وضع داكن
16-04-2024
Logo
سنريهم آياتنا - الندوة : 27 - آيات خلق الكون، المشيمة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

وسائل الطب الوقائي في الإسلام ؟

مقدمة:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يقول الله عز وجل:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾

[ سورة فصلت الآية: 53 ]

مرة أخرى، أهلاً بكم مشاهدينا الكرام، إلى حلقةٍ جديدة من برنامج:" سنريهم آياتنا"، الذي يتناول في موضوعاته الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، ويسعدني أن أحاور فيه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، مرحباً بكم.

الدكتور راتب:

بكم أستاذ معتز، جزاك الله خيراً.

الأستاذ معتز:

أستاذي الكريم، تحدثنا عن آيات الله التي تشير إلى عظمة الخلق في هذا الكون الشاسع، وخصوصاً تلك المتعلقة بالنجم الثاقب، والسماء ذات البروج، حبذا لو تابعنا في ذلك.

كل أمر في القرآن يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب

الدكتور راتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين.
أستاذ معتز حينما يأمرنا ربنا، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب قال علماء الأصول: ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب، مثلاً:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف الآية: 29 ]

فليكفر، أمر، هذا أمر تهديد:

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾

[ سورة النور الآية: 132 ]

هذا أمر لكنه أمر ندب:

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾

[ سورة البقرة الآية: 187 ]

هذا أمر إباحة، لكن الأصل أن كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب، فإذا قال الله عز وجل و أمر:

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة يونس الآية: 101 ]

أمر إلهي.

النظر في السماوات و الأرض أمر من أوامر القرآن الكريم:

الخطأ الكبير الذي وقع به المسلمون أنهم توهموا أن دينهم هو عبادات شعائرية ليس غير، وغاب عنهم أن كل أمر في القرآن الكريم فضلاً عن العبادات الشعائرية هو أمر تعبدي تعاملي، فهذا أمر من أوامر القرآن الكريم،

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

ماذا في السماوات والأرض؟ من الثابت أن الأرض تدور حول الشمس هذه الدورة في مسار بيضوي، أو اهليلجي، ما معنى مسار بيضوي؟ أي أنه قريب من الدائرة لكنه مفلطح، له قطران: أصغر، وأطول، فالأرض على قطره الطويل، وهي باتجاه القطر القصير، وصلت الأرض إلى قريب من القطر الأصغر يحكم حركة النجوم قانون الجاذبية، وهذا القانون من عوامله المسافة والكتلة، فكلما كبرت الكتلة ازداد جذب ما حولها إليها، وكلما قلّت المسافة ازداد الجذب، جَذب الأصغر إلى الأكبر، فالأرض تدور حول الشمس، الآن اقتربت من القطر الأصغر هناك احتمال كبير أن تنجذب الأرض إلى الشمس، وإذا انجذبت الأرض إلى الشمس تبخرت في ثانية، لأن الحرارة في الشمس في مركزها عشرون مليون درجة، على سطحها ستة آلاف درجة، فإذا انجذبت الأرض إلى الشمس تبخرت في ثانية، وانتهت الحياة، والأرض مادة، والمادة غير عاقلة، ما الذي يحدث؟ ترفع الأرض سرعتها إذا اقتربت من القطر الأصغر، يتأتى من رفع هذه السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة، فتبقى على مسارها.

الأستاذ معتز:

ما الدليل من القرآن الكريم؟

دليل من القران الكريم على عظمة الخالق سبحانه:

الدكتور راتب:

بارك الله بك على هذا السؤال، الدليل:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

معنى تزول أي تنحرف عن مسارها، هناك نعمة لا تعدلها نعمة، أن الأرض تبقى على مسارها، لأنها لو تفلتت من جاذبية الشمس لانتهت الحياة، انتهت الحياة أولاً بتبخر الأرض كلها، وانتهت الحياة ثانياً أن الأرض إذا تاهت في الفضاء الخارجي أصبحت قبراً جليدياً، لذلك لئلا تنجذب الأرض إلى الشمس بفعل اقتراب المسافة بينهما ـ وكلما قلّت المسافة ازدادت الجاذبية ـ ترفع الأرض سرعتها، هي عاقلة؟ هي درست قوانين الحركة؟ درست قوانين الجاذبية؟

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾

[ سورة الزمر الآية: 67 ]

الآن حينما رفعت الأرض سرعتها ونشأت من هذه السرعة الزائدة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة بقيت على مسارها:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

تتابع الأرض رحلتها، الآن تقترب من القطر الأطول، الآن بحسب قانون الجاذبية، إذا زادت المسافة ضعفت الجاذبية، هناك احتمال كبير أن تتفلت الأرض من جاذبية الشمس، وإذا تفلتت مضت في الفضاء الخارجي، وأصبحت قبراً جليدياً، الحرارة مئتان وسبعون تحت الصفر، هذا سماه العلماء الصفر المطلق، عندئذ تنتهي الحياة، تنتهي الحياة إذا انجذبت إلى الشمس، وتنتهي الحياة إذا تفلتت من جاذبية الشمس.

حكمة الله عز وجل في بقاء الأرض على مسارها:

يد من؟ قدرة من؟ حكمة من تبقي الأرض على مسارها؟

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

الآن إذا اقتربت الأرض من القطر الأطول، وكان هناك احتمال أن تتفلت من جاذبية الشمس، وتمضي في الفضاء الخارجي حتى تصبح قبراً جليدياً، ماذا يحصل؟ تخفض الأرض سرعتها لينشأ من تخفيض السرعة قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل، فتبقى على مسارها:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

الأستاذ معتز:

وذلك كله لحكم.

معاني أنْ تزُولا:

الدكتور راتب:

لكن الذي يلفت النظر أن كلمة أن تزولا، زال الشيء خرج عن مساره، زالت الشمس عن كبد السماء دخل وقت الظهر، حينما لا يكون للعمود القائم ظل تكون في كبد السماء، فإذا زالت صار له ظل، إذاً دخل وقت الظهر، هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني: زال الشيء تلاشى، فلذلك الآية الكريمة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

المعنى الأول أن تنحرف، والمعنى الثاني أن تتلاشى، يد من؟ قدرة من؟ علم من؟ حكمة من؟

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة يونس الآية: 101 ]

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾

[ سورة لقمان الآية: 11 ]

هذا الإله العظيم ألا يخطب وده؟ ألا ترجى جنته؟ ألا تخشى ناره؟

قدرة الله عز وجل في رفع السماء بغير عمد يراها الإنسان:

الآن جاء عالم وقال: لو أن الأرض تفلتت من جاذبية الشمس ـ الموضوع كله افتراض علمي ـ لو أردنا أن نرجعها للشمس لاحتجنا لمليون مليون كبل فولاذي، وكما نعلم أن الفولاذ أمتن عنصر على الإطلاق في الأرض، يعبر عن متانته بأنه العنصر الأول، يقاوم قوى الشد، الشيء الذي يقاوم قوى الشد يسمى متيناً، أما الألماس هو أقسى عنصر يقاوم قوى الضغط، هناك قوى شد وقوى ضغط، الإسمنت مثلاً عالي القدرة في تحمل الضغط، أي السنتمتر المكعب من الإسمنت يتحمل خمسمئة كيلو، أما على قوى الشد لا يتحمل خمسة كيلو، لذلك الإسمنت يحتاج إلى حديد، إسمنت مسلح، أعلى عنصر يتحمل الضغط الألماس، أعلى عنصر يتحمل الشد هو الفولاذ المضفور، لذلك المصاعد الكهربائية ـ التلفريك ـ في العالم، الجسور المعلقة كلها من الفولاذ المضفور.
إذا أردنا أن نرجع الأرض إلى حظيرة الشمس نحتاج إلى مليون مليون حبل، قطر الحبل خمسة أمتار، أي يحمل مليوني طن، أي الأرض مرتبطة بالشمس بقوة تساوي مليون مليون ضرب مليوني طن، هذه القوة قوة جذب الشمس إلى الأرض، هذه القوة من أجل أن تحرفها ثلاثة ميلي كل ثانية، ليكون هذا الانحراف مؤدياً لمسار مغلق حول الشمس.
الشيء اللطيف، هذه الحبال لو زرعناها على سطح الأرض لفوجئنا أن بين الحبلين مسافة خمسة أمتار فقط، نحن أمام غابة من الفولاذ، لا يوجد ملاحة، ولا بناء، ولا طيران، ولا زراعة، ولا أشعة شمس، نحن في غابة حبال، تعطل كل شيء، لأن قوى الجذب تجسدت بحبال، أما هي الآن بلا حبال، الله عز وجل لطيف، هناك قوى كبيرة جداً تربط الأرض بالشمس دون أن تراها، الآن ليتك تسألني ما الآية الكريمة التي تدل على ذلك؟

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾

[سورة الرعد: 2]

أي لا ترونها، نحن أردنا أن نجسد قوة جذب الأرض إلى الشمس بهذا المثل، مليون مليون حبل، قوة شد كل حبل تقدر بمليوني طن، الحقيقة هذه القوة قائمة دون أن نراها، هذه قوى الجذب، أي الإنسان لا يقدر إطلاقاً أن يبني بناء من عشرة طوابق وليس مرتبطاً بالأرض، هذا فوق طاقة البشر، تصور كلية الطب عندنا عشرة طوابق تحتها فراغ عشرة أمتار من دون أي علاقة بالأرض، هذا فوق طاقة أهل الأرض مجتمعين.

التوازن الحركي يفوق طاقة العقل البشري

لو جئنا بكتلتين مغناطيسيتين، و وضعناهما على سطح صقيل، وجئنا بكرة معدنية من الفولاذ، كل حساباتنا لا تكفي أن نضعها في مكان بحيث تتساوى جاذبية كل كتلة مع الجاذبية الثانية فتبقى في مكانها، فوق طاقة البشر، لأنها لو انحرفت واحد على ألف من المليمتر انجذبت، أن تبقى هذه الكرة في الوسط تماماً تحتاج إلى حسابات دقيقة، الشيء نظري لكنه غير عملي، فما قولك إذا كان هناك ثلاث كتل، الاقتراح الثالث ما قولك إذا كان هناك ثلاث كتل متفاوتة بالحجم، وكل كتلة لها جاذبية؟ ما قولك إذا كان هناك مجموعة كبيرة من الكتل متفاوتة بالحجم، ونحن نريد أن نضع كرة بين كل هذه الكتل بحسابات دقيقة جداً بحيث لا تنجذب إلى إحداها؟ ما قولك إذا كانت هذه الكتل في فراغ ـ الحديث عن سطح ـ ؟ بل ما قولك إذا كانت كل هذه الكتل متحركة وبالفراغ وبأحجام متفاوتة والمحصلة توازن، هذا عبر عنه العلماء بالتوازن الحركي، شيء يفوق طاقة العقل البشري، لذلك قال تعالى:

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة يونس الآية: 101 ]

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران الآيات: 190-191 ]

الأستاذ معتز:

هل ذلك ينسحب على جميع المجرات ؟

لو لم يتحرك الكون لاجتمع في كتلة واحدة وانتهت الحياة"

الدكتور راتب:

الكون كله بهذا النظام، بعض العلماء قالوا: لو أن الحركة انعدمت لأصبح الكون كله كتلة واحدة، بالحركة ينشأ عندنا قوة جذب، حتى أوضحها لأخوتي المشاهدين أمسك وعاء من الماء وأدره، إذا صار القعر نحو الأعلى والفوهة نحو الأسفل الماء لا يقع لماذا؟ لأن هناك قوة نابذة معاكسة لمركز الدوران، هذا مبدأ تنشيف الغسيل بالغسالات، لو أن الكون لا يتحرك، لاجتمع في كتلة واحدة وانتهت الحياة، كل شيء في مساره:

﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾

[ سورة يس الآية: 40]

قانون الجاذبية يحكم الكون، هذا قانون شمولي، والقوانين كما تعلم مطردة وشاملة، هذا نموذج في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر الآية: 41 ]

وفي قوله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾

[سورة الرعد الآية: 2]

الأستاذ معتز:

مما قرأته أن ساعة Big Benتضبط على حركة مذنب.

 

الموضوع العلمي :

الغشاء العاقل أية من ايات الله الدالة على عظمته:

الدكتور راتب:

الآن جاء دور المادة العلمية، ولا زلنا في الإنسان، الحقيقة أن في خلق الإنسان شيئاً يكاد لا يصدق، هو أن المرأة حينما تلد ينزل مع المولود قرصاً لحمياً يسمى عند الأطباء المشيمة ـ يسميه العوام الخلاص ـ في هذا القرص تجتمع دورة دم الأم مع دورة دم الجنين، ولدورة الأم زمرة ولدورة دم الجنين زمرة ولا يختلطان، لو أن امرأة على وجه الولادة أعطيناها دماً من زمرة غير زمرتها لماتت فوراً بانحلال الدم، يجتمع في هذا القرص ـ المشيمة ـ دم الجنين ودم الأم ولا يختلطان، بينهما غشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل، لأنه يقوم بأعمال تفوق حدّ الخيال، هذا الغشاء يأخذ من دم الأم الأوكسجين، ويأخذ السكر، والأنسولين، ويطرحه في دم الجنين، صار في دم الجنين أوكسجين، وسكر، وأنسولين، يحترق السكر بفعل الأوكسجين عن طريق الأنسولين، تنشأ طاقة، حرارة الجنين سبع وثلاثون، أما الفضلات ثاني أكسيد الكربون فيأتي الغشاء العاقل ويأخذ هذه الفضلات من دم الجنين يطرحه في دم الأم، نَفَس الأم [ زفير الأم ] جزء منه نَفَس جنينها، الآن الغشاء العاقل يأخذ من دم الأم مناعتها، جميع اللقاحات التي لقحت بها في صغرها حتى الولادة، وجميع الأمراض التي أورثتها مناعة معينة، يأخذ عوامل مناعة الأم من دم الأم ويأخذها ليطرحها في دم الجنين، الغشاء العاقل حجر صحي، لو أن الأم تناولت مواد سامة، وتسممت، المواد السامة لا تنتقل إلى الجنين عبر الغشاء العاقل، لأنه عاقل كما قال الأطباء لكنها قدرة الله وحكمته.

الآن الغشاء العاقل بإمكانه أن يعرف ما يحتاج الجنين من مواد غذائية، كم يحتاج إلى سكر؟ إلى دسم؟ إلى بروتين؟ إلى شحوم ثلاثية؟ إلى فيتامينات؟ إلى معادن؟ إلى أشباه معادن؟ هناك عشرة آلاف بند في التغذية، هذا الغشاء العاقل يعرف ما يحتاجه الجنين، وتتبدل هذه النسب كل ساعة، ينقل هذا الغشاء من دم الأم إلى الجنين وكأنه طبيب ماهر، بل لو ترك أمر الغشاء العاقل إلى نخبة من الأطباء لمات الجنين في ثانية واحدة، هذا خلق الله.
آخر شيء الأم قد تشتهي طعاماً معيناً، هذا الطعام الذي تشتهيه هو حاجة جنينها، غشاء عاقل، هي الحقيقة قدرة الله، يد الله تعمل في الخفاء:

﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

[ سورة النمل الآية: 88 ]

الله عز وجل أودع في الغشاء العاقل خصائص تفوق حدّ الخيال:

الغشاء العاقل يقوم بدور لا يستطيعه أهل الأرض مجتمعين، وكما قلت قبل قليل، لو ترك أمره لأكبر علماء الطب لمات الجنين في ثانية واحدة، وقد أودع الله فيه خصائص تفوق حدّ الخيال لذلك قال تعالى:

﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات الآية: 21 ]

والآن ثبت أن الحبل السريري فيه دم له خصائص عجيبة، لو حفظ هذا الدم في بنوك لهذا الدم، هذا الدم قادر على أن يشكل أي نسيج كالذي حوله، فأي إنسان أصيب بمرض خبيث، يوضع هذا الدم حول هذا النسيج فإذا الدم يصبح نسيجاً مشابهاً لما حوله، كلما تقدم العلم اكتشف حقائق مذهلة، قال بعض العلماء: لم تبتل بعد أقدامنا ببحر المعرفة:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾

[ سورة فصلت الآية: 53 ]

وقال تعالى:

﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات الآية: 21 ]

خاتمة وتوديع:

الأستاذ معتز:

أستاذي الكريم كما في كل حلقة هناك الكثير مما نستفيده عن الكون، والنجوم، والجسم البشري، وهو موضوع برنامجنا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، ونحن على أمل أن نلتقي بك في حلقة قادمة، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، شكراً جزيلاً لك، وأطيب التمنيات.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور