وضع داكن
29-03-2024
Logo
هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس : 21 - هديه في الرجاء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرجاء :

 من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرجاء؛ البارحة في الخوف, والخوف والرجاء متكاملان, والخوف وحده من دون رجاء لا يُجدي, والرجاء وحده من دون خوف لا يجدي, والأنبياء الكرام كانوا يعبدون الله عز وجل خوفاً وطمعاً رغباً ورهباً.
 والحقيقة التطرف سهل, أما التوازن فصعب؛ من السهل أن تخاف الله حتى اليأس, ومن السذاجة أن ترجو رحمته من دون عمل حتى السذاجة, أما أن تخافه بقدر ما ترجوه, فهذه محصلة الإيمان الكامل, أن ترجوه دون أن تخافه قضية سهلة فيها سذاجة جداً.
 تجد إنساناً مقيماً على كل المعاصي, يقول لك: عفا الله عنا, نحن عبيد إحسان لسنا عبيد امتحان, لا يسعنا إلا رحمته وفضله, طمع في سذاجة.
 وأما أن تخافه إلى درجة أن تيأس من رحمته فهذا كفر.
 لذلك البطولة أن تجمع بين الخوف والرجاء؛ أن تخافه بقدر ما ترجو رحمته, أن تعبده رغباً في جنته, ورهباً من ناره.

(( يا ربي أي عبادٍك أحب إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحب عبادي إليّ تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي إلى أحدٍ بسوء، أحبني، وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا ربي إنك تعلم أني أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي))

[ من الدر المنثور عن ابن عباس]

 الآلاء: الآلاء للتعظيم, والنعماء: النعم للحب, والبلاء: للخوف؛ ولا يكتمل إيمان عبد حتى يجتمع في قلبه تعظيم لله, وخوف منه, وطمع في رحمته.
 لذلك: أية دعوة إلى الله تعتمد على التخويف فقط, دعوة عرجاء لا تفلح, وأية دعوة إلى الله تعتمد على الرجاء الساذج, دعوة عرجاء لا تفلح, لا بد من أن تخافه بقدر ما ترجو رحمته.

قضية الرحمة هي محصلة اتصال بالله عز وجل :

 الحقيقة ربنا عز وجل له حكم بالغة في خلقه؛ نظام الأبوة والأمومة, هذا النظام أن البشر إنسان يحب امرأة, بدافع أُودع في أعماقه يُنجب منها ولداً, هذا الولد, علاقة الأب مع هذا الولد, والأم مع هذا الولد, نحن ألفناها, والشيء إذا اشتد وضوحه ضعف تأثيره, أما أنت لو ترى قلب الأم شيء لا يصدق؛ إنسان يعيش لإنسان, يتمنى أن يجوع ليشبع هذا الصغير, تتمنى أن تعرى ليلبس هذا الصغير, قلب الأم فيه رحمة, تنام لتوها يبكي ابنها فتستيقظ .
 الآن: كلكم آباء, الذي عنده أولاد وبنات يعيش لأولاده.
 ما الذي يُسعد الأب؟ أن يرى ابنه قد كبر, وتزوج, وله سمعة طيبة, يدخل على قلب الأب من السرور, ومن الراحة, ومن الطمأنينة, ومن قرة العين ما لا يوصف, حسناً لكن الأب لم يأته شيء مادي إطلاقاً.
 نظام الأبوة ونظام الأمومة يُعرفنا بالله, إذا كانت الأم هكذا, فكيف رب العالمين؟
 لو إنسان له ابن شارد, ابن منحرف - لا سمح الله ولا قدر- وبعد هذا الانحراف والشرود رجع إلى أبيه تائباً منيباً, لعلي أقول: يدخل على قلب الأب من السعادة ما لا يوصف. فقلب الأب قد أُودعت فيه رحمة لا تساوي واحد بالملايين من رحمة الله, والدليل العلماء يقولون: "أرحم الخلق بالخلق على الإطلاق رحمة رسول الله". أي:

(( لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً))

[ أخرجه الحاكم عن أبي الدرداء ]

 السبب: أكثرنا ما دام معافى, وأولاده أمامه, وزوجته معه, ومن حوله من أخوته وأخواته بخير, فهو بخير, أما من الذي يحمل هموم البشرية كلها؟ الأنبياء, هو بخير, وأصحابه بخير؛ لكن أمته ليست كذلك, إذاً يتألم. فالحقيقة قضية الرحمة هي محصلة اتصال بالله عز وجل.

 

الإنسان يرحم الخلق بقدر اتصاله بالحق ويقسو عليهم بقدر بعده عنهم :

 كما قلت البارحة: ترحم الخلق بقدر اتصالك بالحق, وتقسو عليهم بقدر بعدك عنهم, لأنه رحيم فمن اتصل به كان رحيماً, وإذا كانت رحمة الأم لا توصف فكيف رحمة الله عز وجل؟
 لذلك:

(( إذا قال العبد يا رب وهو راكع، يقول الله له : لبيك يا عبدي، فإذا قال يا رب وهو ساجد، يقول الله له : لبيك يا عبدي، فإذا قال يا رب وهو عاصٍ يقول الله له : لبيك، ثم لبيك، ثم لبيك ))

[ ورد في الأثر ]

 الله ينتظرنا.

(( لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إليّ، هذه إرادتي بالمعرضين فكيف بالمقبلين؟ ))

[ورد في الأثر]

 فهذا الكون بُني على المحبوبية، أي الله عز وجل لأنه يحب خلقه خلقهم, خلقهم ليسعدهم؛ فالذي يرجو رحمته يعرفه, والذي لا يرجو رحمته لا يعرفه, والقانت كافر, واليائس كافر, والذي يقول: هلك المسلمون, أين الله؟ الله موجود, الإسلام لن يَهلِك, هذا دين الله, لا تقلق على دين الله أبداً, والأمر بيد الله دائماً.

 

الإنسان بين التأديب والتكريم :

 فدرس اليوم: هدي النبي في الرجاء, كما كان هديه في الخوف, والخوف والرجاء متكاملان.
 المؤمن أحياناً يخاف من الله جيد, يحمله خوفه على طاعته جيد جداً, أما إذا زاد الخوف عن حدّه المعقول انقلب إلى يأس, انقلب إلى سوداوية, عندئذ ربنا عز وجل يفتح باباً من التجلي على قلب المؤمن فيسعد, يطمئن, ينتعش بهذه النفحة.
 أحياناً تأتي نفحات من الله, هذه النفحات تُطمئن المؤمن, ترفع معنوياته, شعر أنه قريب من الله, فارتاح, قصر, يأتي الحجاب, يحجبه ليعود كما كان من قبل؛ فحياة المؤمن مع ربه سلسلة نفحات وأحجبة, النفحات تقربه, والحجاب يؤدبه.
 والإنسان بين التأديب والتكريم؛ يتبحبح يؤدبه, يقبل يكرمه, وكلما كان الإقبال أشد كان التكريم مستمراً, وكلما كان التقصير موجوداً كان هناك تأديب.
 والحقيقة المؤمنون درجات, هناك مؤمن أشد أنواع التأديب له أن يحجبه الله عنه, لا يوجد فيه شيء؛ صحته, بيته, أولاده, مكانته, كله درجة أولى, يصلي فيشعر أن هناك حجاباً.
 والله عز وجل يؤدب الدعاة, يؤدب العارفين بالله, يؤدب العلماء الكبار بالطريقة, لا يوجد شيء ثان, الله عز وجل حكيم.
 أي من غير المعقول أن يتأدب الإنسان وهو قدوة للناس بطريقة تزعزع مكانته؛ هذا يؤدبه بالحجاب، فالإنسان؛ كلما كان افتقاره لله شديداً, والتزامه بالحق شديداً, وطاعته لله تامة, يرفع الحجاب, تجد الطريق لله سالكاً, يغمض عينه يصبح له وجهة لله عز وجل.

الله عز وجل ما أمرنا أن نقبل عليه إلا ليقبل علينا :

 فاليوم درسنا عن الرجاء, أي الله عز وجل ينتظرنا؛ ما أمرنا أن نتوب إلا ليتوب علينا, ما أمرنا أن ندعوه إلا ليستجيب لنا, ما أمرنا أن نقبل عليه إلا ليقبل علينا، هناك بعض الأحاديث يقشعر منها الجلد:

((...إِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

 شبراً ذراعاً, ذراعاً باعاً, مشياً هرولة, لأن الله ينتظرنا, وكلنا مطلوبون, الله لم يخلق أناساً للجنة, وأناساً للنار, هذا افتراء على الله, حتى أبعد:

﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾

[سورة طه الآية:43-44]

 إنسان في السجون ناجى ربه, قال له: يا رب! إذا كانت رحمتك بمن قال:

﴿أنا ربكم الأعلى﴾

 هكذا, فكيف رحمتك بمن قال:

﴿سبحان ربي الأعلى﴾

 وإذا كانت رحمتك بمن قال:

﴿ما أرى لكم من إله غيري﴾

 –فرعون-, فكيف رحمتك بمن قال:

﴿لا إله إلا الله﴾

 فابشروا.
 عندما يقبل الله عز وجل إنساناً صار ملكاً؛ يقبله, ينفحه بنفحات منه, يحوطه برعايته وعنايته, والله لكل خلقه, لا يوجد تمايز أبداً.

ثمن القرب من الله طاعته :

 أروع كلمة قرأتها لسيدنا عمر عن سيدنا سعد بن أبي وقاص, الذي كان النبي الكريم يداعبه, ويقول له: "أروني خالاً مثل خالي".
 سيد الخلق, إذا دخل سيدنا سعد يداعبه فيقول له: "أروني خالاً مثل خالي".
 والنبي ما أُثِر عنه في كل حياته أنه فدَّى إنساناً إلا سيدنا سعد, قال له:

(( ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي ))

[ أخرجه الشيخان عن علي بن أبي طالب ]

 سيد الخلق يقول لك:

((...فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي ))

[ أخرجه الشيخان عن علي بن أبي طالب ]

 ومع ذلك: قال له سيدنا عمر: "يا سعد! لا يغرنك أنه قد قيل: خال رسول الله, فالخلق كلهم عند الله سواسية, ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له))

 

.
 هذه الحقيقة العظمى في الكون, ثمن القرب منه طاعته, لكن كن أي إنسان؛ من أطراف الدنيا, من أعرق الأسر، إن لم تكن كما يريدك الله عز وجل فلست بفائز.
 في الحج: الإنسان, انظر كلمة حاج, أقل كلمة تُقال هناك: حاج؛ غير معروف من هو, ولا من أين أصله؟ ولا من أي بلد؟ ولا مكانته؟ إنسان يرتدي مناشف, قال: هذا الإنسان إذا أطاع الله صار قريباً منه:

﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾

[سورة الحجرات الآية: 13]

الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :

 الشيء الذي لا يُصدق: هناك عظماء بالحياة, هناك كبراء, هناك ملوك, بيدهم الأمور كلها؛ لكن لا يوجد طريق إليهم, لا تستطيع أن تقابلهم, لا يوجد أمل أن تصله إليهم, ولا تلتقي معهم, ولا خمس دقائق, أما ربنا عز وجل ملك الملوك فله مليون طريق كلهم سالك؛ إذا الإنسان أتقن عمله صار له طريق لله, إذا كان أباً مثالياً هذا طريق ثان, أماً مثالية طريق ثالث, ابناً مثالياً طريق رابع, إذا قرأ القرآن صار طريقاً, صلى طريق, غض بصره طريق, هو جعل لك إليه ألف طريق وطريق, بل إن الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
 الحديث الأول قال الله عز وجل:

((أَنا عند ظَنِّ عبدي بي, وأنا معه حيث ذكرني))

[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

 وهناك حديث آخر:

((أنا جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني))

[ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن جابر]

 ملك الملوك ينتظرك.
 فالله عز وجل يُفرحه أن تتوب إليه, ملك الملوك يغفر لك الماضي كله, بكلمة واحدة:

﴿وَسَارِعُوا﴾

[سورة آل عمران الآية: 133]

 انظر:

﴿إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ﴾

[سورة آل عمران الآية: 133]

 الماضي مغطى بالمغفرة, والمستقبل مغطى بجنة عرضها السموات والأرض, فما الذي ننتظر؟

(( أَنا عند ظَنِّ عبدي بي...))

[ البخاري و مسلم عن أبي هريرة ]

 شُرَّاح الحديث قالوا: "إذا الإنسان استغفر الله عز وجل يجب أن يغلب على ظنه أن الله غفر له, وإذا تاب يجب أن يغلب على ظنه أن الله قَبِل توبته, وإذا سأله يجب أن يغلب على ظنه أن الله سيستجيب له هذا".

الرجاء جزء من الإيمان والخوف جزء من الإيمان وكل منهما شرط لازم غير كاف :

 حسن الظن بالله ثمن الجنة:

(( أَنا عند ظَنِّ عبدي بي...))

[ البخاري و مسلم عن أبي هريرة ]

 والله حدثني أخ كان في روسيا قال لي: أريد أن أشتري جريدة, امرأة كبيرة في السن, لمحت في جيبه مصحفاً, قالت له: أنت مسلم, قال: نعم, قالت له: أنا كنت شيوعية -ملحدة-, وكنت رئيسة الاتحاد النسائي في الاتحاد السوفييتي, فلما كبرت سني, أُحِلت إلى هذا العمل, صار معها ورم خبيث, العملية بعد يومين, قالت له: خاطبته كما يلي: "أنا لست مؤمنة بوجودك؛ لكن قالوا: إله المسلمين يشفي المسلمين, فإذا أنت موجود وشفيتني أؤمن بك".
 هكذا, بهذه البساطة, امرأة على وشك الموت من هذا الورم الخبيث, بعد يومين استيقظت ولا شيء في رقبتها! وفي المستشفى صار هناك مشكلة كبيرة جداً, قبل يومين صوروها! والتزمت بالصلاة, وبالصوم.
 قالت له: "أنا لست مؤمنة بوجودك؛ أما قالوا: إله المسلمين, يشفي المسلمين, فإذا شفيتني, أؤمن بك" أحسنت الظن بالله عز وجل.
 ويوجد من هذه القصة ألف قصة, شيء غير كل قوانين الطب, تتدخل يد الله مباشرة.
 وهناك امرأة معروفة في المغرب, مدرِّسة لغة فرنسية, مقيمة في باريس, صار معها سرطان, أعلمها الأطباء أنه بقي لها أسبوعان فقط, فقالت تمضيهم في الكعبة, فذهبت إلى الكعبة, طبعاً لأنها ميتة, قالت: أول ما طفت ثمانية عشر شوطاً بشكل مستمر, وشربت من ماء زمزم, ورأيت رسول الله في المنام, وضع يده على رأسي, -كان السرطان في رأسها-, فشفيت, رجعت إلى فرنسا, وقابلت كل الأطباء, الذين يأسوني من رحمة الله, وهناك قصص كثيرة جداً, وألفت كتاباً, الكتاب مشهور.
 الله له آيات, هذا الشفاء الذاتي بحث طويل عريض, بدون أي سبب, إلا أن يد الله عز وجل الكريمة تتدخل مباشرة.
 فالإنسان لا ييئس, الرجاء جزء من الإيمان, والخوف جزء من الإيمان, ولا يُغني أحدهما عن الآخر, وكل منهما شرط لازم غير كاف, لا يكفي رجاؤك, سذاجة؛ لا بد من عمل, ولا بد من أمل, العمل ينقذك من الخوف, والأمل يضعك في رحمة الله عز وجل.

باب التوبة مفتوح على مصراعيه :

 الحديث الثاني: عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول -قبل موته بثلاثة أيام-:

((لا يَمُوتَنّ أحدكم, إِلا وهو يُحْسِنُ الظن بالله عز وجل))

[أخرجه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله]

 أحياناً تجد في القوانين, يقول لك: هذه مستحيلة, لا يستطيع, هناك أشياء لا يستطيع أن يحلها, وزير طلب منه أحدهم أن يطوي ضريبة, فيجيبه: لا يوجد مجال, مهما كان لك علاقة طيبة بأعلى إنسان هذا شيء صعب.
 وردت آية قرآنية يقول له سيدنا عيسى:

﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ﴾

[سورة المائدة الآية: 118]

 إنسان لا يحفظ القرآن أحب أن يكملها يقول:

﴿فإنك أنت الغفور الرحيم﴾

 الآية ليست هكذا:

﴿فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾

[سورة المائدة الآية: 118]

 الله عز وجل إذا أراد أن يعفو لا يوجد جهة ثانية تحاسبه, والله عز وجل يعفو, ويعفو عن الذنب الكثير.

((يا بنَ آدمَ، لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي))

[ الترمذي عن أنس]

 والصلحة بلمحة، وباب التوبة مفتوح على مصراعيه.
 وإذا قال: يا رب قد تبت إليك, يقول: عبدي وأنا قد قبلت.

 

من لوازم كرم الله عز وجل أنه إذا غفر لإنسان ألقى في روعه أنه غفر له :

 يوجد شيء ذكرته في درس من دروس الأحد -عقب مجيئي من الحج-: أن من رحمة الله عز وجل أنه إذا غفر لك يُلقي في روعك أنه غفر لك, لا يبقيك مشوشاً, يا ترى قبلني الله؟ يملأ قلبك رضى, يملأ قلبك طمأنينة, فمن لوازم كرم الله عز وجل أنه إذا غفر لك ألقى في روعك أنه غفر لك.
 وأنا أرى أن أعظم إنسان في الأرض هو من كان على صلة بالله عز وجل, أي علاقته بالله طيبة.
 فالمؤمن يجب أن تكون علاقته بالله علاقة طيبة؛ علاقة حب, علاقة إخلاص, علاقة شوق, علاقة انصياع, علاقة عبودية.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور