وضع داكن
28-03-2024
Logo
الدرس : 8 - سورة العنكبوت - تفسير الآية 63 ، التوحيد نهاية العلم والعبادة نهاية العمل..
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الإخوة الكرام، قضية الإيمان بأنَّ الله خالق الكون، لم يُلِحَّ عليها الإسلام ؛ لماذا ؟ لأنّها ضَرورةٌ فِطْرِيَّة ! لأنَّ ما مِن إنسانٍ على وَجه الأرض بِفِطْرَتِهِ، ومِن دون تكَلّف يؤْمِن بأنَّ لِهذا الكون خالِقًا، والدليل قوله تعالى:

﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)﴾

[سورة العنكبوت]

 وقال تعالى:

 

﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(25)﴾

 

[سورة لقمان]

 فَقَضِيَّة الإيمان أنَّ الله خالق الكَون ؛ هذه ضرورةٌ فِطْرِيَّة، والقرآن لم يُلِحَّ عليها، ولكن ألَحَّ على إفراد الله وتوحيد الله تعالى بالعِبادة، ألحَّ على توحيد الألوهِيَّة فهناك توحيد الرُّبوبيَّة، وتوحيد الألوهِيَّة، فتَوْحيد الرُّبوبيَّة أن تؤْمِن أنَّ لهذا الكون خالِقًا ومُمِدًّا، خلق وأمدَّ، قال تعالى:

 

﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ(60)﴾

 

[سورة النمل]

 أما العلاقات والتَّصرفات والأشْخاص والأحداث بِيَدِ مَن ؟‍ التَّرْكيز على هذا الإيمان، وأن تؤْمِن أنّ في السماء إله وفي الأرض إله، وأن الأمر كلَّه بِيَدِهِ، والحقيقة أنَّ الإنسان لن يسْتقيم إلا إذا آمَنَ بِوَحْدانِيَّة الله تعالى ؛ في ذاتِه وأفعاله وصِفاتِه، فإذا أرَدْتَ أن تعْرِفَ فَحْوى دعوة الأنبياء جميعًا إنَّها التَّوحيد، ولذلك لا إله إلا الله كلمة التوحيد وهي التي تُعَدُّ شِعار الإسلام، ولا رازِق إلا الله، ولا حافِظ إلا الله ولا مُذِلَّ ولا رافِع إلا الله، قال تعالى:

 

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

 

[سورة هود]

 فَهُوَ تعالى ما سلَّمَك لأحَدٍ، ولو سلَّمَك لأحدٍ لكانت لك الحُجَّة أن تقول: يا ربّ، أنا سأَعْبُدُ مَن سلَّمْتني إليه ‍‍! ولو بدى لك أنَّ هناك أقْوياء ولو بدى لك بِهذه العَيْن الظاهرة أنَّ هناك مَن يفْعَل، ومَن لا يفْعل، ومَن يُعطي، ومن يمْنَع، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى مِن ورائِهم مُحيط، ويدُ الله فوق أيديهم.
 لو أنَّ الله سبحانه وتعالى خلَقَ وأمَدَّ وتركَ، ينبغي أن تعْبُدَ غيرهُ ! فلو أنَّهُ تعالى سلَّمَ أمرَك لِزَيْد أو عُبيْد ينبغي أن تُرضي أحدهما لِتَنْجُوَ من الآخر! أمَّا لمَّا أمرَكَ الله أن تعْبُده وحْدهُ، معنى ذلك أنَّ أمْرَكَ كُلَّهُ بيَدِهِ تعالى، فلو أنَّ الإنسان أصابَهُ ضَغْط، قال تعالى:

 

﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) ﴾

 

[سورة العنكبوت]

 جميع الأعْذار تسْقط يوم القيامة ! الإنسان جاء للدنيا لِعِبادة الله فَيَنْبغي أن يعْبُدَهُ في أيِّ مكان، فلو أنَّ مكانًا منَعَهُ مِن عِبادته عليه أن يبْحث عن مكانٍ أخر، ولا عُذْر له لأنَّ مُهِمَّتَك الأولى عِبادة الله سبحانه وتعالى، فلذلك الآيات التي تُشير إلى أنَّ الأرض واسِعة فمَعنى ذلك أنّ الإنسان ليس معْذورًا أن يقول: يا رب أنا وُجِدْت بِمَكان مُنِعْتُ أن أعْبُدَكَ فيه ! قال تعالى:

 

﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) ﴾

 

[سورة العنكبوت]

 وحينما قُدِّمَت إيَّاي ؛ أيْ أنّ هذا التَّقديم يُفيد الحَصْر والقَصْر، أي لا ينبغي أن تعبُدَ إلا الله عز وجل، والحقيقة أنَّ الإنسان لا يستطيعُ بِلِسانِهِ أن يقول: هناك إلهٌ مع الله تعالى ولكن يتعامَل مع أشْخاص وكأنَّهم آلهة يُرْضيهِم ويعْصي الله، ويرْجو عَطاءَهم ولا يرْجو من الله ويُحِبّهم أشَدَّ ممَّا يحبّ الله عز وجل، فأنت مُعامَلَتُك له كإله هي عبادة مِن دون أن تشْعُر، لذلك قال تعالى:

 

﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(14)﴾

 

[سورة الأنعام]

 القضِيَّة الآن قَضِيَّة مصيريَّة، فحينما تعْتقِدُ أنَّ جِهَةً في الأرض بِيَدِها كلّ شيءٍ ؛ هذا اعْتِقاد خاطئ لأنَّ الله تعالى قال:

 

﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(24)﴾

 

[سورة يونس]

 الأقْوِياء مهما بدَت لكم قُوَّتهم إنَّهم في يَدِ الله عز وجل وخِطَطُهم تسْتَوْعِبُها خطَّة الله عز وجل، لذا الإيمان بأنَّ الله تعالى خلق وأمَدَّ ؛ هذا سمَّاهُ العلماء تَوحيد الرُّبوبيَّة، هذا الإيمان لم يُلِحَّ عليه الإسلام لأن كلَّ إنسان بفطرته مؤمن حتَّى الذين عبدوا الأوثان و حتى المشركون في عهد النبي، قال تعالى:

 

﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(25)﴾

 

[سورة لقمان]

 فالعبرة لا أن تؤمن بأنَّ الله خلق و أمدَّ فقط، العِبْرة أن تؤمن أنَّ الله تعالى فعَّال لِما يريد، بِيَدِه كلّ شي وبيَدِه مقاليد السماوات والأرض إليه يرجع الأمر كلّه، قال تعالى:

﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ(84)﴾

[ سورة الزخرف ]

 أوْضَحُ مثلا أرَدِّدُهُ كثيرًا ؛ أنت مَعَك مُعاملَة تحتاج إلى موافقة على المُغادرة، دَخَلْتَ إلى بناء ثلاثة طوابق وفيه مائتان مُوَظَّف، فتقول مَن بيَدِهِ حقّ التَّوقيع فَيُقال لك: المُدير العام هذه المُعامَلة لا يستطيع أن يُوَقِّعها أحد سِواه، فهل تَبْذِلُ ماء وَجْهِكَ لإنسانٍ آخر ؟! وهل تترجَّى مُوَظَّفًا أو كاتبًا هناك ؟ فَكُلّ هؤلاء ليس بِيَدِهم الأمر، أما حينما توقِن أنَّ الأمر كُلَّه بيَدِ الله، الآن تعْبُده وحْده، وتُخْلص له وحده، وتُحِبّه وحْده، وتخافه وترْجوه وحْده، فالشَّهادة باللِّسان شيء، وأن تتعامَل مع العِباد لا أنَّهم آلِهَة، بل على أساس أنَّهم عبيد لله تعالى، لذا مُنْعَكسُ التَّوحيد مُنْعكَسٌ مُدْهِش، فَكُلّ أنواع القلق والخوف والرِّياء والنِّفاق ؛ كلّ هذا مِن ضَعْف التَّوحيد وقد ذَكَرْتُ لكم أنَّ الخليفة الرَّشيد حينما جاء الحجّ قال: أُريد عالِمًا جيِّدًا أتعلَّمُ منه مناسك الحج، وكان وقْتَها الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، فقيل له: اِذْهب معنا إلى الخليفة، فقال لهم: قولوا له: إنَّ العِلْم يُؤْتَى ولا يأتي ‍‍! فلمَّا بلَّغوه ذلك قال هذا الخليفة: صدَق، نحن سنأتيه، ثمَّ قال لهم الإمام مالك: قولوا له أن لا يتخطَّى رِقاب الناس، فقال: الخليفة: صدَق، سأجْلسُ حيث ينتهي بِيَ المجْلس، ثمَّ جاء الخليفة وجلسَ بِنِهاية المجْلس على كرْسِيٍّ فقال الإمام مالك: مَن تواضَعَ لله رَفَعَه ومن تكبَّر وضَعَه، وحينها جلس الخليفة على الأرض.
 وهذا أحد الخلفاء، وأظُنُّه المنْصور، التقى بِأبي حنيفة النُّعمان فقال: يا أبا حنيفة لو تغشَّيْتنا ؟ فقال: وَلِمَ أتغَشَّاكم وليس ليَ عندكم شيء أخافكم عليه، وهل يتغشَّاكم إلا مَن خافكم على شيءٍ ! وإنَّك إن أكْرَمْتني فتَنْتني، وإن أبْعَدْتني أزْريْتني !! فالقَصْد أن الإنسان له إلهٌُ واحِد، العِبْرة والعِزَّة في التَّوحيد، فالطُّمأنينة والعِزَّة والاسْتِقامة والإخلاص من التَّوحيد، والنِّفاق والكذب والرِّياء والتَّذلُّل للناس من ضَعْف التَّوحيد، والتَّضَعْضُع، وهو التَّمَسْكُن للغنيّ، مَن جلسَ إلى غنِيّ فتَضَعْضَع له ذهَب ثلثا دينِهِ ؛ ابْتَغوا الحوائِجَ بِعِزَّةِ الأنْفس، فإنَّ الأمور تَجْري بالمقادير، لا ينبغي للمؤمن أن يُذِلَّ نفْسَهُ.
أيُّها الإخوة، الدِّين كُلُّه تَوْحيد، والعلماء قالوا: نِهاية العِلم التَّوحيد والنَّفس تتوازَن بالتَّوحيد، وتعْتَزّ وتَقْوى بالتَّوحيد، أما إذا أشْرَك تزَعْزع، فلو أراد أن يُرْضيَ الناس، فهذه غايَةٌ لا تُدْرَك، ولو اتَّفَقْنا جدلاً أنَّ إنسانا أرْضى كُلَّ الناس، فَهُوَ منافق، متلوِّن كالحرباء فلذلك الإنسان بالتوحيد تقوى نفسه و يطمئِنُّ قلبه،و بالتوحيد لا يعبأ بأحد وهل هناك موقف أشدُّ من فرعون ؟ كان يقتِّل أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم، فلمَّا آمن السحرةُ بموسى قال لهم فرعون:

 

﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى(71)﴾

 

[ سورة طه ]

 أنَّ الإنسان يعجب من هذه المواقف، فالحجَّاج كما قلتُ لكم أراد أن يقتل الحسن البصري لمَّا بلغه شيء من أمره، فقال: واللهِ لأَروِينَّكم من دمه، فجِيء بالحسن البصري ليقتله، وجاء السيَّاف ومُدَّ النطْعُ فتكلَّم الحسن بكلمات ما سمعها أحد، فما كان من الحجَّاج إلا أن وقف له و استقبله و أجلسه على سريره وقال له: يا أبا سعيد أنت سيد العلماء و سأله سؤالا وعطَّره وشيَّعه، فتبعه الحاجب وقال له: يا أبا سعيد لقد جِيء بك لغير ما فُعِل بك فماذا قلتَ؟ قال: قلتُ: يا مُؤنسي في وحشتي و يا ملاذي عند كربتي اِجعَل نقمته عليَّ بردًا وسلامًا كما جعلتَ النار بردا وسلاما على إبراهيم " فليس لك إلا الله عزو جل والإنسان يكون حكيما و يأمر بالمعروف و يحسب الأمور بشكل دقيق لكن لا يُذل نفسه و لا يخاف إلا من الله عز وجل، فالتركيز على عقيدة التوحيد ضرورية وشيء بديهي إلا أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام أشار كثيرا إلى توحيد الألوهية فقال:

(( لا إله إلا الله حصن من دخلها أمِن من عذاب الله.."))

 وقال:

(( لا إله إلا الله لا يسبقها عمل و لا تترك ذنبا.." ))

 فإذا آمنتَ بلا إله إلا الله، أنَّه لا مُسيِّر إلا الله ولا فعَّال إلا الله ولا معطيَ إلا الله فقد دخلتَ في حصن، فإذا كان في إيماننا تقصير في التوحيد لمجرَّد أن تطيع إنسانا خوفًا أو طمعًا وتعصي الإله فقد نقص توحيدك، ولكنَّ الإنسان المؤمن لا يرضي إلا الله، لذلك أيها ال الإخوة هناك في الإسلام نهايتان ؛ نهاية العلم التوحيد، ونهاية العمل التقوى، والأعمال كلها لا تُقبل إلا إذا كانت مطابقة للشرع، لذلك يقول الإمام الفضيل:" لا يُقبل العمل إلا إذا كان خالصا صوابا "، خالصا هو الذي ابتُغيَ به وجه الله، ولن تستطيع أن تبتغي بعملك كلها وجه الله إلا إذا وحَّدتَه، والصواب ما وافق السُّنة، فإذا وحَّدته فهو نهاية العلم و إذا أطعتَه فهو نهاية العمل، فأنت تحقِّق الهدف الكامل من وجودك إذا وحَّدتَه وعبدته، لذلك أكثر من أربعين آية في القرآن:

 

﴿فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(32)﴾

 

[ سورة المؤمنون ]

 ودعوة الأنبياء لخَّصها الله بقوله:

 

﴿أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(32)﴾

 

[ سورة المؤمنون ]

 ثمَّ لخَّص فحوى دعوى الأنبياء جميعًا فقال:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي(25)﴾

 

[ سورة الأنبياء ]

 فهناك كلمتان: التوحيد والعبادة التوحيد نهاية العلم والعبادة نهاية العمل، فإذا وحدتَ وعبدتَ حققت الهدف من وجودك على وجه الأرض.

 

تحميل النص

إخفاء الصور