وضع داكن
19-04-2024
Logo
رحلة استراليا 1 - المحاضرة : 04 - تربية الأولاد.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أيها المستمع الكريم، أختي المستمعة الكريمة، كل عام و أنتم بخير، كل عام و أنتم إلى الله أقرب و على طاعته أدوم، يسعد إذاعة القرآن الكريم من سيدني أن يشرفها فضيلة الداعية الشيخ الأستاذ الكبير فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي، و فضيلة الشيخ كما هو معروف و المعروف لا يُعرف، أهلاً و مرحباً بكم فضيلة الإمام و كل عام و أنتم بخير.
 و أنتم بخير يا أخي.
 س ـ حقيقة فضيلة الإمام و قد شرفتنا في هذه البلاد منذ أيام قلائل و نحمد الله سبحانه و تعالى على قدوم فضيلتكم لدينا في أستراليا، و بداية الأمر فقد تحدثنا في الحلقة السابقة حول عدة أمور أساسية، لعل من أهمها شخصية المسلم، و شخصية المسلم فضيلة الإمام كما تعلمون و كما تعلمنا من فضيلتكم بأنها من الأشياء الهامة في بناء المجتمع ككل، و هذا ما يلفت الانتباه إلى موضوع آخر، أو ليس موضوعاً آخراً و لكن موضوع امتداد لهذا الموضوع و هو فيما يتعلق بتربية الأبناء، و لعلنا نلاحظ و نحن في هذه الأيام المباركة كيف كانت تربية سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل حتى أنه قال مجرد رؤيا:

﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾

[ سورة الصافات: الآية 102]

﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾

[ سورة الصافات: الآية 102]

 إلى آخر هذه القصة المعروفة، ثم نجد أن سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما يُعلّم ابن عباس رضي الله عنه فقال له في الحديث الشريف:

 

((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ))

 

[ أحمد، الترمذي ]

 فما هو مدلول فضيلتكم فيما يتعلق بتربية الأبناء ؟ أو الخطوة الأساسية في تربية الأبناء ؟
 ج ـ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، قضية تربية الأولاد من أخطر قضايا المسلم، ذلك أن المسلم لو بلغ قمة النجاح في شتى الميادين إن في جمع المال، أو في تسلم أعلى المناصب، أو في نيل أعلى الألقاب و لم يكن مهتماً بأولاده فهو أشقى الناس، و قد ذكرت البارحة قوله تعالى:

 

﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)﴾

 

[ سورة طه: الآية 117]

 لم يقل الله عز وجل فتشقيا لأن شقاء الابن شقاء حكمي لأبيه و أمه، و لعل الله عز وجل أراد مكافأة المؤمن على حسن تربيته لأولاده في الدنيا قبل الآخرة، فقد ورد في بعض الآيات هذا الدعاء: ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً، فحينما يرى الأب ابنه مستسلماً لله، طائعاً له، يمتلئ قلبه سعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، ثم إن الله عز وجل يقول:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾

 

[ سورة التحريم: الآية 6]

 فالأبوة مسؤولية كبيرة فقد قال عليه الصلاة و السلام:

 

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ))

 

[ مسلم، أبو داود، أحمد ]

 هو يطعم ابنه، و يكسو ابنه، و يعطي ابنه حاجاته المادية، أما إذا ضيع دينه، و ضيع خلقه، فقد ارتكب أعظم إثم في حياته، و كسب الرجل ولده، لذلك لا تجد مؤمناً صادقاً مطيعاً لله إلا و يعتني بتربية أولاده، إذا كان هناك من معنى مخالف و هذا مصطلح عند علماء الأصول أي المعنى العكسي، حينما يقول الله عز وجل واصفاً الكفار:

 

﴿وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً (27)﴾

 

[ سورة نوح: الآية 27]

 الشيء الطبيعي و المنطقي أن المؤمنين ينبغي ألا يلدوا إلا مؤمناً تقياً، أما حينما يقصر المسلمون في تربية أولادهم يدفعون ثمناً لا يستطيعون تحمله في مستقبل أيامهم، حينما يفاجأ المسلم أن ابنه قد شرد عن الله، و اعتنق ديناً غير دين الإسلام، و انغمس في الشهوات و الملذات.
 س ـ فضيلة الإمام من الأشياء الهامة و نحن نعيشها هنا في مجتمع متعدد الثقافات، و البعض منا يفرق بين الثقافة بمفهومها العلمي، و البعض الآخر ينظر إلى أن الدين قد يقف أمام التقدم سواء أكان تقدم من الحياة المادية، أو من الحياة الروحية، أو في الجانب الروحي للإنسان، فهل لهذا له تأثير في تربية الأولاد ؟
 ج ـ و الله ينبغي أن يُفهم ما هو التقدم، لأن التقدم مصطلح مرن، فقد نتقدم بمقياس العصر إلى جهنم، و قد نتقدم في الإباحية، قد نتقدم في إشاعة الفوضى الجنسية، قد نتقدم في ارتكاب المعاصي التي نهى عنها الإسلام، فالتقدم أن يحقق الإنسان ذاته، أن يحقق وجوده، أن يكون في خدمة الهدف الذي خُلق من أجله، فنحن ينبغي أن نحقق مقاييس للتقدم مستنبطة من كتابنا و سنة نبينا، أما حينما نأخذ التقدم بالمفهوم الغربي التقدم يعني نماء المال و نماء الصناعة و نماء التجارة و نماء الزراعة و توفير حياة رغيدة لكل إنسان، بصرف النظر عن أخلاقه و انتمائه، بل إن مؤتمرات السكان تدعو إلى الإباحية، أبرز ما في هذه المؤتمرات أن الزواج عقد بين شخصين لا بين امرأة و رجل فالعلاقات الشاذة يجب أن تكون مقبولة في المجتمع التقدمي، و هذا شيء واقع في دول التقدم، ثم إن الإنجاب شيء، و الزواج شيء، و العلاقة الجنسية شيء آخر، نحن في الدين الإسلامي ثلاث مصطلحات في حالة واحدة، أي الزواج و الإنجاب و العلاقة الجنسية متلبسة في حالة واحدة هي الزوجة، أما قد ينجب من امرأة و قد تزوج امرأة و قد تكون له علاقة بامرأة ثالثة، فالمشكلة لابد من تحديد المصطلحات، التقدم كلمة واسعة جداً، التقدم في المنظور الإسلامي أن نطبق منهج الله في الأرض، و أن نعد أنفسنا لجنة عرضها السماوات و الأرض، التقدم أن ينشأ جيل مؤمن بالله، عارف بمنهجه، مطبق لهذا المنهج، يبني حياته على العطاء لا على الأخذ، النمط الغربي نمط عجيب نمط استمتاع بالحياة فقط، نمط أناني، الإنسان الغربي يعيش ليموت الناس، يحيا ليفتقر الناس، لكن الإنسان في المنظور الإسلامي يعيش للآخرين، العمل الصالح هو الذي يرفع الإنسان عند الله، بل إن حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح، و الدليل:

 

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 110]

 فلابد من أن نحدد بأنفسنا مصطلحات التقدم النابعة من كتابنا و سنة نبينا، ثم ندفع طلابنا، لكن أؤكد لك أن الإسلام إسلام واقعي، إسلام الحياة، فالإسلام يأمرنا أن نطور حياتنا، و أن نستغل ثرواتنا، و أن نهيئ فرص عمل لأبنائنا، و أن نرفع مستوى معيشتنا، هذا كله لا يتعارض مع الدين، أما أن نكتفي به و أن نجعله ديناً و ننسى الآخرة و ننسى هويتنا هذا هو الخطأ.
 س ـ أيضاً فضيلة الإمام نريد أن نتطرق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:

 

(( عنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ))

 

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أبو داود، أحمد ]

 مفهوم و مسؤولية الأب من خلال هذا الحديث في تربية الأبناء هل هو مجرد الساعي من أجل الرزق، يقوم مبكراً ثم يذهب إلى عمله و يأتي بما منَّ الله عليه من المال الكثير، دون أن ينظر هل إن ابنه قام و صلى أم أدى ما عليه من التزامات إسلامية حددها لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، و كيف يشرف الأب من خلال هذا المضمون و من خلال هذا الحديث النبوي الشريف ؟
 ج ـ الشيء الذي يلفت النظر أنه لا تجد في القرآن كله، و لا في السنة كلها نصاً واحداً يدعو الآباء للعناية بأبنائهم ذلك أن هذا فطرة في الإنسان، عناية الآباء بالأبناء طبع في الإنسان، هل تصدق أن يصدر مرسوم تشريعي أو قانون يجبر الناس على تناول الطعام، مستحيل لأن الإنسان يحتاج إلى الطعام شاء أم أبى، إن كان هناك قانون أم لم يكن هناك قانوناً، لذلك العناية بالأولاد فطرة، أي أن تعتني بطعامه و شرابه و ملبسه و مظهره هذا فطرة في أي إنسان، لذلك تجد أي أب من أي دين كان، و أي أم من أي اتجاه كانت تحرص على أولادها حرصاً مادياً، المطلوب ليس هذا، هذا مؤمن، مؤمن بالفطرة، مؤمن بالطبع، مؤمن من دون تكليف، العبرة أن نهتم بأخلاق أولادنا و عقيدتهم الدينية و استقامتهم الروحية، هذا هو المطلوب، فلا يسمى الأب أباً إلا إذا اعتنى بأولاده روحياً و دينياً و أخلاقياً، و لعل أعظم مهمة للأب و الأم، و لعل أعظم شهادة لهما، هو أنهم يدفعون إلى المجتمع عناصر طيبة، مسلحة بالعلم، مقيدة بالقيم، تبني حياتها على نفع الآخرين، فليس هناك من علاقة بين عدم التقدم و بين التدين، بالعكس الدين هو الحياة، الشيء الأدق أن المسلم لأنه مستقيم، و لأن وجهته موحدة هو أنجح في الحياة من غيره، هذا شيء ثابت، أي عندنا في الشام بعض المؤسسات الإعلامية أعلنت عن أسماء الطلاب المتفوقين بالشهادة الثانوية، وضعت صورهم، الذي يلفت النظر أن الطالبات احتللن كل اللوحات، هنّ المتفوقات، لأنه لا يوجد بحياتها شيء غير صحيح، كل طاقتها مجمعة في مكان واحد، أنت انظر إلى العدسة هذه الشمس لا تحرق شيئاً، لكن العدسة تحرق لأن الأشعة تتجمع في نقطة واحدة، فتتضاعف الحرارة، المسلم كالعدسة، طاقاته كلها مجمعة في هدف واحد، لذلك ينجح أكثر.
 س ـ فضيلة الإمام شكراً جزاكم الله كل خير، أيضاً حضرة الإمام هناك أحد الأسئلة الأساسية، المجتمع حينما نحن في مجتمع المهجر قد تأخذنا بعض التيارات، و هذه التيارات من المكلف لها بعض السلبيات أو السلبيات حقيقة و بعض الإيجابيات، من الإيجابيات التي قد لا يعرفها الأب و قد أخذها الابن بمفهومه الفطري بما أنه عاش في هذه البلاد، و لكن يريد الأب أن يسير ابنه كما هو يريد، سواء كان بخطأ أو بصواب، قد يحدث شيء من التنافر بين الأب بمأخوذه العربي مثلاً على سبيل المثال و الابن بمفهومه الغربي في الجانب الإيجابي فقط، كيف يمكن التخلص من هذا ؟
 ج ـ مثل هذا الأب ليس حكيماً إطلاقاً، ورد عن سيدنا علي أن: علموا أولادكم و هذبوهم، فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم.
 أي أب ما رأى الكومبيوتر فإذا طلب ابنه كومبيوتراً مثلاً ينبغي أن يلبي حاجته لأنه لغة العصر فحينما تكون مطالب الابن من الحضارة إيجابية ينبغي أن نلبيها، أما حينما نأخذ من الحضارة سلبياتها سئل أحد أدباء مصر ماذا نأخذ و ماذا ندع من حضارة الغربيين ؟
 قال: نأخذ ما في عقولهم و ندع ما في نفوسهم، إحساسنا ملكنا و إحساسهم ملكهم، و الثقافة قدر مشترك بين الجميع، ذلك لأن ثقافة أية أمة ملك البشرية كلها، لأنها بمثابة عسل استخرج من زهرات مختلف الشعوب على مر الأجيال، و هل يعقل إذا لدغتنا جماعة من النحل أن نقاطع عسلها ؟ فالحضارة لها إيجابيات ينبغي أن نأخذها لأنهم أخذوا عنا حضارتهم، نحن الآن نسترد جزءاً من حقنا، حضارتنا استفادوا منها أعظم استفادة، أنا كنت في واشنطن و رأيت في متحف جوانب من الحضارة الإسلامية في الفلك و قد كتب على أبهاء المعرض باللغة العربية منجزات علماء المسلمين في أمور الفلك و الرياضيات، فينبغي أن نأخذ ما في رؤوسهم لكن ألا يتعارض هذا مع ديننا، فالأب يجب أن يكون يقظاً، فإذا طلب ابنه شيئاً إيجابياً من معالم الحضارة الحديثة ينبغي ألا يمانع ابنه في ذلك، لأنه إن فعل هذا يضعفه و يبعده عن بؤرة الاهتمام، يبعده عن أن يكون مؤثراً في الناس، أما إذا رأى من ابنه انحرافاً أو تقصيراً في العبادات ينبغي أن يقلق قلقاً شديداً، لكن مع الأسف الآباء المسلمون و لاسيما في المهاجر يعتنون بصحة أبنائهم و بمستواهم المعاشي، أما حينما يأتي الأمر إلى مستوى أخلاقهم ودينهم هم لا يهتمون بهذا، و سيدفعون الثمن باهظاً، و إذا كان الأب في بلاد المسلمين مكلفاً أن يعتني بأولاده مرة فهو مكلف هنا أن يعتني بأولاده ألف مرة، لأن البيئة هنا بيئة هجينة عن بيئة المسلمين، بيئة لها قيمها التي لا يرضاها الإسلام، لها عاداتها التي لا تتوافق مع منهج الله، فحينما يتساهل الأب مع ابنه بمثل هذه الشؤون فإن خطراً داهماً سوف يقتحم هذا البيت.
 س ـ أيضاً فضيلة الإمام أحد الأسئلة و هي الأسئلة المحيرة، القدوة، عنصر القدوة هنا، كيف من الممكن أن الإنسان يأمر ابنه بالصلاة و الأب لا يصلي، أو يأمر ابنه بالصيام و الأب لا يصوم، أو يقلع عن التدخين و الأب يدخن، مفهوم القيادة أي منهج التربية هناك منهج للتربية هنا هل يكون له علاقة أساسية في بناء و تربية الفرد المسلم أو الابن المسلم ؟
 ج ـ أنا لا أصدق أن أية نصيحة مهما كانت بليغة و دقيقة و تفصيلية يمكن أن تجدي إن لم يكن الناصح في مستوى النصيحة، فهؤلاء الآباء الذين يدخنون أو لا يصلون مستحيل و ألف ألف مستحيل أن يؤثروا بأبنائهم، بل إن لغة العمل أبلغ من لغة القول، و الابن يتعلم بعينه لا بأذنه، فمثل هؤلاء الآباء لا ينبغي أن يعتبوا على أحد إذا انحرف أولادهم، ينبغي أن يعتبوا على أنفسهم حصراً لأنه ما لم يكن الأب قدوة لن يكون مسموع الكلمة، و لي عدة مقالات حول هذه الحقائق، القدوة قبل الدعوة، و الإحسان قبل البيان، لا يمكن أن يصغي إليك إلا إذا كنت قدوة له، لذلك لماذا كانت حياة الأنبياء إعجازاً ؟ لأنهم فعلوا شيئاً واحداً هو أنهم كانوا قدوة لأتباعهم، بينما المفكرون و المصلحون و المدرسون أحياناً لا يكونون في مستوى دعوتهم إذاً دعوتهم لا تستأهل إلا السخرية، و إلا التعليقات اللاذعة أحياناً.
 و أيضاً ننوه بأننا يمكن للأخوة المستمعون أن نتلقى اقتراحاتهم أو أسئلتهم على رقم الهاتف 97243355.
 س ـ فضيلة الإمام هناك أحد الأسئلة الهامة أيضاً من الممكن و نحن نعلم أن مسألة تحفيظ القرآن الكريم باللغة العربية بالطبع من الأشياء الهامة أبسط ما فيها أن الإنسان يقوم فيها حفظه لكتاب الله و معلوماته و لكن مع اللغات المتعددة و اللغة الإنكليزية على سبيل المثال البعض يظن أن حفظ القرآن باللغة العربية أو محاولة تحفيظ الابن القرآن قد يؤثر عليه نوعاً ما من خلال منهج دراسته أو من خلال أنه سيبعده نوعاً ما عن دراسته المعملية في المدرسة، فما هو المدلول الأساسي في أهمية حفظ القرآن الكريم ؟
 ج ـ أنا حتى الآن في هذا اللقاء الطيب أجد أن العلة في الآباء و ليست في الأبناء، الأب الذي يرى أن حفظ القرآن يشوش على ابنه، تحصيله العلمي، هذا لا يمكن أن يكون أباً لطفل مسلم، هذا الذي يجد أن أعظم كتاب على الإطلاق، خالق السماوات و الأرض، منهج حكيم، صراط مستقيم، حبل الله المتين، هذا إذا أقفلناه أي نجاح ننتظر بعده.
 و كيف يصلي هذا ؟
 غير الصلاة، كيف ينتمي إلى أمته، لأن اللغة بالمفهوم الحديث جداً أحد عوامل الشعور القومي، ورد حديث شريف أنا لا أعتقد أن إنساناً يصدق أن يقول النبي الكريم هذا الكلام، لأنه شيء يلفت النظر، يقول عليه الصلاة و السلام:

 

(( ليست العربية بأحدكم من أم أو أب و لكن من تكلم العربية فهو عربي ))

 النبي يؤكد أن غير العربي لو تكلم العربية لكان منتمياً إلى هذه الأمة فكيف بواحد من أفرادها لا يتكلم العربية، كارثة، النبي قال: لو لم تكن عربياً و أحببت هذه اللغة و جعلتها لغتك الأساسية فأنت عربي، انتماءً فكيف يهمل الآباء المسلمون أولادهم في تعلم العربية ؟! و لاحظ أن بعض الطوائف الأخرى أو بعض الأديان الأخرى يحرصون على لغات أبنائهم حرصاً لا حدود له، في أي مكان في العالم تجدهم في حي خاص حفاظاً على هويتهم و على لغتهم و على حضارتهم و على تراثهم و على تربية أبنائهم، فهذا الذي يستحي باللغة العربية لا يمكن أن يكون انتماؤه للإسلام صحيحاً، ينبغي أن تكون هي اللغة الأولى، و قد اختارها الله بكلامه العظيم:

