وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 0409 - سمو النبي صلى الله عليه وسلم - الفضل ، من كان معه فضل ظهر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذنٌ بخبر ، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريته ، ومن والاه ، ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر ، والطف بنا فيما جرت به المقادير ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

سمو النبي الكريم في القول و العمل و السلوك و المشاعر :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ لازلنا في شهر المولد ، ولا زلنا نتحدث عن شمائل النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد كان موضوع الخطبة السابقة ، الحديث عن حبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والحديث عن رحمته ، يا من كانت الرحمة مهجته ، والحب فطرته ، والسمو حرفته ، ومشكلات الناس عبادته .
 يا أيها الأخوة الأكارم ؛ النبي صلى الله عليه وسلم حياته كلها سموٌ في سموٍ في سمو ، سموٌ في القول ، وسمو في العمل ، وسمو في النفس ، وسمو في السلوك ، وسمو في المشاعر والأحاسيس ، حينما كان طفلاً صغيراً رآه بعض رفاقه وأترابه فدعوه إلى أن يلهو معهم، وألحوا عليه ، فما زاد عن أن قال : أنا لم أخلق لهذا . أي لم أخلق للهو ، ولا للعب ، ولا لتضييع الوقت .
 فيا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ألا ينبغي أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام أسوةً لنا كلما دعونا إلى شيء فيه مضيعة للوقت ؟ فيه إتلاف للطاقة والجهد ؟ فيه انحراف عن الطريق المستقيم ؟ كلما دعونا إلى شيء يتناقض مع ما خلقنا له ؟ ألا ينبغي أن نقلد النبي عليه الصلاة والسلام ؟ ألا ينبغي أن نشعر أن حياة الإنسان أخطر من أن تضيع فيما لا يرضي الله عز وجل؟ هذه وقفة قصيرة عند هذا الموقف ، كلما دعي إلى اللهو واللعب يقول : " أنا لم أخلق لهذا".

 

ما عند الله خير وأبقى من هذه الدنيا الفانية :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ وصفه الله عز وجل بأنه في الأفق الأعلى ، ففي أي أفق نحن ؟ في أفق جمع الدرهم والدينار ؟ في أفق العلو في الأرض ؟ في أفق الانغماس في الملذات والشهوات ؟ في أفق تحقيق ذواتنا ومصالحنا ؟ في أي أفق كان عليه الصلاة والسلام ؟ كانت الرحمة مهجته ، والسمو حرفته ، ومشكلات الناس عبادته .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ شيء دقيق جداً هو أن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾

[ سورة التوبة : 38]

 وفي آية ثانية :

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

[ سورة النساء : 77 ]

 وفي آية ثالثة :

﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾

[ سورة القصص : 60]

 آية رابعة : سحرة فرعون خاطبوا فرعون فقالوا :

﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾

[ سورة طه : 72-73]

 يا أيها الأخوة الأكارم ؛ يجب أن تؤمنوا أن ما عند الله خير وأبقى من هذه الدنيا الفانية ، لذلك لما دعي النبي عليه الصلاة والسلام إلى اللهو قال : " أنا لم أخلق لهذا " فينبغي أن نعلم جميعاً نحن لماذا خلقنا ؟ لماذا جئنا إلى الدنيا ؟ ماذا ينتظر منا أن نعمل ؟ ماذا بعد الحياة ؟

 

محبة الله تعالى لمعالي الأمور وأشرافها وكرهه لسفسافها :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ الآية الكريمة التي تقول :

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر: 1-3]

 أي استهلاك للوقت لغير ما خلقت له خسارة محققة ، سوف يشعر الإنسان بفداحة الخسارة ولكن حينما يصحو ، لأن الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ كان عليه الصلاة والسلام يقول :

((‏إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها ))

[ الطبراني عن الحسن بن علي تصحيح السيوطي : حسن‏ ]

 دائماً وأبداً راقب نفسك هل تعنيك معالي الأمور أم تعنيك سفاسفها وأعمالها المنحطة ؟ ‏إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها ، من أجل أن نعرف سمو النبي عليه الصلاة والسلام دققوا في أدعيته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول :

((اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها ، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها ))

[ مسلم عن زيد بن أرقم]

 هذا دعاء يؤكد سمو النبي عليه الصلاة والسلام ، كان يدعو ويقول :

((اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا ))

[ مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ]

 كان عليه الصلاة والسلام انطلاقاً من سموه العظيم ، كان يدعو ويقول :

((اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاقِ وَالأعْمالِ وَالأهْوَاءِ))

[ الترمذي عن قُطْبَةُ بن مالك ]

((اللَّهُمَّ ألْهِمْنِي رُشْدِي ، وَأعِذْنِي مِنْ شَرّ نَفْسِي))

[ الترمذي عن عمران بن الحصين]

((اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ))

[ الترمذي عن علي]

((اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي))

[ الترمذي عن علي]

(( اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي وَأهْلِي وَمنَ المَاءِ البارِدِ))

[ الترمذي عن أبي الدرداء ]

 كان عليه الصلاة والسلام من سمو نفسه يدعو ويقول :

((اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى والعَفَافَ وَالغِنَى))

[ مسلم عن ابن مسعود]

 كان عليه الصلاة والسلام يقول :

((اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك))

[ النسائي والحاكم في المستدرك عن عمار بن ياسر ]

 كان عليه الصلاة والسلام يدو ويقول :

((اللهم اهدني لأحسن الأعمال ، وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت))

[ النسائي عن جابر بن عبد الله]

 أيها الأخوة الأكارم ؛ انظر أنت تدعو بماذا ؟ إذا أردت أن تدعو بماذا تدعو ؟ قل لي ماذا تدعو أقل لك من أنت ، نمط دعائك يحدد مستوى نفسك ، هذه أدعية النبي عليه الصلاة والسلام . كان يبحث عن الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى . كان يسأل ربه جل جلاله أن تكون أعماله طيبة . كان يسأله الشوق إلى لقائه . كان يسأله الحب العظيم ، حبك وحب من يحبك وحب عمل صالح يقربني إلى حبك .

 

تمثل النبي الكريم كلّ خلق حسن :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ شيء دقيق جداً هو أن الأشياء الفانية الزائلة التي لا جدوى منها لا نشعر بفداحة الخسارة إن استهلكنا وقتنا فيها إلا يوم القيامة ، لذلك :

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[ سورة الشعراء:88-89]

 أيها الأخوة الأكارم ؛ من سمو النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يتمثل كل خلق حسن فقد قال عليه الصلاة والسلام :

(( ‏ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن اللَّه يبغض الفاحش البذِيء ))

[ التِّرمِذِيُّ عن أبي الدرداء]

 ويقول عليه الصلاة والسلام :

((‏إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة ، وشرف المنازل‏))

[ الطبراني وأبو الشيخ في كتاب‏ ‏طبقات الأصبهاني من حديث أنس بإسناد جيد ]

 وكان عليه الصلاة والسلام يقول :

((‏إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق))

[ البزار وأبو يعلى والطبراني في مكارم الأخلاق من حديث أبي هريرة ]

 وكان عليه الصلاة والسلام يقول :

((‏ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة))

[ البزار والطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق بإسناد ضعيف‏ من حديث انس]

 وكان يدعو ربه ويقول :

((اللَّهُمَّ كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي ))

[ ابن السني عن عليّ رضي اللّه عنه ]

 فالخلق الحسن من سمو النبي عليه الصلاة والسلام ، أدعيته التي يدعو ربه بها من سمو النبي عليه الصلاة والسلام ، معرفته لماذا هو في الدنيا وما أخطر رسالة يحملها من سموه عليه الصلاة والسلام .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ من أخلاقه العلية أنه مرة جيء له بسارق ، والذي جاء به قال : يا رسول الله رأينا هذا يسرق ، فغضب عليه الصلاة والسلام ، وهو الذي وصف السرقة بأنها سرقة ، وهو الذي وصم السارق بأنه سارق ، ولكن حينما تلبست هذه الجريمة بإنسان أشفق النبي عليه الصلاة والسلام وقال : هلا قلت رأينا يده في جيب فلان ؟ وكره عليه الصلاة والسلام أن يوصم هذا الإنسان بالسرقة قبل التحقق الدقيق ، وقبل معرفة الأهداف والنوايا .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ من سموه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والقصة تعرفونها جميعاً -أنه ذات يوم كان جالساً بين أصحابه ينتظرون الصلاة ، وكانوا حديثي عهد بوليمة أكلوا فيها لحم جزور ، فانبعثت في المجلس ريح غير طيبة ، أدرك النبي عليه الصلاة والسلام أن هذه الريح من غازات الجوف وتنفس الأمعاء ، وأدرك النبي عليه الصلاة والسلام أن صاحب هذه الريح قد وقع في حرج شديد ، فالمفروض أنهم جميعاً متوضئون ، وبعد لحظات سيقومون إلى الصلاة ، فإذا أراد ذلك الرجل المجهول أن يقوم ليتوضأ ظهر للآخرين أنه مصدر هذه الريح غير الطيبة ، وفي هذا حرج له وإخجال ، فمن سموه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : " ليتوضأ كل من أكل لحم الجزور ، فقال أصحابه الكرام : يا رسول الله كلنا أكل هذا اللحم ، فقال عليه الصلاة والسلام إذاً كلكم فليتوضأ " أراد عليه الصلاة والسلام أن يحفظ لهذا الرجل ماء وجهه ، أراد ألا يخجله ، أراد ألا يحرجه ، أراد ألا يوقعه في حرج شديد ، وهو الذي يقول : " لا تحمروا الوجوه ".

 

مشكلات الناس عبادته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ هذا من سمو النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فماذا عن النقطة الثانية في هذه الخطبة والتي هي حول أن مشكلات الناس عبادته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ‏

((وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْن أخيه ))

[ مسلم‏ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ]

 الآن دققوا في هذه الأحاديث والمسلمون اليوم في أمس الحاجة إليها ، ولم يكون احتفالهم بعيد مولد نبيهم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتفالاً حقيقياً إلا إذا تمثلوا سنته الشريفة ، كان عليه الصلاة والسلام يقول : ‏

((ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا‏))

[ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والطبراني عن ابن عمر‏ ]

 دققوا أن تمشي مع أخ في حاجته ، أن تحل مشكلات الناس ، أن تعينهم على قضاء حوائجهم ، أن تعطف عليهم ، أن تمسح عنهم الآلام ، أن تفرحهم ، أن تسرهم ، أن تساعدهم على حلّ مشكلاتهم ، هذا عند النبي عليه الصلاة والسلام عبادة ، بل هو من أرقى العبادات ، ‏ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا‏ً.
 دقق ووازن بين أجر أن تعتكف ، وأجر أن تصوم ، وأجر أن تصلي ، وأجر أن تمشي مع أخ لك في حاجة ، لأن المسلمين كلما تمتنت العلاقة فيما بينهم ، وكلما كان بعضهم في خدمة بعض ، وكلما توطدت علاقة الأخوة بينهم كان هذا أعود على دينهم بالخير.
 حديث آخر عن أن مشكلات الناس عبادته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ سئل عليه الصلاة والسلام أي الناس أحبّ إلى الله ؟ الآن سيجيب النبي عن الرجل الذي يحبه الله جل جلاله أشدّ من أي رجل آخر فقال عليه الصلاة والسلام :

((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس))

[ الطبراني وابن أبي الدنيا عن ابن عمر بزيادة‏ ]

أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس :

 كلما اتسعت دائرة نفعك ، كلما عمّ خيرك للناس ، كلما اتسعت دائرة خدماتك ، كلما كنت عنصراً فعالاً في خدمة المجتمع ، كلما مسحت الدموع من عيون البائسين ، كلما أدخلت الفرحة إلى قلوب المعذبين ، كلما صنعت البسمة على وجوه الأشقياء ، كلما بشرت الناس ، كلما أعنتهم على أمر دينهم ودنياهم ، كنت أقرب إلى الله عز وجل ، سئل عليه الصلاة والسلام أي الناس أحب إلى الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام :

((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس))

[ الطبراني وابن أبي الدنيا عن ابن عمر بزيادة‏ ]

 ‏كيف لا ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ : و‏الخلق كلهم عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله‏ .
 وبإمكانك أن تنفع عيال الله من خلال عملك ، من خلال حرفتك ، من خلال صنعتك ، من خلال مهنتك ، من خلال أبوتك ، من خلال بنوتك ، من خلال مهمتك التي أنيطت بك ، عمل الإنسان أرحب مجال لينفع به الآخرين ، عمل الإنسان يكفي أن يصدقهم ، يكفي أن ينصحهم ، يكفي ألا يغشهم ، يكفي أن يقدم لهم شيئاً ثميناً بسعر معقول فهذا نفع لهم .

 

شكر النعمة بذلها :

 استمعوا أيها الأخوة إلى حديث ثالث يقول عليه الصلاة والسلام :

((‏إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس ، تفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله‏))

[ الطبراني وضعفه وحسن حديثه ابن عدي ، وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح]

 إذا طرق بابك ، إذا وقف الناس على بابك يسألونك قضاء حاجة هذا وسام شرف لك ، هذه نعمة كبيرة أنعم الله بها عليك ، لذلك إذا أحبّ الله عبده جعل حوائج الناس إليه ، فلا ينبغي للمؤمن إذا قصده الناس ، وألحوا عليه ، وأخذوا من وقته أن يتأفف ، أو أن يتضجر ، فهذه نعمة كبرى أنعم الله بها على المؤمن ، في حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام :

((من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام ))

[ الحسن بن سفيان والخرائطي في مكارم الأخلاق ، وابن عساكر عن عائشة ، صحيح ]

 أحياناً بإمكانك أن ترفع حاجة من لا يستطيع رفعها إلى ذي سلطان ، تعرف زيداً من الناس ، وهناك صداقة مع عبيد ، وأنت تحب أن تفعل الخير ، وهذا إنسان أخ لك ضعيف، لا يستطيع أن يصل إلى هذا الإنسان ، ولو وصل إليه لا يصغي إليه ، إذا ذهبت أنت ونقلت هذه الحاجة من ضعيف إلى قوي ، من ممنوع أن يدخل ، إلى مسموح له أن يدخل ، إذا فعلت هذا كان لك عند الله أجر كبير ، ورفع درجتك يوم القيامة .
 حديث آخر فيه بشارة إلى كل من ألهمه خدمة الخلق ، قال عليه الصلاة والسلام :

((إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد ، يقرهم فيها ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم))

[ الطبراني في الأوسط والكبير ، وفيه محمد بن حسان السمتي وثقه ابن معين وغيره وفيه لين ، ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ، ضعفه الأزدي‏ ]

 أي أنت في نعمة ما ، ما دمت تبذل هذه النعمة فالله سبحانه وتعالى يبقيها لك ، وينميها ، ويزيدك منها ، في اللحظة التي تبخل بها ، وتحرمها من أصحابها ، عندئذٍ يسلبها الله منك ويحولها إلى غيرك هذه نقطة خطيرة ، قد ينعم الله عليك بنعمة المال ، فإذا سخرته لخدمة الخلق ، ولقضاء حوائجهم ، ولحلّ مشكلاتهم ، أقرك الله على هذا المال ونماه لك ، نعمة الجاه إن وظفت هذه النعمة في خدمة الخلق أقرها الله لك ونماها لك ، لأن الله عز وجل يقول :

﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾

[ سورة إبراهيم : 7 ]

 وشكر النعمة بذلها .
 إذاً : ‏إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها - أي يبقيها بين أيديهم - ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم .

 

حلّ مشكلات الناس عبادة جليلة عنده صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :

 حديث آخر يؤكد أن مشكلات الناس عبادة من عبادات النبي عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام :

((من شفع لأخيه شفاعة فأهدي له هدية عليها فقبلها منه فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا))

[ أحمد عن أبي أمامة‏ ]

 أي إذا شفعت شفاعة تبتغي بها وجه الله عز وجل ، لا ينبغي أن تأخذ أجراً على هذه الشفاعة ، إن أخذت أجراً فضلاً عن أن هذا من الكبائر ، هذا هو نصيب هذا العمل الصالح ، أي إن شفعت لإنسان فأصابه خير نزه هذا العمل عن أن يكون مأجوراً .
 وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام :

((من أعان ظالماً بباطل ليدحض حقاً فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله‏))

[ الطبراني والخطيب والحاكم عن ابن عباس ، وضعف]

 أي إذا أعنت ظالماً سلطه الله عليك ، إذا أعنت ظالماً تدحض بهذه الإعانة حقاً، أو تثبت باطلاً ، فقد برئت منك ذمة الله ، وذمة رسوله‏ .
 والمقسطون هم المنصفون ، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن الكبر فقال في تعريف الكبر في إجابة جامعة مانعة :

(( ‏الكبر بطر الحق وغمط الناس ))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود ]

 بطر الحق أي رد الحق ، ألا تقبل بكتاب الله ، ألا تقبل بسنة رسول الله ، ألا تحتكم إلى الشرع هذا كبر في الإنسان .

((لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ))

[مسلم عن عبد الله بن مسعود ]

 من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر‏ ، لأن هذا الكبر يتناقض مع العبودية لله عز وجل ، فالكبر في أدق تعاريفه بطر الحق وغمط الناس ؛ غمط الناس أي عدم إنصافهم . ‏

(( إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين‏ ))

[‏عن ابن عمرو تصحيح السيوطي : عزاه لمسلم ، فهو صحيح‏ ]

 ويقول عليه الصلاة والسلام وننطلق في كل هذه الأحاديث من أن حلّ مشكلات الناس عبادة جليلة عنده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يجب أن تعلم أنك إذا خدمة الناس ، إذا أعنتهم على قضاء حوائجهم ، إذا كنت عوناً لهم ، إذا مسحت بيدك الكريمة جراحاتهم ، إذا أزلت الدمعة من عيونهم ، إذا صنعت البسمة على وجوههم ، إذا أدخلت السرور في قلوبهم ، فهذه عبادة من أجلّ العبادات أثر عنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

 

حق الرعية و النصح لها :

 يقول عليه الصلاة والسلام وهذا حديث خطير :

((ما من أمتي أحد ولي من أمر الناس شيئاً ))

[ الطبراني في الصغير والأوسط عن ابن عباس رضي الله عنه ، وفيه اسماعيل بن سبيب الطائفي وهو ضعيف]

 إن كنت معلماً في صف ، إن كنت موظفاً وتحت يدك عشرة موظفين .

(( ما من أمتي أحد ولي من أمر الناس شيئا لم يحفظهم بما يحفظ به نفسه وأهله إلا لم يرح رائحة الجنة))

[ الطبراني في الصغير والأوسط عن ابن عباس رضي الله عنه ، وفيه اسماعيل بن سبيب الطائفي وهو ضعيف]

 إذا كنت ولياً على عشرة ، إذا ولاك الله أمر بعض الناس ، ولم تنصحهم ، ولم تتمنى لهم ما تتمناه لنفسك ، ولم تفعل بهم ما تفعله مع نفسك ، قال عليه الصلاة والسلام هذا الإنسان لا يجد رائحة الجنة . وليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقضِ بين اثنين في تمرة ، إذاً عدل ساعة أفضل من أن تعبد الله سبعين عاماً ، عدل ساعة ، اعدل .

﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾

[ سورة المائدة : 8 ]

 ويقول عليه الصلاة والسلام :

((إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه : أحفظ ذلك أم ضيعه ؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))

[ النسائي وابن حبان في صحيحه عن أنس]

 فكل إنسان يأتي إلى بابك أمانة في عنقك ، الموكل أمانة في عنق المحامي ، والمتخاصمان أمانة في عنق القاضي ، والمريض أمانة في عنق الطبيب ، والطالب أمانة في عنق المدرس ، والشاري أمانة في عنق البائع إما أن تنصح ، وإما أن تغش ، إما أن تصدق ، وإما أن تكذب ، إما أن تحسن ، وإما أن تسيء ، إما أن تنصف وإما أن تظلم ، فكل من أنيط به عملٌ هؤلاء الذين أنيطت مصالحهم لهذا الإنسان ، إن حفظ جاز الصراط وإن لم يحفظ لم يرح رائحة الجنة ، لهذا يقول عليه الصلاة والسلام :

((إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه : أحفظ ذلك أم ضيعه ؟))

 أيها الأخوة الأكارم ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أبواب الخير لا تعد ولا تحصى :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ مرة ثانية وثالثة نحن في شهر المولد ، والمؤمن الموفق الفالح الفائز الناجح المتفوق هو الذي يدرس سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، يدرس مواقفه ، يدرس شمائله ، يدرس أعماله ، سلوكه ، ويحاول أن يقتدي به ، فإن فعل هذا فقد حقق كل ما يرجى منه في عيد المولد . عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال :

(( بينما نحن في سفر مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً . فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم : من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، وما كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له . فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل ))

[ مُسلِمٌ عن أبي سعيد الخدري]

 أحياناً يمر المجتمع بأزمات ، أزمة سكن ، أزمة عمل ، فالإنسان الذي بإمكانه أن ينفع أخاه فلينفعه ، الإنسان الذي بإمكانه أن يقدم لأخيه شيئاً فليقدم له ، لأن هذا مما يرضي الله عز وجل .
 بقي نقطة أخيرة في الخطبة وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام ينبهنا أن أي عمل صالح مهما بدا لك صغيراً ، مهما بدا لك حقيراً ، هو عمل مقبول عند الله عز وجل ، ويقبله الله عز وجل ، ويثيب عليه ، ويرفع قدر صاحبه يوم القيامة ، لذلك قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم :

((اتق الله ، لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً ، وَلَوْ أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ))

[ الطيالسي ابن حبان في صحيحه عن جابر بن سليم الهجيمي ]

 أي لو أنك أعطيت دورك في شراء الخبز لامرأة مسنة ، أو لطفل صغير ، فهذا عمل طيب ، هذا يقاس على هذا الحديث .

((...لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً ، وَلَوْ أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي...))

[ الطيالسي ابن حبان في صحيحه عن جابر بن سليم الهجيمي ]

 لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً ، وَلَوْ أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط ، أحياناً هناك أشخاص يضنون بابتسامة في وجوه إخوانهم ، أو وجوه أصدقائهم ، أو وجوه جيرانهم ، أو وجوه من يعمل معهم ، ابتسامتك ، طلاقة وجهك ، انبساط وجهك ، صدقة عند الله عز وجل ، أحياناً ابتسامتك تبث الأمن في أخيك ، أو فيمن يعمل معك ممن هو دونك ، ابتسامة لطيفة تعطيه الأمن والبشرى ، ابتسامة لطيفة ترفع بها معنوياته ، ابتسامة بسيطة تعطيه عزيمة على مواجهة الصعاب ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

((... وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط ))

[ الطيالسي ابن حبان في صحيحه عن جابر بن سليم الهجيمي ]

 أصحابه مرة ذهبوا إليه آسفين ، لأنهم يريدون أن يتصدقوا من أموالهم ، لينالوا ثواب المتصدقين ، ولكن لا أموال لهم يبذلون منها ، فقالوا للنبي عليه الصلاة والسلام : " يا رسول الله من أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ - أحياناً يكون أخ دخله محدود ، كل أمله أن يغطي حاجاته في هذا الشهر ، فهذا كيف يتقرب إلى الله عز وجل ؟ هذه المشكلة أجاب عنها النبي عليه الصلاة والسلام - فقال عليه الصلاة والسلام إن أبواب الخير كثيرة ، التسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والتهليل " بعض العلماء حمل هذا على أن تسبيح الله أن تقول : سبحان الله ، أن تجول في ملكوت السموات والأرض ، وبعضهم حمله على أن تذكر الناس بعظمة الله عز وجل، إما أن تذكر هذا لنفسك ، أو أن تذكره لغيرك ، فقال عليه الصلاة والسلام :" إن أبواب الخير كثيرة ، التسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ثم قال : وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة" .
 انطلاقاً من هذا الحديث إن أبواب الخير لا تعد ولا تحصى ، أي عمل فيه نفع للآخرين ولو كان من مخلوقات الله العجماوات ، هذا عمل طيب يقبله الله جل جلاله .
 أعيد عليكم نص هذا الحديث : " ذهب إليه بعض أصحابه آسفين لأنهم يريدون أن يتصدقوا من أموالهم ، لينالوا ثواب المتصدقين ، ولكن لا أموال لهم ، فقالوا يا رسول الله : من أين لنا نفقة نتصدق بها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام إن أبواب الخير كثيرة ، التسبيح ، والتحميد، والتكبير ، والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك ".
 أيها الأخوة الأكارم ؛ بقي علينا أن نطبق هذه التوجيهات النبوية حتى نكون في مستوى هذه الدعوة المحمدية وإلا إذا اكتفينا بسماع الأناشيد ، وتناول الطعام الطيب ، والصلاة على النبي صلاة جوفاء ، فهذا ليس مما يرضى عنه الله عز وجل ، ولا يرضى عنه رسوله .

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم إنا نعوذ من الفقر إلا إليك ، ومن الخوف إلا منك ، ومن الذل إلا لك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء ، مولانا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير .

 

تحميل النص

إخفاء الصور