وضع داكن
23-04-2024
Logo
اللقاء الثاني مع الشعراوي - فقرات الكتيب : 01 - الصحوة الإسلامية
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الشيخ الشعراوي :
  أهلاً ومرحباً بكم يا سيدي.
الأستاذ راتب:
 هل لنا أن نسأل بعض الأسئلة ؟
الشيخ الشعراوي :
 بسم الله الرحمن الرحيم .
الأستاذ راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم .. هذه الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي لها سلبيّات ولها إيجابيّات .. فما سلبيّاتها في نظركم ؟

سلبيات و إيجابيات الصحوة الإسلامية :

الشيخ الشعراوي:
 سلبيّاتها أن لكل إنسان صوت خاص .. وكنا نحب أن يكون الصوت مجتمعاً .
الأستاذ راتب:
 إذاً متفرقة ؟
الشيخ الشعراوي:
 ثانياً: من الصعب تحديد النوايا في اليقظة ، لأننا تعرّضنا إلى يقظات إسلامية كانت لها نوايا مستورة غير الواقع ولذلك منيت بالفشل ، لأن كلّ عمل لا يكون في أحضان الناس لا ينفع .. لأن ربنا أعطانا قضيّة قرآنيّة ماضية وثابتة وهو سبحانه الذي يحفظها وليس نحن فقد قال تعالى:

﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾

[ سورة الصافات: 173]

 فساعة تجد حركة نغلب فيها فافهم أن شرط الجنديّة لله قد اختل . لأن ربنا قال لرسله :

﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾

[ سورة الصافات: 171-173]

 في عهد رسول الله .. ورسول الله بين صحابته ولم يمض على موقعة بدر سنة وقد انتصرنا فيها انتصاراً عظيماً تأتي موقعة أحد ولا ننتصر فيها .. لماذا ؟ لأننا لو انتصرنا مع مخالفة الرماة لأمر رسول الله لهان أمر رسول الله عندهم .. إنّها سنّة الله ولن تجد لسنّته تبديلاً .. ورسول الله بينهم .. ومع ذلك لم يؤذ رسول الله في معركةٍ إلا في هذه المعركة .

معية الله :

 إذاً كلّ حركة تراها قد فشلت ، فافهم أنّ شرط الجنديّة لله قد اختل ..لأنّه لا يمكن أن يدخل أحد بمعيّة ربّه وهو سبحانه مؤيِّده ويغلبه أحد ... عندما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الغار، قال له سيدنّا أبو بكر ببشريّته المجرَّدة : "لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا" أليس كذلك؟ .. فماذ قال له الرسول ؟
الأستاذ راتب:
 ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟
الشيخ الشعراوي:
 إذاً فهم في معيَّة الله .
الأستاذ راتب:
 نعم .
الشيخ الشعراوي :
 والله سبحانه بمعيّته لا تدركه الأبصار .. فهم لا يمكن أن تدركهم الأبصار .. إذاً نحن نخاف أن تكون الحركات ، أي أنّ الموجة الدينيّة مركوبة لغرض من الأغراض ، ولذلك إنّ كلّ نصيحتي أن الإنسان له ولاية على نفسه ، وله ولاية على أهله ، وله ولاية على الواثقين به والمحترمين له ، فليؤدّ مطلوب الله في نفسه وفي أهله وفيمن يثق فيه، إذاً الشيء في معزف عن التوعية كلها ولو الدنيا أصبحت مشتعلة لا يأتي له منها ما يضره ، فالله يكون بعونه .. فالرسول يقول :

(( لا يضرُّكم من ضلّ إذ اهتديتم ))

[ الترمذي عن أبي بكر]

 ومن هنا ننصح عندما يأتي لنا إنسان نقول له ما نريد ، أظنّ أنّكم قد رأيتم كلمتنا عندما جاء الرئيس حسني مبارك من أديس أبابا ؟
الأستاذ راتب:
 نعم .. قلتم له : أنتم قدرنا .
الشيخ الشعراوي:
 هذا هو .
الأستاذ راتب:
 فإمّا أن نقدر عليكم وإمّا أن تقدروا علينا .
الشيخ الشعراوي:
 ونحن منتظرون بعد هذه الحادثة أن نرى وثبة
الأستاذ راتب:
 والله لقد ذكرت كلمتكم هذه في الشّام آلاف المرّات .
الشيخ الشعراوي:
 أريد أن أقول إننا يجب أن نجنِّب أنفسنا في الخلاف فيما بيننا ، لأنّ الخلاف فيما بيننا يسبب لنا سوء الظنّ بنا جميعاً .. يقول لك : لو كان الأمر واحداً ...
الأستاذ راتب:
 نسقط جميعاً من نظر النّاس .
الشيخ الشعراوي:
 نعم .. نعم هذه هي المسألة كلّها .

الحركات المنفصلة عن الحكم تدمر كل شيء :

 ثانياً : إنني أخشى من الحركات التي تكون منفصلة عن الحكم في كلِّ البلاد .. وهذه تجعل الحكم يتشكك في كل تصرُّف يحدث ، إنما أنا إن وجد من كان قدره أن يكون حاكماً عليّ ، فيجب عليّ أن أُحنن قلبه عليّ ، وأؤمّنه على كرسيه، وأقول له : لا مأرب لنا في كرسيك ، فقط احكمنا بالإسلام مثلما أعلنتها : أنا أريد أن أحكم بالإسلام .. احكمونا بالإسلام أنا لم أقل شيئاً .. وهنا لا يستطع أحد أن يقول لي شيئاً ، فبذلك يعافيني الله ، ولا يقدر أحد أن يكسر قلمي ، أو أن يكبِّل لساني ، ولا أن يفعل لي شيئاً.
 إنّما ما يحدث الآن أوّل شيء يثور الناس على الحكومات ، هذا ما يجعل نيَّتهم أن يركبوا حكماً ؛ لا أن تكون نيتهم أن يركبوا إسلاماً .
 أمّا أنا فأقول له : ظِل كما أنت حاكماً عليّ .. واحكمنا بالإسلام ، وأؤمّنه على كرسيه ، فقد رأينا الثورات التي قامت بعد ثورة سنة 1952 في أيّام جمال عبد الناصر كلها عملت ما عملته ، وثارت ولم تهدأ.. وشرطُ الثائر أن يثور ليهدم الفساد ، ثمَّ يهدأ ليبني الأمجاد ..إنّما يظلّ ثائراً والنّاس الذين يعاديهم يظلّون أعداءه .. لا ، أنت أيُّها الثائر تقول : إقطاع .. تقول : أُناس مستغلّون ، أخذت منهم كلَّ شيء وبعد ذلك تقول لهم : اسمعوا ، الآن: أنتم ومن أعطيناهم منكم على هذه وعلى هذه ، أي على قدر بعض .. وهذا كلّ شيء.. أنت منعت الثورة المضادَّة بذلك .. إنما تظلّ عداوة دائمة لهم فهذه مسألة ليست ..
الأستاذ راتب:
 مسألة غير معقولة .

الحاكم الصالح يعمل بنصيحة الآخرين :

الشيخ الشعراوي :
 حكومتنا ( ..... ) تحافظ على السلام الآن .. حاكم السّوء إمّا يحكم وإمّا يموت ، لا أحد يترك الحكم ويتنازل عنه هكذا إلا حاكم واحد ، فقد سمع نصيحتي وهو الرئيس سوار الذهب فقط ، قلت له : يا شيخ أنت وفِّقتَ في أن تثور ، فليوفِّقَك الله إلى أن تهدأ.. وأتيت فوفُّقت ، وقلت له كذلك : ووفَّقَك الله حين تَدَع . ( وفَّقَك الله حين أتيت ووفَّقَك الله حين تَدَع )، وعندما عمل بالنصيحة فهذا هو الآن قاعد مبسوط .. إنَّما في هذا الوقت كلّ ثائر .. كلّ حكومة ثوريَّة.. تجد الثائر خائفاً إن لم يكن حاكماً فسوف يقتل .. يُقتل لأنَّه فاهم أنَّه عمل أشياءً كثيرةً للناس ، فلن يصدَّقوا فيه الذي حدث .. فأنا أتمنّى من رجال الحركة الإسلامية أن يأخذوا هذا المبدأ .. فأنا لماذا تركوني أتكلَّم ؟ ليس لي غرض ولا قدر .. احكمني أنت وذلني؛ وضع رقبتك على رأسي ، وليس رجلك على رأسي ..لا هذا الذي على رأسي وأنا لا أستنكف هذا.. هذه هي المسألة .

 

تحميل النص

إخفاء الصور