 

 

﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)﴾

 

[ سورة الشعراء: الآية 195]

 س ـ جزاكم الله كل خير فضيلة الإمام، حقيقة اللقاء من الممكن نحن ألا نستطيع أن نشبع منه، نتطرق مرة أخرى لنقطة هامة فضيلة الإمام فيما يتعلق بموضوع صراع الحضارات أو البعض يسميها بموضوع صراع الثقافات، حينما و كما نعلم أن صراع الثقافات ليست مسألة سنة أو سنتين أو خمس سنوات، قد تمتد للقرون، فهل لفضيلتكم تعليق لأهمية ترسيخ الحضارة الإسلامية، و الدين الإسلامي من خلال منهج تربية الابن المسلم ؟
 ج ـ أكبر خطيئة حينما نعد الإسلام حضارة كأية حضارة، هنا المشكلة عندئذ نقول هناك مشكلة صراع الحضارات، الإسلام وحي السماء، قد يحلو لبعضهم أن يصف الإسلام بأنه تراث، هذا كلام غير صحيح نحن معنا وحي السماء، معنا كلام خالق الأرض و السماء، معنا منهج الخالق، أما في حضارة رومانية، حضارة يونانية، حضارة فرعونية، حضارة أوربية.......حضارة هندية، حضارة صينية، إذا قلنا صراع الحضارات فبين هذه الحضارات أما إذا قلنا الإسلام هو كلام خالق الأكوان، الإسلام هو منهج الله، هو دين الله، لا يمكن أن يكون الإسلام طرفاً في صراع الحضارات، لأنه علوي لا شرقية و لا غربية و لكنها علوية من السماء، فأنا أرى أن صراع الحضارات عملية ماكرة كي يُجعل الإسلام حضارة أرضية من هذه الحضارات، هو ليس حضارة أرضية، هو وحي السماء، هو منهج خالق الأكوان، أنا ممكن أن أكون بدائرة فيها ألف موظف يعطيني كل شخص تعليمات معينة و قد لا أعبأ بها أما حينما تأتيني تعليمات من المدير العام هذه متميزة، و نحن مع تعليمات الصانع و الخالق، فلا ينبغي أن نقول صراع حضارات لأنك إن قلت صراع حضارات جعلت الإسلام أحد هذه الحضارات، و جعلته في مستوى من مستويات هذه الحضارات الأرضية، أفقدته قيمته العلوية، أفقدته وحي السماء، فالإسلام بعيد عن هذه الصراعات، و أكثر هذه الحضارات تطرفت و بالغت و انحرفت لكن الإسلام متوازن، الإسلام جمع بين الدنيا و الآخرة، و بين المادة و الروح، و بين القيم و بين الحاجات، و بين المبادئ و بين الضرورات، هذا الجمع العجيب المتناسق هو من ثمار وحي السماء، فينبغي أن يكون وحي السماء متفرداً، و ألا ينزل إلى وحي صراع الحضارات، هذا ما أراه في هذا الموضوع.
 س ـ أتطرق مرة أخرى فضيلة الإمام إلى جانب هام في بناء الأسرة الإسلامية هنا في أستراليا و هي نقطة هامة حقيقة فيما يتعلق بعمل الأبناء، بعض الآباء يرون أنه من المهم أن يبعث ابنه إلى الخارج ليعمل فقط دون بحث إلى العلم، فكانت المشكلة بأن الأبناء منهم من يعملون أصحاب مهن لا غبار عليها و لكن لا يأخذ المجتمع الإسلامي البعد الثقافي العلمي بحيث لا نرى مثلاً صحفياً مسلماً أو طبيباً عالماً كبيراً في الطب أو الهندسة أو....و لكن من الممكن أن نراهم أصحاب مهن يدوية يعملون بأيديهم فقط، فما هو معيار البحث عن المال و البحث عن العلم في بناء الأسرة المسلمة هنا في أستراليا ؟
 ج ـ و الله فيما أعتقد أننا في زمن صعب، فإن لم يكن المسلم متفوقاً في دنياه لا يحترم دينه، تعليقي على كلمتكم أن المسلم بعمل يدوي أحياناً أو بوظيفة متدنية أنا لا أعتقد أنه في هذا الزمان بالذات يمكن أن يحترم دينك إذا كنت في عملك لست متفوقاً، لأن الناس الآن يتنازعون على قمم الحياة، ضرب يتحدى المسلمين بإفقارهم فكسب المال من أول العبادات، يتحداهم بتجهيلهم، فتحصيل العلم الراقي أول عبادات المسلمين ينبغي أن يكون، يتحداهم بالفسق و الفجور، فإنشاء تيار روحي قوي جداً هو أعظم رد على هذا التحدي، يتحداهم بالشبهات و الضلالات فتمكين المسلم من العلم الصحيح مع الأدلة الدامغة أعظم عبادة، هناك تحدي في الانحراف و الفساد، و هناك تحدي في الإفقار، و هناك تحدي في التجهيل، و هناك تحدي في الغزو، فلابد للمسلم كي يكون قادراً على مواجهة هذا التحدي إلا أن يكون متفوقاً في دنياه، لذلك الأب حينما يطلب من الابن أن يكسب قوت يومه ما فعل شيئاً أخرج ابنه من ساحة المعركة.
 س ـ أيضاً فضيلة الإمام من الأشياء الهامة البعض يرى و للأسف الشديد حقيقة و نحن ننادي بالوحدة الإسلامية و أن نكون يداً واحدة و خاصة أن الجالية الإسلامية ليست بالعدد الكبير الهائل الذي يعد بالملايين و لكن بعض الأسر يرون أن الانعزال عن باقي الجالية هو أحسن و أفضل وسيلة للنجاة، و المهم أن يضمنوا مستقبل باهر لهم و لأسرتهم من خلال علاقة الأب فقط و الأم و الأبناء و يقول و كفى الله المؤمنين القتال، و فيمن عرف من عملي لبيتي و انتهى الأمر على هذا المضمار، فما تعليق فضيلتك و خاصة فيما يتعلق بهذا الموضوع؟
 ج ـ و الله أنا أجد أن الانعزال مخالف للدين لأن الله عز وجل أرادنا أن نجتمع فقال:

 

((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ))

 

[ الترمذي ]

(( عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ:..... يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ ))

((و من شذ شذ في النار.))

[ مسلم، أبو داود، النسائي، أحمد ]

(( عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَال..... عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَد ))

[ ابن ماجه، أحمد، الترمذي ]

((عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:......عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ ))

[ النسائي، أبي داود، أحمد ]

 فأنت مأمور بالتعاون، من هذا مثلاً صلاة الجماعة في المسجد تعدل صلاة الفرد بخمس و عشرين ضعفاً، و في رواية سبعة و عشرين ضعفاً، أنا مأمور أن أكون في المسجد، أن أعاون أخي، أن أقدم له مساعدة، أن أستشيره، أن أستنصحه، أن آخذ بيده، أن أعينه، الذي ينعزل يخالف منهج الله عز وجل ـ و خاصة في بناء تعارف الأبناء مع بعضهم البعض هذا شيء أساسي في البناء ـ لابد لك من جار، لابد لك من صديق، فإن لم يكن مسلماً يخاف الله، منضبطاً ربما كان من الطرف الآخر، و الطرف الآخر ليس عنده قيم تردعه عن شيء، فأخطر شيء على الأولاد الرفقاء السيئون، فإذا أنت انسحبت من عالم المسلمين لابد من أن يكون لك عالم آخر، هذا العالم الآخر ليس مأموناً على أولادك.
 س ـ فضيلة الإمام معنا بعض الأسئلة: السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، تفضل يا أخي، أولاً نرحب بفضيلة الدكتور و كم نحن سعداء و نحن نسمع فضيلتكم بيننا هنا في سيدني جزاكم الله عنا أكبر الجزاء، عندي سؤال من جزأين أو الآية:

 

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 14]

 من هو الذي زين للناس حب الشهوات ؟
 ج ـ أولاً هناك تزيينان تزيين من الله عز وجل، الشهوة التي أرادها الله أن تصرف وفق منهجه هذه مزينة من الله عز وجل، أما الانحراف للشهوة عن منهج الله من تزيين الشيطان، أي المرأة محببة إن تزوجتها فقد زينها الله لك و جعل هذا التزيين أحد أسباب سعادة الزوجين، أما حينما يوسوس الشيطان للإنسان أن يزني بامرأة لا تحل له هذا التزيين من الشيطان فالجانب الإيجابي من الشهوات من الله عز وجل:

 

﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)﴾

 

[ سورة الكهف: الآية 7]

 فالتزيين الأصلي من الله عز و جل، أما حينما تمارس الشهوة بغير منهج الله هذا من الشيطان، قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾

 

[ سورة القصص: الآية 50]

 المعنى المخالف أن الإنسان إذا اتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه، فهناك تزيينان تزيين الواحد الديان و تزيين الشيطان، أما الشهوة في الأساس أودع الله فينا الشهوات كي نرقى بها مرتين، مرة صابرين و مرة شاكرين إلى رب الأرض و السماوات، انظر إلى هذا الوقود السائل في السيارة ـ البنزين ـ مادة متفجرة إذا وضعت في مستودعات محكمة و سرت هذه المادة في الأنابيب المحكمة و انفجرت في الوقت المناسب و في المكان المناسب ولدت حركة نافعة، أما إذا خرجت عن مسارها أحرقت المركبة و من فيها، فالشهوات حيادية، إما سلم نرقى به، أو دركات نهوي بها، لولا الشهوة لما كان الجنة، كيف الطريق إلى التقرب إلى الله عز وجل ؟ لولا أن الله أودع فينا حب المال، و حب النساء، و حب العلو في الأرض، و ضبطنا هذه الشهوات وفق منهج الله فارتقينا بهذا، إذاً الشهوات ما أودعها الله فينا إلا لنرقي بها إلى رب الأرض و السماوات، هي حيادية، لأنها حيادية يمكن أن تنساق في قناة نظيفة شرعية مقبولة، أو أن تنساق في قناة قذرة مخالفة، مثلاً الإنسان يتزوج و في لقاء زوجي يصلي بعده قيام الليل ذلك أنه ما فعل شيئاً يخالف منهج الله عز وجل، أما لو أطلق الإنسان بصره في امرأة لا تحل له يحجب عن الله، عندنا نحن منهج، إذاً الشهوات نرقى بها مرتين، لو أن شخصاً نظر إلى من تحل له فشكر الله على هذه النعمة، لو أعرض عن من لا تحل له لصبر على هذه النظرات فارتقى عند الله عز وجل.
 جزاك الله كل خير و معنا اتصال آخر.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، تفضلي، عندنا هنا مشكلة بأستراليا هي مشكلة التلفاز و هي مشكلة كبيرة بالنسبة للأولاد، و الله أنعم علينا هنا بعدة مدارس إسلامية و أولادنا يتربوا تربية صالحة إن شاء الله، لم يعودوا يختلطوا بمجتمع الأجانب كثيراً، و عادات البيت الإسلامية تطبق في المدارس، و لكن يأتي هذا الولد إلى البيت و يرى التلفاز فيتعلم أشياء كثيرة منه، هل يؤثر هذا لأني أنا ألوم الأهالي فالأهالي هي التي تدع المجال للأولاد بالبيت، الأب أو الأم عندما تسيطر على هذا الشيء أي إذا جلسوا عند المساء في السهرة و أعطوهم أحاديث، أو يسألوا أولادهم يا بابا ماذا صار عندك مشاكل؟ يا ماما ماذا صار عندك مشاكل ؟ يحكوا مشاكل الأولاد أي يربوهم تربية إسلامية عند المساء بدلاً من أن يفتحوا لهم هذا التلفاز، أي يعلموهم أشياء ليست جيدة و خاصة بعض الشباب و الشابات الذين أعمارهم خمسة عشر سنة فينظروا إلى حياة غير ما هي عليه فيتعلموا الكلام البذيء و الأشياء غير الجيدة من وراء التلفاز، وأعتقد أن هذه النظرة كلها فيها حرمة، و فيها عقاب يوم القيامة ؟
 ج ـ هناك مقالة قرأتها في مجلة إسلامية في بيروت و أنا لي مقالات فيها، هذه المقالة عنوانها أخرجوا هذا الوحش، المقالة لطيفة جداً تقول: ضيف دخل إلى بيتنا فاستقبلناه و رحبنا به أجمل ترحيب، وضعناه في صدر البيت، و تحلقنا حوله مساء و استمعنا إليه باحترام شديد، ثم اكتشف الأب أنه خسر أولاده واحداً واحداً، و أن هؤلاء الأولاد و الزوجة ينصاعون لهذا الزوج و لم يعبئوا لا بتوجيهات أبيهم و لا بقيمه و لا بمبادئه و لا بأي شيء أخلاقي، شعر هذا الأب أنه خسر أسرته، لأن هذا الجهاز يا أختي الكريمة يطرح قيماً مناقضة للإسلام، يطرح الإباحية و التفلت و الخيانة الزوجية و الانغماس بالشهوات، فهذا الجهاز يتناقض مع تربية الأولاد، أما أن تسأليني كيف أقول لا أعلم، أما هذا الجهاز خطير جداً، أي حينما ترى فتاة مسلسلاً فيه عشر خيانات زوجية ترى الشيء بسيط جداً مع أن هذه الخيانة في الإسلام أكبر جريمة، فحينما تمارس هذه الجرائم على شكل مسلسلات، حينما تلقى الأضواء على الشخصية الأولى في المسرحية أو المسلسل و يكون هذا الشخصية شارب خمر و متفلت فماذا فعلنا ؟ هدمنا قواعد الدين، هذا الجهاز له مشكلة كبيرة، لابد من ضبطه، لابد من برمجته، لابد من بدائل في البيت، لابد من تواجد الأب و الأم في البيت، لابد من إعطاء الطفل قدراً كبيراً من العطف و الحنان و الاهتمام، و إلا هذا الجهاز قادر على أن يسرق الأبناء من آبائهم، و أن ينهي وجودهم الديني و القومي، و أن يجعلهم أشخاص و كائنات تبحث عن الطعام و الجنس فقط، و هذا النموذج نموذج إنسان غربي، كائن لا هدف له و لا قيمة تحكمه، يبحث عن راحته و طعامه و شرابه و جنسه، فهذه مشكلة كبيرة و كأنك وضعت يدك على هذا الجرح الكبير، و مع هذه المحطات الفضائية أصبحت المشكلة في جميع البلاد، حتى في بلاد المسلمين، أي كل المحطات الفضائية تبث أشياء لا ترضي الله عز وجل، أشياء إباحية تثير الشهوة عند الأبناء في وقت مبكر جداً، و تنمي ثقافتهم الجنسية غير الشرعية، فأنت وضعت يدك على الجرح، لكن يحتاج البيت المسلم إلى عناية فائقة، و إلى أب حكيم رشيد، و إلى بدائل عن هذا الجهاز، أو يحتاج إلى ضبط هذا الجهاز، و الله أعلم، السلام عليكم.
 أيضاً معنا فضيلة الإمام رسالة على التلفون.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، تحت أمرك أخي، الله يبارك فيك و يحفظك، الأمر لله، فضيلة الدكتور أهلاً بك في سيدني، و نحن في منتهى السعادة لوجودك بيننا أسأل حضرتك بالنسبة لموضوع العمل لأن الإسلام يقدس العمل و يجعله في مرتبة العبادة ـ و لكن بشروط ـ نعم إضافة إلى سؤالي أريد شروط العمل ؟
 ج ـ العمل إذا كان بالأصل مشروعاً، بيع أقمشة مثلاً و سلكنا به الطرق المشروعة لا يوجد كذب و لا تدليس و لا غش، و كان بنية كفاية النفس و الأهل و خدمة المسلمين، و لم يصرفنا عن طاعة و لا عن عبادة و لا عن واجب ديني انقلب إلى عبادة هذه شروطه.
 س ـ هذه النقطة التي نبحثها نحن في هذا البلد، هذه البلد بقوانينها لا تتمشى مع القواعد الإسلامية و لا القومية الإسلامية، فالمناسبات الإسلامية لا يحتفل بها و تمر في هذه الدولة و لا أحد يهتم بها، لكن نحن كمسلمين أي أنا محتاج كي أصلي الظهر و العصر في عملي، أو يأتي يوم الجمعة لا أستطيع أن أترك عملي، يحتضن هنا العمل مع العبادة و تبقى معادلة صعبة جداً كي يوازنها الإنسان، أي أنا كثيراً ما اشتكى لي ولدي، أنا لا أعمل و لكن أولادي يعملوا و كثيراً ما يشتكون إلي أنه مجرد أنه هو جلس في السيارة كي يصلي هذه مشكلة في بعض الأحيان، ماذا يستطيع أن يفعله المسلم كي يوازن بين دينه و عمله في هذا المجتمع ؟
 ج ـ يا سيدي لعل الحقيقة مرة، البلد التي لا تستطيع أن تقيم به شعائر الله ينبغي ألا تقيم به، هذا كلام يبدو قاسياً جداً، أن إنساناً هيأ ظروفه المعيشية و هيأ بيتاً و هيأ عملاً و هيأ دخلاً و هيأ أولاداً و لكن الدنيا محدودة و الموت نهاية كل حي، و أنت مخلوق لجنة عرضها السماوات و الأرض، فلابد من أن نضحي، المشكلة أكثر المسلمين مع الأسف يوازن بين الحياة في أستراليا أو في أمريكا أو في أوربا و بين الحياة في بلده الأصلي و لعلها حياة صعبة، الموازنة هذه خطأ، ينبغي أن توازن بين الدنيا و الآخرة، بين جنة عرضها السماوات و الأرض، بين نعيم مقيم فيها ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، هذه فتوى أنا تناقشت معها مع الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى، البلد الذي لا تستطيع أن تقيم فيه شعائر الله يجب أن تغادره، و حينما تغادره و تضحي بكل مكتسباتك يهيئ الله لك في بلدك الإسلامي عملاً و نجاحاً و توفيقاً و الدليل:

 

﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً﴾

 

[ سورة النساء: الآية 100]

 هذه حقيقة، أما أن أقيم مؤقتاً لأحصّل علماً، لأجمع مالاً أشتري به بيتاً في بلدي لا مانع، لكن على أن لا ننوي الإقامة الدائمة، في الحديث الصحيح:

 

(( من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله ))

 لأن أولاده سوف يتشربون قيم أهل الدنيا و عاداتهم و انحلالهم و انحرافاتهم و عقيدتهم الزائغة، إن نجا هو لا ينجو أولاده، أنا و الله أتمنى على كل واحد منكم أن يفكر تفكيراً جاداً في أن يعود إلى بلده، و أن يوازن بين الدنيا و الآخرة، أب حينما يرى ابنه ليس مسلماً، حينما يرى ابنته أحبت شخصاً غير مسلم و تزوجت و هربت من بيت أبيها، ماذا يحصل لهذا الأب ؟ و الله سينسى حليب أمه أليس كذلك ؟ الحقيقة مرة، أي إنسان سافر و أقام، أما حينما تنوي أن تحفظ أسرتك و أولادك و بناتك أي من شر الفتن و من شر الانحرافات و الله زوال الكون أهون على الله من أن لا توفق إلى تحقيق هذا المراد، أنا كنت بأمريكا ألقيت محاضرة جاءني طبيب يحمل بورداً صار يبكي قال لي ابنتي أحبت يهودياً و هربت معه فماذا أفعل ؟ و الله رأيت الدنيا سوداء في عينيه، فأنا أتمنى مبدئياً اعتنوا بأولادكم، عيشوا مع بعضكم بعضاً، شكلوا مجتمعاً إسلامياً، احرصوا على أولادكم حرصاً خيالياً، و حينما توفر لكم الظروف و أرجو ألا تكون بعيدة أن تعودوا إلى بلدكم، فيكفي أن في بلدكم من يعينكم على أمر دينكم، و إن بدا أن هناك ضعفاً في الدخل، و ضعفاً في الإنفاق، هذا شيء إذا وازنته مع الآخرة يهون، أنا أعرف أناساً تركوا قمم الثروة و عادوا إلى بلدهم، قال لي: شعرت براحة نفسية، أنا أعالج أبناء المسلمين، كنت أعالج غير المسلمين، و ظلمت أولادي، أي هناك مآسي كثيرة جداً، أنا سافرت إلى بلاد كثيرة أشعر تماماً أن الذي يعيش في بلد بعيد عن بلده الأصلي مشكلته الأولى أولاده، كنا مرة في مؤتمر قال أحد العلماء: إن لم تضمن أن يكون ابن ابن ابنك مسلماً ينبغي ألا تقيم في هذا البلد، هذه حقيقة لعلها مرة أو قاسية و لكن هذا الواقع.
 س ـ لكن هنا حضرتك تعلم أننا نستطيع أن نقيم شعائر ديننا في هذا البلد، و لكن بالنسبة للعاملين و للناس الذين يعملوا بكل الوقت أحياناً يتعارض العمل مع بعض الشعائر أي يفوته فرضاً أو لا يستطيع مثلاً أن يحتفل بمناسبة إسلامية لظروف العمل، لكن بالنسبة للشعائر ممكن أن نقيمها في أي مكان، نحن ممكن أن نصلي في الحدائق، أي عندما نتجمع نصلي في الحدائق، و لنا و لله الحمد مساجد نصلي بها و أئمة أفاضل نقتدي بهم و نسمعهم و يوجهونا، لكن النقطة التي نحن نأخذها على إقامتنا في هذا المجتمع أن ظروف العمل يمكن تضطر بعض الناس أن تفوتهم بعض الفرائض ؟
 ج ـ يقضونها، أما لو طالبوا أن يصلوها في وقتها قد يجدوا أذناً صاغية، أنا أعرف تجارب كثيرة اشترط على صاحب العمل أن يصلي الجمعة فسمح له.
 هذه موجودة فضيلتك، أي أنا ابنتي تصلي في العمل لأن هذا كان شرطاً من شروطها في قبول العمل و سمحوا لها و هم فخورين بها جداً، و يحترموها جداً، لكن هناك أناس لا تستجيب، هناك بعض الجهات لا تستجيب، في الحالة هذه يفوت الإنسان صلاة فرض أو إقامة شعائر، أو حاجات مثل هذه، هذه التي نحن نسأل عليها فضيلتك ؟
 و الله يا سيدي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، و من أراد طاعة الله عز وجل أعانه الله على ذلك، نحن نقرأ الفاتحة، إياك نعبد و إياك نستعين، أي مرة إقطاعي أُخذت من أرضه قطعة أرض كبيرة وزعت على أناس فقراء، فأحذ الفقراء له شيخ قال له: يا بني هذه حرام أن تأخذها مثلاً، فذهب إلى صاحب الأرض قال له: أنا هكذا قال لي شيخي فماذا أفعل ؟ قال له: و الله ذهب مني أربعمائة دونم لم يأتيني أحد إلا أنت، هذه هدية لك، فهو عندما أراد الحلال يسر الله له.
 فضيلة الإمام معنا أسئلة كثيرة على الهاتف.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، نحن فخورين جداً بالمقابلات المفيدة هذه و يهمنا هل يمكن للمسلمين في جميع بلاد العالم أن يعملوا إنترانيت إسلامية، أو قناة فضائية إسلامية، أو حاجات بديلة تشجع أولاً على التربية الدينية و اللغة و كل شيء ؟
 ج ـ يا أختي لي صفحتان في الإنترانيت، الأول نابلسي دوت كوم فيها ملفات عن تربية الأولاد في الإسلام، ثلاثين موضوع في هذا الموضوع، و صفحة ثانية اسمها ترو فيس دوت أورك، فأنا أضع في الإذاعة إن شاء الله عنوانات إنترانيت النصوص تقرئينها أو تسمعينها أو تحفظينها على الهارد، فهناك صفحات إنترانيت لا تعد و لا تحصى، و لي صفحة.
 س ـ الإنترانيت عرفناها فهل هناك قناة فضائية أي التلفاز ؟
 ج ـ هناك محطات فضائيات إسلاميات اقرأ و محطات أخرى كثيرة جداً، هذا الشيء موجود، أي طلبك موجود.
 و كل شيء متوفر في الإذاعة، جزاك الله خيراً.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، هل يمكن في بلد العرب تأمين صحي لمن لا يعملون، أو إعطاء مبلغ من المال لمن ليس له مدخول، فهذه عندي أبسط الأمور الإنسانية لو أن شخصاً مرض يستحق الحقوق مثل هنا، أي الكفاف الإسلامي ؟
 ج ـ اسمع ما أقول لك، عندنا في الشام صندوق العافية، هذا الصندوق يعالج جميع المرضى الفقراء بلا مقابل و لو كانت عملية قلب تكلف نصف مليون ليرة، و هو مقدم خدمات لا تعد و لا تحصى، عندنا أكثر من مئتي و سبعين جمعية خيرية تؤمن حاجات الفقراء ينبغي أن تكون معك معلومات دقيقة، نحن بخير و الحمد لله، هناك ضمان صحي عملي واقعي، و هناك ضمان عمل عملي واقعي.
 آخر سؤال إن شاء الله فضيلة الإمام من أجل وقت فضيلتك.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، أهلاً وسهلاً بك فضيلة الإمام، الحقيقة أنا موجود بشكل مؤقت في أستراليا، أنا لم أحب هذا الهدف لأني لا أريد أن أعيش في هذا البلد و سأظل فترة أقل من سنتين لأكتسب الجنسية الأسترالية حتى يتسنى لي أن أعمل بأي عمل المهم في بلد عربي إسلامي، المشكلة هل يجوز لي أن أتخلى عن جنسيتي، قصدي هذه الوسيلة التي اتبعها في سبيل أدخل الدول العربية و أنت عربي و تعرف إذا معي الجنسية الأسترالية بدون شك سيسهلون لي دخولي و أعمل في أي مجال، لكن إذا معي جنسيتي الأصلية التي هي عربية لا أعتقد أنني أستطيع العمل في أي بلد عربية، فكوني أتخلى عن هويتي العربية و أدخل بهوية أسترالية أجنبية أية كانت في سبيل يقبلون الدول العربية أن أعمل ؟
 ج ـ معلوماتي المتواضعة أنه في بعض البلاد لابد من أن تصرح كتابة أنك تنكر التعدد، و تنكر كذا و كذا و كذا، فأنت حينما تصرح بتارة أشياء ثابتة في نص القرآن الكريم فالمشكلة كبيرة، لأن الله هو الرزاق، هو الميسر، هو الموفق، فدع خيراً عليه الشر يربو، هذه قاعدة.
 س ـ السلام عليكم، و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، أنا مهتم بحديث سماحة الدكتور محمد راتب النابلسي، و شرف كبير لأستراليا أن يزورها سماحة الدكتور النابلسي و اسمح لي بمداخلة بسيطة قبل سؤالين، و هو موضوع العمل و أداء الصلاة، الحقيقة أنا هنا من أربع سنوات لاحظت يا سيدي الشيخ أن قضية أداء الصلوات و المحافظة عليها قضية تتوقف على تماسك شخصية الإنسان المسلم من ناحية و من ناحية أخرى الأداء الحضاري لهذه الشخصية في مجال العمل يفرض احترامها أو يفرض الهزء بها و السخرية منها ؟
 ج ـ أنا قبل قليل قلت إن لم تكن متفوقاً في عملك لا يحترم دينك، أنا حينما أتفوق في عملي و الله يُسمح لي أن أصلي، أن أصلي الجمعة جماعة.
 صدقت و هذا هو التفصيل الذي أردت أن أوضحه.
 أما الذي يقصر في عمله يحتقر دينه و يمنع من الصلاة.
 صدقت و هذا هو التفصيل الذي أردت أن أوضحه باعتباري موجود هنا من أربع سنوات و أحببت أن ألفت نظر السادة المستمعين إليه، و أنا أعرف شخصيات معينة تعمل هنا منذ أكثر من خمسة عشر سنة و هي تحافظ على الصلوات في أوقاتها و تعطى فرصة لأداء صلاة الجمعة في كل أسبوع.
 لأن أي مؤسسة مادامت منتفعة من هذا الموظف تحترم دينه و مشاعره، و تقدم له كل التسهيلات، و من يقصر في عمله هذه يضيق عليه و لا سيما في صلواته و تدينه الفارغ لأن هذا تدين فارغ، قال له: من يطعمك ؟ قال له: أخي، أخوك أعبد منك.
 يا سيدنا الشيخ الحقيقة أنه لدينا هنا نماذج تحافظ على الصلوات في مواعيدها و منهم أطباء في بعض المستشفيات احترموا هذه الرغبة و يوم الجمعة تحديداً في وقت الصلاة يسمح لهذا الإنسان ليس بساعة و لا اثنتين و إنما بثلاث ساعات يوم الجمعة حتى يذهب لأداء الفريضة. و الحقيقة القضية تتوقف على شخصية المسلم و مدى اعتزازه بدينه، هل هو يعتز بدينه أم لا.
 أعرف فتاة يا أخي الكريم نالت الدرجة الأولى في كاليفورنيا فدعيت إلى تسلم الشهادة من رئيس الجمهورية بوش، فاشترطت أن يكون معها أبوها و أمها كمحرمين في السفر، حجزت لها شقة أو سويت في فندق كبير بواشنطن لأنها متفوقة، ثم اشترطت ألا تصافح رئيس الجمهورية لأن المصافحة محرمة، فنفذ طلبها و أعطاها الشهادة دون أن يصافحها لأنها متفوقة، فلو تفوقنا لفرضنا ديننا على الآخرين.
 و هذا نفسه يا مولانا بعض المسلمين و المسلمات يمارسه هنا عندما يُعطى شهادة الجنسية، وهناك بعض المسلمات إذا كان الذي يعطي شهادة الجنسية رجل تشترط أن لا تسلم عليه، و إذا كانت امرأة بعض الرجال أيضاً يشترطوا ألا يسلموا عليها، و تحترم هذه الرغبة و تنفذ و بعض الجهات الحكومية و حتى في المدارس سمحوا لأطفال المسلمين بالصلاة، و خصصوا مكان معين حتى في يوم الجمعة.
 يا سيدي يقول الله عز وجل:

 

 

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾

 

[ سورة فصلت: الآية 33]

 اعتز بإسلامه، قال: أنا أعمل صالحاً لأنني مسلم، هذا عند الله من أحسن الناس.
 على كل حال نحن سعداء جداً، و أنا باسم الكثير من مستمعي إذاعة أستراليا أرحب بحضرتك و أشكر تلبية رغبة الجالية لتشريف حضرتك إلى أستر

إخفاء الصور