وضع داكن
25-04-2024
Logo
سؤال وجواب - الحلقة : 3 - الزكاة والقرآن الكريم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

 أعزائي المستمعين أسعد الله أوقاتكم ، وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج : "سؤال وجواب" .
 أيها الأعزاء ؛ السؤال الأول في حلقة اليوم ورد من المستمع راشد أبو الفضل من محافظة الحسكة ، يقول في سؤاله :
 هل يتوجب على الإنسان دفع الزكاة على امتلاك الأرض الزراعية ؟
 وما هي كمية أدائها في هذه الحالة ؟
 ولماذا سميت الزكاة زكاة ؟
 يجيب عن هذا السؤال الأستاذ محمد راتب النابلسي .

الزكاة هي أول مظهر من مظاهر شكر الله سبحانه وتعالى :

 قال تعالى :

﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة يس : 33-35 ]

 أجل إنّ ما تخرجه الأرض من زرع وثمر إنما هو من فضل الله تعالى ، ومن عمل يده سبحانه ، لا من عمل أيدينا القاصرة ، هو جلّ جلاله الزارع المنبت حقيقة ، لا نحن الزارعون، فلا عجب أن يطالبنا سبحانه وتعالى بالشكر على هذه النعمة السابغة التي جاءتنا عفواً صفواً ، وأكلنا منها هنيئاً مريئاً .

﴿لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾

[ سورة يس : 35 ]

 وأول مظاهر الشكر أداء الزكاة مما خرج من الأرض وفاءً ببعض حقه سبحانه وتعالى ، ومواساةً للمحتاجين من خلقه ، وإسهاماً في نصرة دينه ، هذه الزكاة عرفت في الفقه الإسلامي بأنها زكاة الزروع والثمار .
 هذه الزكاة لا يشترط فيها حولان الحول ، بل تجب بمجرد الحصول عليها ، أما الأرض إذا اشتريت وبيعت بقصد تحقيق الربح ، أصبحت عروضاً تجاريةً ، تجب الزكاة في ثمنها لا في إنتاجها ، وبنسبة اثنين ونصف في المئة وعندئذٍ يشترط حولان الحول .
 أما إذا زرعت الأرض فالزكاة تجب في كل ما أخرجته من نبات ، وتدفع يوم الحصاد من عين الإنتاج ، أو من ثمنه ، بحسب مصلحة الفقير ، وبنسبة العشر للأراضي البعلية، ونصف العشر للأراضي المروية ، من دون أن تحسم المصاريف لأن الأرض المروية التي تستلزم المصاريف خفضت زكاتها إلى النصف ، قال تعالى :

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾

[ سورة التوبة : 103 ]

الزكاة موقف عملي مبني على البذل والعطاء :

 وقد سميت الزكاة صدقةً لأنها موقف عملي مبني على البذل والعطاء ، وهو يؤكد صدق إيمان المؤمن ، وسميت زكاة لأنها تطهر نفس المزكي ، وتطهر نفس المزكى ، وتطهر المال نفسه ، وتنمي وتطهر الغني من الشح ، وتطهر الفقير من الحقد ، وتطهر المال من تعلق حق الغير به ، وتنمي نفس الغني ، فيشعر بقيمته الاجتماعية من خلال عمله الطيب ، وتنمي نفس الفقير ، حينما يرى أن مجتمعه مهتم به ، وبأحواله المعاشية ، وتنمي المال من خلال ارتفاع القوة الشرائية لدى الفقير ، وتنميه وتحفظه من خلال العناية الإلهية المباشرة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :

((حصنوا أموالكم بالزكاة ))

[رواه الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

 وقال أيضاً :

(( ما تلف مال في بر أو بحر إلا بحبس الزكاة ))

[ أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ]

تحميل النص

إخفاء الصور