وضع داكن
25-04-2024
Logo
طريق الهدى - الحلقة : 30 - علاج ضعف الإيمان3- معرفة المنهج الإلهي.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، وكفى بها نعمة، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الإخوة المستمعون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحيكم، ونستهل وإياكم هذه حلقة من برنامج طريق الهدى، مرحباً بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، أهلاً ومرحباً بكم، جزاكم الله عنا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 الأستاذ:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 المذيع:
 فضيلة الشيخ، نتابع الحديث عن علاج ضعف الإيمان، وصلنا إلى حد بعد أن عرفنا الخالق سبحانه وتعالى، وعرفنا الآمر عز وجل، كيف لنا أن نقوي إيماننا بمعرفة النهج الذي يرضي الآمر، والذي يرضي الخالق سبحانه وتعالى ؟
 الأستاذ:
 بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 قضية علاج ضعف الإيمان تحدثت في الحلقة السابقة عن أن معرفة الله شيء أساسي جداً في علاج ضعف الإيمان، واليوم ننتقل إلى شيء آخر.
 أنت حينما تتعرف إلى الله ترغب أن تتصل به، وتقبل عليه، وتطيعه، وترضيه، وتكون معه، ما الوسائل الذي تجعلك تقترب منه ؟ الطريق طبيعي، أنت حينما تعجب بإنسان تحب أن تتقرب منه، ولله المثل الأعلى، بهدية بخدمة ابنه، بكلمة طيبة، بباقة ورد، بهدية ثمينة، لابد من وسيلة كي تتقرب من الله، آية دقيقة جداً تلخص القرآن كله، يقول الله عز وجل:

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

(سورة الكهف)

 هذا هو المعتقد والمنطلق النظري في الدين، هذا هو الاعتقاد، والجانب العلمي في الدين، هذه هي العقيدة.

 

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

 الآن دقق:

 

 

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾

 من عرف هذه الحقيقة: ليس في الكون إلا الله، أسمائه حسنى صفاته فضلى، ذات علية، كامل كمال مطلق، خلقنا ليسعدنا، من عرف هذه الحقيقة الكبرى، ماذا ينبغي عليه أن يفعل ؟ أن يتحرك نحو الله بشكل أو بآخر.

 

 

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾

 نقطتان.
 الآن القرآن كله ملخص بهذه الآية:

 

 

﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

 للكون مسير واحد فقط، معطي ومانع، وخافض ورافع، ومعز ومذل، ومسعد ومشقٍ، واحد لا إله غيره أبداً.

 

 

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

 الآن أنتم إن أدركتم هذه الحقيقة:

 

 

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)﴾

 هنا تؤكد الآية أنه لابد من حركة نحو الله، وإلا فلا قيمة لهذا الإيمان، ذلك أنك إذا آمنت أن الشمس ساطعة، وأن جلدك بحاجة ماسة إلى أشعة الشمس، ماذا ينفعك أن تعترف أنها ساطعة إن لم تتعرض لها ؟ ماذا ينفعك أن تؤمن أن الله موجود، وأنه إله ؟ إن لم تتحرك نحوه، أو تقبل عليه، أو تطع أمره.
 فالإيمان الصادق ما إن تستقر حقيقة الإيمان في قلب المؤمن حتى تعبر عن ذاتها بحركة نحو الخلق.
 الآن هذه الحركة إما أن تكون عشوائية، كما في بعض حلقات الدين غير منضبطة، لأننا نؤمن أن العمل الصالح الذي تحدث الله عنه في القرآن لا يكون صالحاً إلا بحالتين، إلا إذا كان خالصاً، وكان صواباً، خالصاً ما ابتلي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، بل إنني عثرت على تفسير رائع لآية من أدق الآيات يقول الله عز وجل:

 

 

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)﴾

 

(سورة الرحمن)

 المفسر قال: كل من عليها فان، ولا يبقى من هذه الدنيا كلها إلا عمل ابتغي به وجه الله سبحانه.
 المذيع:
 هذا ما أريد بقوله سبحانه وتعالى:

 

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)﴾

 الأستاذ:
 يبقى عمل أريد به وجه الله، لأن فاعل الخير خير من الخير، نيته، خيره يفنى عند قيام الساعة، أنشأ مشفى، أو مدرسة، أو جامعة، انتصر على عدو، حرر أرضًا، انتهى عند قيام الساعة، وفاعل الشر ينتهي كل شره عند قيام الساعة، ألقى قنبلة على هيرويشيما، مات بها ثلاثمئة ألف في ثوان معدودة، لو لم تلقَ لماتوا الألف عند قيام الساعة، فكل شر ينتهي، وكل خير ينتهي، ما الذي يبقى ؟ يبقى فاعل الخير بنيته، وفاعل الشر بنيته، هذا يسعد بنيته إلى أبد الآبدين، وهذا يشقى إلى أبد الآبدين، فلذلك ما إن تستقر حقيقة الإيمان في قلب المؤمن حتى تعبر عن ذاتها بحركة نحو الخلق، لكن حركة منضبطة بمنهج الله.
 المذيع:
 كيف يتعرف ضعيف الإيمان على منهج الله كي يقوي إيمانه ؟
 الأستاذ:
 الآن إذا عرف الله، وأنه هو الغاية، وهو الهدف، وهو المقصود، إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي، لابد من التحرك نحو الله عن طريق تطبيق أمره ونهيه.
 نحن متى نعالج الضغط المرتفع في أجسامنا ؟ حينما نعلم أن ضغطنا مرتفع، فمعرفة الضغط المرتفع أول خطوة لمعالجتنا، إذا لم يقس ضغطه لا يعالجه، أنا كيف أتقرب إلى الله ؟ بأمره، كيف أعرف أمره ؟ هنا موضوع هذا اللقاء، لابد من معرفة أمره، المؤمن الصادق لا يشغله شيء إلاّ الذي ينبغي أن يفعله ؟ ما حكم هذا الشيء، هو حلال، أم حرام، أم مباح ؟
 المذيع:
 تتحدثون عن العلم بالفقه.
 الأستاذ:
 الوسيلة الوحيدة إلى التقرب إلى الله تطبيق أمره ونهيه، والأمر والنهي عند علماء الفقه.
 طلب الفقه حتم واجب أنت بقدر معرفتك بالله ومحبتك له وخوفك منه تبحث عن أمره بالمناسبة المؤمن الصادق قلبه لابد من أن تجتمع فيه مشاعر التعظيم ومشاعر الخوف ومشاعر الحب ورد في الأثر القدسي قال: أحب عبادي إلي تقي القلب نقي اليدين لا يمشي إلا أحد بسوء أحبني وأحب من أحبني وحببني إلى خلقي، قال: يا رب إنك تعلم أنني أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى خلقك قال: ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي.
 لابد من أن تذكرهم بآلائي كي يعظموني، ولابد من أن تذكرهم بنعمائي كي يحبوني ولابد من أن تذكرهم ببلائي كي يخافوني، لمجرد أن تعرف الله لا شيء يعلو عندك على معرفة أمره ونهيه كيف أتقرب إليه ؟
 بشكل مبسط: رجل معه مئات ألوف الملايين وكريم جداً يقول لك أحدهم: كيف أصل إليه ؟ كيف أتعرف عليه ؟ كيف أدخل بيته ؟ كيف أسأله ظ فأنت حينما تدرك عظمة الله تبحث عن طريق إليه.
 بالمناسبة هناك رجال أقوياء في الحياة قد يكون الأمر كله بيدهم لكن لا طريق لهم ولا سبيل إليهم، لكن الطريق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
 الله عز وجل بيده كل شيء وهو يسعد كل مخلقو، ولكن هو رسم إلينا آلاف الطرق إليه، ببيتك في طريق له أن تكون زوجاً صالحاً، والمرأة الصالحة طريق إلى الله، وأن تكون ابناً باراً طريق إلى الله، وأن تكون صانعاً متقناً صادقاً طريق إلى الله، وأن تكون تاجراً رحيماً بالخلق ومعتدلاً في أسعارك طريق إلى الله، وأن تكون طبيباً ومهندساً ومعلماً وأي حرفة من الحرف المشروعة إذا أتقنتها وابتغيت بها وجه الله كفاية أهلك وخدمة المسلمين تكون طريق إلى الله.
 الآن عرفت الله كيف أصل إليه ؟ عرفت أن في هذا القصر كنز أين الطريق إلى هذا القصر ؟ هو معرفة الأمر والنهي، معرفة أحكام الفقه، نحن عندنا فرض وحرام، الفرض تتوقف سعادتي على تطبيقه، وعندنا محرم سبب الشقاء الدنيوي والأبدي على طرفي نقيض بعد الفرض يوجد واجب ومباح ومكروه ومحرم، لا يوجد شيء في الحثاة ولا نشاط في بني البشر إلا ويعتبره أحد هذه الأحكام الخمسة، فرض واجب مباح مكروه حرام، حرام يشقيني، الفرض يسعدني، الواجب يحسن سعادتي، والمكروه يخفف شقائي، فأنت حينما تؤمن بالله يجب أن تعتقد أن كل شيء تعتبره الأحكام الخمسة، فرض واجب مباح مكروه حرام
 كما تعلم بكل حركة من حركاتك اليومية ما علاقتها بالشرع ؟ حلال أم حرام مكروه أم واجب مباح ؟ وأطبق منهج الله، الآن أصل إليه، وهنا العبرة، عرفته بالكون وبالقرآن وبأفعاله وصلت إليه بالشرع، لذلك قالوا: بالكون تعرفه وبالشرع تعبده.
 لذلك ورد في بعض الأحاديث: طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم، ولو تلاحظون الآيات القرآنية في مكة كلها كونية لمعرفة الله، أما الآيات في المدينة كلها تشريعات، فكأن الله عز وجل جعل ثقلين كبيرين في الدين معرفته ومعرفة منهجه، بل إن فحوى دعوة الأنبياء جميعاً قاطبة.

 

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

(سورة الأنبياء)

﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾

 العقيدة.

 

﴿فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 السلوك، جانب علمي، جانب سلوكي، الأنبياء جميعاً:

 

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾

 

 فحياة الإنسان عقيدة وعمل، كما قال شوقي:

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً  إن الحياة عقيدة وجهاد

 اعتقاد وحركة، إيمان وسلوك، تصور وفعل، جانب اعتقادي نظري، وجانب سلوكي عملي.
 المذيع: فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي نقطة أخيرة في هذا الحوار هل التساؤل عن الغيبيات والانشغال عن الغيبيات يضعف الإيمان والابتعاد عن هذا الأمر ؟ يقوي الإيمان ؟ هنا البعض يتزعزع بين هذين الأمرين.
 الأستاذ: هل من الممكن أن أفهم منكم ماذا تعنون بالغيبيات ؟
 المذيع: الغيبيات الآخرة وما يلقى الإنسان من هول يوم القيامة، وما يلقاه في القبر من عذاب ومن نعيم، أمور بعض ضعفاء الإيمان ينشغلون بها، ويشغلون أنفسهم بهذه التساهلات.
 الأستاذ: الحقيقة أن هذه الغيبيات جاء بها نصوص قرآنية ونبوية، أنا ضد أن آتي بنصوص ضعيفة لا أصل لها حول هذه الغيبيات.
 المذيع: قصدت أيضاً توضيحاً عن قصد الغيبيات أي الأمور الغير المنظورة لبني البشر.
 الأستاذ: أنا عندي يقين حسي يقين استدلالي ويقين إخباري، فأنا أحكم عقلي فيما سمح لي وأحكم حواسي فيما أتحرك في حياتي الدنيا، أما الإخبار من الله عز وجل، فإذا أخبرني الله عن مشاهد يوم القيامة، لابد من أقرأها وأتعظ بها، إذا أخبرني الله عن البرزخ وعن عذاب القبر.

 

﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)﴾

 

(سورة غافر)

 هذه آية في عذاب البرزخ، فأنا ينبغي وواجب علي أن أفهم الأحاديث والآيات التي أخبر الله بها وأخبر نبيه بها عن أهوال يوم القيامة، لكن أن أقف في حدود النص دون أن أزيد عليه.
 عندنا قاعدة في أصول الفقه في علم الأصول أن كل شيء غيبي أية زيادة عليه زيادة ظنية، وقد تفعل فعلاً معاكساً، الآن في البلد أشرطة كثيرة عن أهوال يوم القيامة أكثرها أحاديث موضوعة ومبالغ بها، الإنسان ينفعل انفعال سلبي وليس إيجابي، أما حينما أبقى في النصوص الصحيحة التي جاءت في القرآن وفي السنة الصحيحة هذا شيء طبيعي ومتوازي ولا بد منه، فالغيبيات تقوي الإيمان، حينما أدرك أني سأُسأل.

 

(( عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ))

 

(سنن الترمذي)

 هذه أحاديث مهمة جداً، فأنا حينما أقرأ الغيبيات أي النصوص الصحيحة التي تحدثت عن الغيبيات ينبغي أن أقرأها وأعتني بها وأتعظ بها، وأن أدع جانباً ما في الزيادات من أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو قصص للصالحين، هذه قد تكون غير تربوية وغير علمية، أنا من أنصار الواقع، فعندما تأتي بنماذج غيبية غير واقعية وتأويلات وأحاديث ضعيفة ما أنزل الله بها من سلطان تسبب انفعال سلبي ويأس من الدين.
 المذيع: علنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي نصحح بعض الأفكار المشوشة عن هذه الغيبيات، علنا نتناول ذلك تصحيحاً وتصويباً في سلسلة حوارات مقبلة بإذن الله تعالى، أتوجه إليكم بالشكر وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيراً في هذه السلسلة من الحوارات التي بدأناها وإياكم حول مظاهر ضعف الإيمان وأسباب ضعف الإيمان وعلاج ضعف الإيمان ببرنامج تحت عنوان طريق الهدى، أشكركم فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، وأتوجه إليكم بتحية من جميع المستمعين الذين يحملوننا الأمانة بإيصال التحية والسلام لكم.
 الأستاذ: وعليهم السلام كما علمنا النبي عليه الصلاة والسلام، وأشكر لكم هذه الندوة المباركة إن شاء الله.
 المذيع: وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور