وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0572 - العمل عبادة1 - أضرار التدخين .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

هدف الدين جملةً وتفصيلاً الاتصال بالله و السعادة بهذا الاتصال :

 أيها الأخوة الكرام ؛ في أسبوعين ماضيين تحدثت عن موضوع النفاق، وذكرت لكم في حينه أن أحد التابعين قال : "التقيت بأربعين صحابياً، ما منهم واحداً إلا وهو يتهم نفسه بالنفاق". وقد قيل : لا يأمن النفاق إلا منافق ، ولا يخاف النفاق إلا مؤمن.. وكيف نخاف النفاق إن لم نعرف صفات المنافقين ؟ ففي خطب ثلاث ماضية تحدثت عن موضوع النفاق ، من أخصِّ خصائص المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً ، إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ، يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ، بينما الأمر الإلهي متوجه إلى المؤمنين بالذكر الكثير ، وقد قال علماء التفسير : ليس الأمر منصباً فحسب على الذكر ، بل هو منصب على الذكر الكثير قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾

[ سورة الأحزاب : 41 ]

 أيها الأخوة الكرام ؛ أريد أن أضع بين أيديكم هذه الحقيقة وهي من أخطر الحقائق ؛ الدين كله بعقيدته ، وعباداته ، وأخلاقه ، بمستحباته ، بالصلوات التي تؤدى ، بالشهر الذي يُصام ، بالحجِّ الذي يؤدى ، الدين كله جملةً وتفصيلاً يهدف إلى شيء واحد وهو أن تتصل بربك ، فتسعد باتصالك ، فإن لم تحقق هذا الهدف ما فعلت شيئاً.
 أضع بين أيديكم مثلاً يؤكد هذه الحقيقة ، التجارة بكل تفاصيلها ، بكل مراحلها ، بكل تشعباتها ، تهدف إلى شيء واحد وهو تحقيق الربح ، فإن لم يحقق التاجر الربح فكل تجارته لا معنى لها ، لا معنى لاختيار مكان ، واختيار بضاعة ، واستيراد بضاعة ، وبيع بضاعة ، وشحن بضاعة ، وقبض ثمن بضاعة ، لا معنى لتزيين مكتبه ، ولا لطبع أوراقه ، إن كل نشاطات التجارة تغدو لا قيمة لها ولا معنى لها إن لم يحقق التاجر ربحاً.
 فالهدف الأول والأخير من العمل التجاري تحقيق الربح ، قياساً على هذه الحقيقة التوضيحية الهدف الأخير من التدين ، من معرفة الله ، من معرفة منهجه ، من حضور مجالس العلم ، من تلاوة القرآن ، من التفقّه بأحكام الدين ، من الاختلاط بالمؤمنين ، الهدف الأول أن تصل إلى الله ، وأن تتصل به ، وأن تسعد بقربه في الدنيا والآخرة ، لذلك يُعد هدف المؤمن الأول أن كل شيء يبعده عن الله يبتعد عنه ، وأن كل شيء يقربه من الله يفعله.
 في الكون حقيقة واحدة هي الله ، أي شيء يقربك من الله ينبغي أن تفعله ، وأي شيء يبعدك عن الله ينبغي ألا تفعله.

 

انقلاب المباحات بالنوايا الطيبة إلى عبادات :

 أيها الأخوة الكرام ؛ فكرة دقيقة جداً : نحن جميعاً ننطلق صباحاً إلى أعمالنا ، هذا إلى دكانه ، وهذا إلى عيادته ، وهذا إلى مكتبه ، وهذا إلى معمله ، وهذا إلى حقله ، هل في هذا شك ؟ ما منا واحد إلى وله عمل ينطلق إليه ، وهذا العمل ربما استحوذ على أكثر أوقاتنا ، وعلى جلِّ اهتمامنا ، وعلى معظم طاقاتنا ، فهل يُعقل أن يضيع من الإنسان جلُّ عمره ، وزبدة وقته ، ومعظم اهتمامه ، وكل طاقاته ، ثم لا يستفيد من هذا النشاط ؟.. هل يُعقل أن نضيع هذه الأوقات ، وتلك الاهتمامات ، وتلك الطاقات من أجل أن نأكل ونشرب ؟ من أجل أن نسكن ونلبس وانتهى كل شيء؟..هل نعيش لنأكل أم نأكل لنعيش أم نعيش لمعرفة الله ؟ هناك من يعيش ليأكل ، هذه أدنى مرتبة ، وهناك من يأكل ليعيش ، وهناك من يعيش لهدف كبير ، إنه المؤمن.
 أيها الأخوة الكرام ؛ ما قولكم أن النبي عليه الصلاة والسلام ، النبي المعصوم ، نبي الرحمة ، نبي هذه الأمة ، هذا النبي الكريم جعل من العمل عبادة ، عملك الذي ترتزق منه إذا كان وفق الأصول ، وفق منهج الله ، مشروعاً في الأصل ، سلكت به الطرق المشروعة ، ابتغيت به خدمة نفسك وكفايتها ، ابتغيت به العمل الصالح ، ابتغيت به خدمة المسلمين ، ونصحهم ، والتخفيف عنهم ، وحلَّ مشكلاتهم ، ابتغيت به صلاح الأمر ، ولم يمنعك عن طلب علم ، ولا عن فريضة ، ولا عن عمل صالح ، انقلب هذا العمل إلى عبادة ، فالأعمال بالنيات ، والمباحات تنقلب بالنوايا الطيبة إلى عبادات.
 أيها الأخوة الكرام ؛ النبي عليه الصلاة والسلام جعل من العمل عبادة ، وجعل العمل مجالاً للذكر والدعاء ، فقد علمنا عليه الصلاة والسلام قبل أن نخرج إلى أعمالنا أن ندعو بهذا الدعاء ، وأؤكد طوال هذه الخطبة أنه ليس المقصود أن تخرج هذه الكلمات من فمك ، كل إنسان يستطيع أن يطلق هذه الكلمات ، المقصود أن تعيش حالاً يؤكد هذه الكلمات ، علمنا النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نخرج إلى أعمالنا أن نقول : " اللهم إني أعوذ بك من أن أزل -زلَّ بالزاي : بمعنى زلق ، وزلَّ بمعنى انحرف ، وزلَّ بمعنى أخطأ ، واستزله استدرجه ، وأزله بالزاي حمله على ارتكاب الخطأ- اللهم إني أعوذ بك من أن أزل أو أُزل- من أن أُخطئ ، أو أن أُدفع إلى الخطأ ، من أن تزل قدمي في معصية ، ومن أن أُدفع إلى معصية- أو أضل أو أُضل- أبتعد عن جادة الصواب ، أن أرى الحق باطلاً ، والباطل حقاً..
 كان عليه الصلاة والسلام يعوذ بالله من أن يَزل أو يُزل ، أو يضل أو يُضل-
 أو أظلم أو أُظلم- لأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، إنك إن ظُلمت فهذا سذاجة منك "
 وسيدنا عمر رضي الله عنه يقول : "لست بالخب ، ولا الخب يخدعني".
 أما إذا ظلمت ، فالظلم ظلمات يوم القيامة..

((واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب..))

[متفق عليه عن معاذ بن جبل]

من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله :

(( اللهم إني أعوذ بك أن أزلَّ أو أُزلَّ ، أو أضلَّ أو أُضلَّ ، أو أظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ))

[الكافي في فقه ابن حنبل عن أم سلمة]

 ما قولكم أن الإنسان إذا انطلق إلى عمله ، إلى معمله ، إلى دكانه ، إلى وظيفته ، إلى حقله ، إلى مكان عمله ، قبل أن ينطلق إلى مكان عمله أن يدعو بهذا الدعاء ، وليس القصد أن يتلفظ به بلسانه ، ولكن القصد أن يعيشه ، أن تشعر أنك مُفتقر إلى الله ، أن تشعر أنك لا تعلم والله يعلم ، أن تشعر أنك فقير والله هو الغني ، أن تشعر أنك إذا كنت مع الله كان الله معك ، وإذا كان معك من يكون عليك ؟ وإذا كان الله عليك فمن يكون معك ؟..
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذا نوع من أنواع العبادة ، وأنت في عملك ، قبل أن تقدم على عمل مهني ، قبل أن تقدم على عمل متعلق بحرفتك ، باختصاصك :

(( اللهم إني أعوذ بك أن أزلَّ أو أُزلَّ ، أو أضلَّ أو أُضلَّ ، أو أظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ))

[الكافي في فقه ابن حنبل عن أم سلمة]

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( مَنْ قَالَ يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ : بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، يُقَالُ لَهُ : كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ))

[ الترمذي عن أنس بن مالك]

 إذا أردت أن تكون أقوى الناس قاطبة فتوكل على الله ، يقَالُ لَهُ : هديت :

(( كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ))

[ الترمذي عن أنس بن مالك]

العمل عبادة :

 أيها الأخوة ؛ محور الخطبة ، العمل عبادة ، كيف تجعل عملك اليومي ، وحرفتك اليومية ، واختصاصك اليومي الذي ترتزق منه عبادة كأية عبادة ؟ إذا انطلقت إلى عملك فدعوت بهذا الدعاء ، ومع هذا الدعاء قلب حاضر ، مع هذا الدعاء حال يؤكد هذا الدعاء..
 أيها الأخوة الكرام ؛ إن مخالطة الناس تعرض المرء لمشكلات كثيرة ، وقد يتولد من الاحتكاك بهم شرٌّ مستطير ، هذه طبيعة الحياة ، إذا انطلقت إلى عملك واحتككت بالناس ، وخالطتهم ، لعل هناك شراًّ مستطيراً ، ولعل هناك مشكلات كثيرة ، واليقظة العقلية وحدها مهما تكن حادةً لا تكفي وحدها ، ولا تغني وحدها عن حماية الله عز وجل ، لذلك المؤمن حينما ينطلق إلى عمله يتوكل على الله فهو إذاً أقوى الأقوياء ، يستمد العون من الله ، يستلهم الرشد من الله ، يحتمي بالله من كل صفقة خاسرة ، أو يمين فاجرة ، يحتمي بالله من أن يزل أو يُزل ، أو يضل أو يُضل ، أو يظلم أو يظلم ، أو يجهل أو يُجهل عليه.. فإذا توكلت على الله هديت وكفيت ووقيت ، هذه فكرة أولى في الخطبة..

الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله :

 أما الثانية أيها الأخوة فالمؤمن حينما يأخذ بالأسباب وهو مأمور بذلك يتعرض لمنزلق خطير وهو أن يعتمد عليها ، ويركن إليها ، وينسى ربه ، لذلك يقع في الشرك ، وقد يكون من تأديب الله له إحباط علمه ، قد يكون من تأديب الله للإنسان الذي أخذ بالأسباب ، وهو مأمور أن يأخذ بها لكنه انزلق واعتمد عليها ، وظنها كل شيء ، فوقع في الشرك ، ولعل من مقتضيات هذا الشرك الخفي أن يؤدبه الله ، ولعل من أساليب تأديبه له أن يُحبط علمه ، وأن يخيب ظنه بما وضع به ثقته.
 حالة ثانية : والإنسان حينما لا يأخذ بالأسباب وهو منهي عن ذلك يتعرض لمنزلق خطير آخر ، وهو المعصية ، لأن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سبباً ، فليتبع المؤمن السبب.
 قال عليه الصلاة والسلام وقد علمنا أن نعبر عن هذه الحقيقة : يجب أن نأخذ بالأسباب وأن نعتمد على الله ، يجب أن نأخذ بالأسباب ونحن مأمورون بذلك ، ويجب ألا نعتمد عليها ونحن منهيون عن ذلك.
 أيها الأخوة الكرام ؛ علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الدعاء :

(( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت إذا شئت تجعل الحزن سهلاً سهلاً ))

[ابن حبان عن أنس بن مالك ]

 لذلك وقائع الحياة حافلة بأناس أذكياء ، تراكمت خبراتهم إلى درجة مذهلة ، وقد ارتكبوا حماقات لا توصف ، سُلبت منهم خبراتهم ، أخذت منهم عقولهم ووقعوا في شرِّ أعمالهم؛ لأنهم اعتمدوا على قدراتهم ، ونسوا أنه لا سهل إلا ما جعله الله سهلاً ، هذه حقيقة ، لذلك :

(( لا ينفع حذر من قدر ، ولكن ينفع الدعاء مما نزل ومما لم ينزل ))

[ الحاكم عن عائشة]

 إذا أراد ربك إنفاذ أمرٍ أخذ من كل ذي لبّ لبه ، ولا أدل على ذلك أن الحذر يؤتى من مأمنه ، وهناك آلاف القصص..
 الحقيقة الثانية في جعل العمل عبادة ألا تستسهل شيئاً إلا بمعونة الله ، وألا تستصعب شيئاً إذا كان الله معك ، أما أن تعزو إلى قدراتك الذاتية الشيء الكثير ، فهذا شرك خفي.. كيف ينقلب العمل إلى عبادة ؟ كيف تبقى في عملك ساعات طوال وأنت في عبادة ؟ وأنت في صلاة ؟ وأنت في إقبال على الله ؟ وأنت في ذكر ودعاء ؟ هذا من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.

 

الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين :

 والحقيقة الثالثة أنه حينما تقتضي حكمة الله المطلقة أن يحول الله بين العبد وبين ما يريد ، أحياناً تشعر أن الأقدار تقف أمامك هكذا ، لا سبيل إلى تحقيق مرادك ، شيء فوق طاقتك ، يحول بينك وبين ما تريد ، هذا هو القدر ، حينما تقتضي حكمة الله عز وجل أن يحول بين العبد وبين ما يريد ، لأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، حينما تقتضي حكمة الله عز و جل أن يحول بينك وبين ما تريد ، فاقرأ قوله تعالى :

﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

[سورة البقرة : 216]

 آلاف القصص توضح هذه الحقيقة.
 أيها الأخوة الكرام ؛ العارفون بالله قالوا هذه الحقائق ، قال ابن عطاء الله السكندري: " ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ، ربما كان المنع عين العطاء ، ربما كان العطاء عين المنع.."

﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

[سورة البقرة : 216]

 لكن أيها الأخوة الكرام ؛ ينبغي أن نعلم علم اليقين أن الشر المطلق لا وجود له في الكون ، لأن الشر المطلق يتناقض مع وجود الله ، لكن الله جلّ جلاله يوظف الشرَّ الذي تنطوي عليه النفوس البعيدة عن الله ، هذا الشرُّ يوظفه في الخير المطلق ، لذلك سمى العلماء هذا الشر الموظف للخير المطلق بالنعم الباطنة.
 حينما تتعسر الأمور ، وتظهر العقبات ، ويحول الله بين الإنسان وأهدافه ، تجد المؤمن مطمئناً لقضاء الله وقدره ، راضياً عن الله ، مستسلماً لمشيئته ، فالإيمان بالقدر يذهب الهمّ والحزن ، لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه..

كن عن همومك معرضاً  وكل الأمور إلى القضـــا
و أبشر بخير عاجـــــــــــل  تنسى به ما قد مضـــــى
فلرب أمــــــــــر مسخــــــــط  لك في عواقبــــــــه رضـــــا
ولربما ضاق المضيــــق  و لربمـــــا ضاق الفضــــا
الله يفعل ما يشــــــــــــــــاء  فلا تكــــــــــــــن معترضـــــــا
الله عوضك الجميـــــــــــــل  فقس على ما قد مضــى
***

 لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة أن ندعو ونقول : " ما يمنع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول إذا خرج من بيته : بسم الله على نفسي ومالي وديني ، اللهم رضني بقضائك ، وبارك لي في قدرك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ".
 أيها الأخوة الكرام ؛ يُروى أن أحدهم يطوف حول الكعبة ويقول : يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ فقال له أحدهم وقد سمع دعاءه : يا هذا هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك؟ فالتفت نحوه وقال : يرحمك الله من أنت ؟ قال : أنا محمد بن إدريس الإمام الشافعي ، قال : كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟ فقال الإمام الشافعي : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله ، وهذا مقياس ، يقول الإمام علي كرم الله وجهه :" الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين.. " هذه الحقيقة الثالثة .

 

كراهية تحول الخيبة إلى عجز :

 أما الحقيقة الرابعة فالنبي عليه الصلاة والسلام يكره أشدّ الكراهية أن تتحول الخيبة إلى عجز ، والإخفاق إلى همود ، قال تعالى :

﴿وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾

[سورة آل عمران : 146]

 بل إن النبي عليه الصلاة والسلام بفطرته العالية لا يرضى أن يكون ذكر الله شعاراً لهزيمة نفسية لا تليق بالمؤمن.

(( عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))

[أبو داود عن عوف بن مالك]

 بالكيس ، بالعقل والعزم والمثابرة.. هذه كلمة حق أريد بها باطل ، لذلك تُعد بعض المصائب جزاء التقصير ، يُعد بعض أنواع الفقر فقر الكسل لا فقر القدر ، فقر القدر مقبول ، لكن فقر الكسل غير مقبول ، بعض المصائب ليست كما يتوهم الناس قضاءً وقدراً بقدر ما هي عقاب على التقصير ، وجزاء على الإهمال.
 أيها الأخوة الكرام ؛ أكثر الناس يهربون من واقعهم المرِّ بأن يعزو أخطاءهم إلى القضاء والقدر ، سيدنا عمر سيق إليه شارب للخمر ، فقال : أقيموا عليه الحد ، فقال : والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليّ ذلك ، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرةً لأنه شرب الخمر ، ومرةً لأنه افترى على الله ، قال : ويحك يا هذا ، إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، هذه آية قرآنية لها موطن آخر ، قال تعالى :

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾

[سورة آل عمران : 173]

 فشتان بين حسبي الله ونعم الوكيل الذي قالها المقضي عليه هروباً من المسؤولية ، وبين الذين قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، الأولى انهزامية ، لكن الثانية استمدوا بها العون من الله عز وجل فانتصروا على عدوهم.
 أيها الأخوة الكرام ؛ انسجاماً مع هذه الحقيقة ، يقول سيدنا عمر : " لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ، ثم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة."

 

التّوكل و التّواكل :

 أيها الأخوة الكرام ؛ والحقيقة الخامسة في هذه الخطبة أن الحياة المعاصرة بطابعها المادي لا تشكو من متواكلين لا يعملون بقدر ما تشكو ممن يعمل ولا يتوكل ، إنهم يعتمدون على الأسباب ، ويؤلهون الأسباب ، الناس يخرجون من بيوتهم وهم يتلهفون على صيد ثمين ، ينقضون عليه ، إنهم يأكلون ولا يشبعون ، يشربون ولا يرتوون ، يجمعون ولا ينفقون ، فذرهم يخوضوا ويلعبوا ، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون..
 لكن المؤمن الصادق ، المتحقق من إيمانه ، المخلص لربه ، هذا المؤمن الصادق يستعصي على هذا المنحدر ، ويرجع إلى خصائصه العليا ، يستبين له الحق ، يتجه إلى ربه وسط ركام من ضباب الأهواء ، لذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ))

[ الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد وفيه أزهر بن سنان وهو قال عنه ابن حبان منكر الرواية ]

 أيها الأخوة الكرام ؛ لا يتبادر إلى أذهانك أن هذه الكلمات إذا قالها الإنسان بلسانه حقق المطلوب ، القصد أن يكون حالك مؤكداً لهذه الكلمات ، أن تكون في مستوى هذه الكلمات، أن تعيش هذه المعاني ، أن تكون موصولاً بالله عز وجل .
 أيها الأخوة الكرام ؛ لقد أكّد الأئمة الكبار أن الأجور الكبيرة لا توضع بإزاء الأعمال الصغيرة ، ولا الهمم الصغيرة ، الأجور الكبيرة تحتاج إلى أعمال جليلة .

المنهج الإلهي منهج كامل يغطي كل شؤون الحياة :

 أيها الأخوة الكرام لهذا الموضوع تتمة في الأسبوع القادم إن شاء الله ، هذا الوقت الطويل ، وهذا الاهتمام البالغ ، وهذه القدرات الكثيرة التي نمضيها في أعمالنا من أجل أن نأكل فقط ؟.. من أجل أن نعيش ؟ كيف تنقلب أعمالنا إلى عبادة ؟ وكيف نرقى بأعمالنا كما نرقى بصلواتنا ؟ كيف نرقى بأعمالنا وتُعد زاداً لنا في الآخرة ؟ كل واحد منكم يستطيع أن يجعل من حرفته عبادة ، أن يجعل من بيته عبادة ، لأن المنهج الإلهي كامل ، إن المنهج الإلهي يغطي كل شؤون الحياة ، ويصل إلى أعمق ما في الإنسان ، يتغلغل في كيانه كله ، فالله سبحانه وتعالى يقول :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات : 56]

 عبادة الله عز وجل هي علة وجودنا ، أن تتعرف إليه ، وأن تطيعه ، وأن تسعد بقربه ، جانب معرفي ، وجانب سلوكي ، وجانب جمالي..
 أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني..

* * *

الخطبة الثانية :

 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضرار التدخين :

 أيها الأخوة الكرام ؛ في مناسبة اليوم العالمين لمكافحة التدخين ، ورد في إحدى المحاضرات التي ألقيت في هذا اليوم في دمشق ، أن التدخين يتسبب في الإصابة بمرض السرطان ، بدءاً من سرطان الشفاه إلى الحنجرة ، إلى اللسان ، إلى سقف الحلق ، إلى الحويصلات الرئوية ، ثم يضخ القلب الدم ليتوزع العامل الممرض في كل أنحاء الجسم ، يؤكد بعض العلماء أن احتراق الدخينة ترافق حرارة الجزء المحترق منها إلى خمسمئة درجة ، وهذا يفرز أربعة آلاف مادة ضاره بالإنسان ، تتأتى من احتراق التبغ ، وإن شركات التدخين تحرص على تقليل مادة القطران والنيكوتين ولا تحرص على هذه المواد السامة الأخرى ، بل إن بعض الإحصاءات تؤكد أن ثلاثة ملايين إنسان يموت سنوياً بسبب التدخين ، وأن الأمهات المدخنات يطرحن الجنين في أشهره الثلاثة الأولى ، وأن الأطفال الذين يولدون وأمهاتهم يدخنون يأتون ناقصي الوزن ، مع مجموعة تشوهات في الجملة العصبية المركزية ، وأن الرئة تحتاج إلى خمسمئة سنتمر مكعب من الهواء ، كي يتم التبادل الغازي الصحيح ، بينما رئة المدخن غير قادرة على استيعاب هذا القدر من الأكسجين.
 أيها الأخوة الكرام ؛ أخ كريم أعطاني كلمة عن التدخين ، يقول هذا الأخ في ورقة أعطاني إياها : إن التدخين يسرِّع في تصلب شرايين القلب الإكليلية ، مما يؤدي إلى حدوث نقص في التروية القلبية والاحتشاء ، كما أن التدخين يضعف من عمل الأدوية المستعملة في معالجة نقص التروية ، ويزيد التدخين من الأضرار الصحية الناجمة عن ارتفاع التوتر الشرياني، ويزيد من الجلطة الدماغية والفوالج ، ويزيد التدخين من تصلب الشرايين المحيطة بالأطراف ، وبخاصة عند المصابين بالسكر ، وفي توسع الشريان الأبهري ، أي يُصاب المدخن بمرض أم الدم الأبهرية ، وإن التدخين من الأسباب الهامة لأمراض الرئتين ، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي ، انتفاخ الرئة ، التهاب القصبات المزمن ، القلب الرئوي ، سرطان الحنجرة والقصبات ، والتهاب البلعوم المزمن ، وسرطانات المريء والمثانة ، والقرحة الهضمية ، واصفرار الأسنان.
 أخ كريم من الأطباء اللامعين غيور على مصلحة المؤمنين المسلمين ، هذه حقائق ينبغي أن نضعها بين أيدينا ، لكن الشيء الخطير هو أن الدخان الذي يصل إلينا من أسوأ أنواع الدخان ، هذه الدول الكبرى تصدر أنواع الدخان الرديئة لدول حوض المتوسط ، قال بعض العلماء المحققين : إن علبة واحدة من الدخان الذي يُصدر إلينا يساوي خمس علب من الدخان الذي يستخدمونه هم ، من حيث الضرر والأذى.
 فيا أيها الأخوة المؤمنون ، إلى متى نكون عبيد عادات سيئة ؟ إلى متى نعطل عقولنا ؟ إلى متى نخرب أجهزتنا ؟ إلى متى نهلك أنفسنا ؟ إلى متى نشتري السم الزعاف بأموالنا؟ إلى متى نضعف أجسامنا ؟ والإنسان رأسماله صحته.

ارتفاع نسب التدخين في دول حوض المتوسط :

 أيها الأخوة الكرام ؛ والله لا تكفي خطبة ، ولا خطب كثيرة للحديث عن مضار التدخين ، لابد من أن يرتدع الإنسان ، لابد من أن يحكم عقله ، لابد من أن يتحرك في الوقت المناسب قبل أن يأتي وقت وقد فات الأوان.
 يا أيها الأخوة الكرام ؛ الله جل جلاله قال :

﴿وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ﴾

[سورة الأعراف : 157]

 فهل بعد هذه الأضرار من خبث ؟.. هل هناك أشدّ خبثاً من هذه الأمراض ؟..

﴿وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ﴾

[سورة الأعراف : 157]

 إن الدول المتقدمة بمقياس العصر هبطت فيها نسب التدخين بنسبة عالية ، هذه النسبة التي هبطت بفضل الوعي ، ونشر الثقافة الصحية ، لكن الشيء المحير أن نسب المدخنين ارتفعت في دول حوض المتوسط بسبب الجهل ، وبسبب الانغماس في الملذات.
 أيها الأخوة الكرام ؛ لا يليق بالمؤمن أن يدخن ؛ لأن صحته ليست ملكه ، صحته ملك المسلمين ، صحته ملك أسرته ، صحته ملك دعوته ، صحته ملك رسالته ، لا يحق للمؤمن أن يضحي بصحته ، والضرر محقق ، أطباء كرام كثيرون أكدوا لي أن تسعين بالمئة ممن يصابون بأمراض القلب هم المدخنون.
يا أيها الأخوة الكرام ؛

إلى متى أنت باللذات مشغول  وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
***

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك ونتوب إليك ، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، ودنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين ، اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً ، وسائر بلاد المسلمين ، اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الفقر إلا إليك ، ومن الذل إلا لك ، نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء ، اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب ، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب ، اللهم صن وجوهنا باليسار ، ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء ، اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين ، اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير .

تحميل النص

إخفاء الصور