وضع داكن
19-04-2024
Logo
رحلة أمريكا 2 - المحاضرة : 08 - المحافظة على السنة وآدابها.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الكرام:
 ورد أنه من عرف نفسه عرف ربه، الإنسان أحياناً في زحمة العمل ينسى أن يعرف نفسه، من عمل إلى عمل، من لقاء إلى لقاء من مشروع إلى مشروع، من إنجاز إلى إنجاز، من موعد إلى موعد، استهلكته الحياة، قال تعالى:

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63)﴾

[ سورة الفرقان ]

 مع أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سار كأنه ينحط من صبب، كان يمشي مسرعاً، والسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول: رحم الله عمر ما رأيت أزهد منه، كان إذا سار أسرع، وإذا أطعم أشبع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع. فكيف نوفق بين هذين الأثرين وبين قوله تعالى:

 

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 رأي المفسرين أن كلمة هوناً، أن الإنسان لا يسمح للحياة أن تستهلكه، لا يسمح لمشاغل الدنيا أن تنسيه سر وجوده، لا يسمح لقضايا الحياة أن تلغي وجوده الإنساني، يقتطع من وقته الثمين وقتاً لمعرفة نفسه، لمعرفة سر وجوده، لمعرفة غاية وجوده، لمعرفة ربه، يمشون على الأرض هوناً، الإنسان أحياناً يستهلك، يستهلكه عمله، تستهلكه مشاغله، تستهلكه همومه، يفاجأ عند الموت أنه نسي الغاية التي من أجلها وجد، فمعنى قوله تعالى:

 

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 أنهم يقتطعون من وقتهم الثمين وقتاً لمعرفة هويتهم، لماذا نحن على وجه الأرض ؟ أين ؟ وإلى أين ؟ ولماذا ؟ من أين جئنا ؟ وإلى أين المصير ظ ولماذا ؟
 أن يقتطع الإنسان وقتاً ليتعرف إلى ربه، ليعرف سر وجوده ليعرف غاية وجوده، هذا عين العقل، وعين الذكاء، وعين الفلاح ويوجد في القرآن الكريم ثلاث آيات فقط بمعنى الفلاح، قال تعالى:

 

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) ﴾

 

[ سورة الشمس ]

 خالق الكون يقول لك أنت مفلح إذا زكيت نفسك، وخالق الكون يقول لك:

 

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) ﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 وهذا القلب هو الذي تسعد به وهو الذي تشقى به.
 أيها الأخوة:
 الآية الكريمة:

 

﴿الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 جاء تعليم القرآن قبل خلق الإنسان في الترتيب المادي في الآية أما هو في المعنى الدقيق هذا الترتيب رتبي، أي وجود الإنسان لا معنى له من دون منهج يسير عليه، أضرب لكم بعض الأمثلة:
 أحياناً يوجد أجهزة غالية جداً تدر على أصحابها أموال طائلة جهاز ـ المرنان ـ مثلاً في دمشق كلفة الصورة اثني عشر ألف صورة إذا يوجد مئة زبون طبعاً ثمنه غالي جداً، لو استخدمنا هذا الجهاز وهو غالي الثمن وعظيم النفع وفيه أرباح طائلة والشركة مثلاً نسيت أن ترسل التعليمات، ما الذي يحصل ؟ لو استخدمنا هذا الجهاز من دون تعليمات أصبناه بالعطب، لو خفنا أن نصيبه بالعطب فلم نستخدمه جمدنا ثمنه، في مثل هذه الحالة أليست هذه التعليمات لا تقل قيمة عن الجهاز نفسه، هذا هو الإنسان.
 الإنسان أعقد آلة، هذه التعليمات التي في القرآن الكريم لا تقل قيمةً عن وجوده فلذلك يجب أن نقتطع من وقتنا الثمين وقتاً لمعرفة الله.
 أيها الأخوة:
 طلب العلم هو الحاجة العليا في الإنسان، الإنسان كائن له وجود بيولوجي، وجود نفسي، وجود اجتماعي، وجود علمي، فحينما يطلب العلم يحقق الغاية العليا في وجوده، يحقق إنسانيته، حينما أغفل طلب العلم وقعت في متاهات كثيرة، وذكرت في درس سابق يوجد علم ينبغي أن تعلمه بالضرورة شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت مثلاً قانون السقوط لو فرضنا إنسان يركب طائرة وسيهبط منها وفق هذا القانون بمظلة لو لم يعبأ بهذا القانون القانون مطبق عليه، لو لم يحترم هذا القانون القانون مطبق عليه، لو كذب هذا القانون القانون مطبق عليه، يعني تكذيبك بالقانون لا يلغي فاعليته لو إنسان كذب بالدين لم يعبأ بالدين لا يستطيع أن يلغي قوانين الدين، أنت خاضع لقوانين الدين شئت أم أبيت والقضية قضية وقت فإما أن نعرف الله في الوقت المناسب أو بعد الوقت المناسب وعندئذ لا ينفع الندم إطلاقاً.
 هذه المقدمة قدمت بها باباً عقده الإمام النووي في كتاب رياض الصالحين حول الأمر في المحافظة على السنة وآدابها، كما هي العادة عند هذا الإمام العظيم الإمام النووي يفتتح هذا الباب ببعض الآيات قبل أن نقرأ الآية الأولى يوجد عندنا قاعدة أصولية في أصول الفقه تقول هذه القاعدة: ما لم يتم الفرض إلا به فهو فرض، ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب، ما لا تتم السنة إلا به فهو سنة الصلاة فرض ولأن الصلاة لا تتم إلا بالوضوء فالوضوء فرض العلماء قالوا: كل أمر في القرآن الكريم ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك، كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، قال تعالى:

 

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

 

[ سورة الحشر-7- ]

 كيف نأخذ ما آتانا إن لم نعرف ما آتانا ؟ وكيف ننتهي عما عنه نهانا إن لم نعرف ماذا نهانا ؟ إذا آمنت أن هذا الأمر إلهي ويقتضي الوجوب، من لوازم هذا الأمر أن تتعلم سنة النبي عليه الصلاة والسلام، أنا أتمنى أن يكون الحد الأدنى في بيت كل مسلم كتاب رياض الصالحين، كتاب حديث، كتاب فقه، كتاب تفسير، كتاب سيرة، لأن المشكلة يوجد مشكلة خطيرة جداً ذكرتها هنا مرةً وفي الشام مرات أن إنسان استقبل هذا الضيف ووضعه في صدر المجلس وأصغى له ساعات طويلة هو وأولاده، إصغاء وأدب واحترام وهذا الضيف عرض علينا مناظر طيبة ومناظر سيئة، استحيينا أن نعارضه وأن نناقشه، هذا الضيف أصبح مصدر ثقافتنا الوحيد وهذا الضيف يؤمن بشيئين، يؤمن بالإلحاد، والإباحية، فإذا استسلمنا له وجعلناه مصدر ثقافتنا وسمحنا لأولادنا أن يتغذوا منه فقط، يوجد عندنا وعاء يأخذه الناس في النزهات للماء، هذا الوعاء له فتحة من الأعلى وصنبور من الأسفل، الذي يضعه في فتحته العليا يأخذه من صنبور في الأسفل، عبأته ماء تأخذ ماء، عبأته شراب طيب، تأخذ شراب طيب، عبأته لبن تأخذ لبن، فهذا الابن وعاء أخطر شيء على الأب أن ينتبه ما الذي يغذي هذا الوعاء ؟ من أين يتلقى هذا الابن تغذيته فإذا سمحت لهذا الضيف الوحش أن يغذي أولادك وحده فهناك مشكلة عويصة جداً لا تعرف خطورتها إلا بعد حين وبعد أن لا ينفع الندم وأن لا ترى لمشكلتك حلاً، فلابد من تغذية أخرى قديماً كان أجدادنا يحملون تمرات ويركبون الصعاب إلى ساحات الوغى، أما الآن يحمل سندويشة وزجاجة ببيسي وإلى الملعب، هذا النمط الجديد، نمط أولادنا الذي رباهم هذا الجهاز، رباهم على أشياء تتناقض مع ديننا، ومع إسلامنا، ومع قيمنا، ومع تقاليدنا ومع تراثنا، ومع أهدافنا، حينما يكون هناك في البيت مكتبة إسلامية كتاب حديث، كتاب سيرة، أنا أقترح وأتمنى عليكم ذلك لابد من جلسة يجلسها الأب مع أبنائه، لابد من ساعة يتدارسون بها أمور الدين، أمور العقيدة، أمور منهج الله، أمور الآخرة، لأن هذا الابن له حق عليك، كيف ننفذ هذه الآية ؟

 

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

 

[ سورة الحشر-7- ]

 إن لم نعرف ماذا آتانا وعن أي شيء نهانا، معرفة السنة القولية فرض عين ومعرفة السنة العملية فرض عين، ذكرت مثل الإنسان أحياناً يكون دخله كبير يتوهم أنه حقق الهدف من وجوده يكتشف بعد حين أن المال شيء وليس كل شيء، يوجد مثل أضربه دائماً يعينني على توضيح هذه الفكرة، لو تصورنا شاب موعود إذا جاء بشهادة عليا من بلد أجنبي له في بلده أعلى منصب، وأجمل بيت، وأفخر سيارة، وأجمل زوجة فرضاً، وهو فقير ذهب إلى هذا البلد الأجنبي ليعمل ويدرس فوجد عمل ساعة في النهار وهذه الساعة تكفيه مصروف شهره، جاءه عرض آخر ساعتين الأجر مضاعف، فطمع جاءه عرض ثالث ثلاث ساعات والأجر ثلاث أضعاف، هذه العروض تزداد إلى درجة، يوجد عرض أن يعمل في مكان الوقت كله والمبلغ كبير، ولكن مهما كان هذا المبلغ كبيراً ضيع الوعد الذي لا يتصور في بلده.
 لذلك حينما يستغرق عملك كل وقتك فأنت خاسر لا محالة، ألغيت وجودك، لذلك قالوا: كل إنسان لا يوجد عنده وقت فراغ لا يعد إنساناً يحيا الحياة الإنسانية، مرة ـ جيسكان دستان ـ ألف لجنة من كبار العلماء وأعطاها ثلاثة أشهر وأقامت في منتجع جميل جداً في فرنسا وطلب منها الإجابة عن سؤال واحد لماذا العنف في العالم ؟ هذه اللجنة اجتمعت ووجدت أن مجتمع الاستهلاك له مشكلة خطيرة جداً، فأنت ترى في الإعلانات جهاز غسالة حديث جداً، سيارة حديثة، جهاز متطور غالي الثمن، ما موقف رب البيت ؟ يوجد عنده ثلاث اختيارات إما أن يلغي وقت فراغه ويعمل عمل إضافي ليلبي هذه الحاجات، والإنسان إذا ألغى وقت الفراغ ألغيت إنسانيته يعني إذا لا يوجد عندك وقت تجلس مع أصدقائك، مع أخوانك، تقرأ كتاب، تستمع إلى شريط، تسهر سهرة مع من تحبه ومن ترجو نفعه إذا لا يوجد عندك وقت فراغ تمارسه وفق اتجاهك، وفق ميولك وفق مبادئك فأنت لا تحيا حياة الإنسان، لذلك ورد في الحديث القدسي: أن يا عبدي خلقت لك السماوات والأرض ولم أعيا بخلقهن أفيعنيني رغيف أسوقه لك كل حين، لي عليك فريضة ولك علي رزق فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك، وعزتي وجلالي إن لم ترضَ بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا ـ دقق هذه مصيبة ـ تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي وكنت عندي مذموماً، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي ما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد.
 لذلك العلماء فرقوا بين الكسب وبين الرزق، الرزق ما انتفعت به فقط، هذا الثوب وهذه اللقيمات التي أكلتها، وهذا الشيء الذي تستهلكه، هذا هو الرزق، ولكن الكسب ما كان في حوزتك ولم تنتفع به وستحاسب عليه، هذا كسب، والرزق ما انتفعت به قطعاً.
 فلذلك لابد من أن نهيئ تغذية لنا ولأولادنا غير هذه التغذية التي شاعت في العالم صار الإنسان سلبي، صار تلقي فقط، مشاهد عنف مشاهد إثارة، لا مبالاة، أنانية مفرطة، تفكير سلبي، ويوجد دراسات اجتماعية نفسية دقيقة جداً تبين آثار هذا الجهاز في بناء نفسية الطفل، يوجد شيء خطير جداً، المشكلة أن خطورة هذا الجهاز على شريحة الأطفال لماذا ؟ لأن الطفل يتعامل بالصورة لا بالفكرة، يتعامل بالصورة، لو عرضنا عليه منظراً قبيحاً يمثل الدين ومنظر متفلت يمثل شيء محبب إلى نفسه كره الدين وأحب التفلت من خلال الصورة فقط فلابد من أن نغذي أولادنا تربية إسلامية صدقوني أيها الأخوة ما من شعور مسعد على الإطلاق يسعد الأب كأن يرى ابنه قرة عين، والآية الكريمة:

 

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 فالآية الأولى:

 

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

 

[ سورة الحشر-7- ]

 نحن بالدراسة نقول لكي نفهم هذا الكتاب يحتاج إلى مئة وحدة جهد هذا الكتاب حتى أقرأه وأفهمه وأؤدي به امتحاناً أحتاج إلى مئة ساعة إن صح القياس من أجل أن أنشئ ولدي تنشئة إسلامية صحيحة يحتاج هذا إلى جهد إلى سعة، إلى وقت، إلى علم، إلى أصول تربية وهذا هو شغلكم الشاغل هكذا ينبغي.
 أكبر مشكلة تعاني منها الجاليات الإسلامية في بلاد الغرب وفي أمريكا هي هذا الشرخ بين شخصية الأب وبين شخصية أولاده فكلما بذلتم جهداً لتربية أولادكم وشدهم إلى الدين، وإلى أمتهم، وإلى قيمهم، وإلى تاريخهم، هذا الذي يسعدكم أيما سعادة.
 الشيء الثاني يجب أن نعلم أن سنة النبي عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يكون فيها خطأ لقوله تعالى:

 

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)﴾

 

[ سورة النجم ]

 صحابي جليل سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال له: إنك تغضب أفنأخذ عنك إذا غضبت ؟ فقال عليه الصلاة والسلام:

((والذي نفسي بيده هذا اللسان لا ينطق إلا بالحق في الرضا والغضب.))

 يجب السنة أن تحتل في حياتك موقع كبير إنها منهج الإنسان يوجد آية كريمة:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 كيف ؟ ما دام النبي عليه الصلاة والسلام بين ظهراني أمته هم في بحبوحة لن يعذبوا، وبعد موته، ما معنى الآية بعد موته ؟ ما دامت سنة النبي قائمةً في حياتنا، في بيوتنا، في احتفالاتنا، في أفراحنا في أتراحنا، في سفرنا، رحلاتنا، في تعليم أبنائنا، فنحن في بحبوحة من العذاب، ويوجد بحبوحة ثانية، قال تعالى:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 يعني لا سمح الله لو إنسان ابنه أخذ في الرياضيات صفر ونوى الأب أن يفعل له مشكلة كبيرة جداً، فوجد الأب أن الابن وجه اصفر ولم يأكل، ومعه مبلغ من المال مدخره ويريد أن يبحث عن درس خاص ليتلافى تقصيره، موقف الابن وندمه، واصفرار وجهه وعدم تناول الطعام، وبحث عن درس خاص هذا يلغي عقوبته بالضبط.
 أخوانا الكرام:
 قاعدة نحن في بحبوحتين، بحبوحة اتباع السنة، وبحبوحة الاستغفار، فالإنسان يعود نفسه إذا أخطأ يستغفر، لأن الله عز وجل يسترضى، ورد في بعض الأحاديث أن صدقة السر تطفئ غضب الرب.
 بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها.
 لا سمح الله إنسان وقع في مشكلة، بزلة قدم، أو أمامه مشكلة وما أكثر المشكلات ـ الحياة كلها مشكلات ـ فإذا أراد معونة الله يمكن أن يسترضي الله بصدقة خالصة لوجه الله، الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير، والله عشرات الأخوة الكرام أقسموا بالله ما من هم ألم بهم واسترضوا الله بصدقة إلا فرج الله عنهم همهم.
 نحن هذا منهجنا، قال تعالى:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 يوجد شيء ثاني، قال: إن الله عز وجل لا يقبل دعوى محبته إلا بالدليل، والآية الكريمة:

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 الله عز وجل يريد الدليل، قال تعالى:

 

﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾

 

 

[ سورة المائدة-18- ]

 فهذه الآية دقيقة جداً:

 

 

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 يوجد شي ثاني، هذا الحديث عن سنته القولية، فما الحديث عن سنته العملية ؟ هل يخطر في بالك أن قراءة سنة رسول الله فرض عين، يا أخي هذه قصة أقرأها أو لا أقرأها، الله عز وجل جعل النبي عليه الصلاة والسلام أسوةً لنا، قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) ﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 الإنسان دائماً هناك شخص يكونه، وشخص يتمنى أن يكونه وشخص يكره أن يكونه، الحياة كل منا شخص تعجب به، وشخص تحتقره، وشخص هو أنت، فقل لي من هو الشخص التي تعجب به أقل لك من أنت، قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) ﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 لو أن كل منا رجا الله واليوم الآخر لكان النبي وحده أسوتنا النبي إذا دخل إلى البيت ماذا يفعل ؟ كيف يعامل زوجته ؟ كيف يعامل جيرانه ؟ كيف يعامل أولاده ؟ كيف يعامل أخوانه ؟ كيف يسافر ؟ كيف يتاجر ؟ كيف يأكل ؟ كيف ينام ؟
لابد في بيت كل مسلم كتاب سيرة، أن تقرأ سيرة رسول الله أو سيرة أصحابه الكرام أو أن تسمع شريط السيرة، شيء آخر، ما هي القصة ؟ القصة حقيقة مع البرهان عليها، أما الفكرة فكرة، قد تكون هذه الفكرة قابلةً للتطبيق أو غير قابلة، أما حينما ترى شخصاً يتحرك وفق منهج الله هذه قصة قوة تأثيرها أنها حقيقة مع البرهان عليها لذلك قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾

 

[ سورة يوسف-111- ]

 أحياناً الإنسان يتأثر بالقصة أضعاف مضاعفة عما يتأثر بالفكرة سيدنا يوسف في القرآن أطول قصة مغزاها قوله تعالى:

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)﴾

 

[ سورة يوسف ]

 سيدنا يونس نادى في الظلمات تصور إنسان في بطن الحوت في الليل، أعماق البحر، هل من مصيبة في الأرض تصل إلى هذا المستوى ؟ أن تجد نفسك فجأةً في بطن الحوت.
 الحوت وجبته المعتدلة، هل لكم وجبة معتدلة الساعة الثانية عشر سندويشة، وجبته المعتدلة أربع طن، أنثاه ترضع وليدها ثلاث مئة كيلو حليب في كل رضعة، ثلاث رضعات في اليوم طن حليب وزنه مئة وخمسين طن، سيدنا يونس فجأةً وجد نفسه في بطن حوت هذا قرآن كريم، وفي الليل وفي أعماق البحر، قال تعالى:

 

﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ (39)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 الجواب:

 

﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)﴾

 

[ سورة الأنبياء ]

 القصة انتهت الآن التعليق قلبها إلى قانون، قال تعالى:

 

﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾

 

[ سورة الأنبياء ]

 في أي مكان في الشرق، في الغرب، في أمريكا، في الجبل في البحر، في أي مكان أنت، في أي ظرف إذا كان الله معك فمن عليك ؟ هذه القصة وحدها تملأ قلب المؤمن ثقة بالله عز وجل وطمأنينة، كن مع الله ولا تبالي، كن مع الله ترى الله معك واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطاك من يمنعه، ثم من يعطي إذا ما منعك.
 يا أيها الأخوة الكرام:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) ﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 وهل تصدقون أن قراءة سيرة النبي فرض عين، فرض عين لأن الله عز وجل جعل النبي أسوةً لنا، كيف يكون أسوةً لي إن لم أعرف سيرته، كيف عامل أهله، كيف عامل أولاده، كيف عامل بناته ؟ السيدة عائشة سألته قالت له: يا رسول الله كيف حبك لي ؟ قال: كعقدة الحبل ـ أي عقدة لا تفك ـ فكانت من حين لآخر تسأله: كيف العقدة ؟ يقول لها: على حالها.
 هذا سنة، السيدة عائشة قالت عن أختها صفية قصيرة:

 

(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ قَالَتْ وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا فَقَالَ مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا))

 

[ أبي داود ـ الترمذي ـ أحمد ]

 يوجد مدن كبرى في العالم المياه المالحة تمشي في البحر مئتين كيلو متر ومع ذلك البحر طاهرٌ ماؤه وكلمة قصيرة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته، هذه السنة.
 يا أيها الأخوة:
 إذا جلستم مساءً وقرأتم بعض سيرة رسول الله شيء لا يصدق كان عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه أطال السجود لدرجة غير معقولة ظنوه أنه جاء أجله، يوجد صحابي رفع رأسه وجد الحسين راكب فوقه، فلما انتهت الصلاة، يا نبي الله لما أطلت الصلاة ؟ قال عليه الصلاة والسلام:

((ارتحلني ابني هذا فكرهت أن أعجله.))

 انظروا الرقة، كيف الأب في بيته، يوجد آباء إذا دخلوا إلى البيت يتنفس أهله الصعداء، فإذا خرج من البيت يقولون الحمد لله، والله في أب مرض والله لا أبالغ جاء الطبيب قال لهم عرضية، فاصفر وجههم الأولاد لماذا تقول هذا نحن لا نريد عرضية ـ كان بخيلاً ـ نريد مرض خطير ينهيه.
 ليس هناك في الحياة أسعد من أسرة متماسكة، الحياة كلها متاعب متاعب كثيرة جداً ولكن حينما يكون هناك علاقة طيبة جداً بين الزوجة والزوج والأولاد، وابنك كما تتمنى معك على مبادئك وعقيدتك، ودينك، وصلاتك، هذا شيء مسعد ولكن يحتاج إلى جهد.

 

﴿وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) ﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 مازلنا في باب المحافظة على السنة وآدابها، قال تعالى:

 

﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)﴾

 

[ سورة النساء ]

 علامة إيمانك إذا اختصمت مع أخوك أو مع زوجتك وقيل لك هذا حكم الله تقبله أم ترفضه؟ لمجرد أن ترفضه فلا وربك لست مؤمناً.
 بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حكمه سنته فأية امرأة وأي زوج يخالف سنة النبي ويرفضها ولا يقبلها، قال تعالى:

 

﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)﴾

 

[ سورة النساء ]

 أنا ذكرت اليوم في درس خاص أن عظمة الأسرة الإسلامية أن الله بين الزوجين كل طرف يخاف الله أن يظلم الطرف الآخر، وكل طرف يتقرب إلى الله في خدمة الطرف الآخر، وهذه الأسرة وجدت لتستمر إما عن طريق الود وإما عن طريق الرحمة، وإما عن كليهما الود مصلحة، حب، والرحمة مكارم أخلاق، فحينما تنقطع المصلحة بين الزوجين تأتي الرحمة لتحل محلهما أو تجتمعان رحمة وود.
 قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)﴾

 

[ سورة النساء ]

 العلماء قالوا: أولي الأمر منكم هم الأمراء والعلماء، العلماء يعلمون الأمر والأمراء يطبقون الأمر، قال تعالى:

 

﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) ﴾

 

[ سورة النساء ]

 تنازعتم مع علمائكم أو مع أمرائكم فردوه إلى الله والرسول معنى ذلك ما من مشكلة تنشأ في عصرنا إلى نهاية الدوران إلا في الكتاب والسنة حل لها، لأن الله عز وجل قال:

 

﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾

 

[ سورة المائدة ]

 هذا الإسلام كامل نوعاً تام عدداً، يعني عدد القضايا التي عالجها الدين تام، طريقة المعالجة كاملة لذلك:

 

﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) ﴾

 

[ سورة النساء ]

 ثم إن الله عز وجل يقول:

 

﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80)﴾

 

[ سورة النساء]

 مرة النبي صلى الله عليه وسلم عين أمير على سرية، هؤلاء الصحابة قال لهم الأمير أضرموا ناراً عظيمة فأضرموها، قال: اقتحموها، ما هذا الإيمان، قال بعضهم: كيف نقتحمها وقد آمنا بالله فراراً منها، وقال بعضهم الآخر نقتحمها لأن طاعة الأمير طاعة رسول الله، فلما اختلفوا عرضوا أمرهم على النبي فقال عليه الصلاة والسلام:

(( والله لو اقتحمتموها لازلتم فيها إلى يوم القيامة، إنما الطاعة في معروف.))

﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾

[ سورة الممتحنة ]

 يوجد أمر تشريعي، وأمر تنظيمي، وأمر شخصي، الأصل أن لا تعصي الله في أمر تشريعي، قال تعالى:

 

﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) ﴾

 

[ سورة النساء ]

﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80)﴾

[ سورة النساء]

﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) ﴾

[ سورة النور ]

 الآن يوجد عندنا آية تقول:

 

﴿وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾

 

[ سورة المائدة ]

 فليسأل سائل أين يكون بين المؤمنين مشكلة، لا يوجد ود، لا يوجد حب، تعاون، لقاء، ما تفسير ذلك ؟ هل في القرآن الكريم جواب شافي لهذا ؟ الجواب الشافي:فنسوا إلى يوم القيامة.
 لا تنشأ العداوة، ولا ينشأ البغضاء إلا بسبب تفلت الأطراف من منهج الله، تصور إنسانين مطيعين لله يجب أن يكون بينهم حب من أعلى مستوى والدليل قول الله عز وجل:

 

﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) ﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 والله أنا أحياناً هنا في هذه البلدة لو لم أجد أخوة طيبين على ود كبير، تعاون، والله يمتلئ قلبي راحةً وسروراً، هذا هو الأصل لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم.
 الحب بين المؤمنين من خلق الله ولا تنشأ البغضاء والعداوة إلا بسبب التفلت من منهج الله، كل إنسان يعصي الله بقدر معصيته ينشأ عنده تصرفات شاذة، من باب الطرفة الإنسان إذا كان منقطعاً عن الله يلهم الحيونة، يرتكب مواقف شنيعة، قاسية، غير معقولة غير منطقية، أيام يهدم العلاقات بيده، أيام يربي أعداء وهو لا يشعر قال تعالى:

 

﴿الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

 

[ سورة المائدة ]

 هذه العداوة والبغضاء بسبب تقصيرنا جميعاً، تصور أنا أقول لكم هذا الكلام من أعماقي أنتم في أمس الحاجة إلى أن تشكلوا مجتمعاً إسلامياً متكاملاً، عندما ابنك يكون له أصدقاء من بيوت منضبطة أنت مرتاح، ولما ابنك يصادق إنسان منحرف لا تنام الليل، أما إن صادق ابن منضبط من أسرة مسلمة أنت مرتاح، فكلما أنشأتم مجتمع إسلامي متكامل هذا يسعدكم، ويريحكم فلذلك أنا أتمنى على الله عز وجل أن تحافظوا على الود بينكم إلى أقصى درجة، والإنسان قادر أي قضية مشوشة تسيء فهم أخيه تحت قدمه، والنبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد قضية تباعد إلا نهى عنها، ولا يوجد قضية تقرب إلا أمر بها، أمرك أن تطرح السلام، أمرك أن تلبي دعوة أخيك من دعي ولم يلبِ فقد عصى أبا القاسم.
 أمرك أن تزوره، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:

((أتدرون ما حق الجار ؟ إن استعان بك أعنته ))

 بالمناسبة قد يكون الجار غير مسلم لذلك الجار المسلم القريب له ثلاث حقوق، والعادي له حقان حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة، من هو الجار برأي العلماء ؟ أربعين بيت جار، أربعين يميناً، وأربعين شمالاً، وأربعين جنوباً، ويسار، أربع أربعينات، وأربعين إلى فوق، وفي اليابان أربعين إلى تحت.
 هذا هو الجار، إذا كان جار مسلم له حقين، كان أبو حنيفة النعمان له جار مغني، وكان يغني:
 أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وطعان خلس، فلما ألقي القبض عليه فذهب أبو حنيفة بنفسه وأخرجه من السجن، في طريق العودة إلى البيت قال له: هل أضعناك يا فتى. فالجار له حق.
 نحن كجالية إسلامية وفي بلد غريب، والبديل صعب جداً، البديل إنسان متفلت، قلت لكم قصة مرة شاب أحب فتاة فسأل والده فقال له لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري، فصرف النظر عنها وأحب فتاة ثانية، فسأل والده فقال له لا يابني إنها أختك وأمك لا تدري، أحب فتاة ثانية، فسأل والده فقال له لا يابني إنها أختك وأمك لا تدري كان زير نساء، فلما ضجر من أبيه سأل أمه عما حدث، فقالت له: خذ أين شئت فأنت لست ابنه وهو لا يدري.
 هذا هو المجتمع، أنا أقول كلام دقيق احرصوا على أن ينشأ مجتمع إسلامي هنا، إذا ابنك يجب أن يكون له عشر أصدقاء من أبنائكم وأنت مرتاح، البيت منضبط، البيت إسلامي، وفيه صلاة وغض بصر، وانضباط أخلاقي، وفي حياء، وخجل، فكلما أنشأتم علاقات طيبة، وكل شيء يمكن أن يشوش، يجب أن تضعه تحت قدمك، إذا عز أخوك فهن أنت.
يروون أن صفوان ابن أمية التقى بصديقه عمير بن وهب، التقى معه في بناء الكعبة، قال له: يا صفوان لولا أطفال أخشى عليهم العنت، وديون لا أطيق سدادها لذهبت وقتلت محمداً ولأرحتكم منه.
 وصفوان كان غني جداً فانتهزها مناسبة، فقال له: أما أولادك فهم أولادي ما امتد بهم العمر، وأما ديونك فعلي بلغت ما بلغت فامضي إلى ما أردت.
 عمير بن وهب سقى سيفه سماً وارتحل ناقته واتجه ليقتل محمد وطبعاً يوجد معه حجة لدخول المدينه ابنه أسير جاء ليأخذه، فلما وصل المدينة فرأه سيدنا عمر فقال: هذا عدو الله جاء يريد شراً قيده بحمالة سيفه وقاده إلى النبي ـ فسأل والده فقال له لا يابني إنها أختك وأمك لا تدري ـ عليه الصلاة والسلام، قال له: يا رسول الله هذا عمير جاء يريد شراً، سيدنا رسول الله قال له: يا عمر أطلقه فأطلقه، وقال له: ابتعد عنه، فابتعد عنه، قال: ادنو مني يا عمير قال له: سلم علينا، قال عمير: عمت صباحاً يا محمد، قال له: قل السلام عليكم، قال: لست بعيد عهد بسلام الجاهلية، هذا سلامنا نحن، وكان فظاً.
 قال: يا عمير ما الذي جاء بك إلينا ؟ قال: جئت أفك ابني من الأسر، قال له: وهذه السيف التي على عاتقك، قال: قاتلها الله من سيوف وهل نفعتنا يوم بدر ؟ قال: يا عمير ألم تقل لصفوان لولا أطفال أخشى عليهم العنت، ولولا ديون لا أطيق سدادها لذهبت وقتلت محمداً وأرحتكم منه، يقولون: وقف وقال: أشهد أنك رسول الله لأن هذا الذي جرى بيني وبين صفوان لا يعلمه أحد إلا الله وأنت رسوله، وأسلم.
 يقول سيدنا عمر: دخل عمير على رسول الله والخنزير أحب إلي منه وخرج من عنده وهو أحب إلي من بعض أولادي.
 أخوانا الكرام:
 إذا لا يوجد حب شديد بينكم، حب، ود، مسامحة، التمس لأخيك عذراً ولو سبعين مرة.
 التمس له سبعين عذر ولا تعامله بالمثل ولو أخطأ، النبي يقول:

 

(( أمرني ربي بتسع خشيت الله في السر والعلانية، كلمة العدل في الغضب والرضا، القصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني وأعفو عن من ظلمني، وأعطي من حرمني، وأن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً، ونظري عبادة))

 فصفوان كاد قلبه يرقص من الفرح، لأنه سوف يقتله ويخلصه منه فكان يذهب إلى ظاهر مكة ينتظر الركبان والأخبار السارة، انتظر يوم، يومين، أسبوع لا يوجد خبر سار، أن النبي قتل، ثم جاءه الخبر الصاعق عمير أسلم.
 كان عليه الصلاة والسلام بارعاً في قلب أعدائه إلى أصدقاء أعداءه الألداء، أنا والله لا أتكلم من فراغ أتكلم من واقع، إذا كان المؤمنين رواد مركز إسلامي واحد هم غرباء في بلد فيه تفلت شديد فيه بعد عن القيم إذا ما كانوا على ود عالي، على محبة، وولاء مآثرة، وتضحية، هكذا كان أصحاب رسول الله، هل تصدقون المهاجرون لما جاؤوا المدينة ليس في الأنصار مهاجر يقول له هذا نصف مالي فخذه، عندي دكانين خذ أحدهما، عندي بستانان خذ إحدهما، هذا موقف منتهى السخاء، أما موقف المهاجرين منتهى العفة، قال سيدنا ابن عوف لسعد بن الربيع بارك الله لك في مالك ولكن دلني على السوق، يأتي إنسان يجب أن يجد ود، عطف معاونة، يجد كل أخ له خمسين بيت منضبط إذا أولاده اختلطوا مع أولاد أخوه لا يوجد مشكلة.
 قال تعالى:
 فتنة أو عذاب أليم.
 أيها الأخوة:
 هل هناك من سؤال حول موضوع اتباع السنة ؟ وموضوع الأخوة الإيمانية ونحن في أمس الحاجة إليها.

 س ـ ما هو الفرق بين الفرض والسنة ؟
 ج ـ الشيء الذي فعله النبي بشكل مستمر هو فرض، والذي فعله وتركه لحكمة أرادها الله سنة.

 

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا ))

 

[ ابن ماجة ـ أحمد ]

 هذه صيغة واجب، في أشياء أمر بها أمر مع قرينة الوجوب نحن عندنا قاعدة، أمر وجوب قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 في أمر ندب، قال تعالى:

 

﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ﴾

 

[ سورة النور ]

 هذا أمر ندب، إذا ما تزوج ليس عاص، لا يوجد عنده إمكانية أن يتزوج، لا عنده بيت ولا دخل، والآية لو كان وجوب كان كل إنسان ما تزوج عاص، لم يجد فتاة مناسبة، لا يوجد عنده بيت، هذا أمر ندب، قال تعالى:

 

﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾

 

[ سورة البقرة ]

 هذا أمر إباحة إذا إنسان ما أحب أن لا يتسحر يشرب فقط كأس ماء ليس مؤاخذ، قال تعالى:

 

﴿مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) ﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 هذا أمر، الله أمرني أن أكفر ؟ لا هذا أمر تهديد، يوجد عندنا أمر تهديد، وأمر إباحة، أمر ندب، أمر وجوب، هذا الموضوع تجده بشكل مفصل في أصول الفقه.
 أنا قلت مرة علماء المسلمين أمام علماء الأصول عوام، أعلى علم في الإسلام علم أصول الفقه كيف أستنبط الأحكام الشرعية، مثلاً:

 

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا ))

 

[ أحمد ـ أبي داود ]

 كل حديث فيه ليس منا معنى هذا أنه فيه نهي تحريم، بالمناسبة يوجد عندنا فرض، سنة مؤكدة، سنة غير مؤكدة، مستحب، مباح كراهة تنزيهية، كراهة تحريمية، حرام، ما من شيء في الحياة إلا ويجب أن يكون في أحد هذه الأحكام هذا الفقه، يوجد شيء مباح شيء فرض، شيء سنة مؤكدة، سنة غير مؤكدة، كراهة تنزيهية كراهة تحريمية، مباح.
 العلماء عندهم قواعد دقيقة جداً عندما قال النبي الكريم:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا))

 

[ ابن ماجة ـ أحمد ]

 هذا واجب بحسب الصيغة:

 

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا ))

 

[ أحمد ـ أبي داود ]

 ليس منا من غش، الغش حرام، يوجد بكلام النبي كلام توجيه أمر إرشادي، سنة فعلها النبي دائماً سنة مؤكدة، فعلها من حين لآخر سنة غير مؤكدة، هذه مجموعة قواعد معقدة جداً بين قواعد في نص الحديث، بين قواعد في دلاته، قواعد في الحال الذي النبي الكريم فعلها، مثلاً: أنت ومالك لأبيك، إنسان له ابن فعل وكالة فذهب أملاك ابنه وأخذهم، ليس هذا المعنى، المعنى من حق الأب أن يأخذ من مال ابنه بالمعروف، تأخذ حاجتك أما أن يأخذ كل ماله النبي ما فعل أراد بيان عظم حق الأب ولكن ما سمح لك أن تأخذ كل مال ابنك.
 تصور القضاة يضعون على الطاولة الآيات كلها والأحاديث كلها أسباب ورود الأحاديث، أسباب نزول الآيات، الملابسات التعارضات، ينشأ بعد بحث طويل حكم شرعي، الحكم حصيلة دراسة عميقة جداً، يوجد رأي الآن نحن لا نريد الفقه يوجد عندنا نصوص، أحضرت مثل دقيق: لو بلد نفطي معه مليارات أحب أن يفعل معمل طائرات يبدأ من العباس بن فرناس أم من الجانبو ؟ يبدأ من الجانبو لأنها تراكمات بشرية خبرات مئة سنة، من هنا أبدأ، هل من المعقول أن ألغي جهود العلماء خلال ألف وخمس مئة عام علماء كبار، أدمغة، إخلاص، أيام وليالي، وشهور وسنوات أركل بقدمي كل هذا الإنجاز العلمي وأريد النص مباشرةً، النص له ملابسات، له أسباب ورود، أسباب نزول، يوجد تعارض، عام خاص، مقيد مطلق، أشياء معقدة.
 أنا من رأيي إذا اقتنيت كتاب فقه لا تقتني كتاب فقه غير مدلل ابحث عن كتاب فقه مدلل الحكم مع دليله، هذا يعطيك فكر فقهي يوجد كتب من دون أدلة هذه حلال وهذه حرام لماذا ؟ ويوجد كتب فقه مع الدليل هذا الحكم لقول النبي، استنبط أبو حنيفة كذا والشافعي كذا، إذا الإنسان قرأ كتاب فقه مدلل ينشأ عنده فكر فقهي هذا يعينه على متابعة الأمر، مثلاً: قد تجد نص قبل آيات الحجاب لا ينبغي أن تتخذ هذا النص الذي جاء قبل آيات الحجاب دليل، آيات الحجاب جاءت بعد هذا النص، فهذا يعرفه الفقهاء عندهم تواريخ، وعندهم أسباب نزول، أنا لست من أنصار أن تلغي الفقه كله وأن تعتمد على النص كمن يريد أن ينشئ معمل طائرات ويبدأ من العباس بن فرناس نبدأ من أحدث طائرة صنعت.
 س: كيف تتعامل مع الوسائل الإعلانية الحديثة وأقصد في ذلك التلفاز، والفضائيات، الأنترنيت، كما تعلم أن هذه الوسائل سلاح ذو حدين، فإذا أنت تجاهلت نهائياً الإنسان مستواه الفكري وعمقه الفكري لاشك يتضعضع، ولكن هذه الوسائل تحتوي على كثير من الفساد والإباحية، حتى أنك تدخل على مواقع في الأنترنيت يوجد أقنية ممكن أن تتحدث مع أناس بشكل مباشر من جميع أنحاء العالم وخصوصاً للأسف في بلاد إسلامية ـ الخليج، الإمارات، الكويت ـ معظم التعليق الذي وضعوه قبل أن تتحدث معهم يكون محتواه إباحي كيف تتعامل مع هذه الوسائل التي ذو حدين ؟
 ج ـ اسمح لي بمثل، سوف نحضر ملعقة عسل ونذوبها بحلة صبر فإذا أردت أن يدخل إلى بيتك هذا العسل يجب أن تشرب كل هذا الصبر، هذه حقيقة أنا أبحث عن بدائل، أنا أتمنى أن يكون في بدائل إسلامية لهذه الإنجازات العصرية، فإذا لا يوجد بدائل سوف أقيس أهون الشرين.
 سيدنا عمر يقول: ليس خيركم من عرف الخير ولا من عرف الشر، ولكن من فرق بينهما واختار أهونهما. إذا كان عندنا شيء احتمال أن يخلق فساد في الأسرة كبير جداً يجب أن نضحي بالإيجابيات وأن نأخذها من مواقع أخرى، ممكن أن تأخذ أخبار من الراديو، ممكن أن تقتني مجلات راقية جداً، لكن لا ينكر يوجد ثقافة من أماكن أخرى، أنا ليس قدوة ولكن أنا لا يوجد عندي جهاز تلفاز في الشام، وأنا أحمد الله دائماً على أن الجهاز ليس عندي، ولكن ثقافتي جيدة جداً، أقرأ كثيراً، أستمع كثيراً، أما هذا الجهاز نخطر لأنه إذا أريد أن أتكلم شيء صعب جداً.
 الإنسان عنده خطوط دفاع، العمل المسرحي والعمل الفني هذا العمل يخترق حدود دفاع كل أسرة، هو ما يعاني فكرتك، بل هو يقنعك بالانحراف إقناع من باب الإغراء.
 قال: إن الفن الذي يروج الرذيلة، والانحراف، يقضي

تحميل النص

إخفاء الصور