وضع داكن
19-04-2024
Logo
رحلة استراليا 1 - المحاضرة : 16 - شؤون المغتربين ومعاناتهم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 نجري مقابلة على الهواء مباشرةً مع الدكتور العلامة راتب النابلسي من دمشق وسيحاوره من هنا من سيدني فضيلة الشيخ يحيى صافي.
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى كل من سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، وبعد أيها الإخوة المؤمنون نلتقي معاً اليوم بمشيئة الله تعالى وتوفيقه لنتحادث مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى لنلتقي معه ونأخذ من علمه لنستفيد معاً في حياتنا ولينير لنا درباً عسى الله سبحانه وتعالى أن يفتح على بصيرته حتى يدخل علمه إلى قلوبنا وينقلب عملاً في حياتنا، والأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي هو من علماء دمشق المعروفين الذين بلغوا مراتب علمية عظيمة بتوفيق الله سبحانه وتعالى وهو من الناشطين في العمل الدعوي على صعيد البلاد الإسلامية وعلى صعيد العالم كله.
 فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ يحيى.
 بارك الله فيكم وشكراً لكم على وقتكم ونعلم أن وقتكم لا يكاد يتسع لكي تتحادثون معنا فهذا إن دل على شيء فيدل على تضحياتكم العظيمة في سبيل الدعوة إلى الله ندعو الله عز وجل أن يجعلكم من المخلصين ويكتب لكم الأجر والثواب.
 بارك الله بكم ونفع بكم وجزاكم الله كل خير.
 فضيلة الدكتور بدايةً لابد لنا من أن نسمع منكم كلمةً توجهونها إلى العالم الإسلامي أو إلى أمة الإسلام عسى أن تكون فيها نصيحة لما يمر فيها العالم الإسلامي اليوم.
 بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. هذه الأمة الإسلامية ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فقال:

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾

[ سورة آل عمران: الآية 110]

 هذه الخيرية لها علة علتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، لو أن الأمة تخلت عن هذا السبب الذي بموجبه جعلها الله أمةً خيرة فقد خيريتها، بعض الأقوام قالوا:

 

﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾

 

[ سورة المائدة: الآية 18]

 حينما يهون أمر الله على الأمة تهون على الله هذه حقيقة مرة ينبغي أن تكون مقدمة على الوهم المريح، وعود الله في القرآن الكريم لهذه الأمة كثيرة جداً من هذه الوعود:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي﴾

 

[ سورة النور: الآية 55]

 وعد الله هذه الأمة بالاستخلاف هل هناك استخلاف وعدها بالتمكين هل هناك تمكين وعدها بالتطمين هل هناك تطمين ؟
أنا أعتقد الشيخ يحيى جزاكم الله خيراً أن زوال الكون أهون على الله من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين، والله عز وجل:

 

﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87)﴾

 

[ سورة النساء: الآية 87]

﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾

[ سورة التوبة: الآية 111]

 فإن لم يكن هذا التمكين إن لم يكن هذا الاستخلاف إن لم يكن هذا التطمين فهناك مشكلة فهناك خلل بعلاقتنا مع الله، الله عز وجل يقول:

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 59]

 أجمع العلماء على أن إضاعة الصلاة لا يعني تركها ولكن يعني تفريغها من مضمونها فالإنسان حينما لا يستقيم على أمر الله ويصلي فرغ هذه العبادة العظيمة من مضمونها لأن الله سبحانه وتعالى جعل العبادات معللة بمصالح الخلق قال:

 

﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾

 

[ سورة العنكبوت: الآية 45]

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾

[ سورة التوبة: الآية 103]

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾

[ سورة مريم: الآية 59]

 ورد في الأثر القدسي:

 

(( ليس كل مصلٍ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصية، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، وأوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجهه أضوء عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا، يدعوني فألبيه ويسألني فأعطيه، يقسم علي فأبره، أكلأه بقربي وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ولا يتغير حالها. ))

 

﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

[ سورة مريم: الآية 59]

 ومن أجمل ما ورد في التفاسير حول قوله تعالى:

 

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله وسلم من تصديق خبر يتناقض مع وحي الله وسلم من تحكيم غير شريعة الله وسلم من عبادة غير الله، أساساً حينما يقول الله عز وجل:

 

﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾

 

[ سورة النور: الآية 55]

 أي دين وعدهم بالتمكين ؟ الدين الذي يرتضيه فإن لم يمكنوا في الأرض فمعنى ذلك أن دينهم الذي هم عليه بمظاهره بارتباطه بالعادات والتقاليد ببعده عن الالتزام بالمظاهر التي يحرصون عليها دون أن يكونوا عند الأمر والنهي هذا الدين الاستعراضي لا الدين الحقيقي هذا الدين لم يرتضيه الله لنا لذلك لن نمكن في الأرض يجب أن نبحث عن الخلل يجب أن نواجه الحقيقة بجرأة لا ينبغي أن نتوهم أننا أمة محمد وأننا أمة خيرة وأننا أمة تفوق الأمم، العلماء اضطروا إلى أن يقسموا أمة محمد إلى أمتين الأمة الأولى أمة الاستجابة قال تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 24]

 والأمة الثانية أمة التبليغ إن لم نستجب لأمر الله إن لم نقم الإسلام في بيوتنا وفي أعمالنا وفي كسب أموالنا وفي إنفاق أموالنا وفي علاقاتنا الاجتماعية إن لم يكن الإسلام موجوداً في حياتنا فنحن أمة التبليغ وليس أمة الاستجابة أمة كأية أمة لا يمكن أن نمتاز عنها بشيء القضية الدقيقة هو أن الله سبحانه وتعالى حينما قال:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 33]

 حار العلماء في هذه الآية هي في حياة النبي واضحة مادام النبي بين ظهراني أمته هم في مأمن من عذاب الله لكن حينما ينتقل النبي إلى الرفيق الأعلى ما معنى الآية ؟ قال علماء التفسير ما كان الله ليعذب المسلمين وسنة النبي في حياتهم موجودة قائمة هم في بحبوحتين بحبوحة تطبيق السنة وفي بحبوحة الاستغفار فإن كانوا غارقين في الانحرافات وفي المعاصي والآثام في علاقاتهم في كسب أموالهم في تربية أولادهم ثم هم لا يستغفرون بل هم معرضون لما يجري وهذا الذي جرى يؤكد هذه الآيات ونرجو الله سبحانه وتعالى أن نتخذ درساً بليغاً مما جرى لأنه من لم تكن له موعظة بالمصيبة فمصيبته في نفسه أكبر هذه حقيقة مرة لا أحب أن أجامل بها إطلاقاً كان من الممكن أن أثني على المسلمين وأن أثني على انتمائهم الديني وعلى عقيدتهم وعلى أنهم أمة الوحيين لكن هذا الآن لا يجدينا يجدينا الحقيقة المرة يجدينا أن نسأل لماذا تخلى الله عنها فيما يبدو ؟ إذا كان أصحاب النبي وهم صفوة البشر وفيهم سيد البشر حينما لم ينصاعوا لأمره في أحد خذلهم الله عز وجل وحينما اعتدوا في أنفسهم وقعوا في الشرك الخفي في حنين أيضاً لم ينتصروا، في أحد لم ينتصروا لأسباب سلوكية وفي حنين لم ينتصروا لأسباب اعتقادية وهم نخبة البشر وفيهم سيد البشر فكيف بأمة فيها من المخالفات والمعاصي والآثام ما لا سبيل لحصره ثم فيها من الشبهات والضلالات والبدع ما لا سبيل إلى حصره فما لم نعد إلى ديننا إلى قرآننا ما لم نهيء أنفسنا لتلقي النصر الإلهي فالأمر يبدو شبه مستحيل ذلك أن النصر لا يأتي بين عشية وضحاها من السذاجة وضيق الأفق وسوء النظر أن نظن أن تأتي معجزة فننتصر، الانتصار يحتاج إلى إعداد قال تعالى:

 

﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

 

[ سورة الروم: الآية 47]

 قال تعالى:

 

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 60]

 شرطان كل منها شرط لازم غير كاف أن نؤمن الإيمان الذي يحملنا على طاعة الله ثم أن نعد القوة المتاحة وأنا أقول المتاحة وهذا من رحمة الله بالأمة لسنا مكلفين أن نعد القوة المكافئة بل أن نعد القوة المتاحة إذا آمنا الإيمان الحق الذي يحملنا على طاعة الله.
 من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة قيل وما حقها يا رسول الله ؟ قال أن تحجزه عن محارم الله.
 والإيمان الذي يحملنا على طاعة الله أولاً ثم أن نعد القوة المتاحة ثانياً نكون عندئذ قد أخذنا بأسباب النصر يجب أن نعتقد أن النصر من عند الله وأن الله وحده هو الذي ينصر وأن الله سبحانه وتعالى بيده مقاليد كل شيء وأن الله جل جلاله إليه يرجع الأمر كله فلنعبده ولنتوكل عليه بل ما أمرنا أن نعبده إلا بعد أن طمأننا أن الأمر كله عائد إليه هذه حقيقة لابد أن تكون واضحة عند المسلمين ذلك أن الإسلام يتحرك وفق تصورات إن تصور أن النصر بيد زيد أو عبيد فالنصر بعيد عنه بعد الأرض عن السماء أما إن تصور أن النصر بيد الله وحده وأن لله شروطاً لهذا النصر من هذه الشروط أن نؤمن وأن نستقيم قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 186]

 ثم لابد من أن نعد لأعدائنا القوة المتاحة، قال تعالى:

 

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 60]

 وجاءت القوة نكرةً كي تشير إلى كل أنواع القوى.
 فضيلة الدكتور المقدمة الطيبة إظهار وضع هذه الأمة ووضع المشاكل التي تعاني منها واختصارها وهو بالبعد عن منهج الله تعالى في الحياة ننتقل معكم لنطرح عدة مشكلات اجتماعية تعاني منها أمتنا في العالم الإسلامي وخصوصاً عندنا في الجالية الإسلامية بعضاً منها لنتحدث معكم عن بعض هذه المشكلات وما يمكن أن تطرحوه معنا من حلول.
 تفضلوا.
 من هذه المشكلات الفساد قد انتشر ووسائل الإعلام لها دور كبير في انتشاره ونحن في ناحيتين مهمتين أولاهما الإنترنت وثانياً الفضائيات لهما الأثر الكبير على انحراف الأولاد وعلى انحراف الآباء والأمهات وعلى امتداد المجتمع تقريباً بتفكيره وسلوكه من اتباع منهج الله تعالى إلى اتباع منهج الكفر فما هي النصائح التي توجهونها إلى من تكون عندهم هذه الوسائل وكيف هو السبيل، هل هو في ضبطها والحفاظ على نظام معين معها أو بالابتعاد عنها مطلقاً ؟
 الحقيقة أن الفساد قد انتشر فقد قال الله عز وجل:

 

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾

 

[ سورة الروم: الآية 41]

 إن هذا الفساد بسبب سعي الإنسان إلى اقتناص الشهوة المحرمة.
 أيها الإخوة الكرام في استراليا:
 هذا الفساد ينبغي أن يعالج على الشكل التالي فيما مضى كان الفساد في كل المجتمعات تقريباً محصوراً في بؤر صغيرة محصورة معينة محدودة وكان الإنسان معافى منه إذا كانت حياته طبيعية تماماً كحديقة حيوان تقليدية إذا رمزنا إلى الفساد بالوحوش هي في أقفاصها والناس طلقاء ولكن الفساد اليوم على نمط حديقة الحيوان الإفريقية الوحوش طلقاء والزوار إن لم يكونوا في سيارات مصفحة فإن الوحوش تفترسهم.
 إذاً كل شيء يدعو إلى المعصية الشاشة والإنترنت والفضائيات والصحف والمجلات والطريق كل شيء في حياة الغرب وفي حياة التي تقلد حياة الغرب في أي مكان في الأرض كل شيء يدعو إلى المعصية وإلى الشهوة المحرمة فما لم نحصن أبناءنا تحصيناً دقيقاً جداً ما لم نلقنهم العقيدة الصحيحة ما لم نملأ وقت فراغهم بالنشاطات الإسلامية ما لم يكونوا معنا في حركاتنا وسكناتنا ما لم يبذل الأب الآن عشر أضعاف ما كان يبذله في أوقات سابقة في تربية أولاده ما لم يهيء البديل الإسلامي لكل منشط إباحي فإن المشكلة تستمر وتتفاقم والحقيقة أن الإنسان لو بلغ أعلى مستوى علمي في العالم لو جمع ثروة كأعلى ثروة في العالم لو بلغ أعلى منصب قيادي في العالم لو بلغ أعلى مستويات الثروة في العالم ولم يكن ابنه كما يتمنى فهو أشقى الناس والإنسان يشقى بشقاء أولاده وما من أخ مقيم في بلاد بعيدة عن مجتمع المسلمين إلا وحين يذكر ابنه يتألم أشد الألم لأنه يرى أن ابنه ليس على شاكلته ليس كما ينبغي أن يكون والإنسان متعلق بأولاده والأولاد استمرار لآبائهم فما لم نبذل ننشئ المدارس نهيء المناشط الإسلامية أي منشط يقيمه الطرف الآخر بغية إفساد النشء يجب أن يقابله منشط إسلامي يحفظ أبناءنا من الانحراف والأب المشغول عن أولاده يرتكب بحقهم جريمةً إنه لو كان مشغولاً عنهم ولا داعي لذكر الاعتذار والسبب لأنه ما من عمل يفوق أن يربي الإنسان أولاده لأنهم قرة عين له ولأنهم استمرار له ومعلومكم:

 

((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له.))

 أنا أقول إذا كانت إقامة المسلمين في بلاد بعيدة تحول بينهم وبين تربية أولادهم أو تسلم أولادهم إلى الكفر والانحراف والانحلال بقاءهم في هذه البلاد أكبر خسارة وليس معنى هذا أنهم لمجرد أن يعودوا إلى أوطانهم يصبحوا أولادهم أولياء لا الفساد عم الأرض كلها ولكن لعل الأب يمكن أن يكون أقدر على تربية أولاده في بلاد المسلمين وفي مجتمع إسلامي أكثر انضباطاً وتمسكاً في الدين.
 فالحقيقة أنت وضعت اليد على أخطر شيء يعاني منه أبناء الجاليات الإسلامية هو تفلت الأبناء والحقيقة الفساد فيه شيء مغر لذلك كل الآيات التي تتحدث عن الاستقامة في أكثرها يتحدث عن عدم الاقتراب قال تعالى:

 

 

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾

 

[ سورة الإسراء: الآية 32]

 يجب أن نبتعد عن أسباب الزنا عن أسباب الانحراف وإلا طبيعة هذه الشهوة تجذب وتجر الإنسان إلى الوقوع في حبائلها وهذا معنى قوله تعالى:

 

﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 187]

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32)﴾

[ سورة الإسراء: الآية 32]

 فضيلة الدكتور من المشكلات التي تواجهون بكثرة في المجتمع الغربي وفي أستراليا هو الزواج من غير المسلمات أو الزواج من غير المسلمين يعني أحياناً تكون البنت مسلمة وتتزوج من غير مسلم أحياناً ينطق بالشهادة وأحياناً لا ينطق بالشهادة المسألة التي نريد أن نسأل عنها وأن نستفسر عنها هل يجوز للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة هكذا من غير شروط أم أن هناك ضوابط لهذه الأمر وهل الأمر يختلف إذا كان في بلاد الاغتراب وهل إذا ترتب عليه فساد أعظم من ناحية خسارة الأولاد يصبح الأمر أكثر حرمة أفيدونا بذلك جزاكم الله خيراً ؟
 الدكتور راتب: والله الأخ الكريم جزاكم الله خيراً الحقيقة أن القرآن سمح للمسلم أن يتزوج بالكتابية لكن الكتابية وصفت في القرآن بأنها محصنة فإن وجدت أن في مجتمع الغرب والشرق البعيد كأستراليا قلما تجد فتاةً محصنة قلما وأنا أعني ما أقول إذاً الحكم أصبح غير مطبق هذه واحدة الشيء الثاني هناك تحريم سداً للذريعة الأصل أن المسلم أن يتزوج بكتابية غير مسلمة ولكن إذا كانت أمتها قويةً جداً وجاء أولادها لأقوى الأبوين وخسر أولاده ولأتفه الأسباب تركته وأخذت أولادها وعادت إلى بلدها والقوانين كلها معها إذاً هنا يحرم الزواج بغير المسلمة لا لأن أصل الأمر محرم لا يحرم سداً للذريعة، يعني حينما يغلب على الظن أن هذا الابن سيتبع دين أمه وأن هذا الابن سيسلك سلوك أمه وأن هذا الابن سيسلك سلوك قوم أمه إذاً قوم أمه أقوى من قوم المسلمين في هذه الحالة يبدو أن الزواج من غير المسلمين أو من غير بنات المسلمين أصبح محرماً لا تحريماً أصلياً بل تحريماً سداً للذريعة والله أعلم، والقصص التي سمعتها إن في أمريكا أو في استراليا من معاناة المسلمين حينما يتزوجوا من بنات غير المسلمين معاناة لا تنتهي وأنا أعلم قصصاً يعني يتقطع لها القلب أخذت أولادها وسافرت وتركته وحيداً شريداً في بلده وإن بقيت معه فأولادها على دينها تلقنهم المبادئ والتصورات وأنماط السلوك التي لا ترضي الله عز وجل والإنسان حينما يرتكب خطأً فاحشاً في قرار مصيري يدفع الثمن باهظاً وقد تطلع على قلوب الرجال الذين تزوجوا من غير المسلمين أنا أعرف مدرس في دمشق تزوج من الاتحاد السوفيتي سابقاً أستاذةً له في الرياضيات صار يبكي أمامي تعلمهم الإلحاد تعلمهم أن يرتكبوا المعاصي والآثام فهذه معاناة كبيرة جداً أنا أتمنى على الله عز وجل ألا يتورط إخوتنا الكرام في أستراليا في الزواج من غير بنات المسلمين لأنهم سيندمون ندماً لا حدود له.
 فضيلة الدكتور أعتقد أن هذا الأمر هو انعكاس لعدم التزام المسلمين بنهج ربهم منذ البداية وأشير في هذا المقام إلى قضية الاختلاط غير المشروع فيما بين الرجل والمرأة من غير المحارم وبالتحديد أخص الشباب وخصوصاً بالجامعات وبالمدارس أحياناً المختلطة التي تكون فيها بنات وشباب وفي مجال العمل أعتقد أن أكثر هذه الزواجات كانت نابعةً من هذا الاختلاط المحرم وعدم وجود الوعي في هذه القضية هل من الممكن إلقاء الضوء على قضية العلاقة بين الرجل والمرأة وخصوصاً في الأماكن التي لا يمكن للإسلام أن يتركها كالجامعات والمدارس ومراكز العمل ؟
 الدكتور راتب: الحقيقة أن الفساد عم أنا كما قلت قبل قليل المرأة محببة إلى الرجل هذا في جبلة الإنسان قال تعالى:

 

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 14]

 هذا مركب في أصل فطرته لذلك لأن ذلك مركب في أصل فطرته تجد في الدين ضوابط كثيرة مثلاً ممنوع منعاً باتاً الخلوة بامرأة أجنبية وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. فإذا كنا في أماكن العمل في غرفة واحدة وفيها موظف وموظفة فهذه خلوة شيء آخر كيف لو قلنا أن هذا البارود لو قربنا منه النار لا ينفجر لأنه طيب هذا كلام مضحك في البارود خصائص الانفجار وفي النار سبب الانفجار فنحن حينما نسمح للشباب والشابات في مقتبل العمر أن يكونوا في أماكن عامة مختلطة وفي لقاءات ونظرات وهمسات ونظرات ولمسات فنحن ننتظر بشكل أو بآخر انتظاراً حتمياً أن تعقد زواجات عابرة طارئة بناء على نزوة طائشة وشهوة جنسية بعد الزواج تنشأ المشكلة في أولاد، المشكلة أن الأولاد هم أكبر قضية يعاني منها مثل هؤلاء الأزواج الذين تزوجوا زواجاً طارئاً أعرف رجلاً تزوج فتاة إفرنسية ثم تركته وأخذت أولادها والله يكاد يبكي دماً أولاده أصبحوا مع أمهم الفاسقة فالاختلاط هو أحد أكبر أسباب فساد مجتمعاتنا والاختلاط جاءنا من الغرب والشيء المؤسف جداً أنني اطلعت في الإنترنت على مشاريع الآن يودوا أن يقيمها الأمريكيون حول عدم اختلاط الطلاب والطالبات في الجامعات هم أدركوا بشكل موضوعي بعيداً عن أي منهج إلهي أن الاختلاط سبب دمارهم وسبب هذا الفساد العريض هم بدؤوا يرجعون عن خططهم ونحن نقلدهم ونتبجح بأننا حضاريون وأننا متقدمون وأننا نعيش العصر ولابد من أن نبيح الاختلاط فالعلاقة بريئة بينهما هذا كلام إبليسي ليس له أساس من الصحة الحقيقة خلاف ذلك الفتاة محببة إلى الفتى وبينهما تجاذب فإذا كانا معاً في المدرسة وفي العمل يجب أن نحتمل هذا الفساد العريض.

 

((جاء إلى النبي أعرابي قال يا رسول عظني ولا تطل فقال عليه الصلاة والسلام قل آمنت بالله ثم استقم قال أريد أخف من ذلك قال إذاً فاستعد إلى البلاء.))

 إن أردنا أخف من الاستقامة فلنستعد للبلاء وهذا الذي يعانيه المسلمون هو من نتائج الاختلاط، قال تعالى:

 

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

[ سورة مريم: الآية 59]

 وقد لقينا ذلك الغي.
 فضيلة الدكتور أحياناً يتذرع الأهل بأن المدرسة المختلطة هي أفضل من المدرسة التي لا اختلاط فيها وأحياناً يدعي الناس العمل في مركز معين ليس هناك باب آخر أو أن هذا هو عمله أو أن هذا هو اختصاصه فهل هذه الأعذار تعتبر كافيةً لكي يحل هذا العمل أو لدخول في هذا الاختلاط ؟
 الدكتور راتب: هو الحقيقة ينطلق من توهم ينطلق من رغبة أن يكون ابنه في هذه المدرسة كي يفتخر به لا ينطلق من حكم شرعي لأن المؤمن يحكمه الشرع وله مرجعية دينية وهو عند الحلال والحرام فإذا أراد أن يعطي لنفسه ما تشتهي لابد من أن يتفلسف عندئذ يقول هذه المدرسة أرقى وهذه... ولكن حينما يكون شاب في ريعان الشباب مع شابة في ريعان الشباب إلى جانبها فلابد من أن يحدث شيء لا يرضي الأب والأم لذلك الأب والأم الذي يتغاضى عن أخطار الاختلاط كالنعامة تماماً تغرس رأسها في الرمل كي لا ترى الخطر، الخطر قائم والله مرة أنا كنت في أمريكا أحد الإخوة الأطباء هناك قال لي كلاماً لا يصدق جمع أبناء الجالية هناك وأجرى معهم طريقة ذكية جداً تعرف إلى اتجاهاتهم وأنماط سلوكهم فجاء بنتائج لا تصدق يعني معظمهم في الخمر والمخدرات والشذوذ والزنا والدخان معظمهم والآباء لا يحبون أن يسمعوا هذا الكلام يحبون أن لا يصدقوه كي يرتاحوا هم كالنعامة تماماً لكن الأمر خطير الحقيقة الإنسان يشقى بشقاء أولاده وإليك هذا الدليل القرآني:

 

﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)﴾

 

[ سورة طه: الآية 117]

 بحيث اللغة فتشقيا جاءت الآية فتشقى بمعنى أن شقاء الرجل شقاء حكمي لامرأته ويقاس على هذا الآية وشقاء الابن في مجتمع التفلت والانحراف والشهوات والاختلاط شقاء حكمي لوالديه لكن أحياناً المشكلة في الوالدين، هذا الأب الذي أناط الله به تربية أولاده هو ضائع هو مؤمن بالنمط الغربي للحياة هو الذي يحبب لأولاده أن يفعلوا ما يفعلوا أيام لعل الإعلام أحد العقبات الكبرى أمام تربية الأولاد ولعل أنماط الحياة التي يعيشها الابن أحد العقبات الكبرى وأحياناً الأهل أنفسهم الأب والأم الجاهلان المستغربان اللذان يعيشان حياة الغرب ويعجبان بها هم أيضاً عقبة أمام تربية أولادهم.
 فضيلة الدكتور المرأة هنا في أستراليا في التحديد تستعمل كثيراً يعني هناك خروج كثير للمرأة بشكل فظيع وهي تشارك في الأعمال ولا تكاد ترى زوجاً إلا نادراً أو امرأةً إلا ولها كيف نستطيع أن نواجه الحملة ضد الإسلام في قضية المرأة وجعل مسؤوليتها الأولى داخل البيت وما هي الضوابط التي تجيز للمرأة أن تعمل وهل كل الأعمال التي تقوم بها المرأة تستطيع أن تقوم بها هي حل لها أم أن هناك تفصيل ؟
 الأستاذ راتب: الحقيقة أنه ينبغي أن نعبد الله وفق هويتنا إذا أقام الله امرءاً عالماً فعبادته الأولى تعليم العلم وإذا أقامه غنياً فعبادته الأولى إنفاق المال وإذا أقامه غنياً عبادته الأولى إحقاق الحق وإنصاف الضعفاء والمظلومين وإذا أقامها امرأةً عبادتها الأولى رعاية الزوج والأولاد لذلك قال تعالى:

 

﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾

 

[ سورة الأحزاب: الآية 33]

 بمعنى أن الأصل ينبغي أن تكون المرأة متفرغةً لرعاية زوجها وتربية أولادها وهذا من أعظم الأعمال وهذا من أخطر الأعمال بل إن النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث الصحيحة قال:

 

((أول من يمسك بحلق الجنة أنا فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي قلت من هذه يا جبريل ؟ قال هي امرأة مات زوجها وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلهن.))

 يعني تربية الأولاد لا يعدلها شيء عند الله من حيث الثواب والقربى لصاحبها وأولادنا هم ثمرة أكبادنا أولادنا هم مستقبلنا أولادنا هم الورقة الرابحة الوحيدة التي بقيت في أيدينا، الورقة الرابحة الوحيدة التي بقيت في أيدينا أولادنا فإما أن نربيهم تربيةً إسلامية فيكون للمسلمين مستقبل ينسيهم ألم الحاضر وإما أن نهملهم فيكون هؤلاء الأولاد استمراراً لانهيار الأمة ولتشتتها وضياعها وتشرذمهما وقهرها واستلاب خيراتها فالقضية قضية مصيرية لا تحتمل الانتظار ولا التريث فحينما نربي أولادنا كما أراد الله لعل الله عز وجل ينصرنا على أعدائنا أما الأمة التي تنسى أن مهمتها الأولى هي أن تجلس مع أولادها وتربيهم.
 أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة.
 اعلمي أيها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله.
 والجهاد كما تعلم هو ذروة سنام الإسلام وأية امرأة قعدت على بيت أولادها فهي مع رسول الله في الجنة وأية امرأة ربت أولادها تنازع النبي دخول الجنة وأية امرأة رعت زوجها وأولادها هي مع المجاهدين الصابرين.
 اعلمي أيها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله.
 فهذه المرأة تحتاج إلى وعي قالوا من علم شاباً علم واحداً لكن من علم فتاةً علم أسرةً المشكلة أن هذه المرأة أنيط بها تربية الأولاد هي فاقد الشيء لا يعطيه إذا ربيت المرأة على أن تكون مع الرجال أن تختلط معهم أن تأثر العمل على أن تقعد في بيتها تربي أولادها والحقيقة في الاختلاط بالرجال شهوات ثابتة جداً تتزين كل يوم تظهر مفاتنها كل يوم تخرج إلى السوق إلى الطريق إلى المكتب إلى العمل إلى العيادة إلى المتجر هي ترى الناس وترى الناس ويعجبون بها يسمعونها بعض الكلمات تؤثر هذه الشهوة الواضحة على أن تكون أماً مربيةً لأولادها على أن تدفع للمجتمع عناصر طيبة يفتخر بهم المجتمع ويرقى بهم المجتمع، إذاً توعية الأم شيء مهم جداً ينبغي أن تعلم الأم أن رعاية زوجها وأولادها هو أعظم مهامها.
 يعني هذا الطيار يا أستاذ يحيى جزاكم الله خيراً هذا الطيار إذا ضاق ذرعاً بغرفته في الطائرة وفي رقبته أربعمئة راكب وترك مركز القيادة وعاش مع الركاب لسمع أحاديثهم ربما وقعت الطائرة أربعمئة راكب في رقبة الطيار مكانه الصحيح في غرفة القيادة فهذه التي تتبرم من بيتها وتقول أنا لا أنحبس في البيت هي كالطيار الذي يرى أنه محبوس في غرفة القيادة إن كل الركاب في عنايته ورعايته، لابد من التوعية الحقيقة هي أزمة علم فقط أهل النار في النار ماذا يقولون؟

 

 

﴿لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)﴾

 

[ سورة الملك: الآية 10]

 المشكلة التي عندنا فضيلة الدكتور هي عندنا واقع موجود هو أن الجهل منتشر وأن هؤلاء الناس تربوا على ما تربوا عليه هل نستسلم لهذا الواقع هل تقول الأم أنا نشأت أمية لا أقرأ ولا أكتب أو يقول الأب هكذا حدود معلوماتي أن هناك شيء يجب على الأهل أن يفعلوه لكي يتقدموا ولو قليلاً ؟
 الأستاذ راتب: يا سيدي يحكم هذا الكلام حديث نبوي صحيح:

 

(( عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))

 

[ أحمد، أبي داود ]

 أنا ينبغي أن لا أستسلم لمصيبة حلت بي والفساد مصيبة.

 

(( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ... ))

 يعني ابحث عن حل اجتمع مع إخوانك ابحثوا عن حل اجعلوا ليوم العطلة نشاطاً يمتص نشاط الطلاب ببيئة نظيفة ابحثوا عن طريقة يبقى الابن معك في بيتك وفي نشاطاتك الاجتماعية يعني يجب أن نفكر بحل أما أن نستسلم أن الحياة فيها فساد ماذا نفعل هكذا قدرنا هذا كلام مرفوض عند الله عز وجل.

 

 

((إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.))

 

 ينبغي أن أستنفذ كل الجهد في إصلاح أحوالي أحوال زوجتي أحوال أولادي أحوال معيشتي ينبغي أن نتعاون يعني أنا أقول لك كلمة أرجو الله أن تكون واضحةً اليهود لهم حارة في كل مكان في العالم في أي مكان يقبعون لهم حارة اسمها حارة اليهود يجب أن نقلدهم في هذا بمعنى المسلمين ينبغي أن يتجمعوا في أحياء خاصة فيها اللحم الحلال فيها المدرسة الإسلامية فيها الملاعب الإسلامية.
 طرحنا البارحة على فضيلة الدكتور بدر الدين حسون وسألناه على قضية هل يجوز المسلم في بلاد الاغتراب أن يعيش بعيداً عن المجتمع الإسلامي أو عن المسجد ؟ فإذا كان بالإمكان أن تضعوا تعليقكم على هذا الموضوع
 الأستاذ راتب: والله أنا حضرت مؤتمراً في أمريكا في ديترويد وكان معنا الدكتور القرضاوي في شيء تكلم به رائع جداً قال بصراحة وبوضوح وبلا مواربة إن لم تضمن أن يكون ابن ابن ابنك مسلماً لا يجوز أن تبقى في هذه البلاد في أمريكا. الإنسان معه منهج أي مكان يحول بينه وبين طاعة الله ينبغي أن يغادره والله عز وجل وعد المهاجر الذي يهاجر حفاظاً على دينه فراراً بدينه وعده مغانم كثيرة، وعد المهاجر مغانم كثيرة إذا أراد أن يفر بدينه من الفساد، هو الفساد عم لكن بعض الشر أهون من بعضه فلذلك المسلم الذي يجلس في مجتمع الكفر مجتمع الشرك مجتمع الجنس مجتمع الزنا مجتمع اللواط مجتمع الشذوذ يجلس معهم بعد حين يألفهم ويألف أعمالهم ويستسيغ انحرافاتهم أما إذا جلس مع المؤمنين في مجتمعاتهم في تجمعاتهم السكنية وصلى معهم في مسجدهم وأكل من لحمهم الحلال لعل الله عز وجل يرحمه في أن يعفيه أو أن يحفظه من بعض الفساد. أنا قلت هذه التجربة رائعة ينبغي أن نقلدهم بها لكل تجمع إسلامي في مدينة يجب أن يكونوا في حي واحد أما إذا جلسوا بعيدين عن هذا التجمع.
 فعليكم بالجماعة كما قال عليه الصلاة والسلام:

((وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.))

 فضيلة الدكتور أرجعتم الأمر إلى نتيجة الجهل بين المسلمين حول أمور دينهم أحياناً نرى أن الطبقات المثقفة من المسلمين يعدون من جهل أكثر من غيرهم نتيجة أنهم ارتأوا العلم المدني و ابتعدوا عن العلم الشرعي لاعتقادهم أن الأمور الشرعية إنما هي مختصة أو تختص برجال الدين أو من يختصون بهذا الاختصاص، عندنا طبقات من الأطباء مثلاً و المهندسين و المحامين بالتحديد و رجال الأعمال هؤلاء هل يعفون من جهلهم بالعلم الشرعي الذي يجب عليهم أم يتعلموه و خصوصاً عندما يمارسون هذه المهنات التي يقومون بها مع غير المسلمين؟
 الحقيقة أن العلوم الدنيوية نوع من الحرف هذا طبيب و هذا مهندس و هذا محامي و هذا مدرس و هذا تقني، هذه اختصاصات نوع من الحرف، أما العلم المنجي هو أن تعرف الله و تعرف منهجه لذلك لأن الإنسان مفطور على حب وجوده و حب سلامة وجوده و حب كمال وجوده و حب استمرار وجوده حينما يرى أن طريق سلامته و سعادته في الدين يتبع الدين، هي أزمة علم كما قلت قبل قليل و لكن لابد من ضرب مثل هذا المظلي قد يجهل أشياء لا تؤثر على سلامته، قد يجهل المظلي شكل مظلته قبل أن تفتح أهي دائرية أم بيضوية أم مربعة أم مستطيلة و قد يجهل نوع القماش أهو من حرير طبيعي أم صناعي، و قد يجهل عدد الحبال و ألوان الحبال و الخيوط التي صنعت منها الحبال هذه أشياء يمكن أم يجهلها المظلي و لكن حقيقة ينبغي أن تعلم للضرورة طريقة فتح المظلة إذا جهلها المظلي نزل ميتاً، فأي إنسان طبيب، مهندس، محامي، قيادي، وزير تقني، اختصاصه فيزياء نووية، أي اختصاص هذا ليس علماً شرعياً و ليس علماً منجياً قد يكون هذا المختص اختصاصاً نادراً أمياً في الدين، كيف أنني إن أمسكت ورقة تخطيط قلب لا أفهم منها شيئاً أنا أمياً في الطب ليس هذا اختصاصي كذلك المثقف ثقافة عالية جداً قد يكون أمياً في الدين فلذلك في الدين معلومات ينبغي أن تعلم بالضرورة و إلا هلك الإنسان، هذا اسمه فرض العين، العلم فرض عين و فرض كفاية، أن تعرف أركان الإيمان و أركان الإسلام و الأحكام الشرعية في اختصاصك إن كنت تاجراً، طبيباً، مهندساً، هذا ينبغي أن يعلم بالضرورة و من جهل هذه الأشياء هلك في الدنيا و الآخرة، هذا نوع من الترف أي أنا مهندس، أنا دكتور في الهندسة، أنا طبيب، أنا متعلم، لا يا سيدي أنت أمي في الدين، أنا مختص في اختصاص الناس بحاجة إليك و هذا الاختصاص ينفعك في الدنيا فقط أما في الآخرة لا ينفعك إلا أن تعرف الله و أن تعرف منهجه الذي ينبغي أن تطبقه، إذاً نقول هناك علم فرض عين على كل مسلم بصرف النظر عن اختصاصه و عن تفوقه في اختصاصه، و هناك علم ديني فرض كفاية هو التفرغ و التفوق و التعمق و التبحر و إقامة الحجج التفصيلية و معرفة أساليب الطرف الآخر في طرح الشبهات و الرد عليها هذا اختصاص، قال تعالى:

﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾

[ سورة آل عمران: الآية 104]

 أما كل مسلم بأية حرفة، بأي انتماء، بأي أصل، بأي خلفية لابد من أن يعرف الحد الأدنى من الدين، جاء في مصطلح العلماء ما ينبغي أن يعلم بالضرورة و إلا دفع الثمن، هذا المظلي الذي جهل فتح المظلة نزل ميتاً، أي هناك نقطة دقيقة جداً هو أنك إن لم تؤمن ببعض القوانين أو سخرت منها أو لم تعبأ بها لا تعطل فاعليتها هي مطبقة عليك، لو أن إنساناً سخر من قوانين السقوط و اعتبرها رجعية و سخيفة و لا مبرر لها و نزل من مكان مرتفع بلا مظلة ينزل ميتاً، رفضه لهذه القوانين و سخريته منها لا يلغيها تبقى مطبقة عليه، فالإنسان الذي لا يعبأ بأوامر الدين تطبق عليه قواعد هذه الأحكام شاء أم أبى، الإنسان حينما يطيع الله عز وجل في الطاعة بذور نتائج الطاعة، و حينما يعصي الله في المعصية بذور نتائج المعصية، العلاقة بين الطاعة و نتائجها و المعصية و نتائجها علاقة سبب بنتيجة هذا هو التفسير العلمي في الإسلام، فأنا حينما أنطلق من حبي لذاتي، أنطلق من أنانيتي، حينما أنطلق من أثرتي ينبغي أن أطيع الله عز وجل هذا هو الوعي الإسلامي الذي ينبغي أن يكون بين المسلمين.
 فضيلة الدكتور سؤال أخير بعد أحداث الحادي عشر من أيلول تعرض المسلمون لضغوطات كما تعلمون و خصوصاً في بلاد الاغتراب و أستراليا لازالت الحملات ضد المسلمين تتوالى شيئاً فشيئاً، و أنتم الذين خبرتم هذه البلاد و زرتموها ما هي نصائحكم لهذه الجالية ؟
 و الله أنا أسمح بالسفر الطارئ أي أنا أسافر لأطلب العلم فأقوي المسلمين، أنا أسافر لأجمع المال الأساسي لحياتي أما نية الإقامة الدائمة هذه مخالفة شرعية فقد ورد في الجامع الصغير أنه من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله، و الحقيقة هذه المضايقات اسمح لي بهذا الكلام ما هي إلا تدبيرات إلهية لطيفة تنبه الإخوة الذين أرادوا الإقامة الدائمة، هناك من يقيم إقامة دائمة و هو معذور أنا أستثني هذا، هناك من يقيم إقامة دائمة لأسباب لا يستطيع أن نتحدث عنها، لكن الذي ليس معذوراً في الإقامة الدائمة ينبغي أن يفكر في العودة إلى بلده ليخدم المسلمين، هذا اللحم الذي نبت من خير بلاد المسلمين، ينبغي أن يرد لهم الجميل لا أن يبقى في خدمة أعداء المسلمين، و أنا أرى أن الإنسان له أن يسافر لكن لا على نية الإقامة الدائمة، على نية أن يكون السفر محدوداً موقوتاً بأداء مهمة إذا انتهت يعود إلى بلاده هؤلاء المسلمون في بلادهم لا يرون غير أبنائهم المثقفين، من لهم غير أبنائهم الأغنياء فإذا عادوا إلى بلدهم عادوا إلى شريحتهم ذلك أنه مع الفارق الكبير جداً بين بلاد الاغتراب من حيث المستوى المعاشي فيها و الخدمات و مع بلادهم الأصلية أنا أنصح إخوتنا الكرام لا توازنوا بين أستراليا و لبنان ينبغي أن توازنوا بين الدنيا و الآخرة، الدنيا يجب أن تكون دار عمل لا دار جزاء، الدنيا دار تكليف لا دار تشريف، فأنا حينما أعود لأخدم أمتي، لأربي أولادي، لأكون لبنة في صرح هذه الأمة أنا هذا العلم يقبله الله مني و قد يرفع قدري به و يعليني إلى أعلى عليين، أما حينما أستمرئ الحياة هناك أرى الحاجات ميسورة أدخل إلى السور ماركت أرى كل شيء موجود، بلاد جميلة خضراء، الدخل كبير، و حينما أرى أن ابنتي أحبت غير مسلم و هربت معه أو أن شاباً يضاجعها في الفراش فلما غضبت عليها أخذت إلى الشرطة و وقعت تعهداً عندئذ أنسى الحليب الذي رضعته من أمي، أنا أعرف أن هناك فساداً كبيراً و الله بأمريكا، و الله أطباء كبار يبكون أمامي ابنته أحبت يهودياً و تزوجته و لم تعبأ به، أي سمعت هذا و الله من أناس كثيرين، أخت صديق لي في لوس أنجلوس على مدخل الفندق قالي لي ابنتي تحب الرقص و الغناء و ابني ملحد و انهارت باكية، هذا الذي يحصل، أداء المسلمين لا يراهنون علينا على أولادنا، و كما قلت مع الدكتور قرضاوي جزاه الله خيراً إن لم تضمن ابن ابن ابنك مسلماً لا ينبغي أن تبقى في هذه البلاد، و الله قلت هذا الكلام في عقد قران في الشام يوجد أربع خمس أطباء من أمريكا صاح أحدهم و الحزن يحرق قلبه قال لي: ليس ابن ابن ابني ابني ليس مسلماً، الجيل الأول ليس مسلماً، أنا أرجو الله أن تكون كلمتي نابعة من إخلاصي لهم، الحقيقة أن الحقيقة المرة صعبة، إنسان عاش و استقر و بيت و سيارة و بلاد خضراء و حريات كثيرة جداً لكن العبرة في النهاية، العبرة ليس الآن، العبرة عندما أغادر الدنيا و أولادي ليسوا مسلمين، أغادر الدنيا و الله جاءني إيميل من أمريكا تقول أنا سيدة مسلمة ـ أنا حفظته غيباً الإيميل ـ نشأت في أسرة مسلمة ما تعلمت من الدين إلا أن الخنزير حرام، تزوجت من رجل قبطي و بعد حين علمت أنه تزوجني من أجل الجنسية، طبعاً تزوجته في مركز إسلامي و قد اشترط عاقد العقد أن يبقى كل منا على دينه أرأيت إلى هذا الذي يعقد العقد ثم طلقته و تزوجني آخر غير مسلم لعله بوذي فأنا معه الآن ثم تركته فما حكم زواجينا هذا المستوى، لا تعرف من الدين إلا أن الخنزير حرام، تزوجها غير مسلم و تزوجها إنسان يعتنق ديناً غير سماوي أيضاً و هي تسأل ما حكم هذا الزواج هذه المشكلة ؟ أنت حينما ترى الابن ترك دينه كلياً تبدأ متاعب الأب.
 فضيلة الدكتور ممكن فقط أن نشير إلى نقطة و هي أنه أحياناً ترى عائلة تعتني بالولد كثيراً و يكون قد تربى على الإيمان و أحياناً لأجزاء من القرآن و عرف شيئاً من دينه فجأة عندما يبلغ مرحلة معينة مثل الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة ترى انقلاباً مفاجئاً و أحياناً بالعكس ترى أحياناً ولداً يكون منحرفاً و لا يكون الأهل قد ربوه تربية صالحة رأوا في النهاية قد التزم و سار سلوكاً حسناً فهل يمكن أن تعطينا شيء من التعليل لهذه القضية ؟
 الحقيقة أنني حينما ألقن ابني تلقيناً التلقين يصلح في سنه المبكرة، أما حينما يكبر تتفتح نفسه على شهوات الدنيا و يرى زميلته في الجامعة قد ينحرف، أما حينما أقنع ابني بالدين فرق كبير بين الإقناع و بين الإملاء، بين الإقناع و بين التلقين، التلقين يصلح لسن الطفولة و لا يصلح أبداً لطالب جامعي و لا لطالب في الثانوي، الأب حينما يعتني بدين ابنه فيعلمه العقيدة الصحيحة بالإقناع و الدليل و حينما يلازمه و يكون معه، أي أنا أعتقد هذا الانقلاب المفاجئ سببه أن نمط التربية نمط تلقيني قمعي، النمط التلقيني القمعي ينتهي بالانحراف، أما النمط الإقناعي النبي الكريم يقول:

 

((علموا و لا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ))

 النمط القمعي التلقيني قد ينتهي إلى نكسة خطيرة جداً، بينما النمط الإقناعي هو الذي يرقى بالابن و يبقى ثابتاً على دينه، و الأب يجب أن يكون مع ابنه دائماً و قد ورد أن لاعب ولدك سبعاً و أدبه سبعاً و راقبه سبعاً ثم اترك حبله على غاربه، في مرحلة تلاعبه، في مرحلة تؤدبه، في مرحلة تراقبه.
 فضيلة الدكتور شكراً جزيلاً هل من كلمة أخيرة توجهونها إلى الجالية.
 و الله أنا أرى كما قال الإمام الشافعي إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، و إذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، و إذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، و العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، أنت حينما تعلم بدافع من حبك لوجودك، و حبك لسلامة وجودك، و حبك لكمال وجودك، و حبك لاستمرار وجودك تنصاع لأمر الله، أي لا شيء يعدل العلم، عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، و العلم و الفضل لله متيسر، أي هذه الإذاعات جزاكم الله خيراً ندوة متكلم يتحدث من دمشق و المستمعون في سيدني هذا من فوائد التقنية و العلم تقريباً، فحبذا لو استخدمنا التقنية الحديثة في إيصال كلمة الحق إلى المسلمين و قد قال

إخفاء الصور