وضع داكن
26-04-2024
Logo
اللقاء الثاني مع الشعراوي - فقرات الكتيب : 15 - الهجرة غير المشروعة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

تحريم البيع و الشراء بالتقسيط و الفائدة :

الأستاذ فرحات :
 كعودة على موضوع البيع والشراء .. كنت في أمريكا في العام الماضي موفَد من الأزهر لنشر الثقافة الإسلاميَّة في أحد المراكز الإسلاميَّة هناك ، فوجدت في موضوع البيوت والسيَّارات وغيره أحدهم أراد أن يشتري بيتاً أو يستأجِّر بيتاً قالوا له : أنت عندك أربعة أولاد فلا نستطيع أن نعطيك لأنَّ كل ولد المفروض أن تكون له حجرة خاصَّة عندنا ، المهم وجد بيتاً فذهب لشرائه ، فوجد أن ثمنه مئة ألف وهو يملك عشرين فقط ، فدفع العشرين .. هنا البنوك تدخُل تؤدي عنه وتأخذ منه بالقسط وبالفائدة ... هل هذا حلال ؟
الشيخ الشعراوي :
 هذه الحالة ليست حلالاً ، لأنني كوني أملك بيتاً ليس من الشرط في الإسلام ، إنَّما المسلم لا يُهاجر إلا إذا كان واثقاً من أن الهجرة لهذا البلد لا تُؤَثِّر في تنفيذ أحكام الله ، ويمكن أن يؤَدِّيها ، ونراقب ذلك ، الهجرة من نفسها باطلة من الأول .
الأستاذ راتب :
 نعم : من أقام مع المشركين بَرِئت منه ذمَّة الله .. في الجامع الصغير .
الشيخ الشعراوي :
 نعم أنا لا يُباح لي الهجرة إلى مكان إلا إذا وثقت أنَّه لا يوجد أحد يعارضني في تنفيذ أحكام الله ، فإن كان فيه مُعارض في أحكام الله تبقى الهجرة باطلة .
الأستاذ راتب :
 أصلُها باطل .
الأستاذ فرحات :
 عندما سألوا هذا السؤال قلت لهم : إنَّ البنك هو الذي بنى هذه العقارات أو أي شيء .. فقال لكم مثلاً : هذا العقار بمئة حال و بألف مؤجَّل ..
الشيخ الشعراوي :
 لأنه يسدد عنك ، لأنَّ الأصل أصل .

حكم الزواج في الدول الأجنبية :

الأستاذ فرحات :
 في هولندا عملوا نظاماً ، المسلم الذي يريد أن يتزوَّج يذهب يتزوَّج في المحكمة عندهم .. أولاً يسجلوه لكي لا يتزوج من اثنتين معاً لأنَّ ذلك ممنوع في بلادهم . يذهب إلى المحكمه ويسجِّل اسمه مع اثنين من الشهود ويتزوَّج بعقد ، ويأخذ عقد الزواج ثم يذهب الى المركز الإسلاميّ ويقول: أنا تزوَّجت هكذا .. إنكليزي أو هولندي أو أمريكي .
الشيخ الشعراوي :
 لمصلحة .. من أجل الإقامة ؟
الأستاذ فرحات :
 نعم من أجل الإقامة .
الشيخ الشعراوي :
 آه .
الأستاذ فرحات :
 ثمَّ يذهب للمركز الإسلامي ويتزوَّج هناك .
الشيخ الشعراوي :
 من كانت هجرته لامرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه .
الأستاذ فرحات :
 لا.. هذه فيها حكم آخر يا سيِّدي الشيَّخ ، فهو ذهب إلى المحكمه وتزوَّج من أجل قوانينهم ثم جاء للمركز الإسلامي وعند إمام المركز الإسلامي تزوَّجها شرعيّاً .. فقط ولفترة سنة أو سنتين ، حتى أنجب ولداً .. وهو يعلم أنَّه لو طلَّقها الآن في المحكمة الإنكليزية أو الأمريكية سوف يحصل على معونة وكذلك زوجته .. فيقوم بطلاقها في المحكمة ، ويُبقي على زواجه الشرعيّ منها الذي تمَّ في المركز الإسلامي .. فمتزوجها هنا في المركز ومطلقها هناك عندهم في المحكمة .
الشيخ الشعراوي :
 إن كانت المسألة ستجعلني أنحرف عن ديني يصبح العقد حراماً ، الحياة نفسها هناك حرام من الأول .
الأستاذ فرحات :
 لا.. حكم الزواج أنَّه يبقى أم لا ؟
الشيخ الشعراوي :
 معنى ذلك لماذا فعل ذلك ..
الأستاذ فرحات :
 ليستحلَّ مالاً بدون وجه حق ، أي المعونة التي يأخذها .. وفي نفس الوقت ظلَّ هو وزوجته على نظام المركز الإسلامي متزوجين ، هل هذا الزواج وهو باق معها أي المعاشرة الزوجيّة حرام ؟؟..
الشيخ الشعراوي :
 الزوجة الأولى أم الثانية ؟.
الأستاذ فرحات :
 هي زوجة واحدة .. تزوجها هنا بالمركز وهناك بالمحكمة ، وطلَّقها في جهةٍ من الجهات أي في المحكمة الأمريكية أو الإنجليزيَّة وأبقى عليها بالزواج المسلم الذي تمَّ بالمركز الإسلامي .
الشيخ الشعراوي :
 الزواج معلن أم غير معلن ؟
الأستاذ فرحات :
 الاثنان معلنان .
الشيخ الشعراوي :
 إذاً لا شيء عليه .
الأستاذ فرحات :
 تظلَّ زوجته .

نصائح للمغتربين :

الأستاذ فرحات :
 إن شاء الله أنا مسافر يوم الجمعة القادم إلى أمريكا في ولاية كارولين لنشر الثقافة الإسلامية
الشيخ الشعراوي :
 الله .
الأستاذ فرحات :
 ألا من نصيحة ؟
الشيخ الشعراوي :
 أنت سوف تنصح الناس ، ومن يسمعك من المسلمين أليس كذلك؟ قل لهم إنّ من حضر لهذه البلد فهو يريد الدنيا فلا يضيّع شيئاً من الدين في سبيل الدنيا .
 شيء آخر نبّههم أنه لا بدّ من أن يوجد تآلف بين هذه الجاليات لكي لا تتفتح عيون شبابهم على بنات الغير ، وأن يكتفوا بعضهم ببعض .. وكذلك قل لهم : احرصوا كثيراً على تربية أولادكم في الصغَر ، احرصوا على أن يكون البيت بيتاً مسلماً منضبطاً ، ولا تقولوا إن الأولاد يتعلمون في سن السادسة بل يتعلمون من مجرد بدء عمل حواسّه ، ولذلك كثير من الناس يهتمون بهذه المرحلة المهمّة في تربية أولادهم ، فعندما كنا في الجامعة بعضهم قال : إنهم قد ربونا خطأ ، فقلت له : ماذا كان يقول المحاضر ؟
الأستاذ فرحات :
 كان يتكلّم عن تربية الشباب .
الشيخ الشعراوي :
 قلت لهم : هذا العنوان خطأ لأن الشباب لا يربى ، الشباب طاقة تستغل ، إنما التربية قبل هذا العمر ، فلا تضيّعه وهو طفل وبعد ذلك تأتي وتقول نربيه وهو شاب يافع .. فإذا قلت للشاب : البس ثياباً قصيرة.. فيقول لك : لا سوف ألبس ثياباً طويلة . فلماذا تلبس الطويل ؟ يقول : هكذا أنا أريد .. قالوا : إذاً عالجونا . فقلت لهم : المعالَج يسمع كلام من يعالجه ويطيع أوامره أليس كذلك ؟ لو قيل له : اشرب هذا الدواء فسيشربه .. فإن كنتم تريدونني أن أستأنف تربيتكم ونعوِّض ما فاتكم من التربية استأنفوا طفولتكم معنا ، فأنا أريد أن تؤكّد على هذا الشيء ، فيجب أن يكون بين المغتربين في الخارج تآلفاً لكي تقع عيون الشباب على البنات وهي صغيرة .. فهذا أول شيء .
 ثانياً : من عنده بنات الأفضل أن يعود لبلاده ، أما من عنده أبناء فعندما يكبر ابنه ويأتي ليتزوّج يتزوّج واحدة منهم ، إنما البنت تدخل على أبيها برجل أجنبي ليس من دينها وتقول لأبيها : إنّه صديقي . فقد جاءني أحدهم من ألمانيا وقال لي : ثروتي كلها تضيع ولكن لا أخسر بناتي .. عندما رأى ابنته تدخل عليه قائلة : هذا صديقي .
الأستاذ راتب :
 وقد يكون يهودياً !؟.
الشيخ الشعراوي :
 فالرجل كان يبكي ويقول : أنا قد جمعت أموالاً كثيرة ، لتذهب هذه الأموال كلها ولا يحدث لي ما حدث . فقلت له : ما دامت نيّتك خالصة في استقبال منهج الله وهدايته لابنتك، أليس لك بلد هنا ؟؟
 قال : لي بلد ولكن لا نذهب إليها . فقلت له : استأنف علاقاتك بأهل بلدك وقم بزيارتهم صيفاً ، وامكث معهم بعض الوقت .. فقال : نعم سآتي بعد الانتهاء من الامتحانات . فجاء بأسرته وذهب لبلده في الريف ففرح أقاربه به كثيراً وتشرَّفوا به وبزيارته ، وقبل الانتهاء من العطلة القصيرة خطب ابنته أحد الضباط من شباب البلدة ، وجاءني الرجل مسروراً . فقلت له : إنّ ذلك من حسن نيّتك ، فربنا سبحانه وتعالى اختار لك ويسّر لك .
 فقل للمغتربين : من عنده بنت يأتي بها وينهي أعماله وكفى عليه ذلك .. قبل أن يحدث له ما لا يسرّه .
الأستاذ فرحات :
 بعضهم موجود في أمريكا من خمس سنوات والبعض من أكثر من عشرين سنة أو خمس وعشرين سنة فإذا دخلنا بيت الأمريكي وبيت المصري فلا نجد بينهم اختلافاً في شيء ، ويعملون نفس أعمالهم ثم يسألون .
الشيخ الشعراوي :
 الأستاذ رأفت عندما ذهب لأمريكا ليتعلّم وليحصل على درجة الدكتوراه كانوا يسمونه برجل أي فرجار، لأنّه كان بعد الانتهاء من عمله يعود إلى منزله ويجلس مع أولاده حتى عادوا إلى بلدهم دون أن يذوب في المجتمع الغربي . فمن عنده بنات يعجِّل في العودة والرجوع إلى بلده قبل فوات الأوان ... فيكفيه زيادة استثمار ، فليس السفر سياحة ، فالسفر إما استثمار وإما اعتبار ، فمن ذهب للاستثمار نقول له : كفاك ذلك وعد إلى بلدك ، أوأنّكم تتآلفون معاً وتكوِّنوا بيئةّ مسلمةّ متعارفة ، فيمكن أن يتزوّج شاب مسلم ببنت مسلمة .

تحميل النص

إخفاء الصور