وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 2 - سورة الأحزاب - تفسير الآية 21 معرفة سيرة رسول الله فرض على كل مسلم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيُّها الإخوة الكرام، الآية الواحدة والعشرون من سورة الأحزاب وهي قوله تعالى:

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

[سورة الأحزاب]

 في الحقيقة هذه الآية أصل في فرضية معرفة سيرة رسول الله، لماذا ينبغي أن تقرأ سيرة رسول الله أو أن تستمع إليها أو أن تحضر مجلس علم موضوعُه سيرةُ النبي ؟ لأن ذلك فرض، و القاعدة الأصولية تقول: ما لا يتمُّ الواجب إلاَّ به فهو واجب " فالوضوء فرض لأنَّه لا تتمُّ الصلاة إلاَّ به، كيف سيكون النبي عليه الصلاة والسلام أُسوةً لك إن لم تعرف سيرته ؟ كيف يكون أُسوةً حسنةً في معاملتك لزوجتك و لأولادك ولجيرانك و لزبائنك و لمن حولك و لمن فوقك ولمن تحتك ؟ كيف تتأسَّى برسول الله إن لم تعرف ماذا فعل ؟ كيف كان صبرُه و كيف كان حِلمُه و رحمتُه و شجاعته و تواضعه، فلن تستطيع أن يكون لك النبيُّ أُسوةً حسنةً إلاَّ إذا عرفتَ كيف فعل في بيته ومع أصحابه، فهذه الآية أيُّها الإخوة أصلٌ في فرضية معرفة سيرة رسول الله، وفيها لفتةٌ لطيفة، قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ﴾

 

[سورة الأحزاب]

 ليس لكلِّ الناس و لا لعامة الناس ولا للدَّهماء، ولكن قال تعالى:

 

﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

 

[سورة الأحزاب]

 الحقيقة أنَّه لا يُوجد واحدٌ على وجه الأرض إلاَّ و له أُسوةٌ حسنة، أهل المال يقولون: فلان حجم ماله مُخيف، و أهل الدنيا يُعظِّمون أهل الدنيا، وأهل العلم يعظِّمون أهل العلم، و أهل السياسة يعظمون أهل السياسة، فكلُّ إنسان له في حياته شخصٌ كبير يُعظِّمه ؛ شاء أم أبَى أحَبَّ أم كرِه، فمَن هو هذا الكبير في نظرك ؟ أهلُ المال يعظِّمون التجار الكبار، أصحاب الدرجات العلمية يعظِّمون الأعلى منهم والجرَّاح الناشئ يقول: فلان أعظم جرَّاح في القطر، فالإنسان شاء أم أبَى، أحبَّ أم كره يعظَّم شخصا كبيرا في حياته وهو لا يشعر ولا يدري، وهذا الشخص الكبير مُستنبَطٌ مِن معرفة الإنسان، فالمؤمن الصادق الشخص الكبير الذي ينظر إليه هو رسول الله عليه الصلاة والسلام قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾

 

[سورة الأحزاب]

 كيف كان في بيته و مع زوجاته كيف كان إذا دخل بيته بسَّامًا ضحَّاكًا كيف كان يقول: أكرموا النساء فواللهِ ما أكرمهنَّ إلاَّ كريم ولا أهانهنَّ إلاَّ لئيم، كيف أنَّه غضب غضبًا شديدا من خادم و كان بيده سواك فقال له: لولا خوف الله لأوجعتُك بهذا السواك، ما هذه الرحمة؟! و كيف كان يقول عليَّ جمعُ الحطب؟ و كان يقول:ما أنتما بأقوى منِّي على السير ولا أنا بأغنَى منكما عن الأجر ! كيف وقد كانوا يقولون كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا.

 

(( إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ ))

 

[ رواه أحمد ]

 كيف أنَّ السيدة عائشة زوجته وهو أكبر شخص في العالم أصابتْها الغِيرة فكسرت طبق الطعام عمدًا جاءها من صفيَّة، فقال عليه الصلاة والسلام:" غضبتْ أمُّكم غضبتْ أُمُّكم ! فانظر إلى الواقعية والحلم وأنت لن تفلح إلا إذا كان النبي أسوةً لك،
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

((كُنَّا نَقْعُدُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا قَامَ قُمْنَا فَقَامَ يَوْمًا وَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّى لَمَّا بَلَغَ وَسَطَ الْمَسْجِدِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ مِنْ وَرَائِهِ وَكَانَ رِدَاؤُهُ خَشِنًا فَحَمَّرَ رَقَبَتَهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ احْمِلْ لِي عَلَى بَعِيرَيَّ هَذَيْنِ فَإِنَّكَ لَا تَحْمِلُ مِنْ مَالِكَ وَلَا مِنْ مَالِ أَبِيكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَا أَحْمِلُ لَكَ حَتَّى تُقِيدَنِي مِمَّا جَبَذْتَ بِرَقَبَتِي فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَا وَاللَّهِ لَا أُقِيدُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا وَاللَّهِ لَا أُقِيدُكَ فَلَمَّا سَمِعْنَا قَوْلَ الْأَعْرَابِيِّ أَقْبَلْنَا إِلَيْهِ سِرَاعًا فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَزَمْتُ عَلَى مَنْ سَمِعَ كَلَامِي أَنْ لَا يَبْرَحَ مَقَامَهُ حَتَّى آذَنَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ يَا فُلَانُ احْمِلْ لَهُ عَلَى بَعِيرٍ شَعِيرًا وَعَلَى بَعِيرٍ تَمْرًا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرِفُوا ))

[رواه النسائي]

 فماذا لو حدث مثلُ هذا لواحد منَّا فنحن لن نفلح إلاَّ إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أُسوةً لنا وأكبر شاهد أنَّ رجلاً ارتكب معه ما يُسمَّى اليوم بالخيانة العُظمى عن عَلِيٍّ رَضِي اللَّه عَنْه يَقُولُ:

 

(( بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا أَخْرِجِي الْكِتَابَ فَقَالَتْ مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَاطِبُ مَا هَذَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ صَدَقَكُمْ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ))

 

[رواه البخاري]

 فأنهضه من كَبوته ومنع أصحابه مِن أن ينالوا منه، ولِيُشعره أنَّه واثق به كلَّفه بمهمة سياسية فكان مندوبَه إلى أحد الملوك، هذه هي أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام.
 و الآية الكريمة:

 

﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(33)﴾

 

[سورة الأنفال]

 المعنى الأول لها بديهي، أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يعذَِب أُّمَّة محمَّد ما دام النبي بين ظهرانيهم، ولكنَّ المعنى الأعمق بعد موت النبي أنَّ الله ما كان ليعذِّب أُمَّة النبي إذا كانت سنَّتُه مطبَّقةً في حياتهم، فإذا كان بيعُنا وشِراؤنا وِفْق السنَّة، وبُيوتنا إسْلامِيَّة، ولَهْوُنا إسْلامي وإذا كانت نشاطاتُنا واحْتِفالاتنا إسلامِيَّة وبعيدة عن الاخْتِلاط والأماكن العامَّة فما كان الله لِيُعَذِّبنا، قال تعالى:

 

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا(147)﴾

 

[سورة النساء]

 أيها الإخوة، هذه الآية أصْل في فَرْضِيَّة مَعْرفة سنَّة رسول الله، وهناك دليل أقْوى ؛ يقول الله عز وجل:

 

﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(120)﴾

 

[سورة هود]

 قَلْبُ النبي وهو سيِّد الخلق وحبيب الحق يزداد ثبوتًا عندما يستمع قصَّة إلى نبيٍّ دونه، فكيف بمؤمن في آخر الزمان يصغي إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، والنبي نفسه الذي هو سيِّد الخلق وحبيب الحق يثبت قلبُه بالإيمان إذا قص عليه الله قصَّة نبيٍّ دونه، قال تعالى مخاطبًا نبيَّه:

 

﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ(35)﴾

 

[ سورة الأحقاف ]

 وأحيانا الواحد تكون له زوجة نقية طاهرة، لسبب أو لآخر و لخطأ غير مقصود تكلَّم الناس عنها و لولا أنَّ السيدة عائشة تكلَّم الناس عنها و برَّأها الله عز وجل لَتَألَّم هذا المؤمن ألمًا شديدا، لكنْ له في حديث الإفك أسوة حسنة، و لماذا جعل الله لبعض الأنبياء زوجة كافرة , و لنبيٍّ والدًا كافرا و لنبيٍّ آخر ابنه كافرا، لماذا الأمر هكذا ؟ سيدنا إبراهيم أبوه كافر وسيدنا نوح ابنه كافر، آسية امرأة فرعون زوجها كافر و سيدنا لوط زوجته كافرة لماذا؟ لأنَّ الله جعل الأنبياء مُثُلاً عليا، فالذي له ابنٌ مُزعِج فله في سيدنا نوح أُسوة، والذي له أبٌ مزعج فله في سيدنا إبراهيم أسوة حسنة والذي له زوجة مزعجة فله في سيدنا لوط أسوة حسنة، وكلُّ الذي تكلم الناس في زوجته البريئة فله في سيدتنا عائشة أسوة حسنة وهي زوجة رسول الله و لم تنجُ من كلام الناس، فأنت حينما تقرأ سيرة رسول الله و تقرأ قصص الأنبياء، ترى أنَّك مغطَّى في كلِّ حياتك، إذاً كما قال تعالى:

 

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 هناك نقطة دقيقة، أنت ماذا ترجو ؟ فكلُّ إنسان يرجو شيئًا شاء ذلك أم أبى، فهذا يرجو الدنيا، وهذا يرجو المال وهذا يرجو النساء، وهذا يرجو العُلُوَّ في الأرض، قال تعالى:

 

﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 علامة أنَّه يرجو الله هي قوله:

 

﴿وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)﴾

 

[ سورة الأحزاب ]

 أمَّا المنافق فيذكر الله ولكنْ قليلا، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا(145)﴾

 

[ سورة النساء ]

 *أمَّا المؤمن فيذكر الله كثيرا، والمعنى ؛ أنَّ النبي الكريم قدوة بأخلاقه وأفعاله لِمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا. فهذه الآية أصل في معرفة سيرة رسول الله، فالذي له إمكانية اقتناء كتاب سيرة له ولأولاده فليفعلْ، و النبي أمرنا بالنص الصريح أن نربِّيَ أولادنا على حُبِّ ر سول الله، و ماذا تظنُّون ؟ الأب مكلَّف بأمر رسول الله أن يربيَ أولاده على حبِّ رسول الله، ولذلك يجب أن تقرأ سيرة رسول الله مع أبنائك، وتقول: يا بُنيَ هكذا فعل رسول الله مع أصحابه وهكذا كان يُؤثرهم على نفسه، و هكذا كان متواضعا معهم، وهكذا كان رحيما بهم فإذا أردتَ أن تنفِّذ وصيَّة رسول الله في تربية أولادك يجب أن تقرأ لهم سيرته حتَّى يحبُّوه، أما الشباب الآن فيقولون ما رادونا يتعلَّقون بِلاَعِبِي الكرة وهم عندهم شذوذ جنسي و مخدِّرات و غير ذلك، فعار على الشاب المسلم أن يكون قدوتُه واحدًا من المنحرفين الغارقين في الجنس والمخدِّرات، وهذا من تقصير والده، لأنَّ والده ما علَّمه السيرة فهو يستقي أخبار الرياضيين و يعظمهم، أمَّا لو كان أبوه حريصًا عليه لعلَّمه سيرة رسول الله، لجعل أصحاب النبي هم القدوة في نظره.

 

تحميل النص

إخفاء الصور