن يهدأ لنا بال حتى نحرر أرضنا، ونطهرها من عدونا.
بعد هذا نصل إلى البيت الأخير:

 

 

***
إن ما ضُيِّع في ساح الوغى  في سوى ساحتها لا يُستـــردُّ
***

هذا البيت هو لُبُّ القصيدة، أو بيتُ القصيد في القصيدة، كما يروي النقّاد.
 يقول الشاعر، أو إن الشاعر في نهاية المطاف يصل إلى الحقيقة النضالية الناصعة التي لم تَزِدْها الأيام إلا ثبوتا وتألقا، وهي أن الذي نخسره في ساحة المعركة لا يمكن أن نستعيده إلا في ساحة المعركة.
أيها الطلاب، بعد أن أتينا على شرح الأبيات نقف وِقفة قصيرة عند بعض الفوائد النحوية والصرفية في النص.
 كلمة " لا تهيئ" تُكتب همزتُها على النبرة، وهاتان النقطتان لهذا السن، والهمزة المتطرفة تُكتب على حرف يناسب حركة ما قبلها، فما قبل الكسر تكتب على نبرة، و"بعدُ " هذا ظرف مقطوع عن الإضافة، والإضافة من لوازم الظروف، فإذا قُطع الظرف عن الإضافة بُني على الضم في محل نصب، نقول في إعراب بعد: ظرف مقطوع عن الإضافة مبني على الضم في محل نصب.
 أنا: مبتدأ، تاريخي: خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، و قد شرحت هذا بالتفصيل في درس تلفزيوني سابق.
كلما: مركبة من "كل" و "ما" المصدرية الظرفية، وإعرابها أداة شرط غير جازمة، تفيد التَّكرار، قال تعالى: كلما دخل عليها زكريا............رزقا ".
لكنْ: حرف عطف، فإذا قلنا: ولكن، تصبح حرفَ استدراك.
لا يغرنك:، لا: ناهية جازمة، يغرنّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
 أيها الطلاب، الفعل المضارع فعل معرب، فهو مرفوع إذا تجرد عن الناصب و الجازم، ويُنصَب إذا سبقه حرف ناصب، ويُجزم إذا سبقه حرف جازم، أما إذا اتصل بنون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة فإنه يُبنى على الفتح، وإذا اتصل بنون النسوة فإنه يُبنى على السكون، وإعراب " لا يغرنك"، لا: ناهية جازمة، يغرنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والكاف مفعول به، وهو في محل جزم بـ"لا".
 "فأنا منه أحدُّ "، نعلِّق "منه" بكلمة " أحدّ "، و" أحدّ " اسم تفضيل، وهو من المشتقات، والتعليق يكون عادة بالأفعال، أو بما يشبه الأفعال، واسم التفضيل مما يشبه الفعل، والتعليق ليس وَفق التقدم أو التأخر، بل وَفق المعنى، إذْ أصل المعنى: فأنا أحدّ منه.
بقي علينا إعراب بعض الجمل، " خالد ينبض في روحي وسعدُ "، هذه جملة فعلية في محل رفع خبر لـ"خالد ".
"أنا صحرائي التي ما هزمت"، "ما هزمت" جملة ليس لها محل في الإعراب لأنها صلة الموصول.
" كلما استشهد بند ثار بندُ "، هذه الجملة ليس لها محل في الإعراب، لأنها وقعت جوابا لأداة شرط غير جازمة هي " كلما ".
أيها الطلاب الأعزة، أرجو أن تكونوا قد أفدتم من هذا الدرس، وإلى لقاء آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

إخفاء الصور