وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0634 - تغير الأحكام بتغير الأزمان – الثبات - فوائد اليقطين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرِنا الحــق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الضرورات تبيح المحظورات :

أيها الأخوة الكرام، أمضينا وإياكم في موضوع الضرورات تبيح المحظورات، وكان محور هذه الخطب أن هذه القاعدة الصحيحة فهمها الناس فهماً مغلوطاً، وتوسعوا بها حتى انقلب معناها الذي فهموه منها إلى ضد أصلها، فأباحوا لأنفسهم كل شيء تحت غطاء الضرورات تبيح المحظورات. ولكن هناك حالات لهذه الضرورات، ترد على وجه تفصيلي كضرورة الغذاء والدواء، وكضرورة الإكراه الملجئ، وكضرورة النسيان، وكضرورة الجهل، وكضرورة عموم البلوى، وكضرورة السفر، وكضرورة المرض، وكضرورة النقص الطبيعي، والدفاع الشرعي، واستحسان الضرورة، والمصلحة المرسلة بالضرورة والعرف، وسد الذرائع وفتحها، والظفر بالحق. هذه موضوعات تفصيلية، لا تتسع لها خطبة الجمعة، إن شاء الله تعالى سأعالجها في درس الأحد تباعاً، لأن المسلمين هم في أمس الحاجة إلى هذه التفاصيل، فإن العلم الصحيح هو الدين:

((ابن عمر دِينك دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا))

[ العلل لابن أبي حاتم ]

ضوابط تغير الأحكام بتغير الأزمان :


أيها الأخوة الكرام إلى موضوع جديد، منطلق هذا الموضوع أن الطرف الآخر الذي يعادي الدين لم يستطع أن يواجه الدين مواجهة صريحة، ولا أن يقف في وجهه وقفة جلية، ولكنه احتال على محاربة الدين باختراع أفكار ومبادئ تصل إلى صلب الدين فتفتته، وإلى جوهر الدين فتزيفه، وإلى قيمة الدين فتضيعها. من هذه الأفكار المدمرة مقولة التغيّر، الأحكام تتغّير بتغيّر الأزمان، هذه كلمة حق، وهذه قاعدة صحيحة، ولكن لها ضوابط كثيرة، فإذا تحللت هذه القاعدة من ضوابطها توصلنا من خلال هذه القاعدة الأصولية إلى التحلل من منهج الله عز وجل، والتفلت منه، ووصلنا إلى اتباع منهج أهل الكفر والفسوق والعصيان، عندئذ يحدث شرخ كبير في حياة المسلمين، دينهم في المسجد، أما بيتهم وعملهم وحرفتهم وتجارتهم ودكانهم، أما نشاطاتهم، لهوهم وفرحهم أحزانهم وأتراحهم فعلى منهج الكفار والعصاة والمفسدين.
أيها الأخوة الكرام، موضوع دقيق جداً هو أن تغير الأحكام بتغير الأزمان قاعدة صحيحة، لكن لها ضوابط كثيرة، فإذا ألغينا ضوابطها كانت هذه القاعدة عبئاً على الإسلام والمسلمين، وسبيلاً إلى تدمير الإسلام، وإفساد العقيدة.
لاشك أن الأحوال تتبدل، ولا شك أن الظروف تتبدل، ولا شك أن البيئات تختلف من مكان إلى مكان، ولاشك أن المعطيات في تغير مستمر ولكن في الإنسان ثوابت، في الإنسان ثوابت هي فوق المكان والزمان، في الإنسان ثوابت هي مناط التكليف، في الإنسان ثوابت هي علة التشريع، فالإسلام العظيم بنصوص قطعية الدلالة غطى الثوابت في الإنسان، وبنصوص ظنية الدلالة غطى المتغيرات في الإنسان. عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ))

[أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ ]

الإسلام منهج ثابت فوق الزمان و المكان :


أيها الأخوة الكرام: بادئ ذي بدء؛ أول حقيقة ناصعة في موضوع الثبات في الإسلام منهج ثابت، قيم ثابتة فوق المكان والزمان، أما الأشياء المتبدلة فلها تشريع خاص، وقد لحظها الإسلام لحظاً واسعاً في بعض النصوص ذات الدلالة الظنية. الآية الأولى في موضوع الثبات هي قوله تعالى:

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

كلمة الله هي الوحي القرآني.

﴿تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾

قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية: كلام الله لا يزيد عن أن يكون خبراً أو أمراً، الخبر صادق، والأمر عادل، وبكلمتين اثنتين وصف الله كلامه بأن الأخبار فيه صادقة، وأن الأوامر فيه عادلة. قال بعض العلماء:

﴿تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً﴾

فيما قال،

﴿وَعَدْلاً﴾

فيما حكم، فكل ما أخبر به حق لا مرية فيه، وكل ما أمر به عدلٌ الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه باطل، فهو لا ينهى إلا عن مفسدة:

﴿يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

هذا جزء من عقيدة المسلم، كل شيء أمرنا الله به حق ناصع، وكل شيء نهانا عنه باطل، حق نافع وباطل ضار.
أيها الأخوة الكرام، ومعنى قوله تعالى:

﴿لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾

أي ليس لأحد أن يعقب على حكم الله عز وجل، لا في الدنيا ولا في الآخرة،

﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

السميع بأقوال عباده، العليم بحركاتهم وسكناتهم.
آية موجزة قصيرة من كلمات عدة فيها وصف جامع مانع لكلام الله عز وجل:

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

في الإنسان ثوابت هي مناط التكليف :


شرع الله عز وجل هو الحق، والصدق، والعدل، وهو الثابت الكامل التام الذي لا مبدل له، والذي تمثله هذه الشريعة الربانية، يقابله الضلال والظنون والباطل الذي تحمله شرائع البشر وأهواؤهم، قال تعالى:

﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة الأنعام: 116 ]

هذا الظن والوهم باطل لا قرار له ولا ثبات. لابد من أن تعتقد أن في الإنسان ثوابت فوق البيئات، وفوق الأمكنة، وفوق الأزمنة، وفوق المتغيرات، هذه الثوابت هي مناط التكليف والقرآن العظيم تشريع حكيم لكل البشر في كل الأزمنة وفي كل البيئات. قال أحد المفسرين في تفسير قوله تعالى:

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

لقد تمت كلمة الله فيما قال وقرر، وعدلاً فيما شرع وحكم، فلم يبق بعد ذلك قول لقائل في عقيدة، أو تصور، أو أصل، أو مبدأ، أو قيمة، أو ميزان، ولم يبق قول لقائل في شريعة، أو حكم، أو عادة، أو تقليد.

 

للإسلام قيم ذاتية قررها الله عز وجل في كتابه الكريم :


ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج هذا الإنسان الذي صممه خالقه على منهج قويم، إلا بخروج هذا الإنسان عن منهج الله القويم، وما من خروج عن منهج الله القويم إلا بسبب جهل عميم، والجهل من أعدى أعداء الإنسان، الناس أعداء ما جهلوا، الإنسان بحكم فطرته، وحكم حبه لوجوده، وحبه لسلامة وجوده، وحبه لكمال وجوده، وحبه لاستمرار وجوده ينطلق إلى ما يسعده، وما يسلمه من الآفات والأخطار، فإذا علِم علْم اليقين أنّ سلامته وسعادته في تطبيق منهج ربه بادر إلى هذه الطاعة حرصاً على سلامته، وطلباً لسعادته.

المجتمع الإسلامي أيها الأخوة ليس ذلك الذي تتغير أشكاله ومقوماته المادية، التغير حق لكن لا تتغير قيمه وأحكامه، هناك في المجتمعات غير الإسلامية قيم وأخلاق للمجتمع الزراعي، وقيم وأخلاق للمجتمع الصناعي، وقيم وأخلاق للمجتمع الذي يقدس الفرد، وقيم وأخلاق للمجتمع الذي يقدس المجموع، ولكن الإسلام نظام واحد كامل شامل لكل البيئات، والأزمان فيما هو ثابت. الإسلام له قيم ذاتية قررها الله عز وجل في كتابه الكريم، وهذه القيم تثبت مع تغير المجتمعات، ابحث في ذهنك.. الإساءة للوالد أليست قيمة سلبية في كل المجتمعات؟ الإساءة للأم أليست قيمة ثابتة سلبية في كل المجتمعات وفي كل الأزمان والأماكن.
أن تأخذ مال غيرك من دون استحقاق أليست هذه قيمة ثابتة في كل المجتمعات؟.. لو بحثت عن الثوابت في حياة الإنسان لوجدتها كثيرة جداً، ولوجدت الشرع الحكيم هو الذي يغطي كل هذه الثوابت.
أيها الأخوة الكرام، عقب بعض الحروب في بعض المجتمعات شجعوا الإنجاب، ولو كان من طريق الزنا، وأعطوا المرأة التي تنجب مولوداً بأي شيء مكافأة، فحينما يغيب منهج الله عن الحياة ترى في التشريعات الوضعية أشياءَ مضحكة. ذكرت هذا من قبل في بعض البلاد التي في أقصى الشرق ألزمت الأسرة بمولود واحد، وهؤلاء يحبون الذكور، فإن أنجبت الأنثى بنتاً خنقوها أو قتلوها، فإن أنجبوا ذكراً سجلوه، النتيجة أن في الصين في عام ألفين وخمسين مليون شاب لا يقابله فتاة يتزوجها، صار هناك عصابات لخطف الفتيات في سن الزواج، حينما يشرع الإنسان تختل الموازين.

من يتبع هدى الله لا يضل عقله و لا تشقى نفسه :

أيها الأخوة الكرام، العليم الحكيم، الخبير الرحيم يدعو خلقه، وهو العليم بهم، وبمن حولهم من خلق السموات والأرض، يدعوهم إلى الكلمة الثابتة والمنهج المستقر التام، الذي شرعه لنفوسهم، وعقولهم، وأرواحهم، وأبدانهم، ومجتمعاتهم، يكفل لهم، ولفطرهم، ولهذه الحياة والأحياء العدل والصدق في العقيدة والشريعة، فلا ظنون، ولا أهواء، ولا جهل، ولا ضلال، ولا ضياع، ولا تغيير، ولا تبديل:

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

[ سورة الأنعام : 115]

أيها الأخوة الكرام، دققوا في هاتين الآيتين:

﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة: 38]

﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

[ سورة طه: 123]

إن اتبعت هدى الله عز وجل، لا يضل عقلك، ولا تشقى نفسك، ولا تندم على ما فات، ولا تخشى مما هو آت، فماذا بقي من سعادة الدنيا والآخرة؟..

 

التكاليف معللة بمصالح الخلق :

أيها الأخوة الكرام، مرة ثانية؛ الفرية التي افتراها بعض المستغربين، ليصلوا من خلالها إلى تقويض دعائم الدين، هو التغَيُّرُ والتَبَدُّل، هناك تغير وهناك تبدل ولكن هناك ثوابت أساسية في حياة الإنسان، الإسلام غطى الثوابت بنصوصه قطعية الدلالة، وغطى المتغيرات بنصوصه ظنية الدلالة، فقد تعطي فقيراً في الريف كيس قمح يكون مؤونة له مدة الشتاء، يطحنه، ويعجنه، ويخبزه،أما إن أعطيت إنساناً في المدينة كيس قمح فماذا يفعل به؟ هذه من المتبدلات، لذلك الفقهاء شرعوا أن تُعطى الزكاة عيناً إن كانت هذه العين تنفع الفقير، أو أن تُعطى نقداً إذا كان هذا النقد في مصلحة الفقير، تبدل الحكم من أن تكون الزكاة عينية، أو أن تكون الزكاة نقدية، فالمتغيرات لاحظها الشرع، لكن الثوابت هي التي غطاها القرآن الكريم، والنبي عليه أتم الصلاة والتسليم بالنصوص القطعية التي لا مجال فيها للاجتهاد.
أيها الأخوة الكرام، هذه الشريعة التي قال عنها بعض العلماء: إنها مصلحة كلها، رحمة كلها، حكمة كلها، فأية قضية خرجت من العدل إلى الجور، ومن المصلحة إلى المفسدة، ومن الحكمة إلى خلافها، فليست من الشريعة ولو أُدخلت عليها بألف تأويل وتأويل. لو تتبعت التكاليف في القرآن الكريم، وفي سنة النبي عليه أتم الصلاة والتسليم لوجدت هذه الأحكام في معظمها معللةً. وقال الإمام الشافعي:" التكاليف معللة بمصالح الخلق"، قال تعالى:

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

[ سورة التوبة: 103]

التطهير والتزكية علة دفع الزكاة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[سورة البقرة: 183]

علة الصيام أن تتقي الواحد الديان.

﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾

[ سورة العنكبوت: 45]

علة الصلاة أو حكمة الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

تتبع العلماء الأوامر والنواهي في القرآن الكريم فوجدوا معظمها معللاً بمصالح الخلق، هذه الحقيقة لا يستطيع أن ينازع فيها أحد، قال تعالى:

﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾

[ سورة النساء: 165]

﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء: 107]

حتى العقوبات التي يقف منها أعداء الإسلام موقفاً سلبياً، قال تعالى:

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[ سورة البقرة: 179]

إذا كان الإحصاء الفدرالي في أمريكا في عام سبعين أنه كل ثلاثين ثانية تُرتكب جريمة سرقة، أو قتل، أو اغتصاب، كل ثلاثين ثانية، الآن الإحصاءات على مستوى الثواني، لا على مستوى الدقائق. أما حينما يشرِّع الإسلام عقوبة رادعة للسرقة، قد لا يُضطر المجتمع الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه أن يستعمل هذه العقوبة إلا مرةً أو مرتين لأنها عقوبة رادعة، قال تعالى:

﴿وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[سورة النور: 2]

قال تعالى في كلام حكيم بليغ:

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[ سورة البقرة: 179]

حينما تطبق شريعة الله عز وجل، تنتفي السلبيات المقيتة التي تهدم المجتمع.
سأل بعض العلماء الإمام الشافعي، قال:

يد بخمس مئين عسجدٍ وُدِيَتْ ما بالها قُطعت في ربع دينار
***

أي أن هذه اليد لو قُطعت بحادث ديتها خمسمئة دينار ذهبي..

يد بخمس مئين عسجدٍ وُدِيَتْ ما بالها قُطعت في ربع دينار
***

فأجاب الإمام الشافعي:

عزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها ذلُّ الخيانة فافهم حكمة الباري
***

لمَّا كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت.

كمال الله عز وجل كمال مطلق :


أيها الأخوة الكرام، للإمام الشاطبي- وهو عَلَمٌ من علماء الأصول- يقول هذا الإمام:" لو أن الشريعة وضعت على غير حالة الثبات لأدى ذلك إلى تغييرها، فإذا تغير منها شيء اختلت، ولم تبق هذه الشريعة مطلقةً في نفعها" الله جل جلاله وصف نفسه فقال:

﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

[ سورة الشورى: 11]

فسر بعض العلماء هذه الآية على أن كمال الله مطلق.. كمال البشر نسبي؛ قد يحكم القاضي مئة حكم فيعدل في تسع وتسعين قضية منها فيُسمى قاضٍ عادل، أما ربنا جل جلاله فكل أحكامه عدل مطلق، و كل صفاته كمالٌ مطلق، فلذلك:

﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

[ سورة الشورى: 11]

إذا كان الله كاملاً كمالاً مطلقاً، فشريعته يجب أن تكون كاملة كمالاً مطلقاً، كلامه يجب أن يكون كاملاً كمالاً مطلقاً، فكل شيء من الله عز وجل يأخذ ذاته الكاملة بالكمال المطلق، لذلك ربنا عز وجل ختم هذه الشريعة حينما قال:

﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

[ سورة المائدة: 3]

ختمها، وأخبرنا بحفظها، وجعل نبيها معصوماً بمفرده، وجعل أمته وهي مجتمعةٌ معصومة بمجموعها، فقال عن كتابه الكريم:

﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾

[ سورة فصلت : 42]

وقال عن كتابه الكريم:

﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة هود: 1]

وقال عن نبيه الكريم:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

[ سورة الحج: 52]

وقد استنبط العلماء من هذه الآية أن الله عز وجل حفظ سنة نبيه كما حفظ كتابه.
من لوازم حفظ الكتاب حفظ السنة، لو أن قانوناً صدر بسبع وعشرين مادة، وفي المادة الأخيرة قال: وسيصدر مرسوم تشريعي يبين تفاصيل هذه المواد، فهل إذا ضيعنا المرسوم التشريعي المفسر لهذا القانون نكون قد حفظنا هذا القانون؟ أن نحفظ تفسيره، والسنة جاءت مبينة لكتاب الله فإذا تولى الله حفظ قرآنه الكريم، من لوازم هذا الحفظ أن يتولى حفظ سنة نبيه، الذي أمرنا أن نأخذ منه وأن ننتهي عما نهانا عنه:

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾

[سورة الحشر: 7]

ثبات الشريعة و سلامتها من التغيير و التبديل :

أيها الأخوة الكرام: السلف من الأئمة مجمعون على دوام التكليف إلى يوم القيامة، هذا قول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، ولا يتحقق ذلك إلا بثبوت الشريعة وسلامتها من التغيير والتبديل، وإلا فإنها لو تغيرت وتبدلت لانقطع التكليف بها، ولو أنها تغيرت كيف نكلف بها إلى يوم القيامة ؟..
سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى بعد أن تولى الخلافة وقف في خطبة الخلافة الأولى، بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال:" أيها الناس؛ ليس بعد نبيكم نبي، وليس بعد كتابكم كتاب، ولا بعد سنتكم سنة، ولا بعد أمتكم أمة، ألا وإن الحلال ما أحله الله في كتابه على لسان نبيه حلالٌ إلى يوم القيامة، ألا وإن الحرام ما حرمه الله في كتابه على لسان نبيه حرامٌ إلى يوم القيامة، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع، ألا وإني لست بقاضٍ ولكني منفذ، ألا وإني لست بخازن ولكني أضع حيث أُمرت أن أضع، ألا وإني لست بخيركم ولكني أثقلكم حملاً، ألا وإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
أيها الأخوة الكرام، هذه بعض النصوص من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتحدث عن الثبات في هذه الشريعة العظيمة، فهي شريعة من عند خالق الكون، من عند الذات الكاملة، من عند المطلق. هذا منهج يسير عليه الإنسان، والبشرية في كل شتى بقاع الأرض تتخبط لأنها تفتعل تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان.
أيها الأخوة الكرام، في خطبة قادمة إن شاء الله تعالى أتحدث عن موضوع متعلق بهذا الموضوع، ألا وهو الشمول، الثبات والشمول في شريعة الإسلام، والله سبحانه وتعالى يوفق المؤمنين الصادقين إلى معرفة دينهم القويم، وإلى معرفة هذه الشريعة التي هي الحرز الأمين من كل مشكلة يعاني منها الإنسان.
أيها الأخوة الكرام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

* * *

الخطبة الثانية :
أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فوائد اليقطين :

أيها الأخوة الكرام، في سورة الصافات آية يقول الله عز وجل فيها:

﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ﴾

[ سورة الصافات: 146]

على سيدنا يونس.. عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ:

((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ - قَالَ حَجَّاجٌ الْقَرْعَ - قَالَ: فَأُتِيَ بِطَعَامٍ أَوْ دُعِيَ لَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِمَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ ))

[ متفق عليه عن أَنَس بْن مَالِكٍ ]

وعَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:

((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ يَأْكُلُهَا))

[ متفق عليه عن أَنَس بْن مَالِكٍ ]

وثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه يَقُولُ:

((إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ))

[ متفق عليه عن أَنَس بْن مَالِكٍ ]

وعَنْ أَبِي طَالُوتَ:

((قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَأْكُلُ الْقَرْعَ وَهُوَ يَقُولُ: يَا لَكِ شَجَرَةً مَا أَحَبَّكِ إِلَيَّ لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاكِ))

[ متفق عليه عن أبي طالوت]

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يا عائشة، إذا طبختم قدراً فأكثروا فيه من الدباء، فإنها تشد القلب الحزين ))

[طبقات الشافعية الكبرى عن عائشة]

وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية الأولى:

﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ﴾

[ سورة الصافات: 146]

إن الدباء يتميز بسرعة إنباته، وتظليل ورقه، وأن ورقه لا يقربه الذباب أبداً، وجودة تغذيته. وقال ابن قيم الجوزية: بارد، رطب، ماؤه يقطع العطش، ويذهب الصداع، ملين للبطن، شديد النفع للمحمومين، من ألطف الأغذية وأسرعها هضماً. وهو غني بالسكريات - هذا كلام الأطباء المحدثين - غني بالسكريات والفيتامينات ألف وباء، وفيه حديد وكلس، وفيه عناصر فعالة كالقرعين، وفيه حوامض أمينية كالوسين، وهو غير مهيج، وهو هاضم مسكن مرطب ملين مدر للبول، يطرد سوائل الوزمات والانصبابات، مطهر للصدر، والمجاري التنفسية، مطهر للمجاري البولية، يفيد في معالجة التهاب المجاري البولية، والبواسير والإمساك وانحباس البول، ويفيد في معالجة الوهن، وعسر الهضم، والتهابات الأمعاء، ويفيد المصابين بالعلل القلبية، والأرق ومرضى السكري، ويفيد في آفات المستقيم. والقاعدة الذهبية تقول: أفضل دواء ما كان غذاءً، وأفضل غذاء ما كان دواءً.
هذه قصة اليقطين.

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين، اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير. 

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور