وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 1 - سورة السجدة - تفسير الآية 13 حسنُ الظنِّ بالله ثمنُ الجنَّة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، في القرآن الكريم آيات محكمات قطعية الدِّلالة لا يختلف فيها اثنان و لا تحتاج إلى تفسير، لا تحتاج لا إلى زمخشري و لا إلى قرطبي و لا إلى جلالين، بلسان عربيٍّ مبين، قطعيةُ الثبوت واضحة الدلالة، سأُطَمئِنكم أنَّ كلَّ آيات التكاليف ؛ افعَلْ و لا تفعلْ واضحة الدلالة و قطعية الدلالة لا لُبسَ فيها، قال تعالى:

﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ(52)﴾

[ سورة يوسف ]

 وقال تعالى:

 

﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا(103)﴾

 

[ سورة النساء ]

 قال تعالى:

 

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30)﴾

 لو تتبَّعتَ آيات القرآن الكريم التي تتعلَّق بالأمر والنهي ؛ أي بالتكليف -والإنسان أيُّها الإخوة لا يُحاسب حينما يلقى الله إلاَّ على التكليف ولو سُئِل الإنسان كم نجوم السماء وقال: لا أدري، هل يدخل النار؟ أبدًا حتَّى لو توهَّم أنَّ الشمس هي التي تدور حول الأرض ؛ بحَسَب عينه التي في رأسه، هل يُحاسَب على هذا التوهُّم ؟ لا، لكنْ يُحاسَب إذا كذب، أو أكل مالاً حرامًا - فالأصل هو التكليف، و آيات التكليف واضحة لا لبس فيها، ولكنْ لحكمة َبالغة ورد في القرآن الكريم آياتٌ متشابهات، قال تعالى:

 

 

﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(7)﴾

 

[سورة آل عمران]

 بعضهم وقف عند كلمة " الله "، وبعضهم وقف عند كلمة "والراسخون في العلم " و الفصل بين هذين الرأيين، هو أنَّ الآيات المتعلِّقة بذات الله لا يعلم تأويلها إلاَّ الله، والآيات المتعلَّقة بدينه يعلم تأويلَها اللُه و الراسخون في العلم، لذلك نهانا النبي عليه الصلاة والسلام أن نخوض في ذات الله وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا ذُكر القدرُ فأمسِكوا" إذًا لا يعلم تأويل الآيات المتعلِّقة بذات الله إلاَّ الله، مثلاً: قال تعالى:

 

﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(22)﴾

 

[سورة الفجر]

 أين ؟ وكيف يأتي؟ صار هناك مكان وحركة وانتقال مِن مكان إلى مكان، هذه الآية مُتعلِّقة بذات الله
 السَّلف الصالح على أربعة اتِّجاهات ؛ اتِّجاهان سليمان واتِّجاهان فاسِدان الأوَّل أن تَكِلَ تفْسير هذه الآية إلى الله تعالى وترْتاح، كلُّها خمسة آيات:

 

﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(22)﴾

 

[ سورة الفجر ]

 وقوله تعالى:

 

﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾

 

[ سورة الفتح ]

 وقوله تعالى:

 

﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾

 

[ سورة الحديد ]

 هذه مِن الآيات المُتَعلِّقَة بِذات الله تعالى، فهذه تَدَعُ تأويلها إلى الله وهناك رأيٌ آخر، وهو أن تُؤوِّلَها وِفْق ما يليق بِكَمال الله جاء ربُّك أيْ جاء أمْرُهُ، إنسان ظالم يأكل أموال الناس ويظلمهم، وهو في أكْمَل القوَّة، فالله عز وجل يُرْخي له الحَبْل، ثمَّ يبْطِشُ به، فحينما يبْطِشُ به، نقول: جاء أمر الله أي جاء التَّنفيذ، أحيانًا جِهَة قوِيَّة تُمِدُّ لإنسان مَشْبوه، وتتغافل عنه مِن أجل أن تعرف كلّ حركاتِهِ، وكلّ اتِّصالاته فإذا أُدين بالجرم المَشْهود أُلْقِيَ القبْض عليه، فهذا هو معنى وجاء ربُّك ! يُمْهِل، ويمُدّ للظالِمِ مدًّا، ويسْمَحُ له أن يتحرَّك مِن أجْل أن يأخذ كلّ أبعادِهِ، وبعد أن تتَّضِحَ وِجْهتُهُ، وينتهي مِن قصْدِهِ، ويأخذ كلَّ مطالبِهِ يجيء أمْر الله فيبْطشُ به، قال تعالى:

 

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12)﴾

 

[ سورة البروج ]

 فالله عز وجل لهُ يَدُ، وهي القدْرة، وسَمع و بصر وهو العلم، أنت كلَّمتَ يعني عَلِم أي سمع , إن تحرَّكتَ رآك ؛ يعني عَلِم، وإن خطر ببالك خاطر فإنَّه يعلم ذلك، فالسمع والبصر مشتقٌّ مِن علم الله عز وجلَّ فإمَّا أن تُفوِّض وإمَّا أن تُأوِّل، مذهب السلف التفويض، ومذهب الخلف التأويل، أمَّا إذا جسَّدتَ فقلتَ مثلاً في قول النبي عليه الصلاة والسلام:
 عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ))

 

[ رواه البخاري ]

 كما أنزل أنا، أو عطَّلت هذه الآيات فقلتَ: هذه الآيات هي عين ذات الله عز وجل فقد وقعتَ في عقيدة زائغة أمَّا إذا جسَّدتَها وعددْت سمع الله وبصره ومجيئه وذاته ونفسه ووجهه، عددت هذه الآيات منفصلة عن ذات الله جسَّدتها و أشركتَ، فالإنسان إذا جسَّد أشرك وإذا عطَّل أَلْحَدَ، أمَّا إذا فوَّض ارتاح وإذا أوَّل نفَعَ، إذًا هناك آيات محكمات بيِّنات لا لُبْس فيها هي حُجَّة الله على ابن آدم وهناك آيات تحتاج إلى تأويل أو إلى تفويض، و حرام أن نجسِّد و حرام أن نعطِّل.
 في سورة السَّجدة آية متشابهة إنْ أخذتَ بظاهرها ظنَنْتَ بالله ظنَّ السوء، قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(13)﴾

 

[ سورة السجدة ]

 لو حرف امتناع لامتناع، أي امتنع أن نُؤتيَ كلَّ نفس هداها لامتناع مشيئتنا عن ذلك، يعني أنَّ الله ما شاء أن يهديَنا، مثلاً: أنشأنا سجنًا مركزيًّا ممتازًا لكنَّه فارغ، فأقمنا حاجِزًا في الطريق و كلُّ مَن نمسكه نأخذه إلى ذلك السجن، هل يُعقل هذا المعنى ؟ هل يليق هذا المعنى بذات الله؟ قال تعالى:

 

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(180)﴾

 

[ سورة الأعراف ]

 أين حسنُ الظنِّ بالله ثمنُ الجنَّة ؟ هذه آية متشابهة، هذه الآية هي التي عناها الله بقوله تعالى:

 

﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا(59)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 و قال تعالى:

 

﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(43)﴾

 

[ سورة النحل ]

 فمثلُ هذه الآيات لا ينبغي أن تفهمها على ظاهرها، وهذه الآيات أيضًا فيها امتحانُ الله لعباده، نضرب مثلاً لذلك: صحابيٌّ جليل قال: أنا أصلِّي بغير وضوء، وأنا أفِرُّ مِن رحمة الله، وأكره اليقين، وأحبُّ الفتنة، و لي في الأرض ما ليس لله في السماء صحابيٌّ قال مثل هذا الكلام أمام سيِّدنا عمر، فضجر عمر مِن هذا الكلام، قال: ماذا يقول هذا ؟! قالوا: إنَّه يصلِّي على النبيِّ بغير وضوء ويحبُّ الفتنة و قد قال تعالى:

 

﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)﴾

 

[ سورة التغابن ]

 و يفِرُّ مِن رحمة الله ؛ مِن المطر، ويكره اليقين وهو الموت، طمعًا في العمل الصالح، وله في الأرض زوجةٌ وولدٌ ما ليس لله في السماء هذا التأويل، فحينما يتعارض المنقولُ مع المعقول نُأَوِّل، فإذا قال لك رجلٌ: في بيتنا زهرةٌ تلعب، معناها في بيتنا طفلٌ جميلٌ جدًّا كالزَّهرة تلعب، فهناك قرينة مانعة لفهم المعنى الحقيقي، فإذا قال الله عز وجل:

 

﴿ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(8)﴾

 

[سورة النمل]

 هذه نار الحُبِّ، لأنَّ في اللغة مجازًا، وهذا مِن مجاز القرآن الكريم، يحتاج إلى تأويل و إلى تفسير و توضيح، هذا معنى قوله تعالى:

 

﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(43)﴾

 

[ سورة النحل ]

 و هذا معنى قوله تعالى:

 

﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا(59)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 فقوله تعالى:

 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾

 

(سورة السجدة )

 مثْلُ هذه الآية عشرات، قال تعالى:

 

﴿أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا﴾

 

[سورة الرعد]

 و قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾

 

[ سورة السجدة ]

 ولكنَّ الله لم يَشَأ، فكيف تفسِّر هذه الآيات بما يليق بكمال الله و رحمته وعفوه، العلماء قالوا: الإنسان مُخيَّر، وحينما يفعل بعض السيئات يعزوها إلى الله، على قول العامة من الناس: كلٌّ شغلُ سيِّدك ! وهذا الكلام كفر، الإنسان يقترف المعاصي ثم يقول: هكذا قدَّر الله عليّ ! فالإنسان المُخَيَّر حينما يَعْزو أعْمالهُ السيِّئة إلى الله، فالله أجابه عنه هذا قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾

 

[ سورة السجدة ]

 فلو شئْنَا أن نُجْبِرَكم على عمل قصري كما تدَّعون لما أجْبرْناكم إلا على الهدى، فالهُدَى القصْري لا يسْتفيد منه الإنسان شيئًا، مُدير جامعة لو أراد أن ينْجح كلّ طلاب الطِّب ! فهل يسْتطيع ؟! نعم يستطيع، يُوَزِّع أوراقًا مَكْتوبًا عليها الإجابة الصحيحة ثمَّ يعطيك علامة مائة على مائة وتُكتَب عليها أسماء الطلبة، هل لهذا النجاح قيمة عند الناس وعند الناجحين وعند إدارة الجامعة ؟ لا قيمة له إطلاقًا والدكتوراه الفخرية لا قيمة لها، قال تعالى:

 

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾

 

[ سورة السجدة ]

 أي أنَّ هذه الأفعالَ محضُ اختياركم ومِن كسبكم و سوف تُحاسبون عليها، و ليست مِن إجبار الله لكم، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)﴾

 

[ سورة الأعراف ]

 فيا أيُّها الإخوة الأكارم ؛ هذه الآية متشابهة ؛ ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها، أي: يا عبادي لو زعمتم أو توهَّمتم أنَّنِي أجبرتُكم على المعاصي فأنتم واهمون، ولو أنَّني أجبرتكم على شيء ما لمَا أجبرتكم إلاَّ على الهدى، ولو شئنا أن نجبركم و نحملكم على شيء ما و نأخذ منكم إرادتكم الحُرَّة لآتينا كل نفس هداها.

 

﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾

 

[ سورة السجدة ]

 لكنَّ هذه الأفعال التي تفعلونها هي محض اختياركم ومن كسبكم و سوف تُحاسبون عليها، والعمل السيئ جزاءه جهنَّم، فالإنسان إذا أوَّلَ بما يليق بكمال الله فهو دليل حسن إيمانه.
 هناك حديث مشابه لهذه الآية قال عليه الصلاة والسلام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))

 

[ رواه البخاري ]

 هذا الحديث في ظاهره مرفوض، أي لو لم تُحِسُّوا بذنوبكم، لأنَّ المؤمن ذنبه كالجبل جاسم على صدره، والمنافق ذنبه كالذبابة، فحينما لا تحِسُّون على ذنوبكم، معنى ذلك أنَّكم هَلكى يوُشِك أن يذهب الله بكم أمَّا إذا أذنب الواحدُ فاستغفر وبكى ودفع صدقةً وصحَّح معنى ذلك أنَّ قلبه حيٌّ، فحينما يتعارض المنقوُلُ مع المعقول نُأوِّل المنقولَ بما لا يخالف المعقول.

 

تحميل النص

إخفاء الصور