وضع داكن
16-04-2024
Logo
رحلة أمريكا 2 - المحاضرة : 07 - الاستقامة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الكرام:

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا﴾

[ سورة الفجر ]

 كلا أداة نفي وردع، قد تسأل هل أنت جائع ؟ تقول: لا، ولا سمح الله ولا قدر إذا سألت هل أنت سارق ؟ تقول: كلا، إنك بكلمة كلا، لا تنفي بل تنفي وتردع، فالله جل جلاله يقول هذه مقولتكم هذا توهمكم، فأما الإنسان...
 كلا يا عبادي ليس عطائي في الدنيا إكراماً، ولا منعي حرماناً عطائي ابتلاء وحرماني دواء، قد تكون في أعلى درجة من القرب وتقتضي الحكمة أن تحرم شيئاً في الدنيا، وقد تكون أعدى أعداء الله وقد تعطى ما تشاء من الدنيا، الذي ينبغي أن نعلمه علم اليقين أن الدنيا بكل ما فيها من أموال، ومن متع، ومن مراتب، هي أحقر من أن تكون مكافأةً لعبد أو أن يكون الحرمان منها عقاباً لعبد.

 

(( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ))

 

[ الترمذي ـ ابن ماجة ]

 ماذا نسمي حظ المال ؟ أقول كلمة حظوظ، المال حظ، الذكاء حظ، الوسامة حظ، المكانة الاجتماعية حظ، الزوجة التي تروق لزوجها حظ، الأولاد حظ، الأولاد حظ، هذه الحظوظ ما فلسفتها ؟ قالوا: الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، يعني أعطاني مال، لو سألت نفسي هل هذا المال نعمة ؟ الجواب لا، هل هو نقمة، الجواب لا، إنه موقوف على طريقة إنفاقه، ليس نعمةً ولا نقمةً ولكنه ابتلاء فإذا أنفق في طاعة الله انقلب إلى نعمة، إذا انفق في معصية الله انقلب إلى نقمة حظ المال.
 حظ الذكاء، قد يستخدم الذكاء في الإيقاع بين البشر، في كسب المال الحرام، في العلو في الأرض وقد يستخدم الذكاء في خدمة الخلق، وفي تحقيق مصالح الناس، وفي إكرام الناس، الذكاء ليس نعمةً ولا نقمةً ولكنه ابتلاء موقوف على طريقة استخدامه.
 العلم هل هو نعمة، لا، نقمة، لا، ابتلاء موقوف على طريقة استخدام العلم، يقول الله عز وجل:

 

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾

 

[ سورة العلق ]

 العلم ينبغي أن يتجه إلى معرفة الخالق، هذا هو العلم النافع، وأما العلم الذي يتجه إلى كسب المال فهو حرفة من الحرف، حرفة من هذه الحرف التي لا نهاية لها في الأرض، النقطة الدقيقة أن يا عبادي ليس عطائي إكراماً ولا منعي حرماناً، هناك من يتوهم أنه لمجرد أن تكون غنياً فالله يحبك، لا، الله عز وجل أعطى المال لمن لا يحب، أعطاه لقارون، لمجرد أن تكون قوياً فالله يحبك الجواب لا، أعطى الملك لفرعون وهو لا يحبه، ولكن دقق، قال تعالى:

 

﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)﴾

 

[ سورة القصص ]

 من شيء، قال تعالى:

 

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77)﴾

 

[ سورة النساء ]

 أيها الأخوة:
 كلام دقيق في المجتمعات البشرية أقوياء وأتقياء، فالأتقياء ملكوا القلوب بكمالهم، والأقوياء ملكوا الرقاب بقوتهم، وكل إنسان تابع لقوي أو لنبي، إن كنت تابعاً لنبي فقوتك هو الكمال، تملك القلوب ولا تملك الرقاب، إن كنت تابعاً لقوي تملك الرقاب ولا تملك القلوب وشتان بين من يملك القلوب بكماله وبين من يملك الرقاب بقوته، هذا الوهم الذي يقع فيه معظم الناس أن الحظوظ إذا أصابت الإنسان فإن الله يحبه، هذا وهم باطل، لكن الحظوظ إذا منحت للإنسان ووظفها في الخير فهو عند الله في مكان علي، لذلك النقطة الدقيقة قال تعالى:

 

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 قصة منتزعة من الواقع، زرت مرة أحد الأشخاص لعلاقة تجارية زرته في بيته فإذا به يصف هذا البيت وصفاً غير معقول، مساحته من أين اشترى هذا الأثاث، من أين اشترى هذا البلاط، من أين... ضقت به ذرعاً فقلت له: ذكرت له بيتاً قميئاً في طرف من أطراف دمشق، رطوبة، وظلام، قلت له وازن بين البيتين، وازن بين جندي وبين رئيس أركان، بين ممرض فقير، وبين طبيب كبير بين بائع متجول، وبين غني كبير، ألهمت أن أسوق له موازنات عديدة في شتى مرافق الحياة، قلت له: اسمع قوله تعالى:

 

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 مرات بالدنيا واسعة جداً بائع متجول يوازن مع رئيس غرفة تجارة ممرض يعاني من ضيق الدخل ومن مناظر لا تحتمل من المرضى مع أعلى طبيب في المستشفى مع مدير المستشفى، تاجر كبير مع بائع صغير، معلم ابتدائي في قرية مع أستاذ في الجامعة، جندي يحرس في ليلة باردة مع رئيس أركان.
 أيها الأخوة:
 لابد من هذه الملاحظة مرتبة الدنيا منقطعة، مرتبة الآخرة دائمة فهذا الذي يبحث عن مرتبة منقطعة ويدع مرتبةً دائمة في عقله خلل مرتبة الدنيا قد لا تعني شيئاً وقد تعني العكس، مرتبة الآخرة تعني كل شيء فلذلك يوجد شيء في الدين أساسي حينما تؤمن بالآخرة تنقلب كل المقاييس، قبل الإيمان بالآخرة لك مقاييس، مقاييس عجيبة مقاييس الأخذ لا العطاء، مقاييس الاستمتاع لا بذل الجهد، مقاييس العلو لا من طريق العمل الصالح بل من طريق السيطرة، إذا آمنت بالآخرة انعكست المقاييس، ترى السعادة كل السعادة في العطاء لا الأخذ، في بذل الجهد لا في استهلاك جهد الآخرين، في التواضع لا في الكبر، في الإنصاف لا في الجحود، في العطاء لا في الأخذ.
 المشكلة أن أركان الإيمان خمسة، أكثر ركنين تلازما في القرآن الإيمان بالله واليوم الآخر، حينما تؤمن باليوم الآخر انقلبت كل المقاييس، قبل الإيمان بهذا اليوم الذكاء هو أن تأخذ، بعد الإيمان بهذا اليوم الذكاء هو أن تعطي، قبل الإيمان بهذا اليوم الذكاء هو أن تستهلك جهد الآخرين، هؤلاء الأقوياء الذين يستخدمون جهد الضعفاء ويبنون مجدهم على أنقاض الضعفاء وغناهم على فقرهم، وقوتهم على ضعفهم، وأمنهم على خوفهم، بل يبنون حياتهم على موتهم هؤلاء توهموا أنهم أذكياء وأنهم أقوياء، وأنهم ملكوا المجد من كل أطرافه، أما حينما يرون الحقيقة هي أن السعادة الكبرى في أن تعطي لا أن تأخذ وأن تتواضع لا أن تستعلي، وأن تقدم خدماتك للآخرين لا أن تستهلك جهد الآخرين، الآية دقيقة جداً:

 

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)﴾

 

[ سورة الفجر ]

 الآن يوجد عندنا شيء، هذا الشيء هو أن الوقت الذي هو غلاف عمله، الإنسان وقت، الإنسان بضعة أيام هو في الحقيقة وقت أو في الحقيقة هو رأس ماله هو الوقت، أو أثمن شيء يملكه هو الوقت هذا الوقت إما أن ينفق استهلاكاً وإما أن ينفق استثماراً، حينما تأكل وتنام وتعمل وتكسب المال هذا الوقت أنفق استهلاكاً، أما حينما تعمل في الوقت عملاً ينفعك بعد مضي الوقت، حينما تؤمن، حينما تعمل صالحاً، حينما تدعو إلى الله، قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾

 

[ سورة فصلت ]

 أي حينما تعمل عملاً ليس لك به مصلحة مباشرة انظر صباحاً في الساعة الثامنة الطرق مزدحمة، السيارات كثيفة جداً، كل إنسان يتجه إلى شيء، قال تعالى:

 

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)﴾

 

[ سورة الليل ]

 هذا الذي يسعى لمعرفة الله، يسعى لمرضاة الله، يسعى لعمل صالح ينفعه في القبر.
 أيها الأخوة:
 الإسلام كل لا يتجزء، الإسلام وحدة، أكاد أقول ولا تأخذوا على كلامي تدقيقاً لعل الإسلام منهج تفصيلي فيه مئة ألف بند هذا الذي يصلي ويصوم، ويحج، ويزكي، نفذ أربع بنود من مئة ألف بند منهج كامل، أما حينما نطبق هذا المنهج والله الذي لا إله إلا هو تشعر براحة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، بالمناسبة الحالة النفسية مهمة جداً ترى شخص يوجد عنده قوة بنفسه، عنده تفاؤل، عنده أمن، طمأنينة، قال تعالى:

 

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 ما الأمن ؟ مثل: رجل راكب سيارته من ديتروي إلى ديربون مثلاً العجلة الاحتياط فيها خلل غير جيدة، في هذا الطريق ساعة يعيش قلقاً شديداً، وصل إلى ديربون وما صار معه شيء ولكن فقد الأمن هو حقق السلامة وما صار معه شيء ولكنه فقد الأمن.
 حالة ثانية: لو أن هذه العجلة فيها خلل ولكنه لا يعلم شعر بالأمن.
 حالة ثالثة: العجلة فيها خلل ابنه أصلحها ولم يخبره، بقلق شديد.
 قضية الأمن تخلق في النفس، الله عز وجل يخلق الخوف، يخلق القلق، لأن الله عز وجل فيما يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:.... قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ قَالَ عَفَّانُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

 

[ أحمد ]

 ما الحكمة في ذلك ؟ الله عز وجل رب كريم يعيننا على أنفسنا بأم قلوبنا بين أصابعه يقلبها إما أن يملأها أمناً، وإما أن يملأها خوفاً الإنسان حينما يتخذ قراراً صحيحاً يملأ الله قلبه أمناً، قال تعالى:

 

﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) ﴾

 

[ سورة الحجرات ]

 لو الإنسان عنده دقة ملاحظة مع قلبه يشعر أنه حينما يصطلح مع الله، يمتلئ قلبه أمناً، حينما يصطلح مع الله يمتلئ قلبه سعادةً حينما يصطلح مع الله يمتلئ قلبه قوةً، الذي يلفت النظر هؤلاء الصحابة الكرام حياتهم خشنة في قلوبهم من الإيمان والقوة والثقة بفضل الله عز وجل ما لو وزع على أهل العالم كلهم لكفاهم، وقد تجد إنساناً في أعلى درجات القوة، في أعلى درجات الغنى قلبه فارغ لذلك دققوا في قول الله تعالى:

 

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 لو قال الله عز وجل أولئك الأمن لهم معنى ذلك أنه لهم ولغيرهم أما حينما يقول الله عز وجل:

 

﴿أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 أي لهم وحدهم على سبيل القصر، يعني كل واحد منا ينتاب قلبه شعور الرضا فيرتاح، ينتاب قلبه شعور القلق فيتألم ألماً شديداً، قال تعالى:

 

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 حالة المؤمن الصادق، الطائع، المستقيم، تنعكس استقامته شعوراً بالأمن، شعور بالرضا، هذا الذي يبحث عنه المؤمن وهذا سر سعادة الإنسان، قال تعالى:

 

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا﴾

 

[ سورة الفجر ]

 كلا ليس عطائي حرماناً ولا منعي حرماناً، عطائي ابتلاء وحرماني دواء، إذاً مقياس التفوق ليس الدنيا، مقياس التفوق طاعة الله عز وجل.
 أيها الأخوة:
 من سابع المستحيلات أن تطيعه وتخسر، أو أن تعصيه وتربح وكل من يتوهم خلاف ذلك فقد ضل سواء السبيل، ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ومن ابتغى أمراً بمعصية كان أبعد مما رجا وأقرب مما التقى ولكن، ولكن لأن الدنيا دار ابتلاء، ولأن الله عز وجل يقول:

 

﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)﴾

 

[ سورة العنكبوت ]

 لأن الدنيا دار ابتلاء لابد من أن يمر المؤمن بمراحل ثلاث مرحلة التأديب، مرحلة الابتلاء، مرحلة التكريم، الإمام الشافعي سؤل أندعو الله بالابتلاء أو بالتمكين ؟ قال: لن تمكن قبل أن تبتلى يعني الإنسان حينما يلاحظ قلبه، يلاحظ ما في قلبه من مشاعر حينما يلاحظ أنه مع الله أو بعيد عن الله بدأ يعالج نفسه معالجة صحيحة، وحينما يمتلئ القلب إيماناً، وأمناً، وسعادةً، وطمأنينةً تقطف ثمار هذا الدين، والدين منهج تفصيلي.
 الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم، عقد باباً في الاستقامة بدأه ببعض الآيات، قال تعالى:

 

﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾

 

[ سورة هود ]

 يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت ))

 

[ الترمذي ]

 يعني شيبته سورة هود، وقال العلماء شيبه من سورة هود قوله تعالى فاستقم كما أمرت.
 كل ما في الدين من ثمار، ثمار نفسية، ثمار اجتماعية، ثمار جمالية، ثمار مادية، ثمار بشتى المجالات، هذه الثمار لا تقطف إلا بالاستقامة على أمر الله، دقق في قوله تعالى:

 

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾

 

[ سورة طه ]

 لا يضل عقله ولا تشقى نفسه:

 

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 اجمع الآيتين، من يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، ولكن لماذا ترى المؤمن متعلق بطاعة الله تعلقاً شديداً ؟ قد تسأل ألأن الدين حق ؟ هو حق، ألأن الدين أعطاك تفسيراً دقيقاً للكون والحياة والإنسان ؟ هو كذلك، لكن هذا لا يكفي، ما كل قناعة تحرك الإنسان، ما كل فكرة تروق للإنسان تدفعه إلى العمل، ولكن في ما أرى أن الذي يشد الإنسان إلى الدين هو أن لمجرد اصطلاحه مع الله تلقى من الله معاملة خاصة.
 قلت اليوم لأحد أخوتنا الكرام مستحيل، مستحيل، ثم مستحيل أن تختم ود الله عز وجل ثم لا يلقي في روعك أنه يحبك بطريقة أو بأخرى، أي هذا الذي له صلة مع شخص قوي، معه صورة، معه رقم هاتفه، يمشي بالعرض، فكيف إذا كان الله عز وجل هو وليك قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)﴾

 

[ سورة مريم ]

 أي الإنسان جرب ود الخلق، جرب كل ما في الدنيا من متعة فهل ذاق طعم القرب ؟

 

أطــع أمـرنـا نـرفـع لأجـلك حـجبنـــــــا  فــــإن منحنــا بالرضــا من أحبنا
و لــذ بـحـمانــا و احــتمي بجــنابنــــا  لنحميـــك ممـا فيه أشرار خلقنــا
وعـــن ذكـــرنا لا يشـغـلــنـك شــاغــل  وأخلص لنا تلقى المسرة و الهنا
وســلم إلينا الأمــر في كـل مـا يكـــــن  فمـــــا القرب و الإبعاد إلا بأمرنا
فلوشاهدت عيناك من حسننا الذي رآوه  لمــــا ولـــــيت عنـا لــــغيرنـــا
ولو ســمعت أذناك حســن خطابنـــــــا  خلعت عنك ثياب العجب و جئتنــا
ولو ذقــت مــــن طــــعم الــمحبة ذرة  عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــا
ولــــو نســــمت من قـربنا لك نــسمة  لــــمت غـــريباً و اشتياقاً لقربنــا
***

 فما حبنا سهل.
 أخوانا الكرام:
 الدين حب، بأن خلق الكون أساسه الحب، يحبهم و يحبونه أحبك قبل أن تحبه، أحبك فمنحك نعمة الوجود، أحبك منحك نعمة الإيجاد، أحبك منحك نعمة الإمداد، أحبك منحك نعمة الهدى و الرشاد، أحبك لأنه خلقك و لأنه أمدك و لأنه هداك إليه، فالكون مبني على الحب، و الحب محرك، و العلم مقود، مقود بلا محرك لا معنى له، سيارة بلا محرك أما مقودها جيد فالمقود لا معنى له الآن محرك بلا مقود على الوادي، فلا بد من مقود و لا بد من محرك، فالعلم مقود و الحب هو المحرك، أحياناً يضعف الحب تضعف الصلة بالله، يضعف الولاء لله، يضعف الإقبال على الله تغدو حياة الإنسان مملة.
 أخوانا الكرام:
 هناك نقطة دقيقة جداً جداً، الإنسان نفسه لانهائية، لا يملؤها إلا هدف لانهائي، دققوا الإنسان حينما كان فقيراً اغتنى، اشترى بيتاً فخماً، أكل أطيب الطعام، ذهب إلى حيث يشاء، يشعر بملل يشعر بسأم، ما تفسير هذا السأم ؟ لأن أكبر هدف ارتكبه أنه اختار هدفاً محدوداً و نفسه مهيأة لهدف كبير، لمجرد أن يختار هدفاً كبيراً يسعد، لذلك المؤمن لا يشيخ، يزداد عمره، ينحني ظهره، يضعف بصره، و لكنه لا يشيخ، يبقى شاباً، و قد تجد إنساناً بلا هدف متقدم في السن و هو في سن مبكرة، البطولة أن تختار هدفاً لانهائياً إنه الله عز وجل، لذلك أحد الشيوخ الكبار الذي بدأ في الدعوة إلى الله في سن الثامنة عشر في دمشق و توفاه الله في السادسة و التسعين و هو يدرس و يُعلم، كما يُروى كان منتصب القامة، حاد البصر، مرهف السمع، و له زوجة أي عاشت معه إلى هذا العمر فكان إذا سئل: يا سيدي ما هذه الصحة التي أكرمك الله بها ؟ كان يقول: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً، الإنسان أحياناً يقول لك: أنا كبير في السن مادام القلب ينبض فالفرصة مفتوحة أمامك، كنت في العمرة مرة سمعت قصة من صديق لي بجدة، رجل بدوي له أرض بشمالي جدة فلما توسعت جدة و اقتربت من أرضه فكر أن يبيعها، نزل إلى السوق و دخل إلى مكتب عقاري و كان أصحاب هذا المكتب ثلاثة و هو خبثاء جداً، استطاعوا أن يأخذوا الأرض بربع قيمتها، بثمن بخس بذكاء أوهمه قال له: هذه الأسعار، باعهم إياها، أنشأوا عليها بناءً شامخاً أكثر من عشر طوابق في جدة ـ القصة واقعية ـ هم شركاء ثلاثة، أول شريك وقع من أعلى البناء فنزل ميتاً، و القصة في جدة مشهورة، الشريك الثاني مات بحادث سير، انتبه الثالث فبحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى التقى به و نقده الثمن ـ أي الفرق ـ فقال له هذا البدوي: ترى أنت لحقت حالك.
يا أخوانا مادام القلب ينبض فلحقوا حالكم، أنا سألحق حالي، يوجد قصة ذكرها أحد علماء دمشق و الله صعب أن تصدقوها و لكنها واقعة، رجل من صعيد مصر اسمه زكريا الأنصاري أرسل ابنه إلى الأزهر ليتعلم العلم الشرعي، نال الشهادة و عاد إلى قريته عالم، و خطب، هذا الأب عمره خمسة و خمسون عاماً اشتهى أن يكون كابنه القصة هكذا سمعتها من عالم من علماء دمشق الكبار، ركب حمارته من صعيد مصر اتجه نحو الأزهر و سأل بالقاهرة أين الأزعر ؟ لا يعرف اسمه، دلوه عليه، هذا الرجل بدأ تعلم اللغة العربية القراءة و الكتابة في الخامسة و الخمسين ثم قرأ القرآن ثم حفظ القرآن و ما مات إلا شيخ الأزهر زكريا الأنصاري، مات في السادسة و التسعين شيخ الأزهر، إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلما تنقضه الأيام إذا كان صادراً حقاً عن إرادة و إيمان، ماذا قال الله عز وجل:

 

 

﴿كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 ما أنت فيه هو صدقك، و ما لم تصل إليه هو تمنياتك، و الله عز وجل لا يتعامل بالتمنيات أبداً، كلنا جميعاً نتمنى أن نكون أغنياء نتمنى جميعاً أن نكون في الجنة، و لكن التمنيات شيء و العمل شيء آخر و الدليل قوله تعالى:

 

﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 عظمة الآية لم يقل ما سعى لها، قال: و سعى لها سعيها، الآخرة لها سعي خاص، و الإنسان إذا شمر ورد في الحديث الصحيح:

 

(( شمروا فإن الأمر جد، و تأهبوا فإن السفر قريب، و تزودوا فإن السفر بعيد، و خففوا أثقالكم فإن في الطريق عقبة كؤود، و أكثروا الزاد فإن السفر طويل، و أخلصوا النية فإن الناقد بصير ))

 قضية الدين قضية مصيرية، أي أحياناً الإنسان يحب أن يضيف إلى متعه الدنيوية متعة الدين، جرب كل شيء و سيجرب الدين الأمر أخطر من ذلك، الأمر أخطر من أن تطرب لآية أو لحديث أو قصة ممتعة أو كلام طيب في الدين، الأمر مصيري، مرة كان لي درس في جامع العثمان و لا يزال يوم الاثنين فأنا جالس في المحراب أمامي كتاب، قدرت طوله خمسة و عشرين سنتمتر، قلت واحد هنا و كل ميلمتر صفر فسيكونوا خمسة و عشرين صفراً، أول ستة مليون، ثاني ستة مليون، ثالث ستة مليون مليار إلى آخره فالأصفار كم هذا الرقم ؟ فأمامي باب الجامع قلت لو أن هذه الأصفار إلى باب المسجد، أمامي ساحة شمدين لو أن هذه الأصفار إلى هذه الساحة، كملت في خيالي إلى النبك، لحمص، لحماة، لحلب لأنقرة، لموسكو، للقطب الشمالي، درنا و لفينا اللفة عدنا إلى مكة قطب جنوبي، أي لو أن واحد بدمشق و الأصفار أربعين ألف كيلو متر كم هذا الرقم ؟ لو واحد بالأرض و أصفار إلى الشمس مئة و ستة و خمسين مليون كيلو متر كل ميلي صفر هذا الرقم إذا نُسب إلى اللانهاية صفر، اسألوا أخوانا الرياضيين، أي رقم مهما بدا كبيراً إذا نسب إلى اللانهاية فهو صفر، الآخرة لانهاية، فالدنيا مهما تكن محدودة تنتهي، الإله العظيم عطاؤه أعظم و أجل من أن يأخذه منك عند الموت، هنا المشكلة، قال تعالى:

 

 

﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) ﴾

 

[ سورة الإنسان ]

 ملك الدنيا ينتهي عند الموت، كل مخلوق يموت و لا يبقى إلا ذو العزة و الجبروت.

 

و الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر  و العمر مهما طال فلا بد من نزول القبر
***
و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته  يوماً على آلة حدباء محمول
فإذا حملــــت إلى القبـــور جنازة  فاعلــــم بأنـــك بعدها محمول
***

 أي التفكير بالموت تفكير واقعي، من من حدث أشد واقعية من مغادرة الدنيا، و الإنسان أحياناً حينما يقترب أجله و ليس مستعداً ينسى الحليب الذي رضعه من أمه، فالبطولة أن تصل إلى هذا اليوم و أنا مستعد له، فلذلك قال تعالى:

 

 

﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)﴾

 

[ سورة هود ]

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) ﴾

[ سورة فصلت ]

 و الله أيها الأخوة هذه الآية وحدها ألا تخافوا و لا تحزنوا، هذه الآية تغطي الزمن كله، لا تخافوا من المستقبل، و لا تحزنوا على الماضي، أنت الآن بلحظة الحاضر، الماضي مغطى بعدم الحزن و المستقبل مغطى بعدم الخوف.
 و الآية الثانية:

 

﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾

 

[ سورة طه ]

 فالذي يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله و لا تشقى نفسه و لا يندم على ما فات و لا يخشى مما هو آت.

 

﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 تصور إذا كان الله معك فمن عليك، و الله بأي مكان بأقصى الدنيا، بالشرق الأوسط، بأمريكا، بالبحر، بالجو، إذا كان الله معك فمن عليك، قال تعالى:

 

﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) ﴾

 

[ سورة فصلت ]

إذا كنت في كل حال معي  فعن حمل زادي أنا في غنى
***

 أنا أريد أن أؤكد الإنسان بعد أن يصطلح مع الله، بعد أن يتوب إليه توبة نصوح، يشعر أن الله معه دائماً، يشعر أنه قوي، القوة آتية من أن الله عز وجل يلقي في روعك أنه معك، إذا كان الله معك فمن عليك، و إذا كان عليك فمن معك.

 

﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 نحن عندنا نظامين، كيف أن هذه الساعة ساعة رقمية، عندنا ساعة بيانية، هل توازن الساعتان ؟ كل نموذج بنظام، هنا نظام العجلات و الراصور و النابض، هنا نظام الصحيحة التي فيها مادة معينة كريستال، فيها كومبيوتر تقريباً، هذه نظام و هذه نظام الآخرة نظامها العطاء قال تعالى:

 

﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) ﴾

 

[ سورة فصلت ]

 اطلب تعطى، إذا رجل له ابن بأمريكا، إذا أراد أن يراه عنده ركب سبع عشرة ساعة بالطيارة، أما بالآخرة:

 

﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)﴾

 

[ سورة الصافات ]

 طلب:

 

﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)﴾

 

[ سورة الحاقة ]

 أي شيء تطلبه تراه أمامك، هذا نظام الآخرة، نظام الدنيا نظام الكد و السعي، حتى الإنسان يصل إلى شيء يكون بذل كل شيء، و قد يكون الإعداد للحياة أطول من المدة التي سوف يستمتع بالحياة بالأربعين حتى يبدأ يقطف الثمار، معترك المنايا بين الستين و السبعين معنى هذا الإعداد ضعف في الاستهلاك و هذا شيء فيه غبن فاحش.

 

(( عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ ))

 

[ الترمذي، ابن ماجة، أحمد، الدارمي ]

 يوجد للحديث تتمة قال: أريد أخف من ذلك، فقال عليه الصلاة و السلام: إذاً فاستعد للبلاء.
 لو فرضنا فرض شخص أتى مهندس قال له: أحتاج إلى بناء بيت قال له: تحتاج إلى كذا إسمنت و كذا حديد، قال له: كثير الحديد ـ أنا فقيرـ بلا ثمانية ميلي دعهم ستة ميلي، بلا طن نصف طن، هذا علم البناء يتضعضع، فإذا قلت لي أريد أخف من ذلك قلت لك: استعد للبلاء، أنت مخير قال تعالى:

 

﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُم﴾

 

[ سورة فصلت ]

 ذكرت قبل يومين الاستقامة حدية، أما العمل الصالح نسبي، لك أن تفعل ما تستطيع، أما في أمور الاستقامة لا يوجد حل وسط الاستقامة ليست قابلة للتفاوت أبداً، مستقيم أو غير مستقيم، كمستودع الوقود السائل محكم أو غير محكم، إن شاء الله محكم لا يوجد هذا إما أنه محكم أو غير محكم، العجيب أننا في عصر ثورة معلومات تجد مدينة في أقاصي الدنيا عندها من الدروس الدينية و الخطب و الأشرطة و الفيديو و المؤتمرات و الكتب أي يوجد ثورة معلومات لكن التطبيق ضعيف، رجل تركي اشترى كيلوان من اللحم عنده دعوة جاء قط و أكل له إياهم، شعر بضيق ينتمى أن يمزقه، القط له ورد جلس و بدأ يخرخر ـ العوام يسمونه ورد ـ نظر إليه قال له: أوراد شوك أمانات يوك، فالآن يوجد ثورة معلومات لكن تطبيق يوك الصحابة الكرام كانوا معلومات بسيطة لكنها مطبقة، الإنسان يتألق من التطبيق و ليس بجمع المعلومات:

 

(( عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ..... فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، قال له: كفيت ))

 

 نحن عندنا ستمائة صفحة قرآن كريم و عندنا ستمائة ألف حديث وعندنا كتب فقه و عندنا أصول و عندنا عقيدة و عندنا تاريخ التشريع و التشريع المقارن، المكتبة الإسلامية فيها شيء لا يصدق، آية واحدة قال له: كفيت، فقال عليه الصلاة و السلام فقه الرجل، معقول آية مثلاً:

﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33) ﴾

[ سورة النساء ]

 ألا تكفي ؟ و الله تكفي، لو رجل قال لك: هاتفك مراقب، تعد للألف قبل أن تقول كلمة على الهاتف، هذا الواقع، و قوله:

 

﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾

 

[ سورة الفجر ]

 ألا تكفي:

 

﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17)﴾

 

[ سورة الإسراء ]

 أعرابي آية واحدة قال: كفيت، قال عليه الصلاة و السلام: فقه الرجل، فالقضية قضية مصيرية، هناك قضايا ثانوية، أما يوجد قضايا أساسية، هذا الأبد الذي سوف أصل إليه أين مكاني منه ؟ علاقتك بالله في الدنيا، تطبيقك لمنهج الله في الدنيا يحدد مكانك في الأبد، فأرجو الله سبحانه و تعالى أن أكون قد وفقت في هذا الدرس إلى تسليط الضوء على معنى الاستقامة.
 و الحمد لله رب العالمين.
 س ـ عن كلمة كلا، كلا بل لا تكرمون اليتيم و لا تحاضون على طعام المسكين.......؟
 ج ـ هناك نقطة دقيقة بالقرآن، القرآن من إعجازه أن الآية لها سباق و سياق و لحاق، إذا نزعتها من سياقها و سباقها و لحاقها فهي قانون، مثلاً:

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾

 

[سورة الطلاق ]

 هذه الآية يمكن أن يكتب عنها مجلدات، أولاً: أنا متى أبحث عن مخرج ؟ إذا وجدت كله مغلق، الباب مفتوح لا أحد يسأل أين المخرج ؟ هذا باب ثاني، هذا باب ثالث، مادام هناك أبواب مفتحة لا أقول أين المخرج، أما متى أقول أين المخرج ؟ حينما أرى الأبواب كلها مغلقة، فالله تعالى قال:

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾

 

[سورة الطلاق ]

 لحكمة إلهية يريدها الله، أحياناً يغلق عليك كل الأبواب من أجل أن تنظر إلى الأعلى يا رب، مادام هناك باب مفتوح عينك بالباب فإذا أُغلقت الأبواب كلها توجهت إلى الله، الله غيور أحياناً يريدك أن تتجه إليه، يُغلق أمامك كل الأبواب إغلاق تربوي، يوجد مرة يقولوا السلطان عبد الحميد يوجد شخص من دمشق فقير جداً أي لا يوجد دخل له إطلاقاً، له قريب أي مثل مدير مكتب السلطان عبد الحميد، فهذا شد الرحال له أنه يدبر لي عمل، له مكانة كبيرة هناك ركب القطار من دمشق إلى استنبول و القطار كان يعمل على الحطب وصل إلى استنبول و زار هذا القريب و رحب به، أسكنه في البيت أكرمه، جاء هذا القريب و قدم استدعاء إلى السلطان، السلطان لم يوقعها وضعها في أسفل المعاملات، ثاني يوم أعاد الكرة بالأسفل ثالث يوم بالأسفل، رابع يوم بالأسفل، يبدو أن هذا القريب على معرفة بالله ماذا رأى ؟ أن هذا الشخص واضع كل ثقته بقريبه و نسي الله عز وجل، فأوحى إلى خادم قال له: اطرده، دخل لعنده و قال له: الضيافة ثلاثة أيام و أصبح لك شهر اذهب من هنا، ذهب لا يملك مالاً أبداً فقير جداً، أصبح بالطريق يبكي، بكى بكاءً قال له: الحقه و انظر له أين ينام، دخل إلى خان و نام، ثاني يوم وضع هذه المعاملة فوقعها السلطان، بعث وراءه و قال له: صار لك شهراً متكل علي فالطريق مسدود و عندما يئست مني الله يسر، هذه قصة مهمة جداً يا أخوانا الكرام بحياة كل واحد منا يومين، يوم حنين و يوم بدر، في بدر قالوا الله:

 

﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 أي مفتقرون، الصحابة هم هم، و النبي بين ظهرانيهم:

 

﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾

 

[سورة التوبة ]

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾

[سورة الطلاق ]

 إن نزعناها من سياقها يتحدث عنها سنوات، الآن أرجعها إلى سياقها: من يتقي الله في تطليق زوجته يجعل الله له مخرجاً في إرجاعها، إذا كان طلقها طلقة واحدة لها إليه سبيل، أما كل ما حللك شيخ يحرمك عشرة مرة واحدة بالثلاثة، هذه طلق طلاقاً بدعي خلاف السنة فهو وقع في مشكلة، فأنا هذه الآيات الآن نزعناها من سياقها أما لو أعدناها إلى سياقها لها سياق آخر، القرآن كله هكذا مثلاً:

 

﴿وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُم﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 هذا كلام اليهود، انزع الآية قانون، القضية أن القرآن فيه إعجاز الآية وحدها انزعها من سياقها تعطي معنى، أرجعها لسياقها معنى ثاني، أوضح مثل:

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾

 

[سورة الطلاق ]

 س ـ هل يستدل من قوله تعالى: و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص في الأموال و الثمرات و بشر الصابرين، على أن الخوف جزء من الحياة الطبيعية..........كيف يمكن للإنسان أن يستغنى عن الطمأنينة ؟
 سؤال دقيق بارك الله بك، في أصل خلق الإنسان ثلاث نقاط ضعف منها أن الإنسان شديد الخوف و شديد الحرص و عجول، هذه النقاط نقاط الضعف في أصل خلق الإنسان لصالح إيمانه كيف ؟ إذا الإنسان لا يخاف و أحب الله أن يؤدبه لا يتأدب، أما لو أنه وجد التقرير ليس الورم سليم جداً يبرك، يخاف الإنسان، هل هذا صح أم خطأ ؟ هل يوجد أحد يهرب منها كلنا ؟ تحت رحمة الله كلنا، قد ما كان الرجل عارف، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19)﴾

 

[ سورة المعارج]

 هذا ضعف في أصل خلقه لمصلحته، لأني أخاف أتوب، لأني أخاف أصلي، لأني أخاف أؤدي الحقوق، لأني أخاف أخاف من النار، فهذا الخوف خوف طبيعي جداً، هذه الخوف أما المنوع لأني أحب المال إنفاقه أرقى به، المال ليس له قيمة، لو المال مثل التراب لا أرقى بإنفاق المال، لأن المال محبب إنفاقه أرقى به، الآن أنا عجول لو خُلقت مهولاً لا أرقى بمآثرة الآخرة أما الإنسان يريد شيء على النار إما أن يجد متعة أمامه، بيت أمامه، سيارة أمامه منصب أمامه، ينسى الآخرة، يأتي االمؤمن يركل هذا بقدمه و ينتظر وعد الله في الآخرة يرقى، فالإنسان عجول و هلوع أي شديد الجزع و منوع، هذه صفات ضعف في الإنسان، الآن فإذا اتصل بالواحد الديان قال:

 

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)﴾

 

[ سورة المعارج ]

 المؤمن يخاف أحياناً، الله يخوفه تأديباً، يُخيفه ليدفعه إلى بابه يُخيفه ليزيده قرباً من الله عز وجل، مرة قال لي رجل قال:أريد كلاماً مختصراً مفيداً، لماذا الله خلق هذه الأشياء المخيفة في الأرض؟ يوجد أشخاص أشرار، يوجد حيوانات مخيفة، يوجد عقرب، يوجد أفعى، يوجد أمراض وبيلة، هذا معروف قلت له ملخص الملخص الملخص الطفل الصغير كل ساعاته مع أمه، و كل أمنه مع أمه، و كل سروره مع أمه، إذا ترك يد أمه يأتي الكلب و يعوي عليه، أي ارجع إلى أمك هذا ملخص الملخص، فكل ما وجد شيئاً مخيفاً يذهب إلى الله، التجئ إلى الله، كن مع الله، مرة قال لي رجل ممكن أن تلخص لي دعوتك بكلمتين ؟ قلت له: إما أن تأتي راكضاً و إما أن يأتي بك هو راكضاً، اختر واحدة، الله يعرف أن يعالج، معالجته دقيقة جداً، يعرف أين يؤلمك ؟، فتعال لوحدك راكضاً أفضل من أن يأتي بك هو راكضاً.
 س ـ نحن مررنا بطريق الخوف و بالشدة و التشرد و الضعف بكل الأمراض التي تتصل بالأمور هذه و بنفس الوقت نقول عن أنفسنا مسلمين مؤمنين أي هناك تناقض، إذا إنسان مؤمن حقيقة الإيمان و خاصة الإيمان بالله و اليوم الآخر يجب على الإنسان ألا يكون عنده جنس الخوف تقريباً لأنه مطمئن لله، هذا التناقض مع الواقع هل ينفي الإيمان عن أكثر المسلمين؟
 أنت طبيب و تلبس لباساً أبيضاً بالعيادة، فهل كل إنسان يلبس هذه الثياب أصبح طبيباً ؟ مستحيل، كل رجل دخل و صلى أصبح مسلم ؟ كل رجل حج أصبح مسلماً ؟ الإسلام منهج مئة ألف بند، قال تعالى:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)﴾

 

[ سورة النور ]

 زوال الكون أهون على الله من أن يعد مؤمناً ثم لا يفي له بوعده.
 أين الاستخلاف ؟ كن واقعياً:
 ليستخلفنهم.......و ليمكنن....لهم
 و أين التمكين ؟ نضع المصحف بدرج السيارة أفضل:
 و ليبدلنهم.......أمناً يعبدونني
 إذا أخل الفريق الثاني بما علم فالله عز وجل في حل من وعوده الثلاث، قال تعالى:

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم ]

 و قد لقينا ذلك الغي، قال له: يا ربي كم عصيتك و لم تعاقبني ؟ قال له: عبدي كم عاقبتك و لم تدر، هان أمر الله علينا فهنا على الله، أنا حتى أكون واقعياً أنا لست مكلفاً، لا أستطيع أن أغير واقع المسلمين، لكن الله عز و جل أجل و أكرم من أن تذر وازرة وزر أخرى، ولا تذر وازرة وزر اخرى، فعندما أنا أستقيم لوحدي لي معاملة خاصة، أتمنى أن يستقيم الجميع، أتمنى الكل أن يصطلحوا مع الله، أتمنى أن يكون المسلمين أقوى أمة في العالم، لكن أنا إذا لم أقدر أن أعمل شيئاً عليّ من نفسي، عليّ من بيتي و عملي، يا أخوانا الكرام رجاءً كل واحد منا بيته و عمله فقط، هاتان مملكتان ضمن أمره و نهيه إذا أطعت الله فيما تملك كفاك الله ما لا تملك، و هناك آلاف الأدلة و الشواهد، قال تعالى:

 

﴿ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 أي أنا يا عبادي سأتولى عنكم إضعاف أعدائكم و لكن كونوا أنتم معي، قال تعالى:

 

﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15)﴾

 

[ سورة الطارق ]

 لم يقل و كيدوا لهم قال: و أكيد كيداً، أنا سوف أكيد عنكم، قال:

 

﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) ﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 لم يقل وامكروا لهم، تولى بذاته أن يرد كيد الكافرين، أن يرد مكرهم و كيدهم و أن ينصرنا عليهم بشرط أن نكون معه، هذه أليست مطبقة ؟ إذا سافرت من دمشق إلى أبو ظبي بطائرة خليجية وزع خمر الذين لم يشربوا قلة، قل دمشق باريس، دي إل إم موضوع ثاني، أما الخليجية دمشق أبو ظبي كلهم مسلمين، يشربوا خمر، و في السماء و هم في قبضة الله عز وجل، هناك مشكلة كبيرة جداً، مشكلة التفلت كبيرة جداً، فالإسلام مئة ألف بند، رجل ذهب و عمل بنداً أو بندين هذا ليس مسلماً و هذا أكبر وهم أن كل رجل دخل إلى مسجد:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ ))

 

[ أحمد ]

 الجواب: المؤمن حينما يطبق أمر الله من سابع المستحيلات أن الله لا ينصره، قال تعالى:

 

﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾

 

[ سورة الصافات ]

 زوال

تحميل النص

إخفاء الصور