وضع داكن
29-03-2024
Logo
الخطبة : 1118 - الاستقامة5 ، استقامة العبادات1 - الفرائض أكبر قربة إلى الله تعالى - الوقاية من انفلونزا الخنازير.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخــطــبـة الأولــى :

     الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.

المؤمن إن لم يستقم على أمر الله لن يقطف من ثمار الدين شيئاً :

     أيها الأخوة الكرام، نحن في سلسلة من الخطب محورها الاستقامة، والانطلاق في اختيار هذه الخطب أن المؤمن إن لم يستقم على أمر الله لن يقطف من ثمار الدين شيئاً، وقد يتوهم المتوهم أن الدين عبادات شعائرية، هو في الحقيقة منهج كامل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، وما لم نتقصَ تفاصيل الشرع الحنيف، والأمر والنهي في القرآن والسنة، فلن نستطيع أن نعتمد على ما نتوهمه من أننا الأمة المختارة:

﴿ وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾

(سورة المائدة: من آية " 18 " )

     وإذا قال المسلمون من دون أن يستقيموا، من دون أن يحلوا الحلال، من دون أن يحرموا الحرام، من دون أن يكونوا حيث أمرهم الله، من دون أن يفتقدهم حيث نهاهم، إذا اكتفوا بالإسلام كعبادات شعائرية، وكانتماء، وكحماس للإسلام، وعواطف، ومشاعر، ولم يطبقوا تفاصيل المنهج، فالله عز وجل يخاطبهم كمن خاطب من قبلهم:

﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾

( سورة المائدة الآية: 18 )

لا يمكن لأي إنسان أن ينتفع من هذا الدين إلا إذا طبقه :

     أيها الأخوة الكرام، الحقيقة المرة نحتاجها هي طريقنا إلى الصواب، طريقنا إلى إصلاح ذات بيننا، لا يمكن أن ننتفع من هذا الدين إلا إذا طبقناه، كل أنواع الولاء، والانتماء، والإعجاب السلبي، والحديث عن هذا الدين، وعظمة هذا الدين، وعظمة هذا القرآن، وهذا إسلام عظيم، دين الفطرة، دين الرحمة، دين العدل، دين المساواة، كلام بكلام لا يقدم ولا يؤخر.
     شاب أمي، والده عالم كبير، لو أمضى كل حياته في مديح والده يبقى هذا الشاب أمياً جاهلاً، ويبقى والده عالماً كبيراً، لا يكفي أن نمدح الإسلام، لا يكفي أن نعلن ولاءنا للإسلام، لا يكفي أن نعتز بالإسلام، لا بدّ من تطبيق الإسلام وإلا، مفارقة يصعب أن تصدقوها مليار وخمسمئة مليون لا وزن لهم في الأرض، ليست كلمتهم هي العليا، ليس أمرهم بيدهم، خمس دول منهم محتلة، نهبت ثرواتهم، وقتل شبابهم، واستبيحت محارمهم، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما صحّ من أقواله:

(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

[أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ]

     لتأبيد النفي، اثنا عشر ألف ملتزمون لن يغلبوا، ومليار وخمسمئة مليون يعلنون ولاءهم للدين، انتمائهم لهم، إعجابهم به، يمدحونه كثيراً، مقاييس ربنا لا تقبل الادعاء:

كلّ يدعي وصلاً بليلى      وليلى لا تقر لهم بذاكا
* * *

الاستقامة على أمر الله عز وجل أساس الانتفاع بهذا الدين العظيم :

     من هذا المنطلق أيها الأخوة الكرام، وحرصاً على وقتكم، وعلى جهدكم، وعلى الوقت الذي يبذل للمجيء لهذا المسجد، لن ننتفع بهذا الدين، ولن نقطف من ثماره شيئاً، ولن نستحق وعود الله وما أكثرها، إلا إذا استقمنا على أمره، والدليل:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا (72) ﴾

( سورة الأنفال)

     ما لم تأخذ موقفاً، ما لم تصل لله، ما لم تقطع لله، ما لم تعطِ لله، ما لم تمنع لله، ما لم تغضب لله، ما لم ترضَ لله، ما لم توالي أهل الإيمان ولو كانوا فقراء وضعفاء، وما لم تتبرأ من الكفار والمشركين ولو كانوا أغنياء وأقوياء، ما لم تنضم إلى مجتمع المؤمنين فلن تقطف من ثمار الدين شيئاً.
     كلكم يرى ويسمع كيف أن العالم كله قد أعلن حرباً عالمية ثالثة على العالم الإسلامي، وكأن الله عز وجل أراد بنا خيراً، لعل الله عز وجل أراد كما قال:

﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) ﴾

(سورة القصص )

استقامة العبادات :

     من هذا المنطلق أيها الأخوة الكرام، آثرت أن تكون سلسلة هذه الخطب متعلقة بالاستقامة، وقد بينت في خطب سابقة عن استقامة السرائر أكثر من خمسة عشر بنداً، ثم بينت استقامة الأصول في خطبتين، والآن ننتقل إلى استقامة العبادات، الحديث الأول والأخطر والذي أخرجه البخاري رحمه الله تعالى:

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     هذا الولي، من هو الولي بالمفهوم القرآني ؟

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) ﴾

( سورة يونس)

التجديد في الدين أن تنزع عنه كل ما علق به مما ليس منه :

     أية قصة تضاف إلى أولياء الله، أية خرافة، أية شطحة، أية كرامة، دعها من طريقك، إسلامنا دين العلم، دين النص الصحيح، دين المنهج، حتى إن بعض العلماء قال: " لو رأيت رسول الله في المنام وأمرك بشيء بخلاف سنته، ترد الرؤيا ويثبت الشرع ".
     هناك أشياء ثابتة، ديننا ينبغي أن يستمر كما بدأ:

(( َكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ))

[ مسلم والنسائي، واللفظ له عن جابر]

     أيها الأخوة الكرام، شؤون العقائد والعبادات توقيفية، لا يضاف عليها شيء، ولا يحذف منها شيء، الأصل في العقائد والعبادات أنها توقيفية، أما إذا تحدثنا عن التجديد في الدين لا يعني التجديد في الدين إلا أن تنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه فقط، لا أفهم التجديد في الدين إلا أن تنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، من أجل أن يستمر هذا الدين كما نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أكبر جريمة ترتكبها أن تكون في خندق معاد للحق :

     لذلك أيها الأخوة الكرام، قال تعالى فيما يرويه النبي عن ربه برواية أبي هريرة التي أخرجها الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وأصح كتابين في الفقه من حيث الأحكام كتاب البخاري ومسلم، قال تعالى:

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     من أنت حتى تستحق أن يحارب الله ؟ أنت تخشى من موظف صغير تقول: الدولة وراءه، تخشى أن تتطاول على موظف وقد آذاك، وقد تجاوز حدوده معك، تقول: الدولة كلها وراءه بقوتها، بجيشها، بأسلحتها، فأنت تتقي أن تخاطب إنساناً ينتمي إلى الدولة ولو كان شرطياً، لذلك قال تعالى في الحديث القدسي:

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ))

     أكبر جريمة ترتكبها أن تكون في خندق معاد للحق، هل تعلم من خصمك ؟

﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾

( سورة التحريم الآية: 4 )

     عائشة وحفصة:

﴿ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾

( سورة التحريم الآية: 4 )

الولي الصادق هو من عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه :

     درس لنا إذا أردت أن تنال من ولي صادق، موصول بالله، مستقيم، أردت أن ترتاح نفسياً، لأنك لست مستقيماً فتنال ممن استقام على أمر الله، إن أردت ذلك هل تعلم من هو الطرف الآخر ؟ إنه الله:

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     والولي:

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾

( سورة يونس ).

     فقط، ليس هناك تعريف آخر، عرف الله فانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، صحت عقيدته، واستقامت سريرته، وصحّ سلوكه فقط هذا الولي، ويجب أن يكون كل واحد منكم ولياً، هناك مفهوم للولاية في أجواء أخرى نحن بعيدون عنها بعد الأرض عن السماء، كل واحد منكم يجب أن يكون ولياً:

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) ﴾

( سورة يونس)

الفرائض أكبر قربة إلى الله تعالى :

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     أكبر قربة إلى الله، أعظم عمل تفعله:

(( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     فرائض هل صليت الخمس ؟ هل خشعت في الصلوات الخمس ؟ هل صليتها في أوقاتها ؟ هل حاولت أن تؤديها في المسجد ؟

((ِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     الآن النوافل ولحكمة بالغة جعل الله لكل فريضة نافلة، فهناك صلوات مفروضة و صلوات نافلة، صيام مفروض و صيام نافلة، زكاة و صدقة:

(( حَتَّى أُحِبَّهُ ))

     خالق السماوات والأرض يحبك ؟ هل هناك من مرتبة فوق هذه المرتبة ؟ والله يكفي أن يحبك الله ولو كنت في أصعب حال في الدنيا، ويكفي أن يكون الإنسان مبغوضاً عند الله ولو كان في أعلى درجات الدنيا.
     الله أعطى الملك لمن لا يحب ولمن يحب، كي نكون موضوعيين أعطاه لقارون وهو لا يحبه، أعطاه لفرعون وهو لا يحبه، وأعطاه لسليمان الحكيم وهو يحبه، أعطى المال لمن لا يحب لقارون، أعطاه لمن يحب لسيدنا عبد الرحمن بن عوف، فالشيء الذي يعطى لمن يحب ولمن لا يحب لا يعد مقياساً لأن الله يحبك إطلاقاً.

 

من أحبه الله عز وجل كان :

1 ـ سمعه الذي يسمع به:

(( وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ ))

     لا يستمع إلا إلى شيء يتوافق مع منهج الله، هناك خرافات، ودجل، و ترهات، و ظنون، و أوهام، و حقائق مزورة، و ادعاءات، والله العالم اليوم طافح بالضلالات، أُلّف كتاب في بلد عربي أن آلهة قريش ديمقراطيون لأن كل منهم اعترف بالآخر، أما إله محمد قمعي لم يقبل غيره لا إله إلا الله، هكذا.
     إذاً هناك ضلالات، و ترهات، و باطل، و هناك من يعبد الحجر، و من يعبد البقر، و من يعبد الشجر، و من يعبد الشمس والقمر، و من يعبد موج البحر، و من يعبد الجرذان في آسيا، عندي بحث طويل مع صور معابد كبيرة جداً يعبدون الجرذان، اشكروا ربكم أن سمح لكم أن تعبدوا الواحد الديان:

(( فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     لا يقبل ترهة، ولا باطلاً، ولا شيئاً مزوراً، ولا فكراً إباحياً، ولا فكراً علمانياً، ولا فكراً ملحداً:

(( كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     لو رأيت بيتاً رائعاً، صاحبه تاجر مخدرات، هل تقول ليتني مكانه ؟ تحت قدمك هذا القصر وكل ما سواه، تشكر الله على خمسين متر تسكنها وأنت مستقيم، وتركل بقدمك هذا الشيء المنيف.

2 ـ بصره الذي يبصر به:

(( كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     ترى بنور الله، ترى الحق حقاً والباطل باطلاً، ترى الخير خيراً والشر شراً.

3 ـ يده التي يبطش بها:

(( وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     لا يتحرك إلا وفق منهج الله، الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن، حينما فتح الفرنجة القدس ذبحوا سبعين ألفاً في يومين، ولما فتحها صلاح الدين لم ترق قطرة واحدة، بل إن امرأة ضاع ابنها فوقف وقال لقواده: لا أجلس حتى يعود ابنها إليها، هذه الرحمة:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

المؤمن لا ينطلق إلا من فضائل لا يعلمها إلا الله :

     أيها الأخوة الكرام، إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تتوهموا أن المؤمن يتميز بالصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، لا، ينطلق من مبادئ راقية جداً، من قيم أخلاقية عالية جداً، من فضائل لا يعلمها إلا الله، من حلم، وكاد الحليم أن يكون نبياً، من علم، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً، من رحمة:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 ).

     من حكمة:

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾

( سورة البقرة الآية: 269 )

     حكمة على رحمة، على تواضع، على إنصاف، على كرم، على شجاعة، هذا المؤمن، المؤمن شخصية فذة يا أخوان، إن لم يعشقك الناس فلست مؤمناً، مؤمن موصول بالله قاسٍ ؟ مخادع ؟ تكذب ؟ تخون ؟ تغش ؟ مستحيل.

 

دين الإنسان ليس في المسجد دينه في بيته وعمله وعلاقاته مع الآخرين :

     أما هؤلاء المسلمون الذي يغشون المسلمين، والله مواد مسرطنة يضعونها في البضاعة لتروج تجارتهم، ويتغير لون المنتج إلى لون أفتح ليرتفع السعر، هرمونات يرشون بها المزروعات، لتغدو الفواكه كبيرة وقاسية، و يتضاعف سعرها، وهذه الهرمونات مسرطنة ممنوع بيعها في كل بلادنا من فضل الله لكن يأخذها الذي لا يعرف الله، ممنوع أن تباع، وأية صيدلية تبيعها تغلق وتسحب رخصتها، الدين ليس في المسجد، إياكم ثم إياكم ثم إياكم، أن تتوهموا أن دينك في المسجد، هنا فقط تأتي لتلقي التعليمات، دينك في الحقل، دينك في مكتب المحاماة، هل توهم هذا الموكل أن الدعوى رابحة وتعلم علم اليقين أنها غير رابحة ؟ هل توهم هذا المريض أنه لا بد من عمل جراحي ولا يحتاجه إطلاقاً ؟ دينك في العيادة، في مكتب المحاماة، في المكتب الهندسي، في البقالية، في السوق، في الطريق، في الحقل، هذا دينك، فهم الناس الدين أنه في المسجد، يأتي ويصلي وانتهى الأمر، أما علاقاته تكون في بيته، لقاءاته، رحلاته، بيعه، شرائه، كله خلاف الشرع، لذلك لا وزن لنا عند الله عز وجل.

4 ـ رجله التي يمشي بها:

(( كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     لا يتحرك إلى منكر أبداً من بيته إلى عمله، إن كان مدرساً إلى مدرسته، إن كان مهندساً إلى مكتبه، إن كان طبيباً إلى عيادته، إن كان موظفاً إلى دائرته، إن كان مؤمناً لصلة الأرحام، إن كان مؤمناً للعمل الصالح، لحضور مجلس علم إلى مسجد:

(( وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ـ الآن دققوا ـ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     أعد لك جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حينما يرى المؤمن مكانه في الجنة، مقامه في الجنة، يقول: لم أر شراً قط في حياتي، وحينما يرى من شرد عن الله مكانه في النار يقول: لم أر خيراً قط.

 

بطولة الإنسان أن يعيش المستقبل لأن الموت عرس المؤمن :

     أيها الأخوة، كل بطولتك أن تعيش المستقبل، أن تعيش أخطر حدث مستقبلي مغادرة الدنيا، إلى أين ؟ من بيت إلى قبر، ماذا في القبر ؟ في القبر روضة من رياض الجنة إذا كنت مؤمناً، لذلك أيها الأخوة:

﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) ﴾

( سورة يس)

     والله قرأت تاريخ سبعين صحابياً، ودرستهم جميعاً من فضل الله، والله قاسم واحد مشترك، أنهم كانوا جميعاً في أعلى درجات سعادتهم عند لقاء ربهم، دققوا كل بطولتك أن تجعل ما يعده الناس مصاباً، أن تجعل الموت، فرحة:

(( للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَ فَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ))

[مالك و أحمد عن أبي هريرة ]

     الموت عرس المؤمن:

(( تحفة المؤمن الموت ))

[ أخرجه الطبراني، وأبو نعيم، والحاكم، والبيهقي، عن ابن عمر ].

     اجعل المصيبة الأولى في الحياة اجعلها عرساً، اجعلها فرحة، الإنسان حينما يولد كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده، فإذا وافته المنية كل من حوله يبكي فإذا كان بطلاً عملاقاً يضحك وحده:

﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) ﴾

( سورة يس)

     وا كربتاه يا أبت، قال: لا كرب على أبيك بعد اليوم، غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه.
     كنت مرة في تركيا أعطوني كتاباً قرأته، في الكتاب قصة تأثرت لها كثيراً، عالم كبير من علماء تركيا، عالم جليل، عالم رباني، ألّف كتيباً صغيراً عن حرمة تقليد الأجانب، فلما منع اللباس الإسلامي كلياً، وأجبر المواطنون هناك على اللباس الغربي، وجدوا كتاباً بعكس ذلك، فأودع صاحبه في السجن، يروي القصة صديقه في السجن، قال: هو أخذ رخصة من دائرة المعارف على تأليف الكتاب، ورخصة على طباعته، ورخصة على تداوله، معه ثلاث رخص من الدولة، فليس له أي ذنب إطلاقاً، هذا الإجراء لاحق ونحن عندنا شيء في القانون لا يوجد قانون يعمل به رجوعاً إلى الوراء مستحيل هذا خلاف المنطق، خلاف العدل، خلاف الرحمة، بدأ يكتب مذكرة، يقول صديقه: المذكرة وصلت إلى ثمانين صفحة، معه حق، هو فقير، فجأة في أحد الأيام استيقظ ومزق المذكرة كلها، جهد شهر مزقها، صديقه صعق لما فعلت هذا ؟ـ يقول: والله ما رأيته في حياتي في كل هذه الأيام بيوم فيه فرح وسرور وتألق وإقبال كهذا اليوم ـ قال له: رأيت النبي عليه الصلاة والسلام قال لي: أنت غداً ضيفنا، وفي اليوم الثاني أعدم، على الشبكية أعدم أما عند الله ضيف.

 

بطولة الإنسان أن يكون محباً لله :

     البطولة أن تكون محباً لله، أو أن يحبك الله:

(( فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     إله الكون خالق السماوات والأرض قال:

(( فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     تسعى إلى من ؟ إلى أن تحبك زوجتك ؟ إلى أن يحبك مدير مؤسستك ؟ خالق السماوات والأرض بيده كل البشر، بيده الأقوياء، بيده الضعفاء، بيده الصحة، بيده زوجتك، بيده أولادك، بيده سعادتك، إقبالك، إذا أحبك الله ماذا تنتظر ؟
     يا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك ؟

فـلو شاهدت عيناك من حسننا      الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا      خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـا
ولو ذقت مـن طعم المحبة ذرة      عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة      لمـــت غريباً واشتياقاً لقربنا
* * *

شعور الإنسان بأن الله سيوفقه و لن يتخلى عنه يحتاج إلى استقامة على أمره :

     أيها الأخوة الكرام، الدين فيه نصوص، وفيه أبحاث، وفيه حقائق، وبالدين يوجد صلة بالله، هناك خشوع بالصلاة، بكاء بالصلاة، شعور أن الله يحبك، شعور أن الله يدافع عنك، شعور أن الله لا يتخلى عنك، شعور أن الله سيوفقك، هذا الشعور يحتاج إلى استقامة، وما لم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئاً:

(( فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ـ صار مستجاب الدعاء ـ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 

من ضيع فريضة ابتلاه الله بتضييع السنن :

     أيها الأخوة الكرام، الحقيقة الدقيقة لم يضيع أحد فريضة إلا ابتلاه الله بتضييع السنن، ولم يبلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع:

(( ثلاث صاحبهن جواد مقتصد ـ منضبط ـ فرائض الله يقيمها ويتقي السوء ويُقِلّ الغفلة، وثلاث لا تحقرن خيراً تبتغيه))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، ركب الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً: قال: ما أنتما بأقوى مني على السير، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
     له أجر أن يمشي، هناك شخص إذا لم يكن العمل الدعوي كبير لا يقدم عليه، هو مقامه كبير، لا يخدم إنساناً، ولا يلبي حاجة إنسان، هو فوق ذلك، ما أنا بأغنى منكما عن الأجر.

(( لا تحقرن خيراً تبتغيه ))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

الأعمال الصالحة فقط هي التي تفيد الإنسان بعد موته :

     قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، ذهب موسى عليه السلام ليأتي بالنار لأهله فناجاه الله عز وجل، كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، قد تذهب لعيادة مريض يفتح الله عليك خيراً لا يعلمه إلا الله:

(( لا تحقرن خيراً تبتغيه ولا شراً))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     أعوذ بك مما أهتم له ومما لا أهتم له، هناك أشياء صغيرة تنقلب إلى كارثة، تنقلب إلى دمار كبير، إلى حرق المستودعات كلها، إلى مئة مليون خسارة، من شرارة، أعوذ بك مما أهتم له ومما لا أهتم له

(( ولا يكبرن عليك ذنب ))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     وسعت رحمتي كل شيء:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾

( سورة الزمر الآية: 53 )

(( وإياك واللعب))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     مسلسلات، ورحلات، ولقاءات، وغيبة، ونميمة، ومطاعم، وسهر:

(( وإياك واللعب فإنك لن تصيب به دنيا ولن تدرك به آخرة))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     إذا الإنسان لم ينم من ألم أسنانه، وكان حاضراً خمسين وليمة سابقاً لو تذكرهم واحدة واحدة يذهب الألم ؟ هناك أشياء في الدنيا ليس لها أثر مستقبلي، متعة تنتهي ليس لك أجر، هل يقال أن فلاناً حضر ثلاثين وليمة وهو ميت من باب التأبين ؟ ما شاء الله حضر خمسين وليمة، وأكل طعاماً لذيذاً بزمانه، لا يحكى هذا، لا يحكى عند الموت إلا أعمالك الصالحة فقط:

(( فإنك لن تصيب به دنيا، ولن تدرك به آخرةk ولن ترضي به المليكk وإنما خلقت النار لسخطه، وإني أحذرك سخط الله عز وجل.))

[عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ]

     هذا عبد الله بن عمرو بن العاص.

 

النوافل يرقى بها الإنسان عند الله و الفرائض يسلم بها :

     أيها الأخوة أداء الفرائض الصلوات الخمس، صيام رمضان، أداء الزكاة، حج البيت، هذه الفرائض إذا خلصت فيها النية لله تعالى لا يعدلها عمل آخر يقرب إلى الله تعالى.
     أيها الأخوة الكرام: قال: أما النوافل فترفع من مكانة العبد عند ربه، أي بالتعبير المدني شخص دفع الضريبة للمالية، مبلغ ضخم، ليس من المعقول أن يقام له حفل تكريم، لأن هذا واجب عليه، أمة تعيش على الضرائب، بلد دخله من الضرائب، فالجامعات، و المدارس، و الطرق، و كل شيء يحتاج إلى مال، و المال يجبى من الشعب كضريبة، فإذا أدى المواطن ما عليه من ضريبة لا يُكرم، أما إذا قدّم بناء ضخماً ليكون جامعة هدية للدولة يقام له حفل تكريمي، فالفرق بين الفرائض و النوافل، النوافل ترقى بها عند الله، الفرائض تسلم بها، لذلك:

(( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ))

[ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

     أيها الأخوة: هذه الفرائض إذا خلصت فيها النية لا يعدلها عمل آخر يقرب من الله تعالى، و هذه النوافل ترفع مكانة العبد عند ربه حتى يصطفيه الله، و يجعله من خاصة عباده الصالحين الذين يحبهم و يحبونه.
     حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

 

* * *

الخطبة الثانية :

     الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين.

العناق و التقبيل أحد أكبر أسباب انتقال مرض أنفلونزا الخنازير فعلينا تجنبهما :

     أيها الأخوة، لا يغيب عن أذهانكم أن مرض أنفلونزا الخنازير بدأ بالانتشار و الاتساع ووصل إلى رقم كبير جداً، المرض وصل إلى بلدنا، و الأعداد تنمو، وفيما حولنا أعداد كبيرة جداً، فلذلك الإنسان حينما يضيع صحته بتقصيره يحاسب عند الله، صحتك ملك أهلك، و ملك أولادك، و ملك أمتك، و ملك المسلمين، فأنت منتج فإذا أصيب الإنسان بصحته أصبح مستهلكاً، ثم أصبح عالة و قد يتوفاه الله، و الوفيات الآن أرقامها كبيرة جداً بهذا المرض.
     بشكل سريع: نحن ألفنا العناق و التقبيل، الآن يجب أن تحذروا هذا، العناق و التقبيل أحد أكبر أسباب انتقال المرض، هذا لمصلحتك لا لمصلحة أحد، أي إنسان قد يكون مصاباً بهذا المرض أو حاملاً له، الآن يجب غسل اليدين باستمرار، عقب لقاء، عقب مصافحات كثيرة غسل اليدين باستمرار، أنا ذكرت قبل أسبوعين أو ثلاثة بعض الوصايا، أخذتها من منظمة الصحة العالمية.

الدعاء :

     اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور