وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 25 - سورة التوبة - تفسير الآية 29 ، التجديد في الدين هو ألا نزيد عليه وألا نحذف منه بل أن ننزع عنه كل المصالح الدني
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.


الجهاد ليس فرضاً أحادياً إنما هو فرض من قبل أولي الأمر :


 أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الخامس والعشرين من دروس سورة التوبة، ومع الآية التاسعة والعشرين وهي قوله تعالى:

﴿  قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(29)﴾

[ سورة التوبة ]

 أولاً: قضية الجهاد ليست فرضاً على آحاد المسلمين، والذي يقرر الجهاد هم أولو الأمر، ليس فرضاً آحادياً، هذا الفرض من قبل أولي الأمر، وهذه حكمة بالغة، والدليل أن الصحابة الكرام حينما كانوا في مكة مُنعوا من القتال.

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)﴾

[ سورة النساء ]

 عندما صار هناك كيان للمسلمين صار هناك دولة، صار هناك كيان مستقل، الآن هذا الأمر موجه لهذا الكيان المستقل. 


المنهج الإسلامي منهج رائع يستخدم الهدى البياني :


 أولاً: المنهج الذي جاء به الإسلام لنشر هذا الدين منهج رائع، أولاً: هذا الدين يستخدم الهدى البياني، أنا أدعوك إلى معرفة الله، وإلى طاعته، وإلى اتباع سنة نبيه، وإلى العمل الصالح، بل إلى التقرب إلى الله بالعمل الصالح، فقط، دعوة بيانية، الهدى البياني، هذا الإنسان الذي دُعي إلى الله فإذا آمن بالله-كلام دقيق جداً- له ما لنا وعليه ما علينا، لا يوجد أي فرق، هذا الذي دعوته إلى الله واستجاب لك، له ما لك وعليه ما عليك، لكن العالم الآن ممَّ يعاني؟ يعاني من مرض أصاب معظم الأمم والشعوب، مرض العنصرية، معنى العنصرية: أنك ترى لنفسك ما ليس لغيرك، وأن على غيرك ما ليس عليك، للتقريب: بلد عنده ثلاثمئة رأس نووي إلى جوارنا، أما بلد آخر إذا فكر بمفاعل سلمي تقوم الدنيا ولا تقعد، لماذا تسكتون عن هذا الكيان الذي عنده ثلاثمئة رأس نووي، وهذا الذي فكر بمفاعل نووي سلمي تقوم الدنيا ولا تقعد؟ هذا الموقف عنصري، فالغرب يرى لنفسه ما ليس لنا، من حقه وحده أن يمتلك السلاح النووي، أما أي كيان آخر من العالم الثالث، أو من العالم الإسلامي الحقيقة سموه العالم الثالث تطييباً لقلوبنا، سموها الدول النامية تطييباً لقلوبنا- أي بلد آخر إسلامي يفكر بمفاعل تقوم الدنيا ولا تقعد، هذه هي العنصرية، له ما ليس لنا، وعلينا ما ليس عليه، هو يقصف، يقتل الآلاف، ولا أحد يتكلم بكلمة.


العنصرية :


 إخواننا الكرام، لعلكم تذكرون أن حرب غزة قتل فيها ألف وخمسمئة طفلاً وامرأة بأحدث أسلحة بالعالم، بالأباتشي، وf16 ، عقد مؤتمر في مصر عقب هذه الحرب، أنا تابعت الخبر بدقة، التوصية الوحيدة، جاء الغرب المتحضر، البلاد الديمقراطية التي تحترم الإنسان، جاؤوا إلى مصر وعقدوا مؤتمراً عقب حرب غزة، التوصية الوحيدة عدم إيصال السلاح للمقاومة فقط، أما ألف وخمسمئة طفلاً وامرأة يموتون بلا ذنب؟!.

 العالم عنصري، ما العنصرية؟ أن ترى لنفسك ما ليس لغيرك، وأن ترى على غيرك ما ليس عليك، أضرب أمثلة حتى تتوضح الفكرة، جاءنا رئيس أمريكي، برنامج زيارته: دمشق، الكيان الصهيوني، رام الله، واضحة، ثلاث عواصم، أما رابع بند: زيارة أهل الأسير الإسرائيلي، ولنا عند اليهود أحد عشر ألفاً و ثمانمئة أسيراً، ما خطر في باله أن يختار أسرة من أسر هؤلاء الأسرى ليزورها بالتوازي.

 إخواننا الكرام، الغرب يرى لنفسه ما ليس لغيره، ويرى علينا ما ليس عليه، هذا الموقف عنصري، والعنصرية تبدأ بزوج يتهكم على أم زوجته مرتاح، فإن تكلمت زوجته على أمه كلمة أقام عليها الدنيا، أنت عنصري، كما أنها أمك هي أمها، احفظوا هذه القاعدة: حينما تتوهم أن لك ما ليس لغيرك، وأن على غيرك ما ليس عليك، هذا الموقف عنصري، يبدأ من زوج وينتهي بحق الفيتو في مجلس الأمن، لماذا خمس دول إذا قالوا لا يُلغى القرار؟ إذا كان هناك عضو من أعضاء مجلس الأمن يوالي الكيان الصهيوني، أي قرار سيصدر، يستخدم حق الفيتو، فيلغى القرار، لماذا خمس دول بالعالم إن قالت إحداهن: لا، ألغي القرار؟ وما دام هناك عنصرية العنف لا يقف، لأن القهر لا يحتمل.

 أنا أقدم هذه المقدمات كي تعلموا أن الإنسان مكرم عند الله، وأن الإنسان المؤمن يدعو إلى الله، لكن إذا قبل هذا المدعو صار له ما لنا وعليه ما علينا، فإن آمنوا فإخوانكم في الدين. واضح؟


من علامات قيام الساعة الأعور الدجال وهو أعور يرى مصلحته ولا يرى مصلحتك :


 إخواننا الكرام، الأمر بالجهاد متعلق بأولي الأمر فقط، لا يقدر مسلم من آحاد المسلمين أن يقرر الجهاد وحده، هذا الشيء مرفوض، هذه أحكام منوطة بأولي الأمر.

﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ هؤلاء الذين ما آمنوا بالله، آمنوا بالطاغوت، هؤلاء الذين يخاطَبون لم يؤمنوا بالله، آمنوا بالدنيا، آمنوا بمصالحهم.

لذلك ورد في بعض الأحاديث من علامات قيام الساعة: الأعور الدجال، أعور يرى مصلحته ولا يرى مصلحتك، يرى كرامته ولا يرى كرامتك، يرى حقه في الحرية ولا يرى حقك، يرى حقه بامتلاك سلاح نووي ولا يرى حقك، اسمه أعور، يرى بعين واحدة، والدجال يتكلم كلاماً بخلاف الواقع.

 بدولة مجاورة لنا، احتلتها بلدة تعرفونها جميعاً، مليون قتيلاً، مليون معاقاً، خمسة ملايين مشرداً، لماذا جاؤوا؟ قال: من أجل الحرية، شيء جميل والله! أنا سمعت أنه في راوندا في إفريقيا تمّ ذبح ثمانمئة ألفاً في أسبوع، وسمعت تعليقاً لرئيس من كبرى دول الغرب قال: كان بإمكاني أن أحقن دماء أربعمئة ألفاً، ولكنني لم أفعل، مذبحة أودت بحياة ثمانمئة ألفاً بجنوب إفريقيا بأسبوع، قال: كان بإمكاني أن أحقن دماء أربعمئة ألفاً، لكنني لم أفعل، لأن هناك لا يوجد بترول، أما على وهم وجود سلاح شمولي في دولة مجاورة، جاءت ثلاثين دولة، أما تصريح وحيد، قال قائد القوات في هذه الدولة المُعتَدى عليها: جئنا من أجل النفط فقط. 


الإنسان لن يستمسك بالعروة الوثقى إلا إذا كفر بالطاغوت :


 لذلك هؤلاء الذين يرون لهم ما ليس لغيرهم، وعلى غيرهم ما ليس عليهم، هؤلاء الذين يبيدون البشر.

قتل امرئٍ في بلدة   جريمة لا تغتفر  

وقتل شعب مسلم   مسألة فيها نظر

[ أديب إسحق ]

 ماذا نسميها؟ أزمة الشرق الأوسط، أما احتلال و قتل، أنا أقول لكم: والله الذي لا إله إلا هو ما لم نكفر بالطاغوت لن نؤمن بالله، والدليل:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)﴾

[ سورة البقرة  ]

 لن تستمسك بالعروة الوثقى إلا إذا كفرت بالطاغوت، أن ترى حضارتهم، وإنسانيتهم، ورقتهم، وأخلاقهم، وآدابهم، هذا يقتضي أن تبتعد عن الدين بقدر ما تقترب منهم، لذلك هؤلاء الذين ما آمنوا بالله، آمنوا بالمادة، آمنوا بمصالحهم، ثأروا لكرامتهم ولم يثأروا لكرامة الآخرين، ثأروا لمصالحهم التي هُدِّدت ولم يرعوا مصالح الآخرين: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ والله أيها الإخوة، لماذا أفعل هذا؟ لا أدري، لكن ما التقيت بإنسان من دولة مجاورة إلى جانبنا احتلت إلا قلت له: لكم فضل علينا لأن مقاومتكم أعطت المستعمر درساً لا ينساه، والآن الغرب والله يعد للمليون قبل أن يحتل بلداً إسلامياً ثانياً بقدر ما كان هناك شجاعة وإقدام.

 على كلٍّ القضية تحتاج إلى دقة، من الذين أُمرنا أن نقاتلهم؟ ليس أفراد الناس، هؤلاء الذين منعوا حق الحرية للإنسان، الحرية حق، ينبغي أن تتخذ قراراً في شأن دينك أنت حر به، أما الذي يمنعك من هذه الحرية فهذا ينبغي أن تنطبق عليه هذه الآية: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ .


اقتران الإيمان بالله مع الإيمان باليوم الآخر في القرآن الكريم :


 والعجيب أن القرآن ما ذُكر فيه إيمان بالله إلا اقترن مع الإيمان باليوم الآخر، لماذا؟ قال: الإيمان بالله كل شيء فيه آيةٌ تدل على أنه واحدٌ، أما اليوم الآخر فيجب أن تعتقد أنه حينما تعتدي على أخيك لا بدّ من أن يُقتَص منك في يوم ما، لهذا أنا أقول: ما من قطرة دم تُهرَق في العالم كله، في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة، إلا وسيُسأل عنها إنسان، عدم دقة بالقذف، مات مئة شخص، هناك حساب بليغ.

﴿  فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93)  ﴾

[ سورة الحجر ]

 خطأ بالقصف، خطأ بالتقدير، شظية طائشة، ما من قطرة دم تُراق على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة، إلا وسيسأل عنها إنسان، قال العلماء: إلا دم القتيل بحدٍّ، إنسان قتل فقتل، دم القتيل بحد يتحمله الله وحده يوم القيامة، المقتول بحدٍّ، أي قتل فقُتل، فالقاضي الذي حكم بقتله لا يتحمل دمه، من يتحمل دمه؟ خالق السماوات والأرض، لأنه قتل بحق، لذلك يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً، الآية الكريمة:

﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ .


على المؤمن أن يفرح إذا انتصر إنسان مؤمن بالله على إنسان وثني يعبد النار :


 الحقيقة فرق كبير بين أهل الكتاب وبين المشركين، المشرك: ما آمن بالله أصلاً، آمن بأوثان، آمن بأصنام، قال تعالى:

﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) ﴾

[ سورة الزمر ]

 لكن أهل الكتاب لهم وضع آخر، والدليل قوله تعالى:

﴿  غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3) ﴾

[ سورة الروم ]

 لما غُلبوا تألم الصحابة، لماذا تألموا؟ هناك سؤال، لماذا تألم الصحابة حينما غلبت الروم؟ لأنهم نصارى، ولأنهم أهل كتاب، ولأنهم آمنوا بالله، إذاً: هناك قواسم مشتركة، لذلك لما وعد الله بنصرهم ماذا قال:

﴿ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾

[ سورة الروم ]

 معنى هذا إذا كان إنسان بينك وبينه قواسم مشتركة، يجب أن تكون بينك وبينه علاقة من نوع آخر، أنا أتكلم بالقرآن: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ قال بعض العلماء: أدنى الأرض فيها إعجاز علمي، لأنه الغلبة كانت في غور فلسطين، وفي غور فلسطين أخفض نقطة على سطح الأرض، ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ بضع: من سنة إلى تسع، دقق ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ المؤمنون من هم؟ من المعنيون بهذه الآية؟ الصحابة الكرام وعلى رأسهم النبي الكريم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ معنى ذلك إذا إنسان بينك وبينه قواسم مشتركة كثيرة وانتصر ينبغي أن تفرح، يعني إذا انتصر إنسان مؤمن بالله ومعه كتاب -ولك عليه مآخذ- على إنسان وثني يعبد النار ألا ينبغي أن تفرح؟ واضح كلامي؟

﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ أدنى الأرض فيها إعجاز علمي، ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ أما الشاهد ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ المؤمنون: هم الصحابة الكرام، بنصر الله: بانتصار الروم على الفرس. 


النبي الكريم


 شيء آخر: هذا النبي الكريم الذي عاش بالصحراء- عاش في مكة- أنَّى له هذه الأخبار لولا أنه نبي كريم جاء بأخبار كثيرة؟

﴿ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)﴾

[ سورة مريم ]

 معنى هذا أن النبي الكريم جاء بأخبار كثيرة عن التاريخ البشري، لولا أنه نبي مرسل معه وحي السماء، ما كان له أن يأتي بهذه الأخبار. 


كلام النبي الكريم ليس من اجتهاده إنما هي وحي يوحى :


 أيها الإخوة الكرام، بهذه الآية إعجاز إخباري، أنت الآن إذا كان هناك حرب نشبت بين فئتين في العالم، هل تقدر أن تقول: سينتصر فلان؟ مغامرة كبيرة، أنت تغامر بعلمك، بمكانتك، فكيف يتلو النبي الكريم هذه الآية لولا أنه واثق أن هذا القرآن من عند خالق السماوات والأرض؟ لأنه أخبر الصحابة الكرام بأن الروم سينتصرون في بضع سنين، فإن لم ينتصروا فهناك مشكلة كبيرة، إن تصالحوا فهذه مشكلة أكبر، هذا ليس نبياً، إذاً:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)  ﴾

[ سورة النجم ]

 فكلام النبي الكريم إن في الوحي المتلو - القرآن - أو في الوحي غير المتلو – السنة - ليس من عنده، ولا من اجتهاده، ولا من تصوره، ولا من خبرته، وليس من إبداعه، وليس من معطيات عصره، كلام النبي وحي يوحى، لذلك نقول: الوحيان الكتاب والسنة، سيدنا الصديق أخبره أحدهم أن تعال اسمع صاحبك، ذهب إلى بيت المقدس، وعرج إلى السماء، وعاد وفراشه لا يزال ساخناً، قال: هو قال هذا؟ قال: نعم، قال: إذاً صدق.

 "ثلاثة أنا فيهن رجل و فيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى"


وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ في الآية إعجاز إخباري :


 أيها الإخوة، في الآية إعجاز إخباري، وفعلاً في بضع سنين، قيل: بعد سبع سنين وقيل: بعد تسع سنين، انتصر الروم على الفرس، هذه الآية: ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ لم تقع، وقت نزول الآية لم تقع، إخبار مستقبلي، كم هي ثقة النبي بهذا القرآن؟ النبي حينما ترك مكة المكرمة إلى الطائف ليدعو أهلها، أهل الطائف كذبوه، وسخروا منه، بل وأغروا صبيانهم بإلقاء الحجارة عليه، وعاد إلى مكة، يقول له سيدنا زيد: يا رسول الله، كيف تعود إلى مكة وقد أخرجتك؟ فقال له النبي الكريم كلمة: إن الله ناصر نبيه.

 هذا الإيمان، النبي الكريم في الهجرة تبعه سراقة ليقتله، ويأخذ المئة ناقة التي أُعدَّت لمن يأتي به حياً أو ميتاً، اقترب من رسول الله، غاصت قدما فرسه في الرمل، فوقع، ثم غاصت مرة ثانية وثالثة، علم سراقة أنه ممنوع من هذا الرجل، فقال له النبي الكريم: يا سراقة كيف بك إذا لبست سوار كسرى؟ والله كلام لا يصدق، أن إنساناً مهدور دمه، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، يعد الذي تبعه بسوار كسرى، كأن لسان حال النبي الكريم أنني سأصل إلى المدينة سالماً، وسأحارب أكبر دولتين في العالم، دولة الروم وكسرى، وسأنتصر عليهما، وسوف تأتيني كنوز كسرى، ولك يا سراقة سوار كسرى، ما قولك؟.

 الآن للتقريب: دولة ضعيفة جداً، من دول العالم الثالث، صغيرة، بشرق آسيا، صغيرة جداً، ضعيفة جداً، نقول لواحد فيها: سوف يكون مكانك البيت الأبيض، كلام مضحك، يا سراقة! بالصحراء يلاحق النبي الكريم ليأخذ المئة ناقة، يقول له: يا سراقة كيف بك إذا لبست سوار كسرى؟ في عهد عمر فُتحت بلاد كسرى، وجيء بالكنوز ووضعت في المدينة، تروي بعض الروايات: أن صحابيَين وقفا على طرفي الكنوز ورفع كل منهما رمحه للأعلى فلم يرَ الأول رمح الثاني، ولم يرَ الثاني رمح الأول، جاء سيدنا عمر قال: أين سراقة؟ جيء بسراقة وألبسه بيده سوار كسرى، وقال: بخٍ بخٍ، أُعيرابي من بني مُدلِج، يلبس سوار كسرى.

 أنت مع من؟ مع خالق الأكوان، مع الواحد الديان، مع الذي إذا قال لشيء كن فيكون، إذا كنت مع الله فمن عليك؟ وإذا كان الله عليك فمن معك؟. 


الحق هو الشيء الثابت والهادف أما الباطل فشيء زائل و غير ثابت :


﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ الخمرة تغتال العقول، وطعمها ليس مستساغاً، حينما ترى إنساناً يشرب الخمر يسرع في بلع ما شرب، طعمها ليس مستساغاً، لا فيها غول، أي لا تغتال العقل، ومع ذلك:

﴿وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ﴾ ما هو الحق؟ للتقريب: أنت أحياناً تقيم معرضاً، أو تقيم سيركاً، ويمكن أن تكون البيوت من كرتون، لماذا؟ لأن مدة السيرك أسبوعان أو شهر، فممكن أن تكون البيوت من كرتون، ولكن إن أردت أن تقيم جامعة، هذه الجامعة وُجدت لتبقى لمئات السنين، هناك جامعات بالغرب من خمسمئة عاماً، لذلك الجامعة شيء، والسيرك شيء آخر، السيرك يقام لمدة أسبوعين، قد يكون البيت خيمة، و قد يكون من صفائح خشب بسيطة جداً، أما الجامعة فيجب أن تكون بناء يعيش مئات السنين، الحق: الشيء الثابت والهادف، أكثر من مئة آية:

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) ﴾

[ سورة الأنعام  ]

 ما هو الحق؟ الشيء الثابت والهادف، الجامعة وُجِدت لتبقى، لأن لها رسالة كبيرة جداً، تخريج قادة للأمة، أطباء، صيادلة، محامون، مهندسون، الجامعة وجدت لتبقى، إذاً بناؤها بناء قوي ومتين، ودائم هذا كله للتقريب، الحق: ثابت هادف، الباطل: عكس الحق ليس ثابتاً وزائلاً، والحق والباطل الله -عز وجل- قال عنه:

﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) ﴾

[ سورة الإسراء ]

 باطل، إنكار وجود الله، المعسكر الشرقي كم سنة عاش؟ سبعون سنة، والآن الكنائس ممتلئة في الاتحاد السوفيتي سابقاً ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ إله يقول لك: ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ .

 الشيء الطارئ والعابث، طارئ وعابث، احفظوا هاتين الكلمتين، الحق: الشيء الثابت والهادف، للتقريب جامعة، نبني جامعة لمئات السنين، والباطل: الشيء الطارئ والزائل، فالحق ثابت هادف، أي الحق له رسالة كبيرة جداً، إسعاد الإنسان، أن يسود النظام في مجتمعات البشر، أن يسود العطاء، أن يسود الخير، أن يسود العدل، أن تسود المحبة، أن تسود الرحمة، هذه أهداف الحق.

﴿  أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ(1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ(2)  ﴾

[ سورة الماعون ]

﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) ﴾

[ سورة القصص ]


من أباح كل شيء محرم خرج عن منهج الله عز وجل :


 إذاً هنا: ﴿وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ الخمر تغتال العقول، الميسر.

هو الداء الذي لا برء منـه  وليس لذنب صاحبه اغتفارُ

تشاد له المنازل شاهقـاتٍ  وفي تشيدها يكون الدمارُ

[ نجيب الحداد ]

 قرأت خبراً مرة أن إنساناً دخل لدار قمار، خسر بليلة وحده كل ما يملك، اثنان ونصف مليون دولار، جاء للبيت أطلق النار على زوجته وأولاده الخمس، ثم انتحر.

هو الداء الذي لا برء منـه  وليس لذنب صاحبـه اغتفار

تشاد له المنازل شاهقـاتٍ  وفي تشييد ساحتها الدمـارُ

نصيب النازلين بها سـهادٌ  وإفلاسٌ فيـأسٌ وانتحــارٌ

[ نجيب الحداد ]

 فإذا كان هناك بلاد فيها دور قمار، فيها حانات خمر، فيها دور زنى، وكل شيء محرم مباح، هؤلاء خرجوا عن منهج الله -عز وجل-: ﴿وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ .


من يعيش مع المسلمين له حق عليهم أن يضمنوا حياته ودينه مقابل الجزية :


 إخواننا الكرام، هناك ملمح في الآية دقيق جداً، أي أنت حرٌ في أن تدين بأي دين، والدليل: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ولكن هذا الذي يعيش مع المسلمين له حق عليهم، حقه عليهم أن يضمنوا حياته، وأن يضمنوا دينه،-كلام دقيق- إنسان يعيش مع المسلمين غير مسلم، له حقٌ عليهم أن يضمنوا حياته، وحق آخر أن يضمنوا حريته في ممارسة شعائر دينه، المقابل؟ دفع البدل النقدي، مادام أُعفي من الجهاد، الجهاد يحتاج إلى عقيدة صحيحة، فالمجاهد ينبغي أن يكون مؤمناً بالله بالأساس، لذلك هذا غير المسلم يدفع بدلاً نقدياً نظير حماية حياته، وحماية عبادته بالضبط، إذاً يدفع الجزية ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ﴾ يعطيها بيده أي هو إنسان صحيح، فالمريض لا يوجد عليه جزية. ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ لا يوجد استعلاء أيضاً.

 إذاً أيها الإخوة، القضية أن هذه الآية تحتاج إلى شرح طويل، وإلى أن تزيل عنها بعض اللبْس، هؤلاء:

﴿الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ ولم يسمحوا لأحد عندهم أن يؤمن، أنا ضمنت لك بقاءك، وحياتك، وأن تمارس شعائرك الدينية، لكن لا أسمح لك أن تمنعني أن ألقي الحق على من حولك، فإن منعتني أقاتلك فقط، ما دام هناك حرية دعوة إلى الله في أي مكان في العالم فالأمر مختلف، الآية مرة ثانية:

﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ﴾ والحق الشيء الثابت والهادف ﴿مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ﴾ ولا تفسير لهذه الجزية إلا أنه مقابل أن المسلمين يضمنون لغير المسلم حياته، ويضمنون حرية عبادته، هاتان الضمانتان يقابلهم بدل نقدي، مطبق في كل الشعوب والبلاد ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ﴾ بيده، أي صحيح، ليس مريضاً ﴿وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ .


الجهاد من حق أولي الأمر وحدهم :


 أيها الإخوة الكرام، هذه الآية تحتاج إلى فهم دقيق، وإلى عرض دقيق أيضاً، قد تُفهَم على غير ما أراد الله -عز وجل-، جهاد هؤلاء ليس من حق آحاد المسلمين أبداً، هذا الذي يجري ليس مقبولاً بنص هذه الآية، لكن الجهاد من حق أولي الأمر وحدهم، هم يقررون، والدليل الصحابة الكرام في مكة مُنعوا أن يقاتلوا، أما في المدينة بعدما صار هناك كيان، و أولو أمر عندئذٍ سُمح لهم، قال:

﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)﴾

[ سورة الحج  ]

 لك أن ترد كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، والقتال هنا قتال دفاعي في الأعم الأغلب. 


التجديد في الدين يعني أن تنفي عنه كل ما علق به مما ليس منه :


 أيها الإخوة، أما شؤون الآخرة الحقيقة أن الله ما ذكر إلا بعض الآيات المتعلقة بالآخرة، فأنا ليس لي حق أن أضيف على هذه الآيات معاني لم ترد في النصوص، هناك أشخاص يتخيلون أوضاعاً وأحوالاً وتفاصيل لم يأتِ بها نص.

 لذلك قضية الآخرة مقطوع بها، هذا الذي ورد عن الآخرة لا نزيد عليه، ولا نحذف منه، بشكل عام الدين كله إن زدت عليه أو حذفت منه وقعت في مشكلة كبيرة، إن زدنا على الدين ما ليس منه أصبحنا شيعاً، وفرقاً، وطوائف، وصار بأسنا بيننا.

 أول واحدة: إن أضفنا على الدين ما ليس منه أصبحنا شيعاً، وفرقاً، وطوائف، وصار بأسنا بيننا، وإن حذفنا من الدين ما عُلم منه بالضرورة ضعفنا، لما حُذف الجهاد ضَعُفَ المسلمون.

 إذاً: ما هو التجديد في الدين؟ ألا تزيد عليه، وألا تحذف منه، بل أن تنزع عنه كل ما علق به مما ليس منه، بالتعبير الدقيق ما هو التجديد في الدين؟ لا أن تزيد عليه ولا أن تحذف منه، بل أن تنفي عنه كل ما علق به مما ليس منه، آخر قراءة: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ .

والحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور