2002-01-04
بسم الله الرحمن الرحيم ، أعزائي الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
الإيمان مرتبة علميّة و أخلاقيّة :
الإنسان أيها الأخوة هو المخلوق المكلف ، لقوله تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
هذه اللام لام التعليل ، أي أن علة وجود من على سطح الأرض أن يعبد الله ، ولكن ما تعريف العبادة ؟ إنها طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، إنها غاية الخضوع ، وغاية الحب ، فمن أحبّ الله ولم يطعه لا تعد هذه عبادة ، ومن أطاع الله ولم يحبه لا تعد هذه عبادة ، فالعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .أنواع العلم :
ولكن أيها الأخوة ، أي علم هذا المنجي ؟ هناك علم بخلق الله ، فكل الظواهر الفلكية والفيزيائية والكيميائية والطبية ، وكل حقائق التاريخ و الجغرافيا ، وما إلى ذلك هذا علم بخلقه ، وجامعات العالم كلها متخصصة في تعليم الطلاب القوانين التي تنتظم خلق الله عز وجل ، هناك علم بأمره ، افعل ولا تفعل ، وهذا منوط بكلية الشريعة في العالم الإسلامي ، هناك علم بخلقه ، وهناك علم بأمره ، وهناك علم به .﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
أنت حينما تعرف الله عز وجل تحبه ، مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعرفه ، ثم لا تحبه :تعصي الإله و أنت تظهر حبه ذاك لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعتــــــــــه إن المحـب لمن يحب مطيـــع
***
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
فالإنسان مفطور على حبّ وجوده ، وعلى حبّ سلامة وجوده ، وعلى حبّ كمال وجوده ، وعلى حبّ استمرار وجوده ، ويشقى الإنسان حينما يخطئ وسائل السعادة , وحينما يخطئ الهدف .في العبادة جانب معرفي وسلوكي وجمالي :
أيها الأخوة الأحباب ؛ العلم هو الذي يشرف الإنسان ، العلم هو الذي يؤكد في الإنسان إنسانيته ، وفي العبادة جانب معرفي ، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ، أو على كل مسلم ومسلمة ، أو على كل شخص مسلم ، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، ولو اتخذه لعلمه .(( فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ))
هذا الجانب المعرفي هو الأصل ، لأنه ما من حركة يمكن أن تتحسسها إلا من خلال العلم ، لذلك كن عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك .و لو شاهدت عيناك من حسننـــا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـــــــا
و لو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا
و لو ذقت من طعم المحبــــة ذرة عذرت الذي أضحـــــى قتيلا بحبـنا
و لو نسمت من قربنا لك نسمـة لمــت غريباً و اشتياقاً لقربـنـــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــــى سهولتــه قلنا له قد جفوتنـــــــــــــا
***
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
أنواع العبادة :
أيها الأخوة الكرام ؛ هناك في العبادة نوعان كبيران : عبادة تعاملية ، وعبادة شعائرية ، فالعبادة التعاملية هي المنهج التفصيلي الذي أمرنا أن نتبعه ، لقد أمرنا بالصدق ، وأمرنا بإنجاز الوعد ، والوفاء بالعهد ، أمرنا بالأمانة ، أمرنا بالعفة ، هكذا قال سيدنا جعفر حينما سأله النجاشي عن الإسلام قال :
(( أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الرحم ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف صدقه ، وأمانته ، وعفته ، ونسبه))
هذه أركان الأخلاق ، إن حدثك المؤمن فهو صادق ، وإن عاملك فهو أمين ، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف .أدلة عن العلاقة بين العبادة التعاملية و الشعائرية :
إليكم الأدلة ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
أرأيتم إلى علاقة العبادة التعاملية بالعبادة الشعائرية ؟(( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا ، وَصِيَامِهَا ، وَصَدَقَتِهَا ، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ، قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ))
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، قَالَ : فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، لَا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا ، وَلَا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِهَا ، وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا ، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ))
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ؟ جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
هؤلاء يجعل الله أعمالهم هباء منثوراً ، وإن الذي يحج بيت الله الحرام بمال حرام يضع رجله في الركاب ، ويقول : لبيك اللهم لبيك ، يناديه مناد : أن لا لبيك ، ولا سعديك ، وحجك مردود عليك ، وإذا أنفق الإنسان مالاً من حرام :﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ﴾
بل إنك إذا قلت : لا إله إلا الله ، يقول عليه الصلاة والسلام : " من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة قيل : و ما حقها يا رسول الله ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله ".المفهوم الشمولي للعبادة :
أيها الأخوة الكرام ؛ شيء آخر في العبادة ، العبادة ذات مفهوم شمولي ، هناك عبادة هوية ، أي من أنت ؟ أنت غني ؟ عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي ؟ عبادتك الأولى أن تنصف المظلوم ، وأن تحق الحق ، أنت عالم ؟ عبادتك الأولى أن تعلم العلم ، أنتِ امرأة ؟ عبادتك الأولى أن تحسني رعاية زوجك وأولادك ، فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :(( اعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعّل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))
إذاً هناك عبادة الهوية ، أقامك الله غنياً عليك أن تنفق المال ، أقامك الله عالماً عليك أن تعلم العلم ، أقامك الله قوياً عليك أن تأخذ بيد الضعيف ، وأن تنصفه من القوي ، أقامك الله امرأة عليك أن تحسني رعاية زوجك وأولادك .حبذا المال أصون به عرضي وأتقرّب به إلى ربــي
***
أعمال المؤمن العادية إذا رافقتها نوايا عالية تنقلب إلى عبادات :
أيها الأخوة الأحباب ؛ أعمال المؤمن العادية إذا رافقتها نوايا عالية تنقلب إلى عبادات ، بينما عبادات المنافق الخالصة تنقلب إلى سيئات ، هذه حقيقة مهمة جداً ، فأنت حينما تكسب المال الحلال ، وتنفقه في سبيل الله هذه عبادة ، ولكن إذا طريق كسب المال سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تكون غنياً ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ . . .))
لأن خيارات المؤمن الغني القوي أكثر رحابة من خيارات المؤمن الضعيف ، ولكن إذا كان طريق كسب المال محفوفاً بالمعاصي والآثام فينبغي أن تكون بعيداً عن المعاصي والآثام ، عندئذ أنت معذور عند الله ، هناك فقر الكسل ، وهذا عند الله مذموم ، وهو فقر القدر ، وهذا عند الله معذور ، وهناك فقر الإنفاق ، وهذا عند الله مستحسن .أول عبادة للمسلم ترسيخ حقائق الدين إذا كثرت الفتن و الضلالات :
أيها الأخوة الكرام ؛ ثم إن الطرف الآخر إذا أراد إذلالنا فترسيخ حقائق الدين ، توضيح عقيدة المسلمين ، نشر الفضائل الإسلامية ، بيان أحكام الكتاب والسنة ، هذا يعد أول عبادة إذا كثرت الضلالات ، وشاعت الترهات ، ودخل الحق في الباطل ، لابد من توضيح الحق :
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ﴾
إذاً حينما توضح معالم الدين ، تأتي بالدليل التفصيلي ، ترد على الشبه ، ترد على الضلالات ، حينما تتوضح معالم الدين فهذه أول عبادة ، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( ما من كلمة أحب إلى الله من كلمة الحق ))
الإنسان أحياناً من كلمة صادقة ينشر هداية في الآفاق :﴿ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ﴾
وحينما يريد الطرف الآخر إفسادنا عن طريق هذه المناشط التي تفسد الأخلاق ، وعن طريق أجهزة وأدوات تحطم القيم لابد من أسلمة هذه الأجهزة والأدوات ، ولابد من مناشط نظيفة تحفظ لأجيالنا خلقها وقيمها وعقيدتها ، إذاً حينما يعم الفساد في الأرض كما قال الله عز وجل :﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
حينما نعيش فتناً ، وحينما نعيش ضلالات ، وحينما نخشى على أبنائنا الانحراف ينبغي أن نهيئ لهم مناشط نظيفة تقي عقيدتهم ، وتقي سلوكهم من الانحراف ، وهذا أيضاً عبادة من العبادات .((اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ ، بِأَبِي جَهْلٍ ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ : وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ ))
سرّ به ، ورحب به ، في أثناء طوافه حول الكعبة داس بدوي من فزارة طرف ردائه، فما كان من هذا الملك الذي أسلم حديثاً إلا أن ضرب هذا البدوي ضربة هشمت أنفه ، ماذا يفعل هذا البدوي ؟ ذهب إلى عمر ، وشكاه ، سيدنا عمر استدعى جبلةً ، قال : أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ قال : لست ممن ينكر شيئاً ، أنا أدبت الفتى ، أدركت حقي بيدي ، هذا الحوار صيغ شعراً ، قال : يا بن أيهم ، أرضِ الفتى ، لابد من إرضائه ، مازال ظفرك عالقاً بدمائه ، أو يهشمن الآن أنفك ، وتنال ما فعلته كفك ، قال : كيف ذاك يا أمير ، هو سوقة ، وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ قال عمر : نزوات الجاهلية ، ورياح العنجهية ، قد دفناها ، أقمنا فوقها صرحاً جديداً ، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً ، قال جبلة: كان وهماً ما جرى في خلدي أني عندك أقوى وأعز ، أنا مرتد إذا أكرهتني ، قال : عنق المرتد بالسيف تحز ، عالم نبنيه ، كل صدع فيه بشبا السيف يداوى ، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى .الزمن أثمن شيء يملكه الإنسان :
الإنسان أيها الأخوة بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي : يا بن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ، ذلك أن الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، وهذا الزمن الذي هو أثمن شيء نملكه ، وهذا الثمن الذي هو رأس ماله الوحيد ، هذا الثمن هو الذي ينبغي أن يستهلكه استهلاكاً استثمارياً ، لا استهلاكاً تافهاً ، الزمن ينفق استهلاكاً ، وينفق استثماراً ، فإذا أكلنا ، وشربنا ، واستلقينا ، وذهبنا إلى النزهات فقط ، ولم نحمل رسالة ، ولم نحمل هماً ، ولم نؤدِ واجباً ، ولم نحقق شيئاً ، نحن أنفقنا الزمن استهلاكاً ، أما إذا آمنا بالله ، وعرفنا الحقيقة العظمى ، وعملنا وفق توجيهاتها ، ودعونا إلى الله دعوة كفرض عين ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ...))
ثم تعرفنا إلى خالقنا جل وعلا نكون قد أنفقنا هذا الوقت استثماراً ، قال تعالى :﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال عن هذه السورة : " إنها تكفي المؤمن ، لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم " ، وقال عن قوله تعالى :﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
هذه أركان النجاة ، فلا بورك لي في يوم لم أزدد فيه من الله علماً ، ولا بورك لي في يوم لم أزدد فيه من الله قرباً .